
د. أيوب أبودية يكتب :العالم يستكشف الفضاء في عام 2024
تاريخ النشر : 2024-12-30 - 11:40 am
العالم يستكشف الفضاء في عام 2024
د. أيوب أبودية
من الأحداث البارزة خلال عام 2024، إحراز العالم تقدمًا كبيرًا في مجال الاستكشافات الفضائية، بفعل العديد من البعثات الجديدة والتقنيات امبتكرة التي ستمهد الطريق لفهم أعمق للكون ولإعداد البنية التحتية لاستكشاف الفضاء بشكل أوسع. ومنها عودة الإنسان إلى القمر. يعود هذا التقدم إلى تعاون عالمي متزايد بين وكالات الفضاء الكبرى، بما في ذلك ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ووكالات الفضاء الصينية والروسية، إلى جانب مشاركة شركات الفضاء الخاصة مثل سبيس إكس وبلو أوريجين.
وصل مسبار "باركر" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عشية عيد الميلاد، إلى أقرب مسافة له من الشمس حيث كان على بعد 6,2 ملايين كيلومتر من هذا النجم. وأطلق مسبار "باركر" في آب/أغسطس 2018 في مهمة مدتها سبع سنوات لدراسة الغلاف الجوي للشمس وتعزيز المعارف العلمية الخاصة بالعواصف الشمسية وتأثيرها على الاتصالات الأرضية. ومن المتوقع أن يبدأ المسبار في إرسال البيانات العلمية في الأسابيع القادمة.
من أبرز الأحداث في عام 2024 كان عودة الإنسان إلى القمر عبر برنامج "أرتميس 2"، الذي يُعد خطوة حاسمة نحو إنشاء قاعدة دائمة على القمر في المستقبل. تتضمن هذه المهمة رحلة مأهولة حول القمر، حيث سيتم اختبار تقنيات جديدة لتأمين سفر الإنسان في الفضاء العميق، استعدادًا للبعثات القادمة نحو المريخ. يسعى برنامج أرتميس ليس فقط إلى إعادة الإنسان إلى القمر، ولكن أيضًا إلى وضع الأساس لإنشاء بنية تحتية فضائية تدعم استكشاف الفضاء العميق. المهمات القادمة من هذا البرنامج تهدف إلى وضع أول امرأة على سطح القمر، مما يعكس التنوع والشمولية في استكشاف الفضاء.
فيما يتعلق بالمريخ، أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية مهمة ExoMars التي تهدف إلى دراسة سطح الكوكب الأحمر والبحث عن علامات للحياة، سواء في الماضي أو في الظروف الحالية. تركز المهمة على فهم المزيد عن البيئة المريخية والظروف التي قد تؤوي حياة ميكروبية، وهو أحد الأهداف الكبرى في استكشاف المريخ. بالتوازي مع ذلك، تواصل ناسا مهمتها "بيرسيفيرانس"، التي بدأت في 2021، لاستكشاف المريخ وجمع العينات من التربة استعدادًا لإعادتها إلى الأرض في السنوات القادمة. هذه العينات ستوفر معلومات غنية عن تاريخ المريخ، سواء من حيث تطور الحياة أو من حيث تكوينه الجيولوجي.
كما يُعد مسبار جيمس ويب الفضائي أحد أبرز الابتكارات في مجال الفضاء في عام 2024. وهو يستمر في مهمته لاستكشاف النجوم والمجرات البعيدة، مع توقع اكتشافات جديدة تتعلق بتكوين الكون المبكر. جيمس ويب، الذي أُطلق في 2021، يستخدم تكنولوجيا حديثة لفحص المجرات التي تكونت في بدايات الكون، وهو جزء أساسي من فهمنا لكيفية تطور النجوم والكواكب والمجرات. من المتوقع أن يكشف المسبار عن معلومات هامة حول تكوين الكواكب الخارجية واكتشاف العديد من الكواكب التي قد تكون قابلة للحياة.
في إطار استكشاف الأقمار التابعة للكواكب العملاقة مثل "أوروبا" (قمر كوكب المشتري) و"تيتان" (قمر كوكب زحل)، هناك اهتمام متزايد لأنها قد تحتوي على محيطات تحت السطح قد تضم حياة ميكروبية. ففي عام 2024، انطلقت مهمة Europa Clipper التابعة لناسا لدراسة القمر أوروبا بشكل مكثف. هذه المهمة تهدف إلى جمع معلومات حول المحيطات تحت السطحية والمكونات الكيميائية التي قد تساهم في دعم الحياة. كما تعتبر مهمة تيتان الخاصة بوكالة الفضاء الأوروبية جزءًا من هذا الاستكشاف، حيث يُعتقد أن تيتان يحتوي على بحيرات من الميثان والبحار السائلة، ما قد يفتح الأفق لفهم الحياة في بيئات غير أرضية.
من بين النجاحات الكبرى في استكشاف الفضاء في 2024، كانت مهمة Psyche التابعة لناسا، التي تهدف إلى زيارة كويكب يحمل نفس الاسم. يُعتقد أن هذا الكويكب عبارة عن نواة كوكب بدائي غني بالمعادن، وهو مهم لفهم كيفية تكوين الكواكب وتطورها. في هذه المهمة، سيتوجه المسبار إلى الكويكب لتدقيق تركيبه المعدني، مما قد يوفر معلومات حول تكوين الكواكب الداخلية وتكوين النظام الشمسي في مراحله الأولى.
واصلت شركات الفضاء الخاصة مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين" في 2024 دفع حدود الاستكشاف الفضائي. سبيس إكس، بقيادة إيلون ماسك، خططت لإطلاق بعثات مأهولة إلى القمر واختبار تقنيات السفر إلى المريخ، في إطار برنامج "ستارشيب". يعد برنامج ستارشيب من المشاريع المبتكرة التي تهدف إلى جعل السفر إلى المريخ أمرًا ممكنًا وعمليًا في المستقبل. كما تُخطط سبيس إكس لتوسيع نظام ستارلينك، الذي يهدف إلى توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق النائية.
وبالإضافة إلى المحطة الفضائية الدولية ISS، توسعت الصين في مجال استكشاف الفضاء في 2024 من خلال تطوير محطات فضائية تجارية، واستكمال محطتها الفضائية "تيانجونغ". التوسع في المحطات الفضائية سيتيح المزيد من الفرص لإجراء أبحاث علمية وتجارب في الجاذبية الصغرى، مما يعزز الابتكارات في مجالات مثل الطب والفيزياء. هذا التوسع يعكس تطور الصين في مجال الفضاء وإمكانياتها المتزايدة في استكشاف الفضاء العميق.
واجه العالم تحديات اقتصادية متزايدة مع استمرار تداعيات التضخم في كثير من الدول، إلى جانب الأزمات المالية المحتملة في بعض الاقتصادات الكبرى. واستمر الصراع في أوكرانيا خلال 2024، وفي فلسطين وسوريا واليمن، وسيكون لهذا تأثير كبير على العلاقات الدولية، الاقتصاد، وأسعار الطاقة. ومع استمرار الاهتمام العالمي بالتغير المناخي مع زيادة الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات والأعاصير، والحروب، قد تتزايد المطالب باتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة التغير المناخي. ورغم الحروب المشتعلة حول العالم، والتغيرات الخطيرة في المناخ، فإن العالم وضع استثمارات عظيمة لاستكشاف الفضاء! فهل توصل العلماء إلى قناعة بأن الوضع المناخي في الأرض يتجه نحو الدمار الذاتي، ولذلك باتوا يبحثون عن مكان آخر في الكون لتدميره؟
قد يكون هذا الرأي متطرفا وبعيدا عن الواقع، حيث أن معظم العلماء يركزون على استكشاف الفضاء لأغراض علمية وتكنولوجية، وليس للهروب من مشكلات الأرض. إذ يسعى العلماء بدلاً من ذلك إلى فهم الكون بشكل أفضل، وتنمية تقنيات جديدة يمكن أن تساعد في حل المشكلات البيئية على كوكب الأرض. ورغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية، فإن التقدم الكبير في مجال استكشاف الفضاء خلال 2024 يعكس طموح البشرية في سبر أغوار الكون، والتوسع في المعرفة العلمية والتكنولوجية. إذ إن الاكتشافات الفضائية الأخيرة، سواء كانت في استكشاف الكواكب أو الأقمار، تقدم لنا أدوات جديدة لفهم الكون بشكل أعمق ونأمل أن تساعد في تحسين حياتنا على الأرض.
تابعو جهينة نيوز على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 2 أيام
- جو 24
قبل أيام من محاولة الهبوط الخطيرة.. مسبار ياباني يلتقط صورة "محيرة" للقطب الجنوبي القمري
جو 24 : أرسل المسبار القمري الياباني "ريزيليانس" (Resilience) لقطة مدهشة لسطح القمر، تظهر منطقة القطب الجنوبي بتفاصيلها الجيولوجية الدقيقة. وتكشف الصورة التي تم التقاطها من المدار القمري ونشرتها شركة ispace اليابانية عبر منصة "إكس"، عن تضاريس وعرة مليئة بالفوهات الصدمية التي تشكلت عبر مليارات السنين، في مشهد يذكر البعض بقطع الجبن المثقوبة عند النظر إليها من بعيد. وما يجعل هذه الصورة أكثر إثارة هو الوهم البصري الذي تخلقه، حيث تبدو الفوهات المنخفضة للوهلة الأولى وكأنها نتوءات مرتفعة، ما أثارحيرة الكثير من المتابعين الذين تساءلوا: "هل ترون فوهات أم نتوءات؟". وهذا الوهم البصري ينتج عن زاوية التقاط الصورة وطريقة سقوط الضوء على سطح القمر الخالي من الغلاف الجوي. ويأتي نشر هذه الصورة في توقيت بالغ الأهمية، إذ من المقرر أن يحاول المسبار الهبوط في 5 يونيو القادم على سهل "ماري فريغوريس" البركاني في نصف الكرة الشمالي للقمر. وتكتسب هذه المحاولة أهمية خاصة لليابان وشركة ispace، خاصة بعد الفشل الذي منيت به مهمتهم الأولى عام 2023 عندما تحطم مسبارهم بسبب خطأ في تقدير ارتفاع حافة إحدى الفوهات. ويحمل المسبار "ريزيليانس" الذي انطلق في 15 يناير الماضي على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة " سبيس إكس "، خمس حمولات علمية وتقنية، أبرزها المسبار الصغير "تيناشيس" الذي سيقوم بجمع عينات من تربة القمر ضمن عقد مع ناسا. وهذا المسبار الصغير يحمل على مقدمته عملا فنيا بعنوان "منزل القمر" للفنان السويدي ميكايل جينبرغ، ما يضيف لمسة إنسانية على هذه المهمة العلمية. وفي حال نجاح عملية الهبوط، ستكون هذه ثاني عملية هبوط ناجحة لليابان على القمر بعد مهمة SLIM التابعة لوكالة الفضاء اليابانية (JAXA) في يناير 2024. المصدر: سبيس تابعو الأردن 24 على


رؤيا
منذ 4 أيام
- رؤيا
كويكب بحجم منزل يقترب من الأرض بسرعة صاروخية وناسا توضح
الجسم الصخري سار بسرعة هائلة تصل إلى 25,880 ميلاً ذكر موقع "سبيس"، أن كويكب جديد بحجم منزل اقترب من الأرض، دون أن يشكل أي تهديد لكوكب الأرض. الكويكب الذي يحمل التسمية 20 KF، اقترب من الأرض عند الساعة 1:30 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (5:30 مساءً بتوقيت غرينتش)، وسيكون على مسافة 71,700 ميل (115,000 كيلومتر) فقط من الأرض، بحسب بيانات وكالة "ناسا". وسار هذا الجسم الصخري بسرعة هائلة تصل إلى 25,880 ميلاً في الساعة (نحو 41,650 كيلومتراً في الساعة)، مارًا قرب القطب الجنوبي للأرض، قبل أن يتابع مساره الطويل حول الشمس، في 21 أيار. وتم اكتشاف الكويكب في 19 أيار الجاري من قبل علماء فلك ضمن مشروع MAP في صحراء أتاكاما بتشيلي، أي قبل يومين فقط من اقترابه من الأرض، حسبما أفاد مركز الكواكب الصغيرة. ويُقدّر قطر الكويكب بين 32 و75 قدمًا (10 إلى 23 مترًا)، ما يعادل حجم منزل تقريبًا. ورغم قربه النسبي، تؤكد "ناسا" أن الكويكب لا يشكل أي خطر، حتى لو انحرف مساره، إذ من المرجح أن يحترق بالكامل في الغلاف الجوي بفعل حجمه الصغير. وتُتابع "ناسا" آلاف الأجسام القريبة من الأرض ضمن برنامج رصد بدأ منذ عام 1998، ووثقت حتى الآن نحو 40,000 كويكب. ومن بين هذه الأجسام، يُصنّف حوالي 4,700 كويكب كأجسام "خطرة محتملة"، إلا أن العلماء يؤكدون أن احتمالية اصطدام كويكب مدمّر بالأرض خلال المئة عام المقبلة ضئيلة للغاية. الجدير بالذكر أن الكويكب 2025 KF لا يقترب حتى من تحطيم الرقم القياسي لأقرب مرور لكويكب بالأرض، والذي سُجّل عام 2020 عندما اقترب كويكب بحجم سيارة لمسافة 1,830 ميلاً (2,950 كيلومتراً) فقط من سطح الأرض.


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
اكتشف قبل 48 ساعة فقط.. كويكب ضخم يدنو من الأرض بسرعة هائلة!
أخبارنا : أفاد العلماء أن كويكبا بحجم منزل، اكتشف حديثا، سيقترب من الأرض يوم 21 مايو بمسافة آمنة تعادل ثلث المسافة بين الأرض والقمر. وفقا لوكالة ناسا، سيكون هذا الاقتراب في حوالي الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش يوم 21 مايو، حيث سيمر الكويكب المسمى 2025 KF على مسافة 115 ألف كم (71700 ميل) فقط من الأرض. وأثناء مروره، سيتحرك الكويكب بسرعة 41650 كم في الساعة (25880 ميلا في الساعة) نسبة إلى الأرض. وسيقترب أكثر من المنطقة القطبية الجنوبية للأرض قبل أن يواصل مداره الطويل حول الشمس. ولا يعد 2025 KF حاليا جسما خطيرا محتملا، كما أنه لا يشكل أي خطر لاصطدامه بالقمر، حيث سيمر من مسافة تقارب 226666 كم (140844 ميلا). ووفقا لمركز الكواكب الصغيرة، اكتشف الفلكيون هذا الجسم الصخري في 19 مايو بواسطة مشروع MAP في صحراء أتاكاما التشيلية، أي قبل أيام قليلة فقط من اقترابه الوثيق بكوكبنا. ويقدر أن قطر الكويكب يتراوح بين 10-23 مترا (32 و75 قدما)، أي بحجم منزل تقريبا. وحتى لو اصطدم بالأرض، فإن حجمه الصغير يعني أنه من المحتمل أن يحترق في الغلاف الجوي دون أي تهديد لسكان الكوكب، بحسب علماء ناسا. ومنذ أن بدأت ناسا مراقبة السماء بحثا عن الأجسام الخطيرة المحتملة في صيف 1998، سجلت ما يقارب 40 ألف كويكبا قريبا من الأرض. ونعلم اليوم أن الكويكبات بحجم السيارة تمر قرب الأرض سنويا. ومن بين هذه الكويكبات، يصنف نحو 4700 منها كأجسام خطيرة محتملة، رغم أن علماء مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض أكدوا أنه من غير المرجح أن يصطدم أي كويكب قادر على إحداث دمار واسع بالأرض خلال القرن المقبل. جدير بالذكر أن مسار 2025 KF لن يقترب حتى من كسر الرقم القياسي لأقرب كويكب يمر بالأرض، والذي سجله كويكب بحجم سيارة في عام 2020 عندما مر على بعد 2950 كم (1830 ميلا) فقط من سطح الأرض. المصدر: سبيس