logo
مسفر الدوسري: الشاعر الكثير القليل

مسفر الدوسري: الشاعر الكثير القليل

عكاظ١٨-٠٣-٢٠٢٥

يصح أن يُطلق على الشاعر الراحل مسفر الدوسري (الكثير القليل)، فما أقلّ حضوره الشخصي، وما أكثر نصّه المشبع بروح إنسانية وثراء حقيقي ومجازي، وفي مطلع يوم الخميس الـ16 من يناير 2025، ودّعت الساحة الثقافية والاعلامية شاعرها وفيلسوفها المتأمل الذي غادر عالمنا تاركاً وراءه إرثاً شعرياً وإنسانياً فريداً، أشبه بمرآة عميقة تعكس أوجاع الروح وأحلامها المنكسرة. برحيله، ينكسر في المشهد الثقافي والإعلامي نبضٌ عميق، لطالما كان مصدراً للبهجة والتساؤل، ولطالما كتب بنبض المتأمل الذي يرى في الحب أكثر من مجرد مشاعر، وفي الحياة أكثر من مجرد لحظات عابرة.
مسفر الدوسري الذي عانى المرض في أيامه الأخيرة لم يكن شاعراً فقط، بل كان صوتاً إنسانياً يصر على إشراك الآخر في رحلة الوجود.
كان يرى أن الاكتشاف الحقيقي يكمن في مساحة «الائتلاف» لا الاختلاف، تلك المساحات التي تؤنس وحدتنا وتعيد تشكيل واقعنا الثقيل. يؤمن بأن الذكاء يكمن في اكتشاف مساحة الائتلاف في الآخر مهما صغرت لا مساحة الاختلاف، لأن الأخيرة لا تحتاج إلى ذكاء لاكتشافها، فهي موجودة كطبيعة في الخلق.
هذا الإيمان بالحوار والارتباط الإنساني تجلى في كل تفاصيل حياته، وفي كل كلمة نسجها قلمه، سواء على صفحات الشعر أو الصحافة.
بين الشعر والصحافة.. ثنائية فقدها المشهد الثقافي.
رحيل الدوسري ليس مجرد غياب لشاعر، بل هو فقدان لرمز ثقافي أسهم في تشكيل وعي أجيال من القراء والمتذوقين. بدأ مسيرته في بناء جسور جديدة بين الشعر الشعبي والحداثة، فكان أحد أبرز رواد القصيدة العامية الذين أعادوا تشكيلها بلغة تحمل أوجاع الإنسان وهمومه اليومية، صدر له ديوانان شعريان: «صحارى الشوق» و«لعيونك أقول»، وكتاب بعنوان: «ما لم أقله شعراً»، ويشتمل الكتاب على رؤية تدور حول الحب والعلاقات الإنسانية.
أما في الصحافة، فقد كان مسفر الدوسري أحد الأعمدة التي أسّست مجلات شعبية رائدة، إذ ساهم في صياغة رؤية جديدة للإعلام الثقافي، مازجاً بين الأصالة والإبداع. لكنه، رغم كل هذا، كان زاهداً في ألقاب الصحافة، واصفاً نفسه بأنه «محب للصحافة»، محاولاً دائماً أن يقدمها كمساحة تشاركية مع القارئ، لا مجرد مهنة أو منصة للتعبير.
لم يكن الدوسري شاعراً يكتب عن الحب بمعناه السطحي، بل كان يعيشه كتجربة وجودية تُثقل الروح بوجع الأسئلة وجماليات الألم. كان يرى في الحب رحلة إلى نضج الإنسان وتفرده.
برحيل مسفر الدوسري خسرنا شاعراً ومثقفاً لم يكن ينظر إلى الحياة إلا من زاوية التأمل العميق والارتباط الإنساني. يظل إرثه الشعري والفكري شاهداً على إنسانية لا تعرف الحدود، وعلى روح استطاعت أن تجعل من الكلمة وطناً للروح.
أخبار ذات صلة
مسفر الدوسري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو
متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو

صدى الالكترونية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

متعب الحربي يمازح خليفة الدوسري: ملابسك مفرش غرف نوم.. فيديو

مازح لاعب فريق نادي الهلال متعب الحربي زميله خليفة الدوسري بشأن ملابس الأخير. وكان الدوسري قد ارتدى زي بخطوط زرقاء وسوداء وبيضاء، ولفت هذا التصميم انتباه الحربي. وقال الحربي : تعال صح مفرش غرف نوم صح ' ما جعل الدوسري يضحك ثم أخذ أغراضه وترك الغرفة. يذكر أن الهلال فاز على نظيره العروبة بأربعة أهداف دون رد في المباراة التي أقيمت بينهما أمس في الجولة الـ 31 من دوري روشن .

هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة
هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة

سويفت نيوز

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سويفت نيوز

هيئة الفنون البصرية تطلق معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب' بجدة

جدة – واس : انطلقت اليوم، فعاليات معرضي 'حيّ عينك' و'حين يهمس الضباب'، الذي تنظمه هيئة الفنون البصرية في حي جميل بجدة، ضمن النسخة الثالثة من 'جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي'، التي تواصل تجسيدها بوصفها منصة وطنية رائدة لاكتشاف الأصوات البصرية المبدعة التي تلتقط نبض المملكة وتنوّعها الطبيعي والثقافي.ويستمر المعرضان حتى 25 مايو المقبل، ويُمثّلان محطة محورية ضمن مشهد الفنون البصرية السعودي، ويكشفان عن سرديات فوتوغرافية مبتكرة تتجاوز المفاهيم التقليدية، وتسلّط الضوء على الجمال العميق للمملكة، من ضباب عسير إلى صخب المدن وسكون الصحاري.ويقدّم معرض 'حيّ عينك' مجموعة مختارة من الأعمال الفائزة في النسخة الثالثة من الجائزة، إضافة إلى صور مرشحة للتصفيات النهائية، من بين أكثر من 1300 مشاركة قُدّمت من محترفين وهواة من مختلف مناطق المملكة.وتنوّعت المشاركات ما بين لقطات توثّق المناظر الطبيعية الآسرة، ومشاهد الحياة اليومية بعين سعودية معاصرة، تعكس تحوّلات المجتمع والبيئة, وتصل قيمة الجوائز الإجمالية للجائزة إلى 400 ألف ريال.وتولّت لجنة تحكيم دولية تقييم الأعمال المشاركة، وضمت نخبة من الأسماء البارزة في عالم التصوير، حيث ركّزت اللجنة على القصص البصرية التي تجمع بين التميز التقني والتأثير العاطفي والسردي، فيما يأخذ معرض 'حين يهمس الضباب'، الزوّار في رحلة حسية إلى قلب منطقة عسير، حيث الطبيعة المكسوّة بالضباب تلتقي بالذاكرة الإنسانية.ويشارك في المعرض خمسة فنانين من المملكة ومصر والمغرب، قدّموا مشاريع فوتوغرافية فريدة تعكس علاقتهم بالمكان، ومن أبرزها: عبدالمجيد الروضان بمشروع 'محطات الطريق' الذي يوثّق عمارة محطات البنزين القديمة في المملكة كأثر بصري آيل للاندثار، وإلهام الدوسري في 'عابرون في عسير'، حيث تمزج بين أرشيف والدها المصور وصورها المعاصرة في سردٍ بصري يربط الماضي بالحاضر.ويشارك محمد مهدي من مصر بعدسة تنقل العلاقة العاطفية بين أهالي عسير وأرضهم، بينما توثق لينا جيوشي في 'بنات القَطّ' دور النساء في إحياء فن القَطّ العسيري بأسلوب مفعم بالألوان, ويقدّم هشام غرظاف من المغرب 'الطريق إلى العرعر'، بتجربة بصرية في غابات العرعر الكثيفة.ويُصاحب المعرضين برنامج ثقافي موازٍ يضم ورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية مفتوحة للجمهور، يُقدّمها مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال التصوير، بهدف تعزيز مهارات الزوار، ودعم الممارسين في مختلف مستوياتهم، من الهواة إلى المحترفين.وأكدت الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين أن 'جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي تواصل عكس العمق والتنوّع الهائلين للأصوات الإبداعية في المملكة'، مشيرة إلى أن المعرضين 'لا يحتفيان فقط بجمال الصورة، بل يُجسّدان التزام الهيئة بتمكين الفنانين وتعزيز حضورهم المحلي والدولي، وتوثيق تراث المملكة بعدسة معاصرة'.من جهته قال القيّم الفني للمعرضين ومدير 'قلف فوتو بلس' محمد سُمجي: 'إن 'التصوير الفوتوغرافي في المملكة تجاوز دوره التوثيقي، ليُصبح أداة فاعلة في صياغة السرد الثقافي المعاصر'، مؤكدًا أن هذه النسخة تُقدّم رؤى جديدة تكسر الأطر التقليدية، وتوثّق التحوّلات الاجتماعية والإنسانية بشكل إبداعي وجاذب. وتواصل هيئة الفنون البصرية من خلال هذه الفعالية البصرية الثرية، رسم ملامح المشهد الفني السعودي، وتعميق دور الصورة في رواية حكايا الوطن، والانفتاح على العالم من خلال عدسة تُجيد قراءة التفاصيل. مقالات ذات صلة

70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية
70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية

الاقتصادية

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الاقتصادية

70 مليون دولار إجمالي قيمة جوائز كأس العالم للرياضات الإلكترونية

قالت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية اليوم الجمعة: إن قيمة الجائزة الإجمالية للنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ستزيد على 70 مليون دولار. وتعود البطولة مجددا إلى الرياض في الفترة من 7 يوليو وحتى 24 أغسطس المقبل، حيث شهدت الجائزة زيادة قدرها 10 ملايين دولار مقارنة بالنسخة الافتتاحية التي أُقيمت الصيف الماضي، ما يشكل خطوة بارزة في جهود المؤسسة لتعزيز نمو القطاع عالميا، مع توفير فرص مهنية أكثر استدامة من شأنها إحداث تغيير في حياة اللاعبين المحترفين والأندية المتنوعة من جميع أنحاء العالم. وقال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: " تعكس الجائزة القياسية التي تزيد على 70 مليون دولار، إلى جانب التزامنا ببرنامج دعم الأندية والعقود طويلة الأمد مع الناشرين، ورؤيتنا الراسخة لمواصلة النمو عاما بعد عام، كما نهدف إلى منح اللاعبين والأندية والناشرين وجميع الأطراف المعنية الاستقرار اللازم للاستثمار في مستقبل كأس العالم للرياضات الإلكترونية". وأعلن عن 25 بطولة عبر 24 لعبة حتى الآن، بما في ذلك أربعة ألعاب جديدة هي: (الشطرنج - Crossfire - FATAL FURY: City of the Wolves VALORANT) حيث ستجمع البطولة في نسختها لعام 2025 أكثر من 2000 لاعب محترف و200 من أندية النخبة في أكبر منافسة متعددة الألعاب في التاريخ. وستخصص 27 مليون دولار من إجمالي الجوائز لبطولة الأندية، وهي صيغة تنافسية مبتكرة متعددة الألعاب تمنح لأفضل 16 ناديا وفقا لأدائهم العام، حيث يحصل الفائز في نسخة 2025 على 7 ملايين دولار كما سيتم تخصيص أكثر من 38 مليون دولار كمجموع جوائز لبطولات الألعاب المتنوعة إضافة إلى 450 ألف دولار كمكافآت لأفضل اللاعبين في مختلف المسابقات، فيما سيتم منح أكثر من 5 ملايين دولار لجوائز التصفيات، التي تقام بالتعاون مع الناشرين والمنظمين المعتمدين لتحديد المتأهلين للبطولة. ومن جانبه قال مساعد الدوسري ‏رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لـ Team Falcons: "يمثل تتويجنا بلقب بطولة الأندية وفوزنا بالجائزة البالغة 7 ملايين دولار في النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، علامة فارقة في مسيرتنا الاحترافية لقد كانت المنافسة على أرضنا وأمام جمهورنا، الذي أشعل المدرجات بحماسه وهتافاته، دافعا قويا لنواصل السعي نحو حلم التتويج". وتستضيف الرياض؛ من 23 إلى 24 أغسطس المقبل، مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025، وهو حدث رئيسي يجمع نخبة من القادة العالميين في قطاعات الرياضات الإلكترونية، والألعاب، والتكنولوجيا، وذلك لرسم ملامح مستقبل قطاع الرياضة والترفيه على مستوى العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store