logo
الطابع "الاستشراقي" لأوبرا "عايدة" يتكيّف مع الجمهور الشاب في دار متروبوليتان

الطابع "الاستشراقي" لأوبرا "عايدة" يتكيّف مع الجمهور الشاب في دار متروبوليتان

النهار٢٦-٠١-٢٠٢٥

A+ A-
تضع دار متروبوليتان العريقة للأوبرا، بشكل متزايد ضمن برمجتها، أعمالاً أميركية معاصرة وأخرى أجنبية معدّلة. وترمي من خلال ذلك إلى جذب جمهور أصغر سنّاً وأكثر تنوّعاً ثقافياً، ويُعرف هؤلاء بانتقادهم الكبير لأشكال "الاستحواذ الثقافي" على أعمال الأوبرا الأوروبية "الاستشراقية" من أواخر القرن التاسع عشر مثل "عايدة".
من هنا، شكّل هذا العمل الأوبرا اللامع للإيطاليين جوزيبي فيردي وأنتونيو غيسلانزوني الذي يصوّر في زمن الفراعنة قصة حب بين عبدة إثيوبية وجندي مصري، مصدر متعة للجمهور النخبوي في دار الأوبرا متروبوليتان لأكثر من ثلاثة عقود.
وقد شكّل إنتاج نسخة جديدة لهذه الدراما المكونة من أربعة فصول، والتي تحكي قصة عالمية عن الحب والحرب والولاء في مصر القديمة، تحديّاً هائلاً.
يُقرّ المخرج المسرحي مايكل ماير في تصريحات لوكالة "فرانس برس" بأنّ "أوبرا عايدة كانت ضخمة ومكلفة للغاية لدرجة أنني شعرت حقاً بالضغط". وقد انطلق هذا الشهر عرض نسخته من هذا العمل الأوبرالي في دار متروبوليتان، وهو مبنى ضخم جرى تجديده أخيراً في حي مانهاتن بنيويورك.
ويضيف ماير البالغ 64 عاماً: "كنتُ أعلم أنّ هناك جمهوراً متعطّشاً لمشاهدة عرض رائع". وقد أنتج المؤلف المسرحي أوبرا "لا ترافياتا" لفيردي لحساب أوبرا متروبوليتان وعدداً من المسرحيات الموسيقية في برودواي.
"الاستعمار والامبريالية"
يعلم ماير أنّ أوبرا "عايدة" تعرّضت لانتقادات بسبب طابعها "الاستشراقي"، لأن العمل يقدّم رؤية "غريبة" تنطوي على تبسيط عن مصر القديمة، من خلال منظور غربي.
ويوضح المخرج المسرحي الأميركي أنّ الأمر يتعلّق "بالاعتراف بطريقة خفية بشكل من أشكال الإمبريالية والاستعمار المرتبط بنوع من التشييء لمصر القديمة"، مستشهداً بأعمال أوبرالية "غريبة" أخرى لبوتشيني مثل "مدام باترفلاي" التي تدور أحداثها في اليابان، و"توراندوت" في الصين.
في عصرنا، يعتقد ماير أنّ الجماهير لا تزال حسّاسة تجاه "جمال" الأعمال الأوبرالية، ولكنّها باتت "أكثر وعياً بالاستشراق والاستعمار والإمبريالية والفكرة القائلة بأنّ هذه الثقافات قد جرى تفكيكها والاستحواذ عليها". ويرى ماير في ذلك "استحواذاً ثقافياً" لا يستطيع الجمهور المعاصر أن يتقبّله على الإطلاق.
لم يحظ الإنتاج الجديد لأوبرا عايدة باستقبال جيّد من النقاد الكلاسيكيين، لكن ماير يلفت إلى أنّ تجديد عمل أوبرالي تقليدي أمر صعب. لذا يتعيّن إيجاد التوازن الصحيح بين إغواء محبّي الأوبرا الشباب ومواصلة إرضاء الأجيال الأكبر سنّاً.
هذا يعني، وفق المخرج المسرحي، إعادة تكييف عمل تقليدي مع العصر المعاصر، من دون التخلّي عمّا رسّخ "عايدة" في الأجيال اللاحقة بحكايته العالمية. ويقول: "إذا ذهب شخص ما إلى دار الأوبرا لأول مرة وشاهد عايدة وقال في نفسه يا إلهي، هذا مثل عرض برودواي (...) أتشوق لمشاهدته مجدّداً، سأشعر بأن مهمتي قد أنجزت".
ويختتم المخرج الستّيني قائلاً إنّ "مستقبل الأوبرا في أميركا يكمن حقّاً في أيدي الشباب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بفستان أسود لافت.. درة تخطف قلوب جمهورها في أحدث ظهور
بفستان أسود لافت.. درة تخطف قلوب جمهورها في أحدث ظهور

صدى البلد

timeمنذ يوم واحد

  • صدى البلد

بفستان أسود لافت.. درة تخطف قلوب جمهورها في أحدث ظهور

شاركت الفنانة درة جمهورها صورا جديدة من أحدث إطلالتها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى لتبادل الصور والفيديوهات القصيرة إنستجرام. وخطفت درة الأنظار بفستان لافت طويل باللون الأسود ، ولم تبالغ في وضع الاكسسوارات. ومن الناحية الجمالية اعتمدت في مكياجها على الألوان الهادئة الترابيه، تاركة شعرها منسدلاً علي كتفيها. وانتهت درة من تصوير مسلسل "الذنب" مع هاني سلامة، وميرهان حسين، وماجد المصري، وبسنت شوقي، وريم سامي، وطارق النهري، قصة شاهيناز الفقي وسيناريو وحوار وإخراج رضا عبد الرازق. فيلم 'وين صرنا' فيلم "وين صرنا" أخرجته وأنتجته النجمة درة في أولى تجاربها الإخراجية والإنتاجية، ويحكي عن نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد 3 أشهر من الحرب، رفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتان أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة 5 سنوات في مصر، وتنتظر زوجها الذي لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين. وبدأ عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 79 دقيقة، بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج درة زروق.

هذا الفيديو الذي يظهر ترامب معانقاً أميرة سعودية زائف FactCheck#
هذا الفيديو الذي يظهر ترامب معانقاً أميرة سعودية زائف FactCheck#

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

هذا الفيديو الذي يظهر ترامب معانقاً أميرة سعودية زائف FactCheck#

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يُعانق أميرة سعوديّة أثناء زيارته الأخيرة للرياض. لكن هذا الادّعاء غير صحيح والفيديو مُركّب. يظهر في الفيديو الرئيس الأميركي أثناء مصافحته أمام عدسات المصوّرين عدداً من المسؤولين وأفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال في قصر اليمامة بُعيد وصوله إلى الرياض. وهو مشهد بثّته وسائل الإعلام. ثم يظهر في المقطع المتداول ترامب يعانق إحدى النساء وهي تصافحه. وجاء في التعليقات المرفقة أن الفيديو يُظهر ترامب هو يعانق بشكل حميم إحدى أفراد العائلة المالكة في السعودية. حصل الفيديو على آلاف المشاركات وعشرات آلاف التعليقات والتفاعلات على مواقع التواصل. وبدأ تداوله عقب زيارة ترامب إلى السعودية، والتي أسفرت عن صفقات دفاعيّة واستثمار بالذكاء الاصطناعيّ بمليارات الدولارات وصفها البيت الأبيض بأنّها الأكبر في التاريخ. وأسفرت أيضًا عن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، في قرار لاقى تصفيقاً حاراً. وأمام عدسات المصورين، تقدم طابور طويل من أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال السعوديين لمصافحة ترامب وولي العهد السعودي محمّد بن سلمان. لكن مشهد العناق هذا لا أثر له في المشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام. فما حقيقته؟ تُشير بعض الثغرات في الفيديو المتداول إلى أنّه معدّل بالذكاء الاصطناعي. ومن هذه الثغرات أن الرجل الواقف إلى جانب ترامب يختفي لحظة العناق، وتظهر يده بشكل غير منطقي. في الفيديو الذي بثّته قناة "السعوديّة" للاستقبال الحاشد في قصر اليمامة، تظهر السيّدة نفسها الظاهرة في المقطع المتداول، لكنّها في المقطع الأصلي تصافح ترامب، على غرار غيرها، وتمضي، ولا أثر لمشهد عناق في هذا الفيديو. خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية ، وكالة فرانس برس

"الملك لير" لشكسبير بنسخة "روك" على الخشبة في طهران
"الملك لير" لشكسبير بنسخة "روك" على الخشبة في طهران

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

"الملك لير" لشكسبير بنسخة "روك" على الخشبة في طهران

تضخّ مخرجة إيرانية روحاً جديدة في مسرحية "الملك لير"، وهو عمل كلاسيكي لشكسبير يُعرض في طهران باللغة الفارسية، مع إعادة تقديمها في قالب زاخر بموسيقى الروك وإضاءة مبهرة لجذب جمهور الشباب إلى المسرح. في إيران، يبذل الفنانون والكتّاب وصانعو الأفلام والموسيقيون وكتّاب المسرح جهوداً مضنية لتجنّب الرقابة على أيّ محتوى تعتبره السلطات غير لائق. ورغم التوترات مع الدول الغربية، تُعرض أعمال أجنبية كثيرة في إيران، بعضها من المملكة المتحدة. وضعت إليكا عبد الرزاقي نفسها أمام تحدّ لتحديث "الملك لير" على خشبة المسرح وتطعيمها بأجواء "الروك" و"الحداثة"، مع الحفاظ على "الحوارات القديمة" لعمل وليام شكسبير الأصلي المنشور في القرن السابع عشر. وقالت الفنانة الدينامية (45 عاماً)، وهي ممثلة معروفة في بلدها، لوكالة "فرانس برس": "لو كنتُ قد قدمتُ النسخة الأصلية، لكانت ثقيلة جدا على الجمهور ولشعروا بالملل". ولإضفاء إيقاع أسرع على المسرحية، تعزف فرقة موسيقية أغاني روك لفرقة "ميوز" البريطانية وأخرى من موسيقى الميتال لفرقة "رامشتاين" الألمانية. وأضفت الأزياء الزاهية الألوان وتأثيرات الإضاءة الشبيهة بمؤثرات النوادي الليلية جواً احتفالياً على المسرحية، على الرغم من طابعها القاتم. تروي المسرحية قصة الخيانات المتتالية لأفراد من عائلة واحدة مدفوعين بالرغبة في السلطة والاستيلاء على العرش. بعد أن ضعف الملك لير وتقدّم به العمر، قرّر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث، تبعاً لمن منهنّ تكيل له المديح العلني أكثر. ترفض كورديليا، ابنته الصغرى، خوض هذه التجربة، ما يثير غضب الملك المغرور. تشرح عبد الرزاقي، وهي من النساء القليلات اللواتي حققن نقلة نوعية في الإخراج المسرحي الإيراني "حوّلتُ أجزاءً كثيرة من المسرحية الزاخرة بالكلمات إلى حركات وصور وموسيقى ورقص". كما أنّ أزياء الممثلين المزخرفة ببذخ بألوان الأحمر والأخضر والأصفر الزاهية، مستوحاة من الأزياء التقليدية في ذلك الوقت. أما الأغاني فيؤديها بكلمات فارسية الممثل والمغني الإيراني رضا يزداني، أحد رواد موسيقى الروك في إيران. يقول أمين، أحد الحضور، لـ"فرانس برس": "لم نكن نتوقع أن نتحمل عرضاً لمدة ساعتين". ويضيف المهندس البالغ (32 عاماً) إثر حضوره العرض برفقة زوجته إلهام: "لكن ذلك كان رائعاً حقاً، من أداء الممثلين إلى الموسيقى والديكور". وقد بدأت الفرقة التي تضم نحو مئة عضو من بينهم عشرات الممثلين بقيادة إليكا عبد الرزاقي، التحضيرات لهذا العمل المسرحي منذ أشهر. وتؤكد الفنانة التي شاركت في مسرحيات للألماني بيرتولت بريشت والسويسري فريدريش دورنمات والفرنسية ياسمينة رضا، أن الحكومة "لا تفرض أي قيود" على عرض المسرحيات الأجنبية. "عالم أكثر عدلاً" تؤكد إليكا عبد الرزاقي أن "المسرح ظاهرة غربية في جوهره، ولا يزال فناً ناشئاً في إيران". يعتبر الممثل الرئيسي في المسرحية أحمد ساعتشيان الذي يتمتع بخبرة عقدين في العمل المسرحي، أن شخصية الملك لير تشكّل "أعظم دور" في حياته. ويقول بحماس: "أداء إحدى أهم الشخصيات في تاريخ الأدب فرصة نادرة لممثل". ويضيف ساعتشيان، بشعره الكثيف ولحيته البيضاء، أن مسرحيات مثل "الملك لير" لها "طابع عالمي وتخاطب الناس في مختلف أنحاء العالم، ولهذا السبب يبقى شكسبير خالداً". في السنوات الأخيرة، عُرضت مسرحيات عدّة للمؤلف البريطاني الشهير في إيران. وتتناول مسرحية شكسبير الصراعات السياسية والتنازع على السلطة والمؤامرات في البلاط الملكي. يقول ساعتشيان "إنّ الدول التي مرت بتجارب سياسية مماثلة، مثل إيران أو دول أوروبا الشرقية، لديها صلة خاصة بأعمال شكسبير". في نهاية المسرحية، يستعيد الملك، المحطم بخيانة بناته، وعيه أخيراً قبل أن يموت. وفي أحد المشاهد، يطلب الملك لير من أصحاب السلطة أن يشعروا بمعاناة الفقراء من أجل بناء عالم أكثر عدلاً. ويؤكّد الممثل "أنها رسالة يتردد صداها في كلّ مكان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store