
الشارقة تواصل ترسيخ حضورها عالمياً في صياغة مستقبل النشر والمعرفة
الشارقة 24:
اختتمت "هيئة الشارقة للكتاب" مشاركتها في "معرض بولونيا لكتاب الطفل 2025"، الذي يعدّ من أبرز الفعاليات الدولية المتخصصة في أدب الطفل، حيث ضم وفد إمارة الشارقة نخبة من المؤسسات والجهات الثقافية والمعنية بصناعة النشر، مؤكدةً من خلال المشاركة مكانة الشارقة كمركز عالمي في دعم صناعة النشر وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
وشكلت المشاركة محطة رئيسة ضمن جهود الهيئة لترسيخ حضور الأدب العربي في الأسواق العالمية، وتوسيع فرص التعاون مع الناشرين الدوليين، والتعريف بالمبادرات النوعية التي أطلقتها الشارقة لدعم قطاع النشر، حيث قدّمت الهيئة خلال المعرض برنامجًا تفاعلياً متكاملاً، استعرض أحدث المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تطوير المحتوى الإبداعي وتعزيز فرص الترجمة والنشر المشترك.
استكمال لريادة الشارقة في قطاع الثقافة والنشر
وحول أهمية المشاركة، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "الشارقة تواصل ترسيخ حضورها في صياغة مستقبل النشر والمعرفة، وهذه المكانة التي تحظى بها الإمارة اليوم هي ثمرة رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسس مشروعاً ثقافياً شاملاً يدعم الكتاب والناشرين والقرّاء على حد سواء، كما أن حضورنا في هذه المحافل الدولية يعكس الجهود النوعية التي تقودها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والتي تعمل على تعزيز مكانة النشر العربي على المستوى العالمي وفتح آفاق جديدة للناشرين الإماراتيين والعرب".
وأضاف العامري: "معرض بولونيا لكتاب الطفل ليس مجرد فرصة لعرض الإصدارات، بل هو منصة استراتيجية لدعم الناشرين، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وإبراز ما تقدمه الشارقة من مبادرات وبرامج تسهم في تطوير قطاع النشر وإثراء المحتوى الأدبي العربي بفرص جديدة للانتشار والتوسع".
برنامج تفاعلي متكامل
وقدمت الهيئة في جناحها المشارك في المعرض برنامجاً تفاعلياً متكاملاً تضمن ورش عمل متنوعة، منها ورشة عمل إبداعية تفاعلية قدمتها الفنانة الإيطالية إيفا مونتاناري، واستخدمت فيها تقنيات الرسم بالفحم وبصمات الأصابع، لإنتاج عمل فني جماعي يتضمن مجموعة من اللوحات الصغيرة المتكاملة التي تشكّل مجتمعة صورة بصرية مبتكرة لمجموعة من الكائنات الحية، وشهدت الورشة مشاركة واسعة من الرسامات الإيطاليات، كما تضمنت الورشة مقدمة تعريفية عن "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل"، الذي يكمل هذا العام دورته الثالثة عشرة، كما تم توجيه الدعوة للمشاركات لتقديم أعمالهن والمشاركة في دورة العام المقبل 2026، مما يعزز التبادل الثقافي والفني بين المواهب العالمية والمحلية.
أما الفنانة الإيطالية إيريني بينزي، فقد قدمت ورشة ثانية ركّزت على استكشاف العناصر الطبيعية كأوراق الشجر والثمار المجففة، وتناولت سبل الاستفادة من إمكانياتها البصرية لإنتاج دفتر فني دون الحاجة إلى استخدام الكلمات، كما سلطت الورشة الضوء على كيفية توظيف عناصر الطبيعة في الفنون البصرية، مما أتاح للمشاركين فرصة فريدة لاستكشاف العلاقة بين البيئة والفن.
دعم الفائزين بجائزة "انشر"
وتعاونت "هيئة الشارقة للكتاب" مع "جمعية الناشرين الإماراتيين" لرعاية مجموعة مختارة من الفائزين بجائزة صندوق الشارقة لاستدامة النشر "انشر"، بهدف تمكينهم من تعزيز حضورهم على الساحة العالمية والاستفادة من الفرص المتاحة في المعرض، حيث ضمت قائمة الفائزين المشاركين كلًا من دلال الجابري من دار "حزاية" للنشر، وفاطمة الحمادي من دار "سُحُب" للنشر، وشذى ناصر من دار "كايروس" للنشر.
وأتاحت هذه المشاركة للفائزين فرصة للتواصل مع الناشرين والوكلاء الأدبيين والرسامين وخبراء حقوق النشر، مما ساعدهم على تبادل المعلومات، وبحث إبرام صفقات تتعلق بحقوق النشر والتوزيع، والتعاون في مشاريع نشر مشتركة، بالإضافة إلى استكشاف شراكات استراتيجية مستقبلية في الأسواق العالمية، وكان لهذه التجربة أثر إيجابي في تعزيز فهمهم لمعايير النشر الدولية في مجال كتب الأطفال، مما يسهم في تطوير كتبهم وضمان نموها وفقًا للمستويات العالمية مع الحفاظ على الهوية الإماراتية المتميزة.
جناح الشارقة يفتح آفاق التعاون والحوار
واستعرض جناح الإمارة المشارك في المعرض مجموعة من إصدارات كتب الأطفال، ونظم لقاءات فردية وجماعية بين الناشرين الإماراتيين والإيطاليين والدوليين لبحث سبل التعاون المشترك في مجال الكتب بشكل عام، وكتاب الطفل بشكل خاص، كما استعرضت "وكالة الشارقة الأدبية" جهودها الرامية لتعزيز حضور الأدب العربي على الساحة العالمية من خلال ترجمة الكتب العربية إلى مختلف اللغات الأجنبية، إلى جانب الشراكة الاستراتيجية التي أبرمتها مع صندوق الشارقة لاستدامة النشر "انشر"، بهدف تمكين الناشرين الجدد وتعزيز حضورهم على المستوى العالمي، من خلال تسهيل حصولهم على حقوق الترجمة والنشر.
وتعرف زوار جناح الإمارة على "الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي"، التي كانت تُعرف سابقاً بـ"جائزة اتصالات لأدب الطفل"، والتي تُقام بالشراكة بين "المجلس الإماراتي لكتب اليافعين" وشركة "إي آند"، وذلك في إطار استراتيجية لتعزيز حضور الأدب العربي للأطفال واليافعين عالمياً، وتسليط الضوء على إبداعات الكتّاب والناشرين والرسامين العرب، وفتح آفاق جديدة للتعاون في هذا المجال.
مبادرات وخدمات عالمية تقدمها الشارقة للعالم
واستعرضت الشارقة الفرص الاستثمارية التي توفرها "المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر"، موفرة لزوار المعرض فرصة التعرف على البنية التحتية المتكاملة التي تسهم في تسهيل تأسيس الشركات، إلى جانب الخدمات الداعمة التي تضمن نمو مشاريع الناشرين وتوسّعها على المستوى العالمي، انطلاقاً من الشارقة.
وسلطت الهيئة الضوء على الفعاليات والمبادرات التي تنظمها على مدار العام، وعلى رأسها "معرض الشارقة الدولي للكتاب" و"مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، إلى جانب الفعاليات المصاحبة مثل "مؤتمر الناشرين" و"مؤتمر الموزعين" و"مؤتمر المكتبات"، و"مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، بالإضافة إلى "جائزة ترجمان" و"منحة الترجمة"، التي تدعم حركة الترجمة العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 5 ساعات
- الشارقة 24
مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي يواصل فعالياته
الشارقة 24: برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تواصلت مساء السبت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الثنائي بالمركز الثقافي لدبا الحصن، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة رئيس المهرجان، وأحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بالدائرة مدير المهرجان. وشهد جمهور اليوم الثاني للمهرجان الذي يحتفي بعروض الديودراما، العرض السوري "خلاص فردي" من تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، وتمثيل رغد سليم، ومحمد شما، ويروي العمل حكاية الكاتب المسرحي الأربعيني "عادل"، الذي يعاني من اليأس والكآبة، بينما يسعى لإيجاد نهاية مناسبة لنصه المسرحي. في خضم ذلك، تقتحم حياته جودي، الشابة العشرينية المرحة التي تأتي بذريعة تنظيف شقته، وسرعان ما تتدخل في شؤونه، وتجادله حول عاداته غير الصحية وأسلوب معيشته الفوضوي، ونظرته المتشائمة إلى الحياة. ومع تقدم الأحداث، تتداخل عوالم الواقع والخيال في هذا العرض، ويبدأ عادل برؤية جودي في صورة حبيبته "ليال" التي تركت وفاتها المأساوية في حادثة سير أثراً عميقاً في نفسه. وبتواصل الحوار بين الاثنين حول مفاهيم الحب، والموت، والحياة، تبدو آراء جودي طفولية وساذجة، إلا أنها تستحوذ على اهتمام عادل، الذي يسعى لاستثمارها في إثراء الجانب الدرامي لمسرحيته غير المكتملة، التي تدور حول انتحار كاتب نتيجة فقده لحبيبته. في الندوة النقدية التي أعقبت العرض، وأدارتها الكاتبة السورية أمينة عباس، أشاد أغلب المتداخلين بـالنص الذي تميز بثرائه في الثنائيات الضدية، مثل التناقض بين شخصيتي الكاتب والمنظّفة، وتقاطع الخيال والواقع، والمرح والكآبة، والفصحى والعامية، وكذلك اللغة اليومية واللغة الشعرية، ما أضفى عمقاً على الحبكة، وزاد من كثافة وحيوية الصورة المسرحية. كما أثنى بعض المتحدثين على الرؤية الإخراجية التي قدمت العرض بوضوح وسلاسة في تواصله مع الجمهور، من دون أن يفقد عمقه وجماليته، فقد اقتصر فضاء العرض على مكتب صغير، وخزانة للكتب، واستُخدمت الإضاءة بأبسط أشكالها في معظم العرض، إلا في المشاهد القليلة التي يستعيد فيها الكاتب الماضي، أو تلك التي يقوم فيها، بمساعدة جودي، بتجسيد مشهد من نصه، أو من ذكرياته مع حبيبته الراحلة. وبختام الندوة، تسلم مخرج العرض السوري شهادة شكر وتقدير من الرائد عبدالله الطنيجي ممثل قسم شرطة دبا الحصن الشامل، الذي رعى اليوم الثاني. ملتقى الشارقة للمسرح العربي وكانت أنشطة اليوم الثاني للمهرجان بدأت عند الخامسة مساء بانطلاق جلسات اليوم الأول من ملتقى الشارقة للمسرح العربي في نسخته العشرين، تحت شعار "المسرح والحياة"، وقدم للملتقى وأداره السينوغراف الإماراتي وليد الزعابي، الذي استهل حديثه قائلاً: "نرفع أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه السخي لتطوير وارتقاء الحركة المسرحية في أفقيها المحلي والعربي، وفي كل مجالاتها الفنية والفكرية والأكاديمية»، مستعرضاً أبرز الموضوعات التي تناولها الملتقى خلال العشرين سنة الماضية بمناسبة مرور عقدين على تأسيسه، لافتاً إلى تعدد وتنوع الأسئلة والتجارب والأجيال المسرحية التي استضافها، والتأثير الواسع الذي أحدثه في المجال بأصدائه الإعلامية ومنشوراته العلمية. وقدمت المداخلة الأولى في الملتقى الباحثة الأردنية ميس الزعبي تحت عنوان "أبو الفنون والحياة: دراسة في المظاهر والمتغيرات الجديدة"، وقالت إن المسرح يمثل مرآة تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية والاجتماعية والثقافية عبر العصور، موضحة أن "أبو الفنون" ليس نشاطاً ترفيهياً فحسب، بل يمثل أداة فعالة لنقل الواقع ومحاكاته ونقده. وأكدت قدرة المسرح على بناء الوعي الجماعي، وتعزيز التماسك الاجتماعي، كونه يسلط الضوء على القضايا المجتمعية العامة والفردية، وهو أيضاً يعد أداة للتغيير الاجتماعي، كما يظهر في تجربة الفنان البرازيلي أوغستو بوال ومنهجه المسرحي العلاجي، كما لفتت الزعبي إلى دور المسرح بصفته أداة تعليمية فعالة، واستعرضت نتيجة دراسة أجريت في الأردن أثبتت تأثيره الإيجابي في تعزيز الفهم والتحصيل الدراسي. وذكرت الباحثة الأردنية أن المسرح يواجه اليوم تحديات عدة في علاقته بالجمهور، بسبب انتشار المنصات الرقمية، وتعدد وسائل الترفيه الحديثة، ونقص الدعم المالي، وتأثير التغيرات في القيم والمعتقدات الاجتماعية على موضوعاته وأساليبه، إلا أنه سيظل فناً حيوياً قادراً على التكيف وتجاوز الصعوبات كما فعل في القرون والعقود الماضية. وتحت عنوان «المسرح والحياة السالبة» جاءت مداخلة الباحث التونسي الدكتور عمر علوي، الذي ركز على تناول فكرة "الحياة العارية" التي قدمها الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، مشيراً إلى أنها تعني أن الإنسان قد يفقد معنى حياته بسبب القواعد والمعايير القياسية، مبيناً أن المسرح لديه القدرة على إيقاف هذا الوضع، وجعلنا نرى جوهر إنسانيتنا الحقيقي. واتخذ علوي مسرحية "بارتلبي" نص هيرمان ملفيل، التي أخرجها دافيد جيراي، مثالاً، حيث يرفض بارتلبي - بطل العرض - القيام بأي شيء، وهذا الرفض البسيط يصبح قوة مقاومة كبيرة. هذا "اللا-فعل" يمنع الإنسان من أن يصبح مجرد آلة تعمل بلا إرادة أو رغبة. وقال العلوي إن المسرح، من خلال هذه الفكرة، يُظهر كيف يمكننا استعادة قوتنا الداخلية والحفاظ على جوهرنا، بدلاً من الانغماس في حياة خالية من المعنى. وقدم المداخلة الثالثة الباحث المصري بلال الجمل تحت عنوان "المسرح بصفته مرآة للوجود.. من البدايات إلى الامتدادات"، مؤكداً في بداية حديثه أنه مثلما تلعب التغييرات الاجتماعية دوراً في تشكيل أطوار الممارسات المسرحية، فإن المسرح بدوره له تأثيره الملموس في فكر وسلوك الأفراد، وهو قادر على تحبيب العيش واستشراف مستقبل أفضل. ومن ثم تتبع الجمل في مداخلته، تطور علاقة المسرح بالحياة عبر ثلاث ركائز أساسية: "الوجود"، ممثلاً في المسرح البدائي ومحاولات الإنسان الأولى لمسرحة تساؤلات الوجود وفهم العالم؛ ثم "الواقع"، بدءاً من مفهوم المحاكاة الأرسطية وصولاً إلى الانعكاس في الواقعية، حيث تحول المسرح إلى أداة لتدعيم النظم الاجتماعية أو نقدها؛ وأخيراً "الإنسان"، الذي تجلى في الاتجاهات الطليعية الحديثة التي ركزت على استكشاف النفس البشرية وجذورها عبر الأسطورة والطقس. من ثم تطرق الجمل إلى أزمة الإنسان المعاصر، المتمثلة بالاغتراب وفقدان الهوية، والشعور باللا جدوى، موضحاً أن المسرح يلعب دوراً علاجياً وتطهيرياً في مواجهة هذه الأزمات. ورشة الإخراج المسرحي المدرسي ومن الأنشطة التي شهدها اليوم الثاني للمهرجان، ورشة "الإخراج المسرحي المدرسي" التي نظمت بمقر جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح، وأشرف عليها المخرج التونسي الدكتور حاتم المرعوب، بمشاركة نحو 40 متدرباً. وانقسمت المحاضرة على جزأين؛ نظري وعملي، في الأول حدد الدكتور حاتم مرعوب بعض المفاهيم ذات العلاقة بالإخراج في المسرح المدرسي، كما بيّن للحاضرين كيفية تحويل نص مسرحي أو أدبي إلى عرض مسرحي، وركز على الاشتغال على عناصر العرض المسرحي وربطه بالألعاب الدرامية التي تمثل جوهر التعامل مع الطالب داخل أسوار المدرسة. وفي الجزء التطبيقي انتقل إلى تحديد ملامح الشخصية المسرحية وكيفية بنائها من خلال العمل على أبعاد الشخصيات. وتفاعل المشاركون مع هذه التمارين الدرامية، وعبروا عن إعجابهم بما قُدم لهم خلال الورشة. وفي الختام قدمت منسقة المهرجان عائشة الحوسني شهادة شكر وتقدير لمشرف الورشة.


الاتحاد
منذ 12 ساعات
- الاتحاد
بطولة «الشارقة لأساتذة الشطرنج» تكسر حاجز المليون مشاهدة
الشارقة (الاتحاد) كسرت النسخة الثامنة من بطولة الشارقة الدولية لأساتذة الشطرنج، التي ينظمها نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حاجز المليون مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية العالمية المتخصصة في اللعبة. وأكد عبدالله مراد المازمي، مدير البطولة، أن هذا الإنجاز الرقمي يعكس حجم الاهتمام العالمي الكبير بالحدث، خاصة مع مشاركة 350 لاعباً ولاعبة من 60 دولة، ما يجعل البطولة ناطقة بكل لغات العالم. وأضاف أن المواقع العالمية التي تبث منافسات البطولة تسجّل أكثر من 250 ألف مشاهدة يومياً، في حين تتصدر منصات التواصل الاجتماعي في الهند قائمة المتابعة، بفضل المشاركة الواسعة للاعبين الهنود، إلى جانب الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الشطرنج في الهند. وأوضح المازمي أن وجود عدد كبير من حملة الألقاب الدولية يضفي على البطولة قيمة فنية مميزة، خصوصاً أن البطولة مدرجة ضمن أجندة الاتحاد الدولي للشطرنج، وتُمنح من خلالها نقاط تأهيلية لكأس العالم. وعلى صعيد الإنجازات الفردية، نجح الصيني هوانج رينجي في نيل لقب أستاذ دولي بعد تحقيقه 3.5 نقطة، من خلال الفوز في مباراة واحدة والتعادل في خمس، ليحصد النورم الأخير المطلوب لنيل اللقب. ويُعد ثاني لاعب يحقق لقباً دولياً في هذه النسخة بعد الكازاخستاني إدجار ماميدوف الذي توج بلقب أستاذ دولي كبير، في سابقة تحدث لأول مرة بتاريخ البطولة. من جهة أخرى، افتتح الجولة الثامنة من البطولة الدكتور سلطان الطاهر، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للشطرنج، رئيس الجهاز الفني، إلى جانب عمران عبدالله النعيمي، رئيس اللجنة المنظمة، وعمر فتحي عفانة، مدير شركة فاست للمقاولات، أحد الرعاة الرسميين. وشهدت الجولة صراعاً مثيراً على صدارة الترتيب، حيث تقاسمها كل من الهولندي أنيش جيري، والأوزبكي نوديربك عبدالستاروف، المصنف الأول في البطولة، برصيد 6 نقاط، وبفارق نصف نقطة فقط عن خمسة لاعبين هم: الصربي ألكسندر إندجيتش، ومواطنه إيفاك فلايمير، والأرميني شانت سركسيان، والإيرانيان بارديا دانشوار وأمين طباطبائي. كما يحتل 14 لاعباً المركز التالي برصيد 5 نقاط، من بينهم نجم الإمارات الأستاذ الدولي الكبير سالم عبدالرحمن.


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
بدور القاسمي: المكتبات حلقات وصل بين الذاكرة الإنسانية والمستقبل
باريس (الاتحاد) زارت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، مقر مكتبة «ريشيليو» التابع للمكتبة الوطنية الفرنسية (BnF)، أحد أعرق المراكز البحثية في أوروبا، حيث التقت عدداً من كبار مسؤولي المكتبة لبحث آفاق التعاون والعمل المشترك في عدد من المحاور الثقافية والمهنية، بما يعكس التزام الشارقة بتعزيز شراكاتها المعرفية مع أبرز المؤسسات الفكرية العالمية. اتفق الجانبان خلال اللقاء على فتح جسور جديدة مستدامة من العمل الثقافي المشترك عبر تطوير برامج مشتركة في مجالات المخطوطات والمقتنيات الثقافية، وأدب الطفل، إلى جانب تنظيم فعالية «أيام الشارقة الأدبية» في باريس، لتكون منصة دورية للتبادل الثقافي والحوار الأدبي بين الشارقة وباريس. المعجم التاريخي وفي خطوة تعكس رؤية الشارقة تجاه تقدير المؤسسات الثقافية العالمية، قدّمت الشيخة بدور القاسمي نسخاً من المعجم التاريخي للغة العربية إلى المكتبة الوطنية الفرنسية القديمة والحديثة، في تقدير لدورها الرائد في صون التراث المكتوب، واحتفاءً بتكامل الجهود في دعم اللغة العربية على المستوى العالمي. رافق الشيخة بدور القاسمي خلال الزيارة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، ووفد من هيئة الشارقة للكتاب، حيث كان في استقبالها كل من السيد جيل بيكّو، المدير العام للمكتبة الوطنية الفرنسية، والسيدة ماري دو لوبييه، مديرة المجموعات، والسيد جان فرانسوا روزو، مدير العلاقات الدولية. خطوة نوعية أكدت الشيخة بدور القاسمي أن التعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية يشكّل خطوة نوعية في مسار الشارقة لبناء شراكات ثقافية راسخة مع المؤسسات المعرفية العالمية، وقالت: «نؤمن في الشارقة بأن المكتبات ليست مراكز لحفظ الكتب، بل فضاءات حيّة للتفاعل الحضاري، وحلقات وصل بين الذاكرة الإنسانية والمستقبل، ومن هنا فإننا نحرص على تطوير مشاريع نوعية تُسهم في توسيع حضور الثقافة العربية في المشهد العالمي، وترسيخ موقع الشارقة كجسر حي بين الشرق والغرب». وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «إن (المعجم التاريخي للغة العربية) رسالة حوار حضاري بلغتنا، وإهداؤه إلى المكتبة الوطنية الفرنسية هو دعوة مفتوحة للتواصل بين الحضارات عبر لغتها ومعارفها، فنحن نثمّن الدور الريادي لهذه المؤسسة العريقة في صون التراث المكتوب، ونؤمن أن تكامل جهودنا سيفتح آفاقاً جديدة في المجالات التي تمس جوهر الهوية الثقافية للإنسان». محاور رئيسة اتفق الجانبان على سلسلة محاور رئيسة، أبرزها تنظيم معارض مشتركة، رقمية وميدانية، تتضمن إعارات من المخطوطات والوثائق النادرة من مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية لعرضها في الشارقة، ومقتنيات ومخطوطات من الشارقة للعرض في باريس. كما اتفق الجانبان على التعاون في مجال أدب الطفل وتنمية القراءة باللغة الأم لدى الأجيال الجديدة، من خلال تطوير برامج متخصصة تُعنى بتكثيف حضور المحتوى الإماراتي والعربي للأطفال واليافعين في فرنسا، وكذلك تعزيز حضور أدب الأطفال الفرنسي في الشارقة ودولة الإمارات، إلى جانب تنظيم ورش عمل وفعاليات ميدانية وزيارات تبادلية. برامج تعاون تضمنت الاتفاقيات إطلاق برامج تعاون مهنية عالية المستوى بين مكتبة الشارقة العامة والمكتبة الوطنية الفرنسية، تشمل تبادل الخبرات والعمل المشترك بما يدعم تطوير البنية التحتية للمكتبات، ويدفع نحو تكامل معرفي مستدام بين المؤسستين. وتُعدّ المكتبة الوطنية الفرنسية (BnF) واحدة من أعرق المؤسسات الثقافية في أوروبا والعالم، إذ تعود جذورها إلى القرن الرابع عشر، وتأسست رسمياً بصيغتها الحديثة عام 1537 في عهد الملك فرانسوا الأول، الذي أصدر مرسوماً يُلزم كل ناشر بإيداع نسخة من مؤلفاته لدى المكتبة، ما جعلها من أوائل المكتبات التي اعتمدت نظام الإيداع القانوني في التاريخ. 40 مليون مادة وثائقية تضم المكتبة اليوم أكثر من 40 مليون مادة وثائقية، تتنوع بين كتب ومخطوطات وخرائط وصحف وصور وتسجيلات، تغطي جميع فروع المعرفة وبلغات متعددة، ما يجعلها مرجعاً عالمياً للباحثين والدارسين، وتتميّز بمجموعاتها النادرة، وخاصة المخطوطات الشرقية والكتب القديمة والوثائق التاريخية التي توثق تطور الفكر الإنساني، كما تشتهر بتقديمها خدمات بحثية رقمية متقدمة، وتستقطب مرافقها المعمارية التي تمزج بين العراقة والحداثة، آلاف الزوار والباحثين سنوياً.