
استعدادات مميزة لموسم حج 2025.. وأصحــــــاب الحمــلات: راحــــة الحجـــاج أولًا
مع اقتراب موسم الحج للعام 2025، تواصل المملكة العربية السعودية، والجهات المعنية جهودها لضمان نجاح هذا الموسم الديني الخاص، مع الحرص على تنظيمه بالشكل الذي يضمن راحة وسلامة ضيوف الرحمن.
ومن أبرز الإجراءات التي تتخذها السلطات السعودية كل عام تحديد موعد مغادرة المعتمرين وتقديم خدمات متميزة تليق بحجاج بيت الله الحرام.
وفي هذا السياق، يرى صاحب إحدى الحملات جاسم أبل أن هذا الإجراء صائب تماما، لاسيما أنه ُيساهم في ضمان سلامة الحجيج ويسهم في تنظيم موسم الحج ليكون أكثر سلاسة وأمانا، فضلا عن أن تحديد الموعد النهائي لمغادرة المعتمرين يساعد في تقليل التزاحم الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع حوادث أو حدوث توترات أثناء الموسم، مبينا أن كثيرا من المعتمرين من دول غير دول الخليج ينتهزون وجودهم في مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة والبقاء للحج من دون تصريح وهو أمر غير قانوني، مبينا أنه تم هذا العام تحديد يوم 29 أبريل الجاري كآخر موعد لمغادرة المعتمرين.
وأشار أبل إلى أن الحجاج سيبدأون في التوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج في نهاية شهر ذو القعدة أو بداية شهر ذو الحجة، تحديدا في 5 ذو الحجة، وسوف يستمر أداء المناسك حتى 13 أو 14 من شهر ذو الحجة، الموافق 10 يونيو 2025، وهي الفترة التي تشهد الذروة في توافد الحجاج.
وفيما يتعلق بالتحديات، أبدى أبل تفاؤله بإدارة الأمور، مشيدا بالتقنيات التكنولوجية الحديثة كالسحابة الإلكترونية، والنظام الإلكتروني لإصدار التصاريح، موضحا أن حملة المواسم في مراحلها الأخيرة من جانب إصدار تصاريح للحجاج بعد التأكد من استيفاء جميع الشروط والمتطلبات.
في حين يرى أن التحدي الأبرز في الموسم هو موضوع الأسعار، إذ تتفاوت تكاليف الحج بين 1,400 دينار و3,000 دينار، مؤكدا أن هذا التفاوت في الأسعار يشكل تحديا حقيقيا، حيث يصطدم في الإبقاء على مستوى الخدمات المقدمة بنفس الجودة العالية أو تقليص الأسعار مع تقديم خدمات أقل جودة.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة إحدى الحملات د. صهيب عبدالرزاق: نُدرك تماما أن نجاح موسم الحج لا يتحقق إلا من خلال التنسيق الكامل والمباشر مع جميع الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، والجهات الأمنية والصحية، إضافة إلى بعثة مملكة البحرين للحج التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، بما في ذلك اللجان المنبثقة عنها التي تضطلع بأدوار محورية في التنظيم والمتابعة الميدانية وتوفير الإرشاد والدعم الفني.
وأضاف: نحرص على التواصل اليومي والدائم مع البعثة البحرينية وكافة الشركاء الرسميين عبر قنوات إلكترونية وميدانية، لضمان التزام الحجاج بجداولهم وتوجيهاتهم.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه حملات الحج، أكد د. صهيب أن من أبرز التحديات التي تواجه حملات الحج هذا العام هو الحفاظ على انسيابية الحركة والتنقل بين المشاعر المقدسة، خصوصا في ظل الكثافة العالية لأعداد الحجاج وتفاوت أوقات أداء المناسك، مبينا بأن هذا التحدي يتطلب تنسيقا محكما بين الجهات الرسمية والحملات، وهو ما شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في تطوير البنية التحتية، وتوسعة الطرق، وإنشاء مسارات خاصة ومرافق ذكية تُسهل الحركة وتُقلل من الازدحام.
وقال 'نواجه هذه التحديات عبر تدريب فرق العمل ميدانيا، وتقسيم المهام بشكل دقيق، وتوظيف أدوات رقمية لتتبع حركة الحجاج والتواصل معهم بشكل فوري، إلى جانب التنسيق المستمر مع بعثة مملكة البحرين للحج واللجان المنبثقة عنها، لضمان التزام الحملة بالمعايير والإجراءات المعتمدة وتنفيذها بكفاءة عالية'.
وردا على سؤال التدابير المتخذة لضمان السلامة العامة للحجيج والتقليل من المخاطر أجاب 'بلا شك، تم اعتماد مجموعة من الإجراءات المستحدثة هذا العام، بالتعاون مع الجهات السعودية المختصة وبعثة مملكة البحرين للحج؛ بهدف تعزيز السلامة العامة وتقليل المخاطر، ومن أبرز هذه الإجراءات، استحداث أنظمة تتبع إلكترونية حديثة لتحديد مواقع الحجاج بدقة، وتفعيل خدمة الإشعارات العاجلة عبر التطبيقات الرسمية المرتبطة بالحج، كما تم تدريب فرق الطوارئ في الحملة على التعامل مع مختلف السيناريوهات، سواء كانت متعلقة بالحشود أو الحالات الصحية الطارئة أو غيرها، بإشراف مباشر من لجنة الطوارئ في بعثة البحرين، وبالتعاون مع الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي، بما يضمن استجابة سريعة وفعالة لأي وضع طارئ لا قدر الله'.
وأردف 'إننا نعمل وفق خطة طوارئ متكاملة تشمل، تحديد نقاط تجمع آمنة للحجاج، وتفعيل خط ساخن للتواصل المباشر مع إدارة الحملة، وتدريب كوادرنا على التعامل مع السيناريوهات المختلفة، سواء في الجوانب الصحية أو الأمنية أو اللوجستية، بالإضافة إلى التنسيق المباشر والمستمر مع لجنة الطوارئ التابعة لبعثة مملكة البحرين للحج، ونعمل بتوجيهاتهم لتحديث الإجراءات حسب الحاجة'، مختتما بالقول 'إننا نؤمن بأن الجهوزية المسبقة، إلى جانب سرعة التواصل بين جميع الأطراف، هما الأساس لضمان موسم حج آمن وناجح بإذن الله'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 6 ساعات
- البلاد البحرينية
الحاج عبدالله الذهبة.. تاجر مجوهرات أشرف على ملجأ أيتام بالهند
ينتسب الراحل الحاج عبدالله الذهبة إلى عائلة لها مكانتها وامتدادها في البحرين وبعض دول الخليج، وممن اشتهر من أعلام هذه الأسرة هو المرحوم الشاعر الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمد الذهبة البحراني المولود في قرية جدحفص أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ولا يزال مسجد الذهبة في القرية يحمل اسم والده الشيخ أحمد. مسؤولية إعالة الأسرة في فريق الحطب بالمنامة ولد الحاج عبدالله الذهبة عام 1926، وهو بالمناسبة حفيد الشاعر الشيخ عبدالله الذهبة رحمه الله، ومن أصدقاء طفولته ورفاقه المرحومين العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور، حسن بن عبد الرسول بن رجب وإخوانه، عبدالرسول المسقطي، السيد مجيد الماجد، الحاج على أبو ديب، الحاج حسن على السماهيجى وجاسم محمد الصفار، توفي والده وهو صغير فتولى مسؤولية إعالة أسرته إذ كان هو الابن الوحيد بين ثلاث أخوات. بين صفوى ورحيمة والرياض سافر إلى السعودية في منتصف الأربعينيات بحثًا عن لقمة العيش حيث عمل في إحدى شركات النفط متنقلًا بين منطقتي صفوى ورحيمة ثم العاصمة الرياض، ودام عمله في السعودية ما يقارب 10 أعوام. بعد فترة عمله في السعودية، تزوج ابنة خالته كريمة السيد أحمد السيد محمود، ثم غادر إلى الكويت في منتصف الخمسينيات وزاول مهنة الدلالة وتجارة المواد الغذائية، واستقر في الكويت نحو 15 عامًا ثم قرر العودة إلى البحرين ليستقر بشكل دائم مع العائلة عام 1970، وافتتح محلًّا لبيع الذهب والمجوهرات واستمر في هذه التجارة لما يقارب 15 عامًا. مجمع الأيتام في 'رامبور' كان المرحوم الحاج عبدالله الذهبة مشهورًا بالأمانة ودماثة الخلق وحسن المعشر، ليس على مستوى البحرين فحسب، ولكن على مستوى الخليج والمنطقة، لذا تولى مسؤولية القيام بالعديد من المشاريع الخيرية نيابة عن عدد من تجار الخليج، ومن هذه المشاريع بناء مجمع للأيتام في قرية رامبور بالهند أوائل الستينيات بالهند، ويحوي ذلك المجمع مدرسة وسكن بتمويل من مؤسسة مناهل الخير في دولة الكويت. مجوهرات الهند وأحجارها الكريمة كان رحمة الله عليه كثير السفر للهند لتجارة المجوهرات والأحجار الكريمة، وكان يصطحب ابنه عادل في بعض السفرات ليتعرف على التجار الهنود، وكانت تمتد فترة إقامته لأكثر من 6 أشهر في بعض الأحيان بالزيارة الواحدة، وكان يزور دول الخليج للقاء التجار ورجال الأعمال. توفى رحمة الله عليه يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1998، ودفن بمقبرة المنامة. في مجوهرات الذهبة بشارع الشيخ عبدالله من لقاءاته مع التجار البحرينيين والسعوديين مع تجار دبي محمد أحمد العباس وعلي ابراهيم الفردان


البلاد البحرينية
منذ 5 أيام
- البلاد البحرينية
استعدوا لزيادة عدد سكان سترة إلى 65 ألف نسمة
ترحب 'البلاد' برسائل ومساهمات القراء، وتنشر منها ما لا يتعارض مع قوانين النشر، مع الاحتفاظ بحق تنقيح الرسائل واختصارها. يرجى توجيه الرسائل إلى البريد الإلكتروني ([email protected]) متضمنة الاسم ورقم الهاتف. تأسست جمعية سترة الخيرية تحت مسمى 'صندوق سترة الخيري' في الأول من سبتمبر بالعام 1993م، وذلك طبقًا لأحكام القانون الخاص بالجمعيات والأندية الرياضية والهيئات الاجتماعية والثقافية. ومنذ ذلك التاريخ، والجمعية تقدم خدماتها لعموم مناطق سترة دون تمييز، وتسعى جاهدة لتلبية احتياجات الأسر المتعففة، وتقديم المساعدات للأفراد والطلبة المحتاجين، ودفع تكاليف العلاج لبعض الحالات المرضية، وتغطية نفقات الزواج. لدى الجمعية العديد من المشروعات الرائدة التي تلامس الحياة المعيشية لأبناء جزيرة سترة، مثل ترميم البيوت، وتوفير الأجهزة المنزلية والكهربائية، وإقامة حفلات تكريم للمتفوقين، وكفالة الأيتام، وتوزيع السلال الرمضانية، وحقيبة الطالب، والمبادرات الموجهة لأصحاب الهمم. ولا تختلف جمعية سترة الخيرية عن باقي الجمعيات والمؤسسات في مملكة البحرين، فهي تعيش المصاعب، وتتقاسم الهموم والمتاعب، وتواجه المنعطفات الخطيرة والتحديات المختلفة. لكنها تجتاز تلك العقبات بفضل الله تعالى، وبجهود وإخلاص أعضاء المجالس الإدارية المتعاقبة، وصبر العاملين في اللجان التابعة للجمعية، رحم الله الماضين وأطال في عمر الباقين. كما لا يمكن إغفال دعم ومساندة أهالي سترة، الذين كانوا عونًا وسندًا لجمعيتهم منذ تأسيسها وحتى اليوم. واليوم، وبعد مرور قرابة 32 عامًا على تأسيسها، ما تزال جمعية سترة الخيرية قادرة على العطاء على رغم صعوبة العمل ووعورة الطريق. وأحسب أن التحديات تزداد قوة من حين لآخر، ومعها يجب أن تتضاعف الجهود، ويزداد النشاط، وتُبتكر أساليب جديدة، وتُوضع برامج وخطط ناجحة. من الضروري أن تخرج الجمعية من حالة الرتابة والروتين، وتنفتح أكثر على الحاضنة الاجتماعية، وتوثق علاقتها بالأفراد وبقية جمعيات ولجان المجتمع المدني في سترة. كما أنه من واجب كل ستراوي مخلص الوقوف إلى جانب الجمعية، ومساندة العاملين فيها، فالأمر لم يعد كالسابق، لا على المستوى الإداري ولا الشعبي. الجمعية اليوم بحاجة ماسة إلى سجل منظم للأعضاء المنتسبين حسب النظام الأساسي؛ لأن ازدياد وتنوع العضوية سيسهم في تشكيل جمعية عمومية فاعلة، تدعم الإدارة القادمة، وتساهم في تطوير مستقبل الجمعية، وتعزز قوة الانتخابات، وتفرز إداريين ولجانًا عاملة تعيد للجمعية هيبتها وقوتها المعهودة. وليسمح لي مجلس إدارة جمعية سترة الخيرية أن أشير إلى بعض النقاط المهمة: أولًا: تحت شعار 'سترة تنتخب'، دشنت لجنة الإشراف على الانتخابات حملتها لانتخاب مجلس إدارة جديد. لكن، في ظل المعطيات الحالية، لن يتطور الأداء الإداري والمالي ما لم تكن هناك جمعية عمومية مختلفة وفاعلة، لها حضور قوي في الانتخابات وما بعدها. ثانيًا: لا ينبغي على الأخوة الأفاضل في اللجنة المشرفة على الانتخابات الاكتفاء بالجانب التنظيري، وإصدار البيانات والدعوات فقط، بل يجب تفعيل البرامج العلمية والعملية التي تشجع على المبادرة، وتنفيذ زيارات ميدانية لإقناع الكوادر المؤهلة بالترشح. ثالثًا: مع اكتمال مدينة شرق سترة، سيزداد عدد السكان بنسبة كبيرة قد تصل إلى نصف العدد الحالي، ليبلغ نحو 65 ألف نسمة أو أكثر. ومع هذا التوسع العمراني، ستزداد الضغوط على البنية التحتية، بما فيها جمعية سترة الخيرية؛ ما يستدعي الاستعداد المبكر بدءًا من الانتخابات القادمة، بإحياء الجمعية العمومية وتقوية مجلس الإدارة واللجان العاملة. رابعًا: لدي ثقة بوزارة التنمية الاجتماعية، ولا أشك في متابعتها لاحتياجات جمعية سترة الخيرية، خصوصًا مع التوسع العمراني والسكاني. ومن هذا المنطلق، أوجه الدعوة إلى وزير التنمية الاجتماعية أسامة العلوي، لزيارة الجمعية والاطلاع عن قرب على احتياجاتها، وما يواجهه مجلس إدارتها من معوقات وصعوبات، والعمل على تذليلها لضمان استمرار الجمعية في أداء واجباتها وتحقيق أهدافها.


البلاد البحرينية
منذ 5 أيام
- البلاد البحرينية
الكلمة مسؤولية... كيف نختار ما نقول؟
الكلمة ليست مجرد أصوات تُنطق أو حروف تُكتب، بل هي أداة قوية تخترق الحواجز لتصل إلى أعماق النفس البشرية؛ فتكمُن خطورتها في قدرتها على إنقاذ روحٍ من ظلام اليأس بكلمة طيبة، أو تحطيم قلبٍ بكلمة جارحة، كرصاصة تنطلق بلا عودة، تاركة آثارًا قد تمتدُّ إلى المجتمع بأسره؛ فبكلمة تُبنى الأمم، وبكلمة هدِمت القيم، وبكلمة تُشعل الحروب أو تُطفئ النزاعات، ولذلك أولى الإسلام للكلمة مكانة عظيمة، وجعلها مسؤوليةً يُحاسَب عليها المرء يوم القيامة، كما قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في اختيار الكلمات حينما قال: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يرفع اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)، وهذا يبيّن بوضوح أن كلمةً واحدةً قد تكون الفارق بين النجاة والهلاك، ودليلًا على أن اللسانَ أعمقُ أثرًا من السنان. وفي عصرنا الراهن، حيث تعددت وسائل النشر، وتنوعت منصات التواصل الاجتماعي، باتت الكلمة تنتشر في ثوانٍ كالوباء، فتتحول الإشاعة إلى أزمة يصعب احتواؤها، قد تنهار سمعةٌ في لحظات، أو تندلع فتنة في مجتمع، أو يهتزّ سوقٌ بأكمله. لقد أصبح التنمّر الإلكتروني سببًا في دفع ضحاياه إلى حافة اليأس، وتحول الخطاب التحريضي إلى شرارة تُشعل الصراعات، فيما تلقي الأخبار الكاذبة بظلالها الثقيلة على الأمن والاستقرار. وهنا تكمُن المفارقة، فالكلمة التي كانت يومًا تتداول شفهيًّا بتأثير محدود، صارت اليوم سلاحًا رقميًّا نافذًا يطول ملايين العقول في لحظة، ما يستدعي منا وعيًا مضاعفًا بمضامينها، وعواقبها. إن مسؤوليتنا تجاه الكلمة هي مسؤولية عظيمة تتطلب منا إدراكًا عميقًا لتأثيرها البالغ في بناء المجتمعات وتشكيل الوعي الإنساني، ما يفرض على حامليها تبعةً أخلاقيةً عاليةً في توظيفها بحكمةٍ وروية؛ فليكن مقصد الكاتب أو المتحدث أن يبني جسور الفهم، لا أن يهدم قِيم التواصل، وأن يكون النقد مرآة تُظهر العيوب لتُصلحها لا سيفًا يُشهر لجرح الكرامات، أو اصطياد الهفوات. إن حرية الكلمة لا تعني أن يُطلق الإنسان لسانه، أو قلمه في نشر الأكاذيب، أو في تشويه صورة الآخرين، أو في إذكاء الفتن والفرقة بين الأفراد والمجتمعات؛ فالكلمة مسؤولية، وعلى من يملكها أن يُتقن استخدامها بحذر وحكمة، كي تكون مصدر خير وفائدة لا مصدر ضرر وهدم.