
مهرجان برلين... مخرج "باراسايت" يعرض فيلما ساخرا يحاكي هوس ماسك بالفضاء
يشكل السفر إلى الفضاء بين الكواكب وغرور أثرياء أوساط التكنولوجيا مثل إيلون ماسك موضوع الفيلم الساخر الجديد للمخرج الكوري الجنوبي الشهير بونغ جون هو "ميكي 17" الذي يعرض في مهرجان برلين السينمائي السبت.
يعود كاتب ومخرج فيلم "باراسايت" الحائز جوائز أوسكار عام 2019، إلى الشاشة الكبيرة بفيلم كوميدي قاتم من نوع الخيال العلمي يؤدي بطولته الممثل البريطاني روبرت باتينسون بدور ميكي، وهو مستكشف فضاء شجاع لكنه يتعرض في مسيرته لمطبات كثيرة.
قال بونغ في مهرجان برلين السينمائي إن الفيلم "يتعلق بشخص عاجز، لكنه يتحول بشكل غير متوقع إلى بطل".
تدور الحبكة حول ملياردير مصاب بجنون العظمة يشبه ماسك، يؤدي دوره ببراعة نجم "أفنجرز" مارك روفالو، يستقل مركبة فضائية تسافر لاستعمار كوكب جليدي في مستقبل غير بعيد.
وأوضح بونغ أن بطل القصة ميكي راكب من الطبقة العاملة يتم اختياره لأداء المهام الأكثر خطورة في المركبة.
وأضاف "إنها المرة الأولى التي أتعمق فيها في مدى سخافة الناس وحماقتهم، وكيف يمكن لهذه الحماقة أن تجعلهم في الواقع محبوبين أكثر".
وقد اقتبس المخرج الكوري الجنوبي العمل من كتاب "ميكي 7" للكاتب الخيالي العلمي إدوارد أشتون.
بعد انتقاده اللاذع لحياة الطبقة الراقية في سيول في "باراسايت"، أقر المخرج البالغ 55 عاما بأن فيلمه الجديد يعتمد نبرة أكثر دفئا ويبتعد عن المزاج "القاسي والساخر" لعمله السابق.
هذه ليست أول مرة يعتمد فيها بونغ قصصا استشرافية مليئة بالبؤس في أعماله، إذ صوّر فيلمه "سنوبيرسر" عام 2013 في قطار بعد تجربة فاشلة في مجال تغير المناخ أدت إلى دفع العالم إلى عصر جليدي جديد.
ومن المقرر طرح فيلم "ميكي 17"، وهو إنتاج لشركة وارنر براذرز، أولا في كوريا الجنوبية في 28 شباط قبل عرضه في دور السينما دوليا اعتبارا من 5 آذار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ 3 أيام
- MTV
للمرة الأولى منذ 22 عاماً... جعفر بناهي يعود لمسرح "كان" ويوجه رسالة مؤثرة
ظهر المخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي منعته حكومة طهران من السفر لمدة 15 عاماً، على السجادة الحمراء لمهرجان "كان" السينمائي لحضور العرض الأول لفيلمه "إت ووز جاست أن أكسيدينت" الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. وكانت آخر مرة يحضر فيها بناهي، الذي اعتُقل عدة مرات بسبب إنتاجه السينمائي، إلى المهرجان في 2003 عندما عُرض فيلمه (كريمزن غولد). وشهد المهرجان أيضاً حضور زوجته وابنته، بالإضافة إلى العديد من أعضاء فريق عمله، ومنهم الممثل الرئيسي وحيد مبصري. وذكر متحدث باسم الفيلم أن بناهي 64 عاماً لم يخضع لأي عقوبات رسمية خلال السنوات القليلة الماضية، وأنه لا توجد قضايا منظورة في المحاكم حالياً. في عام 2010، منعت محكمة إيرانية بناهي من صناعة الأفلام أو السفر إلى الخارج بعد إدانته بتهمة "الدعاية ضد النظام". وبكى بناهي بعد العرض الأول للفيلم في مسرح غراند لوميير الفخم، وارتجف صوته وهو يهدي الفيلم إلى المخرجين الممنوعين من التصوير في إيران، ولا سيما المخرجات والممثلات اللاتي دعمن المتظاهرات من أجل حقوق المرأة. وفي مقابلة مع مجلة "سكرين ديلي" نُشرت اليوم، قال بناهي إنه لا يزال مضطراً إلى الحفاظ على سرية عمله والعمل بصورة غير قانونية على الرغم من رفع الحظر. وتدور أحداث فيلم "إت ووز جاست أن أكسيدينت"حول وحيد، الذي يؤدي دوره مبصري والذي يخطف رجلاً بساق صناعية يشبه تماماً الرجل الذي عذبه في السجن ودمر حياته. وينطلق وحيد ليتأكد من ناجين آخرين أن هذا الرجل هو الذي كان يعذبهم بالفعل ثم يقرر ما الذي سيفعله به. وفاز بناهي بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "البالون الأبيض" (وايت بالون) عام 1995، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي لعام 2015 عن فيلمه "سيارة أجرة" (تاكسي) الذي صوره في إيران عندما كان حراً طليقاً بكفالة.


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
عودة مروّعة لـ"فاينل ديستينيشن": ربع قرن من الرعب والتساؤلات الوجودية
بعد أكثر من عقد على صدور آخر أجزائها، تعود سلسلة "Final Destination" إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلمها الجديد "Final Destination: Bloodlines"، حاملة جرعة متجددة من التشويق والرعب والفلسفة القاتمة التي لطالما أسرت جمهورها. الفيلم من إخراج زاك ليبوفكسي وآدم بي. ستاين، ومن إنتاج "وارنر براذرز"، ويضخّ في السلسلة نفساً جديداً من دون أن يخرج عن خطّ الإرث السردي الذي يقوم على فكرة المراوغة المستحيلة للموت. في انطلاقة قوية، تصدّر "Bloodlines" شباك التذاكر في أميركا الشمالية، محققاً إيرادات بلغت 51 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من عرضه، بحسب شركة "إكزبيتر ريليشنز" المتخصصة. ووصف الخبير ديفيد غروس من "فرانشايز إنترتينمنت ريسيرش" هذا الأداء بأنّه "لافت"، مشيراً إلى أنّ الجزء السادس من سلسلة أفلام الرعب نال إشادات واسعة من النقاد والجمهور على حدّ سواء، في مقارنة واضحة مع الجزء السابق الصادر عام 2011، والذي لم يحقّق حينها سوى 18 مليون دولار في أسبوعه الأول. استعادة الرعب الفطريّ في جوهره، يبقى "Bloodlines" وفياً للمعادلة التي صنعت مجد السلسلة: شخصية رئيسية تتلقّى رؤيا مروعة عن كارثة قريبة، فتُنقذ مجموعة من الأشخاص من مصير محتوم، لكنّ الموت - بوصفه قوة خفية لا ترضى بالخسارة - يعود ليطالب بمن أفلتوا منه، واحداً تلو الآخر. لكن هذه المرة، يتوغّل السرد في خلفية عائلية أكثر حميمية، إذ تتبع القصة شابة، تجسّدها كايتلين سانتا خوانا، تكتشف سراً عائلياً مروّعاً: جدتها حاولت في الماضي خداع الموت، والآن يدفع الجميع الثمن. بعناصره البصرية المخيفة، ومشاهد الموت المبتكرة، والتوتر النفسي المتصاعد، ينجح الفيلم في استعادة الرعب الفطري الذي أطلق السلسلة قبل ربع قرن. يومها، أخرج جيمس وونغ الجزء الأول الذي قدّم مفهوماً جديداً: "الشرير" ليس مخلوقاً خارقاً، بل هو الموت ذاته، قوة لا تُرى ولا تُسمع، لكنّها تنفّذ قوانينها الصارمة بإحكام رهيب. هذه الفكرة، المقرونة بحوادث مفاجئة معقّدة - تشبه تفاعلات آلة روب غولدبيرغ - وأسئلة أخلاقية عن الحظ والقدر، أسّست حالة خاصة في تاريخ أفلام الرعب وسلسلة لا تكتفي بإخافة المتفرّج بل تدفعه إلى التفكير أيضاً. السلسلة بعد ربع قرن طوال ربع قرن، حافظت "Final Destination" على جمهور مخلص، بطرحها تساؤلات وجودية حول حتمية الموت، وحرية الاختيار، والقدر المحتوم، وقدرة الإنسان على مواجهة ما لا مفرّ منه. فمن تحطّم الطائرات إلى انحراف الأفعوانيات (rollercoaster) وحوادث الطرق السريعة، نجحت الأفلام في تحويل مخاوف الحياة اليومية إلى مشاهد رعب درامية، وكانت كلّ قصة مرآة لهواجس العصر الحديث، تُحوّل المألوف إلى كابوس بصري رهيب. "Bloodlines" هو في آنٍ معاً مقدّمة سردية وانطلاقة جديدة محدّثة بعد 25 عاماً. يستحضر الفيلم عناصر من تاريخ السلسلة، ويتضمّن إشارات ذكية إلى الأجزاء السابقة من خلال تفاصيل صغيرة ومضامين مألوفة، لكنه يمنحها أبعاداً جديدة في الإخراج والتشويق والانفعالات الإنسانية، ويعيد تقديمها بما يتماشى مع ذائقة الجيل الجديد. وقد حظي الفيلم بإشادة النقّاد لنجاحه في تحقيق توازن بين تصاعد التوتر وتطوير الشخصيات، وهي نقطة ضعف لاحظها البعض في الأجزاء الأخيرة. 25 عاماً منذ ولادة السلسلة، ولا تزال "Final Destination" تطرح المفارقة المرعبة نفسها: أن تنجو من الموت... لتجده يلاحقك! ومع "Bloodlines"، تؤكّد السلسلة أنّ بعض قصص القدر والخوف لا تفقد وهجها، وربما تزداد رعباً مع الزمن.


سيدر نيوز
منذ 4 أيام
- سيدر نيوز
الهرّ الأسود 'فلو' يحذّرنا من الكوارث الآتية
ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالَمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة 'فلو' إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج 'بلندر' (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقَطَ عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم 'نظرة ما' في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. كلّ شيء يغرق يخرج 'فلو' من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل في عودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. ما أسباب حدوث الفيضانات وكيف يجب أن نتصرف عندما تحدث؟ يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع البيولوجي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهدَّدة بالانقراض. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا معاً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي هَمُّ الغذاء وهَمُّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: 'في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعليّ'. يقول دمّر: 'شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة'. أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّطت الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. ويشير مّر إلى أنّ السينما الوثائقية تبدو أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ إنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. ومن بين الأمثلة التي يذكرها، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلُغَة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ – بحسب دمّر – مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. يقول إلياس دمّر إنّ 'هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون'. ويضيف: 'شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان 'كان' الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان 'صندانس' الذي دعم تجارب بيئية مستقلة'. لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال 'أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار'. ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. 'أولها الجمود الجماهيري'، يوضح دمّر، 'فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري'. أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في 'تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة'. ويشير أيضاً إلى أنّ 'بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال'. أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ'التحفّظات الإنتاجية'، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في 'الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب'. لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح 'السينما الخضراء'، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: 'التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات'. ويضيف: 'للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد'. ويختم دمّر بالقول إنّ 'السينما الخضراء ليست حلماً بعيد المنال، لكنها تتطلب تنظيماً حازماً من الهيئات الرسمية، والتزاماً جدياً من داخل الصناعة نفسها، إلى جانب وعي جماهيري يضغط باتجاه هذا التغيير'. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.