
زاهي حواس يسلم جوائز النحت بحفل جوائز الفنون لمؤسسة فاروق حسني للثقافة
سلم عالم الآثار المصرية الدكتور
"زاهي حواس
" جوائز النحت بحفل جوائز الفنون لمؤسسة فاروق حسني
للثقافة والفنون
في دورتها السادسة 2025
وجاء ذلك بحضور الفنان فاروق حسني رئيس مجلس الأمناء والمهندس نجيب ساويرس نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون ، وأعضاء مجلس الأمناء والدكتور وليد قانوش رئيس
قطاع الفنون التشكيليية
المعرض الجماعي للشباب ثم أعقبه حفل توزيع جوائز الفنون في دورتها السادسة لعام 2025 ، التي تقام بمركز الجزيرة للفنون، وبحضور أعضاء مجلس أمناء المؤسسة وأعضاء لجان تحكيم الجوائز وعدد كبير من الفنانين والنقاد والشخصيات البارزة وقيادات وزارة الثقافة.
ومن ابرز الحضور المفكر الكبير مصطفى الفقي، والدكتور سامح فريد وزير الصحة السابق ، والكاتب الكبير محمد سلماوي ، والدكتور أحمد غنيم رئيس هيئة المتحف المصري الكبير، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري، والمهندس حمدي السطوحي رئيس صندوق التنمية الثقافية ، والمخرج وليد عوني .
وتوجه الفنان فاروق حسني رئيس مجلس الأمناء أثناء كلمته دور وزارة الثقافة فى رعاية أنشطة المؤسسة الذى منحها ثقلاً فى الوسط الإبداعي ، كما وجه الشكر لكل وسائل الأعلام المقروءة والمرئية في دعمها الدائم للمؤسسة والاهتمام بكافة الأنشطة التي تقدمها للشباب المبدع والمتميز واكتشافهم وتقديمهم للمجتمع وكذلك قدم الشكر لمجلس الأمناء على كل ما بذلوه من وضع الخطط والاستراتيجيات مما ساعد في نجاح المؤسسة في جميع الخطوات المنوطة بها ، كما وجه الفنان فاروق حسني الشكر للسادة أعضاء لجان التحكيم .
وأعرب المهندس نجيب ساويرس نائب رئيس مجلس الأمناء أثناء كلمته عن سعادته بحضور حفل إعلان جوائز مؤسسة فاروق حسني للفنون التشكيلية في دورتها السادسة، مشيدًا بالأعمال الفنية المتميزة المعروضة هذا العام.
وصاحب إفتتاح المعرض حفل موسيقى كلاسيكي ، وبدأ حفل توزيع الجوائز الذى قدمته الإعلامية المتميزة جاسمين طه زكي وعرض فيلم تسجيلى بعنوان " قصة جائزة " ، وتم توزيع جوائز الفنون والتي تصل جوائزها إلى مليون جنيهاً مصرياً كالآتي :
جائزة الاستحقاق الكبرى
فاز بها الفنان الكبير محمد مندور ، أضاف الكاتب الكبير محمد سلماوي أمين عام الجائزة في كلمتة بأن محمد مندور شخصية فنية متميزة والذى امتد بفن الخزف المصرى الأصيل من روائع مصر القديمة والقبطية والإسلامية إلى جماليات الخزف المعاصر فى أبهى صوره، فأعمال مندور الخزفية هى التجسيد الحى لهذا التزاوج النادر بين الأصالة التراثية والحداثة العصرية.
جائزة النقد الفني التشكيلي
فازت بالمركز الأول ريهام محمود إبراهيم الوكيل وحصولها على درع التكريم ، والمركز الثاني فيفيان أمين عبده بطرس ، والمركز الثالث فاطمة حسن محمد إبراهيم.
جائزة العمارة
فاز بالمركز الأول مشاركة جماعية لكلاً من أحمد عبدالقادر عبدالسميع عواد ، مروة حسن محمد فاروق وحصولهم على درع التكريم ، والمركز الثاني مشاركة فردية حنين وليد سعيد على ياقوت ، والمركز الثالث مشاركة فردية سلمى سمير عبدالله أحمد مرسي ، كما فاز بشهادة شكر وتقدير بمشاركة جماعية لكلاً من رناد بهاء عفيفي عفيفي محمد ، هايدي محمد عبدالحكيم السيد، حبيبة تحسين صلاح الدين حسن ، حبيبة محمد سيد إبراهيم كما فاز أيضاً بشهادة شكر وتقدير بمشاركة جماعية لكلاً من تيمور مصطفى حلمي سنبل ، آية إبراهيم خليل محمد
جائزة التصوير الفوتوغرافي
فازت بالمركز الأول ودرع التكريم ماريا ملاك بشارة جرجس ، وفازت بالمركز الثاني رحمه إبراهيم محمد محمد السيد ، وفاز بالمركز الثالث زياد سمير رشدي أحمد ، كما فاز بشهادة شكر وتقدير يوسف سامي محمد الصاغ .
جائزة النحت
فاز بالمركز الأول ودرع التكريم أحمد محمد أحمد عبدالله ، وفازت بالمركز الثاني آلاء سامي يحيى أحمد فرج ، وفازت بالمركز الثالث سمر مجدي عبد السميع البصال ، كما فازت بشهادة شكر وتقدير فاطمة محمد خالد ثابت .
جائزة التصوير
فاز بالمركز الأول ودرع التكريم مينا نصيف فهمي يعقوب ، وفاز بالمركز الثاني يحيى حنفي محمود محمد ، وفاز بالمركز الثالث عبدالرحمن أحمد محمود علي.
ثم توجه الفنان فاروق حسني باسم مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون بالتهنئة لجميع الفائزين والمشتركين في المعرض الجماعي لجوائز الفنون الدورة السادسة لعام 2025 متمنيا لهم دوام التوفيق والنجاح ، ومن الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى 20 فبراير 2025 .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
أعمال "سلماوي" المسرحية.. مسرح المواجهة الذى اشتبك مع عبثية الواقع
شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، احتفالية 'ثمانينية سلماوي' التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، بمناسبة بلوغ الكاتب الكبير محمد سلماوي عامه الثمانين. أعمال "سلماوي" المسرحية.. مسرح المواجهة الذى اشتبك مع عبثية الواقع عندما تخرج محمد سلماوي في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1966؛ حصل على دبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1969، ثم التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري عام 1975، ومن ثم دّرس بكلية الآداب جامعة القاهرة حتى أن استقال منها متفرغًا للعمل الصحفي بجريدة الأهرام. ظهرت نصوص "سلماوي" المسرحية منذ عام 1983؛ ابتداءًا من نص "فوت علينا بكرة ؛ اللى بعده"، و"القاتل خارج السجن" في عام 1985، ثم "سالومي" عام 1986، ثم "اتنين تحت الأرض" عام 1987، و"الجنزير" عام 1992، و"رقصة سالومي الأخيرة" عام 1999. ويعد محمد سلماوي الكاتب المسرحى الذي كان أول من تصدى للإرهاب باسم الدين في مسرحية "الجنزير"، وهو رئيس اتحاد كتاب مصر، والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وقد انتخب أمينًا عامًا لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا، كما انتخبه أعضاء لجنة الـ50 لكتابة الدستور بالتزكية متحدثًا رسميًا باسم اللجنة طوال فترة عملها. ورصدت العديد من الأقلام ما أحدثته أعمال محمد سلماوي المسرحية من تأثير مجتمعي؛ وهو ما برز في كتب مثل "مسرح المواجهة: قراءة في مسرح محمد سلماوى" من تأليف خليل الجيزاوى؛ والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004م، و"عبثية الواقع.. وواقعية العبث" من تأليف الدكتور عثمان الحمامصى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004م، و"أصداء «الجنزير»" بأقلام د. جابر عصفور، أحمد عبد المعطى حجازي، ألفريد فرج، سامى خشبة رجاء النقاش، وأخرين، والصادر عن دار «ألف» للنشر 1996م، و"المسرح المصري في الثمانينات" من تأليف الدكتور مصطفى عبد الغنى الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995م، و"العبث والواقع: مسرح محمد سلماوى" بأقلام د. لويس عوض، د. نعيم عطية، سعد أردش، د.غالى شكرى، وآخرين، والصادر عن دار «ألف» للنشر 1992م.


الطريق
منذ 8 ساعات
- الطريق
وزير الثقافة يشهد احتفالية 'ثمانينية سلماوي' بالمجلس الأعلى للثقافة
الأحد، 25 مايو 2025 04:40 مـ بتوقيت القاهرة شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، احتفالية 'ثمانينية سلماوي' التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور أشرف العزازي، بمناسبة بلوغ الكاتب الكبير محمد سلماوي عامه الثمانين، وذلك بقاعة المجلس، بحضور نخبة من كبار المثقفين والمفكرين ومحبي الكاتب الكبير من مصر والوطن العربي. وقال وزير الثقافة في كلمته: 'لشرف كبير أن أكون بينكم اليوم في رحاب المجلس الأعلى للثقافة، لنحتفي معًا بأحد أعمدة الثقافة المصرية والعربية، الكاتب الكبير والمثقف الموسوعي محمد سلماوي، الذي يمثّل نموذجًا نادرًا للمثقف المتعدد، الشامل، الذي جمع بين الإبداع والتنوير، وبين الحضور الوطني والدور الدولي، وبين الكلمة الحرة والموقف الثابت'. وأضاف: 'احتفالنا اليوم ليس بمجرد بلوغ عمر زمني، بل نحتفي بتاريخ وطني وثقافي حي، كتبه الأستاذ محمد سلماوي على مدار أكثر من خمسة عقود من العطاء المتنوع، الذي لم يتوقف يومًا عن الإسهام والتأثير وطرح الأسئلة الكبرى حول الإنسان والمجتمع والهوية'. وأشار إلى أن الكاتب الكبير جمع بين الأدب والصحافة، والمسرح والترجمة، والفكر والنقد، والدبلوماسية الثقافية والمسؤولية الوطنية، في توازن فريد، مؤكدًا أن سلماوي هو الأديب الذي كتب الرواية والمسرحية والمقالة، والصحفي الذي ترأس واحدة من أهم الصحف المصرية، والمترجم الذي قدّم للغة العربية أعمالًا عالمية ذات قيمة، والناقد الذي لم ينعزل عن قضايا مجتمعه، بل شارك بوعي في بلورة خطاب تنويري أصيل. واختتم وزير الثقافة كلمته قائلًا: 'باسمي وباسم وزارة الثقافة، وكل العاملين في الحقل الثقافي المصري، أقدم لك تحية شكر وامتنان، مقرونةً بأصدق التمنيات بمزيد من الصحة والإبداع. ودمت لنا رمزًا مضيئًا، ومثالًا حيًا لما يجب أن يكون عليه المثقف الحقيقي: ملتزمًا، حرًا، وشجاعًا'. كما وجّه الوزير بإنتاج إحدى مؤلفات الكاتب الكبير المسرحية، بالتعاون بين قطاع الإنتاج الثقافي والهيئة العامة لقصور الثقافة. من جانبه، قال الكاتب الكبير محمد سلماوي: 'في حياة الإنسان مناسبات ومحطات لا تتكرر، يتوقف عندها بالتأمل. ومن تلك المحطات هذه المناسبة، التي تُعد من معالم حياتي الخاصة'، مضيفًا: 'حين تتيح لي وزارة الثقافة أن أسمع من زملائي وأصدقائي أن ما أنجزته خلال ثمانية عقود جدير بالاحتفاء، فهذه هي جائزة العمر، جائزة تحكمها لجنة من الجماعة الثقافية'. ووجّه سلماوي الشكر لكل من ساهم في إعداد وتنفيذ هذه الاحتفالية، سواء بالإعداد أو البحث أو التقديم، كما أعرب عن امتنانه لكافة الأدباء والمفكرين والحضور من مصر والدول العربية، واختتم حديثه بإلقاء أحدث ما كتب، تحت عنوان 'حديث مع نفسي'. ويأتي هذا الاحتفاء في إطار توجه أوسع تتبناه وزارة الثقافة لتكريم القامات الوطنية وتوثيق منجزاتها، بما يعزز من حضور الرموز الثقافية في الوعي العام، ويحفّز الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة الإبداع والتميّز.


الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
"ارتداء الجورب في الثمانين".. أحدث قصص "سلماوي" خلال احتفاء الثقافة بثمانينيته
ارتجل الكاتب الكبير محمد سلماوي؛ خلال تكريم المجلس الأعلى للثقافة بمسيرته ظهر اليوم، أحدث قصصه القصيرة بعنوان "ارتداء الجروب في الثمانين.. حديث مع نفسي". وننشر أحدث إبداعات "سلماوي".. "ارتداء الجورب في الثمانين" حدثتني نفسي المتمردة بأنها متعجبة من تلك التهاني الحارة والمتكررة التي يتفضل بها الأصدقاء والأحباب بمناسبة بلوغي الثمانين، بينما هي لم تصبها الشيخوخة من قريب أو بعيد. قلت لها: كيف لا تشعرين بالشيخوخة، وقد وهن الجسد وصعبت حركته، حتى إن بعض الحركات التي كنت أقوم بها بتلقائية أصبحت اليوم تحتاج مناورات بهلوانية لإتمامها؟. فردت نفسي قائلة: وما لي أنا بالجسد؟ قد يكون الجسد الذي تتحدث عنه قد وهن أو مرض، لكني أنا كما أنا، فليهنئك الناس بوصولك للثمانين، رغم أنك في رأيي لا تستحق تهنئة على شيء لا فضل لك فيه، لكني أؤكد لك أنني لم أتغير منذ أتيت إلى هذه الدنيا في يوم السبت ٢٦ مايو عام ١٩٤٥.. وبالمناسبة جسدك الذي تتحدث عنه لم يكن يومها يريد المجيء، ربما لمعرفته بما سيصيبه في سن الثمانين، وأذكر أن الطبيب المولد علي (باشا) إبراهيم اضطر لأن يجذبه عنوة بالجفت الطبي الذي ترك أثرا صغيرا في رقبتك، إذا دققت النظر في المرآة فستراه. أما أنا فكنت أتوق لدخول هذا العالم الجميل الذي كان على أعتاب مرحلة مشرقة من تاريخه. كانت الحرب العالمية التي دامت ست سنوات قد انتهت لتوها، وأنشئت منظمة الأمم المتحدة كعنوان لنظام عالمي جديد، يخبو فيه صوت المدافع، ويعلو صوت الحق والعدل والثقافة وحقوق الإنسان، ففي نفس سنة مولدك اختار شارل ديجول الأديب أندريه مالرو وزيرا في أول حكومة لفرنسا المحررة، وانتخب شاعر الحرية بابلو نيرودا نائبًا في البرلمان التشيلي، وقامت مصر مع أشقائها العرب بإنشاء جامعة الدول العربية لإعلاء صوت الأمة العربية على الساحة الدولية، وترك أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ التاريخ القديم الذي شغله في رواياته الأولى، ونشر في ذلك العام أول رواياته الواقعية "القاهرة الجديدة"، وما إن بدأت أعي ما حولي حتى قامت مصر بثورتها المجيدة التي حققت حلم الجلاء بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال، وسعت لتحقيق العدالة الاجتماعية لجموع الشعب التي عانت من الظلم طويلا، وأممت قناة السويس، وشيدت أضخم مشروع هندسي في القرن العشرين، والذي حماها ثلاث مرات من الجفاف الذي أصاب جيرانها في أفريقيا، ورفعت لواء القومية العربية عاليا خفاقا، وناصرت حقوق الشعوب العربية في التحرر والتنمية، وصار صوتها هو المعبر عن آمال شعوب العالم الثالث في الحياة الكريمة، وفي ظل تلك الثورة، وما أحدثته من تغيير، فتح يوسف إدريس للقصة القصيرة آفاقًا جديدة بمجموعته الأولى "أرخص ليالي"، وكتبت لطيفة الزيات "الباب المفتوح"، وقدم لنا توفيق الحكيم "السلطان الحائر"؛ فقد كانت القوى الناعمة هي أمضى أسلحة مصر على طريق المجد الذي كانت تتطلع إليه. ثم قالت لي نفسي، وكأنها توبخني: يجب أن تعرف أنك كنت محظوظًا بكل هذا، ومحظوظًا أيضا لأني بجهدي أوجدت لك مكانًا في الكتيبة الثقافية التي صنعت مجد مصر الحديثة بالفكر والفن والأدب والموسيقى والسينما والفن التشكيلي. لقد مكنتك من الحصول أنت وأعمالك الأدبية على النجاح الذي كنت تتطلع إليه، والذي بسببه نلت الكثير من الجوائز والأوسمة؛ المحلية والدولية، فبعد كل ذلك يكون حديثك اليوم عن وهن الجسد في الثمانين، لا تكفر بالنعمة يا رجل. قلت: لا تسيئي فهمي، أنا سعيد جدًّا بكل هذا، وأشعر بامتنان كبير لكل ما منحتني الحياة طوال عقودي الثمانية، وأكثر ما أعتز به هو محبة الناس لي، والتي أشعر بها اليوم أكثر من أي وقت مضى، كما أني لا أنكر فضلك علي، لكن صدقيني بأنني لم أعد كما كنت، فالوقت يمضي والقدرات الجسدية تضعف، ولا أكتمك سرًّا بأنني أصبحت أجد صعوبة في القيام بأبسط الأشياء، وعلى سبيل المثال، فإني بسبب تيبس المفاصل أعاني كل صباح، وأنا أحاول ارتداء جوربي. ردت نفسي غاضبة: أأحدثك عن إنجازات حياتك، فتحدثني عن صعوبة ارتداء جوربك؟! قلت: معذرة، فهذا حديث بيني وبين نفسي، أبوح لك فيه بما لا أقوله لغيرك، هو حديث الثمانين، ولو كنت في العشرين ما تحدثت به، لا لك ولا لغيرك. قالت نفسي: لا أود سماع هذا الحديث، إن كنت أنت في الثمانين، فأنا ما زلت في العشرين، بل أنا ما زلت تلك النفس التي ولدت في الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم الذي ذكرته لك من عام ١٩٤٥. لقد توسعت مداركي على مدى الأيام، وازدادت معارفي بمرور السنين، لكني ما زلت كما أنا، أبصرك كل صباح بالحياة ومباهجها، وأذكرك بحبك للبشر، وإيمانك بقضاياهم، ورغم شكواك من وهن الجسد سأواصل إلهامك بالأعمال الأدبية التي تسعد بها الناس، لكن لا شأن لي بثمانينيتك هذه، فأنا ليس لدي تيبس في المفاصل، ولا أشكو من صعوبة ارتداء الجوارب. قلت: كفاك سخرية ولا تضيفي للمآسي التي تحيط بي مزيدا من المعاناة، إن العالم الذي عرفته ينهار من حولي، يكفيني ما أرى من تفكك في الوطن العربي، ووهن يفوق وهن جسدي، في الوقت الذي تتواصل الفصول الوحشية لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بينما قادة العالم يلهون كالبهلوانات في البيت الأبيض والميدان الأحمر وكل المقار السوداء في العواصم الأوروبية؛ فينقلب الحق باطلا، والباطل حقا. ثم قلت: أنا سعيد بتهاني الناس لي، ومعتز بمحبتهم الصادقة، فتهانيهم ومحبتهم، وليس حديثك الساخر، هي التي تواسيني الآن في ثمانينيتي، فاصمتي ولا تقولي المزيد".