
«الأدب والسوشيال ميديا» في ملتقى القاهرة الأدبي: بين الترويج وتشكيل الذائقة
شهدت قبة الغوري مساء اليوم الأحد جلسة حوارية متميزة ضمن فعاليات اليوم الثاني من النسخة السابعة لملتقى القاهرة الأدبي، تحت عنوان «الأدب والسوشيال ميديا: تسويق أم توجيه ذوق القراء؟». وقد أدارت الجلسة الإعلامية تغريد الصبّان، في نقاش تفاعلي جمع عدداً من صناع المحتوى الثقافي المؤثرين في المشهد الرقمي العربي.
ناقشت الجلسة التداخل المتزايد بين منصات التواصل الاجتماعي والمجال الأدبي، وطرحت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المنصات تلعب دورًا تسويقيًا فقط، أم تساهم فعليًا في توجيه الذوق العام، لا سيما بين فئة الشباب.
وشارك في الحوار كل من عبد الله محمد (سوريا)، مودة محمد (السودان)، وإياد الأسواني (مصر)، الذين استعرضوا تجاربهم الشخصية مع القراءة وصناعة المحتوى، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أثروا النقاش بأسئلتهم ومداخلاتهم.
الكاتب الصحفي إيهاب الحضري، مدير تحرير جريدة الأخبار، أشار إلى المسؤولية المجتمعية التي يتحملها صناع المحتوى عند ترشيح الكتب، مؤكداً أن 'ما يُقدم للناس يجب أن يكون نابعًا من ضمير حي، لا من دافع الربح فقط'.
وتحدثت مودة محمد عن بدايتها مع القراءة التي جاءت مصادفة بعد تجربة نفسية صعبة، مؤكدة أن هدفها من صناعة المحتوى هو توعية الشباب بالقراءة، وخاصة الفئة العمرية بين 14 و20 عامًا، مشيرة إلى أن 'الكتب أنقذتني'.
أما إياد الأسواني، فأوضح أن اهتمامه منصب على تقديم محتوى يناقش موضوعات ماورائية وجريئة، وأن علاقته بالكتب بدأت بعد انقطاع الكهرباء في منزله، لافتًا إلى تواصله المستمر مع متابعيه من القراء الشباب ومناقشته لأفكار الروايات معهم.
كما استعاد عبدالله محمد بدايته مع القراءة في ظل الحرب بسوريا، حين كانت الكتب ملاذه الوحيد وسط غياب وسائل الترفيه، مؤكداً أن شغفه تطور بعد انتقاله إلى مصر.
ورغم الانتشار الواسع للكتب الإلكترونية، عبّر المشاركون عن تفضيلهم للكتب الورقية. وقالت مودة: 'أستمتع بملمس الكتب ورائحتها'، فيما أشار إياد إلى أن 'اقتناء كتاب جديد له فرحة لا تضاهيها أي نسخة رقمية'، واتفق معهما عبد الله، معترفًا باستخدام الكتب الإلكترونية فقط في ظروف السفر.
اختُتمت الجلسة بتأكيد المشاركين على أهمية الصدق والموضوعية في تقديم المحتوى الثقافي، احتراما للقارئ، ودعماً لثقافة القراءة الجادة بين الشباب العربي.
تُقام فعاليات ملتقى القاهرة الأدبي، الذي تنظمه دار صفصافة للنشر برعاية جريدة المصري اليوم، في الفترة من 12 إلى 17 أبريل الجاري، في قبة الغوري بالقاهرك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
ثقافة : حسين عبد البصير يكتب.. "صلاة القلق" تتويج القلق الجمعى فى الرواية العربية
الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - ذلك اللقاء في مكتبة الإسكندرية فى يوم من أيام الإسكندرية التى تختلط فيها زرقة البحر برائحة التاريخ، كنت فى قاعة المسرح الصغير فى مكتبة الإسكندرية، حيث تتشابك دروب المعرفة والحكايات، أنتظر بفارغ صبر قرب إعلان القصيرة لجائزة الرواية العالمية للرواية العربية، قابلت الكاتب المبدع الأستاذ محمد سمير ندا بعد أن تم إدراج روايته "صلاة القلق" في القادمة القصيرة. هنأته. وسعدت بذلك جدًا. وسعد الجميع في القاعة كذلك؛ لأنها كانت الرواية المصرية الوحيدة في القائمة القصيرة. وعرفته بنفسي وبصلتي القديمة بوالده الفاضل أستاذنا الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا، صاحب الفضل على الكثير من أجيال الروائيين من أول الأستاذين الكبيرين جمال الغيطانى ويوسف القعيد إلى الأجيال التالية، وأنا منهم، والذى نشر لى روايتى الأولى "البحث عن خنوم"، فى عام 1998، فى سلسلة إبداعات أدبية، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي كان يشرف عليها مع الكاتب الكبير الأستاذ فؤاد قنديل. وقد كتب الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا كلمة مبهر الغلاف الخلفي لروايتي. ابتسم ابتسامة مرحبة، وقال لي بنبرة خافتة: "أهلاً وسهلاً. دعواتك لي أن تفوز بالجائزة". نظرت إليه وقلت بثقة حاسمة: "سوف تفوز بالجائز إن شاء الله". ثم دار حوار قصير للغاية بيننا. وانصرف لكي يتلقى التهاني من الموجودين بالقاعة. ليس لأنني منجّم، بل لأنني كنت أرى وراء الكلمات طاقة إبداعية نادرة. كان الشاب يحمل في داخله ميراثًا إبداعيًا عظيمًا، كونه ابن الكاتب الكبير سمير ندا، الأستاذ والأديب والمربي، الذي علّم أجيالًا أن الكتابة ليست ترفًا، بل قدرًا. رواية "صلاة القلق" حين يتحوّل النص إلى مرآة وجودية جاءت الرواية، التي صدرت طبعتها المصرية هذا العام عن دار صفصافة للنشر، لتصدق النبوءة. لم يكن فوزها بجائزة الرواية العالمية للرواية العربية 2025 مجرد تتويج لموهبة، بل كان عودة مجيدة للرواية المصرية إلى مركزها التاريخي، بعد سنوات من الركود والارتباك. لكن "صلاة القلق" ليست مجرد رواية فائزة، إنها حالة أدبية وفلسفية معقدة، تقترب من كونها تأملًا وجوديًا في القلق الجمعي العربي، ومرآة كاشفة لهواجس عصر مشوّش، يضطرب بين الحنين إلى أوهام الماضي، وعجز الحاضر، وغموض المستقبل. نجع المناسي.. الجغرافيا الرمزية للعطب العربي تدور الرواية في فضاء مكاني متخيّل يُدعى "نجع المناسي"، اسمٌ مكثف بالدلالة: "النسيان" و"المناسي" في آن. وكأننا أمام مكان ينسى ذاته، ويتناسى تاريخه، ويُرغم على تصديق كذبة متقنة الصنع. في هذا النجع، تسقط قطعة نيزك غامضة، فتبدأ معها سلسلة من التحولات العجائبية: • تشوهات جسدية لسكان النجع. • اضطرابات نفسية جماعية. • عودة أشباح الماضي على هيئة أصوات ووجوه. • تداخل بين الزمان والمكان، والحلم والواقع. لكن النيزك ليس سوى رمز للنكسة الكبرى، نكسة 1967، التي تحوّلت في الرواية إلى استعارة للنكبات المتكررة التي أصابت الإنسان العربي: من الخذلان السياسي، إلى الانهيار الثقافي، إلى التشظي النفسي. الشخصيات.. فسيفساء القلق الوجودي يبني محمد سمير ندا عالمه الروائي عبر شخصيات لا يُمكن التعامل معها كشخصيات نمطية. بل هي أقرب إلى إسقاطات رمزية وهواجس باطنية: 1. الخوجة: رمز التضليل الإعلامي والسياسي، الذي يعيد بث خطاب عبد الناصر كل ليلة، رغم مرور عقود على النكسة. 2. النحال المجذوب: صوت الحكمة المفقودة، يتحدث بالألغاز، وكأنه شاهد على فناء القيم. 3. الغجرية: تمثل النبوءات الكاذبة والأوهام المريحة. 4. حكيم القرية الأبكم: رمز للصمت الجمعي، العجز عن النطق بالحقيقة. ومع تقدم الرواية، تنكشف مفاجأة مذهلة: كل هذه الشخصيات هي انعكاسات نفسية للمؤلف ذاته، الذي يخضع لجلسات علاج نفسي بعد فقدانه المأساوي لابنه في حادث عبثي. هكذا تتحول الرواية من حكاية قرية، إلى حكاية عقل مضطرب يبحث عن معنى في عالم فقد معناه. عبد الحليم.. الصوت المُضلِّل ابتكارٌ ذكي في الرواية كان استخدام أغنيات عبد الحليم حافظ كبداية لكل فصل. لكن هذه الأغاني لا تؤدي دورها التقليدي كرمز للحنين والرومانسية، بل تصبح صوتًا للذاكرة المضلّلة. عبد الحليم، الذي غنّى للانتصارات الوهمية، يصبح هنا ضميرًا زائفًا يعيد إنتاج الأكاذيب، ويحفرها في الوجدان الجمعي. وكأن الرواية تسألنا: "هل نحن ضحايا الأكاذيب؟ أم شركاء في صناعتها؟" لغة الرواية.. ارتباك جميل مقصود اللغة في "صلاة القلق" ليست سهلة الهضم. بل هي لغة مرتعشة، متأرجحة بين النثر والشعر، بين الهذيان والتأمل. إنها لغة تزعج القارئ عمدًا، تهزه من منطقة الراحة، وتدفعه لمواجهة الأسئلة الصعبة: • من نحن؟ • لماذا نصدق الأكاذيب؟ • هل القلق قدرنا؟ أم خيارنا؟ اللغة هنا ليست وسيلة للتواصل فقط، بل أداة لزعزعة الثبات، وإشعال القلق الخلّاق. "صلاة القلق".. نص متعدد القراءات هذه الرواية يمكن قراءتها على مستويات عدّة: • كنص نفسي – علاجي: رحلة شفاء ذاتي من فاجعة شخصية. • كرواية سياسية – اجتماعية: نقد حاد للوعي الزائف في المجتمعات العربية. • كنص وجودي – فلسفي: تأمل عميق في قلق الإنسان المعاصر. ومن هنا تأتي عظمتها: قدرتها على أن تكون مرآة لكل قارئ بحسب أزمته. من سمير ندا إلى محمد سمير ندا.. الامتداد والتجاوز لا يمكن الحديث عن محمد سمير ندا دون استحضار والده، الكاتب الكبير سمير ندا، أحد أعمدة السرد المصري، الذي خرّج أجيالًا من الكتّاب والمبدعين. لكن محمد لم يقع في فخ التقليد، بل امتلك شجاعة التجاوز. كتب من قلب الزلزال، من أعماق الهشاشة الإنسانية، ليقدم نصًا مختلفًا، صادمًا، حقيقيًا. حين أخبرته يوم لقائنا الأول: "أنت الكاتب الكبير بعد الكاتب الكبير." لم أكن أجامل. كنت أرى فيه بذرة مشروع أدبي سوف يصنع فرقًا. واليوم، تثبت رواية "صلاة القلق" أن النبوءة تحققت، وأن الأدب المصري لا يزال قادرًا على الولادة من الرماد. لماذا تستحق "صلاة القلق" أن تُدرّس؟ هذه الرواية يجب أن تُدرّس، لا لأنها فازت بجائزة، بل لأنها: • تجربة سردية متفردة في بنائها وتقنياتها. • وثيقة نفسية عن الإنسان العربي المعاصر. • عمل أدبي يلامس الفلسفة والأنثروبولوجيا والسياسة في آن. • دعوة إلى المصالحة مع القلق، لا الهروب منه. إنها ليست "رواية"، بل "صلاة".. لكنها صلاة بلا إجابة، سوى المزيد من الأسئلة. الأدب الحقيقي لا يطمئن.. بل يقلق وهذا هو جوهر "صلاة القلق": أن الكتابة الحقيقية هي فعل قلق، ومقاومة للنسيان، وشهادة على الوجود. تحية للمبدع الأستاذ محمد سمير ندا، الكاتب الكبير، ابن الكاتب الكبير، الأستاذ سمير ندا.


نافذة على العالم
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : عاطف محمد عبد المجيد يكتب: صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد
الخميس 8 مايو 2025 03:45 مساءً نافذة على العالم - سأكتب.. لا شيء يثبت أني أحبك غير الكتابة، كتبها الشاعر الجميل محمود درويش يومًا لصديقه سميح القاسم، وأنا أحب إبراهيم عبد المجيد، لذا سأكتب فلا شيء يثبت محبتي سوى الكتابة. هذا ما يكتبه الكاتب والروائي مصطفى عبيد في محبة الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد في مقال يضمه كتاب "من قلب الإسكندرية إلى فضاء العالم..كتاب تذكاري عن الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد"، الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات، وقام بجمع مقالاته ومحتواه من صور ومعلومات الشاعر سعدني السلاموني قائلًا "إن هذا الكتاب يضم بعض ملامح الرحلة الرائعة للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وما به من مقالات أو صور فما هو إلا قليل جدا من فيض عظيم مما يستحقه، والحقيقة أن تأثير الكاتب وقيمته ومكانته أكبر بكثير مما يمكن أن تحتويه هذه الصفحات المحدودة. في مقاله يتساءل عبيد من الذي لا يحب إبراهيم عبد المجيد؟ وهو السابق لجيله، العابر لزمنه، الناظر دومًا إلى الأمام، مشيرًا إلى أن عبد المجيد متآلف مع تطور التكنولوجيا وعصر السماوات المفتوحة والسوشيال ميديا رافضًا الفكرة السطحية بأن لكل زمن مسلماته وحواجزه، ليكتب لنا، متواكبًا مع العالم الافتراضي الجديد، رواية "في كل أسبوع يوم جمعة" حاكيًا عن أحداث إنسانية شديدة القسوة تدور عبر جروب فيسبوك. روائي عظيم السلاموني الذي جمع هنا عددًا من مقالات كبار الكتاب التي كتبت على فترات عن أعمال الكاتب، واصفًا إياها بأنها تنبض بحب الكاتب الكبير، يفتتح الكتاب قائلًا: قالوا قديمًا إنه من علامات العمل الجيد أو البديع حجم الخسارة التي سنشعر بها حين نتخيل أن هذا العمل لم يظهر إلى حيز الوجود، مشيرًا إلى أن هذه العبارة قد تكون مفتاحًا للحديث عن روائي عظيم بحجم إبراهيم عبد المجيد، مشيرًا إلى أن أعمال عبد المجيد قدمت رصدًا ثريًّا للمجتمع المصري عبر عقود مختلفة، ففي "بيت الياسمين" عشنا مع بطله تحولات مصر في السبعينيات، وفي " لاأحد ينام في الإسكندرية" رأينا الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد غاص في أعماق المجتمع ورصد في أعماله قاهرة الثمانينيات والتسعينيات والألفية الثانية، وتأثر بثورة يناير المصرية وتناولها وما بعدها روائيًّا. قلم مطيع هناك شخصيات تفرض حضورها على الحياة، تصبح، ربما دون أن تقصد، كالشمس ترسل بخيوطها الذهبية إلى من حولها، تُحدث تأثيرا يحرك السكون، يلهم، يحفز، يُشيع حالة من البهجة، يغرينا بأمل غامض يلوح في الأفق. هكذا كتبت نوال مصطفى عن إبراهيم عبد المجيد في مقال لها في جريدة الأخبار مشيرة إلى أنه واحد من هؤلاء إذ استوقفها صدقه الفني ونفَسه الإنساني الواضح في أعماله، عبر كتاباته النابضة بالحياة، بينما يرى عمار علي حسن أن إبراهيم عبد المجيد لا يكف عن الهرولة وراء غير المألوف، وخلف ما يستحق التجريب بلا حدود، وما يمنحه فرصة كي يبدع على سجيته الروائية المتدفقة تخط على الورق ما شاء لها، تاركًا إياها تأخذه إلى أي مكان وأي زمان أرادته هي، وليس هو معها ولها سوى قلم مطيع، لا يملك حتى حق مراجعة ما جادت به السجية والقريحة والمشاعر للوهلة الأولى، لأنه يؤمن أن يفسد هذه الفطرة العفية، ويضع سدودا أمام هذا الخيال الجامح، فيغيب الذهن لصالح الوجدان ويشتعل الانفعال بما يحمله فلا يكون أمام الكاتب سوى أن يفرغ تلك الحمولة في أسرع وقت ممكن حتى لا تنفجر به أو فيه. عاطف محمد عبد المجيد حكاء من طراز فريد هنا مقالات كتبت عن أعمال إبراهيم عبد المجيد، ومقالات أخرى كُتبت في محبته، كتبها كتّاب كبار منهم من رحل ومنهم من لا يزال على قيد الكتابة. هنا نقرأ مقالات للدكاترة عبد الحميد إبراهيم، على الراعي، عمار على حسن، حامد أبو أحمد، محمد أبو السعود الخياري، إبراهيم منصور، ومقالات أخرى لمصطفى عبيد، منال رضوان، شهلا العجيلي، إيهاب الملاح، محمود عبد الشكور، نشوة أحمد، أحمد فضل شبلول. في حين تكتب الشاعرة الجزائرية حبيبة محمدي عنه قائلة إنه روائي كبير، وحكاء من طراز فريد، يكتب بعمق تغذيه التجارب الحياتية والخبرات الثقافية، عمق الفلسفة الحياتية الحقيقية وليس التصنع، عمق العارف بالحياة وآلامها، لكنه ينتقي الضحكة ويستبعد الآلام ليكتب عن الجوانب المضيئة في حياته فقط، يحمي ويحرس موهبته الأصيلة، بالتواضع الشديد، أما دفؤه الإنساني فلا يخطئه قلب صاف نقي. أما الدكتور علي الراعي في مقاله فيذكر أن إبراهيم عبد المجيد أرسل إليه روايته ليلة العشق والدم عبر البريد ولم تكن بها أية معلومات عن كاتبها الذي تركها تتحدث عن نفسها، وقد تحدثت الرواية بالفعل حديثًا قصيرا، لكنه مضغوط استطاع به أن يحتوي حياة بأكملها امتدت أكثر من عشرين عامًا، وشملت شخصيات كثيرة، وقصصًا رئيسية وجانبية، كل ذلك، يذكر الراعي، في حيز ثمان وسبعين صفحة من القطع المتوسط. البرزخ الرائع هنا أيضًا نقرأ حوارًا لعبد المجيد أجراه معه حسين عبد الرحيم بمناسبة صدور روايته قاهرة اليوم الضائع، وفيه يقول لعبد الرحيم: إن الحب هو الإبداع في أعظم درجاته، ظاهرة لا تتوقف عند الشباب لكن التجارب السابقة تظل نهرًا للكاتب، والتجارب ليست ما يمر بك فقط، لكن ما تراه أو تعرفه ممن حولك أو حتى تقرأ عنه. ولأن الحب هو البرزخ الرائع بين السماء والأرض فسحره لا ينتهي، ويزداد السحر كلما تقدم الزمن. ومهما رأيت أو سمعت من تجارب سيئة أو فاشلة يتسع الفن لها بالغفران. في الفن درجة عالية من الزهد تكاد تصل إلى الفناء في قلب المحبوب أو جسده أو خياله وذكراه. فيما يكتب د. محمد أبو السعود الخياري قائلًا: يمكنك أن ترى بوضوح صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد، يقف على رصيف محطة القطار، يترقب بشغف قطار الرواية وقت دخوله المحطة، وفي لحظة يغيب عن ناظريك وأنت الرقيب عليه..لقد قفز داخل القطار في فورة سرعته الأخيرة. وهكذا ومحبة منه لإبراهيم عبد المجيد قدم سعدني السلاموني هذا الكتاب التذكاري، الذي يضم مقالات هي في الأساس شهادات محبة لكاتب كبير يستحق كل هذا الاحتفاء، ليكون مرجعًا لمن أراد أن يتعرف، ولو قليلًا، على عالم وكتابات إبراهيم عبد المجيد.


النهار المصرية
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- النهار المصرية
في «بيت الست وسيلة».. الشعر يختتم فعاليات الدورة السابعة لملتقى القاهرة الأدبي
أسدل ملتقى القاهرة الأدبي الستار على دورته السابعة بأمسية شعرية مميزة، مساء الخميس 17 أبريل، في 'بيت الست وسيلة' بقلب القاهرة الفاطمية، حيث اجتمع عشاق الكلمة في احتفال أدبي خالص احتفاءً بالشعر وتكريمًا للقصيدة. استهل الأمسية الكاتب إبراهيم عبد المجيد، الرئيس الشرفي للملتقى، بكلمة رحّب فيها بالحضور، معبّرًا عن فخره بما ضمته هذه الدورة من تجارب أدبية متنوعة وأصوات شعرية من خلفيات ثقافية متعددة. أدار الأمسية الكاتب الدكتور أحمد حسن. شارك في الأمسية عدد من الشعراء من مصر وألمانيا ومالطا، بينهم الشاعرة حنان شافعي التي ألقت قصائد نثرية، والشاعر محمد عليوة بقصائد تأرجحت بين التأمل والتمرد، إلى جانب الشاعرة سارة حواس التي طرحت في نصوصها قضايا المرأة والهوية. كما أطلّ الشاعر محمد الكفراوي برؤية شعرية حديثة، وقدم محمد الكاشف قصائد ذات طابع واقعي ناقشت تحولات المجتمع، فيما اختتم الأمسية الكاتب الألماني وولفجانج مارتن روث، عضو نادي القلم الألماني والنمساوي، بقراءة نصوص مترجمة للعربية من أعمال الكاتبة السودانية إشراقة مصطفى. شهدت الأمسية حضورًا جماهيريًا لافتًا، حيث امتلأت قاعة 'بيت الست وسيلة' بأجواء ثقافية نابضة، لتختتم بذلك فعاليات الملتقى الذي نظمته دار صفصافة للثقافة والنشر، برعاية جريدة 'المصري اليوم'، في الفترة من 12 إلى 17 أبريل، جامعًا بين الأصوات والأوطان تحت مظلة واحدة: الشعر