
10 دقائق فاصلة في تاريخ القمر بعد "الاصطدام العظيم".. ماذا حدث؟
اصطدم كويكب عملاق بالقمر، وأحدث تغييرات هائلة على سطح القمر خلال 10 دقائق فقط من واقعة "الاصطدام العظيم".
يعود الاصطدام العنيف للكويكب بالقمر إلى مليارات من السنين السابقة، لكن دراسة حديثة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كشفت تداعيات وقوة هذا الاصطدام الذي خلف أخاديد عملاقة.
وتعود تفاصيل الاصطدام العظيم وفقا للدراسة، حيث مر الكويكب فوق القطب الجنوبي للقمر قبل الاصطدام، ما تسبب في تكوين حوض ضخم وإطلاق تيارات من الصخور بسرعة تقارب الميل في الثانية الواحدة (3600 ميل في الساعة/ 5793 كم في الساعة).
حطام
وكشفت الدراسة أن الحطام الناتج عن الاصطدام سقط مثل الصواريخ، محدثاً أخدودين ضخمين بحجم الأخدود الكبير في ولاية أريزونا، وذلك في غضون 10 دقائق فقط.
وتشكلت هذه الأخاديد على سطح القمر قبل نحو 3.8 مليارات سنة عندما ضرب الحطام الصخري الناتج عن كويكب أو مذنب سطح القمر، في الفوهة الصدمية "شرودنجر" (Schrödinger)، الواقعة بالقرب من القطب القمري الجنوبي على الجانب البعيد من القمر، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من المدار وفق روسيا اليوم.
كان الاصطدام عنيفاً ومثيراً للغاية بحسب وصف ديفيد كرينغ، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد القمر والكواكب في هيوستن.
رحب العلماء في وكالة ناسا بهذا الاكتشاف، خاصة أن الوكالة تخطط لإرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر الذي لم يتأثر بهذا الاصطدام ويحتوي على صخور أقدم محفوظة في حالتها الأصلية.
واستخدم العلماء البريطانيون والأمريكيون صوراً وبيانات من مسبار "لونار ريكونيسانس أوربيتر" التابع لناسا لرسم خريطة للمنطقة وحساب مسار الحطام الذي شكل هذه الأخاديد قبل نحو 3.8 مليارات سنة.
وبحسب مؤلف الدراسة وفريقة فقد بلغ عرض الكويكب 24.14 كيلو، وكانت الطاقة الناتجة عن الاصطدام هائلة وتعادل أكثر من 130 مرة الطاقة الموجودة في جميع الأسلحة النووية الحالية في العالم.
وأضاف أن معظم الحطام الناتج عن الاصطدام تم إلقاؤه بعيدا عن القطب الجنوبي للقمر، ما يعني أن منطقة الاستكشاف المستهدفة لناسا لن تكون مدفونة تحت الحطام، ما يبقي الصخور القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة مليارات سنة مكشوفة لجمعها من قبل رواد الفضاء في المستقبل.
علاقته بالأرض
ويتوقع العلماء أن تساعد هذه الصخور القديمة في الكشف ليس فقط عن أصول القمر، ولكن أيضا عن تاريخ الأرض. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الوديان مغطاة بظلال دائمة مثل بعض الفوهات في القطب الجنوبي للقمر والتي يعتقد أنها تحتوي على كميات كبيرة من الجليد يمكن تحويلها إلى وقود صواريخ ومياه صالحة للشرب في المستقبل.
من جهة أخرى كشفت دراسة جديدة أن نشاطاً جيولوجياً غريباً حدث قبل 14 مليون سنة فقط على الجانب المظلم من القمر.
وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو كبيرا، لكن بالنسبة للقمر الذي يبلغ عمره نحو 4.5 مليارات سنة، فإن هذه الفترة تعد مجرد طرفة عين.
وفي بداياته، كان سطح القمر، الذي تشكل من حطام في مدار الأرض، يحتوي على محيط من الصهارة الساخنة. ثم، قبل نحو 3 مليارات سنة، بدأ سطح القمر يبرد، وانخفض النشاط البركاني بشكل كبير، وتصلبت الحمم البركانية على السطح، وظلت ثابتة لمليارات السنين، مع تغيرات طفيفة بسبب الاصطدامات العرضية.
وتقول جاكلين كلارك، عالمة الجيولوجيا من جامعة ماريلاند (UMD): "يعتقد العديد من العلماء أن معظم الحركات الجيولوجية للقمر حدثت قبل ملياري إلى ثلاثة مليارات سنة، لكننا نرى الآن أن هذه التضاريس التكتونية كانت نشطة خلال المليار سنة الماضية، وقد تكون ما تزال نشطة حتى اليوم، وتشكلت هذه التلال الصغيرة في المناطق المعروفة باسم 'ماريا' خلال الـ200 مليون سنة الماضية، وهي فترة تعتبر حديثة جدا بالنسبة لعمر القمر".
واستخدم باحثو جامعة ماريلاند تقنيات متطورة للرسم الخرائطي والنمذجة لاكتشاف 266 تلة صغيرة على الجانب البعيد من القمر لم تكن موثقة من قبل.
وهذه التلال، التي اكتشفتها كلارك وفريقها، تتمركز وتتقاطع مع عدة مناطق معروفة باسم "ماريا"، وهي بقع داكنة على سطح القمر سميت بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة اللاتينية التي تعني "بحار"، ومن الأرض، تبدو هذه المناطق كالمحيطات، لكنها في الواقع سهول واسعة من البازلت البركاني.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«بيرسيفيرانس» تصل إلى كنز جيولوجي في المريخ
وصلت مركبة «بيرسيفيرانس» الجوالة التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إلى منطقة جديدة مثيرة للاهتمام على سطح المريخ، يعتقد أنها قد تحتوي على بعض من أقدم الصخور وأكثرها إثارة على الكوكب الأحمر. وبعد أربع سنوات من الاستكشاف الدؤوب على سطح المريخ، حققت المركبة إنجازاً جديداً بوصولها إلى منطقة «كروكوديلين» التي تعد كنزاً جيولوجيا فريداً. وهذه المنطقة التي تمتد على مساحة 30 هكتاراً تقع عند الحافة الفاصلة بين فوهة «جيزيرو» القديمة والسهول المحيطة بها، وتتميز بوجود معادن طينية تشكلت في بيئة مائية قبل مليارات السنين. وأطلق علماء مهمة «بيرسيفيرانس» على «كروكوديلين» (التي تعني «التمساح» بالنرويجية) اسم سلسلة جبال في جزيرة برينس كارلس فورلاند، في النرويج، وهي هضبة صخرية مساحتها 73 فداناً (نحو 30 هكتاراً) تقع أسفل المنحدر غرب وجنوب تلة ويتش هازل. ويشرح الدكتور كين فارلي، نائب عالم مشروع «بيرسيفيرانس» من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن صخور «كروكوديلين» تشكلت خلال عصر «نواشيان» المبكر للمريخ، أي قبل تكوّن فوهة جيزيرو نفسها. وهذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة لفهم تاريخ المريخ القديم، حيث قد تكشف هذه الصخور عن أدلة حول بيئة الكوكب، عندما كان أكثر دفئاً ورطوبة، وبالتالي أكثر ملاءمة للحياة.


سبوتنيك بالعربية
منذ 7 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو
ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو ميكروبات "متطرفة" لا مثيل لها كانت مختبئة في مركبة لناسا أرسلت إلى المريخ... فيديو سبوتنيك عربي كشفت دراسة جديدة أن عشرات الأنواع التي لم تُرصد من قبل من البكتيريا "المتطرفة"، كانت مختبئة في غرفة معقمة تابعة لوكالة ناسا، استُخدمت لحجر مركبة هبوط على... 22.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-22T13:40+0000 2025-05-22T13:40+0000 2025-05-22T13:40+0000 مجتمع علوم وقد تكون بعض هذه الميكروبات القوية قادرة على البقاء على قيد الحياة في فراغ الفضاء، ومع ذلك، لا يوجد دليل على تلوث المركبة الفضائية أو المريخ.وهبطت مركبة "فينيكس" التابعة لناسا على الكوكب الأحمر في 25 مايو/ أيار 2008، وقضت 161 يوما تجمع بيانات متنوعة، قبل أن تتوقف فجأة عن العمل.وقبل نحو 10 أشهر من وصولها إلى المريخ، أمضت المركبة عدة أيام داخل غرفة نظيفة في منشأة خدمة الحمولة الخطرة في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، قبل إطلاقها من محطة كيب كانافيرال الفضائية المجاورة (المعروفة آنذاك باسم محطة كيب كانافيرال الجوية) في 4 أغسطس/ آب 2007، وفقًا لموقع "لايف ساينس".وتعقم هذه المساحات وتضغط وتُنظف بالمكنسة الكهربائية باستمرار، وتزود بالهواء عبر مرشحات خاصة تمنع دخول 99.97% من جميع الجسيمات المحمولة جوا.ونشر الفريق نتائجهم في دراسة نُشرت في 12 مايو في مجلة ميكروبيوم، وأظهرت معظم الميكروبات الموصوفة حديثا بعض الخصائص التي جعلتها مقاومة للظروف البيئية القاسية، مثل درجات الحرارة والضغوط ومستويات الإشعاع القصوى.وصرح ألكسندر روسادو، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الأحياء الدقيقة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، في بيان: "هدفت دراستنا إلى فهم خطر انتقال الكائنات الحية المحبة للظروف المتطرفة في البعثات الفضائية، وتحديد الكائنات الحية الدقيقة التي قد تنجو من ظروف الفضاء القاسية".وشكّلت الأنواع الموصوفة حديثا ما يقل قليلا عن ربع جميع الأنواع التي تم تحديدها في الغرفة، ومعظمها يتمتع أيضا بخصائص محبة للظروف المتطرفة.وهذا يشير إلى أن غرف المركبات الفضائية النظيفة قد تكون مكانًا ممتازًا للبحث عن المزيد من هذه الميكروبات القوية.13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدوليةتونس تطالب فرنسا باسترداد "كنز" سقط من المريخ سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي علوم


العين الإخبارية
منذ 8 ساعات
- العين الإخبارية
مركبة ناسا تستكشف منطقة «التمساح» بحثا عن أقدم صخور المريخ
في خطوة ضمن مهمتها البحثية، أعلنت وكالة الفضاء "ناسا" أن مركبتها الجوالة بيرسيفيرانس وصلت إلى منطقة جديدة على سطح المريخ. ويعتقد أن المنطقة الجديدة تحتوي على بعض من أقدم الصخور في الكوكب، وربما أكثرها إثارة للاهتمام. وتبحث المركبة، التي هبطت في فوهة جيزيرو، البالغ عرضها 45 كيلومترا، في فبراير 2021، عن دلائل على حياة ماضية في المريخ، وتجمع عينات من الصخور والتربة لتحليلها مستقبلا على الأرض، ويعد انتقالها إلى المنطقة الجديدة، وهي هضبة صخرية تُعرف باسم "كروكوديلن"، تطورا كبيرا في مهمتها. ووفقاً لبيان ناسا الصادر قبل يومين، فقد وصلت "بيرسيفيرانس" إلى الهضبة "كروكوديلن" ، وهو اسم مستوحى من سلسلة جبلية في جزيرة نرويجية ويعني "التمساح" باللغة النرويجية. وتمتد هذه الهضبة على مساحة تقارب 30 هكتارا، وتشكل حدا فاصلا بين الصخور القديمة على حافة فوهة جيزيرو والسهول المحيطة بها. ويُرجح العلماء أن هذه المنطقة تضم معادن طينية، والتي عادة ما تتكون بوجود مياه سائلة، ما يعزز احتمال أن المنطقة كانت صالحة للحياة في الماضي السحيق. ويقول الدكتور كين فالي، نائب الباحث الرئيسي في المهمة: "صخور كروكوديلن تشكلت قبل تكون فوهة جيزيرو، خلال أقدم حقبة جيولوجية على المريخ تُعرف بــ(النوكيان)، وهي من بين أقدم الصخور على الكوكب". وأضاف فالي: "إذا عثرنا على مؤشرات حيوية محتملة هنا، فستكون من عصر مختلف تماماً وأقدم بكثير من تلك التي وجدناها العام الماضي عند 'شيافا فولز". وكانت "بيرسيفيرانس" قد درست في عام 2024 صخرة تُشبه رأس السهم تُعرف باسم "شيافا فولز"، وكشفت عن تركيبات كيميائية وهيكلية قد تكون ناتجة عن نشاط ميكروبي قديم، لكنها قد تكون أيضا نتيجة عمليات جيولوجية غير بيولوجية، مما يجعلها "مؤشرات محتملة" وليست أدلة قاطعة على وجود حياة سابقة. ورغم أن تأكيد وجود حياة سابقة على المريخ قد يتجاوز قدرات "بيرسيفيرانس"، إلا أن المركبة تجمع عينات من الصخور والتربة ليتم إحضارها لاحقاً إلى الأرض. لكن مستقبل مشروع إعادة العينات إلى الأرض أصبح محل شك، بعد أن تضمن مقترح موازنة الإدارة الأمريكية لعام 2026 إلغاء خطة الإرجاع الحالية. وفي تطور آخر، بدأت ناسا في تطبيق استراتيجية جديدة لجمع العينات، إذ ستترك بعض الأنابيب الجديدة غير مغلقة، لتتمكن من تفريغ العينات إذا ظهرت فرصة لجمع عينات أكثر أهمية، وهذه الخطوة تعود إلى اقتراب المركبة من استهلاك جميع أنابيبها غير المغلقة. تحمل "بيرسيفيرانس" 43 أنبوباً، منها 38 مخصصاً لجمع العينات، والباقي لأنابيب "شاهد" تُستخدم للتحقق من التلوث المحتمل من الأرض، وقد تم ملء كل الأنابيب تقريباً، ولم يتبق سوى 7 منها. وقالت العالمة كاتي ستاك مورغان، الباحثة بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "نحن نستكشف المريخ منذ أكثر من أربع سنوات، وكل أنبوب قمنا بملئه يحمل قصة فريدة ومهمة، وهذه الاستراتيجية تمنحنا مرونة أكبر مع استمرارنا في البحث عن عينات صخرية متنوعة وقيمة". aXA6IDgyLjI5LjIyOC45MSA= جزيرة ام اند امز CH