logo
سحرت كلود مونيه.. "زاندايك" إمبراطورية الطواحين والرياح

سحرت كلود مونيه.. "زاندايك" إمبراطورية الطواحين والرياح

الشرق السعودية١٢-٠٥-٢٠٢٥

على نهر الزان شمالي هولندا، تقع مدينة الطواحين "زاندايك"، التي اشتهرت منذ القرن السادس عشر بطواحينها، لما تتميّز به من براعة في التصميم الهندسي، وخصوصاً أنها تعتمد في تشغيلها على استقبال الرياح مباشرة، إذ إن المدينة مفتوحة على الجهات كلها، ومطلة على النهر.
حالما تُذكر الطواحين التي أصبحت رمزاً من رموز الهوية الوطنية، تُذكر هولندا، فهي ليست مجرد وسائل هندسية، بل أسهمت في تشكيل بنية الاقتصاد الزراعي والصناعي في البلاد.
استُخدمت تلك الطواحين في طحن الحبوب والأرز، وسحق الحجارة لصناعة الأصباغ المستخدمة في تلوين الملابس ولوحات الفنانين، وعصر الزيوت، وتقطيع الأخشاب. هكذا، شكّلت زاندايك المدينة، جزءاً أساسياً من البنية التحتية، مهّدت لاحقاً لنهضة هولندا، وخصوصاً أنها كانت ميناءً حيوياً للتصدير.
متحف المدينة
يشتهر الهولنديون باهتمامهم بالتفاصيل اليومية الدقيقة، فلا يهملون شيئاً، وبالتالي يؤرشفون حياتهم اليومية وتاريخ بلدهم بعناية، فيصبح ذلك لاحقاً مورداً اقتصاديا وسمعة سياحية جيدة.
هذا ما نراه في متحف المدينة، فهو قرية تاريخية صناعية وزراعية وفنية بامتياز، عبر مراحل من الصراع مع الطبيعة والفيضانات والتغييرات الجيولوجية، إذ تعلّمت هولندا قاعدة جيولوجية من خلال الكوارث الطبيعية والفيضانات: لا تسِر عكس الطبيعة، بل تضامن وتكافل معها كي تعطيك الأفضل؛ بمعنى الاحتواء.
يُعيد المتحف سرد تاريخ هولندا منذ القرن السابع عشر، إذ إن طواحين الهواء التاريخية المعروضة، ليست مجرد قطع أثرية، بل هناك شروحات وعروض تفاعلية توضح كيف كان الهولنديون قديماً يستخدمون الطواحين في حياتهم العملية والتجارية.
هذه الطواحين مزوّدة بشفرات أو مناشير كبيرة، تتحرك بالطاقة الهوائية، وكانت تُستخدم لنشر الأخشاب بدقة لبناء السفن الشراعية، ما أسهم في تأسيس نواة لأضخم أسطول بحري وتجاري في ذلك الحين؛ إمبراطورية الرياح الموسمية.
من أبرز هذه الطواحين "دي كات"، لصناعة الطلاء والألوان، وطاحونة "دي بونت" لتجهيز الزيت. فضلاً عن ذلك، يحتوي المتحف على ورش للنجارة، وصناعة الجبن، والأحذية الخشبية، إلى جانب منازل أصلية أُعيد بناؤها بعناية فائقة.
إن قصة مدينة زاندايك وطواحينها لا تنفصل مطلقاً عن تاريخ هولندا، وعن كفاح المواطن في ترويض الطبيعة. وكما يقول المثل الهولندي: "الله خلق الأرض ونحن خلقنا هولندا". تحدٍ هائل وطموح إنساني عُرف بهما الهولنديون، علاوة على تفّهم وتدبير سياسات احتواء الطبيعة، أصبح حافزاً لبناء مجتمعات صناعية، وتأسيس مدن زراعية قبيل انطلاق النهضة الأوروبية الكبرى.
الرسام الفرنسي كلود مونيه
وصل الرسام الفرنسي كلود مونيه إلى هولندا عام 1871، هارباً من أجواء الحرب البروسية الفرنسية. استقرّ لفترة وجيزة في مدينة "زاندام"، المجاورة لزاندايك، وهناك انبهر بالمشهد الطبيعي الساحر: أشكال طواحين الهواء العملاقة، وانعكاساتها على صفحة المياه، والغروب الذي يغمر الأفق دفعة واحدة، إلى جانب الانعكاسات اللونية لبيئة زراعية تحمل ملامح بنية صناعية، مثل السفن والرافعات والعمال والموانئ والبيوت الخشبية الضرورية، كأشكال فنية حيوية على مسند اللوحة، فضلاً عن ألوانها المتميّزة التي شكّلت مسنداً فنياً وصناعياً في الآن ذاته.
أنتج مونيه خلال إقامته التي استمرت أربعة أشهر، 25 لوحة زيتية وتسع رسومات تخطيطية، موجودة في متاحف عالمية عدّة، توثّق السحر الهولندي الذي أسر فرشاته وروحه. وهو استخدم تقنية التلوين بالفرشاة الحرّة، فأصبحت لاحقاً إحدى السمات المميّزة للمدرسة الانطباعية.
زاندام: نواة الانطباعية
لم يكن مشغل كلود مونيه في "زاندام" القريبة من مدينته الملهمة "زاندايك" مساحة للرسم فقط، بل منطلقاً للثورة الانطباعية. أدرك مونيه هناك أن الطبيعة الحيّة، بتغيراتها الدائمة، تمثّل أعظم مُعلّم للفنان الحقيقي. هكذا رسّخ قناعته الفنية بأن مهمة الفنان ليست محاكاة الأشياء، بل التقاط روحها المتغيّرة دائماً، ما مهد لظهور واحدة من أهم المدارس الفنية العالمية: المدرسة الانطباعية.
"الشرق" زارت مشغل مونيه، وهو عبارة عن بيت صغير يطل مباشرة على نهر الزان، حيث فضاء الطواحين والمياه والسفن. وكان المشغل، بحسب الوثائق المحفوظة في متحف مدينة "زاندام"، عبارة عن غرفة صغيرة ذات إضاءة طبيعية محدودة، تزيّن جدرانها لوحات قيد الإنجاز.
كانت أدوات مونيه مبعثرة بطريقة حيوية في أرجاء المشغل؛ تتوزع بين ألوان زيتية، وفرش متنوّعة الأحجام، وأقمشة مثبتة على حوامل خشبية بسيطة.
يصف مونيه مشغله في رسالة إلى صديقه الرسام كامي بيسارو، في 18 يونيو 1871 قائلاً: "مشغلي هنا بسيط للغاية، لكنه مفتوح على الضوء من كل الجهات. أعمل تحت سماء تتبدل ألوانها كل ساعة (يشتهر الجو الهولندي بتقلباته السريعة). لا أحتاج إلا إلى الريح، والضباب، وضوء الغروب، وهذه الطواحين المباركة".
نهر الزان في الصباح
من أبرز لوحات مونيه خلال تلك الفترة، "طواحين الهواء بالقرب من أمستردام"، و"ضفاف نهر الزان في الصباح"، ولوحة "زاندام" التي تجسد انعكاسات المباني على سطح الماء، وتُظهر بوضوح أسلوبه الانطباعي في تصوير الضوء والماء.
كذلك تعدّ لوحة "البيت الأزرق" من أشهر أعماله، ولا يزال هذا المنزل قائماً حتى اليوم، وتمّت طباعة صورته على بطاقات بريدية سياحية حول العالم.
لم تكن إقامة كلود مونيه في زاندام وزاندايك، مجرد تجربة عابرة أو فترة رسم تقليدية، بل محطة محورية أعادت تشكيل رؤيته الفنية للطبيعة والعناصر الصناعية معاً، مثل الطواحين ذات البعد الرمزي والصناعي، والبيوت الخشبية، والموانئ.
استطاع مونيه، من خلال هذا المزج المبتكر، التعبير عن جوهر الطبيعة المتغيّر بحسب الفصول وأشعة الشمس بطريقة جديدة، ما رسخ مكانته كأحد أبرز روّاد المدرسة الانطباعية.
يرى النقّاد أن هذه المرحلة، شكلت نقطة تطوّر جوهرية في مسار مونيه الفني، نحو تحقيق رؤيته الانطباعية. إذ أشارت الناقدة لورا كامينغ، في مقالتها "مونيه والعمارة" في لندن، إلى أن مونيه "استخدم البنى المعمارية، مثل الطواحين الهوائية، كوسيلة لاستكشاف التغيرّات في الضوء والجو".
واعتبرت أن "العمارة بالنسبة له كانت طبيعة متغيّرة بوسائل أخرى"، أي أن الطواحين كانت أداة لدراسة الضوء، والعمارة طبيعة متغيّرة؛ فهي ليست شيئاً جامداً، بل حيوية، تتأثر بالزمن والجو والضوء.
يقول موقع "منصّة الفنون"، إن الفنان الفرنسي استغلّ المشهد الصناعي، في بلورة طريقة فنية لتصوير الظواهر الطبيعية والضوئية المتغيّرة، وأن العناصر الصناعية، لم تكن مجرد تفاصيل شكلية، بل جزءاً وظيفياً من بنية اللوحة، وأداة لفهم تحوّلات اللون الفيزيائية.
كذلك أوضح موقع "التاريخ في خمس دقائق"، إلى أن مونيه وجد في الطواحين الهوائية موضوعاً مثالياً لدراسة العلاقة بين الضوء والظل، إذ إن أشكالها المميّزة، وشفراتها المتحركة، أنتجت أنماطاً معقّدة من الظلال، ما وفّر له بيئة مثالية لرصد تغيّرات الضوء خلال اليوم.
هكذا كان تأثير هولندا في مونيه؛ إذ منحته الطبيعة الهولندية طريقاً روحياً وأسلوباً فنياً جديداً، مهّد له ترسيخ واحدة من أعظم مدارس الرسم في العالم، وهي المدرسة الانطباعية.
ومن اللافت أيضاً هذه المفارقة، إذ بينما أثّرت زيارة الرسام الهولندي فنسنت فان جوخ إلى باريس تأثيراً بالغاً في فنه، فأصبحت لوحاته أكثر إشراقاً وتفاؤلاً لونياً، كانت هولندا بالنسبة لكلود مونيه مصدراً لإلهام داخلي عميق، دفعه إلى تأصيل مفاهيم الضوء واللون والطبيعة المتحوّلة ضمن نهج فني متجدد.
رسم في الهواء الطلق
تشير الوثائق المصوّرة في متحف "زاندام"، إلى أن مونيه كان يحرص على الخروج من مشغله برفقة أدواته، ليرسم مباشرة أمام الطبيعة، ما منحه مرونة عالية في التقاط التحوّلات الآنية للضوء.
وشكّل المشهد اليومي الممتد أمام ورشته، لوحة حيّة تتجدد باستمرار، ما مكّنه من تطوير أسلوب فني يقوم على الرسم المباشر، استناداً إلى التغيّرات المناخية، ما عزّز فهمه للطبيعة باعتبارها كائناً حياً متحوّلاً، وليس مجرد مشهد ثابت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«البيئة» تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج
«البيئة» تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج

عكاظ

timeمنذ 7 ساعات

  • عكاظ

«البيئة» تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج

تابعوا عكاظ على أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، عن فسح أكثر من (351) ألف رأس من الماشية عبر محاجرها في ميناء جدة الإسلامي، خلال الفترة من 15 - 22 من شهر ذي القعدةـ الجاري، وشملت (351427) رأساً من الأغنام، و(290) رأساً من الجمال، وذلك ضمن تنفيذ خطتها التشغيلية لموسم حج 1446هـ. وتوقّعت الوزارة، وصول المزيد من الإرساليات الخاصة بمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي خلال الأيام القادمة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد خلال موسم الحج. إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي للوزارة صالح عبد المحسن بن دخيّل، اكتمال جاهزية منظومتها لموسم الحج، وذلك من خلال التنسيق والتكامل بين جميع قطاعات المنظومة، استعداداً لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، في كافة المجالات البيئية والمائية والزراعية والصحية؛ بما يضمن أداء الحجاج لمناسكهم بيُسر وطمأنينة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأوضح بن دخيّل، أن استعدادات فرعي الوزارة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، شملت الإشراف والرقابة على المسالخ الأهلية، وأسواق النفع العام بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى جهود غرف الطوارئ، والخدمات اللوجستية، التي يقدمها عدد من الكوادر الوطنية بالوزارة، مشيراً إلى اكتمال وجاهزية المشاريع والخطط التشغيلية الخاصة بخدمات المياه لكل القطاعات، والتي تشمل الإنتاج، والنقل، والخزن، والتوزيع، والري؛ وذلك لضمان تأمين الإمداد المائي لضيوف الرحمن طوال الموسم، من خلال جاهزية منظومات المياه في المشاعر المقدسة، ومرافق الخزن الاستراتيجي، ومحطات الضخ، وشبكات التوزيع، ومحطات المعالجة، إضافةً إلى اكتمال خطط الطوارئ والإمداد الإضافي من المياه خلال فترات الذروة. أخبار ذات صلة وأبان، أن الخطط التشغيلية لجميع جهات وقطاعات المنظومة، ترتكز على الجاهزية الاستباقية، وموثوقية الإمداد لكل قطاع؛ مما يعكس استعدادها التام، والتزامها بالقيام بدورها الحيوي في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، منوهاً باكتمال خطط منظومة إدارة نفايات الهدي والأضاحي، لتجهيز فرق الرقابة والتفتيش الميداني، بالإضافة إلى إطلاق برنامج توعوي متكامل؛ لتعزيز السلوكيات البيئية للحجاج والعاملين خلال موسم الحج، كما تم رفع الجاهزية والتنبيهات والتحذيرات والمعلومات المناخية المتعلقة بالطقس والمناخ، من خلال تنفيذ تمارين افتراضية، وربط الكاميرات بغرف الطوارئ؛ لضمان سرعة الاستجابة، وشملت منظومة الرصد، تشغيل (66) محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، ومحطة متنقلة، إضافةً إلى استخدام قمر صناعي، ومحطتين بحريتين، و(33) جهازاً لقياس كميات الأمطار، وتعزيز دقة التنبؤات لضمان سلامة ضيوف الرحمن. وأضاف المتحدث الرسمي للوزارة، اكتمال خطط الطوارئ لتقديم الخدمات المحجرية، عبر (5) منافذ رئيسة، عبر المتابعة والإشراف على عمل تلك المحاجر، من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للحجاج، مشيراً إلى تأهب المنظومة لتعزيز الأمن الغذائي خلال موسم الحج، ومتابعة وفرة المنتجات الزراعية والغذائية في أسواق النفع العام، بما يضمن تلبية احتياجات ضيوف الرحمن والمحافظة على سلامة الإمداد الغذائي، مؤكداً وفرة مخزونات الدقيق بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافةً إلى المخزون الاحتياطي من القمح بمناطق المملكة الأخرى. وأكد بن دخيّل، أن منظومة البيئة والمياه والزراعة، تحرص خلال موسم الحج، على رفع مستويات الجاهزية التشغيلية والفنية لكافة قطاعاتها، استعداداً لخدمة ضيوف الرحمن، بما يعزز التكامل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة؛ لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وتطبيق أعلى معايير السلامة. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

«رواد أملج» في رحلة عبر الزمن في متحف الحوراء
«رواد أملج» في رحلة عبر الزمن في متحف الحوراء

عكاظ

timeمنذ 7 ساعات

  • عكاظ

«رواد أملج» في رحلة عبر الزمن في متحف الحوراء

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} اختار رواد كشافة أملج أن تكون خطوتهم باتجاه الزمن الجميل عبر زيارة متحف الحوراء بمركز الشبعان، الذي لا يكتفي بعرض القطع التراثية، بل يروي حكاية وطن تزدهر ذاكرته بين جدران الطين وأدوات الأجداد، جاءت هذه الزيارة احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف وتأكيداً على أهمية المتاحف في صون الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء الوطني لدى النشء. وتجوّل أعضاء الكشافة في أروقة المتحف مطلعين على المقتنيات التراثية المتنوعة التي تعكس ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية في أملج قديما من أدوات الزراعة والصيد إلى الملابس القديمة، كما استمعوا إلى شرح من مؤسس المتحف عبد الحميد دحيلان الحمدي، الذي استعرض أمامهم أبرز المراحل التي مرّ بها في جمع وتوثيق هذه الكنوز التراثية. وعبّرت مديرة مكتب رواد كشافة أملج فدوى الجهني عن اعتزازها بهذه الزيارة التي وصفتها بأنها رحلة في ذاكرة المكان والإنسان، مشيرة إلى أن مشاركة الكشافة في مثل هذه الفعاليات تعزز من قيم المواطنة وتسهم في ترسيخ مفاهيم الاعتزاز بالتاريخ المحلي. وأضافت الجهني: «نعمل جاهدين على أن تكون أنشطتنا الجاذبة متكاملة تحمل في طياتها رسالة تربوية ووطنية وثقافية في آن واحد». من جانبه عبّر الحمدي عن سعادته بزيارة وفد الكشافة، مشيراً إلى أهمية غرس قيم الاعتزاز بالتراث في نفوس الأجيال الجديدة، ودور المتاحف في حفظ التاريخ الشفوي والمادي للمجتمع المحلي واختتمت زيارة رواد كشافة أملج لمتحف الحوراء بتأكيد أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي بالتراث الوطني، وربط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية. كما تأتي هذه الخطوة امتداداً لدور الكشافة في خدمة المجتمع، والمساهمة في دعم الجهود الرامية إلى صون الموروث الحضاري للمملكة، تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز الهوية الوطنية. أخبار ذات صلة

"البيئة" تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج
"البيئة" تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج

صحيفة سبق

timeمنذ 13 ساعات

  • صحيفة سبق

"البيئة" تُعلن عن فسح أكثر من 351 ألف رأس ماشية واكتمال جاهزية قطاعات المنظومة لموسم الحج

أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، عن فسح أكثر من (351) ألف رأس من الماشية عبر محاجرها في ميناء جدة الإسلامي، خلال الفترة من 15 - 22 من شهر ذي القعدة الحالي، شملت (351427) رأسًا من الأغنام، و(290) رأسًا من الجمال، وذلك ضمن تنفيذ خطتها التشغيلية لموسم حج 1446هـ. وتوقّعت الوزارة، وصول المزيد من الإرساليات الخاصة بمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي خلال الأيام المقبلة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد خلال موسم الحج. وأكد المتحدث الرسمي للوزارة صالح عبدالمحسن بن دخيّل، اكتمال جاهزية منظومتها لموسم الحج، وذلك من خلال التنسيق والتكامل بين جميع قطاعات المنظومة، استعدادًا لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، في سائر المجالات البيئية والمائية والزراعية والصحية؛ بما يضمن أداء الحجاج لمناسكهم بيُسر وطمأنينة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. وأوضح ابن دخيّل، أن استعدادات فرعي الوزارة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، شملت الإشراف والرقابة على المسالخ الأهلية، وأسواق النفع العام بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى جهود غرف الطوارئ، والخدمات اللوجستية، التي يقدمها عددٌ من الكوادر الوطنية بالوزارة، مشيرًا إلى اكتمال وجاهزية المشروعات والخطط التشغيلية الخاصة بخدمات المياه لكل القطاعات، التي تشمل الإنتاج، والنقل، والخزن، والتوزيع، والري؛ وذلك لضمان تأمين الإمداد المائي لضيوف الرحمن طوال الموسم، من خلال جاهزية منظومات المياه في المشاعر المقدسة، ومرافق الخزن الاستراتيجي، ومحطات الضخ، وشبكات التوزيع، ومحطات المعالجة، إضافةً إلى اكتمال خطط الطوارئ والإمداد الإضافي من المياه خلال فترات الذروة. وأبان، أن الخطط التشغيلية لجميع جهات وقطاعات المنظومة، ترتكز على الجاهزية الاستباقية، وموثوقية الإمداد لكل قطاع؛ مما يعكس استعدادها التام، والتزامها بالقيام بدورها الحيوي في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، منوهًا باكتمال خطط منظومة إدارة نفايات الهدي والأضاحي، لتجهيز فرق الرقابة والتفتيش الميداني، بالإضافة إلى إطلاق برنامج توعوي متكامل؛ لتعزيز السلوكيات البيئية للحجاج والعاملين خلال موسم الحج، كما جرى رفع الجاهزية والتنبيهات والتحذيرات والمعلومات المناخية المتعلقة بالطقس، من خلال تنفيذ تمارين افتراضية، وربط الكاميرات بغرف الطوارئ؛ لضمان سرعة الاستجابة، فيما شملت منظومة الرصد، تشغيل (66) محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، ومحطة متنقلة، إضافةً إلى استخدام قمر صناعي، ومحطتين بحريتين، و(33) جهازًا لقياس كميات الأمطار، وتعزيز دقة التنبؤات لضمان سلامة ضيوف الرحمن. وأضاف المتحدث الرسمي للوزارة، اكتمال خطط الطوارئ لتقديم الخدمات المحجرية، عبر (5) منافذ رئيسة، عبر المتابعة والإشراف على عمل تلك المحاجر، من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للحجاج، مشيرًا إلى تأهب المنظومة لتعزيز الأمن الغذائي خلال موسم الحج، ومتابعة وفرة المنتجات الزراعية والغذائية في أسواق النفع العام، بما يضمن تلبية احتياجات ضيوف الرحمن والمحافظة على سلامة الإمداد الغذائي. كما أكد وفرة مخزونات الدقيق بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافةً إلى المخزون الاحتياطي من القمح بمناطق المملكة الأخرى، مبيّنًا أن منظومة البيئة والمياه والزراعة، تحرص خلال موسم الحج، على رفع مستويات الجاهزية التشغيلية والفنية لسائر قطاعاتها، استعدادًا لخدمة ضيوف الرحمن، بما يعزز التكامل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة؛ لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وتطبيق أعلى معايير السلامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store