
تغيير الأسماء بين الأصالة والتحديث.. «الوادي والسكران أنموذج»
تعد الأسماء جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة المكان، وهي امتداد للهوية الثقافية والتاريخية لأي مجتمع. ومع التطورات العمرانية والمشاريع الحديثة، يُثار جدل متكرر حول تغيير أسماء معالم عُرفت منذ القدم. فهل يُعد هذا التجديد ضرورة حضرية؟ أم أنه يمثل طمسًا لتراث لا يُقدّر بثمن؟
ينبغي أن يكون بين الأصالة والتطوير توازن. فهذا أمر لا بد منه، فبعض التعديلات في أسماء الأماكن تُمليها ضرورات تنظيمية أو تنموية، كتحسين الوصول وتيسير التوجيه. ومع ذلك، فإن الإقدام على تغيير أسماء اشتهرت لعقود، بل وقرون، قد يضعف الصلة بين الحاضر والماضي، ويُفقد المجتمع إحدى أدواته الرمزية في حفظ الذاكرة الجمعية.
إذا.. لماذا نُبقي على الأسماء القديمة؟
والجواب: لأنها تحمل رمزية تاريخية، فبعض الأسماء ارتبطت بسير أعلام أو وقائع ذات شأن تشكل مرجعية شعبية، فهي علامات استدلالية مألوفة لدى الأهالي والزوار، وتُعد قيمة ثقافية، وكثير منها له جذور لغوية أو دلالات اجتماعية فريدة.
فمتى يُقبل التغيير إذا؟
يقبل التغيير إذا كان الاسم يحمل دلالة غير لائقة أو يسبب التباسًا، أو إذا استدعت الحاجة إلى تعزيز الهوية الوطنية بأسماء حديثة، شرط ألا يكون التغيير جارفًا أو عشوائيًا.
فالحل الوسط هو أن نقترح اعتماد حلول توفيقية، مثل الجمع بين الاسم القديم والجديد، حفاظًا على الأصالة واستجابة للتحديث.
مثال ذلك: متنزه السكران – ملتقى الوادي، بحيث يُحفظ الاسم الأصلي للذاكرة، ويُضاف إليه مسمى حديث يعكس روح الأصالة ورغبة التجديد بطابعها الحضاري للمكان.
ومضة
التجديد لا يعني القطيعة، كما أن الحفاظ لا يعني الجمود، وبينهما مساحة واسعة للتوازن الواعي الذي يصون التراث، ويحتفي بالتطور.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
آلة ذكية في شوارع حائل.. لخدمة الحيوانات الضالة
المدن التي تحترم الحيوانات تضع أساسًا متينًا لأخلاقيات الحياة الحضرية. فحين تمتد العناية من الإنسان إلى المخلوقات الضعيفة التي تعيش في الظلال، يظهر المعنى الحقيقي للتحضر. في هذه المدن، لا تُقاس الكرامة بالمباني، بل بالرحمة التي تسير في الشوارع، وتتجسّد في الأفعال اليومية، من بينها آلة هادئة تقف عند ركن منتزه، تقدم طعامًا وماءً لمخلوق عَبَرَ صدفةً، وتفتح طريقًا للتوازن بين الإنسان ومحيطه. أمانة منطقة حائل أطلقت مبادرة نوعية حملت عنوانًا صامتًا: «آلة إعادة التدوير الذكية لإطعام الحيوانات الضالة»، فكرة بسيطة في مظهرها، عميقة في أثرها. حيث تعمل الآلة على استقبال عبوات بلاستيكية وبقايا طعام، ثم تحويلها إلى وجبات وماء للحيوانات المشردة، في حركة واحدة تجمع بين حماية البيئة وتعزيز الرفق بالحيوان. تنتشر الآلات في مواقع مختارة داخل المدينة مثل منتزه الأمير عبدالعزيز بن سعد، منتزه الأمير سعود بن عبدالمحسن و منتزه الفجر، فكل موقع مرتبط برمز QR لتسهيل الوصول، ودعوة غير مباشرة لسكان المدينة للمشاركة في الفكرة عبر الفعل، لا الشعارات. هذه الآلة لا تصدر صوتًا، ولا ترفع لافتة، لكنها تزرع أثرًا في كل من يمر بها حيث تعلّم الأجيال أن العطاء لا يحتاج تصريحًا، وأن كرامة المدن تُبنى حين تُمنح الحياة فرصة للعيش، حتى في جسد قط جائع، أو فم كلب عطشان. ففي مدن كإسطنبول وشنغهاي ظهرت تجارب مشابهة، غير أن حائل قدمت نسختها بلغة المكان، وروح المجتمع، ومساندة مباشرة من مؤسساتها المحلية. في هذه المبادرة، لا ينتهي الدور عند الآلة، بل يبدأ منها. فهي لا تُطعم فحسب، بل تفتح أبوابًا للتفكير: كيف يمكن للمخلفات أن تُصبح جسرًا للرحمة؟ وكيف يمكن لمدينة أن تكتب تاريخها من خلال تصرف صغير يعبّر عن احترامها لكل أشكال الحياة. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 10 ساعات
- صحيفة سبق
"المواصفات السعودية" تنصح: مكيفك يوفر.. إذا استخدمته بذكاء!
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يصبح التكييف ضرورة لا غنى عنها. لكن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى استهلاك عالٍ للكهرباء. لهذا، تنصح هيئة المواصفات السعودية باتباع خطوات بسيطة لكنها فعّالة، مثل ضبط درجة الحرارة على 24 درجة مئوية، مع إغلاق الأبواب والنوافذ أثناء التشغيل، والمداومة على تنظيف الفلاتر كل أسبوعين. أيضًا قبل الشراء، يُنصح باستخدام تطبيق 'تأكد' لفحص بطاقة كفاءة الطاقة واختيار الأجهزة الأعلى كفاءة (فئة أ).


الرياض
منذ 11 ساعات
- الرياض
بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي...المملكة تواصل دعم توفير المياه لأهالي غزة
واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دعم توفير المياه لأهالي قطاع غزة، حيث وُزِّعَت المياه الصالحة للشرب؛ مما أسهم في تلبية احتياجات آلاف العائلات، وذلك ضمن مشروع التدخل الطارئ لإغاثة غزة في قطاع المياه والإصحاح البيئي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف المشروع إلى توفير المياه للنازحين والفئات الضعيفة من خلال شراء وتشغيل (5) صهاريج لتوزيع المياه الصالحة للشرب بسعة (10) أمتار مكعبة لكل منها، ونقل (1.800) متر مكعب من المياه يوميًا إلى الملاجئ والمجتمعات المضيفة باستخدام (36) صهريج مياه، وتوزيع حاويات تخزين المياه بما في ذلك (23.232) وعاءً و (19.800) دلو؛ بهدف تسهيل الوصول الآمن للمياه، يستفيد منه مليون شخص. ويأتي ذلك في إطار الاستجابة الإنسانية المستمرة التي تقدمها المملكة العربية السعودية من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.