logo
الخصوصية في العصر الرقمي: بين الحق الإنساني والانتهاك التكنولوجي

الخصوصية في العصر الرقمي: بين الحق الإنساني والانتهاك التكنولوجي

وضوح٠٦-٠٥-٢٠٢٥

بقلم / د. هناء خليفة
في زمنٍ أصبحت فيه البيانات هي الذهب الجديد، باتت الخصوصية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وإثارة للقلق في العصر الرقمي. فكل ضغطة زر، وكل إعجاب، وكل عملية شراء عبر الإنترنت، تحوّلنا تدريجيًا إلى كائنات شفافة، مكشوفة أمام أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخوارزميات تتبع السلوك.
الخصوصية: المفهوم والواقع المتغير
الخصوصية ليست مجرد حق قانوني، بل هي ضرورة نفسية واجتماعية. فهي التي تمنح الفرد شعورًا بالأمان والسيطرة على ذاته. ولكن في العصر الرقمي، تغيّر مفهوم الخصوصية. لم تعد مرتبطة فقط بالمكان أو المراسلات، بل أصبحت تشمل البيانات الشخصية، الموقع الجغرافي، الأنشطة الإلكترونية، وحتى نمط التفكير والسلوك.
أرقام تكشف الحقيقة
تشير إحصاءات شركة 'Statista' لعام 2024 إلى أن:
-نحو 85% من مستخدمي الإنترنت يشعرون بالقلق حيال كيفية استخدام بياناتهم الشخصية.
-أكثر من 60% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لا يعلمون من يملك حق الوصول إلى بياناتهم.
أما في الاتحاد الأوروبي، فقد تلقت هيئة حماية البيانات أكثر من 160,000 شكوى خلال أول عامين من تطبيق اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، مما يعكس حجم القلق العام من انتهاك الخصوصية.
الذكاء الاصطناعي وخطر التنبؤ بالسلوك
تُظهر الأبحاث الحديثة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستطيع تحليل أنماط استخدام الفرد والتنبؤ بتوجهاته وقراراته بشكل يفوق دقة أقرب المقربين له. ففي دراسة نُشرت بمجلة PNAS، تبيّن أن تحليل نقرات الإعجاب على فيسبوك يمكّن الخوارزميات من تحديد سمات الشخصية بدقة تصل إلى 90%، وهو أمر يحمل في طياته تهديدًا خطيرًا لاستقلالية الفرد الفكرية.
هل نحن الضحية أم الشريك؟
من اللافت أن كثيرًا من المستخدمين يوافقون على شروط استخدام التطبيقات دون قراءتها، مما يفتح الباب أمام شركات التكنولوجيا لجمع بيانات تفصيلية عن حياتهم. وهنا تُطرح إشكالية: هل نحن ضحايا للرقمنة أم شركاء في انتهاك خصوصيتنا بأنفسنا؟
الحلول الممكنة: وعي وتشريع وتقنية
١- الوعي الرقمي: يجب تعزيز الثقافة الرقمية لدى المستخدمين، خاصة الأطفال والشباب، ليكونوا على دراية بكيفية حماية خصوصيتهم.
٢- التشريعات: من الضروري وجود قوانين صارمة تنظم جمع البيانات واستخدامها، على غرار اللائحة الأوروبية.
٣- التقنيات البديلة: مثل متصفحات تحترم الخصوصية (مثل Brave)، ومحركات بحث غير تتبعية (مثل DuckDuckGo)، وتطبيقات تشفير البيانات.
إن الخصوصية في العصر الرقمي ليست ترفًا، بل هي معركة مستمرة للحفاظ على إنسانيتنا في مواجهة أنظمة تُصمم لتعرف عنا كل شيء. وبين الحاجة للتواصل والاستفادة من التكنولوجيا، تظل المعادلة الأصعب: كيف نكون رقميين دون أن نكون مكشوفين؟
دكتورة هناء خليفة
دكتوراة في الإعلام من كليه الاداب جامعه المنصورة
مهتمة بقضايا الفكر والوعي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدكتور على جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية
الدكتور على جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

الدكتور على جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الديار المصرية الأسبق: "ما تتبعوش الشواذ، اتبعوا جمهور الأمة، وربنا أشار إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾." وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، خلال بوكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن هذه الآية تحمل دلالة عظيمة في اعتبار الجماعة، حتى لو أخطأت في بعض التفاصيل، موضحا: "افرض إن الناس كانوا غلطانين في رؤية هلال ذي الحجة، فحسبوا يوم عرفة خطأً، هل الحج باطل؟ لا، الحج محسوب، وربنا يستجيب؛ لأننا لا نشتغل بالحقائق الغيبية بل بما أمرنا الله به." وأشار الدكتور جمعة إلى حديث نبوي شريف يبسّط الفهم في هذا الباب، فقال: "النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس)، الناس كتير بيسألوا: السعودية صايمة ولا فاطرة؟ مصر صايمة ولا فاطرة؟ الإجابة: صوموا حيث صام الناس، وأفطروا حيث أفطروا." وأضاف: "واحد يقول لي: طب فين الحق؟ أقول له: أنت مش مكلّف بإدراكه، نفس الأمر الله أخفاه عنك لحكمة، لأنه مش هترتب عليه شيء في عبادتك." وتابع: "فيه أشياء ربنا لم يطلعنا عليها لأنها لا تؤثر في صلاتنا ولا زكاتنا ولا رحمتنا، زي عدد أصحاب الكهف، عرفناه أو ما عرفناهوش، مش هيفرق." وشبّه بعض الأمور الغيبية بحقيقة علمية، قائلاً: "الماء مكوّن من هيدروجين وأكسجين، والهيدروجين يشتعل، والأكسجين يساعد على الاشتعال، طيب هل هذا يجعل الماء نار؟ لأ طبعًا، رغم إن لو اتحلل يبقى نار، لكن إحنا مش مطالبين كمسلمين نعرف ده علشان نتوضى أو لا." وأكد الدكتور جمعة أن الدين لا يُبنى على هذه المعرفة المتخصصة، موضحا: "الكلام ده عرفناه حديثًا في المدارس، لكن المسلمين في العالم كله عبر القرون ما فقدوش إيمانهم لما ما عرفوش إن الماء نار إذا تحلل..فيه ناس بتجي تقول: مش هتوضى لأن الماء نار، ده تفكير غير منطقي، وغير سليم، وده نفس العقلية اللي تقول فقه الدليل أو الفقه الشعبي بشكل غير منضبط."

خلاصة الجيولوجيا لطلاب الثانوية العامة.. أسئلة مهمة هتساعدك فى المذاكرة
خلاصة الجيولوجيا لطلاب الثانوية العامة.. أسئلة مهمة هتساعدك فى المذاكرة

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

خلاصة الجيولوجيا لطلاب الثانوية العامة.. أسئلة مهمة هتساعدك فى المذاكرة

يبحث كثيرٌ من طلاب الثانوية العامة ، عن مراجعات نهائية شاملة وملخصة لمنهج الجيولوجيا، تساعدهم على الإلمام بأهم أجزاء المنهج والتدريب على شكل أسئلة الامتحانات، للحصول على درجات التفوق والنجاح. وتسهيلًا على طلاب الثانوية العامة، يقدم "اليوم السابع"، أسئلة استرشادية لامتحان مادة الفلسفة والمنطق، يستطيعون من خلالها، مراجعة أهم أجزاء المنهج بشكل مبسط والتدريب على أسئلة الامتحان المقالية والاختيارية. يأتي ذلك ضمن المراجعات النهائية، التي يقدمها اليوم السابع لطلاب الثانوية العامة في المواد الدراسية، بالاستعانة بمجموعة من كبار الخبراء ومعلمي المواد في وزارة التربية والتعليم؛ لمساعدتهم على الإلمام بالمناهم الدراسية والتدريب على شكل أسئلة الامتحانات. وأطلق "اليوم السابع" أكبر بوابة للمراجعات النهائية للثانوية العامة، يستطيع من خلالها الطلاب تحصيل المعلومات والاستعداد لأداء امتحانات 2025 والحصول على درجات التفوق والنجاح. ويقدم "اليوم السابع" من خلال البوابة تغطية كاملة وشاملة ومتنوعة للمراجعات النهائية لجميع مواد الثانوية العامة، ونماذج استرشادية لشكل وأسئلة الامتحانات، وذلك بالاستعانة بمجموعة من كبار الخبراء ومعلمى المواد فى وزارة التربية والتعليم.

لطلاب الثانوية العامة 2025.. أقوى مراجعة نهائية فى الفلسفة والمنطق
لطلاب الثانوية العامة 2025.. أقوى مراجعة نهائية فى الفلسفة والمنطق

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

لطلاب الثانوية العامة 2025.. أقوى مراجعة نهائية فى الفلسفة والمنطق

يقدم "اليوم السابع" مراجعة نهائية شاملة ومكثفة لطلاب الثانوية العامة في مادة الفلسفة والمنطق، لمساعدتهم على التدريب على شكل وأفكار أسئلة امتحان نهاية العام الدراسي وطريقة الحل النموذجية. يأتي ذلك ضمن المراجعات النهائية، التي يقدمها اليوم السابع لطلاب الثانوية العامة في المواد الدراسية، بالاستعانة بمجموعة من كبار الخبراء ومعلمي المواد في وزارة التربية والتعليم؛ لمساعدتهم على الإلمام بالمناهم الدراسية والتدريب على شكل أسئلة الامتحانات. وتتضمن المراجعة النهائية لمادة الفلسفة والمنطق، 46 سؤالًا، بنظام (الاختيار من متعدد)، وإجاباتهم، يستطيع من خلالها الطلاب التدريب على شكل أسئلة الامتحان، والحصول على درجات التفوق والنجاح. وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أعلنت استكمال الاستعدادات النهائية لامتحانات الثانوية العامة المقرر انطلاقها في 15 يونيو المقبل وتستمر حتى 20 يوليو 2025، مؤكدة أن جميع الترتيبات تتم وفق خطة زمنية واضحة. وأشارت وزارة التربية والتعليم، إلى أن أسئلة امتحانات الثانوية العامة، ستكون متفقة مع مواصفة الاختبارات التي تم تحديدها من قبل المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، مشددة على أن الأسئلة سوف تخاطب جميع المستويات المعرفية للطلاب وتفرز قدراتهم التحصيلية المرتبطة بالمنهج الدراسى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store