
بين علم الحديث وعلم الأركيولوجيا!
إن علم الحديث هو المعيار الثابت كالجبل والمكتوب بقلم متصل منذ أكثر من 1400 عام، والذي يرد على كل متشكك في حصول أحداث من عدمها، أو وجود شخصيات من عدمها، أو عقيدة صحيحة من عدمها، أو طريقة صحيحة من عدمها... إنه ثقافة الأمة الإسلامية في كيفية التعامل مع أغلى ما تملك من الحكمة والنور الذي قيل على لسان وأفعال صاحب الخلق العظيم الساجد تحت عرش ربه، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا ينبغي أن نستورد أفكاراً كالطعم في كل مرة، أنه طبقاً لعلم الأركيولوجيا، فإن فلاناً وفلاناً غير موجودين تاريخياً، وطبقاً لعلم الأركيولوجيا فإن هذا الحدث وذاك لم يحدث، لم يحدث هذا وذاك... وهكذا دواليك حتى يفتت الدِّين حجراً حجراً، وينبغي التذكير بأن هذه المقاربة الأركيولوجية التي يتبناها وينشرها مثقفون وكُتاب هي مقاربة سطحية في التعامل مع الصراع الموجود في منطقة الشرق الأوسط.
إن الجهود التي قام بها علماء الحديث، ليست على مستوى التخصص في العلم، ولكن على مستوى أدوات الفحص والتدقيق والنقد التي تركوها، والأرشيف الضخم لكل من نطق حرفاً في الدين، والذاكرة والثقافة المجتمعية المنقولة بأسانيد ذهبية وسلاسل بشرية تم توثيق أسمائها وأفعالها وأخلاقها وأين عاشوا وأين ماتوا، وتصنيفهم فما بين «كذاب متروك» وصولاً إلى «أمير المؤمنين في الحديث»، كل ذلك وأكثر هي أدوات لا يملكها ولا يقدر عليها علم الأركيولوجيا... فعن أي معايير أركيولوجية تتحدثون؟ وما كان الله ليضيع دينه في عنعنات أو قلقلات وقال فلان عن فلان، دون أن يصطفى من عباده من يحفظه.
عزيزي القارئ، مع وصولك معي لهذا السطر، فهذا يعني أنني انتهيت مما أريد قوله، فيمكن لك أن تقوم إلى عملك أو حاجتك... فالقادم من المقال سيكون جلسة خاصة على الورق مباشرة مع الكاتب الكبير المستشهد بعلم الأركيولوجيا على تاريخنا، وأن فلاناً وفلاناً غير موجودين أصلاً!
إذا كان علمُ الآثار (الأركيولوجيا) يقرأ التاريخ من خلال الحجر والتراب، فإن علمَ الحديث يقرؤه من خلال الكلمة والروح، وإذا كان الأول يعيد تركيب الماضي وحقيقته عبر شظايا مادية قد تكون صحناً وقد تكون مرحاضاً، فإن الثاني ينقل الماضي بحيويته عبر سلسلة بشرية صادقة متصلة، كالشمس تُمرِّر نورَها إلى القمر، فيضيء للأرض دربها.
هنا تكمن المعجزة: أن يكون النص الإسلامي -بسندِه ومتنِه- أكثر صدقاً من الحجر، أصدق شاهد على التاريخ، وأوثق مرجع للحقيقة وأدق من حقيقة الصحن والمرحاض، في زمن يحاول البعض اختزال وجود الأمم في حفرياتٍ مادية ناقصة!
لا ننكر قيمة علم الآثار في كشف آثار الأمم، ولا ننكر أيضاً أن العلم يستخدم كسلاح، لكن الخطر يكمن في تحويله إلى أداة استعمارية جديدة تُفتِّت الدين والهوية حجراً حجراً، فهاهم بعض المستشرقين وأتباعهم يرفعون شعار «لا دليل أثرياً على معركة بدر»... هذه المقاربة السطحية ليست بريئة؛ إنها جزء من حرب تشن على الذاكرة الجمعية للمسلمين في الشرق الأوسط، لتبدل تاريخهم الواضح بروايات ملغمة بالشك.
يا أستاذي العزيز! إن علمَ الحديث قد وثَّق حتى اتجاهاتِ الرياح في غزوة الأحزاب، ووثق عدد شعرات الشيب في رأس ولحية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بينما ضاعت تفاصيلُ معاركَ كبرى في حضارات أخرى، وضاعت حضارات بكاملها لم تسمع عنها ذكرى... فبأي معايير أركيولوجية تتحدَّثون؟! أيُّ حجر يضاهي دقةَ هذا الأرشيف البشري الصادق؟! وأيُّ نقش حجري يساوي وثاقةَ سندٍ متصلٍ إلى النبي ﷺ... وكل ما لم يذُكر فيه اسم الله... أبتر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ يوم واحد
- كويت نيوز
الجلال: ضرورة الاستمرار بالتحول الرقمي في قطاع التعليم العالي وتحصين بنيته التحتية
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال على ضرورة الاستمرار بتنفيذ مشروعات التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي وتحصين بنيته التحتية وتعزيزها بمنظومات الأمن السيبراني لضمان جودة العملية التعليمية واستمراريتها تحت مختلف الظروف والمتغيرات. جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الجلال اليوم الاثنين في الاجتماع الـ25 للجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تستضيفه دولة الكويت. وأكد الوزير الجلال أن البحث العلمي والابتكار يمثلان ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المعرفة لافتا إلى أهمية توسيع آفاق الشراكات والتعاون البحثي بين مؤسسات التعليم العالي في دول المجلس وخلق بيئة أكاديمية محفزة للانتاج العلمي تسهم بشكل فاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقال الجلال إن اجتماع اليوم ينعقد في ظل متغيرات وتحديات عالمية متسارعة تحتم علينا العمل نحو تعزيز مسيرة التكامل الخليجي في مجال التعليم العالي عبر تطوير الأطر المشتركة وتحديث الأنظمة بما يواكب طموحات المرحلة المقبلة ويعزز قدرة مؤسساتنا الأكاديمية على التميز والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح أن الرؤية المستقبلية لم تعد خيارا أو 'ترفا فكريا' بل أصبحت ضرورة استراتيجية حتمية تستدعي منا جميعا المضي قدما نحو مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات الاقتصاد المعرفي وسوق العمل المتغير إلى جانب إعداد أجيال تمتلك القدرة على الإبداع والابتكار واتخاذ المبادرة ضمن بيئات عمل غير تقليدية تتسم بالتغير والتطور المستمر. وأعرب الوزير الجلال عن تشرفه بنقل تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله للحضور داعين الله لكم التوفيق وتمنياتهما بأن تكلل أعمال الاجتماع بالنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة التي تخدم مستقبل التعليم العالي في منطقتنا الخليجية. كما أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة ممثلة بوزير التربية والتعليم العالي لولوة الخاطر على ما قدموه من قيادة فاعلة خلال فترة الرئاسة السابقة التي جسدت التزامهم الراسخ بدعم مسيرة التعاون وتعزيز العمل المشترك في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وتقدم الوزير الجلال بالشكر وعظيم الامتنان إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى رأسها الأمين العام جاسم البديوي وإلى فرق العمل في الأمانة لجهودهم المتميزة في الإعداد والتنظيم لهذا الاجتماع. من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمة مماثلة أن التعليم العالي والبحث العلمي يمثلان الدعامة الأساسية لتقدم الأمم وازدهارها فهما المصدر الذي تستقي منه المجتمعات معارفها وتبني عليه قدراتها وتحقق به تطلعاتها نحو مستقبل مشرق. وأضاف البديوي أن قيادات دول مجلس التعاون الرشيدة أدركت أهمية التعليم العالي فجعلوه في مقدمة أولويات التنمية ووجهوا بدعمه وتطويره بما يواكب المتغيرات العالمية ويعزز تنافسية دول المجلس إقليميا ودوليا ما كان له الأثر الأكبر في تحقيق ما نشهده اليوم من إنجازات ونجاحات. وأوضح أن قطاع التعليم العالي في دول مجلس التعاون شهد تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة مدفوعا برؤية الدول الأعضاء وتكامل السياسات الوطنية إذ ارتفع عدد مؤسسات التعليم العالي في دول المجلس إلى أكثر من 300 مؤسسة جامعية وبلغ عدد الطلبة الملتحقين بالتعليم العالي أكثر من 8ر1 مليون طالب وطالبة كما ارتفعت نسبة الإنفاق على التعليم العالي والبحث العلمي في دول المجلس وهذا مؤشر إيجابي يعزز من التوجه نحو اقتصاد المعرفة. وذكر أن دول المجلس شهدت نموا في مخرجات النشر العلمي إضافة إلى توسع الشراكات البحثية مع الجامعات والمراكز العالمية وإنشاء عدد من الصناديق والمجالس الوطنية للبحث والابتكار التي تسهم في دعم مشاريع نوعية تستهدف الأولويات الوطنية والاستراتيجية. ورفع إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه (رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون) أسمى آيات الشكر والوفاء على ما تقدمه دولة الكويت من دعم ومساندة لمسيرة العمل الخليجي المشترك. وتقدم بخالص الشكر والتقدير لوزير التعليم العالي والبحث العلمي بدولة الكويت الدكتور نادر الجلال رئيس الدورة الحالية على الاستضافة الكريمة وحسن الوفادة ولزملائه بالوزارة على التنسيق والاعداد الجيد لأعمال الاجتماع.


الجريدة الكويتية
منذ يوم واحد
- الجريدة الكويتية
الجلال: ضرورة الاستمرار بالتحول الرقمي في قطاع التعليم العالي وتحصين بنيته التحتية
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال على ضرورة الاستمرار بتنفيذ مشروعات التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي وتحصين بنيته التحتية وتعزيزها بمنظومات الأمن السيبراني لضمان جودة العملية التعليمية واستمراريتها تحت مختلف الظروف والمتغيرات. جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الجلال اليوم الاثنين في الاجتماع الـ25 للجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تستضيفه دولة الكويت. وأكد الوزير الجلال أن البحث العلمي والابتكار يمثلان ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المعرفة، لافتاً إلى أهمية توسيع آفاق الشراكات والتعاون البحثي بين مؤسسات التعليم العالي في دول المجلس وخلق بيئة أكاديمية محفزة للانتاج العلمي تسهم بشكل فاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقال الجلال إن اجتماع اليوم ينعقد في ظل متغيرات وتحديات عالمية متسارعة تحتم علينا العمل نحو تعزيز مسيرة التكامل الخليجي في مجال التعليم العالي عبر تطوير الأطر المشتركة وتحديث الأنظمة بما يواكب طموحات المرحلة المقبلة ويعزز قدرة مؤسساتنا الأكاديمية على التميز والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح أن الرؤية المستقبلية لم تعد خياراً أو «ترفاً فكرياً» بل أصبحت ضرورة استراتيجية حتمية تستدعي منا جميعا المضي قدما نحو مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات الاقتصاد المعرفي وسوق العمل المتغير إلى جانب إعداد أجيال تمتلك القدرة على الإبداع والابتكار واتخاذ المبادرة ضمن بيئات عمل غير تقليدية تتسم بالتغير والتطور المستمر. وأعرب الوزير الجلال عن تشرفه بنقل تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح للحضور داعين الله لكم التوفيق وتمنياتهما بأن تكلل أعمال الاجتماع بالنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة التي تخدم مستقبل التعليم العالي في منطقتنا الخليجية. كما أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لدولة قطر ممثلة بوزير التربية والتعليم العالي لولوة الخاطر على ما قدموه من قيادة فاعلة خلال فترة الرئاسة السابقة التي جسدت التزامهم الراسخ بدعم مسيرة التعاون وتعزيز العمل المشترك في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وتقدم الوزير الجلال بالشكر وعظيم الامتنان إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى رأسها الأمين العام جاسم البديوي وإلى فرق العمل في الأمانة لجهودهم المتميزة في الإعداد والتنظيم لهذا الاجتماع.


المدى
منذ 3 أيام
- المدى
الإمارات.. 'مجلس الأمن السيبراني' يطور أول إرشادات للطائرات من دون طيار
أعلن مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات تطوير أول إرشادات وطنية للأمن السيبراني للطائرات من دون طيار في الدولة. وذكرت وكالة 'وام' أن تطوير الإرشادات جاء في إطار التعاون الإستراتيجي بين مجلس الأمن السيبراني وشركة 'Digital Reach' المتخصصة في تطوير حلول الأمن السيبراني والتحول الرقمي والتابعة لمجموعة 'Reach'، وذلك بالتعاون مع شركة 'Shieldworkz' المتخصصة في الأمن السيبراني والتي تركز على تقنيات حماية الأنظمة التشغيلية وإنترنت الأشياء والطائرات بدون طيار. ويهدف المجلس إلى تعزيز مكانة الإمارات على خارطة الريادة الرقمية العالمية، وترسيخ حضورها كمركز للتميز في مجالات الأمن السيبراني، وتعزيز البنية التحتية الرقمية ودفع عجلة الابتكار والتطوير في المجالات الرقمية، وتعزيز قدرات الدولة في التصدي للتهديدات السيبرانية المتجددة. وقال رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات الدكتور محمد الكويتي، إن هذه الإرشادات الوطنية المهمة تعكس ريادة الدولة واستباقيتها في صون الفضاء الرقمي وفق أفضل الممارسات العالمية. وأضاف محمد الكويتي أنه بات من الضروري مع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار في قطاعات مختلفة مثل الزراعة، والرصد البيئي، والخدمات اللوجستية، وضع الإشارات التشغيلية اللازمة للتصدي للمخاطر السيبرانية المحتملة بشكل استباقي لحماية المجال الجوي، والبنية التحتية، وسلامة البيانات. وأكد استمرار مجلس الأمن السيبراني في تطوير أطر تنظيمية استباقية لضمان التقدم الآمن للتقنيات الحديثة ومنها تقنيات الطائرات دون طيار. من جانبه قال مالك ملحم الرئيس التنفيذي لمجموعة 'Reach'، إن المجموعة ملتزمة بتعزيز البنية التحتية الرقمية والسيبرانية في الإمارات، والإسهام في رفع مستوى الجاهزية الوطنية من خلال العمل جنبا إلى جنب مع مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات لتقديم حلول عملية وقابلة للتوسع في قطاع الطائرات بدون طيار. من جهته، صرح محمد خالد نائب رئيس النمو والتحول المؤسسي في مجموعة 'Reach'، بأن تطوير هذه الإرشادات مع مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات و'Shieldworkz' يعزز ريادة الإمارات في تأمين التقنيات الناشئة حيث تدعم هذه المبادرة الابتكار الآمن في مجال الطائرات بدون طيار والتصدي للمخاطر السيبرانية المتزايدة التي تهدد المجال الجوي الوطني والبنية التحتية. #وام — وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) May 17, 2025