
حجاج بيت الله يتوافدون على عرفات لأداء الركن الأعظم
بدأت قوافل الحجيج، مع فجر الخميس التاسع من شهر ذي الحجة، التوافد على صعيد عرفات الطاهر؛ لأداء ركن الحج الأعظم، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
واتسمت عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات بالانسيابية والمرونة، حيث واكبت قوافلهم متابعة أمنية مباشرة لتنظيمها حسب خطط التصعيد والتفويج، وإرشادهم، وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وأكملت مختلف الجهات المعنية جاهزيتها التامة منذ وقت مبكر، لتقديم مختلف الخدمات للحجاج في مختلف أنحاء المشعر، لينعموا بأداء النسك وهم آمنون مطمئنون.
ويؤدي ضيوف الرحمن صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، بعد أن يستمعوا إلى خطبة يوم عرفة، التي سيلقيها هذا العام الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام.
ويقف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، في هذا اليوم المبارك، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، في مشهد مهيب، راجين رحمة ربهم وابتغاء مرضاته.
وأوضح الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج السعودي، أن ارتفاع درجات الحرارة في يوم عرفة يتطلب التأكيد على بقاء الحجاج داخل المخيمات من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً؛ حفاظًا على صحتهم وسلامتهم، ومنعاً لأي حالات إجهاد حراري، عاداً المشي الجماعي العشوائي خطراً على انسيابية الحركة، وأرواح ضيوف الرحمن.
وشدَّد الربيعة على ضرورة عدم الخروج من عرفات إلى مزدلفة مشياً، بل يجب الالتزام باستخدام وسائل النقل المخصصة، لافتاً إلى أن خطط التفويج والنقل تسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة الحشود، وضمان سلامة الجميع، والالتزام بها مسؤولية جماعية.
وحذَّرت وزارة الصحة من التعرض المباشر لأشعة الشمس يوم عرفة، خاصة خلال أوقات الذروة بين الساعة 10 صباحاً و4 عصراً، داعيةً للالتزام بخطط التفويج المنظمة، واستخدام المظلة أثناء التنقل، وتجنّب المشي على الأسطح الساخنة، والحذر من تسلّق الجبال أو المرتفعات؛ لما يسبّبه من إجهاد بدني شديد يزيد من احتمال التعرّض للإجهاد الحراري.
ومع غروب شمس الخميس، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، حيث يصلون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون بها حتى فجر الجمعة العاشر من شهر ذي الحجة، قبل أن يعودوا إلى مشعر مِنى لتكملة مناسك الحج.
وتبلغ مساحة مشعر عرفات قرابة 33 كيلومتراً مربعاً، يتجمع فيه أكثر من مليوني حاج، وفرت لهم الحكومة السعودية جميع وسائل الراحة والأمن، وقدمت لهم خدمات بأعلى معايير الجودة، لتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.
وتتصف أرض عرفات باستوائها، وتحيط بها سلسلة جبال يوجد في شمالها جبل الرحمة الذي يتكون من أكمة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة مشكلة من حجارةٍ صلدةٍ ذات لون أسود كبير الحجم، ويقع إلى الناحية الشرقية من جبل عرفات بطولٍ يبلغ 300 متر، ومحيطه 640 متراً، وترتفع قاعدته عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 متراً، ويوجد على قمته شاخصٌ يبلغ ارتفاعه 7 أمتار.
ويتطلع الحجاج إلى الوقوف على «جبل الرحمة» بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع، ويحرصون على الدعاء والتضرع لله؛ طمعاً في الرحمة والمغفرة.
ويعدّ «نمرة» ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد الحرم المكي، وبني في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام خلال حجة الوداع، وشهد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، على طولٍ بلغ 340 متراً، وعرضٍ يقدر بـ240 متراً، بمساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، مع ساحة مظللة خلفه تقدَّر بـ8000 متر مربع، ليستوعب نحو 400 ألف مصلّ.
ويظهر مسجد نمرة بـ6 مآذن بارتفاع 60 متراً، وله 3 قباب، و10 مداخل رئيسة تحتوي على 64 باباً، ويضم غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة والصلاتين في يوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الاصطناعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
صلة الرحم بين الأمس واليوم
مسعود عمشوش صلة الرحم مبدأ أخلاقي مهم، وقد جعلها ديننا الإسلامي الحنيف واجبا أساسيا، حينما حثّ على عدم القطيعة بين الأهل والأقارب، وعلى زيارتهم والتواصل معهم بانتظام. وقد قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". والملاحظ اليوم أن أجهزة التلفون ووسائل التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك والانستجرام والواتس والماسنجر، قد ساعدت على الاتصال الكتابي والكلامي غير المباشر بين الأرحام والناس كافة. لكنها بالمقابل حدّت كثيرا من الاتصال المباشر والفعلي بين الأرحام، وقلصت الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء. فاليوم لم تعد صلة الرحم كما كانت في زمن الأجداد والآباء والأمهات الذين كانوا يهتمون كثيرا بالعلاقات العائلية والترابط الأسرى؛ فقبل ثلاثة عقود أو أقل كانت العائلة أو الأسرة تجتمع بانتظام فى بيت الوالد والوالدة يوميًا أو أسبوعيًا لمعرفة أحوال أفرادها الذين يحرصون على تناول الطعام معا. وعندما يمرض أو يتعب أحد أفراد العائلة يسأل عليه الأقارب يوميًا ويزورونه للاطمئنان عليه، ويتواصلون معه فى الفرح والحزن. ولم تقتصر صلة الرحم على تبادل الزيارات وإنما كانت تتم كذلك بالخطابات. أما اليوم في زمن التليفونات المحمولة والواتس أب والفيس بوك فقد تغيّرت العادات وأصبحت الزيارات نادرة وزاد من صعوبتها تباعد المسافات وغلاء أجرة وسائل النقل والبترول. فأصبح الولد يكتفي بالاتصال بأبيه وأمه تليفونيا فى الأعياد ومختلف المناسبات. وربما يحدث هناك نوع من الإهمال فى السؤال عن الوالدين، حتى بوسائل التواصل المختلفة التي أصبحت في معظم الأحيان بديلة عن الزيارات. ولاشك أن الحياة الماضية كانت ألذ وأجمل وتتسم بالبساطة والحب والمعاملة الحسنة والاحترام المتبادل وتبادل اللقاءات والتهاني فى المناسبات والأفراح والأتراح. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
الحجاج يؤدون طواف الإفاضة في أجواء إيمانية وخدمات متكاملة
أدى حجاج بيت الله الحرام اليوم، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أحد أركان الحج الأساسية. وأدى الحجاج طواف الإفاضة بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى. وشهد المسجد الحرام منذ ساعات الصباح الباكر، توافد أعداد كبيرة من الحجاج الذين أدوا النسك في أجواء إيمانية يملأها الخشوع والطمأنينة، وسط منظومة خدمية متكاملة وفّرتها الجهات المعنية لتيسير أداء الشعائر بيسر وسهولة، وفق تنظيم دقيق وخطط تشغيلية محكمة. وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة. ويستكمل الحجاج بعد أداء طواف الإفاضة مناسكهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، التي يرمون فيها الجمرات الثلاث، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة المكرمة، سائلين الله القبول والتيسير.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 7 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
تدشين مشروع توزيع الأضاحي على أسر الشهداء في ريمة
ريمة - سبأ : دشن فرع مؤسسة الشهداء بمحافظة ريمة اليوم، مشروع توزيع أضاحي العيد على أسر الشهداء الأشد فقراً. وأكد المحافظ فارس الحباري في التدشين بحضور وكيل المحافظة حافظ الواحدي، أهمية توزيع الأضاحي على أسر الشهداء الأشد فقراً بما يجسد الوفاء لتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله. وحث الجميع على تعزيز التكافل والتراحم ومساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة وفي مقدمتها أسر الشهداء وتلبية احتياجاتها، سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار. واعتبر المحافظ الحباري توزيع الأضاحي أقل ما يمكن تقديمه لهذه الأسر التي قدمت التضحيات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته. فيما أوضح مدير فرع هيئة رعاية الشهداء بالمحافظة عبدالاله حامد أن المشروع يتضمن توزيع الأضاحي على أسر الشهداء الأشد فقراً، مشيراً إلى أنه يعكس اهتمام قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى بأسر الشهداء تقديراً لما قدمته من تضحيات في سبيل الله وإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره. حضر التدشين مدير أمن المحافظة العميد حاشد الحباري وعدد من القيادات الأمنية .