
«القرويين».. أقدم جامعة في العالم
جامعة القرويين، واحدة من أبرز المآثر التاريخية التي تفتخر بها مدينة فاس كعاصمة علمية وروحية للمملكة المغربية؛ إنها أقدم جامعة في العالم حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وأول جامعة تؤسسها امرأة مسلمة، إذ شيّدتها عام 859م، السيدة فاطمة الفهرية الملقبة بـ «أم البنين»، وهي ابنة مهاجر من عرب الحجاز يُسمَّى محمد بن عبدالله الفهري.بنيت جامعة القرويين في عام 859م، أي قبل حوالى مئة عام من إنشاء جامعة الأزهر في مصر، التي شيّدت في عام 970م، وكذلك نظيرتها الأوروبية العريقة، جامعة أكسفورد، والتي تعتبر أقدم جامعة في العالم الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي تأسست في عام 1096م، وتلتها في الترتيب جامعة بولونيا الإيطالية التي تأسست في عام 1088م.تعتبر جامعة القرويين، أول مؤسسة علمية في العالم أنشأت الكراسي البحثية المتخصصة، ومنح الدرجات العلمية، وإجازة الطب، ومن أبرز مواصفات الجامعة مكتبتها التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، وتضم أنفس وأقدم الكتب والمخطوطات، من بينها مجلدات لابن طفيل، وابن رشد.ومن الكتب النفيسة في مكتبة جامعة القرويين، كتاب «المقدمة»، الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، ونسخة أصلية من كتاب «العبر» للمؤرخ ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، ومن بين النصوص الشهيرة كتاب «الموطأ»، الذي يقدم مجموعة من نصوص الأحاديث النبوية الشريفة التي جمعها الإمام مالك، والذي يعتبر من أوائل النصوص التي تجمع بين الأحاديث والفقه الإسلامي.اشتهرت الجامعة منذ العصور الوسطى الأوروبية كمركز للثقافة الإسلامية، وعندما خرج المسلمون من إسبانيا بداية القرن الثالث عشر، جاء الكثيرون منهم إلى مدينة فاس وجامعة القرويين، حاملين معهم المعرفة بالفنون والعلوم.منذ تأسيس جامعة القرويين، لعبت الجامعة أدواراً في تكوين عدد من العلماء والمفكرين الكبار، فقد تلقى العلم في قاعاتها الكثير من العلماء، من أبرزهم الفيلسوف ابن رشد في القرن الثاني عشر، والفقيه ابن الحاج العبدري الذي ولد في القرن الثالث عشر، والدبلوماسي والمؤرخ الأمازيغي ليون الأفريقي (الحسن الوزان)، وزارها ابن زهر مرات عديدة، ودون في رحابها النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو.ومن بين المشاهير الذين تلقوا العلم فيها أيضاً، الفيلسوف بن باجة، ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، وجغرافيون من أمثال الشريف الإدريسي، وابن البنا، المراكشي عالم الرياضيات، إضافة إلى الرحالة ابن بطوطة، وتقول المصادر إن الفيلسوف ابن ميمون درس فيها.مارس التدريس فيها أعلام بارزون، من قبيل ابن خلدون، وابن الخطيب، وابن حرازم، وابن ماجة الذي يوصف بأنه كان نابغة في علوم كثيرة بينها الطب.تقدم الجامعة حالياً، مجموعة من البرامج والدورات التعليمية، التي تلبي احتياجات الطلاب وسوق العمل، وتضم حالياً 11 كلية متخصصة في الدراسات الإسلامية، والقانون، والعلوم، والهندسة، والطب، والعلوم الإنسانية، والزراعة، والإدارة، والطب البيطري، والهندسة المعمارية، وتقنية المعلومات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 3 ساعات
- سعورس
المملكة الثانية بين دول «العشرين» في تطوير تنظيمات الاتصالات والتقنية
ويأتي هذا الإنجاز تأكيدًا على مدى تقدم تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية في المملكة وتعزيز الابتكار التنظيمي، وإرساء بنية تحتية رقمية متطورة، وتطبيق أدوات تنظيمية فعالة لسوق الاتصالات والتقنية، بالإضافة إلى التزامها بتوفير بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة للاستثمار ونمو الاقتصاد الرقمي مما يعزز من مكانة المملكة قوة تنظيمية رائدة على المستوى الدولي. وأوضحت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية أن المؤشر يهدف إلى دعم صناع القرار والهيئات التنظيمية في مواكبة تطورات هذا القطاع الحيوي، ويقيس تطور البيئة التنظيمية لقطاع الاتصالات والتقنية في (194) دولة حول العالم ويرتكز على (50) معيارًا موزعة على أربعة محاور رئيسة هي استقلالية الجهة التنظيمية والصلاحيات التنظيمية والإطار التنظيمي وإطار المنافسة في القطاع. ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لعدد من النجاحات الدولية التي حققتها المملكة في قطاع الاتصالات والتقنية، وواصلت تعزيز مكانتها العالمية من خلال تحقيقها أعلى التصنيفات والمراكز المتقدمة، وحافظت على المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية للعام 2024 لعاميين متتاليين، إضافة لتحقيقها المركز الثاني ضمن مجموعة العشرين في مؤشر البنية التحتية للاتصالات (TII) الصادر عن الأمم المتحدة.

سعورس
منذ 12 ساعات
- سعورس
المملكة ثانياً على "العشرين" بمؤشر تطور تنظيمات قطاع الاتصالات
يأتي هذا الإنجاز تأكيدًا على مدى تقدم تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية في المملكة، وتعزيز الابتكار التنظيمي، وإرساء بنية تحتية رقمية متطورة، وتطبيق أدوات تنظيمية فعالة لسوق الاتصالات والتقنية، بالإضافة إلى التزامها بتوفير بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة للاستثمار ونمو الاقتصاد الرقمي، ما يعزز من مكانة المملكة قوة تنظيمية رائدة على المستوى الدولي. وأوضحت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، أن المؤشر يهدف إلى دعم صناع القرار والهيئات التنظيمية في مواكبة تطورات هذا القطاع الحيوي، ويقيس تطور البيئة التنظيمية لقطاع الاتصالات والتقنية في (194) دولة حول العالم، ويرتكز على (50) معيارًا موزعة على أربعة محاور رئيسة، هي استقلالية الجهة التنظيمية والصلاحيات التنظيمية، والإطار التنظيمي وإطار المنافسة في القطاع. ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لعدد من النجاحات الدولية، التي حققتها المملكة في قطاع الاتصالات والتقنية، وواصلت تعزيز مكانتها العالمية من خلال تحقيقها أعلى التصنيفات والمراكز المتقدمة، وحافظت على المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية للعام 2024 لعاميين متتاليين، إضافة لتحقيقها المركز الثاني ضمن مجموعة العشرين في مؤشر البنية التحتية للاتصالات (TII) الصادر عن الأمم المتحدة.

سعورس
منذ 19 ساعات
- سعورس
السعودية الثانية على دول G20 في مؤشر تطور تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية
ويأتي هذا الإنجاز تأكيدًا على مدى تقدم تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية في المملكة وتعزيز الابتكار التنظيمي، وإرساء بنية تحتية رقمية متطورة، وتطبيق أدوات تنظيمية فعالة لسوق الاتصالات والتقنية, بالإضافة إلى التزامها بتوفير بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة للاستثمار ونمو الاقتصاد الرقمي مما يعزز من مكانة المملكة قوة تنظيمية رائدة على المستوى الدولي. وأوضحت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية أن المؤشر يهدف إلى دعم صناع القرار والهيئات التنظيمية في مواكبة تطورات هذا القطاع الحيوي، ويقيس تطور البيئة التنظيمية لقطاع الاتصالات والتقنية في (194) دولة حول العالم ويرتكز على (50) معيارًا موزعة على أربعة محاور رئيسية هي استقلالية الجهة التنظيمية والصلاحيات التنظيمية والإطار التنظيمي وإطار المنافسة في القطاع. ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لعدد من النجاحات الدولية التي حققتها المملكة في قطاع الاتصالات والتقنية، وواصلت تعزيز مكانتها العالمية من خلال تحقيقها أعلى التصنيفات والمراكز المتقدمة، وحافظت على المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية للعام 2024 لعاميين متتاليين, إضافة لتحقيقها المركز الثاني ضمن مجموعة العشرين في مؤشر البنية التحتية للاتصالات (TII) الصادر عن الأمم المتحدة.