logo
طقس فرعوني يعود للحياة من قلب الفيوم.. "محمود" يعيد إحياء "عروسة القمح"

طقس فرعوني يعود للحياة من قلب الفيوم.. "محمود" يعيد إحياء "عروسة القمح"

الدستور١٠-٠٥-٢٠٢٥

في قلب الحقول الخضراء الممتدة على أطراف محافظة الفيوم، وتحديدًا في مركز سنورس، حيث تنبت سنابل القمح وتتمايل برقة، هناك شاب مصري قرر أن يعيد للحياة عادة فرعونية قديمة كادت أن تُنسى.
في زمن تتسارع فيه الحياة، وتطغى عليه التكنولوجيا، يحمل محمود عروسة القمح وكأنها رسالة صامتة تقول إن هناك أشياء لا يجب أن تموت، وأن اتصال الإنسان بجذوره هو ما يمنحه المعنى والهوية.
الشاب "محمود محمد"، البالغ من العمر 26 عامًا، خريج كلية التربية بجامعة الفيوم، لم يكتف بمجرد التعلق بتاريخ أجداده، بل قرر أن يصنع من تراثهم حكاية جديدة تُروى.
طقس فرعوني من قلب الحصاد
"عروسة الحصاد" أو كما يطلق عليها البعض "عروسة القمح"، تقليد فرعوني ضارب في القدم، كانت تُصنع من أولى سنابل القمح التي تُحصد، وتُقدم قربانًا للإلهة "رنوتت" إلهة الحصاد والخير والبركة في مصر القديمة.
ويقول محمود محمد في حديثه لـ"الدستور"، كانت العادة أن يُوضع وعاء ماء تشرب منه الإلهة، وتُعلّق عليه العروسة كرمز لبداية موسم الخير، وكان الفراعنة يحتفلون بموسم الحصاد عبر طقوس تبدأ بتقديم أولى ثمرات القمح للآلهة، ويترأس الملك نفسه هذا العيد المهيب.
رغم مرور آلاف السنين، لم تندثر هذه العادة تمامًا، بل احتفظت بها بعض المجتمعات الريفية بطريقتها، وإن اختلفت الأسماء، ففي الواحات تُعرف بـ"عروسة الفريك"، وفي الشرقية يُطلق عليها "مشط الغلة"، لكنها جميعًا تشترك في رمزية واحدة 'الوفرة والبركة وبداية موسم العطاء'.
محمود.. حارس التقليد
ويكمل محمود محمد حديثه بأنه لم يكتشف هذا التقليد في كتب التاريخ، بل ورثه عن جده الراحل "الحاج جمعة" أحد أبناء الريف المصري الأصيل، المولود عام 1934، والذي شهد تغيرات الزراعة في مصر عبر عقود 'من وأنا عندي 15 سنة، كنت بقعد مع جدي في الحقل، وعلمني إزاي أعملها من غير مقص ولا خيط، سنابل القمح بس'.
منذ أكثر من عشر سنوات، أصبحت "عروسة الحصاد" جزءًا من طقوس محمود السنوية، مع حلول شهر أبريل، وفي بداية تغير لون سنابل القمح، يبدأ بصناعتها يدويًا، محافظةً على كل تفاصيلها القديمة، هي ليست مجرد هواية، بل ارتباط روحي بميراث أجداده، واحتفاء بموسم يحمل الخير للفلاحين، تمامًا كما فعل المصريون القدماء.
هدية لا تُباع
الغريب أن محمود لا ينظر إلى هذه العادة كمصدر رزق، رغم أن أحد أصدقائه يطلبها منه سنويًا لتوزيعها على السياح في إحدى القرى الشهيرة بالفيوم، وفي البازارات السياحية: 'أنا مش ببيعها.. بوزعها هدية.. الناس بتحب تحطها في البيوت والمكاتب.. شكلها حلو وبتفكرهم بالخير'.
تُعلق عروسة القمح فوق أبواب البيوت، وتظل في مكانها حتى يحل موسم الحصاد الجديد، يراها الناس كرمز للإخصاب والوفرة، وكأنها تذكير يومي بعطاء الأرض وبركة الله، ومثلما كان الفراعنة يضحون بأولى ثمرات الحصاد، يضحي أبناء الريف الآن بسنابلهم الأولى لصناعة العروسة، في طقس روحاني يحتفل بالحياة والخير.
أمنية بسيطة.. وحلم مشروع
يأمل محمود أن يُعرّف الناس أكثر بهذه العادة المصرية القديمة، وأن تُعرض "عروسة الحصاد" في المعارض السياحية، والمتاحف، والبازارات، لتكون شاهدة على الاستمرارية الثقافية بين الماضي والحاضر.
Messenger_creation_F4837CDF-FA3C-4F0D-BBE1-CAF14A8B124E
Messenger_creation_5DFA8997-3D6B-4231-BF1D-2E78255A8833
Messenger_creation_D49AF680-762D-456A-99F7-F716435AC312
Messenger_creation_CDEAA189-CB86-4211-9489-36E5B8B78C64
Messenger_creation_2000C2FA-6CBD-40EF-B4BF-543C00036C18

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبل عرضه.. كيف ينافس تامرحسني بـ"ريستارت" في عيد الأضحى؟
قبل عرضه.. كيف ينافس تامرحسني بـ"ريستارت" في عيد الأضحى؟

الدستور

timeمنذ 6 أيام

  • الدستور

قبل عرضه.. كيف ينافس تامرحسني بـ"ريستارت" في عيد الأضحى؟

فيلم "ريستارت" هو واحد من الأفلام الاجتماعية المنتظرة بقوة في موسم عيد الأضحى 2025، وهو ينتمي إلى فئة الكوميديا الاجتماعية التي تمزج بين الإثارة والمواقف الطريفة. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية محمود، الذي يجسدها النجم تامر حسني، وهو مهندس يتخذ خطوة جريئة لمحاربة تأثير السوشيال ميديا على المجتمع. يحاول محمود قطع الإنترنت عن مصر بشكل نهائي، مما يفتح تساؤلات حول التأثير السلبي للتكنولوجيا على حياتنا اليومية. الحبكة والشخصيات "ريستارت" يعرض قصة جريئة تأخذ شكل كوميدي مع العديد من المواقف الاجتماعية المثيرة، تلتقي شخصية محمود مع شخصية هنا الزاهد التي تلعب دور فتاة شعبية بسيطة تُنشأ علاقة حب غير متوقعة معه. كما يظهر النجم باسم سمرة في دور "الجوكر"، رجل يسعى لاستغلال مواهب السوشيال ميديا لتحقيق مصالحه الخاصة، مما يعرض حياة الآخرين للخطر. الفيلم يُظهر مواقف كوميدية جريئة ويحمل رسائل اجتماعية هامة حول تأثير التكنولوجيا على حياة الأفراد. الإنتاج والأداء يتميز "ريستارت" بوجود عدد كبير من ضيوف الشرف، مثل إلهام شاهين، محمد رجب، الكابتن أحمد حسام ميدو، وشيماء سيف، مما يضيف قيمة كبيرة للأحداث، كما يشهد الفيلم تعاونًا فنيًا مميزًا بين تامر حسني و هنا الزاهد للمرة الثانية بعد فيلم "بحبك" الذي عُرض في 2022، مما يعزز من جاذبية الفيلم لجمهورهما المشترك. التوقعات والإيرادات من المتوقع أن يحقق "ريستارت" نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر بفضل موضوعه الاجتماعي الكوميدي والمثير بجانب الرسائل الجريئة التي يناقشها حول تأثير السوشيال ميديا في حياتنا، الفيلم يستهدف جمهورًا واسعًا بين محبي الكوميديا والدراما الاجتماعية، خاصة في ظل تفاعل الجمهور الكبير مع القضايا التي يناقشها. ويشارك في بطولة فيلم ريستارت كل من الفنان عصام السقا، ومحمد ثروت، وميمي جمال، وعدد من النجوم والفيلم من إخراج سارة وفيق، وتأليف أيمن بهجت قمر.

هدى يسى : الابتكار خطوة هامة نحو ريادة الأعمال ..واتحاد المستثمرات العرب يدعم التدريب من أجل التشغيل
هدى يسى : الابتكار خطوة هامة نحو ريادة الأعمال ..واتحاد المستثمرات العرب يدعم التدريب من أجل التشغيل

النهار المصرية

timeمنذ 7 أيام

  • النهار المصرية

هدى يسى : الابتكار خطوة هامة نحو ريادة الأعمال ..واتحاد المستثمرات العرب يدعم التدريب من أجل التشغيل

فى إطار بروتوكول التعاون المبرم بين جامعة بنها الاهلية واتحاد المستثمرات العرب ، الذى يهدف إلى التدريب من أجل التشغيل ، شارك وفد من الاتحاد برئاسة د. هدى يسى، فى احتفال الجامعة باليوم العالمي للابتكار . وشهد الاحتفال الذى نظمته جامعة بنها الأهلية برئاسة د.تامر سمير رئيس الجامعة ، و حضور د. محمود شكل نائب رئيس جامعه بنها العديد من الفعاليات منها تخريج وتكريم أول دفعة من خريجي البرامج في مجال الابتكار وريادة الأعمال وهم المتدربون الذين تلقوا تدريبهم ضمن برامج متخصصة تهدف إلى تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل ، وتعزيز روح ريادة المشاريع ، والمساهمة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وفى كلمتها أكدت د. هدى يسى ، على أهمية الابتكار والذى يعد خطوة نحو ريادة الأعمال. وأشارت إلى أن اتحاد المستثمرات العرب ، يدعم رواد الأعمال وتشجيعهم على العمل وثقل ذلك بالتدريب من أجل التشغيل . وفيما قدم الدكتور محمود شكل كلمة تحفيزية حتى تلهم طلبة أول دفعة من خريجي البرامج في الابتكار وريادة الأعمال، لمواصلة رحلتهم في مجال الابتكار و البحث العلمي كما شهد الاحتفال إلقاء الضوء حول إنجازات قطاع التوظيف والابتكار خلال الفترة الماضية وعرض مشاريع ريادية مميزة من طلاب الجامعة، والتي تعكس إبداعهم وروح ريادة الأعمال لديهم. وتم تكريم القبطان ولاء حافظ، نائب رئيس اللجنة العليا لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعرض فيلم توثيقي يُخلّد روح البطل. كما أُعلن عن كونه أول شخص يعاني من الشلل الرباعي ويستعد لتنفيذ غطسة تُسجّل في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية. بالإضافة إلى ذلك، تم عرض جانب من أنشطة الاتحاد.

كانت البلاد تصمت للاستماع إلى "ساعة لقلبك".. ما القصة؟
كانت البلاد تصمت للاستماع إلى "ساعة لقلبك".. ما القصة؟

الدستور

timeمنذ 7 أيام

  • الدستور

كانت البلاد تصمت للاستماع إلى "ساعة لقلبك".. ما القصة؟

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان الراديو هو سيد الموقف في مصر. لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي أو قنوات فضائية أو حتى تلفزيون في أغلب البيوت. آنذاك، كان المصريين يلتفون حول جهاز الراديو كأنه نافذة تطل على العالم، وسلطة ناعمة تؤثر في ثقافة الناس ومزاجهم اليومي. من بين البرامج التي استحوذت على قلوب الملايين، كان برنامج "ساعة لقلبك" هو نجم الإذاعة الأبرز، حتى أطلق عليه "برنامج الشعب". كوميديا بسيطة تحولت لظاهرة اجتماعية انطلق برنامج "ساعة لقلبك" لأول مرة عام 1953 من خلال مجموعة من الشباب الهواة الذين كونوا فرقة تمثيلية حملت اسم البرنامج نفسه. كان الهدف الأساسي هو تقديم اسكتشات كوميدية خفيفة تناقش قضايا اجتماعية بسيطة من قلب المجتمع المصري. لكن النجاح الساحق للحلقات الأولى دفع الإذاعة المصرية إلى تبني البرنامج بشكل رسمي، ليصبح خلال سنوات قليلة واحدًا من أكثر البرامج شعبية وتأثيرًا في الوطن العربي. كانت الشخصيات التي قدمها البرنامج قريبة من وجدان المصريين، مثل "محمود" (فؤاد المهندس)، و"زوجته" (خيرية أحمد)، و"فهلاو" (أمين الهنيدي)، وغيرهم من الرموز التي جسدت بساطة المواطن المصري بعفوية وذكاء. ساعة لقلبك.. عندما كانت البلاد تصمت كان موعد بث البرنامج يعد حدثًا أسبوعيًا ينتظره الجميع. البيوت، المقاهي، وحتى الشوارع كانت تهدأ تمامًا وقت إذاعة "ساعة لقلبك". لم يكن أحد يريد أن يفوت دقيقة من الكوميديا الاجتماعية الساخرة التي كانت تعكس يوميات الناس بلغة بسيطة وروح مرحة. في هذا الزمن، كان للراديو تأثير أشبه بالحكم، حيث توازي سلطة الميكروفون سلطة القرار السياسي في تشكيل وعي الجمهور. تأثير البرنامج في الوعي الجمعي لم يكن "ساعة لقلبك" مجرد مصدر للضحك، بل كان وسيلة ذكية لتوجيه رسائل اجتماعية تمس قضايا مثل الأسرة، العمل، التعليم، وحتى القيم الأخلاقية. كان البرنامج يناقشها بسخرية راقية تخترق القلوب دون افتعال أو مباشرة. وبذلك، لعب دورًا تربويًا ثقافيًا لا يقل أهمية عن المدارس والجامعات. مصنع النجوم شكل البرنامج نقطة انطلاق لعدد كبير من نجوم الكوميديا الذين أصبحوا رموزًا لاحقًا في المسرح والسينما المصرية. ومن بين هؤلاء: فؤاد المهندس، أمين الهنيدي، حسن مصطفى، خيرية أحمد، يوسف داوود، ومحمد أحمد المصري (الشهير بأبو لمعة). بفضل "ساعة لقلبك"، انتقلت هذه الأسماء من استوديوهات الإذاعة إلى قلوب الناس، ثم إلى خشبات المسرح وشاشات السينما. لكن الذكرى لا تموت استمر بث البرنامج حتى عام 1964، ليختم واحدة من أنجح التجارب في تاريخ الإذاعة المصرية. ورغم توقفه، ظل تأثيره ممتدًا، وأصبح رمزًا لعصر كانت فيه الكلمة المسموعة تملك سحرًا خاصًا وسلطة ناعمة تجمع الناس حول الضحكة والفكرة في آن واحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store