الخلايلة يعلن برنامج رمضان وبث مباشر من المسجد الأقصى
عمان ــ السوسنةأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، استكمال استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، وفق خطة أعدت متكاملة، و تتناسب وروحانيات الشهر الفضيل.وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية محمد الخلايلة، إن الوزارة أعدت خطة متكاملة تتناسب وروحانيات الشهر الفضيل، تتضمن تكثيف دروس الوعظ والإرشاد، وعقد المجالس العلمية الهاشمية، وتنظيم مسابقات لحفظ القرآن، إلى جانب سداد ذمم مالية مستحقة على غارمات، وتوزيع مساعدات ومواد تموينية على الأسر الفقيرة، فضلاً عن استكمال جاهزية المسجد الاقصى المبارك لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان المبارك.وأشار الخلايلة إلى عقد المجالس العلمية الهاشمية تحت الرعاية الملكية السامية، بواقع مجلس واحد إسبوعيا بعد صلاة الجمعة بمشاركة نخبة من العلماء من داخل وخارج المملكة، وستتناول المجالس الهاشمية هذا العام، الأحاديث النبوية الشريفة: "إنما الاعمال بالنيات.. "و"الحلال بين والحرام بين.." و"ان الله طيب لا يقبل الا طيب.." و "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.."، إلى جانب عقد مجالس مماثلة في جميع محافظات وألوية المملكة.وأكد الخلايلة جاهزية المسجد الأقصى المبارك لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان بعد أن شهد خلال الفترة الماضية صيانة في جميع مرافقه إضافة لأعمال النظافة والحراسة، وتوفير وجبات الإفطار والسحور للمصلين في المسجد الأقصى بشكل خاص والقدس بشكل عام، سواء بشكل مباشر أو من خلال تكية "خاصكي سلطان" التي تشرف عليها دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للوزارة، ونقل صلوات الجمعة والتراويح عبر بث حي مباشر من المسجد الأقصى المبارك بالتعاون مع التلفزيون الاردني، وتوعية المصلين بالإجراءات والتعليمات عن كيفية التصرف داخل المسجد اثناء الصلوات والتجمعات، وتعليق اللوحات واللافتات الارشادية التي تدل على أماكن المصليات وتساعد في تحديد الموقع.وحول خطة صندوق الزكاة خلال الشهر الفضيل، أكد الخلايلة إطلاق دفعة كبيرة من الغارمات بدفع الذمم وكف الطلب عنهن ضمن الأسس والشروط بالتعاون مع الشركاء المعنيين، وإطلاق الصندوق حملة توزيع 10 آلاف كابون تسوق بقيمة 30 دينارا للكابون الواحد وبمبلغ إجمالي قدره 300 الف دينار لتوزيعها على الأسر الفقيرة من المؤسسة الاستهلاكية العسكرية للأسر الفقيرة في مناطق مختلفة من المملكة ومن خلال الأيام الخيرية، إضافة الى إطلاق حملة توزيع 40 ألف طرد تمويني من قبل لجان الزكاة في المملكة لتوزيعها على الأسر الفقيرة من التبرعات العينية التي تردهم أو من حساب لجنة الزكاة خلال الشهر الفضيل.وأكد تقديم عيدية نقدية قيمتها 30 دينارا لكل أسرة فقيرة، ولأسر الأيتام ممن يتقاضون مساعدة شهرية تودع لهم في البنوك إضافة لرواتبهم الشهرية، وتسليم 15 مشروعا تأهيليا إنتاجيا في مناطق مختلفة بكلفة 45 ألف دينار خلال الشهر الفضيل، فضلا عن ترميم وصيانة 7 سبعة منازل لأسر فقيرة بمناطق مختلفة بكلفة إجمالية 20 ألف دينار، وإقامة حفل إفطار للأيتام المنتفعين من الصندوق بمناسبة يوم اليتيم في العالم الإسلامي الذي يصادف في الـ 15 من رمضان وتوزيع الهدايا النقدية والعينية في كافة محافظات المملكة.وبين الخلايلة أن صلاة التراويح ستقام في جميع مساجد المملكة، مع تفعيل برامج الوعظ والإرشاد المكثفة في مختلف المساجد، وعدم السماح بإلقاء الدروس والمواعظ من دون الحصول على موافقة الوزارة، كما ستقوم الوزارة بتزويد المساجد الخالية بالأئمة من أصحاب الكفاءة لإقامة صلاة التراويح، وتأمين المساجد الرئيسة بالمدرسين من أصحاب الاختصاص الشرعي، واستمرار الفترات والدروس التي ستبث عبر أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية وإذاعة القرآن الكريم والتلفزيون الأردني.وأضاف أن التغطية الإعلامية ستشمل النقل المباشر لفترة الغروب من مسجد الحسين بن طلال –رحمه الله تعالى- وبحيث لا تقل مدة هذه الفترة عن 25 دقيقة، بالإضافة إلى فقرات: حديث الغروب، والقرآن الكريم، كما تشمل التغطية فترة السحور والفجر من مسجد الشهيد المؤسس/العبدلي ، ونقل فقرات: حديث السحور بشكل مباشر من مسجد الشهيد وتواشيح دينية، من مسجد الشهيد، ونقل مباشر لأذان الفجر الأول من مسجد الشهيد، وتلاوة القرآن الكريم من مسجد الشهيد، وأذان الفجر الثاني من مسجد الشهيد، مع الدعاء من مسجد الشهيد مسجلاً، وصلاة الفجر من مسجد الشهيد بثاً مباشراً مع مراعاة بدء البث قبل موعد الأذان الأول بعشرين دقيقة.وتابع، أن فترة الغروب ستبث عبر اثير الاذاعة الاردنية البرنامج العام واذاعة القرآن الكريم واذاعة "ادع" من مسجد الشهيد الملك المؤسس ، فيما سيتم بث درسي الظهر والعصر من المسجد الحسيني عبر أثير إذاعة القران الكريم وقناة أدع بثاً مباشراً، وتسجيل وبث المسابقة الهاشمية المحلية لتحفيظ القران الكريم من 1 رمضان ولغايه 21 رمضان على شاشة التلفزيون الاردني، والمسابقة الهاشمية الدولية لتحفيظ القران الكريم من 20 رمضان ولغايه 26 ، إضافة إلى النقل المباشر لتخريج الفائزين بالمسابقة الهاشمية المحلية والدولية للذكور ليلة 27 من شهر رمضان.واكد الخلايلة التنسيق مع دائرة الافتاء العام لعقد مجلس افتاء واحد في كل مديرية وبواقع ثلاثة مجالس أسبوعياً، مشيرا الى إقامة المسابقة الهاشمية الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته للفترة من 20-26 رمضان بمشاركة 57 دولة عربية واسلامية، واقامة حفل تخريج المتسابقين المشاركين في المسابقات الهاشمية المحلية والدولية للذكور يوم 26 رمضان تحت الرعاية الملكية السامية ، وتشمل توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الهاشمية المحلية وعددهم (35) متسابقاً في 7 فروع هي: "حفظ القرآن كاملاً/ حفظ 25جزء/ 20 جزء/15 جزء/ 10 اجزاء/ 5 اجزاء/ جزء واحد"، والفائزين في المسابقة الهاشمية الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وعددهم (5) في فرع واحد وهو حفظ القرآن الكريم كاملا .واوضح ان الخطة تضمنت وضع برنامج الأذان للصلوات الخمس، وبرنامج الامامة اليومي لصلاتي العشاء والتراويح، وبرنامج الخطابة والامامة وتلاوة القرآن الكريم لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وبرنامج تلاوة القرآن الكريم طيلة أيام شهر رمضان لفضيل، ووضع برنامج دروس العلم الشرعي طيلة أيام شهر رمضان وأيام الجمع في رحاب المسجد الأقصى المبارك، واعداد برامج دينية لإحياء ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين) من شهر رمضان المبارك ووضع برنامج لصلاة التراويح بواقع عشرين ركعة، ولصلاة التهجد والقيام، اضافة الى فتح جميع المساجد التابعة للأوقاف الإسلامية في مدينة القدس وخاصة في البلد القديمة من القدس خلال شهر رمضان بجميع الأوقات.واضاف ان إطلاق الحملة الإعلامية والدعائية لصندوق الزكاة سيكون من خلال محطات الإذاعة الدينية والتلفزيون الأردني، ومواقع التواصل الاجتماعي، واليافطات على الطرق الرئيسية للحث على تأدية الزكاة والصدقات، مع تخصيص خطبة الجمعة الأولى من الشهر الفضيل للحديث عن فضل الزكاة والصدقات وأثرها في التكافل الاجتماعي وجمع التبرعات والزكاة لصالح البرامج والأنشطة التي يديرها الصندوق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
الأسرة الأردنية… الحاضنة الأولى للهوية الوطنية
جفرا نيوز - حنين البطوش تُعدّ الأسرة الركيزة الجوهرية في تشكيل الوعي لأي مجتمع، فهي الحاضنة التي تُغرس فيها المبادئ، وتُبنى من خلالها ملامح الهوية الشخصية والوطنية، وفي الأردن، لا تقتصر الأسرة على كونها نواة اجتماعية، بل تضطلع بدور محوري في ترسيخ الانتماء، وتشكل الرافد الأساسي الذي ينهل منه الأبناء معاني الفخر بالوطن والاعتزاز بجذورهم. تُشكّل الأسرة الأردنية البيئة الأولى التي يُبنى فيها وعي الفرد بالمواطنة الإيجابية، ففي ظل دفئها، ينشأ الأبناء على تقدير الإرث الحضاري، واحترام المنظومة القيمية والعادات الراسخة التي تميز الهوية الأردنية، ومن خلالها يتشرّبون مفاهيم التضامن والمسؤولية الجماعية، لا ضمن حدود الأسرة فحسب، بل على امتداد النسيج المجتمعي بأكمله، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي تغرس في نفوسهم حب الأرض والانتماء للراية، وتُعزز لديهم شعور الاعتزاز بالهوية الوطنية، والحرص على صون المكتسبات، والدفاع عن الثوابت والمقدسات. هذه التنشئة المبكرة، التي تُعنى بتعزيز الوعي الوطني، تُعد الأساس المتين الذي تُبنى عليه شخصية مواطنٍ فاعل، واعٍ، قادر على الإسهام في نهضة وطنه واستدامة تطوره، وإن التماسك الأسري في المجتمع الأردني يُعدّ أحد أبرز عناصر قوته واستقراره، وهو السياج المعنوي الذي يصون الهوية الوطنية في وجه التحولات الثقافية والرياح العولمية المتسارعة، ومنذ البدايات الأولى لتشكيل الوعي لدى الطفل، تتولى الأسرة مسؤولية ترسيخ الانتماء الوطني، ليس فقط من خلال رواية الأمجاد الوطنية والبطولات التاريخية، بل عبر المواقف اليومية التي تجسّد قيم الوفاء، والانضباط، والتكافل، وتعلّم الأبناء أن حب الوطن سلوك يُمارس قبل أن يكون شعاراً يُرفع. وفي ظل التغيرات المتسارعة والتحولات الثقافية وتدفق المعلومات من كل اتجاه، تتعاظم مسؤولية الأسرة بوصفها السياج الأول الذي يحمي الهوية من التآكل، ويحصّن الأجيال من الانجراف وراء تيارات دخيلة أو مضللة، إنها المصدر الذي يَمدّ الأبناء بالبصيرة الأخلاقية والفكرية، تعينهم على فهم القيم التي تُعزّز هويتهم، وتنبذ ما قد يُضعفها، والملاذ الآمن الذي يُغذي الأجيال بحب الوطن والفخر بترابه. إن العلاقة بين الأسرة والهوية الوطنية في الأردن علاقة تكاملية متجذّرة؛ فكلما كانت الأسرة أكثر تماسكاً ووعياً، كانت الهوية أكثر رسوخاً واستمرارية. فبما تحمله الأسرة الأردنية من إرث حضاري وقيم راسخة، فهي لا تكتفي بدور الرعاية، بل تمارس دوراً جوهرياً في بناء الشخصية الوطنية، وتشكيل المواطن القادر على الإسهام الفاعل في نهضة وطنه. وفي ضوء هذه الأهمية، فإن تمكين الأسرة وتعزيز دورها التربوي والثقافي يُعدّ استثماراً استراتيجياً في مستقبل الأردن؛ فهو يضمن الحفاظ على الهوية الوطنية، ويدعم مسيرة الاستقرار والبناء، ويُرسّخ الأردن وطناً عصيّاً على التحديات، صامداً بهويته، وراسخاً بقيمه. حبُّ الأوطان ليس شعارًا يُرفع، بل أمر رسّخه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أُجبر على مغادرة مكة، قال كلماتٍ خالدة تعبّر عن عمق الانتماء: "واللهِ إنكِ لأحبُّ بلادِ اللهِ إليَّ، وأكرمُها على اللهِ، ولولا أنَّ أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ' في هذا الحديث، يُظهر النبي حبَّه العميق لوطنه، ويُعلّمنا أن الانتماء للأرض التي ولدنا عليها، ونشأنا في حضنها، ليس تعلُّقًا مادّيًا، بل قيمة إنسانية أصيلة. وكذلك الأمن… لا تُبنى الأوطان بدونه، ولا تستقر النفوس في غيابه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا' بدأ الحديث بالأمن قبل الصحة والطعام، لأن الإنسان الذي يفتقد الأمان لا يفكر في دوائه ولا في طعامه، بل يسعى للنجاة فقط، فإن توفر الأمن، بدأ بالالتفات إلى آلامه، وإن شُفي، التفت إلى حاجاته الأخرى من طعام وشراب، هكذا رتب النبي الحاجات بحسب أهميتها، قبل أكثر من 1400 عام، ومن عظمة هذا الدين أنه اساس الحياة، ونهى ديننا الحنيف عن الغلو والتطرف، فقال: "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين.' فالتطرف خطر على الدين والوطن معًا، يُهدد الأمن، ويمزق الصف، ويشوّه رسالة الإسلام الحقيقية التي قامت على العدل، والرحمة، والوسطية، لذا فإن حفظ الأوطان، وتعزيز الأمن، ومحاربة التطرف، ليست فقط مسؤولية وطنية، بل هي مطلب ديني وأمانة شرعية. فهنيئًا لنا يوم العزة والكرامة، وهنيئًا لنا استقلال وطنٍ نفاخر به الدنيا، وطنٍ سُطرت على ترابه معاني المجد والسيادة. عشتم… وعاش الأردن حُرًا، شامخًا، سيدًا مستقلًا، وكل عام، ووطننا الغالي، وقائدنا بألف خير.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الحاجة نجلاء يحيى محمود اليحيى في ذمة الله
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى بك راضية مرضية فادخل في علا وادخلي جنتي" عمون - بقلوب يعتصرها الحزن، ويملؤها الرضا بقضاء الله وقدره ينعى آل اليحيى وآل العلي (الشايب وأقرباؤهم وأنسباؤهم في الأردن و المهجر الحاجة نجلاء يحيى محمود اليحيى (أم هاني) زوجة المرحوم الحاج عبد الرحمن مصطفى العلي ووالدة كل من سهير زوجة حسين الدباس والدكتورة هبة وهاني زوجته المرحومة تمارا القاسم و جدة كل من هاشم وتمارا الدباس ونجود وتالة وفيصل الجابري وعبد الرحمن وتامر وكريم العلي التي انتقلت إلى جوار ربها يوم ٢٠٢٥/٥/٢٤ بعد حياة حافلة بالعطاء وسيتم تشييع جثمانها الطاهر من مسجد مقبرة سحاب إلى مثواها الأخير في مقبرة العائلة في سحاب يوم الأحد الموافق ۲۰۲٥/٥/٢٥ بعد صلاة الظهر داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة الغالية بواسع رحمته. تقبل التعازي لمدة 3 أيام إعتباراً من يوم الأحد الموافق ٢٠٢٥/٥/٢٥ للرجال والنساء من الساعة الرابعة وحتى الساعة التاسعة مساءً في جمعية البقاعين. عاشت الراحلة حياة طيبة حملت فيها قلبًا واسعا وصبرا جميلا، وكانت حاضرة في قلوب من حولها بحنانها وصدقها وعطائها. تركت أثرًا لا يُنسى، وذكريات تفيض دفئًا ومحبة. وفي هدوء يشبه طيبتها، رحلت إلى بارئها، بعد أن أدّت رسالتها بكل رضا وثبات نسأل الله أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأن يرحمها برحمته الواسعة.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
الأسرة الأردنية… الحاضنة الأولى للهوية الوطنية
تُعدّ الأسرة الركيزة الجوهرية في تشكيل الوعي لأي مجتمع، فهي الحاضنة التي تُغرس فيها المبادئ، وتُبنى من خلالها ملامح الهوية الشخصية والوطنية، وفي الأردن، لا تقتصر الأسرة على كونها نواة اجتماعية، بل تضطلع بدور محوري في ترسيخ الانتماء، وتشكل الرافد الأساسي الذي ينهل منه الأبناء معاني الفخر بالوطن والاعتزاز بجذورهم. تُشكّل الأسرة الأردنية البيئة الأولى التي يُبنى فيها وعي الفرد بالمواطنة الإيجابية، ففي ظل دفئها، ينشأ الأبناء على تقدير الإرث الحضاري، واحترام المنظومة القيمية والعادات الراسخة التي تميز الهوية الأردنية، ومن خلالها يتشرّبون مفاهيم التضامن والمسؤولية الجماعية، لا ضمن حدود الأسرة فحسب، بل على امتداد النسيج المجتمعي بأكمله، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي تغرس في نفوسهم حب الأرض والانتماء للراية، وتُعزز لديهم شعور الاعتزاز بالهوية الوطنية، والحرص على صون المكتسبات، والدفاع عن الثوابت والمقدسات. هذه التنشئة المبكرة، التي تُعنى بتعزيز الوعي الوطني، تُعد الأساس المتين الذي تُبنى عليه شخصية مواطنٍ فاعل، واعٍ، قادر على الإسهام في نهضة وطنه واستدامة تطوره، وإن التماسك الأسري في المجتمع الأردني يُعدّ أحد أبرز عناصر قوته واستقراره، وهو السياج المعنوي الذي يصون الهوية الوطنية في وجه التحولات الثقافية والرياح العولمية المتسارعة، ومنذ البدايات الأولى لتشكيل الوعي لدى الطفل، تتولى الأسرة مسؤولية ترسيخ الانتماء الوطني، ليس فقط من خلال رواية الأمجاد الوطنية والبطولات التاريخية، بل عبر المواقف اليومية التي تجسّد قيم الوفاء، والانضباط، والتكافل، وتعلّم الأبناء أن حب الوطن سلوك يُمارس قبل أن يكون شعاراً يُرفع. وفي ظل التغيرات المتسارعة والتحولات الثقافية وتدفق المعلومات من كل اتجاه، تتعاظم مسؤولية الأسرة بوصفها السياج الأول الذي يحمي الهوية من التآكل، ويحصّن الأجيال من الانجراف وراء تيارات دخيلة أو مضللة، إنها المصدر الذي يَمدّ الأبناء بالبصيرة الأخلاقية والفكرية، تعينهم على فهم القيم التي تُعزّز هويتهم، وتنبذ ما قد يُضعفها، والملاذ الآمن الذي يُغذي الأجيال بحب الوطن والفخر بترابه. إن العلاقة بين الأسرة والهوية الوطنية في الأردن علاقة تكاملية متجذّرة؛ فكلما كانت الأسرة أكثر تماسكاً ووعياً، كانت الهوية أكثر رسوخاً واستمرارية. فبما تحمله الأسرة الأردنية من إرث حضاري وقيم راسخة، فهي لا تكتفي بدور الرعاية، بل تمارس دوراً جوهرياً في بناء الشخصية الوطنية، وتشكيل المواطن القادر على الإسهام الفاعل في نهضة وطنه. وفي ضوء هذه الأهمية، فإن تمكين الأسرة وتعزيز دورها التربوي والثقافي يُعدّ استثماراً استراتيجياً في مستقبل الأردن؛ فهو يضمن الحفاظ على الهوية الوطنية، ويدعم مسيرة الاستقرار والبناء، ويُرسّخ الأردن وطناً عصيّاً على التحديات، صامداً بهويته، وراسخاً بقيمه. حبُّ الأوطان ليس شعارًا يُرفع، بل أمر رسّخه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أُجبر على مغادرة مكة، قال كلماتٍ خالدة تعبّر عن عمق الانتماء: 'واللهِ إنكِ لأحبُّ بلادِ اللهِ إليَّ، وأكرمُها على اللهِ، ولولا أنَّ أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ' في هذا الحديث، يُظهر النبي حبَّه العميق لوطنه، ويُعلّمنا أن الانتماء للأرض التي ولدنا عليها، ونشأنا في حضنها، ليس تعلُّقًا مادّيًا، بل قيمة إنسانية أصيلة. وكذلك الأمن… لا تُبنى الأوطان بدونه، ولا تستقر النفوس في غيابه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا' بدأ الحديث بالأمن قبل الصحة والطعام، لأن الإنسان الذي يفتقد الأمان لا يفكر في دوائه ولا في طعامه، بل يسعى للنجاة فقط، فإن توفر الأمن، بدأ بالالتفات إلى آلامه، وإن شُفي، التفت إلى حاجاته الأخرى من طعام وشراب، هكذا رتب النبي الحاجات بحسب أهميتها، قبل أكثر من 1400 عام، ومن عظمة هذا الدين أنه اساس الحياة، ونهى ديننا الحنيف عن الغلو والتطرف، فقال: 'إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين.' فالتطرف خطر على الدين والوطن معًا، يُهدد الأمن، ويمزق الصف، ويشوّه رسالة الإسلام الحقيقية التي قامت على العدل، والرحمة، والوسطية، لذا فإن حفظ الأوطان، وتعزيز الأمن، ومحاربة التطرف، ليست فقط مسؤولية وطنية، بل هي مطلب ديني وأمانة شرعية. فهنيئًا لنا يوم العزة والكرامة، وهنيئًا لنا استقلال وطنٍ نفاخر به الدنيا، وطنٍ سُطرت على ترابه معاني المجد والسيادة. عشتم… وعاش الأردن حُرًا، شامخًا، سيدًا مستقلًا، وكل عام، ووطننا الغالي، وقائدنا بألف خير. في يوم الاستقلال، نُجدد الحب والانتماء، ونتغنّى بالأردن… أرض البطولة، ومهد النشامى، وننشد له أجمل الأهازيج والأشعار.