
«السدرة» تعانق «الزيتون» في أمسية شعرية بـ «الدوحة للكتاب»
محمد عابد
شهد معرض الدوحة الدولي للكتاب أمسية شعرية بعنوان «السدرة والزيتون»، شارك فيها شعراء من دولتي قطر وفلسطين، وجاءت ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض. وقرأ الشعراء محمد إبراهيم السادة، وعبدالحميد اليوسف، وسامي مهنا، وماهر المقوسي، وعبدالله عيسى، والمتوكل طه، عدداً من القصائد الشعرية، والتي عكست ترابطاً كبيراً بين شجرة السدرة العريقة في قطر، وشجرة الزيتون الشهيرة في فلسطين.
وبدوره، قدم الشاعر القطري محمد إبراهيم السادة ثلاث قصائد إحداها حول تكريم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لخريجي جامعة قطر قبل أيام، وقصيدة باللهجة المحلية القطرية، بالإضافة إلى قصيدة أخرى باللغة الفصحى، تعكس جوانب إنسانية.
ومن جانبه، قال الشاعر عبدالحميد اليوسف: إن الأمسية كانت فرصة مماثلة لإلقاء قصائد تعبر عن الوجدان الفلسطيني، وتعكس الترابط الكبير بين شجرة السدرة العريقة في قطر، وشجرة الزيتون الشهيرة في فلسطين، ولذلك حرص على إلقاء قصائد وطنية، وأخرى تعبر عن الوجدان العام.
أما الشاعر سامي مهنا، فأكد أنه حرص على إلقاء قصائد وطنية، تعكس الهم الفلسطيني، وما يعانيه من وجع نتيجة العدوان الإسرائيلي، بجانب قصائد إنسانية، كون الشاعر إنسان، تحكمه المشاعر الإنسانية بالدرجة الأولى.
وأعرب الشاعر المتوكل طه عن اعتزازه بالمشاركة، قائلاً: تشرفت بالمشاركة في هذه الأمسية الشعرية في دوحة الشعر، والتي تشهد فضاءً إبداعياً تجترحه قطر من خلال هذا المعرض النوعي.
وقدم طه خلال الأمسية قصيدة أهداها إلى روح صديقه من غزة الشهيد الروائي غريب عسقلاني، الذي استشهد في الحرب الدائرة حالياً، وتعد وقفة وفاء في حضرة الغياب.
ومن جانبه، عبر الشاعر عبدالله عيسى عن سعادته بالمشاركة. قائلاً: إنه شرف كبير لي أن أشارك في هذه الأمسية، وخاصة أن فلسطين هي ضيف الشرف لهذا العام، وهذا يمثل تجسيدًا عميقًا للتواصل بين الشعبين الفلسطيني والقطري، كما يعكس الدعم الثابت من قطر، شعبًا وحكومة، للقضية الفلسطينية وعدالتها، مشيرا إلى أنه قرأ في الأمسية قصيدتين يرى أنهما تشكلان «مرحلة جديدة» في تجربته، موضحاً أننا الآن في فترة ما بعد غزة، وهي تستوجب أن نكتب بأدوات جديدة، وبتصورات جديدة، فالتجربة تفرض لغتها الخاصة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
«حين يعبر الشعر مرتين».. تضيء أمسيات «المعرض الدولي»
محمد عابد ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب أقيمت أمسية شعرية بعنوان «حين يعبر الشعر مرتين» شارك فيها الشاعر السوداني محمد عبدالباري. وخلال الأمسية التي أدارها الشاعر القطري عبدالحميد اليوسف، تنقل الجمهور مع عبد الباري بين ثلاثة محاور رئيسية، جمع فيها بين الحوار الشعري والفكري، وقراءة مختارات من قصائده القديمة والحديثة، وبعض النصوص التي تُقرأ لأول مرة. افتُتح اللقاء بحوار عن علاقة الشاعر بالشعر، حيث تحدث عبد الباري عن تأثره بجيل الشعراء الكبار، وكيف تشكل وعيه الشعري بين التأمل في تجاربهم والسعي إلى فرادة لغته الخاصة. كما تناول الحديث ظاهرة محاولة بعض الشعراء الشباب محاكاة أسلوبه، مؤكدًا أن لكل شاعر تجربته وخصوصيته، وأن التفرد لا يُستنسخ. وفي المحور الثاني، أضاء الشاعر كواليس كتابة القصيدة، وكيف تولد أحيانًا من وحي اللحظة، وأحيانًا من تراكم الفكرة والتأمل. وشارك الجمهور قصة قصيدة «أندلسان»، وهي من أبرز نصوصه، مبينًا كيف اجتمعت فيها لحظة الإلهام وسياقات الكتابة المركبة، حيث يندمج فيها التاريخ مع الشعور الشخصي، والمعنى مع الصورة. أما المحور الثالث فتحدث فيه الشاعر عن العلاقة الغامضة بين العلم والشعر، متناولًا تأثره بعلم الفيزياء تحديدًا، وكيف يجد في قوانين الكون وحقائقه مدخلًا جديدًا لتجليات الشعر، مما أضفى على تجربته طابعًا معرفيًا وفلسفيًا نادرًا. وختم الشاعر الأمسية بقراءة نصوص جديدة تُقرأ لأول مرة، لم تنشر بعد، وصرّح بأن تقديم هذه النصوص للجمهور قبل نشرها هو أمر لا يفعله عادة، لكن الصداقة والود الذي يجمعه بالجمهور القطري، ودفء هذه الأمسية، دفعاه لكسر هذا التقليد. وقال الشاعر محمد عبد الباري إن معرض الدوحة الدولي للكتاب واحد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، ويمثل مساحة نابضة للقاء القرّاء والكتّاب، ويُنعش علاقتنا بالكتب والأدب والفكر، أتمنى له كل التوفيق والازدهار.


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
«المتحف المصري الكبير» يحتضن «التمكين بالفن»
محمد عابد في تظاهرة فنية دولية تحتفي بإبداع المرأة، انطلقت في المتحف المصري الكبير بالقاهرة فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى 'التمكين بالفن' (EHAF)، بمشاركة أكثر من 200 فنانة من 35 دولة عربية وأجنبية، من بينها دولة قطر التي تسجل أول حضور رسمي لها في هذا المحفل العالمي عبر وفد فني نسائي بارز. وشاركت خمس فنانات قطريات في فعاليات الملتقى الذي يستمر على مدار خمسة أيام، وهن: هنادي الدرويش، هيفاء الخزاعي، وضحى السليطي، سعاد السالم، ومريم الموسى. وقدمت الفنانات أعمالًا متنوعة تعكس ملامح من الهوية القطرية وتجليات المرأة في الذاكرة والتراث، بأساليب فنية معاصرة تعبر عن رؤى شخصية وجمالية متعددة. شهد حفل الافتتاح حضور السيدة مريم أحمد الشيبي، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين والشخصيات العامة ورموز الفن والثقافة من مختلف أنحاء العالم ، ما منح المشاركة القطرية بُعدًا دبلوماسيًا وثقافيًا يعكس دعم الدولة للفن كأداة لتعزيز الحوار والتواصل بين الشعوب. وأعربت الفنانة هنادي الدرويش في تصريح لـ «العرب»عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى والتي تبرز التراث القطري بلغة فنية معاصرة، حيث أعتمد في أعمالي على استخدام الخط العربي كعنصر بصري جمالي في التكوين، وليس كنص مقروء، إلى جانب استلهام الأقمشة التقليدية كالـ 'بخنق' و'الثوب' التي ترتبط بالمرأة القطرية، لإعادة تقديمها بطريقة رمزية تربط بين الماضي والحاضر'. وأضافت، الدرويش ألواني ليست مجرد اختيار جمالي، بل تعكس مشاعر إنسانية عميقة؛ فالأحمر يرمز إلى الحيوية، والأخضر إلى الراحة والطبيعة، أما الأزرق فيمثل الهدوء والتأمل. كما أنني أستخدم تقنيات مثل الطبقات الشفافة والأسطح الخشنة والقماش لتوليد عمق بصري في العمل الفني.'. من جهتها، أوضحت الفنانة هيفاء الخزاعي أن أعمالها تتمحور حول المرأة القطرية في سياق تراثي، وقالت: 'التراث هو مرآة الهوية وروحها، وقد سعيت في أعمالي إلى إبراز الدور الإنساني والحيوي للمرأة القطرية في الحياة اليومية، مستخدمة فن الحفر وأساليب الطباعة الحديثة لتقديم أعمال مبسطة وحديثة يسهل تفاعل الجمهور معها دون تعقيد.' زخارف وهوية بصرية أما الفنانة وضحى السليطي، فقد قدمت أعمالًا ترتكز على الزخارف التي تزين الملابس التقليدية للمرأة القطرية، وقالت: 'الزخارف ليست فقط مظهرًا جمالياً، بل تعبير عن تاريخ وهوية. أعمل على دمج الأصالة مع المعاصرة من خلال استخدام وسائط متعددة وخامات مختلفة، في لوحات وكتب فنية ومعلقات تستعيد حضور التفاصيل الصغيرة التي تشكل الذاكرة الثقافية.' وشاركت الفنانة سعاد السالم، وهي من الرعيل الثاني للفنانين التشكيليين القطريين، بمجموعة من الأعمال التي تنتمي إلى مشروعها الفني المستمر 'حالات'، والذي يناقش تحولات المرأة في تجلياتها المختلفة من خلال أسلوب تعبيري تجريدي مستوحى من الموروث المحلي والإنساني. وذكرت السالم أنها تحرص على تقديم رؤيتها الفكرية عبر مجموعات متكاملة من الأعمال، وقالت: 'لكل عمل عندي كماله الخاص، يظهر كجزء من منظومة تعبيرية أوسع. في هذا الملتقى، قدمت أعمالًا بطباعة بارزة وملونة على ورق بقياس 70 × 85 سم، تتعامل مع موضوعات الهوية من زاوية بصرية وتجريبية معاصرة.' يُذكر أن ملتقى 'التمكين بالفن' لا يقتصر على المعرض الفني، بل يشمل أيضًا سلسلة من الندوات والمحاضرات حول تطور الفن الحديث، وورش عمل متخصصة تشرف عليها نخبة من الفنانات العالميات، إلى جانب فعاليات تركز على دعم وتمكين الفنانين من ذوي الإعاقة، في رسالة إنسانية شاملة تؤمن بأن الفن مساحة لكل التجارب والقدرات.


العرب القطرية
منذ 4 أيام
- العرب القطرية
ناشرون من» بلاد الزيتون» لـ «العرب»: «الدوحة للكتاب» يُوثّق الوجع الفلسطيني
محمد عابد في مشهد ثقافي يجمع بين الإبداع والمقاومة، تشارك فلسطين 'ضيف شرف' في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي يختتم غدا حيث حمل الناشرون الفلسطينيون على عاتقهم مهمة نقل الصوت الفلسطيني من بين ركام المعاناة، وتقديم صورة الثقافة الفلسطينية كأداة نضال، ووسيلة توثيق، وجسر تواصل مع العالم العربي والدولي. في هذا السياق، قال السيد بكر محمد زيدان أمين سر اتحاد الناشرين الفلسطينيين إن مشاركة فلسطين في هذه الدورة التاريخية من المعرض لا تقتصر على البعد الرمزي، بل تأتي كترجمة فعلية لصمود الشعب الفلسطيني من خلال الكتابة والنشر، معتبرًا أن الناشرين الفلسطينيين يشكلون امتدادًا لصوت القضية، ورسالة المجتمع الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال والحصار. وأضاف أن معرض الدوحة شكّل هذا العام منصة بارزة لتعزيز الوجود الفلسطيني، لا سيما في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة، مشيدًا باحتضان قطر للناشرين الفلسطينيين، حيث شارك أحد عشر ناشرًا بشكل مباشر، إلى جانب ثلاثة ناشرين آخرين من خلال التوكيلات. ولفت إلى أن هذه الشراكة مع إدارة المعرض ساعدت في نقل صورة متكاملة عن الكتاب الفلسطيني، وعن حيوية المشهد الثقافي الفلسطيني رغم كل التحديات. توثيق الإبادة في غزة قالت السيدة أنغام عبدالعال ممثلة دار 'طباق' للنشر، إن الدار تسعى إلى توثيق الهوية الثقافية الفلسطينية، من خلال مشروع 'كلمات حرة'، الذي يعنى بتحرير ونشر الأدب والإبداع الذي يكتبه الأسرى الفلسطينيون داخل السجون. وأضافت أن الدار أصدرت مؤخرًا عدة كتب ضمن هذا المشروع، من بينها رواية 'الخزنة: الحب والحرية' لعصمت منصور، وكتاب 'بخط الصفر: يوميات الحرب في غزة'، وهو عمل جماعي يوثق تفاصيل العدوان من خلال يوميات ومقالات لعدد من الكتّاب الفلسطينيين، إلى جانب كتاب 'خط أحمر' الذي يضم كتابات عربية حول أحداث السابع من أكتوبر. وأكدت أن الدار كرست جهودها في الآونة الأخيرة لتوثيق جرائم حرب الإبادة في غزة، عبر دعم الإنتاج والنشر وتوزيع الأعمال التي توثق هذه المرحلة القاسية، مشيرة إلى أن هذه الإصدارات تمثل صوتًا حرًا للمقاومة والثقافة في آن. وتابعت جاء الحضور الفلسطيني في معرض الدوحة ليعكس أوجها متعددة من النضال الثقافي: من أدب الأسرى، إلى توثيق الحرب، إلى مشاركة جماعية فاعلة للناشرين، تثبت أن الكلمة لا تزال من أقوى أدوات المقاومة الفلسطينية، في زمنٍ تُكتب فيه الروايات من بين الأنقاض، وتُطبع الصفحات بحبر الصمود. ومن جهته أكد الكاتب والناشر المقدسي سمير الجندي، مدير عام دار الجندي للنشر والتوزيع، أن مشاركة الدار في الدورة الـ34 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحمل طابعًا خاصًا هذا العام، نظرًا لاختيار فلسطين ضيف شرف المعرض، وهو ما اعتبره 'أمرًا جميلًا ومميزًا يعكس التقدير للقضية الفلسطينية والناشرين الفلسطينيين'. وقال الجندي، في تصريح إن دار الجندي لم تغب يومًا عن المشاركة في معرض الدوحة منذ تأسيسها، مؤكدًا: 'مشاركتنا هذا العام استثنائية، حيث قررنا تقديم إصداراتنا الجديدة لعام 2025 فقط، لتكون هذه الأعمال حاضرة لأول مرة على رفوف المعارض الدولية، في بادرة امتنان لمعرض الدوحة'. وأضاف أن من أبرز الإصدارات التي تطرحها الدار في جناحها: الزي التقليدي العربي: تاريخه ودلالاته، واقع وآفاق'، الحلي والجواهر التقليدية: الأبعاد الثقافية والدلالات الفنية' للدكتور زازية برقوقي والدكتور إدريس جرادات «أمثال شعبية في فلسطين' لعمر الحمدان «العمارة الشعبية في فلسطين'، و»بيت المقدس وكنوز المسجد الأقصى المبارك'، «فلسطين في صراع الشرق الأوسط» وكتاب «مدينة بيت المقدس: الآثار والتاريخ والجغرافيا، رحلة تمكين الغرباء» للدكتور أنور زيناتي، وهو كتاب أكاديمي يفنّد مزاعم بيع الفلسطينيين لأراضيهم. بالإضافة إلى مؤلفات عن المرأة الفلسطينية، والحكايات الشعبية، والهوية الثقافية في ظل العولمة. وشدد الجندي على أن مدينة القدس تظل القلب النابض لكل هذه الإصدارات، التي تُطبع وتُنتج في المدينة، مضيفًا: 'نحرص على أن تعبر منشوراتنا عن فلسطين، حضارةً وثقافةً وصمودًا والقدس عاصمة فلسطين الأبدية'.