logo
تصاميم شرقية لافتة لصيف 2025.. قفاطين وعبايات بتنسيقات أنثوية جذابة لا تفوتيها!

تصاميم شرقية لافتة لصيف 2025.. قفاطين وعبايات بتنسيقات أنثوية جذابة لا تفوتيها!

مجلة هيمنذ 8 ساعات

تعتبر التصاميم الشرقية، من عبايات وقفاطين، من أبرز صيحات الموضة المستمرة معنا من موسم إلى آخر، لذا تصاميم صيف 2025، تعتبر فعلاً مميّزة لافتة، وتجمع بين العصرية والعراقة الشرقية. اليوم في هذا النص، سوف نستعرض أبرز هذه التصاميم المميّزة، التي يمكنك تنسيقها في إطلالات متنوعة، بين يومية كاجوال شيك، وليلية شيك. إذا كنت من محبي هذا النوع من الإطلالات التي تمزج عراقة الشرق، وصيحات الموضة العالمية الرائجة، تابعي معنا هذا النص، وإختاري من الصور المرفقة، بعض الأفكار لتطبقيها في إطلالات صيفية قادمة. جولة سريعة على أبرز التصاميم الرائجة، مع إلقاء الضوء على عصريتها، وكيفية أن يكون تصميم تقليدي مواكب لصيحات عصرية وحديثة، ولكِ أن تختاري منها، أو تستوحي إطلالات صيفية متجددة، غير مملة، وطبعاً على الموضة.
عبايات وقفاطين بالنقشات الرائجة
طبعاً تعتبر التصاميم الشرقية، من عبايات وقفاطين، من التصاميم التقليدية، لذا مجاراتها لصيحات الموضة العالمية، تجعلها صيحة مستمرة من موسم إلى موسم ومن عام إلى عام. من أبرز صيحات الموضة الرائجة لهذا الموسم من صيف 2025، صيحة النقشات المتنوعة والرائجة، لذا إختيار قفطان أو عبايا، بنقشة رائجة، يمنحك لوك مميّز لهذا الموسم. هنا نستعرض إطلالة لافتة، بتصميم مميّزة، من العبايات بنقشة معرقة بألوان صيفية حيوية لافتة. تصميم مميّز من 1309 studios إعتمد فيه تصميم تقليدي مع نقشة عصرية على الموضة.
إطلالة من 1309 studios
عبايات وقفاطين بألوان الموسم الرائجة
من الصيحات الرائجة أيضاً لهذا الموسم من صيف 2025، صيحة الألوان الهادئة، أو الألوان الباستيل. لذا إختيار تصميم العبايا أو القفطان المغربي، بألوان الصيف المميّزة، خيار عصري على الموضة. هنا نستعرض تصاميم لافت من القفطان المميّز، باللّونين الوردي الفاتح، مع الأزرق الفاتح. تصاميم مميّزة، تقليدية، مع ألوان الموسم الرائجة، وحتى القماش الرائج، من HAMSA By Sharifa Al Ghanim. إذا كنت من محبي الإطلالات المميّزة، التي تمزج بين العصرية والتقليدية، هذا الخيار مناسب جداً لكِ.
تصاميم لافتة من HAMSA By Sharifa Al Ghanim
عبايات وقفاطين بأقمشة عصرية على الموضة
من الصيحات الرائجة أيضاً لهذا الموسم من صيف 2025، الأقمشة المميّزة منها الأقمشة الشفافة، الكروشيه، وغيرها. لذا إختيار قفطان أو عبايا بقماش أو خامة عصرية على الموضة، يمنحك لوك لافت مميّز ومتجدد. هنا نستعرض تصاميم مميّزة من Hashimi، إعتمد فيها قفطانين بقماش الأورغانزا الشفاف، مع بعض الإضافات عند الخصر واليدين، كروشيه أنيق وشيك. هذا الخيار يعتبر جداً أنيق، وعصري، وفي نفس الوقت تقليدي تراثي. إذا كنت من محبي هذا الستايل، في الإطلالات إختاريه دون تردد، للوك مختلف يناسب إطلالات صيف 2025.
تصاميم من Hashimi
عبايات وقفاطين بتنسيقات يومية كاجوال شيك
طبعاً العبايات أو القفاطين، لا تقتصر فقط على المناسبات الأنيقة والشيك، يل يمكنك تنسيقها أيضاً في إطلالات يومية كاجوال شيك، ومناسبات كثيرة نهارية. هنا نستعرض إطلالة من H A R I K A، إعتمد فيها عبايا مفتوحة، باللّون البرتقالي الدافىء، مع وشاح على الرأس، نُسقت بأسلوب عصري كاجوال شيك. عبايا، مع سروال من الدنيم، وحذاء كعب عالي باللّون البيج. إطلالة فعلاً عصرية، تناسب جداً المرأة العاشقة لصيحات الموضة العالمية، والمحتشمة أو المتمسكة بالتصاميم التقليدية في نفس الوقت. إذا كنت من محبي هذا الستايل، إعتمديه في الصيف دون تردد.
إطلالة من H A R I K A
عبايات وقفاطين بتنسيقات أنيقة وفخمة
طبعاً تعتبر العبايات والقفاطين، من التصاميم التي تناسب السهرات والحفلات، أو حتى مناسبات العشاء المهمة والخاصة، بتصاميها الأنيقة، الشيك، والفخمة. إذا كنت من محبي الإطلالات الأنيقة، والتقليدية في نفس الوقت، إختاري هذه التصاميم ونسقيها في إطلالات هذا الصيف المميزة. هنا نستعرض سوياً، إطلالة من Mona Elshebil، إعتمد فيها قفطان مميّز باللّون الكحلي، بقماش الساتان، مع وشاح مميّز عند الرقبة. التصميم، اللّون، القماش، والإضافات المميّزة، جعلت من هذا التصميم، خيار عصري مميّز، وعلى الموضة.
تصميم أنيق وشيك من Mona Elshebil

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرشدات سعوديات.. ثقة ومعرفة وقدرة على التواصلالمرأة في قلب المشهد السياحي
مرشدات سعوديات.. ثقة ومعرفة وقدرة على التواصلالمرأة في قلب المشهد السياحي

الرياض

timeمنذ 18 دقائق

  • الرياض

مرشدات سعوديات.. ثقة ومعرفة وقدرة على التواصلالمرأة في قلب المشهد السياحي

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولات استراتيجية كبرى ضمن رؤية 2030، كان من أبرزها التوجه نحو تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وبرز قطاع السياحة كأحد المحركات الأساسية لهذا التحول. وقد اتجهت الدولة بخطى واثقة نحو تطوير السياحة الداخلية، ليس فقط كقطاع اقتصادي واعد، بل كرافد لتعزيز الهوية الوطنية، وإبراز غنى المملكة الثقافي والجغرافي، وفتح آفاق جديدة للمواطنين والمواطنات على حد سواء، وتأتي المرأة السعودية في قلب هذه الرؤية، إذ حظيت بدعم غير مسبوق مكّنها من دخول مجالات جديدة كانت مغلقة سابقًا، ومن بينها القطاع السياحي الذي يوفر فرصًا متنوعة في مجالات متعددة مثل الإرشاد السياحي، الفندقة، تنظيم الفعاليات، الفنون التراثية، وحتى ريادة الأعمال، وقد انعكس هذا التمكين على صورة المرأة في المجتمع، وعلى مساهمتها الفعالة في الاقتصاد الوطني، وعلى جودة الخدمات السياحية المقدمة داخل المملكة، في الوقت ذاته، أصبحت السياحة الداخلية خيارًا مفضلاً للعديد من المواطنين والمقيمين، في ظل ما تشهده مناطق المملكة من تطوير هائل للبنية التحتية، وإحياء للمواقع التراثية، وتنظيم لمواسم وفعاليات سياحية كبرى تجذب الزوار من الداخل والخارج. ومن خلال هذا النمو المتسارع، بات من الضروري استثمار الكوادر الوطنية المؤهلة، وخاصة من النساء، في سد احتياجات السوق، وخلق تجارب سياحية فريدة تحمل بصمة محلية، هذا التقرير يسلط الضوء على العلاقة المتداخلة بين السياحة الداخلية وتمكين المرأة السعودية، من خلال استعراض واقع السياحة في المملكة، وتحليل دور المرأة في هذا القطاع، مع التطرق للتحديات التي تواجهها، والفرص التي أتيحت لها، والجهود المبذولة من الجهات الحكومية والخاصة لتهيئة بيئة عمل محفزة وآمنة للنساء. كما يتناول التقرير الأثر الاجتماعي والاقتصادي لمشاركة المرأة في السياحة، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في صناعة المستقبل، وركيزة من ركائز التنمية المستدامة في المملكة. واقع وطموح تعد السياحة الداخلية أحد أبرز المحاور التي ركزت عليها المملكة ضمن رؤيتها المستقبلية حيث تسعى الدولة إلى تحويل المملكة إلى وجهة سياحية عالمية مع الحفاظ على خصوصية المجتمع وتعزيز الثقافة المحلية وتأتي السياحة الداخلية في مقدمة هذه الجهود لما لها من دور في تحريك الاقتصاد المحلي وتنشيط الخدمات وزيادة الوعي بثقافة الوطن ومناطقه المتنوعة، وتشهد المملكة تنوعًا جغرافيًا ومناخيًا فريدًا يجعل من كل منطقة وجهة مميزة بحد ذاتها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب توجد مناطق تمتاز بجمال طبيعي وتراث حضاري مثل العلا والطائف وأبها ونيوم وجدة والدرعية وغيرها وتحرص الدولة على تطوير هذه الوجهات بما يشمل البنية التحتية والمرافق والخدمات السياحية والفندقية، وقد أطلقت وزارة السياحة عدة مبادرات لتشجيع المواطنين والمقيمين على اكتشاف المملكة من الداخل من خلال مواسم السعودية والفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية التي تسهم في جذب الزوار على مدار العام كما تدعم الدولة الشراكة مع القطاع الخاص لخلق فرص استثمارية في المجالات السياحية بما يعزز من جودة التجربة المقدمة للسائح، ارتفع عدد السياح المحليين في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ما يدل على تزايد الوعي بأهمية السياحة الداخلية وتطور الخيارات المتاحة وتنوعها كما ساهمت الحملات الإعلامية والمبادرات الترويجية في تغيير الصورة النمطية عن السياحة داخل المملكة وتحفيز الناس على استكشاف الكنوز الطبيعية والتاريخية التي تزخر بها البلاد، وفي ظل هذا التطور بات من المهم الاستثمار في الكفاءات الوطنية للعمل في القطاع السياحي وخاصة من فئة الشباب والنساء حيث يشكلون عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف هذا القطاع الحيوي ويعد تمكين المرأة في هذا السياق جزءًا لا يتجزأ من تطوير السياحة الداخلية كونه يعزز من استدامتها وارتباطها بالهوية المحلية والمجتمع. المرأة والسياحة رغم ما تحقق من خطوات متقدمة في تمكين المرأة السعودية داخل قطاع السياحة إلا أن الطريق لا يخلو من التحديات التي ما زالت تؤثر على مشاركتها الكاملة والفعالة في هذا المجال الحيوي وتتنوع هذه التحديات بين اجتماعية ومهنية وتنظيمية وهي تحديات لا تعكس ضعف المرأة بل تكشف الحاجة إلى مواصلة التطوير والدعم، من أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة في القطاع السياحي هي محدودية الفرص في بعض المناطق والمحافظات خاصة تلك التي لم تصلها بعد برامج التدريب والتأهيل بالإضافة إلى طبيعة بعض الوظائف السياحية التي تتطلب تنقلًا ميدانيًا مستمرًا أو العمل في أوقات غير اعتيادية وهو ما قد يشكل عائقًا اجتماعيًا أو أسريًا لدى البعض، كما أن بعض التخصصات السياحية لا تزال تفتقر إلى كوادر نسائية مؤهلة نتيجة قلة البرامج الأكاديمية أو التدريبية المخصصة للنساء في هذا المجال في الماضي وهو ما أدى إلى فجوة بين الطموح والواقع على مستوى المهارات الفنية والقيادية واللغوية المطلوبة في قطاع يتعامل مع جمهور واسع ومتنوع، تواجه المرأة أيضًا تحديات نفسية واجتماعية تتعلق بنظرة المجتمع لمجالات معينة في السياحة كأن تعمل في استقبال الفنادق أو تنظيم الرحلات أو الإرشاد السياحي في مواقع تاريخية وهو ما بدأ يتغير تدريجيًا مع كثرة النماذج الناجحة وازدياد الوعي المجتمعي بأهمية هذا الدور، وقد لا تكون الأنظمة واللوائح واضحة دائمًا بشأن خصوصية بيئة العمل المناسبة للنساء خاصة في الفعاليات المفتوحة أو المناطق السياحية الريفية وهو ما يتطلب من الجهات المعنية العمل على تطوير أنظمة تراعي احتياجات المرأة وتوفر بيئة آمنة وعادلة ومحفزة للنمو والتقدم المهني، وعلى الرغم من هذه التحديات إلا أن الإرادة السياسية والدعم المؤسسي والرغبة الحقيقية لدى النساء أنفسهن في اقتحام هذا المجال كفيلة بإحداث تغيير عميق ومستدام يعزز من مكانة المرأة السعودية ويؤهلها لتكون عنصرًا رائدًا في المشهد السياحي المحلي والدولي. أثر المشاركة لم تعد مشاركة المرأة في القطاع السياحي مجرد خطوة رمزية بل أصبحت ذات أثر حقيقي وملموس على المستويين الاجتماعي والاقتصادي حيث تسهم المرأة من خلال وجودها في هذا المجال في خلق نماذج جديدة تلهم الأجيال وتكسر الصور النمطية وتفتح آفاقًا أوسع للتمكين والابتكار، من الناحية الاقتصادية ساهمت مشاركة المرأة في رفع نسبة التوطين داخل منشآت السياحة والفندقة كما زادت من عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل نساء والتي تقدم منتجات وخدمات ذات طابع محلي أصيل يعكس الهوية والثقافة السعودية وقد أدى ذلك إلى تحفيز الاقتصاد المحلي في كثير من المناطق وإيجاد فرص دخل جديدة للعائلات، أما اجتماعيًا فقد أدى دخول المرأة لهذا القطاع إلى تعزيز حضورها في الفضاء العام والمجال المهني بصورة إيجابية حيث أصبحت شريكة في تشكيل الصورة الحديثة للمجتمع السعودي وساهمت في دعم توجه المملكة نحو الانفتاح الثقافي والانخراط في التجربة السياحية العالمية دون التخلي عن قيم المجتمع وتقاليده، كما أن وجود المرأة في أماكن عمل سياحية جعل من بيئة العمل أكثر تنوعًا وتفاهمًا وساعد على تحسين تجربة الزوار من مختلف الخلفيات خاصة السياح القادمين من مجتمعات تقدر المشاركة النسائية ويرون فيها عنصرًا للثقة والاحترافية، هذا التأثير لا يقتصر على المرأة وحدها بل يمتد إلى أسرتها ومحيطها حيث تشكل المرأة العاملة في السياحة قدوة لبنات جيلها وتساهم في تغيير نظرة المجتمع نحو طبيعة العمل وفرص النجاح وتؤكد أن التنمية لا تكتمل إلا بشراكة الجميع رجالًا ونساء. قصص نجاح برزت في السنوات الأخيرة نماذج نسائية سعودية حققت نجاحًا لافتًا في قطاع السياحة وقدمن صورة مشرّفة عن قدرة المرأة على الإبداع والتميز في هذا المجال حيث استطاعت كثير من السيدات أن يتجاوزن التحديات ويثبتن أنفسهن في مهن لم تكن متاحة لهن من قبل، من بين هذه النماذج مرشدات سياحيات حاصلات على رخص رسمية يقمن بجولات تعريفية للمواقع التاريخية والأثرية بثقة ومعرفة وقدرة على التواصل مع الزوار من مختلف الجنسيات وكذلك سيدات أطلقن مشاريع صغيرة مثل نُزل تراثية في القرى الجبلية أو مطاعم عائلية تقدم الأكلات الشعبية بروح الضيافة السعودية، كما برزت رائدات أعمال أسسن وكالات سفر إلكترونية أو نظمن رحلات وتجارب سياحية محلية تركز على الثقافة والهوية والتراث ومنهن من حصلت على جوائز أو تكريمات داخل المملكة وخارجها تقديرًا لدورهن في تعزيز السياحة المستدامة وتمثيل المرأة السعودية بصورة ملهمة، هذه القصص الواقعية لا تعكس فقط النجاح الفردي بل تؤكد أن الفرصة متاحة لكل امرأة تملك الطموح والإرادة والرغبة في خوض تجربة العمل السياحي بكل ما فيه من تحديات ومتعة. التمكين الرقمي ساهم التحول الرقمي في فتح آفاق واسعة للمرأة السعودية في القطاع السياحي حيث لم يعد التمكين مرتبطًا بالحضور الميداني فقط بل أصبح متاحًا عبر الإنترنت والتطبيقات والمنصات الإلكترونية التي سهلت الوصول إلى الوظائف والخدمات والفرص، أصبح بإمكان المرأة أن تدير أعمالها السياحية من المنزل سواء عبر إدارة حجوزات لنُزل أو تنظيم رحلات إلكترونية أو بيع منتجات تراثية أو حتى إنشاء محتوى ترويجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الفيديو مما يمنحها مرونة في العمل وتحكمًا في وقتها، كما سهلت الدورات التدريبية الإلكترونية المعتمدة على منصات مثل دروب ومنشآت وغيرها الوصول إلى المعرفة المهنية السياحية دون الحاجة إلى التنقل أو مغادرة المدينة وهو ما ساعد في تأهيل النساء من مختلف مناطق المملكة وليس فقط في المدن الكبرى، التمكين الرقمي أتاح للمرأة السعودية أن تكون جزءًا من السياحة الحديثة التي تعتمد على التقنية والابتكار مما عزز من قدرتها على المنافسة وتقديم خدمات بجودة عالمي. السياحة والثقافة تُعد السياحة الثقافية من أهم أنواع السياحة التي تعكس هوية المجتمع وقد برز دور المرأة السعودية بشكل لافت في حفظ التراث والموروث المحلي من خلال المشاركة في الفعاليات التي تعنى بالحرف اليدوية والأزياء التقليدية والفنون الشعبية، في كثير من المهرجانات والمواسم الثقافية نشاهد نساء سعوديات يعرضن منتجاتهن من الخوص والسدو والنقش والرسم والأزياء التراثية ويقدمن هذه العناصر بأسلوب عصري يجذب الزوار ويحافظ في الوقت نفسه على أصل الحرفة وروحها، المرأة أيضًا تلعب دورًا مهمًا في نقل القصص المحلية والعادات والتقاليد من خلال الفعاليات والعروض والبرامج المخصصة للأطفال والعائلات مما يجعلها عنصرًا محوريًا في التجربة السياحية التي تهدف إلى إيصال الثقافة المحلية للسائح بطريقة مباشرة وإنسانية، يعتبر الحفاظ على الثقافة من خلال السياحة ليس مجرد عمل بل هو رسالة تؤديها المرأة السعودية بكل فخر واعتزاز. الإعلام وصورة المرأة أسهم الإعلام السعودي بمختلف وسائله التقليدية والرقمية في دعم صورة المرأة العاملة في السياحة وتعزيز حضورها كمثال للمرأة الطموحة والمبدعة التي تشارك في بناء وطنها وتخدم مجتمعها من خلال العمل، ظهرت العديد من القصص والتقارير التي سلطت الضوء على سيدات سعوديات يعملن في الإرشاد السياحي أو تنظيم الفعاليات أو تشغيل المنشآت السياحية وهو ما ساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى طبيعة هذه الوظائف وإبرازها كمجالات راقية ومؤثرة، وسائل التواصل الاجتماعي بدورها ساعدت النساء على تقديم أنفسهن للجمهور مباشرة من خلال نشر تجاربهن أو عرض مشاريعهن أو تقديم محتوى سياحي تعريفي يثري المتابعين ويحفزهم على زيارة وجهات جديدة داخل المملكة، هذا الدور الإعلامي له أثر كبير في بناء الثقة لدى الفتيات الصغيرات وتشجيعهن على دخول هذا المجال كما يسهم في تعزيز مكانة المرأة السعودية في الوعي الجمعي المحلي والدولي. توصيات مستقبلية رغم ما تحقق من إنجازات إلا أن مواصلة تمكين المرأة في السياحة يتطلب خطوات إضافية تضمن استدامة هذه المشاركة وتوسع نطاقها لتشمل جميع فئات المجتمع ومناطق المملكة، من أبرز التوصيات ضرورة زيادة عدد البرامج التدريبية المتخصصة في المناطق النائية والصغيرة لتأهيل نساء هذه المناطق للعمل في الوجهات السياحية المحلية وكذلك توفير منصات دعم مالي ومشورة للمشاريع النسائية الناشئة، من المهم أيضًا توفير أنظمة حماية وتنظيم واضحة تضمن بيئة عمل آمنة ومحفزة للمرأة في جميع مجالات السياحة بما فيها الفعاليات المفتوحة والعمل الميداني والسفر الداخلي، كما يُستحسن إطلاق حملات توعوية لتشجيع المجتمع على دعم المرأة العاملة في السياحة وتقدير جهودها بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات التعليمية لفتح تخصصات سياحية جامعية وفنية موجهة للنساء، بمثل هذه التوصيات تستمر رحلة التمكين بثبات ويُبنى جيل جديد من السعوديات يصنعن الفرق في قلب التجربة السياحية الوطني، و لضمان استمرارية نمو وتمكين المرأة في القطاع السياحي ينبغي أيضًا التركيز على تطوير مهارات القيادة والإدارة بين النساء عبر برامج متخصصة تمكنهن من شغل مناصب إشرافية واستراتيجية داخل المؤسسات السياحية كما يجب تعزيز دور الكفاءات النسائية في الابتكار والتسويق السياحي باستخدام أدوات حديثة وتقنيات رقمية متطورة، من المهم كذلك تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوفير فرص تدريب عملية وميدانية تتيح للنساء اكتساب خبرات واقعية تُعدهن لمتطلبات سوق العمل المتغيرة بسرعة إلى جانب خلق شبكة دعم نسائية تعمل على تبادل الخبرات والتوجيه المهني مما يزيد من فرص النجاح والاستدامة، توسيع دائرة التمكين لتشمل المرأة في القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل النقل والضيافة والفنون التشكيلية والتصميم الداخلي يعزز من التكامل ويخلق فرص عمل متنوعة تناسب مختلف المهارات والاهتمامات، الاهتمام أيضًا بتوفير بيئة عمل مرنة تراعي ظروف النساء خاصة المتزوجات والأمهات سيؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي وتحسين الإنتاجية وهذا يتطلب سياسات واضحة في المؤسسات تنظم ساعات العمل وتوفير تسهيلات مثل الحضانة داخل أماكن العمل أو دعم التنقل، بهذه الخطوات المتكاملة يمكن تحقيق نهضة حقيقية ومستدامة تمكّن المرأة السعودية في قطاع السياحة وتفتح آفاقًا أوسع لتطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة في المنطقة. تمثل مشاركة المرأة السعودية في قطاع السياحة أكثر من مجرد انخراط مهني بل هي قصة تحول اجتماعي وثقافي واقتصادي يعكس ما تسعى إليه المملكة من خلال رؤيتها الطموحة لمستقبل مزدهر وشامل إذ أصبحت المرأة عنصرًا فاعلًا في صناعة السياحة بما تملكه من قدرات وخبرات وطموح متجدد، لقد أثبتت التجربة أن تمكين المرأة داخل هذا القطاع يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات السياحية وتعزيز الطابع المحلي للتجربة المقدمة وإثراء محتوى السياحة الوطنية بعناصر إنسانية وثقافية تنبع من قلب المجتمع السعودي، ومع استمرار الدعم المؤسسي وتزايد الفرص أمام النساء في مختلف مناطق المملكة تتعزز ثقة المرأة بنفسها وتزداد قدرتها على الإبداع والمنافسة والمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، إن تطوير السياحة الداخلية وتمكين المرأة ليسا مسارين منفصلين بل طريق واحد تتقدم فيه المملكة بثقة نحو مستقبل يشارك فيه الجميع ويحتفي بالهوية ويحتضن التغيير.

SRMG Labs تحصد جائزتين مرموقتين ذهبية وفضية في مهرجان كان ليونز عن حملة The Second Release التي تكرّم الأيقونة السعودية عتاب
SRMG Labs تحصد جائزتين مرموقتين ذهبية وفضية في مهرجان كان ليونز عن حملة The Second Release التي تكرّم الأيقونة السعودية عتاب

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

SRMG Labs تحصد جائزتين مرموقتين ذهبية وفضية في مهرجان كان ليونز عن حملة The Second Release التي تكرّم الأيقونة السعودية عتاب

حصدت SRMG Labs جائزتين ذهبية وفضية ضمن فعاليات مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع ، الذي يعد أكبر وأهم مهرجان عالمي يحتفي بالتميّز في الاتصالات الإبداعية. جاءت الجائزتان ضمن فئة الصوت والراديو عن حملة "ذا سكند ريليس" The Second Release، التي نفّذتها SRMG Labs لصالح "بيلبورد عربية"، أعادت من خلالها إحياء إرث أول مطربة سعودية، الفنانة الكبيرة الراحلة عتاب. وتُسلّط هذه الجوائز الضوء على أكثر الأعمال الإبداعية تميّزاً، حيث أن أقل من 1 % من المشاركات فقط تنال الجائزة الذهبية، ما يجسد مكانة SRMG Labs في المشهد الإبداعي العالمي. وكانت الحملة التي نالت سابقًا جائزة التأثير الثقافي من وزارة الثقافة السعودية، قد تم إطلاقها بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي 2024. حيث استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحياء شخصية عتاب بنسخة عصرية تحاكي بصوتها وصورتها الأجيال الجديدة، دون دون المساس بإرثها الفني الأصيل. وركزت الحملة على توزيع جديد لأغنيتها المحبوبة "يا سعودي يا سعودي"، وصياغة مستحدثة لصورة "سمراء الأغنية العربية"، لتُبرزها كمُلهمة فنية ورمز للإرث الثقافي وتمكين المرأة في المملكة. من الفيديو الموسيقي بأسلوب معاصر إلى الأزياء الحضرية والإعلانات الخارجية والحملات الرقمية، وقد حققت الحملة نجاحات كبيرا في المزج بين الأصالة والابتكار، وكسبت تفاعلاً واسعاً في المملكة وخارجها. الجائزة الذهبية في مهرجان كان ليونز محطة فارقة لـ SRMG Labs وعن جوائز مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع، قالت جمانا الراشد ، الرئيس التنفيذي لـ:SRMG "تشكّل هذه الجائزة الذهبية في مهرجان كان ليونز محطة فارقة لـ SRMG Labs ولصوت الإبداع في منطقتنا. في أقل من عامين، أصبحت Labs من أبرز الوكالات الإبداعية في السعودية. ونيل هذا التقدير النادر يعكس جودة أعمالنا، وموهبة فريقنا، والتزام SRMG بإعادة رسم ملامح المشهد الإبداعي عالميًا."." من جهته، قال فادي المروّة، الرئيس الإبداعي التنفيذي في SRMG ومدير عام SRMG Labs: "مع عتاب، لم نكن نروي قصة فحسب، بل أعدنا تشكيل السردية. كان الهدف من إحياء إرثها باستخدام أدوات العصر هو تكريم الماضي، وتمكين الحاضر، وإلهام المستقبل. وأنا فخور بفريقنا الذي قدم عملاً متميزا ومحترماً وعميق التأثير ثقافياً – وفخور بأن أحد أهم المحافل الإبداعية في العالم قد احتفى به." ويأتي هذا التقدير العالمي في وقت تشهد فيه الصناعات الإبداعية والثقافية في السعودية تحولات متسارعة، وجهود حثيثه في الاهتمام بالإرث الفني والثقافي بالسعودية. وتُجسد عودة عتاب إلى الواجهة لحظة ثقافية فارقة؛ رسالة قوية عن نساء مهّدن الطريق، وإمكانات جيل جديد من المبدعات. واستطاعت الحملة أن تعبر هذه اللحظة بذكاء، ممزوجة بالابتكار والصدق، لتربط الأجيال من خلال الموسيقى. تابعوا المزيد: SRMG Labs من أكثر وكالات حصدًا للجوائز ويعد هذا الفوز بالجوائز الرفيعة محطة بارزة جديدة لـ SRMG Labs، ويثبت مكانتها كواحدة من أكثر وكالات الإبداع حصداً للجوائز في المنطقة. فمنذ تأسيسها عام 2022، قدّمت الوكالة أعمالاً مبتكرة تمزج بين التكنولوجيا والسرد القصصي والبعد الثقافي، ونالت جوائز من مهرجانات دولية مرموقة مثل كان ليونز، وDubai Lynx، وLIA، إلى جانب تكريم محلي من وزارة الثقافة السعودية. كما تعكس الحملة رؤية Billboard Arabia في إحياء التراث الموسيقي العربي، وتسليط الضوء على الأصوات الراحلة، وربط الأجيال الجديدة برموز ثقافية شكّلت ملامح الصوت العربي.

الكاتبة العراقية باهرة عبد اللطيف: بهجتي الحقيقية أن أحيا يوماً آخر برفقة من أحبهم
الكاتبة العراقية باهرة عبد اللطيف: بهجتي الحقيقية أن أحيا يوماً آخر برفقة من أحبهم

الشرق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق السعودية

الكاتبة العراقية باهرة عبد اللطيف: بهجتي الحقيقية أن أحيا يوماً آخر برفقة من أحبهم

في ديوانها الجديد "نساء على باب القصيدة"، الصادر عن منشورات البادية في العراق (2024)، تضع الشاعرة العراقية المقيمة في إسبانيا باهرة عبد اللطيف، النساء في صدارة القصيدة، وتواصل عبر الشعر والترجمة والبحث، تقديم خطاب إنساني حساس، وأنوثة ممزقة بالذاكرة والمنفى. الشاعرة هي مترجمة وساردة وأكاديمية من مواليد بغداد 1957، تقيم في إسبانيا منذ 30 سنة، وتعدّ من أبرز الأصوات الثقافية العراقية في المنفى. ترجمت عشرات الأعمال من الإسبانية إلى العربية، وتخصّصت أكاديمياً في أدب بورخيس والدراسات النسوية. تتمركز قصائد الشاعرة حول المرأة، لا كرمز، بل كوجود حيّ مثقل بالعنف والتهميش في الوطن والشتات. فيما يحضر الموت كثيمة موازية للإنسان المسحوق، لا سيما في جغرافيات الألم الممتد من العراق إلى فلسطين وغيرها. تصف عبد اللطيف قصائد هذا الديوان بأنها مرايا لنساء مررن في حياتها، أخوات وصديقات ومناضلات، وجدت الشاعرة نفسها موزعة بينهن، وكأنها تكتب سيرتها الذاتية المتشظّية من خلالهن. "الشرق" حاورت الشاعرة العراقية حول ديوانها وعلاقتها بالترجمة، ونشاطها الثقافي في إسبانيا. بعد إصدارك الأخير "نساء على باب القصيدة" هل ما تزالين تشعرين ببهجة الكاتب تجاه جديده، أم أن هذه البهجة تتلاشى مع تعدد الإصدارات؟ أصبحت البهجة، في خضم ما نعيشه من أحزان عامة، لحظة خاطفة لا تدوم. ما أشعر به بعد صدور كتاب جديد ليس بهجة بل شيء من الرضا والتخفّف، كأني أزيح عن كاهلي عبء مخطوطات، تراكمت في حاسوبي بين الترجمة والكتابة. لا يشغلني عدد الكتب ولا أسعى للترويج لما أكتب، بل لا أعود وأتصفح كتبي، خشية أن أجد فيها ما لا يرضيني. ليس هذا زهداً فحسب، بل إحساس عميق بالزوال، كما عبّر عنه الشاعر سامي مهدي في ديوانه "الزوال"، وهو أحد الكتب القليلة التي رافقتني حين غادرت العراق. ربما لهذا الشعور صلة بحقيقة أني مثل الكثير من العراقيين، نجوت من الموت أكثر من مرّة. لذا فكل ما أكتبه هو هدية من الحياة، وأسمى البهجات أن أعيش يوماً آخر برفقة من أحب. الديوان يستند إلى ثيمة النساء، كيف يعكس مضمون المجموعة الشعرية ذلك؟ "نساء على باب القصيدة" مجموعة نصوص شعرية كتبتها على مدى أعوام، حول تفاصيل وأحاسيس نساء قريبات من روحي وعقلي، تجمعني بهن مشتركات قيمية كثيرة. لذا صدّرت الكتاب بجملة "إلى مرايا الروح: شقيقاتي وصديقاتي"، وأهديتها إليهن، وإليّ إيضاً لأني خصّصت الجزء الأخير منها لنفسي، في محاولة لرصد صوتي الداخلي وأصوات الآخرين. تحدثت عن الأم والأخت، وعن صديقة الطفولة، وعن نساء مغدورات لا أعرفهن لكني أتعاطف وأتماهى معهن بوصفهن ضحايا لشتى أنواع العنف: السياسي والاجتماعي والاقتصادي. كتبت عن نساء استثنائيات وأخريات مجهولات استحققن مني وقفة، بضمنهن المومس أيضاً، فهي تستحق التعاطف معها لأنها ضحية الجميع. تقيمين في إسبانيا منذ 30 عاماً وتنشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، هل انعكست تجربتك الشخصية على شِعرك؟ منذ يفاعتي وأنا منحازة للنساء، لإيماني العميق بأنهن الفئة الأكثر تهميشاً في مجتمعاتنا العربية. وحين انتقلت إلى إسبانيا، وجدت في تجربة النساء الإسبانيات مدرسة حقيقية للنضال؛ فقد خضن مسيرة طويلة وصعبة لنيل حقوقهن، في ظل إرث ثقيل من التقاليد الذكورية، والسلطة الكنسية التي مارست القمع باسم المقدس، إلى جانب إرث سياسي قمعي دام أربعين عاماً في ظل حكم الديكتاتور فرانكو. حتى أبسط الحقوق، كفتح حساب بنكي، كانت تتطلب في سبعينيات القرن الماضي موافقة وليّ الأمر. انخرطت في جمعيات نسوية عدّة، وتعرّفت إلى مختلف التيارات من المتطرفات إلى المعتدلات، من العلمانيات إلى المؤمنات، وفهمت منهن شكلاً من أشكال النضال. لم أتبع أي نهج جاهز، بل سعيت إلى ما ينسجم مع قناعاتي وجذوري الثقافية: المساواة القائمة على الاعتراف بالاختلاف الطبيعي بين الجنسين، لا تفوّق أحدهما، بل تكاملهما. بهذه الرؤية كتبت نثراً وشعراً، وألقيت عشرات المحاضرات، خصوصاً عن واقع النساء العربيات والمسلمات في الغرب، واللاتي يعشن في كثير من الأحيان وضعاً معقداً كضحايا للعنصرية والإسلاموفوبيا من جهة، وللذكورية المتأصلة من جهة أخرى، وهي آفة لا ينجو منها الغرب أيضاً. ما هو تأثير تخصّصك في الأدب الإسباني ومزاولتك الترجمة على تجربتك الإبداعية في الكتابة؟ درست الأدبين الإسباني والأميركي اللاتيني، ودرّستهما في العراق وإسبانيا، كما درست الترجمة التحريرية والفورية، ودرّستهما لسنوات طويلة في الجامعات الإسبانية. الترجمة بالنسبة لي ليست مهنة فحسب، بل عالم فسيح، معقّد، ومتشابك، مليء بالمفاجآت، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بترجمة الأعمال الأدبية؛ فقد منحتني هذه التجربة جوائز أسعدتني وأشعرتني بمسؤولية الكلمة. أما الترجمة الفورية، فعملت بها لثلاثة عقود في أرفع المحافل والهيئات السياسية والإقتصادية والثقافية، وحصيلتي منها تجربة عميقة دوّنت بعضاً منها لنشره، والباقي أحتفظ به، لأنه يتعلق بترجمة لشخصيات مؤثرة في المسرحين السياسيين العربي والدولي. أثّرت الترجمة الأدبية في أسلوبي الكتابي تأثيراً مباشراً، إذ فتحت لي أبواباً على أساليب تعبيرية جديدة من خلال الإسبانية والإنجليزية، فضلاً عن لغات أقرأ بها ولا أترجم عنها. أما الترجمة الفورية فقد كشفت لي خفايا كثيرة أفادتني في فهم العالم وكيف يدار في مستوياته العليا، ومنحتني صبراً واحتمالاً أعجب من نفسي كيف أطقته، لكني لن أجحد فضل الترجمة الفورية التي صقلت لغتي وعودتني على سرعة التفكير والتعبير. وساعدني الأدب الإسباني والأميركي اللاتيني، بما فيه من تنوّع وغنى، على تطوير أدواتي الإبداعية وتعزيز متعتي الروحية، شعرياً وسردياً. أما عن الأدبين الإسباني والأميركي اللاتيني، فقد عادا علي بالنفع الكبير على مستوى المتعة الروحية أولاً، وساعداني على إثراء خزيني من الأفكار والرؤى والأساليب التعبيرية والفنية لأدبين من أثرى الآداب العالمية، شعراً وسرداً. وكذلك قراءة الشعر بعدة لغات وسّع رؤيتي للعالم وللإنسانية، وأضاف الكثير إلى أدواتي الفنية في الشعر والقص. وربما أهم ما تعلمته وأكرره على الدوام، هو الاختزال في اللغة، وأهمية الفكرة التي من أجلها خُلقت اللغة، وقد تعلمته من معايشتي أدب بورخس لعشرات السنين، وقراءة أعماله كلها وعشرات الكتب والدراسات عن أدبه. كيف تنظرين إلى العلاقة بين الترجمة والإبداع الأدبي، وخصوصاً بالنسبة للمترجمين الذين هم أيضاً شعراء؟ الترجمة في جوهرها، شكل من أشكال الإبداع الأدبي، ومهمة شاقّة تتضاعف صعوبتها حين تكون ترجمةً للشعر. فهي لا تقتصر على نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل تسعى إلى إعادة خلق النص شعرياً، محافظة على صوره واستعاراته ورموزه وإيقاعه الداخلي، لتقدّمه في اللغة الهدف بكل حمولاته الجمالية. هي كتابة موازية بلغة أخرى، لكنها مشبعة بحساسية الشاعر الأصلي ومشاعره. فهل ثمّة ما هو أعقد من هذا التمرين الإبداعي المزدوج؟ وتزداد العلاقة بين المترجم الشاعر والنص الأجنبي تعقيداً، لأنها تنطوي على بُعدين متداخلين، إيجابي وسلبي. في جانبها الإيجابي، تفتح الترجمة أمام الشاعر آفاقاً جديدة، وتتيح له الاحتكاك بأساليب وصور وفضاءات مغايرة، تُغني قاموسه الشعري وتعمّق مشاعره الإنسانية. ولنا في تجربة الراحل جبرا إبراهيم جبرا مثال جليّ، فقد نقل إلى العربية شعر إليوت وبليك وباوند وأودن، وأسهم في إشاعة الذائقة الحداثية في المشهدين الثقافيَين العراقي والعربي. أما الجانب السلبي، فيبرز حين يذوب صوت المترجم الشاعر في صوت الشاعر الأجنبي، أو بالعكس، حين تُطمس هوية الشاعر الأصل وتُفرض عليه بصمة المترجم، فتضيع المسافة بين الصوتين، وتختلّ معادلة الترجمة بوصفها جسراً لا مرآة. بصفتكِ رئيسة مجلس أمناء المنتدى العالمي للغة العربية (FOMLAR) في إسبانيا، كيف تقيّمين تأثير الثقافة العربية وهل هناك تبادل ثقافي ملموس بين اللغتين؟ تأثير اللغة والثقافة العربية في اللغة والأدب الإسباني، وحتى في بعض مظاهر الحياة الاجتماعية، كبير وواضح، ولا ينكره سوى قلّة من الإسبان ممن تحجّروا عند مرحلة تاريخية ماضية. والمهم هو وجود حركة استعراب إسبانية جادّة منذ القرن الثامن عشر وحتى اليوم، باتت معالمها مميّزة في عالمي الاستعراب والاستشراق العالميين. عملنا التطوّعي في المنتدى العالمي للغة العربية -أسّسته في إسبانيا– يطمح لأن يكون جسراً ثقافياً بين المثقفين والأكاديميين العرب من جهة، وبين نظرائهم من المستعربين والمستشرقين الإسبان والغربيين والهنود والأفارقة من جهة أخرى. المنابر العربية قليلة في إسبانيا، ومنتدانا يضمّ نحو 400 عضو من القامات الأكاديمية والثقافية من العرب والأجانب، ويسعى ليكون همزة وصل بين الجميع. ما زلنا في البداية، ولدينا أفكار ومشروعات كثيرة نسعى لتنفيذها بتأنٍ، وقمنا بأنشطة مهمة، وبات للمنتدى حضور ملموس من خلال تنظيم الندوات والمشاركة في المؤتمرات. كما أننا حالياً نهيّئ سلسلة من الكتب لإصدارها عن المنتدى. لدينا موقع ثقافي إلكتروني على الإنترنت "فوملار"، وقناة على اليوتيوب، ونحرص على أن تكون أنشطتنا نوعية، سواء على مستوى المحاضرين من أعضاء المنتدى، أم بالنسبة للموضوعات المطروحة. كما نعقد اتفاقيات شراكة مع الهيئات الأكاديمية والثقافية للاستفادة من الأعضاء في مشروعات التأليف والترجمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store