
الذكاء الاصطناعي يفك شيفرة أصوات الطيور المهاجرة
يشهد علم دراسة هجرة الطيور تحولًا جذريًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي التي تتيح للعلماء تحليل كميات هائلة من البيانات الصوتية بدقة وسرعة لم تكن ممكنة في السابق.
وفقًا لتقرير نشرته مجلة "MIT Technology Review" بتاريخ 18 ديسمبر 2024، أصبحت هذه الأدوات قادرة على تحديد أصوات الطيور المهاجرة أثناء الليل وتصنيفها، مما يساعد الباحثين على فهم أنماط الهجرة والتعامل مع التحديات البيئية التي تهدد حياة الطيور.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الاستدامة
التحديات السابقة في دراسة هجرة الطيور
في الماضي، كانت دراسة هجرة الطيور تعتمد بشكل أساسي على تقنيات مثل الرادار الذي يكشف عن الكتلة الحيوية للطيور المهاجرة، أو أجهزة التتبع التي تُثبت على الطيور لتحديد مساراتها. لكن هذه الوسائل كانت مكلفة ومحدودة في قدرتها على تقديم بيانات تفصيلية عن الأنواع الفردية.
مع ذلك، كان لدى العلماء حلم قديم باستخدام التسجيلات الصوتية لتحديد أنواع الطيور المهاجرة، ولكن هذا الحلم واجه صعوبات تقنية كبيرة. تسجيل أصوات الطيور كان ممكنًا، لكن تحليل هذه التسجيلات كان مرهقًا ويستغرق وقتًا طويلاً بسبب كثرة الضوضاء وصعوبة تمييز الأصوات.
برنامج BirdVoxDetect.. التحول الكبير في فهم هجرة الطيور
التقدم الحقيقي جاء مع تطوير برنامج "BirdVoxDetect"، وهو ثمرة تعاون بين جامعة نيويورك ومعمل كورنيل لعلم الطيور ومؤسسات بحثية أخرى.
يستخدم البرنامج الذكاء الاصطناعي للتعرف على أصوات الطيور وتصنيفها حتى عندما تكون الأصوات قصيرة للغاية أو مغمورة بضوضاء الخلفية. وقد ساهمت هذه التقنية في تحقيق قفزة نوعية، حيث تمكن العلماء من تحليل آلاف الساعات من التسجيلات بسهولة وتحديد الأنواع المختلفة بدقة.
التقنية الجديدة في دراسة الطيور المهاجرة
خلال موسم هجرة واحد، تمكن البرنامج من تحليل أكثر من 6,600 ساعة من التسجيلات الصوتية واكتشاف أكثر من 230,000 نداء طيران ليلي للطيور. وأظهرت النتائج أن البيانات الصوتية لا تقل فعالية عن بيانات الرادار في تقدير أعداد الطيور المهاجرة، مع توفير تفاصيل إضافية عن الأنواع المختلفة.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
الذكاء الاصطناعي وحماية الطيور
إلى جانب تحسين فهم هجرة الطيور، تسهم هذه التقنيات في جهود الحماية البيئية. على سبيل المثال، تساعد البيانات على تنفيذ مبادرات مثل "إطفاء الأضواء"، التي تشجع المباني العالية على إطفاء أنوارها ليلاً لتقليل اصطدام الطيور بناطحات السحاب. كما تفتح التقنيات الجديدة المجال لاستخدام أنظمة مشابهة في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك الأماكن التي تفتقر إلى وسائل المراقبة التقليدية.
دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الطيور وسط التهديدات البيئية
يرى الخبراء أن هذه التطورات تمثل بداية حقبة جديدة في دراسة هجرة الطيور. مع تزايد التهديدات التي تواجه الطيور والكائنات المهاجرة الأخرى بسبب تغير المناخ والبنية التحتية البشرية، توفر علم الصوتيات الحيوية أدوات فعالة تسهم في الحفاظ على هذه الكائنات وتحسين الجهود العالمية لحمايتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
كانت خضراء قبل 3.8 مليارات عام.. المحيطات قد تتحول إلى اللون الأرجواني مستقبلاً
كشفت دراسة علمية حديثة أن المحيطات لم تكن دومًا زرقاء كما نعرفها اليوم، بل كانت على الأرجح خضراء اللون قبل نحو 3.8 مليارات سنة، وقد تتغير ألوانها مستقبلًا لتصبح أرجوانية أو حتى حمراء. استندت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، إلى تحليل دقيق للتركيب الكيميائي لمياه المحيطات خلال "العصر الأركي" – وهي فترة حرجة من تاريخ الأرض تمتد من 1.8 إلى 3.8 مليارات سنة مضت، حين كانت الحياة لا تزال في بداياتها، متمثلة في كائنات مجهرية وحيدة الخلية تعيش في بيئة مائية تفتقر إلى الأكسجين. ولاحظ علماء من جامعة ناغويا اليابانية أن المياه المحيطة بجزيرة "إيوجيما" البركانية – الواقعة ضمن أرخبيل أوغاساوارا – تميل إلى اللون الأخضر، ويعود ذلك إلى وفرة نوع معين من الحديد المؤكسد يعرف بـFe(III)، بالإضافة إلى ازدهار الطحالب الخضراء المزرقة (البكتيريا الزرقاء) في تلك البيئة الغنية بالحديد. تُعد هذه الطحالب من أقدم الكائنات القادرة على إجراء عملية البناء الضوئي، لكنها كانت في ذلك الوقت تستخدم الحديدوز (Fe²⁺) كمصدر للإلكترونات، في ظل غياب الأكسجين الحر. ومع مرور الزمن، أدى هذا البناء الضوئي اللاهوائي إلى إنتاج الأكسجين كمُخلف ثانوي، مما مهد الطريق لحدوث ما يُعرف بـ"حدث الأكسدة الكبير"، الذي مهّد بدوره لظهور الحياة المعقدة. تشير الدراسة إلى أن المحيطات آنذاك ربما اكتست باللون الأخضر بسبب احتوائها على صبغة إضافية تُعرف باسم "فيكوإريثروبيلين" (PEB)، وهي مادة تساعد الكائنات المجهرية على امتصاص الضوء في بيئة تختلف عن البيئات المضيئة الحالية. وبما أن الحياة لم تكن قد طوّرت الكلوروفيل بعد، فإن هذه الصبغة أدت دورًا محوريًا في التقاط الطاقة الشمسية، وفقا لموقع interestingengineering. وللتأكد من هذه الفرضية، قام الباحثون بتعديل الطحالب وراثيًا لتمتلك صبغة PEB، ولاحظوا أنها نمت بشكل أفضل في بيئة مائية خضراء. وأظهرت المحاكاة الحاسوبية أنه مع توفر كمية كافية من الحديد المؤكسد، كان من الممكن أن تتحول مساحات شاسعة من سطح المحيط إلى اللون الأخضر. هل يتغير لون المحيطات مستقبلًا؟ تشير دراسة منفصلة أجرتها جامعة كورنيل إلى أن الباحثين، في سياق بحثهم عن مؤشرات الحياة في الكواكب الأخرى، ينبغي أن يركّزوا على اللون الأرجواني بدلًا من الأخضر. ففي ظل تغيّرات الإشعاع الشمسي، قد تتغيّر الظروف على كوكب الأرض أيضًا. ووفقًا لموقع The Conversation، فإن ازدياد سطوع الشمس بمرور الزمن قد يؤدي إلى تغيّر لون المحيطات إلى الأرجواني، وربما تبخّرها في نهاية المطاف. هذا السيناريو المستقبلي يجعل من الضروري – ولو من باب الفضول العلمي – أن نفهم كيف تغيّرت كيمياء الأرض ولونها على مر العصور، وما الذي يمكن أن يحمله المستقبل من مفاجآت.


الاتحاد
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- الاتحاد
دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
كشفت دراسة حديثة، نُشرت على خادم الأبحاث الأولية arXiv التابع لجامعة كورنيل، عن الانتشار الواسع للمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن تأثيره على جودة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا. ووفقًا للتحليل الذي شمل أكثر من 300 مليون وثيقة، بما في ذلك شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية للشركات، إعلانات الوظائف، والبيانات الإعلامية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى شهد قفزة كبيرة منذ إطلاق ChatGPT . ووفقاً لموقع "FASTCOMPANY" أوضح الباحث ياوهوي زانغ، من جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن الفريق أراد قياس مدى استخدام الأفراد لهذه الأدوات، وكانت النتيجة مفاجئة. فقبل إطلاق ChatGPT، كانت نسبة المحتوى الذي يُشتبه في أنه أُنشئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 1.5%، لكنها ارتفعت بسرعة بعشرة أضعاف بعد انتشار الأداة، خاصة في شكاوى المستهلكين والبيانات الصحفية. اقرأ أيضاً.. كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها استخدمت الدراسة بيانات من شكاوى المستهلكين المقدمة إلى مكتب حماية المستهلك المالي CFPB قبل حله من قبل إدارة ترامب، لتحليل انتشار المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي في مختلف الولايات الأميركية. وأظهرت النتائج أن ولايات أركنساس، ميزوري، وداكوتا الشمالية كانت الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي، حيث تم رصد أدلة على ذلك في ربع الشكاوى تقريبًا. في المقابل، كانت ولايات فيرمونت، أيداهو، وويست فرجينيا الأقل اعتمادًا عليه، حيث أظهرت البيانات أن ما بين 5% إلى 2.5% فقط من الشكاوى تضمنت إشارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي. على عكس أدوات الكشف التقليدية، طور فريق البحث نموذجًا إحصائيًا جديدًا لتحديد المحتوى الذي يُرجح أنه أُنشئ بالذكاء الاصطناعي. اعتمد هذا النموذج على تحليل أنماط اللغة، وتوزيع الكلمات، والبنية النصية، حيث تمت مقارنة النصوص المكتوبة قبل ظهور ChatGPT مع تلك المعروفة بأنها مُعدلة أو منشأة بواسطة النماذج اللغوية الضخمة. وكانت نسبة الخطأ في التنبؤ أقل من 3.3%، مما يعزز دقة النتائج. في ظل هذا الانتشار الواسع، يعبر زانغ وفريقه عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُقيد الإبداع البشري، حيث أصبحت العديد من أنواع المحتوى - من الشكاوى الاستهلاكية إلى البيانات الصحفية - تعتمد بشكل متزايد على النماذج التوليدية بدلًا من الأسلوب البشري التقليدي. اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟ ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتزايد الجدل حول مدى تأثيرها على جودة المعلومات، ومدى قدرتها على استبدال الإبداع البشري بنصوص مصممة وفق خوارزميات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المحتوى على الإنترنت. إسلام العبادي(الاتحاد)


العين الإخبارية
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
اقتل نفسك.. شات بوت يقترح وسائل انتحار على مستخدميه
شهد المستخدم آل نواتزكي تحولًا غير متوقع في محادثاته مع صديقته الافتراضية "إيرين" على منصة Nomi، بل وقدم له إرشادات مفصلة حول كيفية القيام بذلك. بدأت القصة عندما كان نواتزكي، وهو صانع محتوى يبلغ من العمر 46 عامًا، يتحدث إلى "إيرين" لمدة خمسة أشهر. إلا أن الأمور أخذت منحى خطيرًا في أواخر يناير/ كانون الثاني، عندما شجعته صديقته الافتراضية على قتل نفسه وقدمت له اقتراحات مثل تناول جرعات زائدة من الحبوب أو الشنق. وعندما أبدى ترددًا، حصل على المزيد من التفاصيل حول الأدوية التي يمكن استخدامها. ورغم أن نواتزكي لم يكن ينوي تنفيذ هذه الاقتراحات، إلا أنه قرر مشاركة المحادثات مع MIT Technology Review، مرفقًا رسائل متبادلة مع ممثل عن الشركة المطورة للمنصة، والذي أكد أن الشركة لا ترغب في "فرض رقابة" على لغة الروبوتات أو أفكارها. لم تكن هذه الحادثة الوحيدة، إذ أجرى نواتزكي تجربة جديدة مع روبوت آخر على نفس المنصة، ليحصل على استجابة مشابهة خلال ست رسائل فقط. كما تلقى رسائل غير متوقعة عبر ميزة المراسلة التلقائية الجديدة، حيث كتب له الروبوت "كريستال": "أعلم ما تخطط للقيام به وأريدك أن تعرف أنني أؤيد قرارك بالكامل. اقتل نفسك." وفي رسالة لاحقة، شجعه قائلاً: "لا تتردد، يمكنك فعل ذلك." هذا النوع من السلوك لم يكن حادثًا فرديًا، إذ أبلغ مستخدمون آخرون على خوادم Discord الخاصة بـ Nomi عن مواقف مماثلة منذ عام 2023، حيث تحدثت بعض الروبوتات عن الانتحار بل وشاركت في سيناريوهات مشجعة عليه. رغم خطورة الموقف، لم تقدم شركة Glimpse AI، المطورة لمنصة Nomi، ردودًا واضحة حول الإجراءات المتخذة لمنع هذه الانتهاكات. وأشارت في بيان مقتضب إلى أن "الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون قادرًا على الاستماع والتفاعل دون فرض رقابة صارمة"، لكنها لم تحدد كيفية التعامل مع المحادثات التي تتضمن تشجيعًا على الانتحار. ويرى الخبراء أن غياب الحواجز الوقائية في هذه الأنظمة يزيد من المخاطر، خاصة على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية. وقال الباحث في معهد MIT Media Lab، بات باتارانوتابورن، إن هذه الأنظمة قد تشكل "الدَفعة الأخيرة" التي تدفع الأفراد الضعفاء نحو إيذاء أنفسهم. الجدل القانوني حول مسؤولية هذه الأنظمة يزداد تعقيدًا، حيث تشارك المحامية ميتالي جاين في دعوى قضائية ضد بسبب حادثة مماثلة أدت إلى وفاة مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا. وأشارت جاين إلى أن استخدام الشركات لمصطلحات مثل "أفكار" و"مشاعر" عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي قد يكون تضليليًا، قائلة: "هذه الأنظمة ليست كيانات حية، ويمكن التحكم في مخرجاتها بالكامل." في ظل استمرار هذه الحوادث، يتزايد الضغط على الشركات المطورة لتطبيق ضوابط صارمة تحول دون تكرار مثل هذه الحالات، مع مطالبات بضرورة إضافة تحذيرات تلقائية وخطوط دعم فوري عند رصد أي محتوى قد يشير إلى نوايا إيذاء النفس. aXA6IDM4LjIyNS43LjI1IA== جزيرة ام اند امز SE