logo
طريقة عبدالله بن مسعود في التغيير

طريقة عبدالله بن مسعود في التغيير

الرأيمنذ 2 أيام

«لا تغوصوا في المشاكل، ولكن ابحثوا عن البدائل»... هذه كانت طريقة عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، الصحابي الجليل في التعامل مع الشباب.
في لحظة فارقة، يحكي لنا الإمام الذهبي، في كتابه «سير أعلام النبلاء» كيف تُشعل كلمة طيبة شرارة التغيير، وكيف يُحدث التركيز على نقاط القوة تحولاً جذرياً في مسار حياة الإنسان، وتبرز قصة الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، مع الشاب زاذان، نموذجاً خالداً لفن «البحث عن نقاط القوة» وتوظيفها في التنمية الإيجابية، خاصة مع الشباب.
فعن أبي هاشم الرماني، قال: قال زاذان «كنتُ غلاماً حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، فكنتُ مع أصحاب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم؛ فمر ابن مسعود، فدخل فضرب الباطية (إناء الخمر)، بددها وكسر الطنبور»، ثم قال «لو كان ما يُسْمَعُ مِنْ حُسْن صوتك يا غلام بالقرآن كُنتَ أنتَ أنتَ، ثم مضى». فقلتُ لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود؛ فألقى في نفسي التوبة، فسعيت خلفه أبكي، أخذت بثوبه، فأقبل عليّ فاعتنقني وبكى وقال: مَرْحَباً بمن أحبه الله، اجلس؛ ثم دخل وأخرج لي تمراً.
عزيزي القارئ، سواء كنت أباً أو معلماً أو داعية أو قائداً، أو حتى مديراً... تأمل القصة السابقة بإمعان، وانظر كيف يصور زاذان، المشهد بصدق.
كان شاباً «حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور» (آلة موسيقية)، غارقاً في لهو مع أصدقائه، يغنيهم وهم يتناولون النبيذ. وفجأة، يمر بهم عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه)، فيدخل عليهم ليس بغضب جامح فحسب، بل بفعل حاسم يهدم مصدر الغواية: «فضرب الباطية (إناء الخمر) بددها وكسر الطنبور». لكن التدمير المادي لم يكن هو جوهر الموقف عند ابن مسعود... فبعد هذا الفعل الحازم، التفت إلى زاذان، وقال كلمات محورية، لم تذم صوته، بل وجهته أعلى توجيه «لو كان ما يُسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنتَ أنتَ أنتَ!».
هذه الكلمات القصيرة كانت صاعقة نور، لم تُخبر زاذان، بأن صوته قبيح أو أنه إنسان فاشل، أو أن والديه لم يحسنا تربيته... بل أشارت بإعجاب ضمني إلى جودة صوته –نقطة قوته الواضحة– ثم رسمت أمامه صورة بديلة، مضيئة ومشرفة، لما يمكن أن يكون عليه هذا الصوت لو استُخدم في أعظم كلام وهو القرآن الكريم.
إنها مقاربة تحويلية، حيث تحويل الموهبة من مسارها السلبي إلى مسارها الإيجابي الأمثل. ثم سأل زاذان عن هوية هذا الرجل، فلما عرف أنه ابن مسعود، الصحابي العظيم، «ألقى في نفسه التوبة». لم يكن رد فعله خوفاً فحسب، بل انفتاح قلب وإدراك للفرصة الضائعة، فسعى خلف ابن مسعود، باكياً، وأمسك بثوبه. هنا، يظهر رد فعل ابن مسعود، الثاني، مكملاً لأسلوبه الإيجابي حيث لم يزجره أو يدفعه، بل «أقبل عليه فاعتنقنه وبكى وقال: مرحباً بمن أحبه الله، اجلس». ثم دخل وأخرج له تمراً، في فعل يرمز إلى الترحيب والاحتواء والتغذية الروحية والمعنوية.
لم تكن كلمات ابن مسعود، مجرد عظة عابرة، لقد وقعت في قلب زاذان، بثقل اليقين، لأنها لم تهدمه، بل بنته. لمسَت فيه جوهر إنسانيته وموهبته، وأرته قيمة نفسه الحقيقية.
يقول الراوي زبيد، وهو أحد الذين عرفوا زاذان، بعد القصة: «رأيت زاذان، فيما بعد يصلي كأنه جذع». أي ثابتاً، خاشعاً، لا يتحرك، غارقاً في عبادة خالصة. تحول الشاب الذي كان يضرب الطنبور ويغني في مجالس اللهو إلى نموذج للخشوع والثبات في الصلاة وأحد علماء المسلمين الكبار في الكوفة... ما الذي أحدث هذا التحول الجذري؟ إنها قوة الكلمة التي ركزت على نقطة قوته (حسن الصوت) ووجهتها نحو الخير (تلاوة القرآن)، مصحوبة بالاحتواء العاطفي (البكاء، العناق، الترحيب، إطعام التمر)، الذي أغلق باب اليأس وفتح باب الأمل والتوبة.
لذلك، فقد كانت رؤية ابن مسعود، التربوية هي مقاربة التنمية الإيجابية، التي نظرت فيما وراء الخطأ، فلم ير ابن مسعود، رضي الله عنه في زاذان، مجرد «فاسق» أو «مغنٍ»، بل رأى شاباً يمتلك موهبة قيّمة (حسن الصوت) لكنها حُرفت عن مسارها الصحيح، فركز على الإمكانية الكامنة وليس على السلوك الخاطئ فحسب، ولم يقل له: «صوتك سيء» أو «لا تغن أبداً». بل قال له صوتك جميل ثم وجهه نحو استخدامه في أعلى درجات الخير، وكانت جملة «لو كان... بالقرآن كنت أنت أنت» هي المحفز الأساسي والبديل الناجح، إنها كلمة تشجيعية، تثبت أن الكلمة الطيبة الصادقة التي تلامس نقطة القوة وتشير إلى الإمكانات، تقع في القلب وتحدث أثراً أعمق وأبقى من التوبيخ الطويل أو العقاب المجرد، وليس ذلك فحسب بل لم يكتفِ ابن مسعود بالكلمة الحكيمة، فقد احتوى مشاعر الندم والألم عند زاذان بالبكاء (إظهار التعاطف)، والعناق (إشعاره بالقبول)، والترحيب الحار («مرحباً بمن أحبه الله»)، والتقديم المادي البسيط (التمر) كرمز للرعاية. هذا المزيج من التوجيه والاحتواء النفسي هو سر نجاح التأثير في هذه القصة.
عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة! سواء كنت أُماً أو معلمة أو مديرة أو حتى صاحبة مشروع صغير... في عالم يسهل فيه التركيز على أخطاء الشباب ونقاط ضعفهم، تُذكرنا قصة ابن مسعود وزاذان، بقوة البديل الإيجابي، وأن «البحث عن نقاط القوة» ليس ترفاً، بل هو أداة تحويل جذرية. إنها دعوة للمربين والآباء والقادة والسياسيين والمشرعين أن ينظروا إلى ما في الشباب من طاقات كامنة ومواهب فطرية، حتى في لحظات ضلالهم وانحرافهم... حددوا نقاط قوتهم، ثم وجهوها نحو الخير والبناء بكلمات مشجعة ترسم لهم صورة مشرقة لأنفسهم في المستقبل. كما علمنا ابن مسعود، فإن كلمة واحدة، تركز على الإمكانية وتضيء الطريق نحو الخير، قد تهز القلب هزاً، وتغير مسار حياة إنسان من اللهو إلى الخشوع، ومن الضياع إلى أن يصبح «كالجذع» ثابتاً في طريق الحق... فهلموا نبحث عن نقاط القوة، ونضيء شمعة التوجيه الإيجابي، ففيها يكمن سر إطلاق الطاقات وبناء الأجيال... وكل ما لا يُرادُ به وجه الله يضمحلُّ، وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إطلالة على مفكرة عمي
عبدالمحسن عبدالله المتروك
إطلالة على مفكرة عمي
عبدالمحسن عبدالله المتروك

الرأي

timeمنذ 13 ساعات

  • الرأي

إطلالة على مفكرة عمي عبدالمحسن عبدالله المتروك

ديرة جميلة، آفاقها زاهرة، لها وميض، شعاعه ينم عن إصرار في العمل وتضحية من أجل الوطن، ومساهمة في تحقيق تطوره وتقدمه وازدهاره. أبناؤها يتمتعون بقدرات فائقة، واستعدادات خلاقة، وميول طموحة من أجل الاستقرار والنماء. من هؤلاء المبدعين العم عبدالمحسن عبدالله المتروك، الذي يشق حياته بفكر واثق، وإشارات جميلة، ومساعدات واعدة، من أجل إسعاد الناس. كان وكيلاً لوزارة الصحة، عملهُ متواصل؛ من أجل خدمة الكويت وأهلها. يعمل على مساندة الجميع؛ من أجل تهيئة السبل المفعمة بالصحة، والتغلب على المرض؛ لكي تزهو الأيام بالصحة التي تتبدد بها جميع الآلآم، ويحس الناس باستقرار ووئام. هكذا أهل هذه الديرة الطيبة، كلهم حماسة؛ من أجل بلوغ الغاية؛ لتحقيق النهضة، وإرساء دعائم الازدهار؛ حتى يجري محملها مسرعاً، يمخر عباب الدنيا؛ لينثر الخير في أرجاء المعمورة. تحية ملؤها الخير، لأهل الخير، من أبناء ديرة الخير. أبو فؤاد، شمعة تنير السبل؛ من أجل إرساء الصفات الجميلة، والغايات المحمودة، والإشارات الراشدة. عمل مختاراً لمنطقة شرق؛ فهو الذي يعرف البيوت وأهلها، ويقدم كل ما من شأنه إسعاد الناس، والقضاء على ما يعتري سبلهم من الهفوات، وتقديم النصح والإرشاد، وكل ما من أجله استقرار الحياة والشعور بالطمأنينة. ما أجمل أهل هذه الديرة الطيبة! إنهم يتعاونون من أجل إسعاد بعضهم بعضاً بكل السبل والإمكانات والقدرات التي تبعث على السكينة وتحقيق الأمل. ويؤمّن الجار أغلى ما يمتلك وهي أسرته لجاره، ثم يغادر في رحلة طويلة في رحاب الغوص والسفر، ثم يأتي ليلتقي بأهله وهم في غاية السعادة والبهجة والاستقرار. ما أجمل هذا التضامن الذي يشعر به أهل هذه الديرة الحبيبة! ومهما قلت عنهم من صفات، وأعطيتهم من سمات، ووصفتهم بخصائص، فإن اللسان يعجز عن النطق بكل هذه الحقائق؛ لأنها كبيرة. تحية لهؤلاء الأبطال، ومعهم عمي عبدالمحسن. والأبطال الذين جابوا البحار، وقضوا فيها المُدد الطويلة؛ لكي يغوصوا في أعماقها، ويستخرجوا من أحشائها الدر، ويأتوا به إلى هذا الوطن؛ لينثر الخير، ويعم الرفاه، وتزداد النعمة، وتحية للرجال الذين جابوا البر؛ ليجلبوا خيراته وينقلوها إلى أرض الوطن؛ حتى يعم الخير، ويعيش الناس في أمان. العم أبو فؤاد، يتمتع بفكر واضح، وصوت هادئ، وإشارة راشدة، تجعل الذي يصغي إلى فكره يستمتع بعباراته العذبة، ويستفيد من معلوماته وتوجيهه ونصحه. اللهم بارك لعمي أبي فـؤاد، في حلول دار البلاء، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له، وارزق أهله وأحباءه الصبر والسلوان، واحفظ أبناءه فؤاد وفاروق وفهد وفادي، والله هو ولي ذلك والقادر عليه: رجالٌ بنوها وهي صحراء بلقع ومن أجلها قد طوفوا البر والبحرا إلى أن أراد الله آخر سعيهم جميلاً فصار الرمل من تحتهم تبرا هنيئاً للكويت بأبنائها المخلصين.

الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي
الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي

جريدة أكاديميا

timeمنذ 16 ساعات

  • جريدة أكاديميا

الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي

خلال حفل خريجي المعهد للعام الأكاديمي 2023/2024 أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.نادر الجلال، عن سعادته في تكريم نخبة متميزة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024، مشيرا الى ان هذا الصرح الأكاديمي الذي يمثّل علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي، وقد أسهم بجهوده في تشكيل الوعي الفني، وترسيخ الهوية الثقافية في مجتمعنا الكويتي جاء ذلك في كلمة له خلال حفل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024 اليوم. وقال الجلال، «إن دولة الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في دعم الحركة الثقافية والفنية، إيمانًا منها بأهمية الفنون في التعبير عن هوية المجتمع والنهوض بوعيه. وكان المسرح دائمًا جزءًا أصيلًا من هذا المشهد، لما له من دور محوري باعتباره نافذة ومنبرًا يحمل نبض المجتمع ويعكس آمالهم وتطلعاتهم.» وتابع، «انطلاقًا من هذا الإرث الثقافي العريق، تولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا بالغًا بتطوير المعاهد الفنية، وتحديث مناهجها، وتعزيز قدراتها، لتكون بيئة حاضنة للمواهب، ومنارة للعلم والإبداع» وبارك الجلال، للطلبة ولاسرهم هذا الإنجاز الذي هو ثمرة اجتهاد متواصل، مشيرا الى إن تخرجهم اليوم هو بداية لمرحلة جديدة من العطاء والإبداع، حيث تنتظرهم الساحات الثقافية والفنية ليثبتوا أن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه بل رسالة سامية، وفنّ راقٍ يسهم في بناء الوعي المجتمعي، ورفع راية الكويت عالية في المحافل الثقافية والفنية، محليًا وعربيًا وعالميًا توجه بخالص الشكر والتقدير لأسرة المعهد، من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، على ما بذلوه من جهد مخلص، وما قدّموه من علمٍ ومعرفة في سبيل إعداد هذه الكوكبة المتميزة من أبناء الكويت واضاف «أسأل الله أن أن يبارك في جهودهم، ويوفقهم في مسيرتهم القادمة، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد حفظهما الله ورعاهما». مقالات ذات صلة

الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي
الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي

الجريدة

timeمنذ 17 ساعات

  • الجريدة

الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي

أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.نادر الجلال، عن سعادته في تكريم نخبة متميزة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024، مشيرا الى ان هذا الصرح الأكاديمي الذي يمثّل علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي، وقد أسهم بجهوده في تشكيل الوعي الفني، وترسيخ الهوية الثقافية في مجتمعنا الكويتي جاء ذلك في كلمة له خلال حفل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024 اليوم. وقال الجلال، «إن دولة الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في دعم الحركة الثقافية والفنية، إيمانًا منها بأهمية الفنون في التعبير عن هوية المجتمع والنهوض بوعيه. وكان المسرح دائمًا جزءًا أصيلًا من هذا المشهد، لما له من دور محوري باعتباره نافذة ومنبرًا يحمل نبض المجتمع ويعكس آمالهم وتطلعاتهم.» وتابع، «انطلاقًا من هذا الإرث الثقافي العريق، تولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا بالغًا بتطوير المعاهد الفنية، وتحديث مناهجها، وتعزيز قدراتها، لتكون بيئة حاضنة للمواهب، ومنارة للعلم والإبداع» وبارك الجلال، للطلبة ولاسرهم هذا الإنجاز الذي هو ثمرة اجتهاد متواصل، مشيرا الى إن تخرجهم اليوم هو بداية لمرحلة جديدة من العطاء والإبداع، حيث تنتظرهم الساحات الثقافية والفنية ليثبتوا أن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه بل رسالة سامية، وفنّ راقٍ يسهم في بناء الوعي المجتمعي، ورفع راية الكويت عالية في المحافل الثقافية والفنية، محليًا وعربيًا وعالميًا توجه بخالص الشكر والتقدير لأسرة المعهد، من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، على ما بذلوه من جهد مخلص، وما قدّموه من علمٍ ومعرفة في سبيل إعداد هذه الكوكبة المتميزة من أبناء الكويت واضاف «أسأل الله أن أن يبارك في جهودهم، ويوفقهم في مسيرتهم القادمة، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد حفظهما الله ورعاهما».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store