logo
نقص الهيليوم يتفاقم عالمياً: كيف تستعد الدول لمواجهة الأزمة القادمة؟

نقص الهيليوم يتفاقم عالمياً: كيف تستعد الدول لمواجهة الأزمة القادمة؟

الوسط٠٢-٠٤-٢٠٢٥

تعتمد حياتنا بشكل مذهل على غاز خفيف وخامل، رغم هشاشة إمداداته، ألا وهو غاز الهيليوم.
شعرت نانسي واشنطن بالإحباط عندما علمت بعدم وصول شحنة الهيليوم. تلقّت وفريقها من الكيميائيين في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني بالولايات المتحدة إشعاراً مفاجئاً من موردهم يفيد بعدم توافر شحنتهم المعتادة من الغاز، الضروري لإجراء العديد من التجارب.
أدى النقص إلى تقليص إمدادات الهيليوم، واضطر المختبر ببساطة إلى الاكتفاء بكمية أقل، ففي الأسابيع الأولى من ذلك العام، تراجعت الإمدادات إلى ما دون 2500 لتر (660 جالوناً) التي كان يستقبلها عادةً، وبحلول أبريل/ نيسان، أي بعد شهرين فقط، لم يكن المختبر يحصل إلا على أقل من نصف احتياجاته من الهيليوم.
نظراً لامتلاك المختبر عدداً محدوداً من الأجهزة التي تحتاج إلى إعادة تعبئة منتظمة بالهيليوم السائل، لم يكن أمامه خيار سوى إعطاء الأولوية للأجهزة الأكثر أهمية، ومن بينها كان مطياف الرنين المغناطيسي النووي المفضل لدى نانسي، وهو برج ضخم قادر على تحليل البنية الجزيئية للذرات، وتساعد قياساته في تطوير تقنيات مثل البطاريات وأنظمة تخزين الطاقة.
كان هذا المطياف هو الوحيد من نوعه في أمريكا الشمالية، وبعد أقل من 12 شهراً من تركيبه، أظهر نتائج مثيرة للاهتمام!
فعند تشغيله على عينات من أكسيد المغنيسيوم، أظهر أن هذه المعادن قادرة على سحب الكربون من الغلاف الجوي، وقد اكتُشفت هذه "المعدنة الكربونية" منذ فترة طويلة كوسيلة لمكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن النتائج أظهرت مدى فائدة هذه المعادن.
تقول واشنطن: "لم يكن هناك دليل واضح سابقاً على تكوّن الكربونات على هذه الأنواع من أكاسيد المغنيسيوم"، وتضيف: "لم أصدق البيانات في البداية، لكن الحصول عليها والطريقه التي سارت بها هذا الاكتشاف كان أمراً مذهلاً".
لكن سرعان ما اضطر كل هذا العمل إلى التوقف فجأة.
إذ شكّل معدل استهلاك هذا الجهاز للهيليوم مشكلة، أدى ذلك لتبعات وصفتها واشنطن بأنها "صادمة"، حيث تم فصل الطاقة عن الجهاز وإيقافه مؤقتاً، وعُلقت تجاربه، و بقي الجهاز غير قابل للاستخدام لعدة أشهر حتى يتم تأمين المزيد من الهيليوم. واليوم على الرغم من أنه عاد للعمل، ولكن المختبر لديه الهيليوم الذي يحتاجه بشكل مؤقت.
Getty Images
تعتمد تقنية التبريد على الهيليوم، وهي التقنية الهامة في العديد من المختبرات والتصنيعات
ما هي استخدامات الهيليوم؟
يتم تسليط الضوء على مدى ضعف إمدادات الهيليوم، وأسباب السعي العالمي لإيجاد طرق للحفاظ على هذا الغاز الأساسي وإعادة تدويره.
لم يقتصر تأثير النقص في عام 2022 على الباحثين وحدهم؛ فقد لا تدرك ذلك، لكن الهيليوم يدخل في العديد من المنتجات والعمليات التي تواجهها يوماً.
على سبيل المثال، تُعدّ المستشفيات أكبر مستهلك للهيليوم عالمياً، إذ تمثل نحو 32% من السوق، يُستخدم هذا الغاز في تبريد المغناطيسات داخل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
كما يُستخدم الهيليوم في تصنيع أشباه الموصلات (رقائق الحاسوب)، التي تُعدّ أساس الأجهزة الإلكترونية. كما يستخدم في اللحام، بل وحتى في ضغط خزانات وقود الصواريخ التي تُطلق الأقمار الصناعية إلى المدار. إضافةً إلى ذلك، يُعدّ الهيليوم جزءاً من خليط الغازات المُستخدم في نفخ الوسائد الهوائية للسلامة في السيارات.
الهيليوم غاز عديم الرائحة وخفيف للغاية، وعلى عكس عنصر آخر خفيف جداً كان يُستخدم سابقاً في المناطيد، وهو الهيدروجين، فإنه لا يشتعل أبداً. عند تبريده، يتحول إلى سائل فقط عند درجة حرارة شديدة الانخفاض، تبلغ حوالي 4.2 كلفن (-269 درجة مئوية/-452 فهرنهايت).
إضافةً إلى ذلك، لا يتجمد الهيليوم تحت الظروف الجوية العادية، حتى عند الوصول إلى الصفر المطلق (0 كلفن أو -273 درجة مئوية/-460 فهرنهايت)، هذا يجعله مفيداً للغاية.
تقول صوفيا هايز، أستاذة الكيمياء بجامعة واشنطن في سانت لويس: "الهيليوم عنصرٌ سحري، لا مثيل له في الكون".يكتسب الهيليوم السائل خصائص فريدة عند تبريده إلى ما يقارب الصفر المطلق، حيث يتحول إلى سائل فائق يتميز بانعدام الاحتكاك. إذا حُرِّك كوب يحتوي على هذا السائل، فسيستمر في الدوران داخله نظرياً إلى الأبد. يُعد الهيليوم فائق السيولة ضرورياً للموصلات الفائقة واسعة النطاق، مثل تلك المستخدمة في مصادم الهدرونات الكبير في سيرن، الواقع على الحدود بين سويسرا وفرنسا.
منذ عام 2006، تواجه الكميات المعروضة من الهيليوم نقصاً متكرراً، بدأت مؤشرات النقص تظهر في يناير/ كانون الثاني 2022، ثم عادت للتحسن في العام التالي، إلا أن إمدادات الهيليوم ظلت محدودة، حيث يكافح المنتجون لمواكبة الطلب المتزايد.
من المتوقع أن يزداد الطلب على الهيليوم بشكل كبير، إذ يقدّر بعض المحللين أنه قد يتضاعف بحلول عام 2035، وذلك نظراً لدوره الحيوي في تصنيع أشباه الموصلات وبطاريات المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى استخداماته في مجالات الطيران والفضاء.
هناك مصدران فقط للهيليوم: تفاعلات الاندماج النووي عالية الطاقة داخل النجوم، بما فيها الشمس، والتحلل التدريجي للعناصر المشعة في قشرة الأرض.
ونظراً لعدم قدرتنا على تصنيع الهيليوم صناعياً بالتقنيات الحالية، فإنه يُعد مورداً محدوداً، وبدلاً من إنتاجه، يُستخرج عادةً مع الغاز الطبيعي عبر حفر آبار عميقة في باطن الأرض، وهي عملية لا تزال مقتصرة على عدد قليل من الشركات عالمياً.
يعتبر الهيليوم عنصراً يصعب احتواؤه بشكل ملحوظ، فقد أسهم استخراج وحرق الوقود الأحفوري في زيادة تراكمه في الغلاف الجوي للأرض خلال العقود الأخيرة، ما أدى إلى استنزاف احتياطياته التي كانت محفوظة داخل الكوكب.
لكن بسبب خفته الشديدة، يتسرب الهيليوم تدريجياً من الغلاف الجوي متجهاً إلى الفضاء. وعندما يكون في حالته فائقة السيولة، يمكنه النفاذ عبر أضيق الشقوق والثقوب، بل وحتى التدفق صعوداً على الجدران، هذه الخصائص تجعل التعامل معه وتخزينه تحدياً كبيراً، إذ يمكن أن يضيع بسهولة بعد الاستخدام.
كل هذه العوامل تجعل سلسلة توريد الهيليوم غير مستقرة، ما تسبب في حدوث أربع أزمات نقص عالمية خلال العشرين عاماً الماضية فقط.
أبرز هذه الأزمات عندما أدى النقص الحاد في عام 2022 بالهيليوم إلى إفساد بعض أبحاث واشنطن، وذلك حدث بعد سلسلة من الحرائق في مصنع روسي كبير لمعالجة الغاز في منطقة أمور في سيبيريا.
وفاقمت الحرب في أوكرانيا المشكلة، من خلال زيادة أزمة الإمدادات، حدث ذلك بالتزامن مع توقف مصنع الهيليوم في قطر عن العمل للصيانة المخطط لها، وفي الوقت نفسه، تم إغلاق وحدة تخصيب الهيليوم الخام في الاحتياطي الوطني الأمريكي للهيليوم خلال صيف عام 2021، ومرة ​​أخرى لمدة أربعة أشهر في نهاية يناير 2022.
أدى إغلاق تلك المراكز في الولايات المتحدة إلى إزالة حوالي 10٪ من الطاقة الإنتاجية العالمية للهيليوم من سلسلة التوريد، وقد أدت هذه الحوادث مجتمعة إلى نقص مفاجئ وسلطت الضوء على مدى ضعف إمدادات الهيليوم في العالم.
وبحلول عام 2023، تضاعف سعر البيع الصناعي للهيليوم تقريباً عما كان عليه قبل خمس سنوات، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
على الرغم من زيادة إنتاج الهيليوم منذ ذلك الحين، لا يزال العالم يواجه اضطرابات محتملة تؤدي إلى تقلبات في أسعار السوق.
ففي سبتمبر 2024، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، شملت حظر استيراد الهيليوم.
ورغم أن روسيا لا تمثل سوى 1% من واردات الاتحاد الأوروبي من الهيليوم، إلا أن هذه الخطوة زادت من الضغوط على الإمدادات، بالإضافة إلى ذلك، أسهم بيع أكبر احتياطي عالمي من الهيليوم – الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي – في زيادة حالة عدم الاستقرار في السوق.
كانت الولايات المتحدة مسؤولة لعدة عقود، عن توفير نحو عُشر إمدادات الهيليوم العالمية، وذلك من مخزون اتحادي تحت الأرض أُنشئ قبل قرن بالقرب من أماريلو، تكساس، ولكن في يونيو/ حزيران 2024، باع مكتب إدارة الأراضي، المسؤول عن إدارة احتياطي الهيليوم الأمريكي، آخر كميات الهيليوم الفيدرالي لشركة ميسر الألمانية لتوريد الغاز.
وقبيل إتمام الصفقة، حذّرت الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب في تقريرٍ من أن بيع هذا الاحتياطي الاستراتيجي لشركة تجارية قد يزيد من حالة عدم الاستقرار في سوق الهيليوم.
حثت هيئات تجارية، بما في ذلك رابطة الغاز المضغوط وجمعية التكنولوجيا الطبية المتقدمة (أدفا ميد)، الحكومة الأمريكية على تأجيل عملية البيع بحجة أنها قد تؤدي إلى "أزمة في سلسلة التوريد".
كما أشارت شركة "بريمير" للرعاية الصحية، التي تقوم بتوريد الهيليوم لصالح آلاف المستشفيات، إلى أن عملية البيع قد يكون لها تأثير سلبي على رعاية المرضى.
ورغم أن هذه المخاوف لم تتحقق حتى الآن، إلا أن هناك مؤشرات تدل على أن الأمور لا تسير جيداً.
بعد أشهر من عملية البيع، اضطرت شركة (ميسر) إلى طلب أمر تقييدي مؤقت لمنع إغلاق وحدة تخصيب الهيليوم الخام مرة أخرى على خلفية قضايا تعاقدية.
وفي وقت لاحق، تم وضع الشركة التي تدير وحدة التخصيب تحت الحراسة القضائية، مع ذلك، أكدت شركة (ميسر) أن نظام الهيليوم لديها "يعمل بكفاءة ودون انقطاع منذ الاستحواذ عليه في يونيو/حزيران السابق، مع توقع أن تستمر العمليات بسلاسة ودون مشاكل في المستقبل".
لكن تحليلاً حديثاً لإمدادات الهيليوم يشير إلى أن هذا المورد الطبيعي من المرجح أن يكتسب أهمية جيوسياسية متزايدة خلال السنوات القادمة مع تزايد الطلب عليه وتزايد المنافسة عليه.
تستحوذ الولايات المتحدة على حوالي 46% من المعروض العالمي من الهيليوم، تليها قطر (38%)، ثم الجزائر (5%)، و في حال انقطاع الإمدادات الأمريكية مجدداً، فسيكون التأثير ملموساً في جميع أنحاء العالم.
مع ذلك، دفعت سنوات من شح إمدادات الهيليوم وتقلبات أسعاره الهيئات الأكاديمية والتجارية والطبية إلى استكشاف أساليب أكثر استدامة لاستهلاك الهيليوم، تستهدف هذه الجهود أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي،التي تُعد من أكبر مستهلكي الهيليوم.
Getty Images
أحد منشآت استخلاص غاز الهيليوم
يتطلب جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي ما يقارب 2000 لتر من الهيليوم السائل لتبريد المغناطيسيات التي يحتاجها الجهاز.
وتحتاج هذه الأجهزة إلى إعادة تعبئة دورية، إذ إنه بدون التبريد بالهيليوم، ستسخن المغناطيسات، ما يؤدي إلى تبخر الهيليوم الموجود في الخزان ثم إخراجه بالكامل في عملية تُعرف باسم "التبريد المفاجئ".
ورغم ندرة حدوث ذلك، إلا أنه يشكل خطراً كبيراً؛ حيث يُفقد الهيليوم بالكامل، ما يتطلب بضعة آلاف من اللترات الإضافية لإعادة تشغيل الجهاز.
وفي حال تسبب التبريد المفاجئ في أضرار جسيمة، فقد يصبح استبدال الجهاز بالكامل أمراً ضرورياً، ما من شأنه تكبد تكاليف باهظة.
الآن، بدأ ظهور جيل جديد من أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي التي تتطلب كمية هيليوم أقل بكثير، فالعديد من هذه الأجهزة منخفضة الهيليوم لا تحتاج إلا إلى لتر واحد من الهيليوم لتشغيلها، ما يجعلها مغلقة بإحكام.
في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الأجهزة بالظهور في المستشفيات والمؤسسات البحثية.
لكن هناك تحديات، فهذه الأجهزة التي تستهلك كميات أقل من الهيليوم تُعد مكلفة، وسيستغرق استبدال أكثر من 35 ألف جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي في العالم إلى سنوات عديدة.
كما أن أجهزة المسح الجديدة قادرة فقط على إنتاج قوة مجال مغناطيسي تبلغ حوالي 1.5 تسلا، أي ما يقارب نصف ما تنتجه الأجهزة السابقة الأكثر قوة.
تقول شارون جايلز، مديرة عمليات التصوير السريري والبحثي في ​​كلية كينجز كوليدج لندن: "تتمتع أجهزة المسح ذات قوة المجال الأعلى بالقدرة على المسح بتفاصيل أدق و/أو أسرع من أجهزة المسح ذات قوة المجال الأقل". لذا، فإن استخدام هذه الأجهزة منخفضة الهيليوم يبقى محدوداً.
اتجه باحثون آخرون إلى استكشاف طرق للاستغناء عن الهيليوم تماماً، وذلك من خلال تطوير مواد فائقة التوصيل لا تتطلب التبريد إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض.
بدأ الباحثون في تعزيز استدامة مواردهم من خلال إعادة تدوير الهيليوم على نطاق واسع، تتيح أنظمة استعادة الهيليوم التقاط وإعادة استخدام الغاز المتبخر، والذي كان سيفقد لولا ذلك.
يقول نيكولاس فيتزكي، مدير منشأة الرنين المغناطيسي النووي (NMR) بجامعة ولاية ميسيسيبي حول قضية إستعادة الهيليوم: "سيمكننا هذا النظام من استرجاع نحو 90% من الهيليوم الذي نستهلكه سنوياً." ويضيف: "عند إعداد المقترح، أجرينا الحسابات ووجدنا أن التكلفة الإجمالية للنظام تجاوزت قليلاً 300 ألف دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يغطي النظام تكاليفه خلال ست سنوات".
Getty Images
أصبح التصوير بالرنين المغناطيسي عنصراً أساسياً في الرعاية الصحية حول العالم، إلا أن هذه الأجهزة تعتمد على كميات كبيرة من الهيليوم لتشغيلها بكفاءة.
لكن تركيب تقنية استعادة الهيليوم، والتي تتضمن تركيبات معقدة من الأنابيب والوصلات التي يجب توصيلها عبر أجهزة المنشأة، يعد عملية معقدة تستغرق وقتاً طويلاً.
كما أن هذه الأنظمة قد تتعرض للعطل أو التسرب، وحتى عند تنفيذها بشكل صحيح، تخشى نانسي واشنطن من أن البعض قد لا يدرك فائدتها بشكل كامل. تقول: "إذا قلنا أننا نحتاج إلى 600 ألف دولار لتركيب وحدتين لاستعادة الهيليوم، سيقول البعض ما الفائدة من ذلك لنا؟ فالأمر يشبه تركيب أنابيب جديدة'"، مشيرةً إلى أن هذا النوع من العمل يفتقر إلى عنصر "البراعة" الذي يبرر بعض الاستثمارات العلمية الأخرى.
ولكن قد تلوح في الأفق أيضاً بوادر ارتياح، فقطر في طريقها لافتتاح مصنع جديد للهيليوم بحلول عام 2027، بينما بدأت شركات أخرى البحث عن حقول تحت الأرض لم تُستغل سابقاً.
في عام 2016، عُثر على أكبر احتياطي للهيليوم في العالم في تنزانيا، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج فيه عام 2025. كان هذا أول حقل غاز هيليوم يُكتشف بشكل متعمد، وسيُمثل بدء العمليات هناك أول مرة يُستخرج فيها الهيليوم على نطاق واسع، بدلاً من استخدامه كمنتج ثانوي لاستخراج الغاز الطبيعي الملوث.
كما اكتُشفت احتياطيات كبيرة من الهيليوم في حوض خليج بوهاي الصيني.
ساهم كريستوفر بالنتين، رئيس قسم الكيمياء الجيولوجية في قسم علوم الأرض بجامعة أكسفورد، في البحث العلمي الذي ساعد في نهاية المطاف على تحديد موقع رواسب الهيليوم في تنزانيا. لكنه يحذر من المبالغة في الحماس. ويقول: "يتطلب تحدي العثور على رواسب هيليوم كبيرة لتلبية الطلب العالمي المتزايد تمويلاً كبيراً وفترة تحضير طويلة".
لقد ذكّرتنا الإمدادات المتقلبة في السنوات الأخيرة بمدى نفاد هذا المورد الثمين، ومدى سرعة استنزافه.
تؤكد واشنطن على المخاطر قائلة: "تخيلوا لو لم يكن هناك ما يكفي من الهيليوم، ولم تتمكن جدتكم من إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لأن موصلها الفائق قد تعطل. هذا أمر خطير، وعلينا التعامل معه."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية تحت تأثير الحرائق
تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية تحت تأثير الحرائق

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

تدمير الغابات الاستوائية يبلغ مستويات قياسية تحت تأثير الحرائق

وصل تدمير الغابات الاستوائية الأولية العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ 20 عاما على الأقل، بسبب الحرائق التي يؤججها تغير المناخ وتدهور الوضع مجددا في البرازيل. فقدت المناطق الاستوائية 6.7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة بنما، في أعلى مستوى منذ بدأ جمع البيانات في العام 2002 بواسطة المرصد المرجعي «غلوبال فورست ووتش» Global Forest Watch الذي يديره معهد الموارد العالمية (WRI)، وهي مؤسسة بحثية أميركية، بالتعاون مع جامعة ميريلاند، وفقا لوكالة «فرانس برس». وقالت المديرة المشاركة للمرصد إليزابيث غولدمان إن هذا الرقم الذي يعكس زيادة بنسبة 80% عن العام 2023، «يوازي خسارة مساحة 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة». وتتسبب الحرائق في ما يقرب من نصف هذه الخسائر، متقدمة لأول مرة على الزراعة. - - - وتمثل هذه المساحات المدمرة ما يعادل 3.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ما يزيد قليلا عن انبعاثات الهند في مجال الطاقة. وقالت غولدمان «هذا المستوى من تدمير الغابات غير مسبوق على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاما من البيانات»، مضيفة «هذا إنذار عالمي». يركز التقرير على الغابات الاستوائية الأكثر عرضة للخطر والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للتنوع البيولوجي خصوصا لقدرتها على امتصاص الكربون من الهواء. ويشمل ذلك الخسائر الناجمة عن الأسباب كافة، من إزالة الغابات طوعا، ولكن أيضا بفعل التدمير العرضي والحرائق. «ظروف قصوى» وأشار معدو التقرير إلى أن الحرائق كانت بسبب «ظروف قصوى» جعلتها «أكثر كثافة» و«فاقمت صعوبة السيطرة عليها». وكان 2024 العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، بسبب تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع وظاهرة «ال نينيو» الطبيعية. رغم أن الحرائق قد تكون ناجمة عن أسباب طبيعية، إلا أنها في أغلب الأحيان تحدث بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأراضي. وتأتي إزالة الغابات لتطهير الأراضي من أجل الزراعة، والتي كانت تاريخيا السبب الرئيسي للتدمير، في المرتبة الثانية ولكنها تظل سببا رئيسيا. سجلت البرازيل تدمير 2.8 مليون هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، نُسب ثلثاها إلى الحرائق التي بدأت في كثير من الأحيان لإفساح المجال لزراعة فول الصويا أو لرعاية المواشي. لكن البلاد سجلت نتائج جيدة في العام 2023، إذ استفادت الغابات من تدابير الحماية التي قررها الرئيس لولا خلال العام الأول من ولايته الجديدة. وتقول الباحثة في المعهد العالمي للموارد سارة كارتر إن «هذا التقدم مهدد بسبب التوسع الزراعي». كانت منطقة الأمازون البرازيلية الأكثر تضررا، إذ وصل تدمير الغابات فيها إلى أعلى مستوى له منذ العام 2016. وتتناقض أرقام معهد الموارد العالمية مع تلك التي نشرتها شبكة الرصد البرازيلية «ماببيوماس» MapBiomas في 16 مايو، والتي أفادت بانخفاض حاد في إزالة الغابات، لكن بياناتها لا تشمل الحرائق. وتحتل حماية الغابات مرتبة عالية على قائمة أولويات الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب30»، المؤتمر السنوي الرئيسي للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، والمقرر عقده في بيليم بين العاشر من نوفمبر والحادي والعشرين منه. «ظاهرة جديدة» تحتل بوليفيا المجاورة المركز الثاني في قائمة أكثر البلدان تضررا، إذ تضاعفت ثلاث مرات المناطق المدمرة العام الماضي، أيضا بسبب الحرائق الضخمة. ويشير معدو التقرير إلى أن معظم هذه الحرائق «تهدف إلى إزالة الأراضي لإقامة مزارع على نطاق صناعي». وأتت النتائج متضاربة في أماكن أخرى، مع تحسن في إندونيسيا وماليزيا، لكن مع تدهور واضح في الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتأتي الضغوط على الغابات تاريخيا من استغلال أربعة منتجات يُطلق عليها اسم «الأربعة الكبار»: زيت النخيل وفول الصويا ولحوم الأبقار والأخشاب. لكن التحسن في بعض القطاعات، مثل زيت النخيل، تزامن مع ظهور مشكلات جديدة، ترتبط على سبيل المثال بالأفوكادو في المكسيك، أو بالقهوة والكاكاو. وبالتالي، فإن أسباب إزالة الغابات لن تظل بالضرورة «على حالها دائما»، وفق مدير برنامج الغابات في المعهد العالمي للموارد رود تايلور الذي يدعو إلى اتباع مقاربة شاملة للموضوع. ويحذر قائلا «إننا نشهد أيضا ظاهرة جديدة مرتبطة بصناعة التعدين والمعادن الأساسية».

إنتاج الصين من طاقة الشمس والرياح يتجاوز الطاقة الحرارية
إنتاج الصين من طاقة الشمس والرياح يتجاوز الطاقة الحرارية

الوسط

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

إنتاج الصين من طاقة الشمس والرياح يتجاوز الطاقة الحرارية

أعلنت الصين الجمعة أنّ إنتاجها من طاقة الشمس والرياح تجاوز للمرة الأولى إنتاج الطاقة الحرارية التي تولّدها بشكل رئيسي محطات تعمل بالفحم، وذلك بفضل تسارع بناء منشآت جديدة خلال هذا العام. وقالت هيئة الطاقة الصينية في بيان: «في الفصل الأول من العام 2025، أنتجت الطاقات الجديدة (طاقة الشمس والرياح) 74.33 مليون كيلووات، ما يرفع إجمالي سعة الشبكة إلى 1482 مليار كيلووات»، وأضافت أنّ هذا يتجاوز «للمرة الأولى إنتاج الطاقة الحرارية (الذي يصل إلى 1451 مليار كيلووات)»، دون أن تحدّد ما يندرج من ضمن هذه الفئة، وفق وكالة «فرانس برس». تعهدت الصين التي تعدّ أكبر مصدر للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في العالم بالحد من انبعاثات الكربون بحلول العام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060. الرئيس الصيني: جهودنا لمكافحة الاحتباس الحراري لن تتباطأ وفي حين كانت الصين تنتج القسم الأكبر من الطاقة من الفحم، إلا أنّ البلاد تنتج طاقة من الشمس والرياح تعادل ضعف ما تنتجه سائر دول العالم مجتمعة، وفقا لدراسة نُشرت العام الماضي. والأربعاء، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ جهود الصين لمكافحة الاحتباس الحراري «لن تتباطأ... بغض النظر عن كيفية تطوّر الوضع الدولي»، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. كذلك، أشار شي إلى أنّ الصين ستُعلن التزاماتها المناخية الجديدة للعام 2035، قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) في نوفمبر في منطقة الأمازون البرازيلية، موضحا أن هذه الالتزامات ستغطي جميع الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، وليس فقط ثاني أكسيد الكربون.

ابيضاض الشعاب المرجانية يواصل تحقيق مستويات قياسية
ابيضاض الشعاب المرجانية يواصل تحقيق مستويات قياسية

الوسط

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

ابيضاض الشعاب المرجانية يواصل تحقيق مستويات قياسية

تواصل ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية الضخمة المستمرة منذ عامين تسجيل أرقام قياسية، إذ بات نحو 84% من الشعاب المرجانية في العالم متضررا، ما يشكل خطرا على استمرارية هذه النظم البيئية التي تُعدّ ضرورية للحياة البحرية ومئات الملايين من البشر. وقا لتقرير وكالة «فرانس برس» تُعد الشعاب المرجانية شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه. وتشهد درجات حرارة المحيطات في العالم مستويات غير مسبوقة منذ العام 2023، بسبب الاحترار المناخي. ونتيجة لهذا الارتفاع المفرط في درجة الحرارة وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، يشهد العالم في العامين الماضيين تمددا لظاهرة ابيضاض مرجاني هي الرابعة منذ العام 1998، عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي. وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نواا - NOAA) في آخر تحديث لها نُشر الإثنين أنه «في الفترة ما بين الأول من يناير 2023 و20 أبريل 2025، أثر الإجهاد الحراري المرتبط بالابيضاض على 83.7% من الشعاب المرجانية في العالم». وحذّر علماء اجتمعوا في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية، في بيان الأربعاء من حجم هذه الظاهرة المستمرة. عاصفة ثلجية صامتة يحدث موت الشعاب المرجانية الذي يتجلى في تغير لونها، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء، ما يؤدي إلى طرد طحالب الزوكسانثيلا التي تعيش في تكافل مع المرجان، والتي تُزوّده بالعناصر الغذائية وبلونه الزاهي. وإذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، فقد يموت المرجان. - - - ومع ذلك، يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل مستدام أو إذا حصل تحسن في عوامل أخرى مثل التلوث أو الصيد الجائر. لكن درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق شديدة بما يكفي «لتسبب موتا بصورة جزئية أو شبه كاملة للشعاب المرجانية»، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وعلّقت ميلاني ماكفيلد، مؤسِّسة مبادرة «شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء» (HRI) في منطقة الكاريبي «إن حجم الإجهاد الحراري ومداه صادمان»، متحدثة عن ابيضاض «مقلق» يضرب الشعاب المرجانية «كعاصفة ثلجية صامتة»، ما يقضي على «الأسماك التي تعيش في هذه المياه والألوان الزاهية». وقالت العالمة المخضرمة لوكالة فرانس برس في فلوريدا «إذا استمرت موجات الحر البحرية، فمن الصعب توقع كيفية حدوث التعافي». يعيش حوالى مليار شخص حول العالم على بُعد 100 كيلومتر من هذه الشعاب المرجانية، ويستفيدون، على الأقل بشكل غير مباشر، من وجودها. وتُعدّ هذه «الكائنات الحية الفائقة» موطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج. القضاء على الوقود الأحفوري ومع ذلك، يتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة. كما أن 99% من الشعاب المرجانية مهددة بالزوال في حال ارتفاع معدلات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس. ووفقا للأمم المتحدة، فإن التزامات الدول حاليا بالحد من تلوث الكربون تقود العالم نحو مناخ أكثر دفئا بمقدار 3.1 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. يقول رئيس جزيرة بالاو المرجانية الصغيرة والمهددة بالزوال في المحيط الهادئ سورانجيل ويبس جونيور «نحن بحاجة ماسة إلى إنهاء عصر الوقود الأحفوري والانتقال إلى مستقبل عادل ومستدام مدعوم بالطاقة النظيفة». من جانبه، يؤكد أليكس سين غوبتا من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا «أن الصلة بين انبعاثات الوقود الأحفوري وموت الشعاب المرجانية مباشرة ولا يمكن إنكارها». يجب معالجة الأسباب الجذرية، لكن «التدابير المحلية، مثل الحد من التلوث، وإدارة السياحة، ومكافحة تفشي الطفيليات، يمكن أن تساعد في بناء القدرة على الصمود»، على قوله. كان 2024 هو العام الأكثر حرارةً على الإطلاق على كلٍّ من سطحي اليابسة والمحيطات. وقد تضاعف معدل احترار المحيطات تقريبا منذ العام 2005، وفق ما أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي في سبتمبر. يُفسر هذا الاحترار إلى حد كبير بأن المحيطات، منذ العام 1970، امتصت «أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي» الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة جراء الأنشطة البشرية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة علماء المناخ المعينة من الأمم المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store