logo
العثور على الممثل جين هاكمان وزوجته ميتَين في نيومكسيكو

العثور على الممثل جين هاكمان وزوجته ميتَين في نيومكسيكو

المدن٢٧-٠٢-٢٠٢٥

رحل الممثل الأميركي جين هاكمان، الحائز على جائزتي أوسكار، وزوجته بيتسي أراكاوا، حيث عُثر عليهما متوفيين مع كلبهما في منزلهما في سانتا في، نيومكسيكو، الأربعاء.
وأكدت شرطة مقاطعة سانتا في الخبر بعد منتصف ليل الخميس، ، بحسب مجلة "فارايتي" الأميركية، مشيرة إلى عدم وجود شبهة جنائية، في حين لم يتم الإعلان عن سبب الوفاة رسمياً بعد، كان هاكمان يبلغ 95 عاماً، بينما كانت زوجته تبلغ 63 عاماً.
ونقل موقع "سانتا" في نيو مكسيكو، عن قائد شرطة مقاطعة سانتا في، آدان ميندوزا، قوله إن الزوجين ماتا مع كلبهما، وأنه لا يوجد مؤشر فوري على وجود عمل مدبر، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وولد هاكمان العام 1930، وظل لعقود أحد أعمدة السينما العالمية، بفضل أدائه المتميز، وتنوع أدواره، وحفر اسمه في تاريخ السينما عبر أفلام خالدة مثل "The French Connection"، الذي منحه أوسكار أفضل ممثل العام 1971، و"Unforgiven" الذي أكسبه أوسكار أفضل ممثل مساعد العام 1993.
وكان هاكمان ممثلاً من طراز نادر، امتلك كاريزما خاصة وحضوراً طاغياً جعله واحداً من أكثر الممثلين تأثيراً في جيله، ليقف في مصاف روبرت دي نيرو، آل باتشينو، وداستن هوفمان، لم يكن ممثلاً تقليدياً، بل كان فناناً متنوعاً، قادراً على التنقل بين الأدوار الجادة والكوميدية، بين البطولة الجريئة والشخصيات الثانوية التي تترك أثراً لا يُمحى.
ولم يكن طريق هاكمان إلى النجومية سهلاً، بعد تجربة مبكرة في سلاح مشاة البحرية الأميركية، دخل عالم التمثيل متأخراً، لكنه فرض نفسه بقوة. بدأ في المسرح، حيث حصل على إشادة كبيرة عن أدائه في عدة أعمال مسرحية، ثم انتقل إلى التلفزيون، قبل أن يحقق خطوة لافتة في "Bonnie and Clyde" العام 1967، حيث جسد دور شقيق المجرم الشهير كلايد بارو، ليحصل على أول ترشيح له لجائزة الأوسكار.
بعد ذلك، تألق في أفلام مثل "I Never Sang for My Father"، الذي منحه ترشيحه الثاني للأوسكار، لكنه وصل إلى القمة مع "The French Connection"، حيث لعب دور المحقق بوباي دويل بأسلوب جعل الفيلم واحداً من أعظم أفلام الجريمة في التاريخ.
وكانت مسيرة هاكمان مليئة بالأدوار التي صنعت منه أسطورة سينمائية حقيقية، حيث قدم شخصيات متباينة، من المحقق القاسي في "The French Connection II"، إلى السياسي الفاسد في "Absolute Power"، ومن الرئيس السابق في "Welcome to Mooseport"، إلى قائد الغواصة المتسلط في "Crimson Tide"، حيث قدم واحداً من أعظم المشاهد التمثيلية ضد دينزل واشنطن.
وكان أداؤه في "The Conversation" لفرانسيس فورد كوبولا مثالاً على عمق موهبته، حيث لعب دور خبير تنصت يعاني من صراعات داخلية، بينما أظهر حسه الكوميدي في أفلام مثل "The Birdcage"، حيث لعب دور سيناتور محافظ يجد نفسه وسط موقف غير متوقع.
ورغم تعرضه لعدة نكسات صحية، بما في ذلك مشكلات في القلب، إلا أن هاكمان لم يتراجع، بل عاد ليحصد أوسكاره الثاني عن دوره في "Unforgiven"، حيث جسد عمدة قاس يفرض سيطرته بوحشية، في أداء حفر اسمه في سجل أفضل الشخصيات الشريرة في السينما.
ومع تقدمه في العمر، قرر هاكمان اعتزال التمثيل بعد فيلمه الأخير "Welcome to Mooseport" العام 2004، مفضلًا التركيز على الكتابة الأدبية، حيث ألف عدة روايات تاريخية وأدبية، أبرزها "Wake of the Perdido Star" و"Justice for None"، ليؤكد أنه لم يكن مجرد ممثل، بل فناناً متعدد المواهب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة
مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة

MTV

timeمنذ 8 ساعات

  • MTV

مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة

كانت الطائرة متجهة إلى سان دييغو عندما تحطمت بالقرب من مطار مونتغومري-جيبز التنفيذي في المدينة. لقي عازف الدرامز السابق لفرقة الميتال كور "The Devil Wears Prada"، دانيال ويليامز، ووكيل المواهب ديف شابيرو حتفهما في تحطم طائرة خاصة في أحد أحياء سان دييغو يوم الخميس، في 22 أيار. ونعت الفرقة ويليامز عبر حسابها الرسمي في "إنستغرام"، قائلة: "لا توجد كلمات. نحن مدينون لك بكل شيء. نحبك إلى الأبد"، مشاركة مجموعة صور لزميلهم السابق، منها صورة وهو يقف خلف مجموعته من الطبول. وقال والد ويليامز، لاري، لموقع "TMZ" إن عائلتهم متأكدة من أنه كان على متن الطائرة وأنه لم يكن هناك ناجون من الحادث. ومع ذلك، قال إنهم لم يتلقوا تأكيداً رسمياً من السلطات. وكان ويليامز شارك عبر خاصية القصص المصورة في حسابه عبر "إنستغرام"، صورة من داخل الطائرة، كتب عليها: "انظروا إليّ، أنا مساعد الطيار الآن". وتم التعرف على ضحية أخرى وهي ديف شابيرو (42 عاماً)، وكيل مواهب ومالك "مجموعة ساوند تالنت" (STG). قال متحدث باسم STG في بيان لـ "Billboard": "نشعر بحزن عميق لفقداننا المؤسس المشارك وزملائنا وأصدقائنا. قلوبنا مع عائلاتهم وكل من تأثر بهذه المأساة اليوم. نشكركم جزيل الشكر على احترام خصوصيتهم في هذا الوقت". وعمل شابيرو، الذي أطلق شركة "STG" عام 2018، مع مجموعة من الفنانين، بما في ذلك "سوم 41"، و"إيف 6"، و"بيرس ذا فيل" و" Story of the Year"، بحسب موقع "فارايتي". وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن شابيرو كان واحداً من ثلاثة موظفين قُتلوا في حادث تحطم الطائرة، لكنها لم تحدد هوية الأفراد الآخرين. وفقاً لبيانات من موقع "Flight Aware"، أقلعت طائرة "سيسنا 550"، التي كانت تقل ويليامز وشابيرو من مطار تيتربورو في نيو جيرسي الساعة 11:15 مساءً بالتوقيت المحلي، يوم الأربعاء 21 أيار، وتوقفت في ويتشيتا في ولاية كانساس الساعة 1:49 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الخميس. ثم أقلعت الطائرة من ويتشيتا في الساعة 2:36 صباحاً. من هناك، كانت الطائرة متجهة إلى سان دييغو عندما تحطمت بالقرب من مطار مونتغومري-جيبز التنفيذي في المدينة قرابة الساعة 3:45 صباحاً، وفقاً لمعلومات أولية من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA). ووقع الحادث وسط طقس ضبابي في أكبر حي سكني تابع للجيش الأميركي، ما تسبب في أضرار لعدة مركبات متوقفة، ولا تزال أسباب الحادث غير معروفة حتى الآن، وفقًا لـ "الأسوشيتد برس".

مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة
مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

مصرع موسيقي أميركي ووكيل مواهب في حادث تحطم طائرة خاصة

لقي عازف الدرامز السابق لفرقة الميتال كور "The Devil Wears Prada"، دانيال ويليامز، ووكيل المواهب ديف شابيرو حتفهما في تحطم طائرة خاصة في أحد أحياء سان دييغو يوم الخميس، في 22 أيار/مايو. ونعت الفرقة ويليامز عبر حسابها الرسمي في إنستغرام، قائلة: "لا توجد كلمات. نحن مدينون لك بكل شيء. نحبك إلى الأبد"، مشاركة مجموعة صور لزميلهم السابق، منها صورة وهو يقف خلف مجموعته من الطبول. View this post on Instagram A post shared by The Devil Wears Prada (@tdwpband) وقال والد ويليامز، لاري، لموقع "TMZ" إن عائلتهم متأكدة من أنه كان على متن الطائرة وأنه لم يكن هناك ناجون من الحادث. ومع ذلك، قال إنهم لم يتلقوا تأكيداً رسمياً من السلطات. وكان ويليامز شارك عبر خاصية القصص المصورة في حسابه عبر إنستغرام، صورة من داخل الطائرة، كتب عليها: "انظروا إليّ، أنا مساعد الطيار الآن". وتم التعرف على ضحية أخرى وهي ديف شابيرو (42 عاماً)، وكيل مواهب ومالك "مجموعة ساوند تالنت" (STG). قال متحدث باسم STG في بيان لـ "Billboard": "نشعر بحزن عميق لفقداننا المؤسس المشارك وزملائنا وأصدقائنا. قلوبنا مع عائلاتهم وكل من تأثر بهذه المأساة اليوم. نشكركم جزيل الشكر على احترام خصوصيتهم في هذا الوقت". وعمل شابيرو، الذي أطلق شركة "STG" عام 2018، مع مجموعة من الفنانين، بما في ذلك "سوم 41"، و"إيف 6"، و"بيرس ذا فيل" و" Story of the Year"، بحسب موقع "فارايتي". وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن شابيرو كان واحداً من ثلاثة موظفين قُتلوا في حادث تحطم الطائرة، لكنها لم تحدد هوية الأفراد الآخرين. وفقاً لبيانات من موقع "Flight Aware"، أقلعت طائرة "سيسنا 550"، التي كانت تقل ويليامز وشابيرو من مطار تيتربورو في نيو جيرسي الساعة 11:15 مساءً بالتوقيت المحلي، يوم الأربعاء 21 أيار/مايو، وتوقفت في ويتشيتا بولاية كانساس الساعة 1:49 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الخميس. ثم أقلعت الطائرة من ويتشيتا في الساعة 2:36 صباحاً. من هناك، كانت الطائرة متجهة إلى سان دييغو عندما تحطمت بالقرب من مطار مونتغومري-جيبز التنفيذي في المدينة قرابة الساعة 3:45 صباحاً، وفقاً لمعلومات أولية من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA). ووقع الحادث وسط طقس ضبابي في أكبر حي سكني تابع للجيش الأميركي، ما تسبب في أضرار لعدة مركبات متوقفة، ولا تزال أسباب الحادث غير معروفة حتى الآن، وفقًا لـ "الأسوشيتد برس".

الهرّ الأسود 'فلو' يحذّرنا من الكوارث الآتية
الهرّ الأسود 'فلو' يحذّرنا من الكوارث الآتية

سيدر نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • سيدر نيوز

الهرّ الأسود 'فلو' يحذّرنا من الكوارث الآتية

ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالَمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة 'فلو' إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج 'بلندر' (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقَطَ عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم 'نظرة ما' في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. كلّ شيء يغرق يخرج 'فلو' من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل في عودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. ما أسباب حدوث الفيضانات وكيف يجب أن نتصرف عندما تحدث؟ يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع البيولوجي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهدَّدة بالانقراض. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا معاً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي هَمُّ الغذاء وهَمُّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: 'في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعليّ'. يقول دمّر: 'شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة'. أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّطت الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. ويشير مّر إلى أنّ السينما الوثائقية تبدو أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ إنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. ومن بين الأمثلة التي يذكرها، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلُغَة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ – بحسب دمّر – مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. يقول إلياس دمّر إنّ 'هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون'. ويضيف: 'شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان 'كان' الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان 'صندانس' الذي دعم تجارب بيئية مستقلة'. لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال 'أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار'. ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. 'أولها الجمود الجماهيري'، يوضح دمّر، 'فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري'. أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في 'تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة'. ويشير أيضاً إلى أنّ 'بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال'. أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ'التحفّظات الإنتاجية'، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في 'الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب'. لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح 'السينما الخضراء'، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: 'التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات'. ويضيف: 'للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد'. ويختم دمّر بالقول إنّ 'السينما الخضراء ليست حلماً بعيد المنال، لكنها تتطلب تنظيماً حازماً من الهيئات الرسمية، والتزاماً جدياً من داخل الصناعة نفسها، إلى جانب وعي جماهيري يضغط باتجاه هذا التغيير'. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store