
نزيه أبو نضال.. ناقشَ الحبرَ على كفِّ القمر!ميسر السردية
نزيه أبو نضال.. ناقشَ الحبرَ على كفِّ القمر!
ميسر السردية
'رجلٌ جاء وذهب، لكنّ مجيئه لم يكن مرتجلاً، بل كان حافلًا مورقًا، حيث وضع توقيعه نهاية السطر.
وكذلك لم يكن ذهابه عاديًا، بل وكأنه قرر اختيار اللمسة الأخيرة…
رحل، متلفّعًا بنضالاته، محتضنًا كتاباته، مناديًا في وادي عروبته على أمته التي أحبّها، فلم يُجبه سوى الصدى…
لتكن قيامتك حيث الراحة الأبدية، أيها النبيل الأصيل.'
أُعيد نشر ما كتبته عن جزءٍ من مسيرته الحافلة، وكانت هديتي له في ذكرى مولده في وقتٍ مضى…
وفرح بها يوم ذاك كفرحة أول صباحات العيد.
الطفل أمام بوابة الحياة
كنتُ أطوي كتاب مذكرات نزيه أبو نضال، من أوراق ثورة مغدورة، وأذهب لأبحث عن بعض الأسماء في عالم 'غوغل'، لأرى صور من جاء على ذكرهم في تلك المذكرات أو في الاسترجاعات التي جاءت إثر لقاء أجراه معه الباحث الدكتور زياد منى – رحمه الله.
أخذت المذكرات مسارب عدّة، ما بين الشخصي، الذي لا بد منه، إلى العام، حيث تشكل وتكوّن وعي الرجل في مراحله المختلفة، حتى ليبدو وكأنه لم يعش حياةً واحدة، بل حيوات كثيرة.
من الإرهاصات الأولى – وكما قال:
'الإنسان ابن شرطه الثقافي والاجتماعي ومكوناته المعرفية والذهنية والنفسية' –
إلى المرحلة النضالية، فالتنقّل بين العواصم والمدن والمحطات، إلى التأليف والتنظير والكتابة في عشرات الصحف والمجلات العربية، التي توّجت بمجموعات من الكتب في شتى ميادين الثقافة والأدب والسياسة.
التكوين الثقافي والوجداني الأول
عن تكوينه الثقافي ونهمه القرائي، يقول:
'صحوت على الدنيا في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، وجدت في بيتنا مكتبة ورثها أخي عن خالي، طوّرها من دخله الزهيد كميكانيكي. قرأت كل ما وقع تحت يدي؛ قصصًا، شعرًا، روايات بوليسية، كتبًا لكتّاب مهمين أو مجهولين.'
لاحقًا، تعرّف على مكتبة قرب الجامع الحسيني، كان يستأجر منها الكتاب بـ'نصف قرش'.
أحيانًا، كان ينهي قراءة الكتاب قبل أن يصل البيت!
كان لتلك القراءات المبكرة أثرٌ كبير، كما يقول، في صوغ منظومة من القيم والأخلاقيات، وتعلّم منها معنى الصداقة الحميمة التي جمعته بأصدقاء العمر: نزيه خوري، منيب حداد، فخري قعوار، وغيرهم.
نموّ المراهق واتّساع إطار الصورة
امتدت قراءاته لاحقًا إلى نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، تولستوي، ديكنز، جاك لندن، هوغو، مكسيم غوركي، وسارتر وكامو.
أما الكتاب المفصلي، فكان قصة الحضارة لوِل ديورانت:
'بعد قراءة هذا الكتاب، غادرت الفكر اللاهوتي إلى الفكر العلماني، إذ اكتشفت أن كل تاريخ الأديان مترابط متشابه. بعد ذلك، أصبحت حرًا خارج المألوف، قادرًا على بلورة ما أقتنع به من قرارات.'
أول مظاهرة شارك فيها كانت ضد 'حلف بغداد'، وكان بعمر الرابعة عشرة فقط.
وقد اختبر، مع أسرته، أشكالًا من التواطؤ النبيل مع النضال، من إيواء مطاردين إلى إخفاء منشورات سرية.
لنضع النقاط على الحروف
انتقل إلى مدرسة الأحنف بن قيس، وانضمّ من خلالها إلى حركة القوميين العرب.
راوده حلم القاهرة، لكن أخاه اعتذر عن مساعدته.
فكتب له نزيه رسالة بعنوان لنضع النقاط على الحروف، كانت مفتاح الرحلة:
'سأعمل وأدرس بالمراسلة.'
عمل أولًا في محل حدادة، ثم تدخّل صديق للعائلة تأثر برسالته وتكفّل بسفره إلى القاهرة.
القاهرة.. ونضج الحلم
في القاهرة، سكن مع فخري قعوار وهشام يانس.
تعرّف إلى نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وغالب هلسه، وحضر مسارح ودور أوبرا، وقرّبته سور الأزبكية من عشرات العوالم الأدبية والفكرية.
نكسة حزيران.. نقطة وسطر جديد
بعد نكسة 1967، قرر ترك الدراسة والانضمام إلى 'فتح'، فسافر إلى دمشق ومنها إلى معسكرات الفدائيين، واتّخذ اسم 'نزيه أبو نضال'.
'اكتشفت لاحقًا أن الهزائم الكبرى لا تصنعها الضربات الكبرى، بل الممارسات اليومية، والتفاصيل الصغيرة حيث تكمن الشياطين.'
جولة حول الشرق
زار الصين، كوريا الشمالية، الهند، فيتنام، كوبا، فرنسا، إسبانيا.
التقى قادة كبارًا مثل شوان لاي، أنديرا غاندي، كيم إل سونغ، وتعرّف إلى تجارب الشعوب في الكفاح والتنمية.
النشاط الثقافي والإعلامي
كتب في السفير، اللواء، الهدف، الدستور، وعمل في إذاعات 'زمزم'، 'صوت فلسطين'، 'صوت لبنان العربي'.
أخرج أفلامًا وثائقية، وفاز بجوائز في مهرجان بغداد.
أسهم في تأسيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وترأس فرعه في لبنان لسنوات طويلة.
من كتبه:
الشعر الفلسطيني
أدب السجون
مواجهات سياسية
الثقافة والديمقراطية
حدائق الأنثى
تمرد الأنثى
الكتابة الساخرة
القصة القصيرة الأردنية
حطّ الرحال وركن حقائب التعب
قال:
'أتلفّت حولي لا أرى أحدًا…
ورفاق دربي قد غدوا بددًا
وقد تساوت العواصم والخيل
وبات من يرى كمثل من به رمدا…
فشدّدتُ الرحال إلى عمّان
وقد ضيّعتُ من استُشهد ومن ضحّى ومن شهِدَا'
عاد إلى عمّان، فواصل العمل الثقافي والفكري، وشارك في تأسيس وتفعيل مؤسسات أردنية وعربية ثقافية.
نال جوائز وتكريمات عديدة، وبقي ينبض بالحرف ويقاوم الانطفاء، وينثر الحبر على كفّ القمر.
وهكذا قال…
'فهل من طفلٍ طالعٍ قد تبرعمَ بالندى…
يمضي للأمام واثقًا بما وجد؟'
2025-04-21

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 12 ساعات
- الزمان
المرأة الزوهرية
المرأة الزوهرية – زينب كاظم قرأنا الكثير عن المرأة الزوهرية ولذلك هذا الموضوع أثار فضولنا للتوسع والبحث المستفيض عنه ،والمقصود بالمرأة الزوهرية هي المرأة ذات الطاقة الروحانية العالية ولقد اخترنا المرأة الزوهرية وليس الرجل الزوهري لأنه المرأة الزوهرية تختلف عن الرجل الزوهري عموما وتشبهه في بعض الصفات على وجه الخصوص لكننا أخترنا المرأة في هذا المقال ،أن المرأة الزوهرية عبارة عن جهاز متنقل لكشف الكذب والنفاق وتعرف جيدا من هو الكاذب ومن هو المنافق من خلال كلامه ولغة جسده ولغة عيونه لكنها تسكت وتتركه يكذب ليأتي هو باخره أو تنتظر حتى يكون لديها دليل ملموس على كذب ونفاق الشخص ومن ثم تواجهه صدمة وصراحة ،كذلك من أهم صفات المرأة الزوهرية هو صدقها وصراحتها فهي لا تحب النفاق والكذب والغش والتمثيل بالتعامل مع الأخرين فهي واضحة جدا وتقول الحق ولو على رقبتها ولا تخاف من أحد فقط تخاف من خالقها وحتى وأن كانت هي من أخطأ تقول ذلك بكل وضوح ولا تخشى أي شيء، كذلك هي قليلة الكلام جدا مع الناس الذين لا تحبهم ولا ترتاح لهم لأنها تشعر أنهم منافقين أو كاذبين وكلما زادت طاقتها الروحية زادت قدرتها على أكتشاف الناس المخادعين والكاذبين والمنافقين حتى وأن كانت فيما سبق تحترم هؤلاء الناس لأنها لم تكتشفهم وعندما تتيقن أنهم سيئين تبدأ تتجنبهم ويبدأ كلامها معهم يقل ،على العكس تماما مع الناس التي تتأكد من أنهم صريحين وصادقين وواضحين فهي تعشق الحديث معهم لذلك قد يراها البعض غريبة وغير مفهومة بالتعامل فمع البعض صامتة ومع البعض الأخر كثيرة الكلام الا هي تعرف جيدا مع من تتعامل فهي دوما تعمل عزلة بينها وبين الناس السيئة لأنها في داخلها جهاز استشعار يستشعر من هو الجيد ومن هو السيء ،والأمر الأخر الذي تتميز به المرأة الزوهرية أنها دوما تحاول اخفاء عصبيتها لأنها دوما تشعر بالعصبية لذلك تحاول مداراة ذلك ولا تظهره وتكتمه داخلها وأسباب تلك العصبية أنها إنسانة تكره الشر وتكره أن المقابل يمثل عليها ويتلاعب بها ولا تريد أن تشعر في الاخر أنها كانت مغفلة لكنها تستطيع التحكم بعصبيتها لأن لديها القدرة على أخذ القرارات وعلى القدرة على ارجاع حقها بلا خطأ لأنها لا تستطيع أن تتهاون في حقها نهائيا ودوما لديها أصرار على أخذ حقها واتخاذ القرارات الصحيحة ،ومن مميزاتها أيضا أنها تبين أنها قوية وشديدة وصلبة وكأنه لا يوجد شيء بالدنيا يستطيع هدها وكأنها جبل على العكس تماما عندما تكون في عزلة مع نفسها تجدها تبكي وتنهار من نسمة هواء سارت عكس إرادتها وكأنها شخصية مع الناس وشخصية مع نفسها وكأنها شخصيتين وليست واحد لذلك كل من يراها ويتعامل معها يقول عنها أنها قوية جدا وشديدة ولا يهزها شيء ولا تدمع عينيها أمام أحد أما مع نفسها تجدها تبكي من حرف قيل لها بعد أن تحسب بعض الأمور ببالها تبكي وتصعب عليها ذاتها ،كذلك أن أبرز ميزاتها أنها تحب القرب من الله عز وجل والدعاء والصلوات والعبادة وعمل الخير على الرغم أن الزوهريين يولدا فطريا هكذا بشكل عام ألا أنهم في مرحلة عمرية معينة يتعرضوا لضغوط شديدة بالحياة قد تلهيهم عن العبادة وتشغلهم وتجعلهم يقعوا بأخطاء كثيرة وذنوب كبيرة الأ أنهم عندما يرجعوا إلى أنفسهم ويتنبهوا نجدهم منغمسين بالدعاء والصلاة والأعمال الحسنة وقراءة القرآن الكريم لذلك نجد عند المرأة الزوهرية قوة رهيبة على التوبة والأبتعاد عن المعصية بالإضافة إلى أنها تملك ضميرا حيا صاحيا ودوما تحاسب نفسها على أتفه الأخطاء وتضع الله بين عينيها قبل أن تفعل أي أمر أذ انها تخاف من الله وحسابه وغضبه ودوما تساعد الفقراء ومن يحتاج منها أي مساعدة أن استطاعت لا تتأخر أبدا . كذلك المرأة الزوهرية لديها شفافية مميزة بروحها وتكون محبوبة من الناس الذين حولها إذ أنها تملك بريقا غريبا في عينيها يجذب كل من ينظر إليها ،ومن الممكن أن يكون جمالها طبيعيا عادياكملامح لكن نظرة عينيها تجذب أي شخص إليها بمجرد أن ينظر فيها يرى نفسه مشدود إليها بدون أن يعرف السبب وهذا من أهم صفاتها . شعور المسؤولية أنها إذا وضعت هدفا ما برأسها وتريد أن تصل اليه فسوف تحقق ذلك مهما مر الوقت ومهما حاول الذين من حولها احباطها ومهما أعطوها طاقات سلبية فهي تظل عازمة على تنفيذ ما تريد تحقيقه من أحلام وهذا من أبرز صفات الأنثى أو المرأة الزوهرية . كذلك أن النساء الزوهريات يملن إلى الناس المسنة ويرغبن بمساعدتهم والحديث معهم طمعا منهن أن يدعو لهن ذلك المسن بدعوة جميلة ودوما يضعن أنفسهن مكان الأنسان المسن ويقلن أنه في يوم من الايام سنكون مكانه لذلك لديهن شعورا بالمسؤولية أمام المسنين وينظرن نظرة بعيدة بأنه إذا ساعدن المسن سوف يبعث الله من يساعدهن عندما يصلن لذلك العمر وأن الزوهرية تفعل ذلك ليس تأدية واجب بل بكل حب خاصة للمسنين الفقراء والمرضى . ومن أجمل وأروع صفات المرأة الزوهرية أنها عندما تدخل مكانا ما تترك بصمة رائعة في ذلك المكان فمثلا عندما تذهب لتزور مكانا ما تنشر الحب والبهجة بذلك المكان وعندما تغادر يظل الحاضرين يتحدثوا عنها من شدة حبهم وانجذابهم نحوها ويتمنون أن تأتي تجالسهم أو تزورهم مرة اخرى. كذلك عندما تدخل محلا ما في الأسواق تجد ذلك المحل امتلأ بالزبائن مهما كان خاليا قبل دخولها أي أنه يدخل الخير بقدومها لمكان ما إذ نجدها أيضا تركت بصمة بالمكان بل وحتى صاحب المحل أن تكرر معه نفس الأمر نجده يقول فلانة مقدمها أو وجهها خير علي، بل أي مكان تدخله سواء مطعم أو سوقا أو غيره نجدها تترك روحها الجميلة فيه ودائما الناس يذكرونها بكل خير ومن صفاتها كذلك أنها لا تحمل حسدا لأي أحد ودوما تتمنى الخير للجميع وامنيتها أن يصل الناس لأعلى مراتب ولكل ما يتمنونه ولا تكن بداخلها غيظا أو حقدا أو غلا لأحد فهي لا تقول مثلا لماذا فلان حقق كذا أو وصل إلى ما يريد حقدا وحسدا بل هي تحب الخير لمن حولها وليس عندها ضغينة تجاه أحد فروحها جميلة وتريد أن الجميع يكونوا بخير وسعادة ويحققوا أحلامهم وكل ما يريدون . كذلك تتميز بالكرم والسخاء ولو كانت تملك دينارا واحدا تريد أن تنشر البهجة والسعادة بهذا الدينار وتسعد وتفرح من حولها وقانونها في الحياة السعادة عندما توزع على الجميع تعم وتزيد ليس كأي شيء آخر يتناقص بالمشاركة فالأنا والأنانية ليست في قاموسها على الرغم من تعرضها في حياتها للقسوة والظلم والأذى والغدر والخذلان من ناس كثر لكن معدنها الأصيل لا يتغير مهما ادعت أنها سوف تتغير في لحظة الم ومهما حاولت أن تتغير لا تعرف لأن طبعها يغلبها …. صفات رائعة وهي موجودة وأن ندرت لذلك شدنا هذا الموضوع للكتابة ..


الزمان
منذ 12 ساعات
- الزمان
على سنكة عشرة
هكذا قررت أن ابدأ نصي، حارس العمارة يضغط جرس شقتي ثم يمضي وحين افتح اجد بدلتي معلقة – مكوية – مشنوقة عند أكرة الباب … ثم يلقاني لانفحه بحق المرمرطه ( السخرة بلساننا ) وهو يقول لي : بسم الله ماشاء الله النبي حارسك انت كدة على سنجة عشرة …وانا بعد ذلك انكش معارفي عند الطواريء : كلمة السنجة تم تحريفها مع مرور الوقت وكانت مشتقة من كلمة» الصنجة»، وهي إحدى الأدوات المستخدمة في وزن الذهب، وكانت تزن 10 ملليغرام أي عشر الغرام، و الهدف من استخدام تلك الجملة هو أن الأناقة توزن بميزان الذهب. هو لايهزر مثل بلبل هزار يغرد (نفسي يادكتور تجيب سيرتي في التلفزيون مش انا زبطتك على سنكة عشرة ).! حين اعيد ت حلقة الراحل موفق محمد وقد سجلت له الحوار ببغداد بعد ان قدم من الحلة في (لوكيشن) بشارع سليمان فائق قال من دلني عليه انه مناسب لك وافضل من تلك القنفة التي تبدو فيها قزما رغم قامتك السامقة (والمفردة الاخيرة منه) بعد ان عرض الحوار الجمعة وصلتني منه رسالة نصها التالي : إحم إحم ياناسني وانت على بالي : الدال على الخير كفاعله ..عمي مارايد غير كلمة مرحبا كما يقول عارف محسن .. بالشكر تدوم النعم ! رحل موفق محمد(ابو خمرة – منصوبة ومضمومة ) متأخرا عن موت يتمناه في الخامس عشر من مايو من هذا الشهر الخامس من عام 2025 .. بعد ان حاورته في 28 من شهر شباط – فبراير من عام 2021.جاء من يتمنمر علي : لقد قتلته (كل من تحاوره يقضي نحبه )!!وفات المتنمر المستأسد علي انه يلاعب الموت ويتمناه ويدعوه بلسان مبين : مزنة ٌ من رصاص ٍ أمطرت جاري ،فــــــدبَّ الموتُ في رأسي فأطفيت الرؤوسا ،غيرَ رأس ٍ ظلَّ يستجدي من الموت كؤوساً ،وهو الذي قال لي بلهجة تدرج ولاتعرج : أ نت عندما تخسر عزيزإ – يقصد ولده البكر عدي (انت هيج تصير صفر عالشمال خل اروح اني أروحلي انا اتمنى لو واحد هسه يرحمني إذا يجي يضربني ويكتلني اني احس كلش عيب عليَ اموت موت الله اني كلش ما اريد هيج لأن هؤلاء الاف مؤلفة من الشباب بمقبرة السلام وانا أجيهم ميت موت الله ؟ اريد مثلهم يعني شلون). وبهذا كفاية لمن كان له قلب ..


موقع كتابات
منذ 4 أيام
- موقع كتابات
'محمد القبانجي'.. أول قارئ مقام عراقي تسجل له أسطوانة
خاص: إعداد- سماح عادل 'محمد القبانجي' فنان ومطرب عراقي، أحد الرواد المبدعين في مجال المقام العراقي، ومن أشهر قارئي المقام في العراق. إبداع.. في مقالة بعنوان (محمد القبانجي.. سيرة مختصرة وإبداع) كتبت 'د. إيمان نوري الجنابي': 'مطرب المقام الأول في العراق في القرن الماضي، عاش ما بين 1904 و1989. اسمه محمد عبد الرزاق الطائي، لقب بالقبانجي وهو لقب يطلق على من يمتهن وزن المحاصيل الزراعية بالقبان أي الميزان، والتي كانت مهنة والده ومهنته في صباه، أجاد غناء الموشحات والمقامات والبستات، نوع من الغناء البغدادي، وهو بعمر 12 سنة، وجدد حسب ما ذكره بعض العارفين في المقامات العراقية ذلك اللحن من الموسيقى العراقية التراثية. لقب بمطرب العراق الأول في المؤتمر الثاني للموسيقى الشرقية في القاهرة سنة 1932م بحضور الملك فؤاد ملك مصر. وقد تنافس مع الفنانة أم كلثوم والفنان محمد عبد الوهاب. مارس محمد القبانجي في أيام شبابه التمثيل المسرحي في فرقة حقي الشبلي عام 1927. أصر أن يكون فيما بعد تاجراً في الحبوب لئلا يعتمد في معيشته على الغناء ولأجل أن يحافظ على موقعه الاجتماعي والاكتفاء المادي. ولد محمد القبانجي في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني سنة 1907 في جانب الرصافة من بغداد وقد اختلفت الآراء في تاريخ ميلاده، ما بين 1897 إلى تاريخ 1907 ولكن الاعتقاد الأرجح أن الميلاد الدقيق هو 1901. تزوج بابنة عمه عبد الجبار الذي شمله برعايته وتوجيهاته الحكيمة وقد رزقه الله منها ولدين هما (قاسم وصبحي) وعدداً من البنات»، أما عن كنيته وملامحه فقال: «كنيته (أبو قاسم) نسبة إلى ابنه الكبير، أما لقبه فهو (القبانجي- الكبنجي) وهو لقب عائلته إذ كان معظم رجالها يزاولون التجارة وحرفة كيل الطعام بالقبان (الكبان ويلفظ بالكاف الأعجمية المضخمة)، وهو طويل القامة ولونه أبيض مصحوب باحمرار، ذو محيا بشوش وثغر لا تفارقه الابتسامة وله مظهر وقور يبعث في نفوس الناظرين إليه الغبطة والانشراح والمهابة والاحترام، وله صوت موسيقي النبرات وبوسعه أن يرفعه فيصدح صداح البلبل، أو أن يخفضه فيبدو غليظاً رصيناً، وقد أحرز بصوته الفريد قصب السبق في جميع مجالات الغناء في العراق وانتشر له صيت بعيد، وهذه الصفات الحميدة والمواهب الفريدة جعلته يعيش سعيداً مرفهاً، وكان فضل الله عليه عظيماً، ولم تكن له إقامة في مكان واحد ففي بادئ الأمر كان مقيماً مع عائلته في محلة شعبية تدعى (سوق الغزل) بجانب الرصافة من بغداد، ثم انتقل منها إلى محلة (حمام المالح) وبعد فترة قصيرة عاد إلى محلته الأولى ومنها إلى محلة (صبابيغ الآل) وهناك توفي والده وتوفيت شقيقته (صبيحة) فتألم كثيراً وباع هذه الدار بثمن زهيد وشد الرحال إلى محلة (السنك) ومنها إلى كرادة مريم، ولكنه ألقى عصا الترحال بداره الجديدة في حي (الحارثية) بجانب الكرخ من بغداد بالقرب من مسجده الذي شيده على نفقته الخاصة'. عصر ذهبي.. في مقالة بعنوان (سيرة حياة الأستاذ محمد القبانجي.. سيد العصر الذهبي في المقام والغناء العراقي) بحث وإعداد 'د. نجوى الكوتاني و فاطمة الظاهر' كتب: ' في اليوم الثالث من نيسان/ أبريل من كل عام يصادف الذكرى السنوية لرحيل مطرب العراق الأول الأستاذ محمد القبانجي (1901 – 1988)، هذا الاسم الكبير في عالم المقام العراقي والذي نال إعجابا منقطع النظير وشهرة عربية واسعة، وكان صاحب طريقة في هذا اللون تسمى (الطريقة القبنجية) صار لها أتباع ومريدون وعشاق، حتى صار يمثل جزء من ذاكرة العراق التراثية والشعبية، ويعد أشهر مغني للمقام في العراق وفق آراء الكثيرين ممن عاصروه. وحدثت في حياته وهو طالب في المدرسة العسكرية قصة غريبة هزت كيانه بعنف. فقد كان والده يدفعه إلى مواصلة التعليم حتى وصل إلى مدرسة كانت معدة لتخرج الضباط والعسكريين وفجأة أخرجه والده من المدرسة قبل أن يكمل دراسته. وظن أن الأسرة قد لحقت بها خسارة فادحة في التجارة، ولكنه وجد الأسرة تعيش في نفس المستوى المادي المعقول كما كانت تعيش من قبل ولم يلاحظ تغييراً في حالة التجارة والقبانة التي يمارسها والده، إلا أن الجيش العثماني اخذوا اثنين من أخوته للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولي (السفر بر) ولم يعودا، وأفاق الشاب محمد القبانجي من الصدمة المزدوجة صدمة فقده اثنين من إخوته، وصدمة إخراجه من المدرسة العسكرية التي كانت ستجعل منه ضابطا، ورويدا رويدا أحس بالهدوء وبالسرور حيث أدرك أن المدرسة والخدمة العسكرية كانت ستحول بينه وبين ممارسة هوايته للغناء والموسيقى، وبدأ يعمل مع عمه في مهنة القبانة بسوق الجملة للفواكه في (علوة جبر) الواقعة في منطقة الشورجة، وبعد أن أصبح (قبانجيا) في خان الشابندر في الشورجة أخذ يتردد على المقاهى فأستهوته مقهى كان صاحبها اسمه قدوري العيشة المولود سنه (1861) وكان أغلب روادها هم من المغنين والموسيقيين من بينهم قدوري العيشة نفسه وسيد ولي ورشيد القندرجي ومحمود الخياط . حيث بدأ القبنجي يجالسهم ويستمع إليهم بشغف وينصت لأدائهم، وقد توثقت صداقته مع الأستاذ قدوري العيشة الذي كان في حينها الوحيد الذي يجيد القراءة والكتابة من بين بقية قراء المقام من جيله، وذلك ما جعل حفظه للشعر يزداد وتتسع دائرة معلوماته قياسا بزملائه، كان القبانجي يقول عنه: (كان العيشة يدندن ويلحن ويغني وأنا اقرأ له الشعر من نظمي وكان العيشة يستفيد مني في هذا المجال فيما حفظته من الشعر مما جعلني استزيد من حفظ الشعر قبل الغناء وصولا لتحقيق حلمي في أن أكون مغنيا وقارئا للمقام على أساس جديد). لقد أعجب قدوري العيشة بالشاب محمد القبانجي لسببين وهما (جمال صوته وحفظه مئات الأبيات من قصائد الشعر النفيس) فقدمه قدوري العيشة لمشاهير المطربين والمغنين من قراء المقام الذين لم يبخلوا عليه بالتدريب وشرح أصول الغناء والموسيقى في مقابل أن يقرأ عليهم القصائد التي يحفظها لكبار الشعراء '. شخصيات عراقية.. يروي الأستاذ (ثامر العامري في صفحة 16 – 21 ) في كتابه 'شخصيات عراقية' محمد القبانجي، الذي صدر عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والإعلام سنة 1987 بغداد. يقول: 'وفي مقهى قدوري العيشة طُلبَ ذات يوم من الشاب محمد القبانجي أن يغني شيئا مما حفظه من المقامات وكان السائل هو المطرب سيد ولي وقال بالحرف الواحد: 'يا محمد أنت لك خمس سنوات متابعة في هذه المقهى ماذا تعرف عن المقام نريد أن نسمعك' . فلبى الطلب وغنى، و بعد الانتهاء قيل له أنك احتفظت بالجوهر ولكن لماذا لم تتبع طريقتنا في الأداء؟، فرد عليهم قدوري العيشة 'أنه أحسن منا، دعوه يغني حسب طريقته الجديدة، وجميل أن يحتفظ بجوهر الغناء'. وعن هذه التساؤلات يعقب الأستاذ محمد القبانجي بقوله :' الحقيقة أنا لم أرفض طريقتهم في الغناء لكنني لم أتقيد بهم وكنت ولم أزل مقيماً للمطربين الذين ساروا على الطريقة القديمة للمقام البغدادي أمثال رشيد القندرجي والحاج نجم الشيخلي والحاج عباس طمبير والسيد جميل البغدادي'. ومن هنا تتوضح لنا أكثر فأكثر أخلاقية القبانجي وأدبه الرفيع الذي حببه إلى قلوب رواد المقهى وجلاسها من القراء و عشاق المقام على حد سواء'. ثم يضيف 'العامري في صفحة 28' من كتابه 'شخصيات عراقية' – مسيرة القبانجي، يقول فيها: 'للأستاذ القبانجي طريقته الخاصة المتميزة حتى في أدائه للمقامات الثابتة والمتعارف عليها وهي حالة تكمن في قراءته التي تحفزه على التجديد الهادئ بشئ من الثقة و الحذر، حتى استطاع أن يتجاوز الكثير من العقبات ويتخطاها بخطوات واثقة، وأستطيع القول أن القبانجي كان يعطي لكل مقام إضافات في الانعطافات الصوتية العذبة لدرجة أن الموسيقى كانت تلهث أحيانا وراء نبراته وتحويلاته الذكية التي لا يخرج بها لا على النغم ولا على أصول المقام الثابتة. وتشعر وأنت تصغي إليه بأنه يريد أن ينقلك إلى عوالم جديدة دون عقبات وهذا هو التجديد بحد ذاته، وانطلاقا من هذه الحقيقة بدأ البعض وبدافع من عدم الاستيعاب أو بدافع التزمت للمألوف بدأ هذا البعض يروج المقولات التي لا تملك الإثباتات أو الشواهد والأدلة التاريخية على صحتها، وحين نقول أن مرحلة القبانجي كانت بداية للانطلاق بالمقام إلى حالة صحيحة معاصرة بدليل أن الأستاذ القبانجي، استطاع بحكم حبه للمقام إلى درجة العشق و بذكاء مفرط أن يبحث عن القوالب الجديدة التي تحافظ على أصالة المقام وتضخه بدماء جديدة كانت السبب الأساس في تعلق الشباب بهذا اللون من الغناء الخالد الذي كاد أن ينقرض وتصدأ قوالبه القديمة التي يعتبر الخروج عليها خروجا على الموروث كله'. كنوز الموسيقي.. تحدث 'حمودي الوردي' عنه: 'بدأ القبنجي يدرس الفن الشعبي العراقي، عرف البستة ودرس القصائد وأجاد المواويل، ولم يكتف بالدراسة في بغداد والتتلمذ على أيدي كبار مطربيها بل قام بمغامرات أشبه بمغامرات الرواد والمكتشفين مخترقاً جبال الشمال والمناطق الشمالية ليستمع الى مطربيهم وباحثاً عن أصل كل أغنية شعبية مفتشاً عن كنوز الموسيقى العربية والعراقية ومع الدرس والتنقيب كان يغني فازدادت حلاوة صوته، ثم عادت ضغوط الأسرة تلعب دورها في حياته، فقد تقدمت السن بوالده واعتزل العمل ثم لحق به عمه أيضا، وكان والده وكما ذكرنا قد ضغط عليه وأجبره على الزواج من ابنة عمه قبل أن يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وهكذا فجأة وهو الفنان الرقيق أصبح ملتزم ومسئول عن معيشة عائله ضخمة العدد (والده ووالدته وزوجته وأربعة من الأخوة الصبيان والبنات ثم عمه وأسرته).. ومن محاسن الصدف ففي سنة 1925 وصلت الى بغداد بعثة من شركة (هزماستر فويس) البريطانية، كان هدفها تسجيل بعض أغاني مشاهير الفنانين في العراق، واستمع خبراء الشركة إلى الكثيرين الذين كانوا يكبرون محمد القبانجي سنا ومقاما وشهرة، ولكنهم توقفوا مبهورين وهم يسمعون صوت الشاب محمد القبانجي. وكان في أواسط العشرينات من عمره، فسجلت له الشركة مجموعة من الاسطوانات تفوق عدد ما سجلته للمطربين الآخرين ويبدو أن هذه الاسطوانات لاقت رواجا كثيرا خلال السنوات الثلاث التالية فقد فوجئ محمد القبانجي بدعوة من شركة بيضافون في عام 1928 لتسجيل جميع المقامات العراقية والأغاني التي تسمى بستات في أكثر من سبعين اسطوانة بصوته فقط دونا عن غيره من المطربين كان في السابعة والعشرين من عمره . وكانت هذه الفرصة التي أعدها له القدر مكافأة له على إخلاصه لأسرته ووفائه لأهله فقد انتهت مشاكله المادية وعادت الأسرة لتعيش في مستوى كريم، ونجح نجاحا كبيرا برغم أنه لم يكن قد درس الموسيقى والغناء في معهد متخصص أو في أي مدرسة وكان هذا الحدث حدثا مهما ليس في تاريخ محمد القبانجي وإنما في تاريخ الموسيقى العربية والعراقية بشكل عام'. قارئ مقام.. كان أول قارئ مقام عراقي تسجل له أسطوانة وهو أول من أدخل النهاوند في البيات، اشتهر له في البلدان العربية مقامان تأثر بهما الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وهما: مقام اللامي الذي تاثر به في تلحين أغنيته المعروفة (ياللي زرعتو البرتقال)، وتأثره أيضاً بمقام حجاز غريب الذي لحن منه رائعته (جبل التوباد) . في مقالة ل'سمير الخالدي' كتب: 'كان كريما بصمته كريما بيده حتى أن الشاعر معروف الرصافي قال له 'يا كريم اللسان يا كريم اليد فما أشد إعجابي بك'، وقيل للمؤرخ الأستاذ عبد الرزاق الحسني كيف تؤرخ فنان من جيلك فرد على السائل 'الأستاذ محمد القبنجي ربيب نفسه عصير دماغه أبدع في قراءة المقام العراقي إبداعا كبير واعتمد على نبوغه في تكييف ما ينشده اعتمادا مشهودا، هو لم يقلد أحدا ولم يأخذ عمن سبقه في هذا الضرب كثيرا ما اطرب سامعيه بصوته الرخيم وهيج المشاعر بفنه العظيم، فإن المقام العراقي يدين للاستاذ القبنجي بما حفظه من فن المقام'. أما الأديب المصري الدكتور 'زكي مبارك' فيقول في كتابه الموسوم (ليلى المريضه في العراق): 'حضرت سهرة أقامها السيد عبد الأمير فوق سطح فندق العالم العربي على نهر دجله غنى فيها القبنجي مقامات عراقيه حتى أهاج ما في دجله من سمكات'. وذكر الأستاذ صافي الياسري عن المرحوم الأستاذ محمد القبانجي في مقالته: (محمد القبانجي – سيد المقامات العراقية)، قائلا: 'في تطوره اللاحق لم يعد القبانجي يكرر القوالب التي تعلمها والقصائد التي حفظها عن أساتذته، كما يفعل معاصروه من القراء، بل صار يرتجل الأداء ويتنقل بين الأنغام ومقاماتها بحرية، ويختار شعرا لم يقرأه من قبل أحد، بل أنه نظم الشعر بالفصحى مثلما نظمه بالعامية الدارجة، وتلك في الحقيقة ثورة لم يسبقه إليه أحد ولم يأت بعده أحد وهي التي قادته إلى جعل عدد من الوصلات القصيرة ذات الأنغام المميزة والداخلة في مقامات أصلية في أن تكون مقامات أصلية بحد ذاتها وهي 13 مقاما أشهرها مقام اللامي'.