logo
مهرجان الشارقة القرائي يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»

مهرجان الشارقة القرائي يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»

عكاظ٢٦-٠٤-٢٠٢٥

يشارك بيت الحكمة في الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، الذي يستضيفه مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 23 أبريل وحتى 4 مايو القادم، من خلال جناحه الذي يسلط الضوء على واحدة من روائع التراث الخالدة، وهي حكايات «كليلة ودمنة»، التي تعود أصولها إلى اللغة الهندية القديمة، قبل أن تترجم إلى اللغة الفارسية الوسطى، ومنها إلى اللغة العربية على يد عبدالله بن المقفع، أحد أعلام الأدب العربي في العصر العباسي، ما ساهم في ترسيخ مكانة هذا العمل في التراث العربي.
يهدف بيت الحكمة إلى إعادة تقديم حكايات «كليلة ودمنة» للأطفال بأسلوب عصري وتفاعلي يمزج بين التعلم واللعب، ليعزز لديهم مهارات التفكير النقدي، ويشجعهم على اكتشاف القيم الأخلاقية والإنسانية من خلال تجربة غنية. وقد لعبت هذه الحكايات دوراً مهماً في توجيه النشء وغرس القيم الإنسانية في نفوسهم بأسلوب رمزي رائع. ومنذ أن ترجمها عبدالله بن المقفّع في القرن الثامن الميلادي، أصبحت مرجعاً أدبياً وفكرياً يُستخدم في التعليم والتربية، كما أثرت في العديد من الأعمال الأدبية العربية والعالمية، وبقيت حكاياتها الخالدة رمزاً للحكمة وجمال التعبير في تراثنا الثقافي.
نقطة مضيئة في تاريخ الأدب العربي
وتعليقاً على المشاركة في المهرجان، قالت المديرة التنفيذية لبيت الحكمة مروة العقروبي: «يمثل الأدب الرمزي الذي تتجلى ملامحه في حكايات كليلة ودمنة أحد أرقى أشكال الأدب العالمي، لما يحمله من حكم خالدة تُغرس في وجدان الأطفال عبر شخصيات الحيوانات، بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق، وقد أبدع ابن المقفع في نقل هذه الحكايات إلى اللغة العربية بروح جديدة ومضمون عكس القيم الإنسانية والأخلاقية، مضيفاً إليها بعداً أدبياً وتربوياً يلامس الوجدان والعقل».
وأضافت: «تُعدّ كليلة ودمنة نقطة مضيئة في تاريخ الأدب العربي الذي تفاعل مع حضارات العالم وأثر فيها، ومن هنا جاءت مشاركتنا في مهرجان الشارقة القرائي للطفل لنقدم هذه الحكايات الكلاسيكية في قالب معاصر وتفاعلي يُقرّب الحكمة من الأطفال، ويحفّزهم على التفكير والتأمل واستكشاف الحكم والقيم الأخلاقية التي تبقى صالحة لكل زمان ومكان».
معروضات قيّمة وأنشطة تفاعلية
يتضمن جناح بيت الحكمة عدة محطات رئيسية، أولها المنطقة الخاصة بالمخطوطات، وفيها يتم عرض نسختين رقميتين نادرتين من كتاب «كَلِيْلَة ودِمْنَة» من مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية؛ أولاهما مخطوطة بعنوان «كَلِيلَة ودِمْنَة»: «الأرنب والفيل» وهي نسخة مصورة فريدة تعود إلى سنة 1222م، تضم 89 منمنمة أصلية رائعة، وتتألف من 18 فصلاً، يسرد كل منها حكاية على ألسنة الحيوانات، تتخلّلها قصص فرعية وأمثال مأثورة، بأسلوب يمزج بين الحكمة والطرافة.
أخبار ذات صلة
أما المخطوطة الثانية، فهي نسخة تعود إلى القرن الـ14 الميلادي، وتحديداً إلى العصر المملوكي، ويُرجّح أنها كُتبت في مصر أو سورية. تحتوي هذه النسخة النادرة على فهرس داخلي وستّ حكايات من مجمل الحكايات المنسوبة إلى الحكيم «بيدبا»، وتمتاز بتصميمها الزخرفي اللافت، وبنيتها النصية، إلى جانب طابعها التصويري الذي يعكس جماليات الفن الإسلامي في تلك الحقبة.
في المحطة الثانية من الجناح، ينتقل الزوار إلى مساحة «تعرّف على شخصيات الحكاية»، وهي تجربة تفاعلية مبسّطة تهدف إلى إشراك الأطفال في رحلة لاستكشاف الذات، من خلال التعرف على أبرز شخصيات كليلة ودمنة مثل الأرنب الذكي، والأسد الشجاع، والثعلب الماكر، والفيل القوي، والسلحفاة المغرورة، وتدعو هذه المساحة الأطفال إلى التفكير في صفاتهم الشخصية، ومقارنتها بالقيم التي تمثلها تلك الحيوانات، بأسلوب يجمع بين المتعة والتأمل.
اكتشف حكايتك عبر الذكاء الاصطناعي
بعدها، يخوض الزوار تجربة تفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، تتيح للأطفال اكتشاف الحيوان الأقرب إلى شخصياتهم من عالم كليلة ودمنة، من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة البسيطة المستوحاة من مواقف الحياة اليومية. وبعد تحديد الشخصية، تظهر على الشاشة قصة قصيرة مكتوبة بلغة سردية مخصصة تعكس صفات الطفل ومغامراته، ويمكن للأطفال طباعتها أو إرسالها عبر البريد الإلكتروني كتذكار أدبي يحفزهم على ابتكار الحكايات بأنفسهم.
وعلى هامش المشاركة، يستضيف جناح بيت الحكمة في محطته الأخيرة مجموعة من الأنشطة والورش المخصصة للأطفال، من أبرزها «مسرح الظل التفاعلي» الذي يُعيد إحياء أحد أعرق أساليب السرد القصصي التراثية، إذ يصطحب الأطفال يومياً في رحلة مشوّقة مع شخصيات «كليلة ودمنة»، ليتعرفوا من خلالها على المعاني الأخلاقية التي تجسّدها هذه الحكايات، عبر أنشطة ترفيهية وتفاعلية ممتعة. وتُختتم تجربة الزوار في الجناح بمتجر مميز يضم مجموعة من الكتب، والدمى، والألعاب التعليمية، والقطع الفنية المستوحاة من عالم كليلة ودمنة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المطرفي لـ «الرياضية »: توقّعت فوزي.. ولن أشارك في مسابقات التصويت
المطرفي لـ «الرياضية »: توقّعت فوزي.. ولن أشارك في مسابقات التصويت

الرياضية

timeمنذ 2 أيام

  • الرياضية

المطرفي لـ «الرياضية »: توقّعت فوزي.. ولن أشارك في مسابقات التصويت

حصد الشاعر السعودي عويد محمد المطرفي المركز الأول في الجولة الثانية من مسابقة «بيت الحكمة» التي نظَّمها نادي الإبل في مساحةٍ بمنصة «إكس»، الخميس الماضي، وسط مشاركة عددٍ كبيرٍ من الشعراء السعوديين والخليجيين والعرب. ويقود لجنة التحكيم في المسابقة الأسبوعية تركي الميزاني، وعبد الله حمير القحطاني، وسلطان الهاجري. ونال المطرفي المركز الأول، ومبلغ عشرة آلاف ريالٍ مقدَّمةٍ من فهد بن حثلين، رئيس نادي الإبل. وأوضح لـ «الرياضية» المطرفي، أن «المسابقة شهدت تفاعلًا كبيرًا من الشعراء»، مؤكدًا أنه توقَّع الفوز بعد سماعه مشاركات بقية الشعراء. وقال: «طرحت علينا لجنة التحكيم بيتًا بالفصحى، وجاريناه أنا والشعراء المشاركون ببيتٍ واحدٍ فقط بالنبطي، والحمد لله كانت مشاركتي الأفضل، ونجحت في الحصول على المركز الأول». وأضاف: «تجاربي في عالم الشعر طويلةٌ جدًّا، وسبق لي حصد جوائز عدة، من أبرزها فوزي بالمركز الثاني في ملتقى أبها الثالث، وتسلُّم جائزة الأمير خالد الفيصل وقتها، إضافةً إلى تحقيق المركز الأول في جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل 30 عامًا، والفوز بجائزة الأمير عبد العزيز بن سعود السامر في مجلة فواصل». ورفض المطرفي فكرة المشاركة في البرامج الشعرية التي تعتمد على التصويت، مبينًا أن هذه المسابقات تعتمد على ما يُصرف من الجيب بعيدًا عن الشعر. واستطرد: «فكرة المشاركة في برنامجٍ، أو مسابقةٍ دون وجود تقييمٍ واضحٍ من قِبل لجنة التحكيم، وبعيدًا عن استنزاف المال من قِبل أنصار الشاعر، غير واردةٍ بالنسبة لي، لكنْ برنامج المعلَّقة، الذي تنظِّمه وزارة الثقافة كل عامٍ، هو هدفٌ لكل شاعرٍ، لأنه لا يعتمد على التصويت، وبقصائدك تستطيع الفوز بالمركز الأول». وقدَّم المطرفي شكره إلى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وفهد بن حثلين، رئيس نادي الإبل، على دعمهما الشعر. وتابع: «الحمد لله، نعيش حاليًّا فترةً ذهبيةً مع الشعر بدعم المسؤولين عن الثقافة والأدب في السعودية، واليوم سحبنا البساط، وأصبحنا واجهةً للشعر بعد المسابقات الكبيرة التي تنظم داخل السعودية مثل برنامج المعلَّقة، وشاعر الراية».

«سيرة هشّة ليوم عادي»... رواية تستعيد حميمية الريف المصري
«سيرة هشّة ليوم عادي»... رواية تستعيد حميمية الريف المصري

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الشرق الأوسط

«سيرة هشّة ليوم عادي»... رواية تستعيد حميمية الريف المصري

عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، صدرت حديثاً رواية «سيرة هشّة ليوم عادي» للكاتب المصري عبد الكريم الحجراوي، التي تدور أحداثها في 24 ساعة فقط. يرتكز العمل في بنيته السردية على التفاصيل البسيطة التي تتمتع بملامسة خاصة، وتصنع عالماً واسعاً ومتشعباً، على غرار لوحات الفسيسفساء لمشاهد حميمية من الريف المصري في نسخته الصعيدية بجنوب البلاد. يسعى المؤلف إلى تحويل ما هو عادي ومألوف، مثل طقوس الاستيقاظ من النوم وتربية الطيور ولحظات انفلات الأعصاب وملابس الرجال والنساء، إلى مشاهد تحمل معاني إنسانية أكثر رهافة وعمقاً، لكن بعض المشاهد جاءت محملة بحسّ تقريري مباشر ولغة وصفية فوتوغرافية، أفقدت السرد الدهشة المطلوبة. واللافت أنه يمكن قراءة الرواية من أي فصل من فصولها، التي تم تقسيمها زمنياً على نحو يتخذ من الوقت وحركة الشمس المتدرجة على مدار اليوم علامات دالة تصنع عنوان كل فصل، مثل «الفجر»، «الصبح»، «الشروق»، «البكور»، «الغدوة»، «الضحى»، «الرواح»، «الأصيل»، «الشفق». يصدّر المؤلف روايته بكلمة لافتة، يقول فيها: «هذا يوم رتيب بذلت قصارى جهدي في أن يبدو كذلك»، كما يتوجه في موضع آخر إلى القارئ قائلاً: «لك أيها القارئ الحرية الكاملة في قراءة هذه السيرة الهشّة ليوم عادي من أي وقت تختاره من أوقاته الأربعة والعشرين دون الالتزام بالتسلسل الموجود هنا، ولن يؤثر ذلك في حبكة النصّ الخالي من الحبكة تماماً». وفي موضع ثالث يستعيد مقولة للأديب الروسي الأشهر: «يقول أنطون تشيخوف إن المسدس الذي يظهر في المشهد الأول لا بد أن يطلق النار في المشهد الأخير، أما هنا فتظهر مئات المسدسات في كل مشهد لكنها لا تطلق النار أبداً». يذكر أن عبد الكريم الحجراوي كاتب وأكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في النقد المسرحي من كلية الآداب جامعة القاهرة، وتعدّ «سيرة هشّة ليوم عادي» روايته الأولى المنشورة، بعد روايتين لم ينشرا بعد، هما «ما قبل الرحيل» و«هند»، وله مساهمات أدبية ونقدية متنوعة، منها: «المسرحية الشعرية العامية في مصر - دراسة تحليلية»، «تجليات السير الشعبية في المسرح العربي - دراسة تداولية»، «صدمة التوحش - صورة (داعش) في المسرح العربي»، «الهوية - رؤية مأساوية للعالم»، وله تحت الطبع «معجم المسرح السيري - ببليوغرافيا شارحة لاستلهامات السير الشعبية في المسرح العربي من 1847 إلى 2022». ومن أجواء الرواية نقرأ: «البرد شديد هنا، لقد انتصف شهر (طوبة) والعشرة الأواسط منه أشدّها زمهريراً، والسّحر أشد أوقات الليل صقيعاً يجمد الأطراف. إنه برد الأربعين يوماً القارسة في كياك وطوبة. ترفع (سورية) الغطاء المحبوك بمغزل من الصوف بهمة لا تتناسب مع سنواتها التي قاربت السبعين، متحدية الصقيع الذي يدبّ صداه في العظم مباشرة. أطلق عليها والدها هذا الاسم إبان الوحدة بين مصر وسوريا من عقود خلت. تذكر (سورية) الله بصوت خافت وتناجيه باسمه الفتاح العليم، وحينما تنتهي من المناجاة تقبل يديها وتمسح بها على وجهها الذي ينكمش من صقيع اليدين اللتين تلامسانه. وجه لا يبين منه شيء في الظلام، ولا يسمع سوى خشخشة حراكه، تسند يدها إلى الحائط الطيني كي ترفع نفسها من على الحصير الذي تفترشه على الأرض. ما إن تكتمل قامتها في الانتصاب وينزلق الغطاء الصوفي حتى تسري البرودة في جسدها أكثر فأكثر، تسير بخطوات وئيدة عاقدة العزم على أن تشعل ناراً لعلها تدفئ برد هذا الشتاء وتطرد صقيعه متنبئة بصيف شديد الحرارة سيأتي، لا تعرف هل ستكون من أهله أم من أهل القبور. تخرج من غرفتها الطينية الكائنة في الجانب الجنوبي من المنزل متجهة إلى الغرف الطينية في الجانب الشمالي منه حيث يهجع ابنها الأصغر (شيبان) وزوجته (شادية). وفي البهو غير المسقوف الواصل بين الجانبين، تردد (سورية) وهي ترتعد فرائصها برداً: طوبة تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة، طوبة تخلي الشابة كركوبة».

قائد نادي المبدعون الصغار يتألق بنشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل
قائد نادي المبدعون الصغار يتألق بنشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

غرب الإخبارية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • غرب الإخبارية

قائد نادي المبدعون الصغار يتألق بنشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

المصدر - في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، قدّم المبدع عبد الكريم غزال ورشة قرائية متميزة في ركن القراء، روى من خلالها قصته "خلك واعي"، الحائزة على الميدالية الفضية على مستوى الوطن العربي، ضمن مبادرة أصوات أجيال المستقبل. عبّر من خلالها عن رسالته الإعلامية كسفير لأهداف التنمية المستدامة، و جسّد عبد الكريم بأسلوبه المؤثر والملهم روح القصة ورسائلها العميقة المرتبطة بالوعي المجتمعي، والمسؤولية تجاه بيئتنا والكوكب الذي نعيش عليه. وفي تعليق لها على مشاركة عبد الكريم، أعربت الإعلامية الأستاذة سارة أحمد الضعيف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إس لتنظيم وإدارة الفعاليات عن فخرها الشديد بعبد الكريم كقائد نادي المبدعون الصغار التابع لمؤسسة اس لتنظيم وإدارةالفعاليات، مشيرة إلى أنه يمثل صورة مشرقة للشباب القيادي المبدع والملهم. وأضافت أن المؤسسة تولي اهتماماً بالغاً برعاية الموهوبين والمبدعين من الأطفال والناشئة، وتسعى إلى تمكينهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل مستدام ومشرق

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store