تحويل دار الشيخ سلامة الشياب إلى صرح ثقافي
مأدبا - أحمد الحراوي
بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، تم الإعلان عن تحويل دار المرحوم الشيخ سلامة بخيت الشياب العبادي في بلدة ماحص إلى "دار للحوار والثقافة والتاريخ"، لتصبح منارة ثقافية ووطنية تحفظ ذاكرة المكان وتكرّم إرث أحد أعلام البلدة.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها نجله الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت ، رحّب بالحضور الكريم، ورفع أصدق آيات المحبة والتقدير إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، بمناسبة عيد الاستقلال، مشيراً إلى أن تزامن هذا اللقاء مع ذكرى الاستقلال يُعدّ دافعاً إضافياً للاعتزاز والانتماء.
وقال الدكتور البخيت : "لقد قمنا بإعادة تأهيل دار والدي من جديد، ونسعد بمشاركتكم هذا اليوم في الإعلان عنها داراً للحوار والثقافة والتاريخ والفنون بكل أشكالها وأنماطها".
وسلط الدكتور محمد عدنان الضوء على محطات بارزة من سيرة والده الراحل، مشيراً إلى نشأته العلمية التي بدأت في المدرسة العثمانية بمدينة السلط، ثم تابع تحصيله في ماحص على يد الشيخ محمد مريش النابلسي، حيث أتقن العديد من المفردات التركية.
وتطرق إلى واحدة من أبرز المبادرات التي تبناها الشيخ سلامة، عندما قاد مفاوضات نيابة عن أصحاب بساتين قناة الطريم بعد أن اشترت شركة مصانع الإسمنت الأردنية نصف مياه القناة، مقابل إنشاء قناة جديدة بطول 425 متراً لضمان تدفق المياه، مما ساهم في حماية المنطقة من تفشي الذباب وضاعف الحصة المائية للبساتين. كما تضمّنت الاتفاقية إيصال الكهرباء إلى مسجد ماحص القديم (مسجد سيدنا إبراهيم)، ومنزل الإمام المرحوم الشيخ عبد الحميد ارشيدات، بالإضافة إلى بناء غرفة دراسية لتحويل مدرسة البنين من ابتدائية إلى إعدادية.
وأشار الدكتور البخيت إلى أن والده ترك وراءه إرثاً معرفياً مهماً من خلال مذكراته ودراساته حول العادات العشائرية مثل "العطوة" و"الجاهة"، بالإضافة إلى تدوينه لتاريخ العائلات التي وفدت إلى ماحص من فلسطين والسلط والشام في أواخر القرن التاسع عشر. كما تطرّق إلى دور ماحص كمحطة تقاطع طرق مهمة في البلقاء، مشيراً إلى أنها احتضنت أول مدرسة في المتصرفية، وكانت تُعقد فيها اجتماعات شيوخ البلدة للتشاور في شؤونها، وخاصة فيما يتعلق بالجوار وتنظيم زيارات مقام سيدنا الخضر من قبل المسيحيين، وتنسيق دفن موتى المناطق المجاورة في مقبرة الفقراء.
ولفت إلى أن من أولويات والده كانت التعليم وخاصة تعليم البنات، إيماناً منه بدور المرأة في بناء المستقبل. وذكر كيف كان المرحوم والده أول من أدخل الراديو إلى البلدة، حيث كان الأهالي يتجمعون في منزله للاستماع إلى نشرات الأخبار، ما أسهم في تعزيز وعيهم الوطني ومتابعتهم المستمرة للأحداث، بما في ذلك ما كانت تكتبه أقلام عربية مؤثرة مثل الكاتب إحسان عبد القدوس.
كما نوّه إلى أن بيتهم كان مقرّاً للمداولات بين وجهاء ماحص وشيوخ عشائر عباد خلال الانتخابات النيابية، ما يعكس مكانة الدار في العمل العام.
وختم الدكتور البخيت بالإشارة إلى مبادرة معالي المهندس يحيى الخطيب، وزير الأشغال في حكومة الشهيد وصفي التل، الذي ساهم في تعبيد طرق ماحص، وحرص محافظ البلقاء آنذاك المرحوم علي حسن عودة على إطلاق اسم "زحلة الأردن" على البلدة، لما تتمتع به من طبيعة خلابة.
واستشهد بحديث الرسول الكريم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، مؤكداً أن والده ترك صدقات جارية، وأسهم في بناء المدارس، وترك علماً ينتفع به.
وفي ختام كلمته، ترحّم على والديه وإخوته وأخواته، وقال:
"لا تكتمل هذه المناسبة دون أن ننحني إجلالاً لأرواح شهداء غزة، وفلسطين، ولبنان."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 43 دقائق
- الدستور
المومني تكرّم الطلبة الفائزين بمسابقة يوم العلم الأردني باللغة الإنجليزية
عين الباشا-ابتسام العطيات رعت مدير التربية والتعليم للواء عين الباشا الدكتورة أرجوانا المومني ، اليوم احتفالاً لتكريم الطلبة الفائزين بمسابقة يوم العلم الأردني باللغة الإنجليزية Flag Day Innovations والتي تهدف لتوعية الطلبة بدلالات العلم الاردني وتاريخه وتقديم ذلك على شكل بوستر باللغة الإنجليزية. وتزامن الاحتفال الذي أقامه قسم الإشراف التربوي بالمديرية مع احتفالات المملكة بذكرى عيد الاستقلال التاسع والسبعين العزيزة على قلوب الأردنيين جميعاً. وحضر الاحتفال رئيس قسم الإشراف التربوي الدكتورة نانسي الزبيدي ، والمشرفات التربويات القائمات على تنظيم وإدارة مسابقة يوم العلم الأردني، ومبادرة التكامل الافقي بين مبحثي الدراسات الاجتماعية واللغة الانجليزية ، مي الاخرس ، والمشرفة غالية الوريكات والمشرفة حنان العبادي . حيث أكدت المومني على أهمية مسابقة يوم العلم الاردني والمبادرة التربوية التكامل الافقي بين مبحثي الدراسات الاجتماعية واللغة الانجليزية . واشادت بالمبادرات والمسابقات التربوية والنوعية التي نفذها قسم الاشراف التربوي خلال هذا العام الدراسي مشيرة إلى أن الهدف منها ربط العلم بحياة الطلبة بحيث تكون خطوة نوعية نحو تعزيز الفهم الشمولي للمعارف وتوظيفها بفاعلية في حياة أبنائنا الطلبة. واشتمل الاحتفال على فقرات تعريفية بتاريخ المملكة الأردنية الهاشمية والاستقلال ومراحل تطورها وتقدمها ودور الهاشميين وحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه في بناء الاردن الحديث. واستعرض الطلبة في فقرات تثقيفية مراحل تطور العلم الأردني ودلالاته ومعانيه ورموزه ألوانه وتسلسله التاريخي من خلال مبادرة التكامل بين اللغة الانجليزية والدراسات الاجتماعية وأثرها على أبنائنا الطلبة. كما وقامت المومني بتكريم مديري ومديرات المدارس المشاركة والمعلمين والطلبة والطالبات المشاركين بالمسابقة وتوزيع الدروع التذكارية وشهادات التقدير عليهم . وعبرت عن شكرها وتقديرها لقسم الإشراف التربوي على المبادرات والمسابقات التربوية التي أطلقها خلال العام الدراسي الحالي ، والزملاء والزميلات المشرفين التربويين ولمديرة المدرسة المستضيفة للاحتفال رانيا سماوي وكادر المدرسة الإداري والتعليمي على جهودهم المقدرة في تنظيم الاحتفال.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
الحاجة ميران فتح الله خشمان في ذمة الله
عمون - انتقلت إلى رحمة الله تعالى زوجة العقيد المتقاعد ابراهيم سالم ابوسليم (الحاجة ميران فتح الله خشمان) ام محمد نور يشيع جثمانها الطاهر بعد صلاة الجمعة غدًا من مسجد النبي يوشع الى مقبرته وتقبل التعازي في ديوان عشيرة الجزازي لمدة يومين للرجال والنساء في منزل زوجها الكائن في البحيرة.


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
الذبح في عيد الأضحى….دليل للاتباع الصحيح وفق الشريعة
صراحة نيوز ـ يُعد ذبح الأضاحي من أبرز شعائر عيد الأضحى المبارك، وهو سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، تهدف إلى التقرب إلى الله وإحياء سنة إبراهيم عليه السلام، وهي عبادة تتطلب التزامًا بأحكام الشريعة في وقتها وكيفيتها. ويبدأ وقت الذبح بعد أداء صلاة عيد الأضحى مباشرة، ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق (رابع أيام العيد)، أي من 10 إلى 13 ذو الحجة. ولا يُجزئ الذبح قبل صلاة العيد، كما جاء في الحديث النبوي: 'من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، وليس من النسك في شيء.' (رواه البخاري ومسلم). ويشترط في الأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام: الإبل، البقر، الغنم (ضأن أو ماعز)، وأن تكون قد بلغت السن المعتبر شرعًا: 6 أشهر للضأن، وسنة للماعز، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل. كما يجب أن تكون سليمة من العيوب الظاهرة، كالعور البيّن أو المرض أو العرج الشديد. أما عن كيفية الذبح، فيُستحب أن يتولاه المضحي بنفسه إن استطاع، أو أن يشهده على الأقل، ويُبدأ بالتسمية والتكبير قبل الذبح، بقول: 'بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك.' ويُراعى عند الذبح مراعاة الرحمة بالحيوان، وشحذ السكين جيدًا، وتجنب إظهارها للأضحية قبل الذبح، وعدم تعذيبها أو ترويعها، اتباعًا لوصية النبي ﷺ: 'إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح.' (رواه مسلم). وعقب الذبح، يُستحب توزيع لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلثٌ للبيت، وثلثٌ للأقارب، وثلثٌ للفقراء والمحتاجين، مع جواز التوسع في التوزيع حسب الحاجة. عيد الأضحى ليس فقط مناسبة للفرح، بل محطة إيمانية يجدد فيها المسلمون علاقتهم بالله من خلال طاعات ترتبط بالتضحية والرحمة والعطاء، وعلى رأسها الأضحية التي تمثل جوهر التقرب والتسليم لله.