logo
10 تقنيات عسكرية قد تقلب موازين ساحة المعركة

10 تقنيات عسكرية قد تقلب موازين ساحة المعركة

الجزيرة٠٦-٠٤-٢٠٢٥

التكنولوجيا التي نستخدمها في حياتنا اليومية أول ما انطلقت من الجيش، فمثلا الإنترنت وجد لأغراض عسكرية في البداية ثم توسع وانتشر عالميا، وكذلك الحواسيب صممت لمساعدة الجيش في الحروب قبل أن تصل إلى العامة، وعندما نتحدث عن التكنولوجيا العسكرية وخاصة الأسلحة فإن الخيال والإبداع لا حدود لهما.
وشهدت السنوات الأخيرة تحولا كبيرا في صناعة الدفاع مدفوعا بتقنيات ناشئة تعيد رسم ملامح أمن الدول، وسنذكر أهم 10 تقنيات عسكرية قد تُحدث تغييرا جذريا في السلم والحرب.
"بولسار" (Pulsar) هو أحد أنظمة الحرب الإلكترونية من إنتاج شركة الدفاع "أندوريل إندستريز" (Anduril Industries)، ويستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرف على تهديدات غير مسبوقة والتكيف معها بغضون ساعات أو أيام لا أشهر وسنوات.
وقد صمم هذا النظام لتحديد وتحليل التهديدات غير المألوفة بسرعة مثل الإشارات الشاذة وتسخير الذكاء الاصطناعي لابتكار إجراءات مضادة، ثم توزع بيانات التهديدات الجديدة الناتجة والإجراءات المضادة عبر شبكة أنظمة "بولسار".
ومنصة "بولسار" الأساسية عبارة عن محطة برجية مثبتة على حامل ثلاثي القوائم وتحتوي على 4 هوائيات على شكل شبه منحرفة مصفوفة بطريقة تجعلها توفر تغطية بزاوية 360 درجة، كما يتوفر النظام بنماذج مختلفة يمكن ربطها مع المركبات الأرضية والطائرات.
طائرة "بلاك هورنت"
هي طائرة مروحية دون طيار صغيرة الحجم من إنتاج شركة "إف إل آي آر" (FLIR)، وتستخدم في 80 دولة حول العالم منها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والجزائر والمغرب.
وتُعد أخف الطائرات دون طيار وأكثرها سرية وأمانا في السوق، وهي مثالية للقوات العسكرية وقوات العمليات الخاصة، وتأتي بنسختين النهارية والليلية وتختلف النسختان بالكاميرا المثبتة على الطائرة، فالنسخة النهارية تأتي بكاميرا نهارية، بينما النسخة الليلية مزودة بكاميرا صغيرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وتوجد عدة إصدارات من هذه الطائرة آخرها طائرة "بلاك هورنت 4" والتي يبلغ وزنها 70 غراما فقط وقادرة على الطيران لأكثر من 30 دقيقة ولمسافة تزيد على 30 كيلومترا، كما أنها تعمل بكفاءة في الأمطار الغزيرة وسرعة رياح 13 كيلومترا في الساعة.
نظام الرؤية الحديدية
يستخدم نظام الرؤية الحديدية "آيرون فيجن" (Iron Vision) من شركة "إيلبت سيستم" (Elbit Systems) تقنية متطورة تسمح لطاقم الدبابة برؤية محيطهم بزاوية 360 درجة وهم داخل الآلية.
ويتكون نظام "آيرون فيجن" من شاشة عرض تُثبت على الخوذة مع نظام فيديو عالي الدقة يعمل بتقنية "زيرو-لاتنسي" (Zero-Latency) لنقل ما يجري في الوقت الفعلي إلى قائد الطاقم، وبنقرة زر واحدة يُمكن عرض كل هذا على الشاشة ليتمكن جميع طاقم الفريق من رؤية ما يدور حولهم.
روبوت "ياك الميكانيكي"
طوّرت الصين أكبر روبوت رباعي الأرجل يعمل بالكهرباء مخصص للقيام بالمهام اللوجستية والإمدادات والاستطلاع في البيئات الصعبة على الجنود البشريين، بما في ذلك المناطق الحدودية النائية ومناطق القتال عالية الخطورة.
يسير الروبوت على 4 أرجل ويتميز بمظهر يشبه حيوان الياك مما دفع البعض لتسميته "ياك الميكانيكي"، وقد أثبت تفوقه على الروبوتات العسكرية الأخرى من ناحية الحجم والوزن والقدرة على السير في الطرق الوعرة، وفقا لتلفزيون الصين المركزي "سي سي تي في" (CCTV).
يمكن لروبوت "ياك" حمل ما يصل إلى 160 كيلوغراما، ورغم حجمه الكبير فإنه يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 10 كيلومترات في الساعة، كما أنه مجهز بأجهزة استشعار للتعرف على التضاريس والبيئة المحيطة مثل الأدراج والخنادق والمنحدرات، بالإضافة إلى الطرق الموحلة والأراضي العشبية والصحاري والحقول الثلجية، ويأتي مجهزا بـ12 مجموعة من المفاصل تسمح بالتحرك للأمام والخلف والدوران والركض والاندفاع والقفز.
وذكر تقرير "سي سي تي في" أن روبوت "ياك" يمكن استخدامه في الاستطلاع القريب حيث يمكنه جمع معلومات استخباراتية عن ساحة المعركة ومراقبة تحركات الأهداف بشكل مستمر حتى في البيئات المعقدة.
درع الفيلق
لطالما كانت روسيا دولة رائدة في مجال التكنولوجيا العسكرية، وأحد الابتكارات التي كشفت عنها مؤخرا في مجال المعدات العسكرية كان درعا تكتيكيا يُغطي دور الدفاع والهجوم أطلقت عليه اسم "درع الفيلق".
الدرع مصنوع من الفولاذ المضاد للرصاص، ويحتوي من الأمام على 12 رصاصة مقسمة في 3 وحدات لإطلاق النار، وفي كل وحدة يمكن وضع نوع معين من المقاذيف وهي المقذوف الصاعق والمقذوف الصوتي ومقذوف الغاز المسيل للدموع وأخيرا المقذوف المطاطي، كما يتضمن ليزرا لإصابة الأهداف بدقة أكبر.
هاون العقرب
هاون العقرب "سكوربيون" (Scorpion) هو هاون ذاتي الحركة عيار 120 مليمترا من صنع شركة "جلوبال ميليتري برودكتس" (Global Military Products) يُثبت على سيارة عسكرية مخصصة، ويتكون طاقم الهاون من عسكريين فقط – القائد والسائق.
ويتميز هاون العقرب بنظام تحكم رقمي كامل مما يُتيح التصويب التلقائي وإعادة التوجيه السريع بعد كل إطلاق، مما يضمن انحرافا لا يتجاوز مترين لكل كيلومتر، ويمكن تجهيز النظام في غضون 24 ثانية فقط.
وقد استخدم الجيش الأوكراني هاون العقرب في حربة مع روسيا، كما لاقى إعجابا لدى العسكريين الأوكرانيين الذين وصفوه بالدقة والسرعة.
طائرة "روجو 1"
هي طائرة دون طيار من تصميم شركة "إف إل آي آر" تُستخدم للإطلاق السريع وتدعم الإقلاع والهبوط العمودي، وتتميز بسرعة فائقة تصل إلى 113 كيلومترا في الساعة، وتستطيع التحليق لمدة 30 دقيقة مع مدى 10 كيلومترات.
تُعد "روجو 1" طائرة متعددة الاستخدامات في ساحة المعارك الحديثة وتمتلك العديد من الميزات مثل فك الارتباط بالهدف، فإذا تغير الوضع وتم تحديد هدف جديد أو إلغاء المهمة يمكن للطائرة إيقاف الاشتباك مع الهدف الحالي والتوجه إلى المهمة الجديدة، كما يمكن تأمين السلاح لتجنب حدوث أضرار غير مقصودة واستعادة الطائرة عند الانتهاء من المهام.
خوذة "ريلينك"
خوذة "ريلينك" (RAILINK) هي خوذة تكنولوجية تجمع بين الحماية والطاقة والبيانات، حيث تحتوي على بطاريات قابلة للارتداء تربط جميع الأجهزة الإلكترونية ببعض، مما يسمح للجنود استخدام كابلات موحدة وعدد أقل من البطاريات لتشغيل المعدات التقنية التي يحملونها.
وقد صُممت هذه الخوذة لتشغيل أنظمة التعزيز البصري وإرسال المعلومات رقميا عبر كابل الطاقة والبيانات المغلق وحزمة البطاريات المثبتة على الخوذة، وتتميز بقابلية التوسع مما يسمح بتشغيل معدات الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الرؤية والإضاءة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، كما أنها مزودة بمنفذ لتوصيل أجهزة الواقع المعزز والواقع الافتراضي.
يعرف "بانس" (BANS) بأنه نظام دفاع جوي مضاد للطائرات، وأهم ما يميزه أنه لا يتطلب إطلاق نار أو صواريخ لإسقاط طائرة، حيث إن مبدأ عمله يعتمد على الخداع أكثر من الهجوم.
يعمل نظام "بانس" على تحفيز نظام الإنذار في الطائرة المستهدفة، حيث يرسل إشارات خادعة تُوهم الطائرة بأنها مستهدفة بصواريخ، وهذا ما يجبر الطائرة المروحية أو المقاتلة على إطلاق المشغل الحرار "فلير" (Flare) على الفور والتي تستخدم لتضليل الصواريخ، وهكذا تصبح الطائرة مكشوفة تماما وسهلة الإصابة بالصواريخ المضادة للطائرات، لأنها استنفدت وسائل دفاعها نتيجة الخدعة.
أسلحة الطاقة الموجهة
قد تكون أسلحة الطاقة الموجهة التي تعتمد على الليزر والطاقة العالية قيد التطوير منذ سنوات ولم تظهر للعلن ولكنها موجودة بالفعل، وتعتمد هذه الأسلحة على طاقة عالية تطلق بسرعة الضوء، وتتميز بأنها أقل تكلفة من الأسلحة التقليدية وتتمتع بقوة إطلاق غير محدودة تقريبا.
ومع ذلك فإن الآثار الصحية الجانبية لهذه الأسلحة غير واضحة، كما أن مداها أقصر من الأسلحة التقليدية ويمكن للظروف الجوية التقليل من فعاليتها مثل الضباب والعواصف.
تستخدم أسلحة الطاقة الموجهة طاقة كهرومغناطيسية مركزة لمحاربة قوات العدو، وتشمل هذه الأسلحة الليزر عالي الطاقة وأسلحة الموجات المليمترية والموجات الدقيقة عالية الطاقة.
وعلى عكس الأسلحة التي تطلق الرصاص أو الصواريخ، يمكن لأسلحة الطاقة الموجهة الاستجابة للتهديد بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال، يمكن لهذه الأسلحة توليد طاقة عالية تسبب إتلاف القطع الإلكترونية في الطائرة المسيّرة مؤقتا أو تدميرها فعليا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروب مذهل
غروب مذهل

جريدة الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الوطن

غروب مذهل

في لحظة مذهلة من مساء الاثنين الماضي، التقط المسبار «سبيريت» التابع لناسا صورة بانورامية مذهلة لغروب الشمس على سطح كوكب المريخ. الصورة، التي التقطتها الكاميرا البانورامية للمسبار باستخدام مرشحات ضوئية بأطوال موجية محددة (750 و530 و430 نانومترا)، تكشف عن مشهد يحاكي ما قد تراه العين البشرية، مع بعض المبالغة اللونية التي تُظهر السماء بلون أزرق باهت فوق قرص الشمس الغاربة، فيما تبدو أطراف السماء أكثر احمرارا بفعل خصائص التصوير بالأشعة تحت الحمراء. ويظهر في مقدمة الصورة التكوين الصخري المعروف باسم «جيبشيت»، وهو موقع درسه المسبار لفترة من الوقت، بينما تمتد خلفه أرضية الفوهة البركانية «غوسيف»، وتغيب الشمس خلف جدارها الذي يبعد نحو 80 كيلومترا عن موقع التصوير. هذا الغروب ليس مجرد لوحة فنية، بل يحمل قيمة علمية كبيرة، إذ تستخدم صور الغروب والشفق المريخي لدراسة مدى ارتفاع الغبار في الغلاف الجوي للكوكب، وكذلك لرصد سحب الغبار أو الجليد. وتشير ملاحظات العلماء إلى أن الشفق المريخي يدوم لفترة أطول بكثير من نظيره الأرضي، وقد يستمر حتى ساعتين بعد الغروب أو قبل الشروق.

طالب بالمرحلة الثانوية يكتشف 1.5 مليون جرم فضائي بالذكاء الاصطناعي
طالب بالمرحلة الثانوية يكتشف 1.5 مليون جرم فضائي بالذكاء الاصطناعي

الجزيرة

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

طالب بالمرحلة الثانوية يكتشف 1.5 مليون جرم فضائي بالذكاء الاصطناعي

في أثناء تلقيه تدريبا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، اكتشف طالب في مدرسة ثانوية محلية 1.5 مليون جرم فضائي لم يكن معروفًا سابقا للعلماء، وبناء على ذلك نشر ورقة بحثية من تأليفه في دورية "ذي أسترونوميكال جورنال". وكان الطالب ماثيو باز طوّر خوارزمية تعلّم آلي لتحليل بيانات تلسكوب نيو-وايز، بهدف اكتشاف أجرام كونية متغيرة مثل الكوازارات والنجوم المتفجرة. الأجرام المتغيرة هي تلك التي يتغير سطوعها في السماء، بعضها يفعل ذلك بسبب طبيعته، مثل النجوم التي تتضخم وتنكمش، وبعضها يتغير سطوعه بسبب حدث طارئ، مثل انفجار النجوم. وكان باز يمتلك المعرفة الرياضية المتقدمة التي يحتاجها للعمل بالبرمجة، حيث كان يدرس بالفعل الرياضيات الجامعية المتقدمة في أكاديمية الرياضيات التابعة لمنطقة باسادينا الموحدة للمدارس، حيث يُنهي الطلاب حساب التفاضل والتكامل المتقدم في الصف الثامن. منحنيات الضوء ونيو-وايزهو تلسكوب فضائي تابع لناسا أطلق عام 2009، ويُستخدم لمراقبة السماء بالأشعة تحت الحمراء على نطاق أوسع من التلسكوبات المعتادة، ويهتم باكتشاف الكويكبات والنجوم والمجرات. أنتج هذا التلسكوب كميات هائلة من الصور والبيانات خلال أكثر من 10 سنوات، وكانت المشكلة دائما أن البيانات ضخمة جدًا ويصعب على العلماء مراجعتها يدويًا. وكان باز قد صمم خوارزمية تعلم آلي تدرس كيف يتغير ضوء كل جرم عبر الزمن، وهو ما يعرف باسم "منحنى الضوء" الخاص بالجرم السماوي. واستخدم باز 2.7 مليون منحنى ضوء من بيانات نيو-وايز، تصف أجرام يعرفها الباحثون بالفعل، كقاعدة تدريب للنموذج. بعد ذلك، تم تدريب الذكاء الاصطناعي على التعرّف على الأنماط المختلفة لهذه المنحنيات، وفهم متى يكون التغير في الإضاءة حقيقيًا ومتى يكون مجرد ضجيج أو خطأ في القياس. بعد ذلك، سمح للذكاء الاصطناعي بالولوج إلى بيانات التلسكوب، ومن ثم نجح في تحديد أكثر من 1.5 مليون جسم متغيّر الإضاءة لم تكن معروفة سابقًا. هذا الرقم يعادل تقريبًا ما اكتشفه البشر يدويًا خلال العقود الماضية، بل وأكثر! الذكاء الاصطناعي في خدمة علم الفلك حين نتحدث عن الذكاء الصناعي، فإن أول ما يخطر ببالك عادة هو أشياء مثل "شات جي بي تي"، وتقنيات تعديل الصور القوية، وصوت أم كلثوم وهي تغني لعمرو دياب، هذا هو ما ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يبني تصورات الناس عن طبيعة هذا الشيء. لكنه مع الأسف تصور ناقص، فالذكاء الصناعي يمتد ليخترق نطاقات أكثر عمقا وتأثيرا في حياتنا من كل ذلك، ومنها مثلا العلوم العسكرية والطب والهندسة، وكذلك علم الفلك. وليس هذا الكشف بشيء جديد، فقد بات الذكاء الاصطناعي حاضرا بقوة في علم الفلك، ففي عام 2019 استخدم فريق تلسكوب أفق الحدث -الذي أعلن الصورة الأولى للثقب الأسود- الذكاء الصناعي لإنتاج تلك الصورة. حينها، قام الباحثون بعملية "تعليم" للذكاء الصناعي على كيفية التعرف على الثقوب السوداء، من خلال تغذيته بمحاكاة لأنواع عدة من الثقوب السوداء، ثم بعد ذلك استخدموا الذكاء الصناعي لملء الفجوات في الكمية الهائلة من البيانات التي جمعتها التلسكوبات الراديوية حول الثقب الأسود الموجود في مركز المجرة مسيية 87. وباستخدام هذه البيانات التي أنتجها الذكاء الصناعي، استطاع الفريق إنشاء صورة جديدة أكثر وضوحا بمرتين من الصورة الأصلية، ومتوافقة تماما مع تنبؤات النسبية العامة. ومنذ عام 2010 كان علماء الفلك قد بدؤوا استخدام تعلم الآلة لتصنيف المجرات، وقد أصبحت تلك الأدوات قادرة الآن على تصنيف المجرات بدقة تصل إلى 98%، وذلك إنجاز كبير، فالعلماء بحاجة إلى تصنيف المجرات لفهم توزيعها في الكون، وكانت تلك المهمة خلال عقود مضت توكل لفريق من علماء الفلك، يدير آلافا من الهواة عبر الإنترنت (من فئة المواطن العالِم)، لاستكشاف المجرات الجديدة وتصنيفها.

تلسكوب "سفيراكس" يكشف عن صوره الأولى للكون
تلسكوب "سفيراكس" يكشف عن صوره الأولى للكون

الجزيرة

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

تلسكوب "سفيراكس" يكشف عن صوره الأولى للكون

كشف مرصد ناسا الجديد "سفيراكس" مؤخرا عن أولى الصور التي التقطها من أعماق الفضاء، إيذانا ببدء فصل جديد في استكشاف الكون بالأشعة تحت الحمراء بشكل غير مسبوق. ويهدف هذا المرصد المتطور إلى رسم خريطة طيفية شاملة للسماء، تتبّع من خلالها تاريخ تشكّل المجرات، وأصل المياه والجزيئات في المناطق التي تتكوّن فيها النجوم والكواكب، إلى جانب دراسة توزيع الجليد بين النجوم. ويتميز سفيراكس بتقنية طيفية متقدمة تتيح له رصد أطوال موجية تتراوح بين 0.75 و5.0 ميكرونات، مما يسمح له باختراق سحب الغبار الكثيفة التي تعيق الضوء المرئي. ويشبه ذلك أن تنكسر يد أحدهم فيضطر إلى الذهاب للمستشفى لعمل فحص أشعة سينية، لتخترق الأخيرة الجلد مبينة العظام بالداخل، الأمر كذلك بالنسبة للأشعة تحت الحمراء، حيث تخترق السحب الغبارية لتبين ما يقع بداخلها. وخلال مهمته التي تمتد لعامين، سيمسح المرصد السماء كاملة 4 مرات، جامعا بيانات طيفية من مئات الملايين من الأجرام السماوية، عبر نطاق واسع من الأطوال الموجية، يفوق ما جمعته أي بعثة سابقة في تاريخ المسوح الفلكية. من فجر الكون إلى أصل المياه وإلى جانب مهمته الكونية، سيوجه سفيراكس أنظاره نحو نطاق أقرب، حيث سيدرس المناطق "البين نجمية" داخل مجرتنا للكشف عن المستودعات الجليدية للمياه والمركبات الجزيئية الأساسية. ويعتقد العلماء أن الجليد المحاصر في حبيبات الغبار "البين نجمي" يلعب دورا حاسما في تكوين النجوم والأنظمة الكوكبية. ومن خلال تحليل التركيب الكيميائي لهذه السحب الجزيئية، يأمل الباحثون في فهم كيفية توزيع الماء والعناصر الأساسية للحياة في أنحاء المجرة. وسيعمل سفيراكس على رسم خريطة للمياه، وثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون المتجمد على أسطح حبيبات الغبار داخل السحب الكثيفة من الغاز والغبار الكوني. وتُعد هذه السحب الجزيئية حاضنات طبيعية لتشكّل النجوم والأنظمة الكوكبية، الأمر الذي سيمنح فرصة قيّمة للفلكيين لفهم كيفية وصول المياه إلى كواكب مثل الأرض. ويُعد الماء عنصرا أساسيا للحياة، ووجوده في الفضاء "البين نجمي" يثير تساؤلات مهمة حول إمكانية نشوء الحياة خارج الأرض. ويأمل الباحثون أن قدرة التلسكوب على اكتشاف الماء المتجمد على حبيبات الغبار بهذه المناطق قد تساعد العلماء في تحديد ما إذا كانت الأنظمة الكوكبية تحصل على الماء أثناء تكوّنها، أم إذا كان يصل إليها لاحقا عبر اصطدامات بالمذنبات والكويكبات. فرحة عارمة بنجاح معايير العدسة ومنذ إطلاقه، خضع مرصد سفيراكس لسلسلة من الفحوص الفنية الدقيقة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، وتشير التقارير الأولية إلى أن جميع أنظمة المركبة تعمل بكفاءة عالية. وقد تمكنت الأجهزة الحساسة من بلوغ درجة حرارة التشغيل المطلوبة، والتي تبلغ نحو 210 درجات مئوية تحت الصفر، وهي خطوة حاسمة، إذ إن أي ارتفاع في الحرارة قد يؤثر سلبا على قدرة التلسكوب في التقاط الأشعة تحت الحمراء. وأظهرت الصور الأولية التي التقطها المرصد مؤشرات إيجابية للغاية، في دليل على أن العدسات المثبتة قبل الإطلاق -والتي لا يمكن تعديلها بعد دخول المرصد إلى مداره- قد ضُبطت بدقة متناهية، ما بعث موجة من الارتياح في أوساط الفريق الهندسي الذي أشرف على هذه العملية المعقدة. ومن المقرر أن يبدأ سفيراكس عملياته التشغيلية الكاملة بحلول أواخر شهر أبريل/نيسان الجاري، وسط ترقّب واسع من قبل علماء الفلك حول العالم، إذ يُنتظر أن يُنتج خريطة ثلاثية الأبعاد للكون تُعد الأدق والأشمل حتى اليوم. وفي تعليقه على دخول المرصد مرحلة التشغيل، قال أوليفييه دوريه، العالم المسؤول عن المشروع في معهد كاليفورنيا للتقنية ومختبر الدفع النفاث: "لقد فتح مقرابنا عينه على الكون، ويبدو أنه يؤدي مهمته تماما كما صُمم لأجلها". وهكذا، فإن الشهور المقبلة ستكون حاسمة في الكشف عن الإمكانات الكاملة لهذا المرصد الرائد، الذي يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في فهمنا لتطور الكون، من لحظاته الأولى وصولا إلى نشأة الماء في مجرتنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store