
فهيد آل دمنان.. نجومية تحصد «النخلة الذهبية»
تابعوا عكاظ على
في فضاء السينما السعودية التي تشهد نهضة نوعية في السنوات الأخيرة، يبرز اسم الممثل فهيد آل دمنان اليامي واحدًا من ألمع الوجوه الشابة التي استطاعت أن تفرض نفسها من خلال أدوار مؤثرة تحمل بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا. جاء تتويجه بجائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان الأفلام السعودية لعام 2025 ليؤكد مكانته، وذلك عن أدائه العميق في فيلم «سوار»، الذي أعاد إحياء واحدة من أغرب وأصعب القصص الواقعية التي عرفها المجتمع السعودي الحديث.
⸻
بداية القصة: خطأ في غرفة الولادة
في عام 2003، شهد مستشفى الملك خالد في نجران حادثة لا تُنسى. طفلان حديثا الولادة- أحدهما سعودي يُدعى يعقوب، والآخر تركي يُدعى علي- تم تبادلهما عن طريق الخطأ في قسم الولادة، لينشأ كل طفل في حضن عائلة ليست أسرته البيولوجية.
لم يشك أحد في الأمر طوال السنوات السبع. لكن، مع مرور الوقت، بدأت الأسرة التركية تلاحظ اختلاف ملامح الطفل يعقوب عن بقية أفراد العائلة. دفعهم ذلك إلى إجراء فحص للحمض النووي، الذي كانت نتيجته صادمة: الطفل الذي ربوه ليس ابنهم.
⸻
عودة إلى الحقيقة: سنوات من المحبة
أُثيرت القضية على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وتدخلت الجهات الرسمية لتقصي الحقائق. وبعد سلسلة من الفحوصات، تم التأكد من تبادل الطفلين. كانت لحظة إعادة كل طفل إلى أسرته البيولوجية مؤلمة ومليئة بالتوتر النفسي، إذ نشأ كل منهما متعلقًا بأشخاص يعتبرهم أهله، لكنه مجبر على التكيف مع واقع جديد تمامًا.
القصّة أثارت جدلًا اجتماعيًا وإنسانيًا، وتسببت في موجة من الأسى والتساؤل حول الثغرات الطبية والإجراءات في المستشفيات، لكنها أيضًا سلطت الضوء على عمق الروابط الإنسانية التي تتجاوز النَسَب.
⸻
«سوار»: فيلم مستوحى من الحكاية
بعد أكثر من 20 عامًا على الحادثة، جاء فيلم «سوار»؛ ليوثق هذه القصة بطابع درامي واقعي، مؤلم وصادق. تولى فهيد اليامي بطولة الفيلم، مجسدًا شخصية «يعقوب»، الطفل الذي كبر في أسرة غير أسرته، قبل أن يُعاد قسرًا إلى بيته الأصلي.
الفيلم لم يكن مجرد توثيق سردي للحادثة، بل غاص في أعماق الشخصيات، وركّز على مشاعر الطفلين الممزقة، ومعاناة الأمهات، وصراع الآباء بين القانون والعاطفة. العنوان «سوار» يشير إلى سوار التعريف الذي يُوضع في معصم المواليد في المستشفيات، الذي كان من المفترض أن يحميهم من الخطأ، لكنه هذه المرة كان نقطة البداية للمأساة.
⸻
أداء آل دمنان: تجسيد الصراع الداخلي
تميز أداء فهيد آل دمنان بعمق إنساني استثنائي. لعب شخصية «يعقوب» في مرحلته العمرية اللاحقة، إذ يظهر الفتى الممزق بين عائلتين، فاقدًا الثقة بكل ما حوله. لم يكن الدور سهلًا؛ فهو يتطلب قدرًا هائلًا من التعبير الصامت والانفعالات الداخلية، وهذا ما برع فيه اليامي، وأقنع لجنة تحكيم مهرجان الأفلام السعودية ليمنحوه جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل.
النجاح النقدي والجماهيري الذي حققه الفيلم وضعه في صدارة الأعمال السعودية لهذا العام، ورسّخ حضور فهيد في الساحة السينمائية ممثلًا قادراً على قيادة أعمال درامية معقدة.
⸻
ردود الفعل: الدهشة والتعاطف
لاقى الفيلم صدى كبيرًا في الأوساط الثقافية والاجتماعية، وانهالت التعليقات التي عبّرت عن مدى تأثر الجمهور بالقصة. العديد من النقاد اعتبروا «سوار» عملًا فنيًا رائدًا، يجمع بين الإبداع والإثارة، ويعكس قدرة السينما السعودية على طرح قضايا واقعية بجرأة وصدق.
كما دفع العمل إلى نقاش عام حول الإجراءات الطبية في المستشفيات، وحول الدعم النفسي للأطفال الذين يمرون بمثل هذه الأزمات، وهو ما عُدّ أحد إنجازات الفيلم خارج إطار الفن.
⸻
قصص الناس إلى الشاشة
من خلال «سوار»، لم يقدّم فهيد مجرد أداء تمثيلي ناجح، بل حمل رسالة إنسانية مؤثرة، وجعل من الفن أداة للوعي والطرح المجتمعي. وبين نجاحه في الفيلم وتتويجه بجائزة النخلة الذهبية، يثبت آل دمنان أن مستقبل السينما السعودية مليء بالأمل، وأن قصص الناس، حين تُروى بصدق، تجد طريقها إلى قلوب الجميع.
أخبار ذات صلة
فهد آل دمنان
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
رونالدو يتوّج بالحذاء الذهبي في الدوري السعودي
واصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو كتابة فصول المجد في الملاعب السعودية، بعدما تُوّج بجائزة «الحذاء الذهبي» أفضل هداف في «دوري روشن السعودي» لموسم 2024 - 2025، وذلك للموسم الثاني على التوالي، في تأكيد جديد على قدرته الاستثنائية على صناعة الفارق حتى في عقده الرابع من العمر. وقاد رونالدو فريق النصر لتحقيق المركز الثالث في جدول الترتيب، ونجح في تسجيل 25 هدفاً خلال الموسم، متفوقاً على أقرب منافسيه بفارق مريح، ليضيف جائزة فردية جديدة إلى سجله الحافل في الملاعب الأوروبية والآسيوية. وأعلن حساب «دوري روشن» عبر منصته الرسمية فوز قائد النصر بالجائزة، مرفقاً التتويج بمقاطع فيديو لأبرز لحظات رونالدو خلال الموسم، واصفاً إياه بـ«صاحب الحذاء الذهبي للموسم الثاني على التوالي». ورغم خيبة أمل الفريق في الصراع على اللقب، فإن رونالدو حافظ على مستوى ثابت وأداء تهديفي لافت، سجّل من خلاله في معظم المباريات الكبيرة، وكان عنصر الحسم في أكثر من مواجهة. وتجلّى تأثيره القيادي كذلك، حيث تولّى شارة القيادة في النصر طوال الموسم.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
متفوقاً على رونالدو.. كريم بنزيما أفضل لاعب في الدوري السعودي
فاز الفرنسي كريم بنزيما هداف الاتحاد، بجائزة أفضل لاعب في الدوري السعودي لموسم 2024-2025. تفوق كريم بنزيما في صراع الجائزة على كل من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف الدوري، وسالم الدوسري قائد الهلال وروجر إيبانيز المدافع المتألق مع الأهلي وكريستيان جوانكا نجم وسط الشباب. قاد بنزيما الاتحاد إلى التتويج بلقب دوري روشن للمرة العاشرة في تاريخه، مساهماً بـ30 هدفاً. وسجل بنزيما 21 هدفاً كثالث أفضل الهدافين خلف رونالدو (25) وإيفان توني مهاجم الأهلي (23)، ومتساوياً مع عبد الرزاق حمد الله مهاجم الشباب. يذكر أن عقد بنزيما مع العميد ينتهي في صيف 2026.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
الفيلم تحوّل لحقيقة.. انهيار سقف سينما خلال عرض «Final Destination»
تابعوا عكاظ على تحوّل العرض الأول لفيلم الرعب Final Destination: Bloodlines في مدينة لا بلاتا الأرجنتينية إلى حادثة فعلية داخل صالة السينما، حين انهار جزء من السقف فوق الحاضرين، مساء الأحد 19 مايو، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات بين الجمهور دون تسجيل أي حالات وفاة، وسط صدمة مرتادي السينما الذين لم يتوقعوا أن يتحول العرض إلى تجربة واقعية من الرعب. وقعت الحادثة داخل قاعة «سينما أوتشو» الواقعة في مدينة لا بلاتا، على بُعد نحو 60 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة بوينس آيرس، خلال العرض الأول للفيلم الذي كان ينتظره جمهور الأفلام المرعبة. ونقل موقع «إنفوباي» الأرجنتيني تفاصيل الحادثة، مشيراً إلى حالة من الهلع سادت بين الحاضرين عقب سقوط السقف. فياما فيلافيردي، إحدى الحاضرات في القاعة، تحدثت لوسائل الإعلام الأرجنتينية موضحة أنها قررت الذهاب إلى السينما بمناسبة عيد ميلادها، بشكل عفوي، برفقة ابنتها وصديقتها. وأشارت إلى أن سعر التذاكر المنخفض كان دافعاً إضافياً لحضور العرض. أخبار ذات صلة وأضافت: «في البداية، اعتقدت أن الصوت المرتفع الذي سمعته جزء من المؤثرات الصوتية الخاصة بالفيلم، لكن فجأة سقط جزء من السقف عليّ مباشرة». وأوضحت أنها تعرضت لإصابات شملت الكتف والظهر والركبة والكاحل، لكنها تفادت إصابة في الرأس بفضل ميلها نحو مسند الذراع عند لحظة الانهيار. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}