logo
مجرة "أضواء عيد الميلاد" تكشف عن كيفية تشكّل الكون

مجرة "أضواء عيد الميلاد" تكشف عن كيفية تشكّل الكون

الأنباء٢٢-١٢-٢٠٢٤

التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لأول مرة صورة لما يُرجح أنه الشكل الذي كانت تبدو عليه مجرتنا عند تشكلها، وقد وصف العلماء ذلك بأنه أجواء تشبه عيد الميلاد.
وقالت البروفيسورة كاثرين هايمانز، عالمة الفلك الإسكتلندية، لبي بي سي نيوز: "أحب هذه المجرة الشبيهة بأضواء عيد الميلاد، التي تلمع في السماء كما كانت حين لم يتجاوز عمر الكون 600 مليون سنة".
تُظهر الصورة عشر كرات من النجوم بألوان مختلفة، تظهر وكأنها زينة شجرة عيد الميلاد معلقةً في الفضاء.
وهذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمع لتشكل مجرة مثل مجرتنا - درب التبانة، وتحمل أدلة حول كيفية تشكّل الكون.
تلسكوب فضائي يكشف "صورا مذهلة" للكون
NASA
أطلق العلماء على هذه المجرة البعيدة اسم "فايرفلاي سباركل" – وتعني بالعربية "بريق اليراعة"، لأنها تبدو وكأنها سرب من اليراعات متعددة الألوان.
ومن مداره في الفضاء دون أن يعيقه الغلاف الجوي للأرض، أظهر لنا تلسكوب جيمس ويب - وهو أقوى تلسكوب تم بناؤه على الإطلاق - مجرات أبعد وبالتالي أقدم، ولكنها لم تكن مثل مجرتنا "درب التبانة" في مراحلها الأولى من التشكل، وليس بمثل هذه التفاصيل.
وقالت الدكتورة لاميا موولا من كلية ويليسلي في ماساتشوستس، التي شاركت في قيادة البحث: "البيانات المتعلقة بما حدث في هذه المرحلة من الكون قليلة للغاية".
وأضافت موولا لبي بي سي نيوز: "لكننا نشاهد هنا في الواقع مجرة وهي تتشكل قطعة تلو الأخرى"، وتوضح: "المجرات التي نراها عادةً حولنا تكونت مسبقاً، لكن هذه المرة الأولى التي نرى فيها عملية تكوّن مجرة".
ووصفت البروفيسورة هايمانز، التي تعمل بشكل مستقل عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه "رائع، وذو أهمية علمية كبيرة، ويضفي أجواء احتفالية للغاية".
وقالت: "أجده أمراً مدهشاً أن البشر بنوا تلسكوباً يسمح لنا بالنظر إلى الوراء عبر الزمن إلى هذا الحد، وأن نستطيع رؤية هذه المراحل المبكرة جداً من المجرة بطريقة احتفالية جميلة".
ووفقاً للدكتورة موولا، فإن تجمعات النجوم تظهر بألوان متعددة، لأنها في مراحل مختلفة من تكوينها.
وقالت: "إنه شيء جميل جداً، لأن المراحل المبكرة للمجرة تكون حافلة بالنشاط".
وأضافت الدكتورة موولا أن "هناك الكثير مما يحدث، حيث تُولد نجوم جديدة، وتموت نجوم ضخمة، هناك الكثير من الغاز والغبار حولها، وهناك النيتروجين والأكسجين، وبسبب الحالة التي هي عليها، تظهر هذه الألوان الجميلة"، وتوضح أنه "أصبح لدينا لمحة عن عُمر كل عنقود، والعناصر التي تكونت منها، ودرجات الحرارة التي تشكلت عندها".
حين رصدت الدكتورة موولا هذه المجرة، لم تكن قد رأت تجمعات من النجوم بألوان زاهية ومختلفة بهذا الشكل من قبل، قادها ذلك إلى الاعتقاد بأن هناك شيئاً مختلفاً بشأنها، لذلك تحققت من مدى بُعدها.
ولدهشتها، تبين أنها تبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.
ويعود الضوء القادم من مجرة "فايرفلاي سباركل" إلى فترة ليست ببعيدة عن نشأة الكون، لذا، استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا، وهي تبدو بعيدة للغاية إلى درجة أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي لم يكن ليتمكن من رؤيتها لولا المصادفة.
أينشتاين: قصة عبقري كان الفيزيائي الأكثر تأثيراً في القرن العشرين
NASA
كان هناك عنقود من المجرات موجود بالضبط بين مجرة "فايرفلاي سباركل" وتلسكوب جيمس ويب، فشوّه نسيج الزمكان، ما أدى إلى تمدد الضوء المنبعث من المجرة البعيدة، فعمل بشكل فعال كعدسة مكبرة ضخمة.
يسمي علماء الفلك هذه العملية بـ "عدسة الجاذبية"، وهي التي مكّنت في هذه الحالة المشارك في قيادة البحث، الدكتور كارثيك آير، من جامعة كولومبيا في نيويورك وأعضاء آخرين من الفريق، من رؤية تفاصيل مذهلة لأول مرة حول كيفية تشكل المجرات الأولى مثل مجرتنا درب التبانة.
وقال الدكتور آير لبي بي سي إن هذه العملية "تأخذ الضوء القادم من المجرة وتثنيه وتضخمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة".
وأضاف: "تُظهر عملية إعادة البناء التي أجريناها أن تجمعات النجوم التي تتشكل بصورة نشطة، محاطة بضوء منتشر من نجوم أخرى، هذه المجرة حرفياً في طور عملية التجميع".
ويقول: "حين يحدث كل هذا، ونتمكن من رؤية تلك المجرة البعيدة المذهلة، يضفي الأمر شعوراً ساحراً يبعث على التواضع".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كويكب بحجم منزل يقترب من الأرض
كويكب بحجم منزل يقترب من الأرض

الرأي

timeمنذ 11 ساعات

  • الرأي

كويكب بحجم منزل يقترب من الأرض

من المتوقع أن يمر كويكب جديد بحجم منزل قرب الأرض اليوم بتوقيت الولايات المتحدة، حيث سيتجاوز مسافة قريبة ولكن غير مؤذية بالنسبة للأرض، بحسب موقع "سبيس". وسيحدث هذا الاقتراب القريب في حوالي الساعة 1:30 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:30 بتوقيت غرينتش) في 21 مايو، حيث سيمر الكويكب، الذي يحمل التسمية 2025 KF، على بعد 71700 ميل (115000 كيلومتر) من الأرض، وفقا لوكالة ناسا. وأثناء مروره، سيسافر الكويكب بسرعة 25880 ميلا في الساعة (41,650 كيلومترا في الساعة) بالنسبة للأرض. ومن المتوقع أن يمر الكويكب بالقرب من القطب الجنوبي لكوكبنا قبل أن يواصل مداره الطويل حول الشمس. وتم اكتشاف هذا الجسم الصخري في 19 مايو من قبل علماء الفلك في مشروع MAP بصحراء أتاكاما في تشيلي، حسبما ذكر مركز الكواكب الصغيرة، وذلك قبل أيام قليلة فقط من اقترابه القريب. ويُقدر قطر الكويكب 2025 KF بين 32 و75 قدما (10 - 23 مترا)، مما يجعله بحجم منزل تقريبا. وحتى لو واصل الكويكب مساره نحو الأرض، فإن حجمه الصغير يعني أنه من المحتمل أن يحترق في الغلاف الجوي، دون أن يشكل تهديدا لأي شخص على كوكبنا، وفقا لما ذكرته "ناسا". وقامت ناسا بتوثيق ما يقرب من 40000 كويكب قريب من الأرض منذ أن بدأت بمراقبة السماء للكشف عن الأجرام السماوية المهددة في صيف عام 1998. ومن بين هذه الأجرام، يُصنف حوالي 4700 كويكب على أنه كويكبات خطيرة محتملة، على الرغم من أن العلماء في مركز دراسة الأجسام القريبة من الأرض قد صرحوا أنه من غير المرجح أن يصطدم أي كويكب قادر على التسبب في أضرار واسعة النطاق بالأرض خلال المئة عام القادمة. جدير بالذكر أن اقتراب الكويكب 2025 KF لا يقترب حتى من تحطيم الرقم القياسي لأقرب مرور كويكب بالأرض، والذي حدث في 2020 عندما مرّ كويكب بحجم سيارة على بعد 1830 ميلا (2950 كيلومترا) من سطح كوكبنا.

الشمس تطلق «جناح ملاك» في مشهد خطف أنظار العلماء وهواة الفلك
الشمس تطلق «جناح ملاك» في مشهد خطف أنظار العلماء وهواة الفلك

الأنباء

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الأنباء

الشمس تطلق «جناح ملاك» في مشهد خطف أنظار العلماء وهواة الفلك

شهدت سماء الكون ليلة 12-13 مايو عرضا ضوئيا كونيا مذهلا، عندما انفجر خيط بلازما شمسي هائل الحجم في مشهد بدا وكأنه «جناح ملاك» يتفجر في الفضاء السحيق. وهذا الانفجار الشمسي النادر، الذي وقع نحو منتصف الليل، أطلق موجة هائلة من البلازما عبر النصف الشمالي للشمس، في عرض سماوي أذهل علماء الفلك وهواة متابعة الظواهر الكونية على حد سواء. وما يجعل هذا الحدث استثنائيا هو الحجم الهائل لخيط البلازما الشمسي المنفجر، الذي امتد لمسافة تقارب المليون كيلو متر، أي أكثر من ضعف المسافة الفاصلة بين الأرض وقمرها. ويصف العلماء هذا المشهد بأنه خيط مظلم هائل من البلازما الباردة نسبيا، كان معلقا فوق سطح الشمس كسيف مسلط، قبل أن ينفجر فجأة محررا طاقة هائلة تكفي لإضاءة مدن بأكملها على الأرض لسنوات. وكتب فينسنت ليدفينا، أحد أبرز متتبعي الشفق القطبي على منصة «إكس»: «إنه يشبه جناح ملاك أو طائرا عملاقا. يمكنني مشاهدة هذه اللوحة الكونية تتكرر لساعات دون ملل». وهذا الوصف لم يأت من فراغ، فالمشهد يحمل جمالا أخاذا رغم قوته التدميرية المحتملة. ومن الناحية العلمية، يشرح الخبراء أن هذه الخيوط الشمسية هي عبارة عن هياكل بلازمية باردة وكثيفة مقارنة بمحيطها الحار، ما يجعلها تظهر كخيوط داكنة على سطح الشمس المضيء. وعندما تنفجر مثل هذه الخيوط، فإنها تطلق ما يعرف بـ «اتبعاث الكتلة الإكليلية» (CME)، وهي سحابة هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية التي يمكن أن تعبر ملايين الكيلومترات في الفضاء.

«ناسا» ترصد أضواء مبهرة على «المشتري»
«ناسا» ترصد أضواء مبهرة على «المشتري»

الأنباء

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الأنباء

«ناسا» ترصد أضواء مبهرة على «المشتري»

كشفت صور جديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن الأضواء القطبية المبهرة لكوكب المشتري، والتي تفوق بسطوعها نظيرتها على الأرض بمئات المرات. وفي 25 ديسمبر 2023، وجه العلماء جيمس ويب (JWST) نحو كوكب المشتري، والتقطوا صورا للشفق يزين القطب الشمالي للعملاق الغازي. ومثل الشفق القطبي على الأرض، يتشكل شفق المشتري عندما تصل الجسيمات عالية الطاقة المنبعثة من الشمس عبر الرياح الشمسية إلى الغلاف الجوي العلوي للكوكب، ثم تتجه نحو قطبيها بفعل المجال المغناطيسي للكوكب. ولكن في حالة المشتري، هناك طريقة أخرى لتكوين هذا الشفق. وفقا لبيان صادر عن فريق تلسكوب جيمس ويب، يمكن للجسيمات المنبعثة من البراكين على القمر «آيو» التابع للمشتري أن تخضع لنفس العملية. كما أن لشفق المشتري فرقا رئيسيا آخر مقارنة بشفق الأرض: فهو يتوهج بمئات المرات أكثر سطوعا من شفق كوكبنا. وعندما جمع العلماء البيانات عن هذا الشفق في يوم عيد الميلاد 2023، اندهشوا من مدى ديناميكيته وكثافته. وقال جوناثان نيكولز، المتخصص في دراسة الشفق الكوكبي من جامعة ليستر والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة عن شفق المشتري التي نشرت في 12 مايو في مجلة Nature Communications: «يا لها من هدية عيد ميلاد! لقد أذهلتني تماما. توقعنا أن يتغير الشفق ببطء، ربما كل 15 دقيقة، لكن المفاجأة كانت رؤيته يلمع ويتغير كل ثانية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store