
"100 براند سعودي" يجذب الأنظار في لندن
انطلقت مبادرة عرض إبداعات نخبة من العلامات التجارية السعودية في متجر "سيلفريدجز" في لندن، بشراكة استراتيجية مع هيئة الأزياء وصندوق التنمية الثقافي.
وتعكس هذه المحطة الزخم المتنامي لقطاع الأزياء في المملكة، وتطور مواهب المصممين ورواد الأعمال السعوديين، مدفوعًا بالطلب المحلي القوي، والاستثمارات الاستراتيجية، والدعم المؤسسي من الجهات الوطنية الرائدة التي تشكل الاقتصاد الثقافي.
وعلى مدى شهرين، ستُعرض أعمال مجموعة من المشاركين في برنامج "100 براند سعودي" والمستفيدين من صندوق التنمية الثقافي، الذين اختيروا من قبل "سيلفريدجز" بناءً على معايير محددة، إذ يمزج كل منهم بين الجماليات السعودية المعاصرة والتصميم المبتكر، ضمن تجربة تسوق غامرة في أحد أفخم المتاجر العالمية وأكثرها شهرة، بالتزامن مع ذروة الموسم الصيفي.
وستقام فعاليات ثقافية خلال فترة وجود العلامات التجارية، احتفاءً بـ "عام الحرف اليدوية" في المملكة، ولتسليط الضوء على تراث المملكة المتجذر الذي يمثل مصدر إلهام لا ينضب، الذي يستمر في تشكيل التعبيرات الإبداعية للمصممين المحليين المعاصرين، الذين تلقى إبداعاتهم صدى جماليًّا على الساحة العالمية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الثقافي، ماجد بن عبدالمحسن الحقيل، أن هذه المحطة المهمة تجسد الزخم المتنامي لقطاع الأزياء في المملكة؛ إذ لا تظهر المواهب ورواد الأعمال المحليين فحسب، بل يعيدون تعريف الهوية الإبداعية للمملكة من خلال تصاميم وعلامات تجارية متجذرة بعمق في الثقافة السعودية، مع التعبير عنها برؤية عالمية معاصرة.
وأشار الحقيل إلى الدعم من خلال الطلب المحلي، والاستثمار الاستراتيجي، والدعم الوطني الموحد، الذي أصبح قطاع الأزياء ركيزة حيوية في اقتصادنا الثقافي، ويعكس مدى الالتزام بتعزيز الفرص المستدامة وترسيخ مكانة المملكة قوةً رائدةً في المشهد الثقافي العالمي، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، الأستاذ بوراك شاكماك: "هذه أكثر من مجرد فرصة تجارية؛ إنه إعلان بأن الموضة السعودية تدخل حقبة جديدة، من الرياض إلى لندن".
وأضاف: "من خلال برنامج 100 براند سعودي، ندعم المصممين في صقل حرفتهم وخلق مسارات حقيقية للانتشار العالمي ونمو الأعمال".
يذكر أن قائمة العلامات المشاركة تمثّل كل منها ابتكار وتنوع صناعة الأزياء السعودية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 17 دقائق
- مجلة سيدتي
نظرة معاصرة إلى ديكورات الجلسات العربية مع المهندسة لجين الفارس
لا يمل الحديث عن الجلسات العربية، ولا سيما إطلالاتها بصورة معاصرة في شقق خاصّة بملاك في سنّ الشباب يهوون إبراز هويتهم الشرقية، ونقل شيء مما عهدوه خلال طفولتهم في منازل الأجداد، لكن مع مسايرة العصر. في السطور الآتية، تتحدث مهندسة العمارة السورية والأستاذة الجامعية لجين الفارس لـ"سيدتي" عن تصاميم الجلسات الداخلية العربية حسب رؤية معاصرة، بصورة لا تنزع جوهرها وأساسيتها، بل تراعي ذلك. تقول المهندسة لـ"سيدتي": "لا أتعامل مع التراث كمجموعة أشكال جاهزة، بل كمصدر إحساس وجماليات يمكن إعادة تفسيرها". أثاث الجلسات العربية وأكسسواراتها الجلسات العربية حسب المهندسة لجين عبارة عن "منظومة متكاملة من التفاصيل والعناصر، التي تُشكّل هويّة هذا النوع من الفراغات. تشمل التفاصيل الأثاث المنخفض الذي يعكس ارتباط الإنسان بالأرض، وبالخصوصية والحميمية التي تتطلبها هذه الجلسات. ولا ينفصل الأثاث عن بقية العناصر، بما في ذلك الأكسسوارات التي تقوم بدور أساسي في المكان، من السجاد المزخرف إلى الوسائد المطرّزة يدوياً، مروراً ب ـالمشغولات النحاسية ، والفوانيس، وأوعية الضيافة، وحتى تفاصيل النقش على الخشب. كذلك، تمنح المواد الطبيعية، ومنها الحجر، والخشب، والنحاس، و الزجاج الملون المكان دفئاً وأصالة يصعب استحضارها بمواد صناعية. طابع معاصر للجلسات التراثية سؤال المهندسة عن كيفية دمج العناصر التقليدية العربية بالتصاميم المعاصرة، في إطار ديكورات الجلسات ، تُجيب عنه قائلةً إنها لا تتعامل مع التراث كمجموعة أشكال جاهزة، بل كمصدر إحساس وجماليات يمكن إعادة تفسيرها. وتوضح إجابتها قائلة إنها تبدأ بتبسيط كل عنصر تقليدي دون أن يفقد الأخير روحه؛ مثلاً: النقوش العربية المُعقدة قابلة لإعادة رسمها بخطوط أكثر هدوءاً واتساعاً، تتناسب مع طابع المساحات المعاصرة التي تميل للفراغات المفتوحة والبساطة البصرية. أما في ما يخص المواد، هي تعتمد على مزج الخشب المعتّق أو النحاس المشغول يدوياً بعناصر معاصرة كالزجاج الشفاف أو الرخام الناعم، بحيث يُبرز كل منهما الآخر. وحتى في الأثاث، يمكن استلهام فكرة المجلس العربي الأرضي التقليدي، لكن بألوان حيادية، وخامات طبيعية، مع وسائد بلمسة زخرفية خفيفة تعطي إشارةً ذكيةً للأصالة دون مبالغة. وعن الألوان، توضّح قائلة إنها تستخدم ألواناً قوية مثل الأزرق النيلي والعنّابي في تصاميمها للجلسات العربية المعاصرة، ليس لمجرد إضفاء جرأة لونية، بل لمنح الفراغ هوية متفردة ولمسة تميّزه. تقول: "الألوان المذكورة تحمل في طياتها بعداً تاريخياً وثقافياً عميقاً، لكنها في الوقت ذاته تعطي المساحة روحاً متجددة". إضافة إلى ما تقدم، هي تختار الألوان الحيادية الهادئة كأساس، وتعتمد الأزرق أو العنابي في تفاصيل الأثاث أو الوسائد أو السجاد كعنصر بصري لافت يحرّك سكون المساحة ويخلق تبايناً متوازناً بين التراث والحداثة"، وتعتقد أن "هذا المزج يمنح الجلسة طابعاً حيوياً وشخصية خاصة تشبهني كمصممة، لأنني أؤمن أن الألوان القوية حين تُوظّف بذكاء، لا تكتفي بتزيين المكان، بل تحكي قصة التصميم وتمنح الزائر تجربة حسّية مختلفة". تصميم يراعي إكرام الضيف يتوسّع الحديث مع المهندسة عن حسن الضيافة، وكيفية تجليها من خلال التصاميم، لتشرح أن "في الثقافة العربية إكرام الضيف ليس مجرد سلوك، بل فلسفة معمارية وديكورية متجذّرة. وفي تصاميمي، أحاول أن أجسّد هذه الفكرة من خلال تفصيل الفراغ بما يخدم راحة الضيف ويمنحه شعوراً بالترحيب والخصوصية معاً؛ يتجلى ذلك أولاً في توزيع الجلسات بشكل دائري أو شبه دائري، بحيث لا يشعر أحد بالعزلة، ويكون الحوار متاحاً للجميع. كذلك، أحرص على التنويع في مستويات الجلوس بين الأرائك الأرضية والمساند والمقاعد الجانبية، حتى يجد كل ضيف مكانه المريح"، وتضيف أن "حسن الضيافة في التصميم هو أن يشعر الضيف بأنه مرحّب به دون أن يُقال له ذلك صراحة، فالمكان نفسه يتكفّل بتوصيل هذه الرسالة بلغة الألوان والجلوس والضوء". جلسات عربية معاصرة صغيرة تصميم مجالس عربية في مساحات صغيرة، موضوع شائع في الوقت الراهن، مع ضيق مساحات الشقق ، فقد ولت الأيام التي كانت فيها الدار مترامية الأطراف؛ عن ذلك، تقول المهندسة إن "التحدي يصبح أجمل مع المساحات الصغيرة، لأنه على المصمم(ة) أن يوازن بين الهوية العربية الغنية بالتفاصيل وروح العصر التي تميل إلى البساطة والاتساع البصري. شخصياً، أتعامل مع هذه المساحات بحرص شديد، وأعتمد على اختزال العناصر دون جعلها تفقد جوهرها. لذلك، أبدأ عادةً بتبسيط الخطوط والأثاث، فأختار جلسات أرضية منخفضة أو أرائك بسيطة التصميم بألوان حيادية، مع إدخال لمسات من النقوش العربية في الوسائد أو قطع السجاد الصغيرة. الأهم ألا تزدحم المساحة، بل أن تُوزّع العناصر بعناية تسهل الحركة وتسمح للبصر بالتنقل بيسر. وفي شأن الأكسسوارات، أفضّل القطع الصغيرة ذات القيمة البصرية العالية، مثل فوانيس نحاسية، أو وعاء فخاري قديم لمنح المكان روحه العربية دون إثقاله. أما في شأن الإضاءة، فأحرص على جعلها دافئة، لأن الضوء يقوم بدور كبير في جعل المكان يبدو أوسع وأكثر دفئاً. وفي شأن الألوان، أميل إلى دمج الألوان الفاتحة بتفاصيل ذات ألوان قوية". وعن طبيعة تقنيات الإضاءة المستخدمة في إبراز الطابع العربي المعاصر في التصميم، تقول: "أختار مصادر إضاءة معاصرة بروح شرقية واضحة، تحمل نقوشاً وزخارف ناعمة بحيث تعكس النقوش ظلالاً على الجدران والفرش، وتخلق حركة ضوئية ناعمة تُضيف عمقاً ودفئاً للمكان، فهذه الطريقة تمنح الجلسة شخصية خاصة في المساء، حيث تتحول الإضاءة إلى عنصر زخرفي حيّ يتفاعل مع بقية التفاصيل". وتزيد: "أحرص أن تكون هذه النقوش مبسطةً ومعاصرةً، كي لا تبدو الإضاءة تقليدية، بل تحمل طابعاً شرقياً بتفسير معاصر ينسجم مع الأثاث المعاصر والألوان الجريئة التي أفضّلها. بالنسبة لي، هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تمنح التصميم روحه وفرادته، إضافة إلى إضاءة دافئة خافتة في الأسقف أو خلف الجدران لإبراز التفاصيل". ___

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
"100 براند سعودي" يجذب الأنظار في لندن
وتعكس هذه المحطة الزخم المتنامي لقطاع الأزياء في المملكة، وتطور مواهب المصممين ورواد الأعمال السعوديين، مدفوعًا بالطلب المحلي القوي، والاستثمارات الاستراتيجية، والدعم المؤسسي من الجهات الوطنية الرائدة التي تشكل الاقتصاد الثقافي. وعلى مدى شهرين، ستُعرض أعمال مجموعة من المشاركين في برنامج "100 براند سعودي" والمستفيدين من صندوق التنمية الثقافي، الذين اختيروا من قبل "سيلفريدجز" بناءً على معايير محددة، إذ يمزج كل منهم بين الجماليات السعودية المعاصرة والتصميم المبتكر، ضمن تجربة تسوق غامرة في أحد أفخم المتاجر العالمية وأكثرها شهرة، بالتزامن مع ذروة الموسم الصيفي. وستقام فعاليات ثقافية خلال فترة وجود العلامات التجارية، احتفاءً ب "عام الحرف اليدوية" في المملكة، ولتسليط الضوء على تراث المملكة المتجذر الذي يمثل مصدر إلهام لا ينضب، الذي يستمر في تشكيل التعبيرات الإبداعية للمصممين المحليين المعاصرين، الذين تلقى إبداعاتهم صدى جماليًّا على الساحة العالمية. وأوضح الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الثقافي، ماجد بن عبدالمحسن الحقيل، أن هذه المحطة المهمة تجسد الزخم المتنامي لقطاع الأزياء في المملكة؛ إذ لا تظهر المواهب ورواد الأعمال المحليين فحسب، بل يعيدون تعريف الهوية الإبداعية للمملكة من خلال تصاميم وعلامات تجارية متجذرة بعمق في الثقافة السعودية، مع التعبير عنها برؤية عالمية معاصرة. وأشار الحقيل إلى الدعم من خلال الطلب المحلي، والاستثمار الاستراتيجي، والدعم الوطني الموحد، الذي أصبح قطاع الأزياء ركيزة حيوية في اقتصادنا الثقافي، ويعكس مدى الالتزام بتعزيز الفرص المستدامة وترسيخ مكانة المملكة قوةً رائدةً في المشهد الثقافي العالمي، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، الأستاذ بوراك شاكماك: "هذه أكثر من مجرد فرصة تجارية؛ إنه إعلان بأن الموضة السعودية تدخل حقبة جديدة، من الرياض إلى لندن". وأضاف: "من خلال برنامج 100 براند سعودي، ندعم المصممين في صقل حرفتهم وخلق مسارات حقيقية للانتشار العالمي ونمو الأعمال". يذكر أن قائمة العلامات المشاركة تمثّل كل منها ابتكار وتنوع صناعة الأزياء السعودية.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
العمارة والموسيقى
يبدو لي أن العلاقة بين الموسيقى والعمارة علاقة "ثقافية" بامتياز، وليست مجرد إحداث كل منهما للتأثير الجمالي السمعي والبصري، فعندما نتحدث عن الموسيقى أو العمارة يأخذنا الحديث للثقافة المؤسسة لهما وكيفية إنتاجهما، فالأمر ليس كما يُشاهد أو يُسمع في الظاهر، فلكل منهما جذور ممتدة في الثقافة المحلية، وهذه الجذور هي التي تحدد القدرة على الابتكار والاستمرار لكل منهما.. هناك عبارة مشهورة تقول: إن "العمارة موسيقى صامتة أو جامدة"، وهي عبارة لا تبتعد عن الحقيقة، فالبعض يرى أن هناك علاقة وشيجة بين الموسيقى والعمارة، على مستوى التأثير في الإحساس وتوليد المشاعر من خلال الإيقاع الدرامي الذي يربط بين الفنين. هذا ما يجعلني دائما أقول إن العمارة ليست هي "التصميم المعماري" الذي يربط بين الوظائف والتقنيات بل هي ما يتجاوز التصميم إلى الفن، مثل الموسيقى فهي ليست مجرد اللحن أو التأليف الموسيقي بل هي ما يتجاوز اللحن إلى تحريك الشعور وتحريك الخيال. خلال إجازة عيد الأضحى المبارك دعانا الزميل فؤاد الذرمان في منزله العامر، وهذه عادته عندما يكون هناك مفكرون وفنانون مشاركون في حفل العيد في مركز الملك عبدالعزيز (إثراء) وكانت الدعوة على شرف عازف العود المصري إسلام القصبجي، وهو يقرب إلى الموسيقار محمد القصبجي من جهة الأم. الدعوة ضمت بعض الأصدقاء وفريق الموسيقار القصبجي وتحولت إلى حوار عميق حول الموسيقى أولا ثم العمارة والعلاقة بينهما. يبدو أن الفنان القصبجي له توجه أكاديمي إذ إنه لم يكتفِ بالعزف بل يعمل على أطروحته للدكتوراه، وهو ما يجعله ينظر للموسيقى نظرة ثقافية تفسيرية. هل العمارة تستطيع أن تحدث نفس المشاعر التي تحدثها الموسيقى؟ يبدو أن هذا السؤال يفتح المجال إلى جدل "السمع والبصر" لأن نطاق السمع أوسع وأكثر تأثيرا، وقد قدّم الله سبحانه وتعالى السمع على البصر في جميع الآيات في القرآن، كما أن الفهم وتطور العقل مرتبط بالسمع أكثر من البصر، إذا فلماذا توصف العمارة أنها موسيقى جامعة؟ ولماذا يكتسب الإيقاع فيها أهمية كبيرة؟ يبدو أن هذه الأسئلة تحاول أن تفهم كيف يستجيب الإنسان للجمال وكيف يعبر عنه، فغالبا ما يُربط الجمال بالمشاهدة وليس بالسمع، مع أن الموسيقى هي تعبير صوتي جمالي يحرك المشاعر أكثر من مشاهدة لوحة أو مبنى متناغم أو حتى مشهد طبيعي متناسق. اللافت هو أننا نستخدم كلمة "تناغم" للتعبير عن الجمال البصري وكلمة "نغم" لوصف اللحن الموسيقي، وكلها تشير إلى التوافقات الرفيعة بين العناصر المكونة للمشهد البصري أو اللحن الموسيقي. في تلك الجلسة أثيرت هذه القضايا بأساليب مختلفة لكن القصبجي كان يرى أن الموسيقى تعبر عن محتوى ثقافي تطوّر عبر التاريخ وذكر تصنيفا، قد لا نتفق عليه، حول موسيقى الشعوب يبدأ من الشعوب الجنوبية مثل وسط افريقيا وهي شعوب إيقاعية أي تعتمد على الآلات الايقاعية مثل الطبول وغيرها ثم بعد ذلك الشعوب التي تعتد على الصوت (بين الايقاع واللحن) وعنما نتجه للشمال أكثر يظهر "اللحن" (الطرب) وفي أقصى الشمال (أوروبا) الموسيقى الأوبرالية. قد يكون هذا التصنيف غير واقعي لكنها ملاحظة جديرة بالتفكير، فمثلا لم أجد مثل هذا التصنيف في العمارة، وهذا أمر متوقع كونها فنا يختلط بالوظائف الحياتية وليست فنا خالصا. سار بنا الحوار إلى علاقة الموسيقى باللغة، فهل اللغة العربية مثلا هي التي صنعت الموسيقى العربية، وهل يمكن أن تحد اللغة من تطور الموسيقى وتحبسها في قالب صعب الخروج عنه. فمثلا كل الذين حاولوا تقليد "الراب" الأميركي لم يوفقوا لأن اللغة العربية لها خصائصها ويفترض أن موسيقاها تنبع منها ومن جوهرها.. القصبجي يرى أن اللغة العربية لغة شعرية وغنائية وكان تأثيرها عميقا وإيجابيا على الموسيقى العربية لكنها تتطلب عمقا لغويا ونصوصا شعرية رفيعة المستوى وأذنا موسيقية حساسة، وذكر أم كلثوم كأحد أبرز الأمثلة التي تؤكد أن علو كعب اللغة العربية التي يمكن أن تصنع موسيقى يصعب منافستها. يبدو لي أن هذا السؤال يحتاج إلى المزيد من البحث، فكما نعلم أن اللغة صوت ومعنى وبالتالي فهي تحدد النطاق الموسيقي فحسب نطق الكلمات تتشكل الألحان. لا يوجد مثل هذه المحددات العميقة في العمارة، في السابق كانت البيئة المناخية والتقنيات ومواد البناء المحلية بمثابة اللغة، بالإضافة إلى أنماط العيش والثقافة، لكن اليوم تفككت تلك اللغة وظهرت لغات أخرى متعددة. يبدو أن الموسيقى لديها قدرة على البقاء والاستمرار أكثر من أي فنون مادية كونها مرتبطة باللغة الأم مباشرة وهذه يصعب تغييرها وإن كانت قابلة للتطور. في اليوم التالي كان هناك افتتاح لأرينا الخبر، وهو مبنى عملاق ضمن معارض الظهران يمكن تحويله إلى مسرح يحوي 7500 كرسي، وكان ضيف الافتتاح فنان العرب محمد عبده. الحقيقة أنني كنت ما أزال متأثرا باللقاء في بيت الصديق الذرمان، إذ يبدو أن الموسيقى ليست فقط "ترفيهًا" بل ثقافة عميقة. صرت أفكر، وأبو نورة يطرب الجمهور، في الموسيقى السعودية والخليجية، فرغم النجاحات الكبيرة التي حققتها لماذا لم تصل إلى قمة الغناء العربي. هل هو حاجز اللغة الذي صنع كلمات لها حدود لا تخرج عنها وبالتالي أثر على مستوى التأليف الموسيقي وجعل من الإيقاع محدودا ومحاصرا في صور معينة؟ لا أملك الإجابة على هذا السؤال، لكنه سؤال قديم محفور في ذاكرتي لأن الأغنية الخليجية لم تصل للأذن العربية إلا مؤخرا، ربما، لكنها حتى الآن لم تصنع لنفسها مكانا واضحا. يبدو لي أن العلاقة بين الموسيقى والعمارة علاقة "ثقافية" بامتياز، وليست مجرد إحداث كل منهما للتأثير الجمالي السمعي والبصري، فعندما نتحدث عن الموسيقى أو العمارة يأخذنا الحديث للثقافة المؤسسة لهما وكيفية إنتاجهما، فالأمر ليس كما يُشاهد أو يُسمع في الظاهر، فلكل منهما جذور ممتدة في الثقافة المحلية، وهذه الجذور هي التي تحدد القدرة على الابتكار والاستمرار لكل منهما. ربما نحتاج إلى دراسة "جينيولوجيا" Genealogy أو نسب وسلالات الموسيقى والعمارة العربية وفهم تشابكاتهما واختلافاتهما وخصوصيتهما العامة والمناطقية، وحتى يحدث هذا ما علينا إلا إتاحة الفرصة للأذن أن تستمع فهي تعشق قبل العين أحيانا.