خير صديق (2).. سامح قاسم يكتب: "الحرب والسلام".. ملحمة إنسانية عابرة للتاريخ
إبداع تولستوي الخالد.. الحب في مواجهة الصراع.. ورسائل عديدة عن السلام رغم التركيز على الحرب
رصد أسباب وراء فشل نابليون في غزو موسكو.. وإبراز الحياة الأرستقراطية والواقع القاسي للفلاحين بعيون الكاتب تعد رواية «الحرب والسلام» للكاتب الروسي ليو تولستوي من أهم الأعمال الأدبية في تاريخ الأدب الذي أنتجته البشرية. تتناول الرواية، الصادرة عام 1869م، حقبة تاريخية مفصلية في تاريخ روسيا والعالم، وهي الحروب النابليونية التي امتدت من أواخر القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر. كانت هذه الحقبة تعكس صراعًا معقدًا بين القوى الأوروبية، حيث سعى نابليون بونابرت لتوسيع إمبراطوريته، ووجدت روسيا نفسها في مواجهة مباشرة معه. تميزت هذه الفترة باضطرابات داخلية في روسيا، حيث كان المجتمع يعاني من التفاوت الطبقي، والعبودية، والصراعات السياسية التي انعكست بوضوح في الرواية.الحملة الفرنسية على روسيا عام 1812يشكل غزو نابليون لروسيا في عام 1812 العمود الفقري للأحداث التاريخية في الرواية. هذه الحملة العسكرية، التي عُرفت باسم "الحملة الروسية"، بدأت بطموح نابليون للسيطرة على الأراضي الروسية، لكنها انتهت بكارثة عسكرية.تُبرز الرواية بشكل دقيق معاناة الجيشين الفرنسي والروسي، والتحديات التي واجهها كل منهما في ظل قسوة الطبيعة الروسية، والمقاومة الشعبية، والانقسامات الداخلية. هذا السياق التاريخي لا يقدم فقط خلفية للأحداث، بل يشكل أيضًا انعكاسًا لفلسفة تولستوي حول العبثية والكارثة المرتبطة بالحرب.الإمبراطورية الروسية: الهيكل السياسي والاجتماعيعندما كتب تولستوي «الحرب والسلام»، كان المجتمع الروسي يمر بتحولات اجتماعية كبيرة. نظام القنانة، الذي كان يشكل العمود الفقري للاقتصاد الروسي، كان يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه نظام ظالم وغير مستدام.الرواية تعكس بوضوح البنية الطبقية للمجتمع الروسي، من النبلاء الذين يعيشون حياة مرفهة، إلى الفلاحين الذين يعانون من الفقر والاستغلال.أبرزت الرواية أيضًا طبيعة السلطة السياسية في روسيا تحت حكم القيصر ألكسندر الأول، الذي واجه تحديات داخلية وخارجية هائلة.العلاقات الدولية وتأثيرها على الروايةفي زمن الرواية، كانت العلاقات الدولية في حالة اضطراب مستمر. التحالفات والمعاهدات التي أبرمتها روسيا مع الدول الأوروبية لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل الأحداث التاريخية.تتناول الرواية بالتفصيل الديناميكيات المعقدة بين روسيا وفرنسا، مع التركيز على تأثير هذه العلاقات على الأفراد والمجتمع الروسي.الحرب كمعضلة فلسفيةمن خلال تصوير الحروب النابليونية، لا تقدم الرواية فقط سردًا تاريخيًا، بل تعكس أيضًا رؤية تولستوي الفلسفية للحرب. يرى تولستوي أن الحرب ليست سوى عبثية مدمرة، حيث تُستخدم السلطة والقوة لتحقيق أهداف شخصية أو وطنية، على حساب الإنسان. في الرواية، يظهر هذا التأمل في الشخصيات التي تعاني من الحيرة والصراعات الداخلية حول معنى الحرب ودورها في حياة الأفراد.دور المقاومة الشعبيةركزت الرواية على دور المقاومة الشعبية في مواجهة الغزو النابليوني، حيث لم تكن الحرب مجرد معركة بين جيوش نظامية، بل كانت أيضًا صراعًا شارك فيه الفلاحون والمواطنون العاديون.يسلط تولستوي الضوء على شجاعة الشعب الروسي وصموده في وجه جيش نابليون القوي، مما يعكس إحساسًا عميقًا بالهوية الوطنية.تأثير الأحداث على الشخصياتجاء السياق التاريخي ليكون أكثر من مجرد خلفية للأحداث، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من تطور الشخصيات.الشخصيات الرئيسية في الرواية مثل الأمير أندريه، وبيير بيزوخوف، وناتاشا روستوف، تتأثر بشكل مباشر بالأحداث التاريخية الكبرى، سواء من خلال مشاركتهم في الحرب، أو تجاربهم الشخصية خلال هذه الفترة المضطربة.تميزت «الحرب والسلام» بالدقة في تصوير الأحداث التاريخية. اعتمد تولستوي على مصادر تاريخية موثوقة، مما أضفى على الرواية طابعًا واقعيًا.في الوقت نفسه، لم يكن هدفه مجرد تقديم سرد تاريخي، بل استخدام الأحداث لتقديم رؤى أخلاقية أعمق.تأثير السياق التاريخي على الحبكةيُعد السياق التاريخي أحد العوامل الرئيسية التي تشكل تطور الحبكة في الرواية. الحروب والصراعات السياسية تضيف تعقيدًا للأحداث، وتعكس كيفية تأثير القوى الكبرى على حياة الأفراد.على سبيل المثال، تُظهر الرواية كيف تؤثر قرارات القيصر والمعارك الكبرى على مصير الشخصيات، مما يبرز العلاقة الجدلية بين الفرد والمجتمع.تقدم الرواية الحرب كحالة تتجاوز مفهوم العنف المادي لتصل إلى صراعات حول الإرادة الحرة وقدرة الإنسان على التأثير في التاريخ. يعبر تولستوي عن رؤيته من خلال شخصياته التي تعيش حالات من التأمل العميق في معنى الوجود والقدر. فمثلًا، يعاني الأمير أندريه من أزمة وجودية خلال معركة بورودينو، حيث يتأمل السماء الواسعة ويفكر في عبثية الحرب وقيمة الحياة.في المقابل، تقدم شخصية بيير بزوخوف تجربة أخرى للحرب، حيث يجد نفسه مدفوعًا بالمصادفة إلى قلب الأحداث. لكن من خلال هذه التجارب، يكتشف بيير قيمًا جديدة تتعلق بالمحبة والتضحية والإيمان بقدرة الإنسان على التغيير.المرأة ورمزية السلام رغم أن الرواية تركز بشكل كبير على الأحداث التاريخية والمعارك، إلا أن تولستوي يولي اهتمامًا خاصًا للنساء كرمز للسلام والقوة الكامنة. تُظهر شخصيات مثل ناتاشا روستوفا وسونيا أبعادًا إنسانية عميقة تتعلق بالحب، والأمل، والاستمرار في وجه الأزمات. تعبر ناتاشا، ببراءتها وتطلعاتها العاطفية، عن رغبة الإنسان في حياة تتجاوز العنف والصراع.الحب كقوة إنسانية عليايقدم تولستوي الحب إحديي الثيمات المحورية في الرواية. الحب ليس مجرد عاطفة رومانسية، بل هو قوة إنسانية تتجاوز الحروب والألم. يظهر هذا في علاقات مثل الحب العذري بين ناتاشا والأمير أندريه، أو الحب المتجدد الذي يعيشه بيير في النهاية.في «الحرب والسلام»، ينظر تولستوي إلى الحرب بوصفها انعكاسًا للفوضى البشرية، حيث تمتزج البطولات الفردية بالمعاناة الجماعية. يرى تولستوي أن التاريخ ليس مجرد سلسلة من الأحداث التي يخطها القادة العظماء، بل هو نتيجة لتفاعلات معقدة بين الأفراد، والظروف، والمصادفات. الحرب، في نظره، تكشف عن ضعف الإنسان أمام قوى أكبر منه، وتبرز هشاشة السلطة والقرارات العسكرية في وجه الإرادة الشعبية.تُظهر الرواية أيضًا الجانب الإنساني للحرب، من خلال معاناة الجنود، وعلاقاتهم الشخصية، وتأثير الحرب على عائلاتهم. تولستوي يضع القارئ في قلب الصراع، ويجعل من شخصياته وسيلة لفهم المعاناة الإنسانية في أوقات الشدة.دور القيادة والشعب في تشكيل التاريخمن النقاط البارزة في الرواية أن تولستوي يتحدى المفهوم التقليدي للقيادة العسكرية والسياسية. على عكس السرديات التاريخية التي تمجد القادة كصانعي التاريخ، يركز تولستوي على دور الأفراد العاديين، ويبرز كيف أن القرارات الكبرى غالبًا ما تكون محكومة بالمصادفة أو القوى التي لا يمكن التحكم فيها.في وصفه لمعركة بورودينو، يعكس تولستوي هذا المنظور من خلال تصوير نابليون كقائد عاجز أمام قوة الأحداث، والقيصر ألكسندر الأول كشخصية بعيدة عن الواقع. بدلًا من ذلك، تبرز الرواية الجنود والمزارعين والشعب العادي بوصفهم القوة الحقيقية التي تشكل مسار التاريخ.الهوية الوطنية الروسيةتشغل الهوية الوطنية الروسية حيزًا كبيرًا في "الحرب والسلام". من خلال شخصيات مثل الأمير أندريه وبيير بيزوخوف، يعبر تولستوي عن فخره بالشعب الروسي وإرادته القوية في مواجهة الغزو النابليوني. تجسد الرواية الروح الوطنية التي انتصرت في النهاية على أعظم قوة عسكرية في ذلك الوقت.تُظهر الرواية كيف أن الغزو الأجنبي وحدّ الروس من جميع الطبقات الاجتماعية، وخلق شعورًا مشتركًا بالمصير. تولستوي يقدم صورة مؤثرة عن الفلاحين الروس، الذين رغم بساطتهم، أظهروا شجاعة وصمودًا كبيرين في مواجهة الجيوش النابليونية.التحولات الاجتماعية كخلفية للروايةإلى جانب الحرب، تعكس الرواية التغيرات الاجتماعية التي كانت تشهدها روسيا في تلك الحقبة. من خلال شخصيات مثل ناتاشا روستوف وآنا بافلوفنا، يعبر تولستوي عن الطبقات الأرستقراطية التي كانت تتصارع بين تقاليدها القديمة ومتطلبات العصر الحديث. كما أن الرواية تسلط الضوء على الحياة اليومية والطقوس الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، مما يجعلها شهادة حية عن الحياة الروسية في أوائل القرن التاسع عشر.يُعد البناء الروائي لرواية "الحرب والسلام" واحدًا من أعقد الهياكل السردية في الأدب العالمي. تتألف الرواية من أربعة أجزاء رئيسية، تضم حوالي 600 شخصية تتنوع بين الشخصيات المحورية والثانوية. يتنقل السرد بين مشاهد الحرب والسلام، وبين الحياة الشخصية والسياسية، ما يخلق توازنًا بين التفاصيل الدقيقة والرؤية العامة. يتسم السرد بقدرته على الانتقال السلس بين الأحداث الكبرى، مثل المعارك التاريخية، والحياة اليومية لشخصيات الرواية. يتيح هذا الهيكل لتولستوي استكشاف التناقضات بين الحرب والسلام، وبين الخاص والعام، مما يمنح الرواية طابعًا إنسانيًا شاملًا.التعددية في وجهات النظرمن أبرز ملامح البناء الروائي هو تعددية وجهات النظر. لا يقتصر السرد على شخصية واحدة أو وجهة نظر واحدة، بل يقدم تولستوي الأحداث من خلال منظور شخصيات متعددة، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق للأحداث. على سبيل المثال، يُظهر لنا تولستوي الحرب من خلال عيون القادة والجنود والفلاحين، ما يجعل السرد أكثر شمولًا وإنسانية.دمج الواقعية بالرمزيةرغم أن الرواية تُعد عملًا واقعيًا بامتياز، إلا أن تولستوي يدمج فيها عناصر رمزية عميقة. على سبيل المثال، تُستخدم الطبيعة كرمز للتغيير والاستمرارية. كما أن الشخصيات الرئيسية، مثل بيير وأندريه وناتاشا، تعكس جوانب مختلفة من النفس البشرية وتجاربها في مواجهة الحياة والموت.تداخل التاريخ بالخياليُظهر تولستوي براعة استثنائية في دمج الأحداث التاريخية مع القصص الخيالية. يجعل هذا التداخل القارئ يشعر وكأن الشخصيات الخيالية مثل بيير وناتاشا وأندريه كانت جزءًا حقيقيًا من تلك الحقبة التاريخية. كما أن استخدام شخصيات تاريخية مثل نابليون والقيصر ألكسندر الأول يعزز من مصداقية الرواية.الشخصيات كمحركات للسردتُعد الشخصيات محور الرواية، حيث يعتمد تولستوي على تطورها لتقديم رؤيته حول الحياة والتاريخ. يُظهر السرد تعقيد الشخصيات وتناقضاتها، ما يجعلها واقعية وإنسانية للغاية. على سبيل المثال، بيير بيزوخوف يبدأ الرواية كشاب ضائع يبحث عن معنى لحياته، لكنه يتحول تدريجيًا إلى شخصية أكثر نضجًا وروحانية.الشخصيات المحورية والثانويةبيير بيزوخوف.. البحث عن الذاتيُعد بيير بيزوخوف واحدًا من أكثر الشخصيات تعقيدًا في الرواية. يبدأ حياته كشاب ثري ولكنه غير ناضج، يبحث عن معنى لحياته وسط صراعات المجتمع الأرستقراطي. من خلال رحلته، يعبر تولستوي عن أسئلة وجودية حول الهوية، والمعنى، والمصير.الأمير أندريه بولكونسكي.. المثالية والتضحيةيمثل أندريه بولكونسكي الوجه الآخر للصراع الداخلي. كجندي ونبيل، يبحث أندريه عن المجد، لكنه يجد نفسه في النهاية متأملًا في قيمة الحياة والحب. تعكس شخصيته التحولات التي يمر بها الإنسان في مواجهة الحرب والموت.ناتاشا روستوف.. الحب والحياةتمثل ناتاشا رمز الحياة والطاقة الشبابية. رغم أنها تبدأ الرواية كشابة متهورة، إلا أنها تنضج تدريجيًا من خلال تجاربها في الحب والخيانة والخسارة. تعتبر ناتاشا شخصية محورية في تقديم البعد الإنساني للرواية.الحرب كإفراز للإنسانية الهشةرغم أن عنوان الرواية يُقسمها إلى "الحرب" و"السلام"، إلا أن تولستوي يجعل الحرب محورًا لطرح تساؤلات عميقة عن العنف والدمار والرغبة البشرية في السيطرة. يصور الحرب ليس فقط كأداة للدمار، بل كمرآة تعكس ضعف الإنسان، وكيف أن قرارات القادة لا تكون دائمًا نتيجة حكمة أو منطق، بل في أحيان كثيرة نتيجة لطموحاتهم الشخصية أو مصادفات غير متوقعة.تُظهر مشاهد المعارك، مثل معركة بورودينو، كيف أن الحرب تخضع لعوامل تتجاوز سيطرة القادة والجنود على حد سواء. في هذا الإطار، يقدم تولستوي رؤية نقدية للتاريخ الرسمي الذي يُمجد القادة العظماء، مشيرًا إلى أن النتائج التاريخية تتشكل بفعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتفاعلات الأفراد العاديين.البحث عن المعنىتتمحور الرواية حول سؤال مركزي: ما معنى الحياة؟ تقدم شخصيات مثل بيير بيزوخوف والأمير أندريه بولكونسكي رحلات داخلية مليئة بالصراع والتأمل. يبحث بيير عن معنى أعمق لحياته وسط فوضى المجتمع الأرستقراطي، بينما يواجه الأمير أندريه التناقضات بين طموحه الشخصي وسلامه الداخلي.على الرغم من اختلاف مسارات الشخصيات، إلا أن الرواية تجمع بينها في استكشافها للأسئلة الوجودية: ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تُعاش؟ وكيف يمكن للإنسان أن يجد السلام وسط الفوضى؟ في النهاية، يبدو أن تولستوي يشير إلى أن الحب، والرحمة، والتواصل الإنساني هي المفاتيح لفهم المعنى الحقيقي للحياة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
بمشاركة «الدستور».. أمسية شعرية دولية لمدة أسبوع بمكتبة الإسكندرية
تنظم مكتبة الإسكندرية عبر قطاع التواصل الثقافي، بالتعاون مع أطياف للنشر والتوزيع وSulfur Editions و'الدستور' وسيا للخدمات الاعلامية في السابعة من مساء السبت بيت السناري بالسيدة زينب، أمسية شعرية دولية كبداية لمجموعة فعاليات Interwoven Voices :Cairo التي تمتد لأسبوع. يشارك في الأمسية الشعرية مجموعة مرموقة من الشعراء والفنانين العالميين وعرض موسيقي وببصري لفنان الصوت التجريبي الإيطالي Niet FN والفنان محسن البلاسي ومشاركة الشعراء يانج ليان (الصين)، الشاعر الشهير الذي رُشّح لجائزة نوبل في الأدب 2024، والحائز على جائزة زبيجنيو هربرت الأدبية الدولية لعام ٢٠٢٤، والذي يُوصف بأنه "أحد أبرز شعراء الصين الأحياء". كما تضم قائمة ضيوفنا الكرام ريس تريمبل (ويلز)، الشاعر والمترجم والمؤدي والناقد والموسيقي والفنان التشكيلي، إضافة الي فنان الصوت التجريبي الإيطالي ومهندس الصوت ومدير شركة إنتاج (إصدارات كاتشينسكي)، نيت إف إن؛ والشاعر والبرفيسير الاكاديمي اللبناني شربل داغر ووالفنانة والمحاضرة الألمانية أنجليكا سين؛ والشاعر والفنان التشكيلي الروماني فلورين دان برودان والكاتبة الروائية المصرية د.صفاء النجار والفنانة التشكيلية د.غادة كمال، والفنان التشكيلي والشاعر محسن البلاسي وتقدم وتدير الأمسية الكاتبة الروائية المصرية د.صفاء النجار بينما ستشارك في الترجمة.سمية عبد الوهاب. بيت السناري بيت السناري الأثري يقع في حي الناصرية بالسيدة زينب في نهاية حارة غير نافذة تُعرف حاليًّا بحارة مونج، وهو يُعد واحدًا من القصور الفخمة الباقية التي تم بناؤها للصفوة في هذه المنطقة. المنزل ملك لإبراهيم كتخدا السناري؛ أحد المماليك التابعين لمراد بك والذي لقِّب بالسناري نسبة لمدينة سنار ويشير الجبرتي إلى أن أصله يرجع للبرابرة. ومع مجيء الحملة الفرنسية، تمت مصادرة المنزل من قِبل الفرنسيين في عام 1798؛ لإسكان أعضاء لجنة العلوم والفنون التي صاحبت بعثة نابليون العسكرية لعمل دراسة منهجية للبلاد، وتابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، يتم تقديم مختلف الانشطة الثقافية والفنية والتراثية بشكل مجاني، للحفاظ على التراث والهوية المصرية


بوابة الفجر
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الفجر
في ذكرى وفاته.. نجوم جسّدوا نابليون بونابرت على الشاشة بين التاريخ والدراما
يوافق اليوم الإثنين ذكرى وفاة نابليون بونابرت، أحد أعظم القادة العسكريين والسياسيين في أوروبا، صاحب الأصول الإيطالية الذي صعد إلى قمة السلطة خلال الثورة الفرنسية، وأصبح إمبراطورًا لفرنسا، مؤثرًا بقوة في خريطة السياسة الأوروبية خلال أوائل القرن التاسع عشر، لم تقتصر بصمته على الحروب فقط، بل امتدت إلى التنظيمات المدنية والتشريعات التي ألهمت أنظمة الحكم لسنوات طويلة. وبهذه المناسبة، نستعرض أبرز النجوم الذين جسدوا شخصية نابليون في أعمال درامية وسينمائية تناولت هذه المرحلة التاريخية: حسين فهمي في المسلسل المصري 'الأبطال'، أطل النجم حسين فهمي بشخصية نابليون، حيث تناول العمل وقائع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وركّز على أثر الاحتلال الفرنسي في المجتمع المصري، وأشكال المقاومة التي ظهرت في رشيد والجامع الأزهر. المسلسل من إخراج حسام الدين مصطفى. باتريس شيرو في فيلم 'الوداع يا بونابرت'، قدّم الممثل الفرنسي باتريس شيرو أداءً خاصًا لشخصية نابليون، في عمل سينمائي مصري فرنسي مشترك من إخراج يوسف شاهين وتأليف يسري نصر الله. الفيلم استعرض العلاقة المعقدة بين الفرنسيين والمصريين خلال الاحتلال، من خلال رؤية إنسانية وثقافية عميقة. جريجوار كولين النجم الفرنسي جريجوار كولين قدّم نابليون في مسلسل 'نابليون والمحروسة'، الذي أخرجه شوقي الماجري وكتبته عزة شلبي، وتناول فيه تفاصيل الحملة الفرنسية بداية من معركة شبراخيت وحتى خروج الحملة من مصر. المسلسل تميز بالإنتاج المشترك وشارك فيه المنتج اللبناني أنطوان خليفة. تنوعت زوايا التناول بين السياسي والعسكري والإنساني، لكن تظل شخصية نابليون مادة ثرية للإبداع الفني، لما تحمله من تناقضات القوة والطموح والانكسار.


الصباح العربي
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- الصباح العربي
سيف نابليون الشخصي في مزاد علني بباريس بقيمة قد تتجاوز مليون دولار
مريم جلال أعلنت دار مزادات "أوتيل دروو" في باريس عن عرض سيف نادر يعود إلى الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت للبيع في مزاد علني يوم 22 مايو المقبل، السيف، الذي أمر نابليون بصنعه عام 1802 للاستخدام الشخصي، ظل بحوزته طوال فترة حكمه، ومن المتوقع أن يتراوح سعره بين 800 ألف و1.1 مليون دولار. وبعد هزيمته في معركة واترلو عام 1815، أهدى نابليون السيف إلى حليفه المقرب إيمانويل دي جروشي، والذي عُين لاحقًا آخر رؤساء الإمبراطورية الفرنسية، ومنذ ذلك الحين، بقي السيف ضمن مقتنيات عائلة جروشي، بينما تحتفظ روسيا بنسخة مطابقة له في متحف الإرميتاج في سانت بطرسبرغ. وتُعد تذكارات نابليون من أكثر المعروضات جذبًا لهواة الجمع في فرنسا، حيث يشهد السوق ازدهارًا ملحوظًا، فقد بيع في يوليو الماضي مسدسان كان ينوي استخدامهما لإنهاء حياته مقابل 1.7 مليون يورو، فيما بيعت إحدى قبعاته الشهيرة ذات الزاويتين بسعر قياسي بلغ 1.9 مليون يورو في نوفمبر 2023.