
في عرضه الأول بمهرجان "كان": الفيلم المغربي "المينة" يرفع علم فلسطين وخطاب المخرجة يندد بالإبادة في غزة
كان، فرنسا – شهدت فعاليات أسبوع النقد بمهرجان "كان" السينمائي الدولي في نسخته الـ78، مساء الثلاثاء، لحظة مؤثرة تمثلت في رفع علم فلسطين على المسرح من فريق الفيلم المغربي "المينة" الذي عُرض لأوّل مرة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لأسبوع النقد.
عقب العرض، ألقت راندا معروفي، مخرجة الفيلم، خطاباً عبّرت فيه عن امتنانها لأهالي مدينة جرادة المغربية، الذين شكّلوا خلفية العمل ومصدر إلهامها، مؤكدة أنّ الفيلم "ثمرة جهد جماعي" شارك فيه سكان المدينة أنفسهم، والذين "تبنّوا المشروع واحتضنوه"، على حدّ تعبيرها.
وفي تصريح للجزيرة نت، قالت معروفي: "كان لا بدّ من تسجيل موقف نعبّر به عن سخطنا ممّا يجري لأخواتنا وإخوتنا في فلسطين. إنّه تضامن رمزي ضروري مع من يتعرّضون كلّ يوم لشتى أشكال الظلم والقهر في صمت مشين لمن يختبئون خلف الخطابات الجمالية الرنانة والخاوية".
كذلك، في ختام كلمتها أمام جمهور المهرجان، توجّهت معروفي برسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، قالت فيها: "أفكاري تذهب بقوة وبشكل عاجل إلى أخواتنا وإخواننا الفلسطينيين الذين يواجهون إبادة جماعيّة ترتكبها إسرائيل. فلسطين ستنتصر". وأضافت، معيدة صياغة مقولة منسوبة للشّاعر اليوناني دينوس كريستيانوبولوس: "لأنّ من يقتل طفلاً ينسى أنه يدفن بذرة، وتلك البذرة ستنبت سنابل، بل وسنابل كثيرة". واختتمت خطابها: "الحرية لفلسطين"، وسط تصفيق الجمهور الحاضر.
"المينة" فيلم وثائقي وتجريبيّ قصير مدّته 26 دقيقة، من إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وإيطاليا وقطر. يتناول واقع مدينة جرادة المنجميّة التي لا تزال، رغم الإغلاق الرسمي لمناجم الفحم سنة 2001، تشهد أنشطة استخراج غير رسميّة محفوفة بالمخاطر.
يعتمد الفيلم على إعادة تمثيل مشاهد مستوحاة من الحياة اليومية لعمّال المناجم، بتعاون مباشر مع السكان الذين لعبوا أدوارهم بأنفسهم، داخل فضاء سينوغرافيّ صُمّم معهم خصيصاً. تضيف معروفي في خطابها أنّ العمل يسعى إلى "ردّ الاعتبار لمن أناروا تاريخ المنطقة قبل أن تطويهم صفحات النسيان الرسميّ".
يُعد العمل أوّل مشاركة للمخرجة في مهرجان "كان"، وهو نتاج تعاون طويل الأمد مع فريق فني ضم منتجين من المغرب وإيطاليا، ومساهمات فنية متعدّدة منها التصوير على شريط "سوبر 8″، والمسح ثلاثي الأبعاد، واستخدام الصوت والصورة كأدوات توثيقية وشاعريّة في آن.
يُذكر أنّ ليلى سليماني، الكاتبة الفرنسية من أصول مغربيّة، وعضوة لجنة تحكيم مهرجان "كان" لهذا العام، كانت قد أثارت سخطاً شعبياً واسعاً بعد جوابها عن سؤال بخصوص الإبادة الجماعيّة في غزة، أثناء الندوة الصحفية الرسمية، حيث صرّحت: "علينا أن نضحك رغم السواد الذي يحيط ببعض مناطق العالم"، ما اعتبره المتتبعون صمتاً متواطئاً، يريد التلحف بلحاف الأدب، مع الجرائم الصهيونية الجارية في كلّ من غزة والضفة الغربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
'مملكة القصب'.. طفلة في مهمة شاقة لإعداد كعكة ميلاد الرئيس
إنه يوم القُرعة في كل أنحاء العراق، نوع من سحب اليانصيب الذي لا يرغب أحد حقا بالفوز به، لكن محبة الرئيس تستوجب على الجميع أن يحتفل ويعلق زينة، وأن يبث أغاني وطنية، ويرسم تعابير ابتهاج، ويختار كلماته بعناية مشددة، للتعبير عن الفرح بمولد رئيس البلاد. لا تتأخر مدرسة التلميذة لميعة في مواكبة الحدث الهام، وعلى الأستاذ البعثي أن يجري سحبا إلزاميا لاختيار الطلاب 'السعداء'، الذين ستوجه لهم مهمة 'تشرفهم' بهذه المناسبة العظيمة. كانت لميعة (9 أعوام) صاحبة 'الحظ السعيد'، وهي يتيمة الأبوين تعيش مع جدتها، وستُكلّف بتحضير كعكة وإحضارها للصف للاحتفال بميلاد الرئيس في عراق صدام حسين. فيلم 'مملكة القصب' هو أول فيلم روائي طويل للعراقي حسن هادي، ويشارك في الدورة 78 من مهرجان 'كان' (بين 13-24 مايو/ أيار 2025)، وتحديدا في قسم 'أسبوعا المخرجين'، وهي تظاهرة موازية لا تمنح الجوائز، ولكنها تكرس جائزة وحيدة يمنحها الجمهور. الفيلم إنتاج مشترك بين العراق وقطر والولايات المتحدة، وعنوانه الأصلي بالعربية 'مملكة القصب'، وبالإنجليزية 'كعكة الرئيس' (The President's Cake)، وهو يختار تاريخا معينا لأحداثه هو عام 1990، حين فرض مجلس الأمن على العراق عقوبات وحظرا، كان لهما تأثير كبير على الحياة السياسية والاجتماعية. ومع أن الفيلم إنساني وسياسي، فإن السرد بُني على تأثير هذه القرارات المباشر على الشعب، ومدى استفادة النظام منها، أكثر من اهتمامه بالنواحي السياسية التي تُركت خلفية للعمل. إنها قصة رئيس يطالب شعبا بتحضير كعكة العيد، وتبدو مستوحاة من قصص حقيقية مرّ بها الشعب العراقي يومئذ، ومن ذكريات طفولة من تاريخ العراق المحاصر، وما قبل حرب 2003، وقد صور الفيلم كله في العراق. كل تفصيل في الفيلم يجسد معاناة إنسانية، قد تكون بسبب الحصار الاقتصادي، أو حتى لأسباب أخرى، سواء أكان موقفا عابرا في محادثة، أو في حدث صغير دالّ، أو في نظرة قلقة أو موقف يائس. تكثيف زمني لرسم صورة المجتمع المدمر لا يتجاوز زمن أحداث الفيلم يومين، وهي مدة مكثفة للتعبير عن أحوال مجتمع دمرته الحروب وأفقرته العقوبات، زمن ينقضي في رحلة، عبور من البيت للمدرسة، ومن البيت للمدينة، ثم العكس. كان المكان أحد أبطال الفيلم، وركنا أساسيا في منحه بعدا بصريا ساحرا وأجواء شاعرية، لا سيما في منطقة الأهوار، على ضفاف دجلة والفرات بجنوب العراق، حيث الجزر الصغيرة المتناثرة على النهر، والقوارب التقليدية (المشحوف) التي تمرّ بين نباتات القصب عند الصباح والغسق، في صور أخاذة للمصور 'تيودور فلاديمير باندورو'. تعيش لميعة (الممثلة بنين أحمد نايف) اليتيمة مع جدتها بمنطقة الأهوار، وتوزع وقتها بين المدرسة والعمل اليومي لمساعدة 'بيبي' (لقب الجدة في العراق)، وهي تتوجه يوميا إلى مدرستها بالقارب، مغادرة 'مملكة القصب'، تلك الأكواخ القصبية المتناثرة. ركوب المشاق مع جدة عاطلة عن العمل في اليوم السابق لمولد الرئيس لديها مهمة صعبة، وقد فقدت جدتها عملها الزراعي الشاق بسبب كبر سنها، لذا تغرقها بالنصائح لتجنب المشاركة في السحب بالمدرسة. لكن الخطة فشلت، وانتُخبت مع زميلها سعيد (الممثل سجاد محمد قاسم)، لإعداد مستلزمات الاحتفال المدرسي، فأُجبرت على التوجه للمدينة لشراء مكونات الكعكة مع جدتها و'ديكها الهندي' الجميل المعلق على كتفها، وحقيبتها الجلدية التي تحتوي أغراضا قديمة للبيع، أملا بكسب مال يسمح بشراء ما تحتاجه. تبدأ الرحلة إلى المدينة، وتصادفان سائق أجرة كان له دور إيجابي في يومهما، فتنطلق لميعة بكل إصرار لتحقيق هدفها، وشراء المطلوب للكعكة، في رحلة صعبة سيكون عليها أن تواجه فيها الصدف والأحداث السعيدة والتعيسة. هنا لا بد من أن يستحضر الذهن فيلما آخر عن هذا الواجب الذي يُلزم به طفل، عما يسببه له شعوره بضرورة تنفيذ ما أسند إليه من قلق وتوتر وتصميم متزايد. إنه ليس بفيلم عن صعوبات مادية فرضها وضع سياسي فحسب، بل عن مفهوم الالتزام والشعور بالواجب لدى الإنسان، وهو هنا الطفلة لميعة، ثم موقفه من ذلك الواجب، وكذلك من القواعد الاجتماعية، من حيث نظرة الطفل لها، وهل يجب تغيير القواعد حين تفرض الظروف ذلك؟ أعباء الواجب على العواتق الهشة قد تضطر الصغيرة لميعة إلى الكذب أو السرقة بعد تفكير طويل، في بحثها اليائس عن المكونات من طحين وسكر وبيض، فهي غالية الثمن، ولا تتوفر بسهولة. وكل هذه المفاهيم تعطي الفيلم بعدا آخر أكثر شمولية. إنها الفكرة القائمة على مفهوم 'الواجب'، الذي يسيطر على ذهن طفل، وعن ضرورة تأديته، كما تجلّت في فيلم 'أين منزل الصديق' (1997) للمخرج الإيراني عباس كيارستمي، وإن اختلفت هنا الظروف والأجواء ونوعية الواجب، وقد عالجها المخرج العراقي بحساسية ورهافة ذاتية. هناك أيضا مفهوم التخلي الذي يجبر الإنسان عليه، ويراوده على أنه حل لا مفر منه، فالجدة تجد نفسها عاجزة عن رعاية حفيدتها، فما العمل؟ رحلة استكشاف إنسان المدينة تجابه لميعة بقسوة التخلي والفقد وصعوبة شراء مستلزمات الكعكة، وحينها تبدأ رحلة تيه في المدينة، خلال يوم حافل بالمغامرات، أبطاله الجدة ولميعة، وكذلك شأن سعيد الذي لا يلتزم الدوام المدرسي دائما، لضرورات النشل في المدينة من أجل والده العاجز. تكتشف لميعة وسعيد حقيقة البلدة، من أهلها الطيبين مثل سائق السيارة، والسيئين مثل مغتصب، وهؤلاء هم الذين يشكلون أساس الأنظمة المستبدة، ناهيك عن معلم المدرسة المنافق والاستغلالي، والشرطة بتهاونها ولا مبالاتها، والشريرين والمحتالين والبائعين، وستظهر متع المدينة وأخطارها، أزقتها وشوارعها، في حين تركز لميعة باستمرار على واجبها الثقيل. تصاحب كل ذلك موسيقى منوعة (للتونسي أنور أبراهم)، أضفت عذوبة على السرد وأسلوبا إخراجيا سلسا وبسيطا، لسيناريو (من كتابة المخرج) تحلت أحداثه بالعفوية عامة، لكن بعضها بدا كأنه أضيف أو أقحم في السرد، لإبداء الكثير في زمن قليل، هو يوم في حياة العراق خلال الحصار والعقوبات. فكاهة رقيقة تلاعب خط السرد فكرة الرحلة القصيرة غالبا ما تتداولها السينما، سينما الطريق، وكل ما يصادفه المرء فيها، وما قد يكون له الأثر في تغيرات تطاله وتغني نظرته. إنها فكرة تتطلب نصا سينمائيا غنيا وإخراجا دقيقا، كي لا يفلت خط السرد، وتصبح المتابعة خالية من التشويق. لكن المخرج استطاع تفادي الإخلال بتوازن السرد، برغم تكرار بعض المشاهد، وأسهم اعتماده على ممثلين غير محترفين في مفاجأة المشاهد وتشويقه، مع صعوبة ذلك الخيار وتحدياته الكثيرة. تجلى ذلك بقوة في أداء الفتاة لميعة (الممثلة بنين أحمد نايف)، التي كانت اكتشافا في الأداء الطفولي، بتعابيرها ونظراتها التي عكست الشجن والضياع والخيبة والخوف من تخلي جدتها عنها. إنها شخصية كان لها دور كبير في الانجذاب نحو الفيلم، لأدائها وحضورها الرقيق. فيلم مؤثر في بساطته وحرارته، لا يخلو من فكاهة رقيقة في مكانها دائما، تخفف ثقل الحدث، وتمكن بمونتاج ذكي من الموازنة بين الواقع وبعض مشاهد التاريخ من الرئيس، ومع أن موضوعه عن عمل الأطفال وتأثير العقوبات على الشعب وخلفيته السياسية، فقد كان بعيدا عن كل تقريرية وخطابية. يلوم المخرج في فيلمه 'الدول والهيئات التي تلجأ لهذه الأداة العنيفة، لمعاقبة الحكومات المستبدة، فهي قد تكون أسوأ من الحروب، لأن الضحية هم أفراد الشعب'، ويبدو أن مواقع التصوير شكلت صعوبة للمخرج، لأن بعضها لم يعد موجودا، كما قال في حوار مع الجمهور بعد انتهاء عرض الفيلم.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
جائزتان لـ"شكرا لأنك تحلم معنا" للفلسطينية ليلى عباس على هامش مهرجان كان
حصد الفيلم الفلسطيني "شكرا لأنك تحلم معنا" للمخرجة ليلى عباس جائزتي أفضل فيلم وأفضل مخرجة ضمن جوائز النقاد للسينما العربية، التي تُمنح سنويا على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي. جاء هذا التتويج بناء على تصويت لجنة تحكيم ضمت 281 ناقدا سينمائيا من مختلف أنحاء العالم. "شكرا لأنك تحلم معنا" يحكي قصة شقيقتين تسعيان لإدارة ميراثهما بعيدا عن شقيقهما، مستعرضا قضايا المرأة في سياق درامي شائق. وتسلم الجوائز منتجا العمل شاهيناز العقاد وحنا عطا الله، اللذان عبّرا عن سعادتهما بهذا التقدير الدولي. وذلك بالإضافة إلى الإشادات التي حصل عليها من عرضه خلال الفترة الماضية في العديد من الدول والمشاركة في عدد من المهرجانات. العقاد أكدت أن الفيلم يقدم قصة شخصية عميقة تسلط الضوء على المعاناة التي تواجهها المرأة، مشيرة إلى أن هذا هو دور السينما في تقديم مثل هذه النقاشات بلغة تصل إلى العالم أجمع. يُذكر أن الفيلم يُعد آخر فيلم فلسطيني تم تصويره في الضفة الغربية، ويُعتبر إنجازا جديدا للسينما الفلسطينية على الساحة الدولية. وكان الفيلم الفلسطيني "شكرا لأنك تحلم معنا" -الحاصل على جائزة الجونة الذهبية كأفضل فيلم عربي روائي طويل في الدورة 7 لمهرجان الجونة السينمائي 2024- تصدر قائمة الترشيحات في فئة أفضل فيلم، بعد منافسة مع الفيلم المغربي "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، وفيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمخرج خالد منصور من مصر، والفيلم التونسي "عائشة" لمهدي برصاوي، إلى جانب الفيلم السوري "أثر الأشباح" لجوناثان ميلي.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
"بصمة إبداع".. بازار لمنتجات صنعتها طالبات من القدس
افتتحت مدرسة الشابات الثانوية الشاملة في حي وادي الجوز بمدينة القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، معرض 'بازار بصمة إبداع' بمشاركة واسعة من طالبات المدرسة وأولياء الأمور. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة