
أمريكا تكتوي بنيران الجحيم .. رياح "سانتا آنا" العاتية مستمرة في تأجيج الحرائق وأحوال الطقس المتوقعة لا تبشر بخير
لليوم السادس منذ صباح يوم الثلاثاء الـ 7 من يناير الحالي تستمر حرائق ونيران الجحيم غير المسبوق في التاريخ المعاصر بالتهام كل ما تأتي عليه في وجه الأرض بمدينة لوس أنجلوس أكبر المدن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي ولاية كاليفورنيا البالغ عدد سكانها قرابة 4 ملايين نسمة.. تفاصيل في السياق التالي :
- طلال الشرعبي
من على تلال حي باسيفيك باليسايدس انطلقت شرارة الحريق الأولى صباح الثلاثاء منتصف الأسبوع المنصرم وبسرعة انتشار لا يمكن تصورها تؤججها وتوسع دائرتها ظروف انخفاض الرطوبة والجفاف الشديد ورياح سانتا آنا التي تجاوزت سرعتها في بعض الأماكن 80 ميلاً في الساعة (130 كم/س) تفاقمت حدة الحرائق، التي شملت حريق باليسيدز وحريق إيتون وحريق هيرست وحريق صنست وتلال هوليود، على بعد مئات الأمتار من جادة هوليود بوليفارد ومسرح "تشاينيز ثياتر" الشهير.
رياح ونيران
عدد كبير من المنازل التي يقدر ثمنها بملايين الدولارات التهمتها الحرائق التي أتت على 6500 هكتار وأكثر من ألف عمارة في حي باسيفيك باليسايدس فقط الذي يبلغ متوسط أسعار المنازل فيه 4 ملايين دولار.
استمر "حريق باليساديس في الاشتعال بشكل كبير وفي التحرك باتجاه الشمال الشرقي لمدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا وعلى الحافة الغربية للمدينة وفي جنوب الولاية التي لطالما كانت تدرك مدى تعرضها للكوارث الطبيعية.
وأتت الحرائق التي تزيد من شدّتها الرياح عاتية على المنازل والسيارات وتسببت في إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم وفي منطقة ماليبو لم يتبقَّ سوى فروع النخيل المحروقة فوق الأنقاض، حيث كانت المنازل المطلة على المحيط قائمة ذات يوم، كما دمرت الحرائق 5 كنائس على الأقل ومعبدا يهوديا و12 مدارس ومكتبتين وعدد من المتاجر والمطاعم والبنوك والمنشآت.
وحتى العاشر من يناير الجاري، قُدرت الأضرار الاقتصادية الأولية المباشرة الناتجة عن هذه الحرائق بأكثر من 50 مليار دولار، مع توقع أن يغطي التأمين منها نحو 20 مليار دولار فقط، وفقًا لتقديرات "جي بي مورغان".
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مساء الجمعة أن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة أخذ اتجاها جديدا، مما دفع إلى إصدار أمر إخلاء شمل جزءا كبيرا من حي برينتوود وسفوح وادي سان فرناندو.
أكثر من 40 ألف فدان
ورغم جهود الآلاف من رجال الإطفاء في التصدي للحرائق من الجو وعلى الأرض، استمرت الحرائق التي التهمت 21317 فدان في باليسايدس في التوسع والتمدد لتشمل صباح السبت منطقة أيتون التي التهمت فيها 14117 فداناً ومنطقة كينيث التي التهمت فيها 1052 فداناً ومنطقة هيرست بمساحة بلغت 771 فداناً ومنطقة ليديا 395 فداناً ومنطقة آرتشر 19 فداناً .
150 مليار دولار
وأشار تقرير صادر السبت عن شركة "أكيو ويذر" الأميركية لخدمات التنبؤ بالطقس إلى أن إجمالي الخسائر قد يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يعكس التأثير الكبير على منطقة تحتوي على بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.
ومع القيمة العالية للعقارات في المناطق المتضررة توقع خبراء أن تدخل هذه الحرائق ضمن قائمة أعلى 5 كوارث كلفة على الإطلاق.
وتوقعت شركات تحليل مثل "مورنينغ ستار" و"جيه بي مورغان" خسائر مؤمّنة تزيد على 8 مليارات دولار نتيجة الأضرار التي لحقت بالممتلكات.
وقد أُتلفت أكثر من 5300 منشأة بفعل حريق باليساديس، في حين دمر حريق إيتون أكثر من 5 آلاف منشأة أخرى.
جحيم مستمر
وبالنظر إلى هذه الأرقام التي تجعل هذه الحرائق واحدة من أكثر الحرائق كلفة في تاريخ الولايات المتحدة، لا تزال رياح سانتا آنا العاتية مستمرة في تأجيج الحرائق ولا يزال الجحيم الإلهي مستمراً في التهام كاليفورنيا وأحوال الطقس المتوقعة لا تبشر بخير
أوامر إخلاء جديدة
وفي هذا السياق قال روبرت لونا قائد شرطة لوس أنجلوس إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص، مما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر وأضاف أن 166 ألف شخص يتلقون التنبيهات بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.. وفي حين أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريقي باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرقي الولاية باحتواء 11% فقط من الحرائق المستمرة في التهام مدينة لوس أنجلوس بشكل عام.
تسببت الحرائق المستعرة في جنوب كاليفورنيا في دمار واسع النطاق في منطقة لطالما كانت تدرك مدى تعرضها للكوارث الطبيعية.. ومع احتراق أحياء مثل "باسيفيك باليسيدز" وغيرها من المناطق العالية المخاطر، فقد تم تهجير أكثر من 180 ألف شخص، وفقد 16شخصا حياتهم.
انكماش اقتصادي
ووفقا لخبراء الاقتصاد والتأمين فإن استمرار الحرائق يمكن أن يؤدي إلى أزمة انكماش اقتصادي ومالي مشابهة لأزمة 2008 تجتاح أمريكا مستقبلا .
وبحسب مايكل وارا، خبير الحرائق في جامعة ستانفورد يمكن أن يؤدي الانسحاب الواسع لشركات التأمين الخاصة إلى انهيار سوق الإسكان، حسب ما قاله وارا، حيث تصبح الممتلكات التي لا يمكن تأمينها غير قابلة للرهن العقاري، مما يؤدي إلى انكماش اقتصادي مشابه للأزمة المالية لعام 2008 حيث تمثل هذه الحرائق نقطة تحول في العلاقة بين مخاطر المناخ، وقيم الممتلكات، والاستقرار الاقتصادي.
وقالت صحيفة "إيكونوميست" إن هذه الحرائق ليست مجرد مأساة إنسانية، بل أزمة اقتصادية عميقة تكشف هشاشة سوق التأمين في ولاية كاليفورنيا، وتثير القلق بشأن التكاليف المتصاعدة للكوارث المرتبطة بالمناخ.
كارثة صحية
إلى ذلك حذرت السلطات الصحية في لوس أنجلوس السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة.
ووفقًا لمايكل وارا، خبير الحرائق في جامعة ستانفورد الذي تحدث لصحيفة "إيكونوميست" فإن التأثيرات الصحية للحرائق، التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها في التحليلات الاقتصادية، تُعد كبيرة إذ يُقدر أن استنشاق الدخان وتلوث الهواء يكلف مليارات الدولارات سنويًا من النفقات الصحية الخفية، مما يزيد من أعباء السكان وموارد الدولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- اليمن الآن
حالة الطقس المتوقعة على المحافظات اليمنية اليوم الإثنين
اخبار وتقارير حالة الطقس المتوقعة على المحافظات اليمنية اليوم الإثنين الإثنين - 12 مايو 2025 - 08:58 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن _ عدن توقع خبراء الأرصاد الجوية، اليوم الإثنين، اختلافًا في درجات الحرارة المتوقعة على العاصمة عدن وعددٍ من المحافظات اليمنية. وفيما يلي بيان بدرجات الحرارة المتوقعة. صنعاء (العظمى 30 - الصغرى 14 ) عدن (العظمى 37 - الصغرى 26 ) تعز (العظمى 33 - الصغرى 19 ) الحديدة (العظمى 37 - الصغرى 29 ) المكلا (العظمى 36 - الصغرى 27 ) سيئون (العظمى 40 - الصغرى 20 ) عتق (العظمى 38 - الصغرى 24 ) الغيضة (العظمى 37 - الصغرى 23 ) سقطرى (العظمى 36 - الصغرى 25 ) ذمار (العظمى 27 - الصغرى 10 ) مأرب (العظمى 38 - الصغرى 24 ) صعدة (العظمى 32 - الصغرى 16 ) المحويت (العظمى 28 - الصغرى 14 ) عمران (العظمى 30 - الصغرى 17 ) الاكثر زيارة اخبار وتقارير سائق تاكسي دوّخ أمريكا وهرب من قلب صنعاء.. 5 ملايين دولار لمن يقود إليه. اخبار وتقارير هيكلة عسكرية جديدة تقلب موازين معركة الشمال: قرار رئاسي يستحدث المنطقة الـ8. اخبار وتقارير فضيحة تسعيرة بالدولار في مركز قلب حكومي بتعز تفتح النار على فساد صحي منظم و. اخبار وتقارير استدعاء صحفي في تعز بعد فضحه لملفات فساد.. و"النيابة" تتحول لأداة قمعية بيد.


اليمن الآن
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- اليمن الآن
عام العواصف الترابية
بالنسبة للعراق، هذا عام العواصف الترابية، يقول خبير بيئي. في منتصف أبريل غصت مدن في الوسط والجنوب، بعاصفة رملية هي الأشد تاريخ العراق الحديث. أكثر من 3700 شخص عانوا من حالات اختناق، وفقا لإحصاءات رسمية. العاصفة، التي انطلقت من صحراء السعودية، صبغت السماء باللون البرتقالي، وشلت حركة السير إذ تقلصت معها الرؤية إلى أقل من 50 مترا، فأجبرت السلطات على إغلاق مطارات رئيسية في عدد من المدن. وتعزو تقارير منظمات دولية، تفاقم تأثير التغير المناخي في العراق إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة، حيث تتجاوز موجات الحر الصيفية عادة 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت)؛ وإلى نقص في المياه، انخفض معه نصيب الفرد من الموارد المائية إلى 55 متر مكعب سنويا، مقارنة بأكثر من 2000 متر مكعب قبل نحو عقدين. ومن بين الأسباب جفاف شريان الحياة - دجلة والفرات - في بلاد ما بين النهرين، وتحولهما إلى ما يشبه مجاري مائية ملوثة. ويدعو خبراء بيئة عراقيون السلطات إلى التحرك سريعا لوقف زحف الصحراء الحثيث نحو المدن. ويحذرون من تأثير العواصف على حياة المواطنين اليومية. يتوقع، عمر عبد اللطيف، عضو مرصد "العراق الأخضر" المتخصص بشؤون البيئة، ازدياد العواصف الغبارية، هذا العام، لقلة هطول الأمطار. ورجح أن يشهد العراق بين 150 و 200 يوم مغبر خلال العام الجاري. يقول عبداللطيف إن الخطط الحكومية لمواجهة تغير المناخ "بطيئة جدا". ويصف، في حديث لـ"الحرة"، تغيُّرات المناخ في العراق بأنها "سريعة جدا". ويضيف أن وزارة البيئة والوزارات المعنية لم تتعامل بجدية مع ظاهرة التغير المناخي منذ البداية، "ومازال تنفيذ الخطط الخاصة باحتواء أزمة التغير المناخي في العراق بطيئا". ويلفت عبداللطيف إلى عامل آخر "خطير" من العوامل المسببة للعواصف. "استنزاف خزين المياه الجوفية،" يوضح عبد اللطيف، "فإن كثيرين بدأوا باستخدام المياه الجوفية في الزراعة مطمئنين جدا، دون معرفتهم أنهم يستنزفون خزين البلاد من المياه". وارتفعت درجات الحرارة بمقدار 5 درجات، وفقا للخبير البيئي، في البصرة وفي المحافظات الجنوبية خلال الأعوام القليلة الماضية. وهناك احتمال تسجيل ارتفاع جديد لدرجات الحرارة خلال العام الحالي والأعوام القادمة، ما سيؤدي إلى تبخر كميات أكبر من المياه ما يعني مزيدا من الأضرار على القطاع الزراعي والحياة عموما، خصوصا في المناطق الجنوبية من البلاد. ويقول المتحدث باسم وزارة البيئة العراقية، لؤي المختار، في حديث لوكالة الانباء العراقية الرسمية، في 12 أبريل، إن "معظم العواصف الترابية تأتي من خارج الحدود بنسبة 50% الى 60%، وجزء منها يتكون داخل الحدود". واستبعد المختار حصول عواصف ترابية كثيرة هذا العام، "وحتى إذا هبت فلن تكون تأثيراتها حادة أو شديدة، إثر الرطوبة وهطول بعض الأمطار في الأشهر الأخيرة من الربيع الحالي". وكانت الدائرة الفنية في وزارة البيئة، قد أعلنت في بيان عام 2022 عن خطة تتضمن جملة من الحلول التي كان يجب القيام بها لتفادي تأثير العواصف الترابية. وتضمنت الخطة زيادة مساحة الغطاء النباتي، وإنشاء الغابات التي تكون مصدات للرياح من أشجار مناسبة قوية الجذوع وسريعة النمو وقليلة الحاجة للمياه وتتحمل درجات حرارة مرتفعة. وقالت، حينها، إن هذه الحلول تتطلب أولا إجراء دراسة تتضمن تحديد نوع العواصف الترابية ومواقع اختلال الضغط الجوي ونوع الأشجار. وقالت الدائرة الفنية في وزارة البيئة، في بيانها عام 2022، إنها كانت بصدد البحث في إمكانية تخصيص مبلغ 100 مليون دولار كمرحلة أولى لمشروع الحزام الأخضر، ودراسة استخدام مياه المجاري لسقي الأشجار غير المثمرة. ولمعرفة آخر التطورات في تنفيذ تلك الخطة، اتصل موقع "الحرة" بالمتحدث باسم وزارة البيئة، لؤي المختار، لكنه لم يجب على أي من أسئلة الموقع. ويشير الصحفي المختص في قضايا المناخ، مرتضى حميد، إلى أن المناطق الجنوبية من العراق هي الأكثر تضررا جراء تغير المناخ. ويوضح حميد لـ"الحرة" أن "انخفاض مناسيب المياه أثر على واقع التربة وقلص الزراعة في مدن جنوب العراق، ووصلت نسبة تقليص المساحات الزراعية إلى نحو 50% مقارنة بالخطط الزراعية السابقة. وانحسرت مستويات مياه الأهوار، الأمر الذي دفع السكان المحليين، الذين كانوا يمارسون المهن التراثية ويحافظون عليها، إلى النزوح والهجرة، فضلا عن فقدان هذه المناطق نسبة كبيرة من ثروتها الحيوانية أيضا". فقدت محافظة ذي قار الجنوبية وحدها ما يقرب من 8000 رأس من الجاموس، هلكت بسبب الجفاف وانخفاض مناسيب مياه الأهوار، وفقا لحميد. وأدى الجفاف إلى اختفاء العديد من أنواع السمك، وشحة عدد آخر منها كأسماك البني والقطان. واختفت من "طبيعة جنوب العراق" أنواع من الطيور المائية. ويلفت حميد إلى أن نحو 20 نوعا من الطيور المهاجرة من سيبيريا ومناطق شرق آسيا، كانت تهاجر إلى الأهوار في الربيع سنويا، لم تعد تأتي الآن. ويعتبر العراق، وفق الأمم المتحدة، خامس البلدان الأكثر تعرضا للتدهور المناخي عالميا، نظراً للظواهر المناخية العنيفة التي تعصف به منذ نحو عشر سنوات. وأشارت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن العراق شهد عام 2021 ثاني أكثر مواسمه جفافاً منذ 40 عاماً، بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار. وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، انخفضت، بنحو 40%، تدفقات المياه في نهري الفرات ودجلة، اللذين يوفران نحو 98% من المياه السطحية في العراق. ويعزو خبير الإستراتيجيات والسياسات المائية عضو هيئة التدريس في جامعة دهوك، رمضان حمزة، أسباب تعمق مظاهر التغير المناخي ومن ضمنها ازدياد العواصف الترابية، إلى سوء إدارة الموارد المائية والاستمرار في اتباع الطرق التقليدية في الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، وانعدام الغطاء الأخضر، وعدم التوسع في الزراعة سواء في زراعة النخيل أو الزراعات الأخرى، وعدم إنشاء الأحزمة الخضراء التي تقلل من العواصف الغبارية. ويؤكد حمزة على أن عدم تعامل العراق - ودول المنطقة - مع هذه العوامل بشكل جدي، تسبب في زيادة تأثيرات تغير المناخ في العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط المعرضة لتغير المناخ بشكل خاص. ويتوقع حمزة في حديثه مع لـ"الحرة" أن يشهد العراق مزيدا من العواصف، وتتكرر بزيادة، لأن زيادة رقعة التصحر في المنطقة يؤدي إلى زيادة في تردد العواصف الترابية بشكل عام". وبحسب حمز، يتطلب الحد من تأثيرات تغير المناخ في العراق جملة من الإجراءات والخطوات، تأتي في مقدمتها إدارة الموارد المائية والبدء بزراعة البادية الغربية على الأقل بالأعلاف وتوفير المياه لها من مياه البزل الموجودة من بعض الآبار في المنطقة وسدود الحصاد المائي. ويتابع "هذه الخطوات ستساعد في زراعة البادية الغربية من العراق بشكل مكثف وإدارة الموارد المائية للاستفادة من الزراعات الموجودة. حاليا هناك تجربة للعتبتين الحسينية والعباسية وتوسعهما في الزراعة في محافظة كربلاء وسط العراق". لكن حمزة يحذر في الوقت ذاته من أن هذه المشاريع قد تشكل استنزافا للمياه الجوفية، مشيرا إلى أن العراق بحاجة إلى إدارة أو موازنة مائية دقيقة، تحصي كميات المياه الداخلة إلى البلاد والمياه السطحية والمياه الجوفية، إلى جانب معالجة مياه الصرف الصحي الخارجة من المدن واستخدامها في الزراعة خاصة زراعة الأشجار غير المثمرة كسقي الأحزمة الخضراء والأعلاف وغيرها. ويلفت خبير الاستراتيجيات والسياسات المائية إلى أن العراق لم يكن جادا في المعالجة، وإنما تعامل معها شكليا مثل حضور المؤتمرات والادلاء بتصريحات دون وجود معالجة حقيقة. "لهذا ستكون الكارثة أكبر ولن يكون بالإمكان تحمل تداعياتها". "بدأ العراق بتصفير الخزين الاستراتيجي للسدود للاستفادة منه لرية الفطام لمحصولي القمح والشعير". ويحذر حمزة من أن موسم الصيف المقبل سيكون صعبا جدا على العراقيين من ناحية ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الغبارية وقلة المياه". وفي تقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية (IOM) في نوفمبر 2023 على موقها، قال رئيس بعثة المنظمة في العراق، جيورجي جيغاوري، إن "تغير المناخ في العراق ليس مجرد مشكلة بيئية. ومن المحتمل أن تتحول إلى أزمة إنسانية. فهو يغذي الاستغلال ويساهم في التنقل القسري". ووفق التقرير سجل برنامج المنظمة الدولية للهجرة لتتبع حالات الطوارئ المناخية في العراق، نزوح أكثر من 130,000 شخص بين الأعوام 2016 و2023 بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ في مناطقهم الأصلية. وأشارت المنظمة إلى هجرة سكان 10 مناطق في قضاءي الناصرية وسوق الشيوخ في محافظة ذي قار الجنوبية بالكامل. ولفت إلى أن ازدياد موجات الهجرة من الريف إلى الحضر تأتي استجابة للتدهور البيئي والمخاطر الطبيعية بمعدل ينذر بالخطر، حيث تبحث الأسر عن عمل في المناطق الحضرية أو تضطر إلى إرسال أطفالها للعمل في المدن للتغلب على فقدان الدخل.


اليمن الآن
٢٢-٠١-٢٠٢٥
- اليمن الآن
حرائق جديدة ورماد سام وعلم أحمر.. جحيم لوس أنجلوس مستمر
حذر خبراء الأرصاد الجوية من استمرار الرياح الخطرة التي تضرب جنوب كاليفورنيا لمدة يومين إضافيين على الأقل، مع اندلاع حرائق جديدة، الثلاثاء. واستمرت حرائق ضخمة في منطقة لوس أنجلوس بالاشتعال للأسبوع الثالث على التوالي. واستعد المسؤولون لحماية الأحياء المحترقة من خطر جريان الرماد السام، في حال هطول الأمطار المتوقعة نهاية هذا الأسبوع. وأفادت تقارير أن الرياح هدأت بعض الشيء بعد ظهر الثلاثاء، بعد أن بلغت سرعتها 96 كيلومترا في الساعة في العديد من المناطق. ومع ذلك، من المتوقع أن تعود الأجواء العاصفة الأربعاء، حسب خبير الأرصاد الجوية في مكتب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في لوس أنجلوس رايان كيتل. وقال كيتل: 'إذا اندلع حريق فقد ينتشر بسرعة كبيرة'. وتم تمديد تحذيرات 'العلم الأحمر'، التي تشير إلى خطر حرائق حرج، حتى الساعة الثامنة من مساء الخميس، في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا. وأفاد المتحدث باسم إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا دافيد أكونا بأن تمركز شاحنات الإطفاء والطائرات المخصصة لإسقاط المياه في جميع أنحاء المنطقة ساعد الفرق على إخماد عدة حرائق صغيرة، اندلعت في مقاطعتي لوس أنجلوس وسان دييغو بسرعة. لكنه حذر قائلا: 'قلقنا هو الحريق التالي، الشرارة التالية التي تسببت في الحريق التالي'. وأضاف أكونا أن القلق الآخر هو أن الحريقين الكبريين، حريق باليسيدز وحريق إيتون قرب لوس أنجلوس، قد يكسران خطوط احتوائهما. وتم إصدار أوامر إخلاء لحريق لايلك في منطقة سان دييغو، الذي التهم ما لا يقل عن 80 فدانا من الأعشاب الجافة وكان يهدد المباني في منطقة بونسال صباح الثلاثاء، حسبما ذكرت السلطات. وفي الوقت نفسه، تمكنت فرق الإطفاء من وقف تقدم حريق بالا القريب.