
ياسمين صبري تكشف أسرار دورها في «المشروع X» بين الأكشن والدراما
تحدثت الفنانة ياسمين صبري عن تجربتها السينمائية الجديدة من خلال مشاركتها في فيلم 'المشروع X'، الذي يشاركها بطولته النجم كريم عبد العزيز، مشيرة إلى أن هذه التجربة تمثل نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، وأكدت أن الفيلم يتضمن جانبًا كبيرًا من الأكشن، وهو النوع الذي لم تقدمه سابقًا، مما يجعلها تشعر بالتحدي والإثارة في الوقت نفسه.
ياسمين صبري تكشف أسرار دورها في «المشروع X» بين الأكشن والدراما
مواضيع مشابهة: سيكو سيكو يحقق إيرادات 180 مليون جنيه بعد شهرين من عرضه
وفي تصريحات تليفزيونية، عبّرت ياسمين عن سعادتها الكبيرة بالعمل مع المخرج بيتر ميمي، الذي وصفته بأنه يمتلك رؤية إخراجية دقيقة ومميزة، وقالت: 'المخرج بيتر ميمي دائمًا بيوجهني أني متخرجش برا الشخصية، لأنه في بعض الأحيان بتكون نبرة صوتي مرتفعة، فكان يطلب مني أن أتكلم بشكل أعمق وأقل كلامًا، وهو ما كان تحديًا بالنسبة لي، لكن الشخصية التي أقدمها تتطلب ذلك، حبيت الأكشن جدًا، وحسيت إني في المكان الصح'
رمضان هو 'الشامبيونزليج'
وعن موسم رمضان الدرامي، أكدت ياسمين صبري أنها حريصة على التواجد في هذا الموسم المهم بالنسبة للفنانين، موضحة: 'أنا عمري ما قدمت عمل درامي على منصة، دائمًا أحب أن أكون موجودة في موسم رمضان، لأنه موسم قوي جدًا، وكل الناس بتستناه، سواء بسبب الإعلانات أو المسلسلات، ده موسم الشامبيونزليج بالنسبة للفنانين، وأنا بحب أكون جزءًا من المنافسة القوية'
من نفس التصنيف: خالد عليش يحتفل بعيد ميلاده التاسع والثلاثين مع أسرته صور
ورغم إدراكها لأهمية المنصات الرقمية باعتبارها تمثل المستقبل، أكدت ياسمين أن التزاماتها السينمائية والتجارية لا تتيح لها الوقت للمشاركة في أعمال تُعرض على هذه المنصات.
المسرح مسؤولية كبيرة
وعن غيابها عن المسرح، قالت ياسمين: 'أنا بخاف من المسرح، وبحس إنه محتاج إمكانيات وخبرة كبيرة، وأنا لسه شايفة إن ده مش الوقت المناسب، المسرح بالنسبة لي متأجل لغاية ما أحس إني جاهزة فعلاً'
تفاصيل فيلم 'المشروع X'
يُعد فيلم 'المشروع X' من أبرز الأعمال المنتظرة خلال الفترة المقبلة، ويضم نخبة من النجوم مثل كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، عصام السقا، بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشرف، أبرزهم هنا الزاهد وماجد الكدواني.
الفيلم من تأليف وإخراج بيتر ميمي، ويجمع بين الأكشن والتشويق في إطار سينمائي جديد يسعى لإعادة تعريف شكل أفلام الحركة في السينما المصرية، ومن المتوقع أن يُشكل هذا العمل نقلة قوية في مشوار صُناعه، ليضعهم في مقدمة صُناع السينما المصرية الحديثة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
تامر حسني يتحدث عن صعوبة النجاح وأهمية السعي والطموح للاستمرارية
أطل الفنان والنجم في لقاء خاص مع برنامج 'ET بالعربي'، حيث تحدث بصراحة وعمق عن فلسفته الفنية وأفكاره المتجددة في ما يقدمه من أعمال فنية، بالإضافة إلى رأيه في احتمالية دخول ابنته 'تالية' المجال الفني وتأثير الشهرة على الأسرة. تامر حسني يتحدث عن صعوبة النجاح وأهمية السعي والطموح للاستمرارية شوف كمان: رضوى الشربيني تهنئ أمينة خليل وتصفها بـ 'أحلى عروسة' أعمال تواكب العصر قال 'تامر' إن اختيار أعماله دائمًا ما يرتبط بذوق الجمهور وتطور الزمن، مؤكدًا أنه يسعى باستمرار لتقديم أفكار جديدة تواكب العصر وتناسب الجمهور الشبابي، وهو ما يمثل له تحديًا دائمًا، وأضاف: 'النجاح مش سهل، لكن كمان فكرة الاستمرارية أصعب بكتير، لأنها محتاجة سعي متواصل ومشاركة وطموح دائم ومتابعة لكل جديد، ويمكن فعلاً الموضوع ده محتاج كتاب لوحده علشان الناس تعرف قد إيه هو مرهق ومليان تفاصيل' مواضيع مشابهة: 'المشروع X' يستمر في الصدارة محققًا أكثر من 25 مليون جنيه خلال 6 أيام فقط دخول ابنته مجال التمثيل وفي سياق أكثر خصوصية، كشف تامر عن رأيه في دخول ابنته الكبرى 'تالية' إلى عالم الفن، مشيرًا إلى أنها كثيرًا ما تبدي رغبتها في خوض هذه التجربة، لكنه يحرص على توعيتها ومناقشتها بواقعية، وقال: 'تالية بتقوللي إنها حابة تدخل مجال الفن، وأنا بحاول أفهمها إنه مش عشان أنا بابا، لازم يكون عندها موهبة حقيقية، ولو بجد عايزة تحقق حلمها، أنا هساعدها تدور عليه، بس مش بسهولة' مجال صعب وتابع تامر حسني حديثه عن صعوبة هذا المجال، خاصة على الفتيات، مضيفًا: 'أنا كأب، مش نفسي تدخل المجال ده، لأنه صعب جدًا، والناس المنتقدين ساعات بيكونوا جارحين بشكل مؤلم، ومش أي حد يستحمل، قلب البنات رقيق وكلمة واحدة ممكن تأثر على نفسيتها بشكل كبير، وده خطر عليها وهي لسه صغيرة' تفضيل المجال الرياضي أكد 'تامر' أنه يتمنى لأولاده أن يسلكوا طريق الرياضة، قائلاً: 'أتمنى يشوفوا نفسهم في الرياضة ويحققوا بطولات، وده اللي بيعملوه حاليًا، لكن طبيعي إنهم يتأثروا بماما وبابا ويحبوا المجال اللي احنا فيه، بس أنا بكون حذر' وعكة صحية فاجأ تامر حسني جمهوره خلال الساعات الماضية، عندما أعلن عبر خاصية 'ستوري' على حسابه الرسمي بموقع 'إنستجرام' عن تعرضه لوعكة صحية شديدة، أُدخل على إثرها المستشفى قبل سفره مباشرة، وقال: 'مكنتش ومش عادتي أشغلكم بتفاصيل شخصية عني أو عن عيلتي، بس بما إن كتير منكم عرفوا، فأنا دخلت المستشفى قبل سفري لتعب شديد جدًا' وأضاف أن الأزمة الصحية لم تتوقف عنده فقط، بل تعرض نجله آدم لوعكة صحية مماثلة بعده بأيام قليلة، استدعت دخوله المستشفى أيضًا، وهو ما زاد من قلقه كأب، وطلب من جمهوره الدعاء له ولأسرته، معربًا عن امتنانه للحب والدعم الكبير الذي يتلقاه دائمًا من جمهوره .


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
تامر حسني يكشف كواليس 'كل مرة' من 6 آلاف إلى 60 ألف جنيه
تامر حسني يكشف كواليس 'كل مرة' من 6 آلاف إلى 60 ألف جنيه كشف النجم عن كواليس أغنيته الجديدة 'كل مرة'، والتي طرحها مؤخرًا، مؤكدًا أن الفكرة جاءت له بشكل مفاجئ خلال لحظة سهر، حيث كان يسعى لتقديم فكرة غنائية جديدة وبسيطة في الوقت نفسه. تامر حسني يكشف كواليس 'كل مرة' من 6 آلاف إلى 60 ألف جنيه مواضيع مشابهة: كزبرة يحضر العرض الخاص لفيلم تامر حسني ريستارت بعد غنائه معه وقال تامر في تصريحاته لبرنامج 'ET بالعربي': 'لحنت أغنية 'كل مرة'، وهي عبارة عن جملتين بس، كتبتهم في وقت سهران عايز أعمل فكرة جديدة وبسيطة' تطور مهني وتحدث 'حسني' عن التطور الذي طرأ على حياته المهنية، مستشهدًا بما كان يتقاضاه في بداياته مقارنة بوضعه الحالي، قائلاً: 'كان سعري في الأفراح مثلًا 6 آلاف جنيه، بقوا 60 ألف جنيه' وأكد أن الفكرة الجيدة دائمًا ما تكون بمثابة رزق للفنان، موضحًا أنه يستغل وقته جيدًا في العمل والاجتهاد، وأضاف: 'الفكرة الحلوة رزق، أنا استخدمت الوقت، لا قاعد بلعب ولا بهزر' فيلم 'ريستارت' على الصعيد السينمائي، يُعرض حاليًا في دور العرض فيلم 'ريستارت'، وهو أحدث أعمال تامر حسني، ويشارك في بطولته عدد كبير من النجوم، من بينهم هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، عصام السقا، توانا، ميمي جمال، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف أبرزهم إلهام شاهين، رانيا منصور، أحمد حسام ميدو وآخرون الفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج سارة وفيق، ويدور في إطار كوميدي اجتماعي حول 'محمد'، الشاب الحالم بالزواج من حبيبته 'عفاف' المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن تقف الظروف المالية عائقًا أمامهما، فيقرران التعاون مع عائلتيهما للوصول إلى الشهرة كوسيلة لتحقيق أحلامهما. مقال مقترح: أحمد عز يعلن عن موعد انتهاء تصوير فيلم 'فرقة الموت' في حديث خاص نسب المشاهدة وقد حظي الفيلم بنسبة مشاهدة جيدة منذ انطلاق عرضه، ويُعد خطوة جديدة لتامر حسني في المزج بين الكوميديا والرومانسية بطابع عصري يتماشى مع اهتمامات الجمهور الحالي. أزمة صحية مفاجئة وفي سياق آخر، كشف تامر حسني خلال الساعات الماضية عن تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، اضطر على إثرها لدخول المستشفى قبل سفره مباشرة، وقد كتب عبر خاصية 'ستوري' على حسابه الشخصي بموقع 'إنستجرام': 'مكنتش ومش عادتي أشغلكم بتفاصيل شخصية عني أو عن عيلتي، بس بما إن كتير منكم عرفوا، فأنا دخلت المستشفى قبل سفري لتعب شديد جدًا حصلي' وأضاف الفنان أن الأزمة الصحية لم تتوقف عنده فقط، بل لاحقًا تعرض نجله آدم أيضًا لوعكة صحية شديدة، استدعت دخوله المستشفى بعد والده بأيام قليلة، وعبّر عن قلقه الشديد عليه، طالبًا من جمهوره الدعاء له ولعائلته بالشفاء.

بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
« مجلة الإذاعة» رصدت مراحلها على مدار سنوات..حكايات وأسرار إنشاء التليفزيون
محتويات دار الإذاعة الجديدة نشمل الجانب الصوتى والمرئى الأساتذة الأمريكان يخشون أسئلة المهندسين العرب أشرفت إدارة التليفزيون على بيع الأجهزة التليفزيون هو الطفل المدلل للإذاعة سيكون للتليفزيون أثره على صناعة الأفلام السينمائية ميدان جديد للفن له أعمال خاصة بمؤلفين وممثلين للتليفزيون ثمن جهاز استقبال التليفزيون الملون هو نفس سعر سيارة صغيرة لدينا عدد من العمال نتمنى أرقى البلاد الصناعية أن يعملوا فى محطاتها فى عدد المجلة رقم (1037) الصادر بتاريخ 29 يناير 1955 جاء موضوع بعنوان «مليون جنيه لإقامة أضخم دار للإذاعة والتليفزيون» لمصطفی ابراهیم.. وفى الحقيقة أن هذا الموضوع مهم جدا ومن الموضوعات التى تؤرخ للمبنى العملاق الذى سيظل فى وجدان وذاكرة مصر وكتب بحروف من نور فى تاريخ بناء القوة الناعمة المصرية.. فجاء فى هذا الموضوع الآتى: كان يوم ١٦ ديسمبر سنة ١٩٥٤ يوما حاسما فى تاريخ النهضة الإذاعية لجمهورية مصر، رسمت فى هذا اليوم سياسة النهوض بالأداة الإذاعية، ووضعت الخطوط الرئيسية للبرنامج الإنشائى الضخم الذى سيحدث بالإذاعة المصرية طفرة تقدمها على أحدث الإذاعات العالمية. ولدت الفكرة وبدأت تأخذ شكلا محددا فى اجتماع اللجنة الهندسية العليا للإذاعة اللاسلكية، التى تتألف من السيد أمين حماد مدير عام الإذاعة رئيسا، وعضوية السادة المهندسين فتحى غيث مدير عام مصلحة التليفونات، وهمام محمود أستاذ الراديو بجامعة القاهرة، وصلاح عامر وكيل الإذاعة للشئون الهندسية، والأستاذ محمد طيفور مراقب عام الإدارة بالإذاعة، فى اجتماعها الشهرى منتصف ديسمبر الماضي، حينما عرض على اللجنة مشروع البرنامج الانشائى للسنوات الثلاث المقبلة.. تبلورت الفكرة وخرجت الى الوجود فى قرارات كبيرة واضحة المعالم، هي: ـ الاسراع بإنشاء دار الإذاعة بميدان التحرير ـ إنشاء دار نموذجية كاملة للإذاعة بالإسكندرية. ـ إنشاء محطة إرسال تليفزيون على هضبة جبل المقطم. ـ إنشاء استوديو كبير وآخر صغير.. وتجهيز عربة التقاط خارجى خاصة بالتليفزيون. ورفعت المذكرة من اللجنة إلى الرجل الذى يقف وراء النهضة الإذاعية يدفعها دفعات قوية لتمضى فى سبيلها إلى الأمام بخطوات ثابتة راسخة، رفعت إلى الوزير الثائر الشاب صلاح سالم، صاحب الفضل الأول فى التوجيه والإرشاد، بطلب الاعتمادات اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات الكبيرة التى عرضت على بساط البحث والدراسة فى اجتماع اللجنة الهندسية، فخرجت بهذه القرارات المحددة، فسرعان ما أقر سيادته المذكرة ووافق على إحالتها إلى وزارة المالية لتدبير الاعتمادات اللازمة لهذه الإنشاءات الضخمة. وإذا ترجمت هذه الإنشاءات إلى لغة الأرقام، فإنها تتكلف مليونا من الجنيهات موزعة على الوجه التالى 700 ألف جنيه لدار الإذاعة الجديدة و250 ألف جنيه لمحطة الإرسال التليفزيوني، و50 ألف جنيه لدار الإذاعة النموذجية بالإسكندرية. خبير من فرنسا بدأ الفنيون دراسة النماذج ووضع المواصفات لهذه المنشآت، ورأوا أن يستعينوا بالخبراء العالميين، فاستقدمت الإذاعة مهندسا استشاريا هو مسيو "كوردونييه" الخبير الفرنسى فى الأعمال الفنية للإذاعة، والذى حضر إلى مصر فى النصف الأخير من عام 1954، ويعمل المسيو حاليا على تشكيل لجنة مع المهندسين المصريين من معماريين ومهندسی صوت وتكييف هواء وغيرهم، وجميعهم من ذوى الخبرة العالمية فى نواحی تخصصهم، وقد انتهت الأبحاث المعمارية إلى توحيد الأفكار فى تحسين وإعداد المشروع النهائى لدار الإذاعة والتليفزيون التى ستقام فى ميدان التحرير. دار الإذاعة والتليفزيون يؤكد المسئولون فى الهندسة أن هذا المشروع يعتبر مفخرة هندسية تلائم مصر فى نهضتها الجديدة، وقد يصبح ممكنا البدء فى حفر أساسات الدار الجديدة للإذاعة والتليفزيون فى مدى لا يتجاوز ثلاثة أشهر، تنفيذا لتوجيهات الصاغ "صلاح سالم" وزیر الإرشاد القومى. والتصميم الجديد يحتوى على البرنامج ذاته الذى سبق أن درسه المهندس "محمد رفعت شفیق"، وكذلك على الأفكار والآراء التى اعتمدت من باقى اعضاء المكتب الفنى من المعماريين، ودراسة المهندس الاستشارى الفرنسي، فهو فى الحقيقة ثمرة هذه الأفكار الناضجة مجتمعة، والمكتب الفنى يضم صفوة من خيرة المهندسين المصريين، فيعمل به المهندس "جلال مؤمن" الأستاذ بكلية الفنون الجميلة والذى سبق له أن اشترك فى تحضير مسابقة دار الإذاعة الفرنسية، وكذلك المهندس المعمارى "محمد محمد"، وهو راو بالإذاعة. وستكون محتويات دار الإذاعة الجديدة شاملة، بحيث تخدم جانبى الإذاعة الصوتية والمرئية، ستجهز بصالة للعرض والموسيقى، وستكون الأولى من نوعها الصالحة لعزف السيمفونيات وغيرها، مما تفتقر إليه القاهرة حاليا. وتستعمل كذلك لعرض الباليهات والأوبرات، مما سيزود الإذاعة فى ناحيتين: برامج موسيقية ممتازة، وإذاعة باليهات وأوبرات فى برامج التليفزيون. ويقول المهندس صلاح عامر: "لما كانت دار الإذاعة مؤسسة تغشاها طوائف متعددة من رجال الفكر والفنانين وغيرهم من مختلف طوائف الجمهور، تحضر إليها هذه الطوائف فى كل ساعة من ساعات اليوم ليلا ونهارا، إذ هى مدينة فيها حركة دائمة ومصنع يخرج منه إنتاج فنى مستمر، لذلك لزم أن تزود بكل ما يكفل الراحة لجميع روادها من صالونات ومطاعم وبوفيهات، أما نصيب الموظفين ـ أمناء هذه الدار ـ فهو أكثر من ذلك، فستحتوى الدار على أكثر من قاعة لاجتماعاتهم.. بجانب أماكن لقضاء أوقات الراحة، بل وفى بعض الحالات توجد غرف للمبيت. ولما استفسرت من المهندس الإذاعى الأول عما اذا كان قد عمل حساب قسم للنشر فى الدار الجديدة أجاب بالإيجاب، ثم استطرد قائلا: "تقرر أن تكون للإذاعة دار طباعة خاصة فى المستقبل، ويوجد بالقسم الهندسى مشروع مدروس للمطبعة، حسب توجيهات السيد وزير الإرشاد القومى". دار للإذاعة بالإسكندرية نظرا للمكانة التى تحظى بها الإسكندرية، كعاصمة ثانية للجمهورية المصرية ومهبط للوافدين من جميع الأرجاء، ومسايرة للأمم فى تطورها الاجتماعى والثقافى والفني، أصبح إنشاء دار للإذاعة الإقليمية فى الإسكندرية ضرورة اجتماعية لا مفر من مواجهتها، ومارست الإذاعة المصرية تنفيذ برامجها فى دعم الإذاعات الإقليمية، بما يواجه احتياجات المجتمع على أوفى صورة ممكنة، وأسفرت التجربة التى تمت بالإسكندرية عن نجاح ملحوظ للإذاعة الإقليمية، ولكن عدم وجود الاستعدادات الفنية الدقيقة قد يؤخر ضمان سير الإذاعة الإقليمية فى طريق صحيح معبد ^لى الغاية الكاملة المرجوة، حيث لا تزال منشآت الإذاعة فى الإسكندرية متفرقة وصغيرة، فى أماكن مؤجرة، لا تتوافر فيها كل الشروط الفنية من حيث التصميم والعزل. لذلك، رأت اللجنة الهندسية وجوب إقامة دار نموذجية كاملة التجهيز فنية التصميم، بعيدة عن مختلف المؤثرات الصوتية، تجمع كل معدات الإسكندرية واستوديوهاتها، وتشتمل على محطة إرسال وحقل هوائيات، ووقع الاختيار على أحد القصور المصادرة، ووافق مجلس الخدمات العامة فى أول يناير الحالى على منح قصر "ملك بير طوسون" بباكوس ليكون مقرا لدار الإذاعة. وجاء اختيار الإذاعة لهذا القصر بالذات موفقا، اذ لم يكتمل بناؤه بعد، فيصبح فى الإمكان أثناء تكميله إعداد الاستوديوهات وغيرها إعدادا فنيا، وسيفى المبنى باحتياجات إذاعة الإسكندرية الحالية والمستقبلية، بل ويمكن فى المستقبل أيضا تزويده پاستوديوهات للتليفزيون، كما سيزود بأحدث أجهزة الإرسال الإذاعي. وسوف يذاع من هذه الدار لأول مرة فى القطر المصرى «هنا الإسكندرية» على الموجات المتناهية القصر. التليفزيون يغزو مصر أصبح التليفزيون، تلك المعجزة الخارقة، يداعب خيال كل فرد على هذه الأرض اليوم، ولا أحد يعرف ما سيتطور إليه هذا الاختراع العجيب من نقل الصورة مع الصوت فى لمح البصر إلى مختلف الأقطار وإلى داخل كل بيت. أصبح التليفزيون اليوم الشغل الشاغل للإذاعات العالمية، فما عادت الإذاعات تكتفى بنقل الصوت دون الصورة، بل وتطور بعضها بحيث لم يرض فقط عن نقل الصورة من لونين أبيض واسود، كما كان فى السينما قديما، بل حاول أن ينقل الصورة بألوانها الطبيعية ونجح فى ذلك. وسيستمر النجاح لتحسين هذا الاختراع، والسير به إلى آفاق جديدة، وسيصبح الاتصال فى المستقبل القريب بين الجماعات والشعوب أداته التليفزيون، وتشير إلى ذلك مقدمات، فقد بدأت بعض الدول الإجنبية بعد الحرب العالمية الثانية فى إدخاله، وعلى وجه التحديد عام 1950، بدأت فى إدخاله بصفة تجريبية، فيها الكثير من التردد والحذر، بحيث لم تكن الإذاعة بواسطته تتجاوز 15 ساعة فى الأسبوع، ولم ينقض أكثر من عامين على هذه المرحلة التجريبية، حتى انتقلت تلك الدول إلى الطور الثانى الذى اقتضاها رصد بضعة ملايين من الجنيهات لإنشاء إداته الهندسية الكاملة، ورصد نصف تلك الملايين تقريبا لنفقات برامجه. لهذا أصبح من الضرورى فى مصر إن تبدا على الأقل الخطوة الحذرة التجريبية، حتى لا تكون فى مؤخرة ركب المدنية والحضارة.. لأن إدخال التليفزيون إلى الجمهورية المصرية الفتية أصبح ضرورة لا بد من مواجهتها بما يلائم سياسة البناء والتكوين للمجتمع المصرى على أساس وطيد، يمكن الشعب من متابعة التقدم العلمى والفنى فى العالم ويوفر للدولة سمعتها طيبة، التى شاء الله أن تظفر بها فى المحيط الدولي. واستعرضت اللجنة الهندسية مذكرة الإذاعة فى هذا الصدد، وأوصت بالأخذ بها، وعرضتها مع توصيات اللجنة على السيد وزير الإرشاد فأقرها. على قمة جبل المقطم وقع الاختيار على مكان مرتفع على هضبة تتوج جبل المقطم، لإقامة محطة الإرسال التليفزيوني، وكان هذا المكان يستخدم سابقا فى رصد كوكب الزهرة بالنسبة لارتفاعه، وسيمتد التعمير عما قريب إلى هذه المنطقة، بإنشاء مدينة المقطم التى التزمت إحدى الشركات الإيطالية بتعبيد شبكة من الطرق وتوصيل المياه والكهرباء إليها. إعداد الكفاءات يعنى السيد مدير الإذاعة بدراسة الخطوط الرئيسية لمواجهة الإنشاءات الهندسية، بما يجب أن تكون، من حيث إعداد الجهاز اللازم لتكوين البرامج وبنائها وإعدادها للعرض، ودراسة الأسس التى يقوم عليها اختيار العناصر اللازمة لهذه البرامج، سواء عنصر العمل وراء الشاشة او العنصر الذى يبرز على الشاشة، وربما يقتضى الأمر بعد الفراغ من اختيار المجموعة التى تتوافر فيها الشروط المحددة توجيههم إلى دراسات فنية فى مصر وفى الخارج، حرصا على عدم التعرض لنتائج الارتجال فى الاختيار، أو عدم الثقة الكاملة بحقيقة الفائدة التى يمكن الجزم بالوصول إليها عند استخدام هذه العناصر. التنفيذ وبدء الإرسال يوالى المهندسون المختصون بالإذاعة وضع التصميمات وعمل المواصفات، حتى يمكن إعلانها للشركات العالمية للتعاقد مع إحداها على صنع الأجهزة وتوريدها وتركيبها، واثناء صنع الأجهزة ستبنى محطة الإرسال على جبل المقطم، وكذلك الجزء الخاص بالإذاعة التليفزيونية فى دار الإذاعة والتليفزيون بميدان التحرير. وسيكون طراز التليفزيون الذى تقرر استخدامه آخر طراز اتفق عليه دوليا، ويراعى فى تصميمه ان يكون صالحا للتحويل إلى التليفزيون الملون فى المستقبل عندما يعم استعماله، إذ إنه لا يزال فى مرحلة التجريب، وقد تتساءل أيها القارئ عن الوقت الذى يمكنك أن تتمتع فيه بمشاهدة برامج التليفزيون وأنت تقبع فى دارك بين آلك وبنيك، فيجيبك المختصون بأن الإذاعة تهدف ويعتمد تقديرها للمدة اللازمة لإقامة التليفزيون على قدرة الشركات على صنع وتوريد الأجهزة، وتهدف إلى أن تبدأ إذاعة التليفزيون بعد سنة، وألا تطول فترة الانتظار أكثر من سنتين، والمعول فى ذلك على الجهات الصناعية، فلن تدخر الإذاعة وسعا فى ألا يكون هنالك سبب واحد للتأخير من ناحيتها. مصر تسبق الشرق وتعتبر مصر أول دولة فى الشرق تقرر إدخال التليفزيون بصورة كاملة، أی بإعداد ثابت ببرنامج إنشائى يشمل جميع مناطق القطر. وأن ابتداءه فى القاهرة والمديريات المحيطة بها فى حدود 100 کیلومتر هو الخطوة الاولى فى هذا البرنامج الإنشائي، يعقبها امتداد رقعته إلی باقی بلاد القطر، أما ما يقال عن وجود التليفزيون فى بعض البلاد الشرقية فهو وجود ضئيل لبعض الأجهزة التى تصلح للاستعمال فى دائرة ضيقة، ومن الطراز النقالى، مثل التجارب التى أجريت فى مصر أكثر من مرة فى المعارض والمناسبات. هنا القاهرة هذه النهضة العظيمة هى بعض من كثير يبذله العاملون من ابناء مصر فى سبيل رفعتها، أدركوا ما للإذاعة من أثر فى بعث الشعوب وإعلاء كلمة الوطن فى العالمين، فما ضنوا عليها بجهد، وما توانوا عن بذل كل معونة للنهوض بها حتى تصبح "هنا القاهرة" مسموعة فى كل شبر من أجزاء الأرض، وحتى يصبح صوت مصر مرتقبا فى كل مكان. وإلى الامام دائما. متابعة بعد عام ظلت "مجلة الإذاعة" ترتقب ظهور العفريت الذى يدعى التليفزيون، مثلها مثل كل مصرى، بكل أمل، متمنية خرج شعاع النور والتنوير والفكر فى آفاق مصر وربوعها، وظلت تنتظر عاما بالكامل.. وبعدها ذهبت لإجراء حوار تضع فيه النقاط على الحروف مع المهندس صلاح عامر، فى عددها رقم (1112) الصادر بتاريخ 7 يوليو 1956 بعنوان (بعد 12 شهرا يبدأ التليفزيون فى القاهرة والقرى المصرية).. أجرت الحوار الكاتبة "زينب محمد حسين".. إلى نص الحوار.. ذاع استعمال التليفزيون فى أوربا وأمريكا منذ سنوات.. فمتى يشيع استعماله فى مصر؟.. متى نشاهد البرامج التمثيلية والموسيقية والغنائية والسينمائية ماثلة أمامنا على شاشة التلفزيون، دون أن نتحرك من مقاعدنا المريحة فى بيوتنا؟ وما الخطوات التى قطعتها الإذاعة فى هذا السبيل حتى الآن؟ وما مدى النفقات التى ستتكلفها برامج التلفزيون عند إذاعتها فى مصر؟ وهل تستطيع ميزانية الإذاعة مواجهة تلك النفقات؟ هذه الأسئلة وغيرها ذهبنا ننشد الاجابة عنها عند المهندس صلاح عامر، وکیل الإذاعة للشئون الهندسية، والمهندس الوحيد فى مصر الذى درس فن التليفزيون، دراسة فنية صحيحة قائمة على أسس علمية. قبل أن نصحبك الى مكتب المهندس صلاح عامر، نحب أن نذكر لك أنه يكاد يكون المهندس الوحيد فى مصر الذى درس فن التليفزيون دراسة فنية صحيحة، قائمة على أسس علمية، ولعلك تعرف أن التليفزيون يعتمد أكثر ما يعتمد على الناحية الهندسية، أى أنه فن ميكانيكى إذا جاز وصفه بأنه فن، ولذلك فإن أجدر الناس بالكلام عنه هم الذين يشتغلون بالشئون الهندسية، وهكذا عرفنا طريقنا الصحيح. وكيل الإذاعة يعتب لعلك تلمح عند وكيل الإذاعة نظرة عتاب، وان شاء أدبه الجم أن يخفيها عنا بوصفنا ضيوفه.. لكن لم لا نحاول أن نعرف سر هذا العتاب؟ وإليك السر.. المهندس صلاح عامر يأخذ علينا أننا لا نكاد نبدى اهتماما بالشئون الهندسية، وله فى هذا وجهة نظر، فهو يريد أن يزود القراء بثقافة فنية مبسطة، عن الفن الهندسى بالإذاعة، خصوصا أننا على أبواب "تليفزيون"، وهو كما قدمنا فن يكاد يعتمد كل الاعتماد على الهندسة. والآن، وبعد أن زال العتاب الرقيق، فلنسأل محدثنا عما جئنا بسببه. التليفزيون يسكن المقطم نريد أن نعلم شيئا عن الاستعدادات الفنية القائمة الآن لإدخال التليفزيون فى مصر؟ أجاب وكيل الإذاعة: لقد خطت الاستعدادات الفنية لإدخال التليفزيون فى مصر خطوة قد يراها البعض مبدئية، لكنها فى رأيى خطوة رئيسية مهمة، إذ تقرر من ناحية السياسة العامة مبدأ الخدمة التليفزيونية السريعة فى مصر، واعتمدت المبالغ اللازمة للمرحلة الأولى، كما وضعت المواصفات الهندسية للمشروع فى مرحلته الأولى، وأعلنت مواصفات توريد الأجهزة، ووردت عطاءاتها، وتنافست الشركات العالمية تنافسا كبيرا لتوريد أجهزة التليفزيون لمصر. ولقد تمت دراسة هذه العطاءات التى تبلغ فى مجموعها نحو عشرين عطاء، ونحن على وشك التعاقد على توريد الأجهزة التى ستصل إلى مصر باذن الله، خلال الاشهر العشرة المقبلة، وليس هذا وحده هو ما تم بالنسبة لمشروع التليفزيون، بل لقد جرى العمل فى تصميم الاستوديوهات ومحطات الإرسال مدى بعيدا، ونحن على وشك وضع نواة التليفزيون فوق جبل المقطم، وستقوم دار التليفزيون على هضية المقطم، وستكون النواة الأولى لمدينة المقطم التى تقوم فى أجمل بقعة بالقاهرة.. واعتقد أن كل هذه الاستعدادات ستمكن من بدء خدمة تليفزيونية فعلا، لا استطيع أن أقول بدقة فى أى شهر من سنة 1957، ولكن أعتقد أنها ستكون فى منتصف سنة 1957. خدمة تليفزيونية كم عدد سكان القطر المصرى الذين سيحظون بمشاهدة أول برامج التليفزيون؟ ستشمل الخدمة التليفزيونية الأولى جميع سكان المدينة والقرى، التى تقع فى الرقعة التى تحيط بمدينة القاهرة فى حدود 100 کیلومتر، وهذه الرقعة قد تبدو صغيرة بالنسبة للنيل الذى يتجاوز طوله من مصر إلى أسوان 900 کیلومتر، إلا أن الإحصاء أثبت أن فى هذه الرقعة الصغيرة نصف سكان القطر المصرى، وأكثر من ستين فى المائة من مستمعى الإذاعة المصرية، وتعتبر هذه الخدمة بهذا القدر بشير نجاح للتليفزيون، اذ ستتحقق له ظروف مناسبة للانتشار بين مجتمع يحظى بأرفع مستوى للمعيشة فى مصر، واعتقد أن أجهزة التليفزيون ستنتشر بين الناس بعد ذلك إلى الحد المرضى. التليفزيون والسينما هل التليفزيون سوف يؤثر على صناعة السينما فى مصر؟ أعتقد أن التليفزيون فى مصر بالذات، سيكون أكبر حافز لنهضة السينما فى مصر وارتقائها، فكما أن الإذاعة ظهر أثرها واضحا فى ارتقاء التسجيلات الغنائية، والتأليف الغنائى والموسيقى، كذلك سيكون للتليفزيون اثره فى ارتقاء صناعة الافلام السينمائية فى مصر وفى عمل السيناريو. وعلى الجملة، فهو يرتفع بالقيم الفنية لصناعة الفيلم المصرى. أما من ناحية المنافسة، وما يظنه الناس من أن التليفزيون سيجذب رواد السينما، فلا داعى لأن نلجأ إلى الفرض أو التخمين فى هذا، فقد دلت النتائج فى أمريكا وإنجلترا، حيث انتشر التليفزيون إلى أبعد حد، على أن السينما ظلت تؤدى خدماتها فى ميدان الدراما، والقصة الطويلة التى تجذب المشاهد إلى دار السينما، وبدأت صناعة السينما تقدم له الافلام الملونة، بدلا من غير الملونة، فانتقلت إلى وضع لا يستطيع التليفزيون أن ينافسها فيه حاليا، والخدمة التليفزيونية لها طابع، يجب ألا يؤثر على صناعة السينما، إذا ما تطورت إلى وضعها الصحيح. لهذا أعتقد أن أثر التليفزيون على السينما المصرية هو أنه سيدفعها إلى التقدم والارتقاء. طفل الإذاعة المدلل وما أثر التليفزيون على الإذاعة الحالية؟ ما من شك فيه أن التليفزيون سيبقى لوقت ما طفل الإذاعة المدلل، فهى التى سترعاه وتربيه التربية الصحيحة، بل وتنفق عليه لفترة طويلة.. ومنافسته للإذاعة منافسة خطرة، وقد دلت النتائج فى البلاد الأخرى على ان صاحب جهاز التليفزيون لا يسمع الإذاعة العادية، عندما تكون هناك إذاعة مرئية، لكن هذا الأثر لن يصل الى حد القضاء على الإذاعة، لأن فترات الإذاعة التليفزيونية تكون عادة بضع ساعات فى اليوم.. كما أن من يقتنون أجهزة التليفزيون عادة هم ثلث حائزى أجهزة الراديو تقريبا، ولكن التطور الطبيعى يدل على أن الإذاعة ستتطور بعد عشر سنوات أو أكثر قليلا فى مجالها المحلى إلى إذاعة مرئية، وذلك عندما يصير ثمن أجهزة الاستقبال التليفزيونية رخيصا وفى متناول الجميع، بحيث تحل محل أجهزة الراديو، وعندما تقل تكاليف برامج التليفزيون. الإعلان التليفزيونى ما تكاليف برامج التليفزيون بالنسبة لتكاليف برامج الإذاعة العادية؟ قد يتكلف برنامج التليفزيون الممتاز نحو ألف جنيه للساعة الواحدة، وينخفض فى حالات البرامج الثقافية، أو برامج الأطفال إلى نحو 200 جنيه فى الساعة، لأنها لا تستدعى إقامة ديكورات غالية، واستخدام ممثلين محترفين. أما الإذاعة العادية فتتكلف فى المتوسط نحو عشرين جنيها فى الساعة للبرامج، ونحو نصفها فى المصاريف الهندسية، أى ما يقرب من ثلاثين جنيها فى المجموع، للساعة الواحدة. كيف تحصل إذاعات البلاد الخارجية على نفقات التليفزيون؟ أول إذاعة تليفزيونية تكفى نفسها بنفسها هى التى قامت أخيرا فى إنجلترا، هذا بخلاف الاذاعات التجارية فى أمريكا. وإذاعة التليفزيون التجارى الأهلى بانجلترا تقدم برامج لا تختلف عن برامج التليفزيون البريطانى الحكومي، إلا أنها تقدم الإعلانات فى فترات الاستراحة، مثلها مثل دور السينما، وأجور هذه الإعلانات تغطى مصاريف التليفزيون الأهلى. أما فى غير هذه الحالة، أى فى إذاعات التليفزيون، التى لا تقدم الإعلان فى فترات الاستراحة، فلابد من إعانة التليفزيون بها من إيرادات الإذاعة العادية.. وأعتقد أن ما سيجرى على التليفزيون فى مصر سيكون على أحد هذين الوضعين أو عليهما معا. مذيعات وممثلون مختصون هل تفكرون فى الاستعانة بمذيعات جديدات لشئون التليفزيون؟ طبعا سيكون للتليفزيون مذيعون ومذيعات تتوافر فيهم شروط تدعو إليها الخدمة التليفزيونية، ويقتضى عمل التليفزيون أن يكون مستقلا بموظفيه، وأن يكونوا متخصصين فى هذا الفن الجديد الذى يجمع فى ثناياه أرقى ما وصلت إليه فنون كثيرة.. فمثلا نراه أخذ من المسرح طابعه، ومن السينما طريقتها، ومن الإذاعة وسائلها الهندسية، وسيكون له فنانون لعمل الديكورات، وابتكار ما يلائم العين، كوسيلة تقدم ما تحمله الشاشة اليها من فن وثقافة وخبر. وهل ستخصصون ممثلين للتليفزيون كما فعلت أمریکا؟ طبعا، فعندما تبدأ الخدمة التليفزيونية سيبدأ معها میدان جدید من ميادين الفن، وتنشأ أعمال جديدة تكون مصدر خير لعدد كبير من المصريين، وسيتخصص للتليفزيون ممثلون ومؤلفون، وستبدأ هندسة التليفزيون تأخذ سبيلها، وتقوم ورش لرعاية التليفزيون، وهى تحتاج إلى رعاية خاصة أضعاف ما تحتاجه أجهزة الراديو. وسيبدأ التكوين والاستعداد لكل هذا بعد تأليف اللجنة التأسيسية للتليفزيون، التى قرر مجلس الإذاعة الأعلى إنشاءها، وسيتقرر فى هذه اللجنة إرسال باقى البعوث واختيار أشخاص المبعوثين، وغيرهم ممن سيتخصصون للعمل بالتليفزيون. التليفزيون الملون ما رأيكم فى التليفزيون الملون؟ ما زالت طريقة التليفزيون الملون من الناحية الهندسية محل بحث فى الهيئات الدولية، وهناك فى الوقت الحاضر اعتبار مادى يحول دون انتشاره، وهو أن ثمن جهاز استقبال التليفزيون الملون يعادل ثمن سيارة صغيرة، وطبعا لا يمكن استخدامه فى إذاعة عامة، إلا إذا وصل ثمن أجهزة الاستقبال الى حد القدرة الشرائية للشعوب، ويندر استخدامه الآن فى أمريكا، حيث أصبحت القوة الشرائية عالية جدا، وتدل مشاهدات التليفزيون الملون على أنه سيؤثر على التليفزيون العادي، بقدر ما أثر الفيلم الملون فى السينما على الفيلم العادى. وسوف ينظر بعين الاعتبار فى دراسات التليفزيون الملون إلى أن يظل استخدام أجهزة التليفزيون غير الملون فى استقبال البرامج الملونة استقبالا عاديا، أى بالإبيض والإسود، بل لن يبطل استخدامها فى حالة تحويل الإرسال التليفزيونى الى إرسال ملون. ظلت المجلة تنتظر.. وبعد أربع سنوات أجرت حوارا آخر مع المهندس صلاح عامر فى عددها رقم 1324 الصادر بتاريخ 30 يوليو 1960.. أى بعد أربع سنوات من الانتظار.. أجرى الحوار الكاتب الصحفى "محمد جلال".. فإلى نص الحوار.. كان فى ذهنى وأنا جالس مع صلاح عامر أن أحصل على تفاصيل كاملة لقصة هذا العملاق الذى دخل حياتنا، باسم التليفزيون.. تفاصيل قصته الهندسية الرائعة، المثيرة، التى تخفى خلفها مرحلة الانطلاق، التى تحدث عنها زعيمنا جمال عبد الناصر فى عيد الشباب الأسبوع الماضي، حين قال: "لقد كانت المرحلة الماضية مرحلة الأساس. وقد تم وضع الأساس بفضل وحدتكم، وتصميمكم، وعزمكم.. واليوم ننطلق فى مرحلة الانطلاق من أجل بناء جمهوريتنا". ابتسم الرجل الذى لا تفارقه ابتسامته فى أحرج اللحظات، وهو يقول: "إن مشروعنا له جوانب متعددة. الجانب الفنى هو الذى يتبادر إلى الذهن دائما، لكن لكى يخرج هذا الجانب إلى النور يجب أن تكمله نواح أخرى كثيرة، اقتصادية وهندسية وتنفيذية. وقد استغرق مشروع التليفزيون من تفكير الاخصائيين فى هندسة التخطيط والإرسال سنين طويلة لكى يتبلور إلى الشكل النهائى، الذى خرج المشروع على أساسه. وقد وفر التأخر فى إدخال التليفزيون على جمهوريتنا تدعيم خطتنا الهندسية، بإدخال آخر التطورات الهندسية والترقى الصناعى فى ميدان التليفزيون". ويدق التليفون، وتمتد يده لتسكت رنين المتصل، ثم يعاود حديثه معنا، ليقول: "لذا كان دور القوى الهندسية ضخما، إذ إن الأهداف قد اتسعت ونمت، ولم يصبح مشروع التليفزيون كما كان مقصورا على القاهرة فقط، بل اقتضى الوضع الثورى الجديد أن يكون شاملا لرقعة الجمهورية كلها، ولذلك قفزت تكاليفة المقدرة بربع مليون إلى 3 ملايين من الجنيهات"! وهنا دخل المهندس الجارحى القشلان.. الرجل الثانى فى هندسة التليفزيون.. واقترب من أذن صلاح عامر، فى حديث هامس دام وقتا طويلا.. وعندما انتهى الحديث، أضاف: "أما الجانب الخطير فى مشروعنا فهو أن المقتضيات القومية تتطلب أن ينفذ المشروع فى مدة قصيرة جدا. ولقد عبأنا كل وسائل الإسراع والاستعجال، ووضعناها فى خدمة الخطة، فكانت النتيجة هى أنه يمكن أن تبدأ أول إذاعة تجربة للتليفزيون فى أواخر سبتمبر 1960، بشرط أن يتم وصول المعدات فى أول أغسطس 1959 أى بعد سنة تقريبا من بداية التعاقد، هذا إذا وضعنا فى خدمة التنفيذ كل ما لدينا من إمكانيات للإسراع فى كل مراحل التنفيذ". ثم دخل مدير مكتبه، وهمس فى أذنه يذكره بموعد اجتماع مهم، ولكن المهندس الأول استطرد فى حديثه، والابتسامة لا تفارق وجهه، وهو يقول: "لكن مقتضيات السياسة العليا رأت أن يتم التنفيذ، ويبدا التليفزيون فى عيد الثورة الثامن يوم ٢٣ يوليو ١٩٦٠ من غير أى شرط آخر.. وترك للجهاز الهندسى تدبير الموقف من كل نواحيه، حتى الناحية الاقتصادية، وكانت هذه أصعب مشكلة واجهناها، بل هى المشكلة الكبرى التى تواجه كل من يفكر فى إدخال التليفزيون"! قلت له فى لهفة: وكيف ذللتم هذه المشكلة الخطيرة؟ قال ببساطة: أسسنا خطة التليفزيون، بحيث تشمل بيع أجهزة الاستقبال، حتى يتوافر عائد يستخدم فى تشغيل التليفزيون. فقلت معلقا: وقد أفادت هذه الخطة أفراد الشعب؟ فقال بحماس: فعلا.. لقد بيعت هذه الأجهزة بعيدا عن الاستغلال والربح الزائد، واصبحت تباع فى الأسواق بنحو نصف ثمنها فى الأسواق الأخرى. كيف تم التنفيذ بهذه السرعة العجيبة؟ لقد لعب الوعى والحماس، والقدرة الكافية، التى لدى المهندسين والمساعدين الدور الكبير، تساندها عناية الله.. فقد كان العبء يقع على كاهل أفراد كثيرين، منهم رجال المقاولات لأعمال البناء وتكييف الهواء وغيرهم وغيرهم. وصمت صلاح عامر قليلا، ليرد على استفسار من محطة إرسال التليفزيون بالمقطم، ثم أضاف إلى حديثه قائلا: "هنالك أعمال قد تبدو تافهة عندما تكون المدة الزمنية عادية، لكن عندما تكون المدة الزمنية بالغة القصر تصبح أصعب الأمور هى المسائل المتعلقة بالتوريد والشحن والنقل، فمثلا كانت ترسل المهمات فى سفينة ما، وعندما تصل إلى الإسكندرية تتخذ معها وسائل غير عادية لترفع منها معدات التليفزيون، وتنقلها فى التو إلى القاهرة. وقد تتطلب هذه العملية اجراءات جمركية تستغرق أسبوعين على الأقل، لكن بالنسبة للتليفزيون كانت الإجراءات تتم فى ساعات قليلة. ورغم هذا كانت هناك أمور تحدث، وتعطل من غير أن تكون لنا قدرة على معالجتها، وهى كثيرة، مثل تأخر باخرة فى الوصول أو التعطل المفاجئ". وانتقل الحديث بنا إلى المهندسين.. وسألته: كيف استطاعوا فى هذه المدة الوجيزة تحقيق المعجزة؟ فقال المهندس الكبير: "رغم إن المهندسين العرب فى بداية طريق هندسة التليفزيون، فإن تفوقهم فيها كان بارزا فى أمريكا نفسها. وقد كان تقرير الكلية التى التحقوا بها يقول: "إن اساتذتهم يعملون حسابا للأسئلة التى توجه إليهم من هؤلاء الطلبة، إذ كان يصعب الإجابة عنها فى أغلب الأحيان. وقالوا إجمالا أنهم خير طلبة أجانب قدموا الى الكلية منذ انشائها". قلت: لماذا اخترتم أمريكا دون غيرها من بلاد العالم؟ قال: "أمريكا هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تدرس مادة التليفزيون كعلم مهم فى جامعاتها.. أضف الى ذلك أن التليفزيون عندها يعتبر من الصناعات الكبرى". والذين حضروا من المهندسين الاجانب؟ لم يحضر من المهندسين الأجانب لتركيب الأجهزة المتعددة والمعقدة من الخارج سوى 4 من المهندسين، اشتغل معهم 10 من المهندسين العرب. وفى حديثنا عن المهندسين لم ننس العمال. قال صلاح بزهو: "لدينا عدد من العمال تتمنى أرقى البلاد الصناعية - خاصة أمريكا - أن يعملوا فى محطاتها، ولدى هندسة الإذاعة مجموعة كبيرة من العمال والصناع نعتبرهم دائما رأسمال لنا، ونستعين بمقدرتهم فى كل مشروعاتنا". وانضم حسين رشوان، مراقب المشروعات، إلى المهندسين المنتظرين واستمر صلاح عامر فى حديثه قائلا: "لدينا صناع استطاعوا أن يقيموا صارى الإرسال فى جبل المقطم بمفردهم، فى ظرف 10 أیام، دون انتظار حضور الخبير، وإذا عرفنا أن تركيب مثل هذا المشروع استغرق فى أستراليا خمسة أضعاف هذه المدة.. لعرفنا حقيقة مقدرة عمالنا العرب". وصمت الرجل قليلا ودخل مدير مكتبه ليقول: "إن سيادة الدكتور حاتم فى انتظارك". فرحت المجلة بالنصر الكبير مثلما فرح كل الشعب المصرى فى كل ربوع المحروسة، فذهبت المجلة لتتابع عملية عرض أول يوم يشاهد فيه الجمهور المصرى التليفزيون، ونشر هذا فى عددها رقم (1324) بتاريخ 30 يوليو 1960 بعنوان "التليفزيون ينزل إلى الشارع" عشت اللحظات المشرقة التى دخلنا فيها عصر التليفزيون، عصر التطور الكبير. عشتها مع عامل ترك مصنعه مع غروب الشمس، وموظف يستمتع ببقية من عمر أفناه فى تراب الميرى، وطفل صغير يلتصق بأمه التى هدتها الحياة.. مع هؤلاء، ومع غيرهم الذين لا يملكون فى الوقت الحاضر القدرة على شراء هذا الجهاز الساحر، الذى يأخذ بهم ليطلوا على الدنيا، عشت.. أستمتع بأحسيسهم الصادقة، وهى تستقبل عملا ثوريا رائعا. جلست مع أفراد الشعب فى حديقة من حدائق ميدان التحرير، لنشاهد معا مولد المعجزة، واقتربت الساعة السابعة.. وبدات الوجوه السمراء تتطلع إلى شاشة كبيرة للتليفزيون، وضعت فى صدر السرادق الذى ضاق بهم. وبعد دقائق هل علينا "جمال عبد الناصر"، وبدأ خطابه التاريخى: "أيها المواطنون.. أعضاء مجلس الأمة". وانطلق الشعب يصفق.. فى نفس واحد انطلق مع التصفيق، الذى كان يشبه الهدير، صوت يقول: "عفارم عليك يا أبو جمال". وراءه صوت آخر: "أيوة كده.. أهى دى المرجلة". وهتف شيخ عجوز: "الله ينصرك يا جمال شوف عبد الناصر وشه زين جوى منور والله". وقال آخر: "أنا ما كنتش مصدق الحكاية دى لغاية ما شفتها بعينى.. اللى يعيش ياما يشوف.. لكن قولى يا حضرة.. أمتى الحكاية ده هتدخل بلدنا؟". وتوتة توتة انتهت الحدوتة.. وفرحنا بها وشكلت وجدانا.