
ديون المواقف
صفحات الزمن ملأى بذكرياتٍ جسدتها مواقف شتّى، وارتبطت بها مشاعر متفاوتة بين الإيجابية والسلبية، بين الحب والبغض، بين الرحمة والغلظة، مشاعر نشم أريجها وربما نستحضر ألمها، نتذكر شخوصها في مسرح الحياة وما أحدثوه فينا من بلسم لا يزال يسري في أفئدتنا، أو جراح غائرة لا يفتأ نزفها ووجعها شاهدًا في قلوبنا؛ فتكون ديونًا علينا إن احتضنها الخير والنور والطيبة والجمال، أو ديونًا لنا مستحقة سيحين ردها - عاجلاً أم آجلاً- إن غطّاها لباس الظلام والقسوة والمكر والكراهية. ديون المواقف تبقى منذ ولادتها على أيدي الناس في الحياة الدنيا وتستمر حتى بلوغ الآخرة، وهي راسخة وثابتة وذات نقوش، أعماقها متباينة في عقولنا وقلوبنا، وهي إما لوحات تفاصيلها الورود بزهوها وملاحتها؛ فترسم فينا البهجة والحبور كلما تذكرناها، أو مسامير ومشارط حادة نسترجعها ونتذكر نزفها وكأنها تحدث في التّو واللحظة، ويكون عندها الزمن متوقفًا ودون حركة لعقارب أيامه ولياليه وساعاته.
التعامل مع هكذا نوع من الديون لهو أمر صعب، ويحتاج منا إلى أن نتجه معها في اتجاهين متباينين، فإن كانت علينا فهي في وضعين: الوضع الأول نقوم فيه بحفظ جميل من وقفوا إلى جانبنا وكانوا أبطالاً حقيقيين في عالم الواقع، فلا ننسى جميلهم مع تحين الفرصة لرده إليهم مهما طال الزمن وبقي النفس، والوضع الآخر نقوم فيه بالاعتذار الصريح لمن تسببنا في ألمهم وأخطأنا في حقهم.
وفي الاتجاه الآخر إن كانت تلك الديون لنا بأن كنا الموفقين للوقوف إلى جانب الناس بكلمة طيبة أو تعامل تجلت فيه المساعدة والبذل، فعلينا في تلك الحالة أن نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا ومكننا من يد مد العون للآخرين، ولا ننتظر أن تُسَدّدَ لنا في هذا العالم، فمكان السداد هناك حيث الآخرة، حين يكون الاحتياج كبيرًا وعظيمًا.
الديون كثيرة في هذه الرحلة القصيرة، ومن أهمها وأكبرها ديون الوالدين، فقد كانت في أشد حالات العوز والحاجة والضعف وضيق ذات اليد، وكان البذل فيها خالصًا ونقيًّا، وقد تجلت فيه كل معاني الحب والتفاني والإيثار، فماذا نحن فاعلون مع تلك الديون؟!
إن من أفضل السبل لسداد ذلك النوع النفيس من الديون هو البِرُّ المتواصل، فلنَغْرِفْ من نبعه العذب غُرَفًا نسقيها إياهما، وتكون بطعم الود والحنان وقضاء الحاجات والإحسان وما شاكلها؛ حتى يرضيا عنا ويدعو لنا، وما أمسّنا وأحوجنا إلى رضاهما ودعائهما!
المواقف لها حسابات أخرى في عالم الآخرة، حيث الدقة في كل تفاصيلها وأحداثها وألفاظها، وحينما نكون بين يدي الخالق عز وجل فلا مبررات تنفع ولا كذب متاح، وإنما الحقيقة كلها تتجسد أمامنا، فالأفواه مغلقة ومختوم عليها، ولا مهرب منها سوى الاعتراف وهو سيد الموقف.
كلنا سيغادر يومًا ما، ومهما كنا في أي موقع أو مكانة أو منصب، فلتكن مواقفنا ديونا لنا لا علينا؛ حتى يتذكرنا الناس بالخير كلما ذُكرنا ويدعون لنا لا علينا.
هنيئا لمن هداه عقله وقلبه إلى فعل الخيرات في مواقفه مع الناس، وبقي دائنًا لا مدينًا حتى يلقى ربه؛ فتكون المكافأة الحقيقية له رحمةً إلهيةً بالدخول إلى الجنة. قال أحدهم: (تظل الذكريات قصصًا صامتة تركت فينا أثرًا لا يزول...).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 35 دقائق
- أخبارنا
عبدالإله بنكيران وأحمد الشرع، إسلاميان بمواقف متضاربة
إنهما يرضعان من عقيدة واحدة ويستنيران، كما يزعمون، من شرع الله. فأحمد الشرع الذي طرد بشار الأسد ليتولى زمام الحكم في سوريا جاء لينقذ بلاده وليعبر عن وطنيته وأن سوريا بالنسبة له فوق جميع القضايا أيا كانت أهميتها. أما السيد عبد الإله بنكيران فهو على النقيض من ذلك يريد أن يقلب المعادلة بتغليب القضايا الإقليمية أو كما يسميها بقضايا الأمة الإسلامية ولا يضيره الأمر في شيء ولو كان ذلك على حساب الوطن. وبالمختصر المفيد فإن أحمد الشرع رجل وطني ولو أنه حديث العهد بالسياسة وأظهر حسا وطنيا من خلال سياسة برغماتية، فيما السيد بنكيران يبدو أنه رجل من طينة أخرى يمتهن الشعبوية في أوضح تجلياتها، يمارس السياسة باسم الدين ويسخر العقيدة لخدمة مخططاته السياسوية التي لا تلتقي مع الانشغالات الوطنية بل يشوش عليها. وأحكامنا في هذا الصدد لا نطلقها على عواهنها بل نقيم الحجة في ذلك على المواقف التي أظهرها الرجلان في الآونة الأخيرة والتي تعبر بالوضوح عن من هو قلبه وعقله على وطنه ومن هو الذي انشغل وينشغل بأهدافه بابتزاز ومساومة الدولة تحت غطاء الدفاع عن قضايا الغير واتخاذها مطية لدغدغة مشاعر الأبرياء والسدج من عامة الناس. المقارنة بين الرجلين تستند على الوقائع ولا علاقة لها بالتحامل على طرف دون غيره. والأحداث هنا تتحدث عن نفسها. السيد أحمد الشرع بصفته رئيسا للجمهورية السورية أظهر حرصا شديدا على إنقاذ بلده بإخراجه من العزلة الإقليمية والدولية مبتعدا في ذلك عن الحسابات العقائدية والإقليمية على مستوى العلاقات الخارجية التي لا تجدي بقدر ما هي مضرة. وبالفعل من منطلق حسه الوطني حرص على أن يتواصل مع كل الأطراف التي كانت تقاطع سوريا سواء على مستوى دول المنطقة أو على مستوى دول وازنة ومؤثرة في العلاقات الدولية. في إطار هذا الانفتاح على الجميع، حظي الرئيس أحمد الشرع باستقبال في قصر الإليزيه من طرف الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" وقد شكلت تلك الزيارة حدثا استثنائيا لا نظير له أو قلما نشاهد فيه رجلا بحمولة إسلامية يكون موضع ترحاب في باريس عاصمة الأنوار ورمز الحرية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مفهومه الغربي لقرون خلت. كل ذلك لم يثن السيد أحمد الشرع ولم ينل منه ولو قيد أنملة من عزيمته وإراداته في إتمام تلك الزيارة وتحقيق الأهداف المتوخاة. كما لم تقف قناعاته الدينية حجر عثرة أمام تطلعاته السياسية وتحقيق ما يريده الشعب السوري من مصالحة تاريخية مع العالم الخارجي. أما السيد عبدالإله بنكيران الذي خبر السياسة من موقع المسؤولية هو وحزبه على مدى عشر سنوات فقد كانت له مواقف أخرى وكان له رأي آخر تجاه الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" وهو الحليف الاستراتيجي للمغرب. فالرجل تهجم بكل وقاحة على رئيس دولة ووصفه بأقدح النعوت والصفات، وليس أي رئيس دولة بل هو الرئيس الذي ألقى خطابا أمام ممثلي الشعب المغربي بمقر مجلس النواب. إنه خطاب تاريخي أعلن فيه عن الاعتراف بمغربية الصحراء وبممارسة المغرب لسيادته في حاضرها ومستقبلها. وهذا الاعتراف له وقعه وتأثيره اليوم وفي وقت لاحق على مواقف دول أخرى التي ستتفاعل بشكل إيجابي مع الموقف الفرنسي. ومن المفارقة بينه وبين الرئيس السوري، وهي أن عبدالإله بنكيران بنى تهجمه على الرئيس الفرنسي على طائلة أن هذا الأخير لم يعلن عن اعترافه بالدولة الفلسطينية وكأن اعتراف "ماكرون" بمغربية الصحراء يظل ناقصا من غير الاعتراف بالكيان الفلسطيني. فيما الرئيس أحمد الشرع لم يربط علاقة سوريا مع فرنسا أو زيارته لباريس بالقضية الفلسطينية ومضى غير ملتفت وراءه في ما قد يعود على سوريا وشعبها بالنفع إيمانا منه أن دمشق أولى من غزة. فعلى السيد بنكيران أن يتعلم الدرس ويستوعب الرسائل من هذه المواقف المشرقية. فهم دهاة في السياسة على عكس السذاجة والبلادة كما هو حال البعض منا. ولا بأس من التذكير في هذا الصدد أنه بعد مؤتمر مدريد عام 1991 تشكل وفد عربي للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي كفريق واحد لتنسيق المواقف، لكن الفلسطينيين الذين لم تكن تعنيهم لا الجولان ولا جنوب لبنان، تركوا الجانب العربي يتفاوض في نيويورك وذهبوا خلسة إلى أوسلو للتفاوض مع إسرائيل في غفلة من الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد. هذه هي العقلية السائدة في المشرق العربي عند الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وهم يفهمون بعضهم البعض، أما نحن فلسنا أمامهم سوى سذجا. وما يبديه اليوم الرئيس أحمد الشرع من مواقف فهي ترجمة لتلك العقلية البرغماتية التي لا يفهمها السيد عبدالإله بنكيران أو أنه يتعامى عنها بعد أن أعمته مصالحه الضيقة. وكذلك ظهر التباين جليا بين الرجلين. فالرئيس السوري أحمد الشرع تحرر من الأغلال العقائدية وطغت عليه برغماتيته ليسارع إلى وضع يده في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنسيق سعودي وعلى أرض المملكة. ولم تتملك الرجل ولو لحظة واحدة مشاعر الطيش ولا عنتريات الأعراب بأن الرجل الذي استقبله هو صاحب مشروع إخلاء غزة من ميلشيات حماس. السيد أحمد الشرع لم يكلف نفسه الدخول في حسابات خاسرة أمام ما قد حصل عليه من نتائج مبهرة أهمها رفع العقوبات عن سوريا وفك العزلة عنها إقليميا ودوليا. لقد عانت سوريا وحدها ما عانته بسبب ما يسمى بالمواقف القومية وبسبب احتضانها لفصائل فلسطينية كانت أول من حارب الشعب السوري بمؤازرة انفصاليي البوليساريو دفاعا على نظام آل الأسد. إذن أين هو عبدالإله بنكيران من هذه المواقف التي لا يتردد فيه رجل له نفس القناعات والمرجعيات الدينية. ليس المطلوب من السيد عبد الإله بنكيران أن يتماثل مع هذه المواقف كأمين عام لحزب العدالة والتنمية. فهو ليس في مستوى هذا المطلوب ولا في موقع المسؤولية ولن يتأتى له ذلك. بل المطلوب منه أن يخجل من نفسه وأن يتوقف عن التشويش. فله العبرة في هذا الذي يتقاسم معه العقيدة السيد أحمد الشرع، وله العبرة كذلك في الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان الذي له علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على مستوى السفارات كما له تأثير كبير في الدفع بسوريا الحالية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وغدا لناظره قريب، ومنهم السيد بنكيران بعد أن جن جنونه وحمله الهذيان في شوارع الدار البيضاء والرباط ينشد أغنية وقف التطبيع شأنه في ذلك شأن "الكراب" الذي يقرع ناقوسا أخرس ليبيع الماء في السوق لغير العطشان. حزب العدالة والتنمية مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في الحسابات التي كانت تخص السيد عبدالإله بنكيران وحده بعد أن أصر على إبعاد خصومه من القيادات الوازنة القادرة على إعادة التوازن والمصداقية للحزب. ولذلك، فإن حسابات بنكيران هي حسابات شخصية هدفها رفع التحدي في وجه الدولة وهي بالتالي لن تكون في صالح الحزب الذي يتطلع إلى أن يكون له حضور قوي في الاستحقاق الانتخابي المقبل. فشعبوية بنكيران لن تفي بالغرض.

الدستور
منذ 40 دقائق
- الدستور
السلامين: فحص حافلات الحجاج والتأكد من جاهزيتها الفنية قبل مغادرتها معان
معان -قاسم الخطيب وسط أجواء روحانية وترحيب حافل، استقبلت واحة حجاج معان امس الاول، 38 حافلة من فلسطين المحتلة من عرب 48، حيث تم استقبالهم بحفاوة كبيرة عكست روح الاهتمام والرعاية التي توليها الواحة والجهات الرسمية وأبناء معان. وقال مساعد محافظ معان ضيف الله السلامين إن واحة الحجاج عملت وبالتعاون مع الجهات المعنية على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتهيئة الواحة بكافة المستلزمات والخدمات الضرورية التي يحتاجها الحاج أثناء تواجده في الواحة، موضحا أنه تم إعداد برنامج لمناوبات الكوادر العاملة على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن والذين وصلوا واحة الحجاج. وأضاف السلامين أن واحة الحجاج مجهزة بكافة متطلبات الحجاج وبمحطة فحص فني تقوم بدورها على أكمل وجه وذلك بفحص الحافلات التي تنقل الحجاج إلى الديار المقدسة، والتأكد من جاهزيتها الفنية. وبين أن محافظة معان والأجهزة الأمنية تمتلك الجاهزية الكاملة لتسهيل الإجراءات التي تضمن راحة حجاج بيت الله الحرام وتطبيق كل الإجراءات بحيث لن يسمح لأي حافلة بعبور الحدود إذا لم تكن ملتزمة بكافة الشروط والالتزامات المطلوبة منها. وأكد السلامين في حديثه «للدستور» أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لتوجيهات جلاله الملك عبد الله الثاني، الذي شدد على ضرورة توفير بيئة مريحة وآمنة تليق بحجاج بيت الله الحرام القادمين إلى الأردن في طريقهم إلى الديار المقدسة وأثناء عودتهم بعد أداء فريضة الحج. كما أكد مدير أوقاف محافظة معان الشيخ باسم الخشمان، أنه جرى تجهيز واحة حجاج معان على أعلى مستوى لضمان توفير سبل الراحة لجميع الحجاج، مشيراً إلى أن فريقاً مؤهلا يتواجد في الواحة لخدمة الحجاج بالتعاون مع كافة الجهات المعنية وخاصة شركه تطوير معان وبلدية معان الكبرى. وأضاف الخشمان أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وبتوجيهات من وزيرها الدكتور محمد الخلايلة بذلت جهودا كبيرة من اجل تحسين خدمات الحج، مؤكدا أن الوزارة وفرت كل سبل الراحة لضيوف الرحمن. وقدم سبيل معان والفرق التطوعية فيه الورود لضيوف الرحمن وكافة ما يحتاجه الحاج من فواكه وخضروات ومشروبات والحلوى والمأكولات والقهوة العربية والكعك المعاني. وعبر ضيوف الرحمن عن شكرهم وتقديرهم لحكومة جلاله الملك عبد الله الثاني وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على ما وجدوه من خدمات وتسهيلات منذ لحظة وصولهم للأردن، داعين الله أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه من كل مكروه.

صحيفة عاجل
منذ 41 دقائق
- صحيفة عاجل
وزير الاتصالات يشيد بجهود أبطال التقنية المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن
زار معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، المتطوعين التقنيين في موسم الحج، واطلع على الجهود التطوعية لقطاع الاتصالات والتقنية في موسم حج هذا العام 1446, الذي تشرف على تنفيذها جمعية عون التقنية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. واطلع خلال زيارتهم بالمشاعر المقدسة على المبادرات الميدانية التي ينفذها القطاع التقني، بمشاركة أكثر من 200 متطوع ومتطوعة يعملون في مجالات الدعم الفني، وتطوير الحلول الرقمية، والتوعية التقنية، بالشراكة مع الجهات الحكومية. واستمع إلى شرح عن مبادرات جمعية عون التقنية التي تبرز هذا العام كأحد النماذج الرائدة في العمل التقني غير الربحي، عبر تمكين المتطوعين في مسارات رقمية متخصصة، ومساندة الجهات الحكومية ميدانيًا من خلال فرق مؤهلة تسهم في تحسين التجربة الرقمية للحجاج، ودعم التشغيل التقني في مواقع المشاعر المقدسة. وأشاد معاليه بالنموذج الذي تقدمه الجمعية في تسخير التقنية لخدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز كفاءة التشغيل في المشاعر المقدسة، مؤكدًا أن هذه الجهود تمثل ركيزة مهمة في دعم تجربة الحاج وعكس صورة إيجابية عن جهود حكومة المملكة وحرصها على تقديم خدمات استثنائية لحجاج بيت الله الحرام والعمل على راحتهم وسلامتهم.