
"سار" تنقل أكثر من 3.3 مليون راكب وتشحن 7.4 مليون طن خلال الربع الأول من 2025
أعلنت الخطوط الحديدية السعودية "سار"، أبرز نتائجها التشغيلية للربع الأول من عام 2025، التي أظهرت مواصلة تحقيق معدلات نمو قوية على صعيدَي نقل الركاب والشحن، في تأكيدٍ على الدور المحوري للشركة في منظومة النقل والخدمات اللوجستية بالمملكة.
وشهد هذا الربع نقل أكثر من 3.38 مليون راكب على مختلف شبكات قطارات الركاب التابعة لـ "سار"، التي تشمل قطار الشرق وقطار الشمال وقطار الحرمين السريع، محققةً نسبة نمو بلغت 24% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما تجاوز عدد الرحلات المجدولة 10 آلاف رحلة.
وفي قطاع الشحن، سجّلت "سار" نقل أكثر من 7.4 مليون طن من المعادن والبضائع المتنوعة، محققةً نسبة ارتفاع بلغت 17% مقارنة بالربع الأول من عام 2024، وهو ما أسهم في تقليل الاعتماد على الشاحنات، وتعزيز السلامة على الطرق، وخفض الانبعاثات الكربونية.
وأكّد الرئيس التنفيذي للخطوط الحديدية السعودية الدكتور بشار بن خالد المالك؛ أن نتائج "سار" خلال الربع الأول من عام 2025 تعكس النمو المتسارع في الطلب على خدمات النقل السككي، مشيراً إلى أن هذا الربع شهد تسجيل أرقامٍ تشغيلية تاريخية، خصوصاً في قطار الحرمين السريع الذي سجّل رقمًا قياسيًا بنقل أكثر من 48 ألف راكب في يومٍ واحدٍ خلال شهر رمضان المبارك، إضافةً إلى تجاوز عدد المسافرين على القطار خلال الشهر الفضيل 1.2 مليون راكب.
وأضاف المالك: "نواصل التقدُّم بثبات نحو تحقيق مستهدفاتنا الإستراتيجية، ليس فقط من خلال النمو التشغيلي؛ بل أيضًا عبر إطلاق مشاريع نوعية مستقبلية، من أبرزها الإعلان عن تصاميم قطار "حلم الصحراء" الفاخر بالتعاون مع شركة أرسنالي الإيطالية، في قطارٍ سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليقدّم تجربة فريدة في السفر بالقطارات السياحية الفاخرة".
وشهد الربع الأول مشاركة "سار" في عددٍ من الفعّاليات المهمة، أبرزها: معرض الحج والعمرة، ومنتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص، ومؤتمر التعدين الدولي، حيث استعرضت من خلالها أبرز خدماتها وشبكاتها في نقل الركاب والبضائع.
كما وقّعت "سار" خلال هذه الفترة عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جهات محلية وعالمية لتقديم حلول نقل مبتكرة، شملت مجالات التقنية والسفر والخدمات اللوجستية، من بينها الخطوط الجوية التركية، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، الاتصالات السعودية.
وحصلت "سار" على عددٍ من الاعتمادات الدولية، من أبرزها شهادات ISO في مجالات الجودة، والحوكمة، وإدارة المرافق، إلى جانب رخصة تقديم خدمات النقل والملاحة من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، في تأكيدٍ على التزام الشركة بأعلى معايير الكفاءة والجودة المؤسسية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سويفت نيوز
منذ 40 دقائق
- سويفت نيوز
أمير القصيم يدشّن مشروع الحافلة الرقمية لمجموعة الاتصالات السعودية لتمكين كبار السن تقنيًا وتعزيز التحول الرقمي
بريدة – واس : دشّن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أمس مشروع الحافلة الرقمية التابعة لشركة الاتصالات السعودية (stc)، إحدى المبادرات الرائدة التي تستهدف تمكين كبار السن والفئات الأقل إلمامًا بالخدمات الرقمية، ضمن توجه المنطقة نحو التحول الرقمي الشامل وتحقيق مستهدفات مبادرة 'القصيم منطقة ذكية وصديقة للبيئة'.وقال سموه خلال التدشين: 'أشيد وافتخر بما حققته الاتصالات السعودية من إنجازات تقنية متطورة، وكذلك في مجال المسؤولية المجتمعية، ونبارك مبادرة الحافلة الرقمية التي تُعد مبادرة نوعية تقوم بتوعية كبار السن على استخدام التقنية والتعامل مع التطبيقات الذكية التي تخدم المواطنين في كافة المجالات'.وأضاف سمو الأمير فيصل بن مشعل: أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وما تم إنجازه بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- قد قطع شوطًا كبيرًا وتفوق على الدول الأخرى، بل أن الأهم من ذلك هو تأهيل الشباب السعودي للتعامل مع هذه التقنية بمهنية عالية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، منوهًا بما تحقق من المبادرات النوعية والمشاركات المجتمعية التي نراها اليوم واقعًا، وتُكرّس مبدأ الشمول الرقمي لجميع الفئات.وعبّر الرئيس التنفيذي للشؤون الإستراتيجية في مجموعة stc المهندس عبدالله الكنهل من جانبه، عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه المستمر للمبادرات الرقمية، أهمها مبادرة 'البرقية الرقمية' كواحدة من الأفكار الرائدة التي انطلقت من سمو أمير المنطقة، وأسهمت في تحقيق 'صفر قطوعات' خلال النصف الأول من عام 2024، مستعرضًا التطور المتسارع الذي تشهده الشركة، من أبرزها بنك stc الرقمي، إلى جانب توسعها الدولي في البحرين والكويت وأوروبا، مشيرًا إلى أن منطقة القصيم شهدت تمكينًا شاملًا للبنية التحتية الرقمية، تضمن إيصال خدمة الألياف البصرية إلى أكثر من (40) ألف منزل، وإنشاء أكثر من (800) برج اتصالات، وافتتاح أحد أكبر مراكز البيانات في المملكة.وشهد التدشين عرضًا مرئيًا عن أهداف الحافلة الرقمية ودورها في نشر التوعية الرقمية لدى كبار السن، وتعريفهم بالخدمات الحكومية والتقنية، بما يُسهم في تعزيز إدماجهم الرقمي وتحسين جودة حياتهم.من جهتها، أوضحت مديرة عام الاستدامة بمجموعة stc مها النحيط، أن مشروع الحافلة الذكية يُعد منصة توعوية تستهدف رفع الوعي التقني لدى المجتمع، بما يشمل القطاع الثالث، مشيرة إلى استفادة أكثر من (1300) جهة غير ربحية من برامج الشركة، وتحقيق (34) ألف ساعة تطوعية ضمن المبادرات المجتمعية، كما تحدثت عن جهود الاستثمار الاجتماعي في منطقة القصيم والمراحل التي مر بها المشروع.من جانبه، بين مدير إقليم الشمال في شركة stc الدكتور محمد الناصر، أن مشروع الحافلة الرقمية جاء تتويجًا للأفكار والمبادرات التي طُرحت مع سمو أمير منطقة القصيم، التي شملت إطلاق مبادرة 'القصيم منطقة ذكية وصديقة للبيئة'، وإطلاق البرقية الإلكترونية، والتوسّع في تغطية الإنترنت في مواقع حيوية بالمنطقة، لافتًا الانتباه إلى أن الحافلة الرقمية صُممت خصيصًا لخدمة كبار السن ومساعدتهم على فهم التطبيقات الحكومية، وتحسين مهاراتهم الرقمية، وتعزيز قدرتهم على الوصول للمعلومات وإدارتها. يذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية لتعزيز التحول الرقمي وتمكين مختلف شرائح المجتمع، لبناء مجتمع رقمي متكامل يسهم في تحسين جودة الحياة. مقالات ذات صلة


الوئام
منذ 13 ساعات
- الوئام
'باقة روّاد' تدعم التحول الرقمي لأكثر من 300 منشأة بـ23 مليون عملية منجزة
ساهمت مبادرة 'باقة روّاد' في تمكين أكثر من 300 منشأة داخل المملكة من تعزيز إنتاجيتها وتسريع وتيرة تحولها الرقمي، حيث سجلت المنشآت المستفيدة أكثر من 23 مليون عملية منجزة عبر خدمات المبادرة، التي قدمت حلولًا تقنية متقدمة مدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. المبادرة، التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالشراكة مع وزارة الداخلية، والبريد السعودي 'سبل'، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة 'منشآت'، وشركة 'علم'، تهدف إلى تحسين كفاءة العمليات التشغيلية للمنشآت، ورفع موثوقية التعاملات التجارية من خلال أدوات رقمية متكاملة. وتتيح 'باقة روّاد' مجموعة من الخدمات الرقمية التي تدعم التحقق السريع والدقيق من بيانات العملاء، وذلك عبر الربط الإلكتروني مع قواعد البيانات الوطنية في مركز المعلومات الوطني التابع لـ'سدايا'. وتشمل هذه الخدمات التحقق من الهوية الرقمية، والعنوان الوطني، وأرقام الهواتف المحمولة، مما يعزز أمان وسرعة الإجراءات الرقمية، ويدعم الاقتصاد المبني على تكامل البيانات. وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الوطنية لدفع عجلة التحول الرقمي، وبناء اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وتعمل 'باقة روّاد' على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال تمكين استخدام الهوية الرقمية المؤسسية في القطاعات الناشئة، وتوفير أعلى درجات الأمان والموثوقية في الخدمات. ويأتي هذا الإنجاز بالتوازي مع ما كشف عنه تقرير رؤية السعودية 2030 لعام 2024 من مؤشرات نوعية وإنجازات لافتة في مجال دعم وتمكين منشآت القطاع الخاص، ما جعل المملكة وجهة استثمارية عالمية واعدة.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
الرياض تتقدم رقميا... طموح تقني يواجه حرارة الصحراء وقيود اللغة
شهدت العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء الماضي محطة محورية في مسار التحولات الرقمية، وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث عقد منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي بمشاركة رفيعة من قادة شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، من بينها "إنفيديا" و"أمازون" و"تسلا" و"أوبن أي آي" إلى جانب ممثلين عن شركات ناشئة وشركات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. أسفرت لقاءات الشركات التقنية الأميركية مع القيادة السعودية عن اتفاقات استراتيجية استثمارية وتقنية، أرست شراكة رقمية طويلة الأمد، وشكلت نقطة تحول في تموضع السعودية جيواستراتيجياً ضمن خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية. وتقوم النهضة الرقمية التي تشهدها السعودية على أربعة مرتكزات رئيسة: وفرة الطاقة، وتطوير رأس المال البشري، وبيئة تنظيمية مرنة، إضافة إلى الوصول لأحدث التقنيات وتوطينها. وقد استطاعت السعودية أن توفر هذه العوامل مجتمعة في توقيت استراتيجي، مما يعزز من قدرتها على أن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ويؤهلها لقيادة مشهد رقمي متجدد من قلب المنطقة. ويجمع الخبراء على أن وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي تجاوزت التوقعات التقليدية، مما يفرض على الدول سرعة التبني والمشاركة في هذه التحولات، أما من يتأخر فسيواجه عزلة متزايدة وتحديات اقتصادية ومالية قد تهدد استقراره ومكانته. دعم غير مسبوق وفي السياق ذاته، تبرز السعودية كحال فريدة من نوعها في العالم العربي، حيث اجتمعت فيها مقومات النجاح لهذه الصناعة الحيوية، فالدعم السياسي والقيادي غير المسبوق، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أسهم في إطلاق استثمارات استراتيجية في البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، ترافقت مع شراكات دولية مرنة وداعمة، وتوجه متسارع نحو تمكين الكفاءات السعودية وتعزيز التعليم المتخصص في هذا المجال. وتضاف إلى هذه المعادلة المتميزة الميزة الجغرافية للمملكة، التي تتوسط ثلاث قارات كبرى، مما يجعل منها محوراً مثالياً لسلاسل الإمداد والبنية التحتية الرقمية العابرة للقارات. كل ذلك ضمن بيئة تنظيمية تضع في اعتبارها الخصوصية الثقافية والقيم الدينية والمعايير الأخلاقية. وفي هذا السياق، يوضح الشريك في شركة "آرثر دي ليتل"، رياض المراكشي، أن "السعودية تمتلك قدرة مالية كبيرة، مدعومة بصناديق ثروة سيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة، تمكنها من الاستثمار الواسع في منظومة الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية في هذا المجال"، ويضيف أن "موقع السعودية الجغرافي، الذي يتوسط آسيا وأفريقيا وأوروبا، يعزز من قدرتها على أداء دور محوري في مستقبل الاقتصاد الرقمي". صعود مدروس المشهد الحالي لصعود السعودية في قطاع الذكاء الاصطناعي يستند إلى مسار مدروس بدأ قبل أعوام، مع تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019 لتقود جهود الدولة في هذا المجال، وتشرف على المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، وعام 2020 أطلقت الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، مستهدفة تدريب 20 ألف مختص، وتمكين 300 شركة ناشئة، واستقطاب استثمارات تقدر بـ20 مليار دولار بحلول 2030. وتظهر بيانات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أن نحو 50 في المئة من الشركات الناشئة في مجال التقنية العميقة في السعودية تركز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بدعم حكومي بلغ نحو 987 مليون دولار. عام 2024 عززت السعودية حضورها الدولي في هذا المجال باستضافة النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN)، التي جذبت أكثر من 48 ألف زائر، وشهدت نقاشات معيارية ذات طابع حضاري متعدد الثقافات. ومن المبادرات البارزة أيضاً تطوير نموذج "علام"، أول نموذج لغوي عربي بالتعاون بين "سدايا" و"IBM"، بهدف تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية وتطبيقاته المتقدمة في الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة. توجت هذه الجهود بإطلاق شركة "HUMAIN" بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، لتكون الذراع الاستثمارية الرئيسة للمملكة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية مثل Nvidia وAMD وAWS، واستثمارات تتجاوز 100 مليار دولار. ويعلق رياض المراكشي بأن هذه الخطوة تعكس النهج الاستباقي للسعودية في بناء بيئة تنظيمية متقدمة، وإقامة شراكات نوعية مع عمالقة التقنية مثل Google، بما يسهم في تطوير منظومة متكاملة لاحتضان المواهب وتنمية المهارات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي... محرك رؤية 2030 منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 بات الذكاء الاصطناعي أحد أعمدتها الرئيسة، إذ تظهر الأرقام أن 66 هدفاً من أصل 96 في الرؤية ترتبط مباشرة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، مما يعكس مركزية هذه التقنيات في مسار التحول الوطني. ويؤكد رياض المراكشي أن الاستراتيجية الوطنية للتحول تولي أولوية للتقنيات الناشئة، على رأسها الذكاء الاصطناعي، إلى جانب البنى التحتية مثل مراكز البيانات والحوسبة السحابية. اقتصادياً، تشير تقديرات "أونكتاد" إلى أن السوق العالمية للذكاء الاصطناعي قد تبلغ 4.8 تريليون دولار بحلول 2033، أي ما يعادل حجم اقتصاد ألمانيا اليوم. وتتوزع العوائد إلى غير مباشرة تظهر سريعاً في فرص التوظيف والتشغيل، ومباشرة تأتي لاحقاً من تحسين كفاءة قطاعات مثل التعليم والصحة والبنوك والصناعة، من خلال خفض الكلف وتعزيز تجربة العملاء وابتكار آليات جديدة للإنتاج والإدارة. تسليع الذكاء الاصطناعي على حساب الإنسانية يتجه العالم اليوم نحو تسليع الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد الضغوط لتحقيق عوائد مالية فورية، مما قد يحرم هذه التقنية من فرصة النضوج الكامل والوصول إلى مستويات متقدمة من الأداء والابتكار. هذا التوجه السائد يهدد بتقويض إمكانات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، إلا أن الرياض تسلك مساراً مغايراً، يستند إلى استثمار بعيد المدى يتيح للتقنية النمو العضوي في بيئة مستقرة ومحفزة، بعيدة من اعتبارات الربح السريع، مما يؤسس لمنظومة أكثر نضجاً واستدامة. ويشير المراكشي إلى أن "تخصيص موارد ضخمة للبحث والتطوير، إلى جانب إنشاء ما يعرف بـ'مصانع الذكاء الاصطناعي'، يمنح السعودية قدرة على تسريع الابتكار وتوسيع التطبيقات، لا سيما في القطاعات المحورية ضمن رؤية 2030 مثل النقل والمدن الذكية". ويضيف، "بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية الرقمية المتطورة، باتت البلاد مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لقيادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع إمكان نقل الأثر الإيجابي إلى دول الجوار والأسواق المجاورة، كذلك فإن البرامج الوطنية الهادفة إلى تطوير المهارات تستقطب كفاءات محلية وعالمية، مما يعزز وفرة الكفاءات المؤهلة". ويرى المراكشي أن الرياض تمتلك بيئة مثالية لتكون حاضنة لحلول الذكاء الاصطناعي الواسعة النطاق، خصوصاً في مشروعات نوعية مثل "نيوم" والمدن الذكية الأخرى، إذ تتيح هذه المشاريع بيئة اختبار وتطبيق فعلي تسهم في تسريع وتيرة التبني وتحقيق الأثر بصورة ملموسة. ريادة محفوفة بالتحديات في ظل طموح الرياض نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي، يشير المراكشي إلى أن تطوير الكفاءات المحلية واحتضان البحث والابتكار يمثلان عنصرين محوريين يتطلبان حذراً وتخطيطاً طويل الأمد، ويشدد على ضرورة إعطاء النظام التعليمي أولوية لمجالات STEM، واستقطاب مؤسسات أكاديمية وشركات تقنية عالمية، ويضيف أن "تحقيق العائد من الاستثمار لا يتم عبر مبادرات وقتية أو إعلانات قصيرة النظر، بل عبر التزام طويل الأمد يدار باحترافية، فبناء بنية تحتية تقنية متكاملة يتطلب أعواماً". في سياق موازٍ، يبرز الخطر المتنامي لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، ويؤكد خبير الأمن السيبراني، مؤسس شركة Deeptempo، إيفان باول، أن "المهاجمين باتوا قادرين على تجاوز أنظمة الدفاع التقليدية، مما يفرض سباقاً مستمراً لتحديث القواعد والأنظمة". لكن باول يرى في استثمارات السعودية فرصة لبناء نماذج دفاعية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التنبئي، قادرة على مراقبة وتحييد التهديدات قبل وقوعها، بل وحتى تنفيذ دفاعات هجومية لتعطيل المهاجمين، على رغم القيود القانونية في بعض الدول. حرارة وصحراء ولغة تمثل البيئة الصحراوية ودرجات الحرارة المرتفعة تحدياً لتشغيل الروبوتات التي لا تحتمل عادة حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، لكن السعودية، بحسب المراكشي، قادرة على تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتطوير مكونات إلكترونية أو حلول تبريد مبتكرة تمكن من استخدام الروبوتات في أقسى البيئات، مما يفتح الباب لتطبيقات صناعية ولوجيستية غير مسبوقة. كما توفر المناطق غير المأهولة فرصة لاستخدام تقنيات مثل الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك)، لتفعيل مشاريع زراعية وخدمية متقدمة من دون الحاجة إلى بنى تحتية تقليدية، وهو ما قد يعيد رسم الخريطة الاقتصادية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما على المستوى الثقافي فإن ضعف المحتوى العربي الرقمي يمثل عائقاً أمام تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنه في الوقت ذاته فرصة لدفع رقمنة التراث والمحتوى العربي، بما يحمله من منظومة أخلاقية ومعرفية قد تسهم في تشكيل الإطار القيمي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، وسط غياب عالمي لتشريعات أخلاقية واضحة. إطار أخلاقي وقانوني لتحقيق الريادة وفي هذا السياق، يؤكد رياض المراكشي أن تحقيق التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي لا يكتمل من دون منظومة قانونية وأخلاقية واضحة، مشدداً على ضرورة ضمان خصوصية الأفراد وتوفير بيانات عالية الجودة تستخدم ضمن أطر مسؤولة، بما يحقق التوازن بين التطوير التقني وصون الحقوق الأساسية. وتسعى السعودية، التي تتصدر دول المنطقة في هذا المجال، إلى ترسيخ موقعها كقوة عظمى في الذكاء الاصطناعي، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، مشيرة إلى أن الرياض أسست في فبراير (شباط) 2024 شركة "آلات" المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، بهدف دعم البنية التحتية التقنية وتطوير حلول رائدة على المستوى العالمي. وتضيف الصحيفة الأميركية أن السعوديين يعتزمون استثمار ما يقارب من 100 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا المتقدمة بحلول عام 2030، مع التركيز على التقنيات الأكثر حداثة مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والحد من الانبعاثات والروبوتات والمدن الذكية. وتأكيداً لوجهة نظر الصحيفة الأميركية، أعلنت شركة "وايدبوت" للذكاء الاصطناعي الرائدة في مجال تطوير حلول ومنتجات ونماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة، عن إنجاز غير مسبوق في المنطقة العربية، بعد استضافة نموذجها المتطور للذكاء الاصطناعي "عقل" على خوادم سحابية محلية داخل السعودية. وستكون هناك حاجة إلى سياسات واضحة لحوكمة البيانات، نظراً إلى أن الريادة في الذكاء الاصطناعي تتطلب حوكمة بيانات موثوقة وحماية الخصوصية وأطراً أخلاقية تتماشى مع المعايير الدولية، يجب على السعودية تمهيد الطريق نحو منظومة تركز على الخصوصية وتضمن الوصول إلى البيانات وجودتها من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن أطر قانونية وأخلاقية.