logo
تامر أفندى يكتب: صُنع الله إبراهيم الذى أعرفه

تامر أفندى يكتب: صُنع الله إبراهيم الذى أعرفه

البوابةمنذ 15 ساعات

سألته «بولين»: هل أنت مملوكى أو تركى أو فلاح؟
فهذا هو:
- «المصرى المسلم البرجوازى اليسارى الشيوعى صنع الله إبراهيم»..
- آية من المصحف كانت السر فى اختيار أسمه حرفه وحرفته
- كان فى جيب بنطاله الخلفى أحجبة صنعها له والده لتحميه من الأشرار
قبل سنوات بعيدة كنت أعمل محررًا للثقافة فى إحدى الصحف، وطُلب منى إجراء حوار مع المفكر الكبير صنع الله إبراهيم، الذى لا يمكن الوصول إليه بسهولة، لأنه لم يكن من هواة "التليفون المحمول"، الذى كان قد بدأ فى الظهور آنذاك.. بدأب وصلت إلى بيته، حيث كان أثاث منزله مئات الكتب التى يفوح منها رائحة المداد العظيم، وكانت شخوص الكتب تطل علينا من الصفحات.
ظننته وحيدًا لكنى اكتشفت أنه لا مكان لموضع قدم من كثرة الحضور..
ارتشفت معه القهوة التى أعدها قطرات من مسيرته الفكرية، حكى كل شئ بداية من اختيار والده لاسمه، وأعاد مشوار الرحلة معى من نشأته إلى جنبات كلية الحقوق حيث أتم دراسته، ثم انصرافه عنها إلى الصحافة والسياسة والتحاقه بالمنظمة الشيوعية المصرية "حدتو" ثم محنة سجنه خمس سنوات، ثم دراسته للتصوير السينمائى فى موسكو.
وقفنا عند تفاصيل ما خط قلمه من روايات "شرف، العمامة والقبعة، والتلصص"، ووصلنا إلى "ذات" بعد مرورنا على "١٩٧٠"، "وعندما جلست العنكبوت تنتظر" و"اللجنة" و"العدو" و"أمريكانلي" و"بيروت بيروت" والقانون الفرنسي، تزحلقنا على "الجليد" ولمست قلوبنا "نجمة أغسطس" وقطفنا من كل بستان "وردة" وأدركنا أن "فى النيل مآسي"، نلت شرف صحبته وهو يرفض استلامَ «جائزة الرواية العربية» التى يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، عام ٢٠٠٣م.
وكنت معه وهو يحصل على «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام ٢٠٠٤م، و«جائزة كفافيس للأدب» عام ٢٠١٧م.
ثم توارى عن الأنظار وظل بين الحين والآخر يطل علينا.
"هناك أشياء لا يعترف المرء بها ولا حتى لنفسه وأن طوق النجاة فى الحياة هو عدم ذكر الحقيقة على أى حال"
«رواية ذات»
ستتعجب أن ذلك الشخص الذى لقبه بعضًا من الجمهور «صنع الله شيوعي»، كان السر فى اختيار اسمه هى آية من القرآن، إذ حكى "صنع الله" فى العديد من حوارته أنه حينما ولد، أغمض والده عينيه وفتح المصحف ووضع يده على آية وقد عزم أن يختار من بين كلماتها اسمًا لابنه فكانت: «صنع الله الذى أتقن كل شئ»، فكان للمولود الجديد هذا الاسم وكانت هذه الآية من المصحف هى السر فى حرفه وحرفته.
كان لوالد «صنع الله» الأستاذ «إبراهيم» بالغ الأثر فى تنشأة ابنه الذى استهلل بقدومه وأراد أن يرى فيه تحقيق حلمه فأمده بالكتب واستثار شغفه للقراءة.. لم تعط القراءة لصنع الله فقط ثراء أدبيًا ومعرفيًا بل رسخت بداخله معنى «شرف الكلمة»، فباتت ثروثه وإرثه الذى لا يقبل المساومة عليه ولا بيعه.. كما كان للأب الفضل فى تلك النزعة السياسية لدى صنع الله، فهذا الأب الموظف الذى كان من أسرة برجوازية، تزوج سرًا من الممرضة التى تعتنى بزوجته الأولى، وبعد وفاتها أراد الإعلان عن زيجته فاصطدم برفض الأسرة، فكان دائم الحديث عن العدالة الاجتماعية والاشتراكية وخاصة أن هذا الأب كان من فرسان ثورة ١٩١٩.
يقول صنع الله إبراهيم عن أولويات شبابه فى مقدمة روايته «٦٧»: «واكبت سنوات مراهقتى نهاية العهد الملكى فى مصر.. كانت البلاد تموج بدعوات التحرر الوطنى من الوجود الإنجليزى العسكري، والتحرر الاجتماعى من سيطرة الإقطاع، ومن الأمية والمرض والخفاء وشكلت هذه البيئة وجداني، وخاصة الحديث عن أن المعرفة هى كالماء والهواء، يجب أن تكون للجميع وبالمجان.
"سألتني: هل تتابع نيويورك تايمز؟ أجبتها: أحيانًا. قالت: منذ أيام قليلة تصدرت صفحتها الأولى أنباء مباحثات عرفات ونتنياهو فى ميريلاند. وظهر عرفات فى صورة وإلى يساره نتنياهو وإلى يمينه مترجم ثم دنيس روس المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط وأولبرايت وزيرة الخارجية. هل تعرف أن كلهم يهود؟ حتى المترجم. قلت: رأيت الصورة ولكنى لم أنتبه لذلك. - كان عرفات يبتسم إبتسامة عريضة وفى حالة إنبساط تام. إنه يتصور أنه سيحصل على حقوقه. لكن ليست لديه فرصة"
«رواية أمريكانلي»
عن بداية غرامه بالكتابة
يقول صنع الله إبراهيم بدأ اهتمامى بالكتابة من خلال الصحافة، كنت مغرما بالصحف واشتريها كلها وأنا فى الجامعة، وكنت أحفظ تاريخ الصحف حتى التى أغلقت، لدرجة أننا حينما كنا نلعب أنا وزملائى كنت أبلغهم بمعلومات عن الصحف ونشأتها وكل المعلومات عنها، ثم أدركت أن هناك درجة أعلى فى التعبير عن الصحافة، إذ أن الصحافة لها حدود أما الكتابة الأدبية فليس لها حدود.
وفى مغرب يوم من سنة ١٩٥١ م كنا أنا وأبى عائدين من زيارة لأحد أقاربنا فى شرق القاهرة، توقفنا فى ميدان العتبة لنأخذ الباص، إلى غربها حيث نقطن.. اتخذنا أماكننا فى مقاعد الدرجة الثانية نعم، كانت مقاعد الباص، آنذاك - والترام أيضًا - مقسمة إلى درجتين بثمنين متفاوتين للتذاكر التى يوزعها، كمساري، برداء أصفر مميز أثناء مروره على الركاب.
جلسنا أنا وأبى خلف الحاجز الزجاجى الذى يفصل الدرجتين، وتابعت فى حسد ركاب الدرجة الأولى، بينما كان أبى غارقًا فى أفكاره التى تثيرها دائمًا أمثال هذه الزيارات.. قلت بحماس طفولى سيأتى اليوم الذى يزول فيه هذا الحاجز، بل ويصبح الركوب بالمجان.
تذكرت الروايات التى أعشق قراءتها فأضفت، والكتب أيضا.
تطلع إلى باستياء من سذاجتي.
نعم الكتب بالمجان؟ يا لها من سذاجة!
ولم أتصور وقتها أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه كتبى أنا متاحة للقراءة بالمجان.
شرف الكلمة عند صنع الله
قبل أن أغادر معكم اقتباسى من رواية «٦٧»، أود أن أعيد التأكيد على معنى شرف الكلمة لأنه هو الخط الأساسى فى مسيرة الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، والذى سطره عبد الله السناوى فى مقاله الأخير الذى عنونه بـ«صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف»، إذ قال: «لم تؤثر معاناته لخمس سنوات فى المعتقل إثر الصدام بين ثورة يوليو وحركة حدتو الماركسية عام (١٩٥٩) على عمق رؤيته، عندما أدخل المعتقل فى الثانية والعشرين من عمره، كان يدرس القانون فى كلية الحقوق، ويعمل موظفًا بمكتب ترجمة حتى يواصل تعليمه، رأى بعينيه الوقائع المشينة لمقتل المفكر اليسارى شهدى عطية الشافعى تحت الضرب المبرح فى معتقل «أبوزعبل» يوم (١٧) يونيو (١٩٦٠)، لأسباب تتعلق بضعف بنيته الجسدية جرى تنحيته على جنب حتى لا تزهق روحه من أول ضربة.
رفض الإدلاء بأقواله أمام سلطات الأمن خشية على حياته، وتحدث بما رأى أمام النيابة العامة بشجاعة، استقرت التجربة فى وجدانه بكل آلامها، غير أنها لم تمنعه من أن يرى عمق التحولات فى مجتمعه ولا تناقضات المشروع الناصرى مع نظامه.
وعندما انكسرت مصر فى (٥) يونيو (١٩٦٧) لم يشمت فى آلامها، ولا أخفى ما عاينه بنفسه يوم (٩) يونيو إثر إعلان عبدالناصر التنحى من إرادة مقاومة عمت الشوارع، كان الظلام ينتشر بسرعة والناس تجرى فى كل اتجاه وهم يصيحون ويهتفون، ثم أخذوا يشكلون اتجاهًا واحدًا إلى مصر الجديدة، وهم يرددون فى جنون اسم ناصر، وظهرت بعض الأنوار فى المحلات والمنازل ثم دوت أصوات مدافع فوق رءوسنا فساد الظلام من جديد.
روى ما شهده بعينه، فى روايته (١٩٦٧)، من أحداث ومشاعر انفجار بالبكاء وتشنج وانهيار وخروج بعفوية للشوارع، كان الروائى الشاب فى ذلك الوقت مطاردًا سياسيًا، لم يكن هناك ما يدعوه إلى أن يُضفى على «تمثيلية» مصطنعة طابع الحقيقة المصدقة، إنه شرف المثقف، لماذا تدافع عمن سجنك لخمس سنوات؟ طارده هذا السؤال عبر السنين والعقود مستغربًا دفاعه بحماس بالغ بأى محفل وفى كل وقت عن عبدالناصر، لم يتراجع يومًا، ولا غير أفكاره بيوم آخر، لكنه لم يتح له أن يعبر عن كامل وجهات نظره فى الرجل وعصره، حتى كتب روايته ١٩٧٠ فكان النص الروائى أقرب إلى مناجاة طويلة مع رجل رحل قبل أكثر من نصف قرن، يخاطبه كأنه يسمع، يراجع معه مواطن الخلل فى تجربته التى أفضت إلى الانقضاض عليها، ينقده بقسوة أحيانًا ويعاتبه أحيانًا، ولا يخفى محبته وتماهيه مع عذابه الإنسانى فى مرضه الأخير، شأن أغلب رواياته فهو يعتنى بالتسجيل والتوثيق، كأنه يرسم بالأخبار والوقائع يومًا بيوم صورة تلك السنة، أزماتها وتحدياتها والأحوال الثقافية والفنية فيها، تكاليف المعيشة والإعلانات المنشورة، حرب الاستنزاف وشهدائها، المقاومة الفلسطينية والانقضاض عليها فى «أيلول الأسود».
ماذا قال عن عبد الناصر
ويقول صنع الله: "عبد الناصر ابن ظروفه، زعيم مستبد، يحب أن يكون على رأس الأشياء، ودخل معركة تاريخية مع الاستعمار أنهت عصرًا وبدأت عصرًا جديدًا، وفى نفس الوقت قطع الطريق على الحركة الشيوعية. كنا نسأل أنفسنا عندما خرجنا: ماذا نريد؟ كل ما كنا نريده هو حققه، وهناك أشياء عمرنا ما فكرنا فيها أو تطلعنا إليها، مثل: تأميم بنك مصر، فلم يخطر على بال أى منا، فالمسألة كانت فى حدود الحركة الوطنية والتحرر الوطني. كان عبد الناصر معتدًّا بنفسه جدًّا، ليتكم تقرؤون آخر كتبى ١٩٧٠.
صنع الله إبراهيم كما وصف نفسه هو أديب الطبقة الوسطى، الذين قال عنهم فى إحدى حواراته الصحفية هم الذين يتحركون صعودًا وهبوطًا، ويذهبون إلى كل الأماكن، وهم الذين يدخلون السجن، ويهربون.
«أنا حزين يا طفلتى حزين ووحيد فى فراشى أرقد فراش باردٌ وميّت بلا أحد أتحدث إليه بلا أحد أضحك معه بلا دموع أذرفها إنه الموت بل أفظع فعندما تموت لا تستطيع أن تفكّر إلا إذا كان الدود يُفكر وعندما تكون وحيدًا تفكر تتوق وتطلع وتسعى إنها الحياة والموت إنها ليست»
«رواية الرائحة»
عن «حدتو» ودخوله السجن
يحكى صنع الله ملابسات دخوله "حدتو" فيقول: "فى سنة ١٩٥٤ كنت فى أول سنة فى الجامعة، كنت مهووسًا بأحمد حسين، مؤسس "حزب مصر الفتاة"، وكان عنده جريدة اسمها: الاشتراكية، كانت جريدة قوية جدًّا، كان أهم أهدافه هو تحريك الجماهير ضد النظام.. يمكننا اعتبار حركته فاشيَّة، خاصة فى بدايتها، وكذلك بسبب تأثره بهتلر، لكن أغلب الناس فى ذلك الوقت كانت متأثرة بهتلر، يمجدونه لأنه عدو إنجلترا، كنت أرغب فى أن أنضم للحزب الاشتراكي، ولكن لم يكن لديه تنظيم، فذهبت لهم فى مبنى خاص بهم فى الجيزة، فوجدت عادل حسين هناك يلعب تنس طاولة (بينج بونج) كى يكون قريبًا من الجماهير (ساخرًا)، وبدأتُ مناقشات معهم، ثم ذهبت إلى كليتى، كلية الحقوق، وقمت بعمل جريدة حائط باسم: "الحزب الاشتراكي" دون علمهم. كانت المناقشات تدور بين الاشتراكيين وبين "حدتو"، ومنهم من يتهمك بأنك (مُخَوَّخ) لا تفقه شيئًا! وانتهى هذا الصراع القصير بأن انضممت لحركة "حدتو"، حيث جندنى أحد الزملاء السودانيين".
ويضيف صنع الله ضاحكًا: "حتى تلك اللحظة كان فى جيب بنطلونى الخلفى أحجبة صنعها لى والدى لتحمينى من الأشرار، ولم أتخلص من هذه الأحجبة إلا بعد فترة من الوقت، كنت أذهب الاجتماعات الحزبية لـ"حدتو" ترافقنى الأحجبة (ضاحكًا).
ثم يلخص صنع الله درس العمل السياسى الذى تعلمه من "حدتو" فى كلمة واحدة: "الجماهير.. أهم حاجة أن تكون مع الناس، هذه أهم حاجة. هذا أولًا، وأى شيء آخر غير مهم، أى شخص تسير وراءه الجماهير فهو قائد. و"حدتو" كانت من هذا النوع؛ لأنها حركة مفتوحة لهذا النوع من الناس. أعضاء "حدتو" كان لديهم طريقة ناجحة فى تصيد الشخصيات القائدة بين العمال والطلبة".
لكن صنع الله يؤكد أن قراره بأن يكون كاتبًا، لم يَعنِ أبدًا التوقف عن السياسة: "قررت أن أكون كاتبًا، ولكن فى إطار تنظيم "حدتو".
ثم يضيف: "التعارض جاء بعد ذلك، كان خيارًا نظريًّا، بين الانتماء لتنظيم سياسي، أو الانتماء لعملية الكتابة، شيئان متضادان، وهذا حدث فى السجن، لقد أثار الشاعر الروسى يفجينى يفتوشينكو هذه المسألة، وهى كانت حركة قوية فى الاتحاد السوفييتي، حول الأفضليات والمعايير".
"سألتنى بولين بعد انصراف فنتور هل أنت مملوكى أو تركى أو فلاح؟.. عجبت للسؤال الذى لم يخطر على بالى من قبل.فكرت لحظة ثم قلت: مصري.. قالت سألقبك إذن بالمصري"
"العمامة والقبعة"
عن الإلهام والوحي
ربما لا يروق للعديد من الكتاب نهج صنع الله إبراهيم فى الكتابة أو التناول، لأنه يبدو واقعيًا وربما جريئًا فى آرائه فهو مع أن يكون النص مختصرًا ومقتصدًا وجمله محددة، ليس هذا فحسب بل إنه لا يعترف من الأساس بأن هناك إلهام ووحي، ويصف ذلك بالأكذوبة، ويصف الكتابة بأنها حالة من العشق لموضوع معين أو المهنة نفسها، فهى صنعة كأى صنعة يحبها صاحبها.. ولابد أن يكون مع هذا العشق جزء من الانضباط.
ويلوم صنع الله الكاتب الذى يعتبر ما كتبه منزلًا من السماء، ويضرب المثل بهيمنجواي، ويقول: «كان ملتزم إنه بعد ما يخلص رواية يحذف منها ١٠٠ صفحة ويرجع يكتبهم تاني».
هذا أسلوبى فى الكتابة الذى اخترته منذ البداية، ودائمًا ما كان يوجه إليَّ النقد من قبل القراء والنقاد من أن كتاباتى ليس بها أدب، على الرغم من استمتاعهم بقراءة الروايات، وهذا راجع للتصور القديم عن الكاتب أنه لا بد أن يستخدم ألفاظًا بها تشبيهات ومبالغات، وأنا لا أحبذ هذا النوع من الكتابة، ولكن أنقل الواقع ولا أحاول أن أقحم الفلسفة من خلال هذه التشبيهات.
"إن التعليمات المرفقة بالأدوية الاجنبية المباعة فى بلادنا، توصى باستخدام جرعات أكبر من تلك التى توصى بها المرضى فى بلادها الاصلية.. فلماذا؟ «اللجنة»
حينما قلت له أننى أتحير فى فهم شخصيته بعض الأحيان اقتطع جزء من «اللجنة» وقال لى هذا فيه بعض الشئ عني: «إن القرن الذى نعيش فيه هو بلا شك أعظم عصور التاريخ سواء من حيث ضخامة وقائعه وعددها، أو من حيث الآفاق التى تنتظره. فبأى شيء من هذه الوقائع، كالحروب والثورات والابتكارات، سيذكر قرننا فى المستقبل؟
رحبت بهذا السؤال رغم صعوبته، لأنى وجدت فيه فرصة الاستعراض معلوماتى فى موضوعات محببة لدى.
قلت: وهذا سؤال قيم.. وبوسعى أن أذكر أمورًا كثيرة ذات خطر..
تدخل ذو الشعر الأشقر موضحًا:
أننا نريد أمرًا واحدًا، ولابد أن تكون له صفة العالمية من حيث ماهيته أو دائرة نفوذه، فضلًا عن قدرته على تجسيد المعانى السامية والخالدة لحضارة هذا القرن..
ابتسمت وأنا أقول: وهنا وجه الصعوبة يا سيدى. فمن الممكن أن تذكر مارلين مونرو.. لأن هذه الفاتنة الأمريكية كانت حدثًا عالميًا حضاريًا بمعنى الكلمة. لكنه حدث عابر، سينضب بعد سنوات قليلة.. ويمكن أن نذكر غزو الفضاء سوى أنه لم يتمخض بعد عن شيء ذى قيمة.. ونفس المعيار يجعلنا نستبعد الكثير من الثورات.. ربما خطر لنا أن نتوقف عند فيتنام، وهو مالا أحبذه لما سيجرنا اليه ذلك من مداخلات إيديولوجية لا ضرورة لها.
أقول كل هذا لأنكم طلبتم أمرًا سيذكر به قرننا فى المستقبل.. أولا يتحقق هذا، إذا ما وجد الشيء نفسه فى المستقبل ليكون تذكرة دائمة بنفسه؟
وهذا يقودنا للبحث فى اتجاه آخر.. وسنعثر بغير صعوبة على الطريق السليم.. لكنه للأسف طريق طويل مزدحم، كالطريق المؤدى إلى المطار، بلافتات كثيرة تحمل أسماء شديدة التنوع مثل فيليبس، توشيبا، جيليت، ميشلان، شل، كوداك، وستنجهاوس فورد، نسله، مالبورو.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صُنع الله إبراهيم.. صوت المقاومة في فضاء الأدب العربي
صُنع الله إبراهيم.. صوت المقاومة في فضاء الأدب العربي

البوابة

timeمنذ 13 ساعات

  • البوابة

صُنع الله إبراهيم.. صوت المقاومة في فضاء الأدب العربي

في رحاب الأدب العربي الحديث، تتبلور صورة صنع الله إبراهيم كواحد من الأصوات القليلة التي اختارت أن تكون الكلمة فيها أكثر من مجرد أداة للسرد أو نقل الوقائع. هو كاتب ينبض بفكر متقد، يرفض أن يكون شاهدًا صامتًا على مأساة الإنسان العربي، بل قرر أن يقف في الصفوف الأمامية لمعركة لا تهدأ بين الكلمة والسلطة. هذه المعركة ليست فقط معركة نصوص، بل هي صراع أيديولوجي وفكري يتجاوز حدود الورق ليصل إلى جوهر الوجود الإنساني في مواجهة الظلم والاستبداد. «ذات» رمز لإنسان مصري عاش بين متغيرات سياسية واجتماعية قاسية تحولت فيها الأحلام إلى أوهام.. والمستقبل إلى غموض يكتنفه القلق صنع الله إبراهيم لا يكتفي بإعادة إنتاج الواقع، بل ينزع عنه القناع، يكشف زيفه وتعقيداته، ويفضح التناقضات التي تجعل من المجتمعات العربية مسرحًا للهيمنة والقهر. في نصوصه، لا يُسرد الواقع فحسب، بل يُعاد تصوره من خلال نظرة ناقدة ترفض التجميل والتعتيم، لتصبح الرواية فعل مقاومة يستنهض الوعي ويشعل جذوة النقد الاجتماعي والسياسي. هنا، يتحول الأدب إلى سلاح يواجه به الكاتب الظلم والفساد، ويمنح صوتًا لأولئك الذين فقدوا القدرة على الكلام. ما يميز صنع الله إبراهيم هو توظيفه للرواية كفضاء يتلاقى فيه الفن مع الفكر والسياسة، في نصوص تندمج فيها الرؤية الفلسفية بالنقد الاجتماعي العميق. فهو لا يكتب لنثر الكلمات، بل لصياغة معاني تفتح أمام القارئ أبوابًا واسعة للتأمل في ماهية السلطة، في طبيعة الإنسان، وفي آليات القهر التي تتغلغل في النسيج الاجتماعي. من هنا تأتي أعماله كسجل حي يُوثّق تحولات المجتمعات العربية بتفاصيلها الدقيقة، ويضع أصابعه على جراحها المفتوحة. لقد اتخذ صنع الله إبراهيم من الكتابة فعلًا وجوديًا، يتماهى فيه مع آلام وطنه وشعبه، ولا يترك القارئ إلا وهو مدعوٌّ إلى التفاعل، إلى التفكير، إلى مقاومة التغييب والجهل. في هذا المسار، يتضح أن دوره يتجاوز كونه مجرد كاتب روائي، ليصبح صوتًا ملتزمًا ومثقفًا عضويًا لا يتراجع عن مواقفه، يتحدى الضغوطات، ويرفض التنازلات التي قد تعني مساومة الحقيقة. سوف نستعرض في هذه المساحة كيف خاض صنع الله إبراهيم معارك فكرية وثقافية جسيمة، منطلقين من رواياته التي أصبحت مرايا للواقع الاجتماعي والسياسي، وانتهاءً بدوره كصوت معارض لا يخشى التعبير عن الموقف. وفي هذه المقدمة، نؤسس لفهم أعمق لكاتب جسد في تجربته الأدبية والفكرية معنى الكلمة كمقاومة حية، تُعيد للإنسان كرامته، وللأدب دوره الحقيقي في الحياة. الرواية كحلبة صراع: بين الإنسان والسلطة لم تكن أعمال صنع الله إبراهيم فقط مشاهد سردية، بل ميادين صراع حقيقيّة بين الإنسان المستضعف وأنظمة قاهرة تحكمها البيروقراطية والفساد. لم تكن رواية "اللجنة" مجرد سرد روائي اعتيادي، بل كانت بمثابة صرخة فلسفية وأدبية تنبّه إلى عوالم الظلم والاستعباد التي يخضع لها الإنسان في ظل النظام العالمي الجديد. صنع الله إبراهيم في هذه الرواية لا يكتفي بوصف الحياة اليومية لشخصياته، بل يعمد إلى فك طلاسم هيمنة رأسمالية عميقة الجذور، تُحوّل الإنسان إلى مجرد رقم أو أداة في ماكينة ضخمة من الاستغلال والاغتراب. تتداخل في "اللجنة" طبقات متعددة من النقد الاجتماعي والسياسي، حيث يكشف الكاتب عن وجوه البيروقراطية الفاسدة التي لا ترحم، عن شبكات السلطة التي تقمع وتحتكر الثروات، وتسرق الأحلام. تتجسد هذه الأوجه في شخصية اللجنة ذاتها، التي ترمز إلى منظومة متشابكة من القمع والإقصاء، مما يجعل الرواية مساحة لتأملات فلسفية حول العدمية والاغتراب في عصر الرأسمالية المتوحشة. كما تقدم الرواية نقدًا عميقًا لمعاناة الإنسان في مواجهة تلك الآليات، فتبرز المعاناة النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الفرد، محاصرًا بين حاجاته الإنسانية الأساسية ورغبات السلطة غير المحدودة. وهذا ما يجعل الرواية ليست فقط سردًا لأحداث، بل وثيقة حية تنير مسارات الاستعباد، وتفتح أفقًا للتساؤل عن مفاهيم الحرية والعدالة التي يبدو أنها تتآكل يومًا بعد يوم. في نهاية المطاف، تحوّل "اللجنة" إلى عمل روائي فلسفي واجتماعي يحمل القارئ إلى قلب الأزمة التي يعيشها العالم، ويجبره على مواجهة سؤال وجودي عميق: كيف يمكن للإنسان أن يحافظ على إنسانيته وسط منظومة تهدف إلى تجريده من كيانه؟ هذه هي المعركة التي يخوضها صنع الله إبراهيم، حيث تصبح الرواية أكثر من نص، بل شهادة على زمن تحكمه قوى الظلام والاغتراب. أما في روايته "ذات"، يقدم صنع الله إبراهيم لوحة حية ومؤثرة عن المجتمع المصري في فترة حرجة امتدت من الستينيات حتى الثمانينيات، عبر شخصية محورية بسيطة وعادية تعكس حياة الملايين من أبناء هذا الوطن. "ذات" ليست مجرد امرأة موظفة، بل هي رمز للإنسان المصري الذي عاش بين متغيرات سياسية واجتماعية قاسية، تحولت فيها الأحلام إلى أوهام، والمستقبل إلى غموض يكتنفه القلق والتردد. تبدأ الرواية من قلب الحياة اليومية، حيث نتابع تفاصيل حياة ذات، التي تكافح لتلبية حاجياتها البسيطة وسط دوامة من التغيرات السياسية التي لا تعرف الرحمة، والتحولات الاقتصادية التي تزيد من فجوة الفقر والظلم. عبر سرد عميق، ينجح إبراهيم في نقل إحساس الإحباط الذي يعتري الناس العاديين، الذين باتوا يعانون من تناقضات السلطة وفسادها المستشري. تتطور الرواية لتظهر كيف أن الأحداث الكبرى في مصر، من حرب إلى أخرى، ومن نظام إلى آخر، لم تكن إلا سحبًا سوداء تخيم على مصير الإنسان البسيط، الذي بات ضحية لمؤامرات الكبار، وضحية بيروقراطية جائرة لا تعترف إلا بقوانينها الخاصة. "ذات" ترصد بعيون بطلتها تداعيات هذه السياسات على حياة الأسرة والهوية الاجتماعية، فتتبدد الأحلام وتتعقد العلاقات بين الأفراد. في هذه الرواية، يتحول السرد إلى تحليل اجتماعي دقيق لطبقات المجتمع المصري المتعددة، حيث تتقاطع حياة ذات مع شخصيات أخرى تعكس تنوع وتجاذب الواقع المصري. عبر ذلك، لا يقدم صنع الله إبراهيم مجرد قصة فردية، بل يسرد قصة مجتمع كامل يعاني من الاغتراب، والتهميش، والبحث المستمر عن كرامة مفقودة. ما يميز "ذات" هو أسلوبها الذي يجمع بين الرصد الواقعي والنقد الاجتماعي، بحيث تصبح الرواية مرآة صادقة لمآسي الإنسان العادي في عصرٍ لم يكن رحيمًا، ولم يترك مكانًا إلا للسلطة والقهر. تتداخل هنا قصص الألم والصراعات اليومية، مع تساؤلات وجودية حول معنى الحياة والحرية في مجتمع يغرق في الظلم. في النهاية، تبقى "ذات" أكثر من مجرد شخصية روائية، فهي شهادة على زمن لم يكن سهلًا، وتذكير مستمر بأن الإنسان البسيط هو جوهر الوطن وروحه، وأن تحولات التاريخ لا يجب أن تُنسى لأنها تعني حياة ملايين الذين صنعوا تاريخ بلادهم بصبرهم ومعاناتهم. المثقف العضوي في فضاء الثقافة والسياسة لم يكن صنع الله إبراهيم مجرد كاتب يكتب في عزلته، بعيدًا عن الحياة السياسية والاجتماعية، بل كان مثقفًا عضويًا ينبض بالحياة، يعايش هموم مجتمعه ويشترك في صراعاته. لم تكن الكتابة عنده مجرد فعل فني أو ترف فكري، بل كانت رسالة ومسؤولية تجاه شعبه ووطنه. كان يرى في القلم سلاحًا قويًا يمكن أن يكسر جدران الصمت والتعتيم، ويكشف ما يحاول البعض إخفاءه وراء ستار من القمع والتزييف. لم يكتف إبراهيم بتناول قضايا الإنسان العربي من بعيد، بل انخرط بعمق في فهم آلامه ومآسيه، مستنكرًا كل أشكال الظلم والاستبداد التي تنهش جسد مجتمعه. رفض بشدة الانخراط في دوائر السلطة، وأبدى موقفًا حازمًا تجاه الجوائز والتكريمات الرسمية، التي اعتبرها وسائل تُستخدم لشرعنة القمع وإضفاء الشرعية على أنظمة تحاول طمس أصوات المعارضة. هذه المواقف الجريئة جعلت منه رمزًا للمثقف الملتزم، الذي لا يخشى التعبير عن رأيه مهما كانت التبعات. كان صنع الله إبراهيم صوتًا يصدح في وجه الفساد والبيروقراطية، ولا يقبل أن يكون جزءًا من منظومة تتعامل مع الإنسان ككائن ثانوي لا قيمة له. عبر أعماله، فضح مكامن الخلل الاجتماعي والسياسي، وظل دائمًا صريحًا في نقده دون مواربة أو مجاملة. الإيمان بالكتابة كأداة مقاومة دفعه لأن يرفض أي نوع من التنازلات التي قد تُضعف من مصداقيته أو تؤثر على استقلاليته. فكان دائمًا يعلن أنه يكتب من موقع الإنسان الحر، لا من موقع المهادنة أو التسوية. هذا الموقف لم يجعل له فقط احترام القراء والنقاد، بل جعله أيضًا شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الرسمية التي رأت فيه تهديدًا لنفوذها. كما ساهم صنع الله إبراهيم في إعادة تعريف دور المثقف في المجتمعات العربية، مؤكدًا أن المثقف الحقيقي هو من لا يهرب من معارك مجتمعه، بل يشارك فيها بوعي وجرأة. لقد كان نموذجًا للمثقف الذي لا يتعامل مع قضاياه بمنطق التبرير أو التعتيم، بل بمنطق الكشف والفضح والمواجهة. في النهاية، يظل صنع الله إبراهيم صورة حية للمثقف العضوي الذي يقف على الحافة بين الأدب والسياسة، وبين النقد والالتزام، وهو يثبت أن الكلمة لا تزال قوة قادرة على تحدي الواقع، وإحداث التغيير، مهما حاولت الظروف أن تقيده أو تسلبه حريته. نقد السلطة والفساد: الكلمة كسلاح في عالم صنع الله إبراهيم، لا تقتصر الرواية أو القصة على سرد الأحداث أو تصوير المشاهد، بل تتحول إلى ساحة مواجهة مع السلطة والفساد. عبر نصوصه، يعيد إبراهيم تعريف الأدب بوصفه أداة نقدية فاعلة، قادرة على كشف الزيف والظلم الذي يعيشه الإنسان في مجتمعاته. الأدب عنده لا يكتفي بالتجميل أو الهروب من الواقع، بل يعيد صياغة الحقيقة بطريقة تكشف مكامن الاستبداد وتسلط الضوء على وجه السلطة القمعي. شخصياته الروائية تتجاوز كونها مجرد عناصر تحكي قصة؛ فهي نماذج حية تمثل وجع الإنسان الذي يعيش تحت وطأة أنظمة بيروقراطية فاسدة. كل شخصية تجسد حالة اجتماعية أو سياسية تعكس الظلم الممنهج، وتكشف ممارسات القهر التي تُمارس بصمت أو بصخب. من خلال هذه النماذج، يخلق إبراهيم مرآة حقيقية تعكس تفاصيل حياة الطبقات المستضعفة، التي عادة ما تُهمش أو تُغيب في الأدب السائد. الأدب في أعمال صنع الله إبراهيم هو سجل إنساني يصاحب التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر والعالم العربي. لا يترك إبراهيم قضايا السلطة والفساد تتجلى في مجرد أحداث، بل يعمق فهمها من خلال البحث في جذورها وأسبابها، وفي تداعياتها على الفرد والمجتمع. في كل صفحة، يتجلى غضب مكبوت ضد الاستبداد، ورغبة في الانعتاق من قيود الظلم. تُظهِر أعماله كيف أن السلطة ليست مجرد هيكل سياسي فحسب، بل منظومة معقدة من السيطرة التي تصل إلى تفاصيل الحياة اليومية. من خلال تصويره للبروباجندا والبيروقراطية والقمع، يضع إبراهيم القارئ أمام الحقيقة المرّة التي تعيشها الشعوب المغلوبة على أمرها، والتي غالبًا ما تكون هي الحلقة الأضعف في شبكة المصالح والفساد. هذا النقد العميق لا يقف عند حدود التشخيص فقط، بل يحمل في طياته دعوة ضمنية إلى التغيير. رواياته تمثل نبضًا للشعب، صرخة ضد التجهيل وضد الاستسلام، وتحفيزًا لاستعادة الكرامة والحق في حياة كريمة. الكلمة هنا تتحول إلى سلاح، يقطع أشواك القمع، ويحرر العقل من قيود الخوف. في النهاية، تظل أعمال صنع الله إبراهيم شهادة قوية على قدرة الأدب في لعب دور المحرر، الذي لا يكتفي بوصف الواقع، بل يسعى إلى تغييره. إنه يقدم الأدب كحقل معركة بين الإنسان والسلطة، حيث يكون الصوت الحر والمقاوم هو الأمل الوحيد في المستقبل. الكلمة في مواجهة الزمن: أثر صنع الله إبراهيم الثقافي صنع الله إبراهيم لم يكن كاتبًا عابرًا في تاريخ الأدب العربي، بل كان صوتًا متجذرًا في هموم الإنسان العربي ومآسيه. عبر سنوات طويلة من العطاء والكتابة، أثبت أن للكلمة قدرة خارقة على تحدي الزمن وتغيير مجرى الواقع، فهي ليست مجرد حروف تُنسج على الورق، بل نبض حياة يحمل في طياته قدرة على الإيقاظ وصياغة وعي جديد. إن الكلمة عند إبراهيم ليست ترفًا أدبيًا، بل فعل مقاومة، وخطوة حاسمة نحو تحرير الإنسان من قيود الظلم والاستلاب. في عالم يعج بالقهر والاضطهاد، كان صنع الله إبراهيم ضميرًا صادقًا ينبض بالحرية والعدالة، لا يخشى التعبير عن الحقيقة مهما كان ثمنها. لم يكتف برواية الحكايات، بل اقتحم الحواجز وطرح الأسئلة الجريئة التي يخشى الآخرون مواجهتها. من خلال أعماله، رسم خارطة ذهنية جديدة للفرد العربي، يعبر فيها عن أحلامه المهدورة وآلامه المكبوتة، كاشفًا النقاب عن الاستبداد الذي يقيد حريته ويطمس إنسانيته. عمق تحليله وسعة اطلاعه على قضايا مجتمعه جعلت من نصوصه مزيجًا فريدًا بين الصدق التعبيري والدقة النقدية. فقد استطاع صنع الله إبراهيم أن يتجاوز البعد السردي ليصل إلى جوهر الصراعات الاجتماعية والسياسية، مقدمًا رؤى حادة تسلط الضوء على آليات السلطة المظلمة وتداعياتها على حياة الإنسان العادي. أعماله بهذا المعنى ليست فقط أدبًا، بل دراسات اجتماعية وإنسانية تحث القارئ على التفكير والنقد. حين يتحول الكاتب إلى صوت المعارضة، لا يعني ذلك فقدانه لحريته، بل على العكس، فهو يمنحها بعدًا أعمق ويمنح الآخرين فرصة للانتصار عبر الوعي. هذا الوعي الذي يصنعه الأدب يُعدُّ سلاحًا قويًا في مواجهة الظلم، إذ يجعل من القارئ شريكًا في مقاومة القهر، ويمنحه قدرة على فهم ذاته ومجتمعه بوضوح أكبر. صنع الله إبراهيم بهذا الشكل لم يكن مجرد كاتب، بل قائد فكري يُلهم الأجيال بالتمسك بالحرية والكرامة. لقد استطاع إبراهيم أن يثبت أن الأدب، حين يكون مخلصًا لقضايا الإنسان، يتحول إلى قوة تغييرية حقيقية. أعماله ليست مجرد صفحات تُقرأ وتُنسى، بل هي ملامح لحركة فكرية وثقافية تسعى إلى إحداث تحول عميق في المجتمع. فالأدب عنده لا يقف عند حدود الترف الفكري، بل يضع نصب عينيه مهمة كبرى: أن يكون صوتًا للحق والعدل والكرامة. في النهاية، يظل صنع الله إبراهيم علامة بارزة في فضاء الثقافة العربية، وصوتًا خالدًا يتردد صداه عبر الزمن. إن أثره الثقافي ليس محصورًا في نصوصه فقط، بل يمتد ليشمل الأجيال التي تأثرت بجرأته وعمق رؤاه، والتي ستظل تردد كلماته وتستوحي من تجربته في مواجهة الزمن والقهر والظلم. خاتمة: الأدب كمعركة وجود في عمق تجربة صنع الله إبراهيم يكمن معنى أصيل لمعركة وجود مستمرة، ليست معركة بالمعنى الحربي التقليدي، بل صراع فكري وروحي يخوضه الكاتب ضد قوى القمع والظلم التي تحاصر الإنسان من كل جانب. هذه المعركة لا تتوقف عند حدود السجون أو رقابة السلطة، بل تمتد إلى عمق النصوص، حيث يتحول الألم إلى وعي، والخذلان إلى رغبة حارقة في التغيير. عند إبراهيم، يصبح الأدب ساحة معركة حقيقية، لا مكان فيها للسكوت أو التسامح مع الظلم. الأدب في نظره ليس ترفًا فكريًا يمكن التنازل عنه أو تجاوزه، بل هو فعل وجودي مقاوم، ومهمة الكاتب ليست فقط التعبير بل المقاومة نفسها. الكلمة عنده ليست مجرد وسيلة لنقل القصص، بل هي سلاح حيّ يواجه به الظلم والاستبداد، يرسم به حدود الحرية، ويؤسس بها أرضية جديدة لوعي الإنسان ومجتمعه. الكتابة في تجربة صنع الله إبراهيم هي صرخة تتحدى الصمت القاتل، ورفض للجمود الذي يفرضه الاستبداد على الفكر والإبداع. في هذا السياق، يمكن القول إن الكاتب هو الجندي المجهول في صفوف المقاومة، لا يملك سوى قلمه ليقاتل به. لكنه في هذا القلم تكمن قوة لا يستهان بها، قوة الكلمة التي تخترق الجدران، وتفتح أبواب الوعي أمام من لا يرون إلا الظلمة. صنع الله إبراهيم يؤكد أن الحرية الحقيقية تبدأ من إرادة الكتابة والصدق معها، فبدون صدق لا تتحقق الكلمة، وبدون كلمة صادقة لا تكون هناك حرية حقيقية. يُجسد إبراهيم من خلال تجربته كيف يمكن للأدب أن يظل مرآة صادقة للواقع رغم كل محاولات التشويه والقمع. النصوص التي كتبها ليست مجرد سرديات، بل وثائق حية عن الصراعات التي يخوضها الإنسان في سبيل كرامته وحقوقه. هذه النصوص تحفز القارئ على التفكير، وتدفعه إلى التمرد على كل أشكال الظلم، لتصبح القراءة نفسها فعلًا مقاومًا في مواجهة واقعٍ لا يرحم. وختامًا، فإن رحلة صنع الله إبراهيم الأدبية تثبت أن الكتابة ليست مجرد حكاية تُروى، بل هي شهادة على وجود إنساني يرفض أن يُطمس، ونداء مستمر يطالب بالحرية والعدالة. إن الأدب بهذا المعنى هو معركة وجود مستمرة، لا تنتهي إلا بانتصار الكلمة على قوى القهر، وانتقال الإنسان من حالة الاستعباد إلى حالة التحرر. وبهذا المعنى، يصبح صنع الله إبراهيم رمزًا خالدًا لكتّاب لا يتوقفون عن القتال بالكلمة، وروحًا حية تلهم الأجيال على التمسك بحرية الفكر والتعبير، وعلى رفض كل أشكال الخضوع، مؤكدًا أن الأدب الحقيقي هو ذلك الذي يولد في لحظات الألم ويزهر في حقول الحرية.

النسخة الأفضل مِنكَ
النسخة الأفضل مِنكَ

البوابة

timeمنذ 13 ساعات

  • البوابة

النسخة الأفضل مِنكَ

أيها المسافرٌ في مركبة الوجود بحثًا عن ذاتك، ما الحياة إلا رحلةٌ طويلةٌ تقلك الأيام فيها بين محطاتٍ مُتباينة، لتستقر في بعضها بعضًا من الوقت، وأخرى تمر عليها كلمح البصر. لا تحمل حقيبتُك سوى ذاتك العارية طوال هذه الرحلة، والتي من خلالها سرعان ما تَثْقَلُ بحصى المواقف والتعامل مع الأنماط المختلفة من البشر والحوليات، وهي طوال هذه الرحلة تتلوّن بروح كل مكان ترتحل منه أو إليه. هنا، في هذا المخاض الدائم، تظهر التجاربُ كقطعٍ من ذهب خام، تصهر بنار التجربة تلو التجربة، حتى تظهر للوجود في النهاية سبيكةُ الروح اللامعة؛ والتي هي "النسخة الأفضل منك". عابر أنت في مرايا الذات ليس في الوجود مرآةٌ تعكس أعمقَ أعماقك إلا عيون الآخرين. فكلُّ شخصٍ تقابله هو كتابك المفتوح، الذي تَقرأ فيه فصلًا من فصول نفسك. البعض يمرُّ كنسيمٍ عليل، يذكّرك بأن الجمال ما زال ينبض في تفاصيل العالم. والبعض الآخر يهبُّ كعاصفةٍ تحاول أن تقلع من جذورك كلَّ ما اعتقدتَه يقينًا، فتسأل حينها نفسك: أكانت هذه العاصفة نقمةً أم منحةً مُقنَّعة؟.. الحقيقة أن الناسَ وكل ما حولك ليسوا سوى أدواتِ نحتٍ خفيّة، ينحتون في كيانك خطوطًا قد لا تراها في البداية، لكنها مع الأيام تصير جزءا من ملامحك. حتى أولئك الذين يجرحونك، هم في الحقيقة يُعيدون تشكيل وعيك، الرسام الذي يرسم خطوطا تبدو لأول وهله لا تدل على شيء البتة ولكنه بمرور الزمن وكلما امتدت يده لتضيف بعض الخطوط تظهر الملامح شيئا فشيئا حتى إذا ما وضع عليها اللمسات الأخيرة أصبحت واضحة تمام الوضوح. المواقف التي تمر بك ألوانٌ لا تُحصى وهي التي تصبغ بانوراما لوحة حياتك. فمنها الأحمر القاني؛ يدلل على لحظات الحب والفرح التي تشعل جذوة الحب في قلبك. ومنها الأزرق دالًا على أيام الحزن التي تُذكّرك بأنك كائنٌ قادرٌ على الإحتمال. لكن أعمق وأشرس هذه الألوان هي تلك الرماديةُ الغامضة ممثلة في مواقفُ "المنع" والانتظار، حيث تُحاصرك الأسئلةُ دون إجابات، فتُجبرك على حفر بئرٍ في أعماقك بحثا عن ماء الحكمة. في هذه اللحظات، تصبح حينها الحياة كأنها معملٍ كيميائيٍ سري، تتفاعل فيه المشاعرُ والمواقفُ في قوارير الوعي، لتنتج مركباتٍ جديدة، الصبر، والشجاعة، والتسامح وغيرها ما كان ليبرز علنا في الوجود لولا هذه التفاعلات والتي تتمخض عن تلك النتائج. إنها أوجاع المحار عندما تنغرس إحدى حبات الرمال في رخويته فتؤلمه فتلتهب أجزائه لتتكون في النهاية لؤلؤة يتزين بها صدر حكمتك. وقديما قالوا لا تبتئس فلولا عالي الضغط ما تكون الألماس، نعم فإن المواقفَ الصعبةَ تُنتج جوهرةَ الروح التي لا تُقدَّر بثمن. لكن تمهل لحظة من فضلك.. لو كان الأمر كذلك بأنَّ المواقف هي من تصنع الانسان. فلمَ يختلف إنسان عن إنسان؟ أو ليس بالجملة يمكننا القول أنه تكاد التجربة الإنسانية أن تكون متشابهة لكل البشر؟ قال الله تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ". إذن فمن أين جاء الفرق بين الصابر والمتعجل، بين المتسامح والحاقد؟. العقل هو الفَرشاة التي تُعيد رسم الكون بداخلك، والفنان العجيب الذي لا يكتفي بتسجيل الأحداث، بل يَصهرها في بوتقة التأمل، ويُعيد نسجها بخيوط التفكير. إنه كالناي الذي يحوّل أنفاسَ الحياةِ إلى نغماتٍ ذات معنى. كل موقف يُمر عبر مصفاةِ التحليل، فيُستخرج منه الدرسُ، ويُرمى خبثُ الألم. هذه العملية أشبه بفصلِ الذهب عن التراب؛ تحتاج إلى صبرِ المنقّبين، وذكاءِ الكيميائيين. فالتجربةُ الخام قد تكون مُرّة، لكن عقلك قادرٌ على تحويلها إلى عصارةٍ تُغذّي روحك. وهنا يكمن السر. إذن ليست المواقفُ هي ما يُحدّد نسختك الأفضل، بل طريقةُ تفاعُلك معها، وكيفيةُ تخزينها في مكتبةِ وعيك هي التي تفعل ذلك. سبحان من يسقينا من قطرة ويُطعمنا من بذرة. التجاربُ كقطرات المطر؛ كل واحدةٍ تبدو صغيرة، لكنها مع الزمن تتجمع لتُكوّن محيطًا. حين تنظر إلى الوراء سترى أن هذا تم بفعل التراكم، فبناء القصر يتم حجرا فوق آخر. يوما ستتضح لك الرؤية جليا بأن كلَّ موقفٍ مررت به كان لَبِنةً في بناء قصرِ شخصيتك. حتى تلك اللحظات التي ظننتها سقوطا، كانت في الحقيقة اختبارا لقوة أساساتك. الوعيُ التراكمي هو ما يجعل الإنسانَ حكيما. فكما أن الشجرةَ تحتاج إلى فصولٍ أربعة لتُنتج ثمرا، تحتاج الروحُ إلى تنوّعِ المواقف لتُثمر نضجًا. والأجمل أن هذا التراكم لا يشيخ، بل يلمع أكثر كلما مرت السنوات، كالخمرة التي تزداد ثراءً كلما طال عمرها. النسخة الأفضل منك ليست نهاية المطاف، بل إنعكاسٌ للمسيرة التي للتو إجتزت سيرها. في النهاية، ليست "النسخة الأفضل منك" هدفًا تُدركه، بل هي ظل رحلتك. إنها المرآة التي تعكس كيف تحوّلت العواصفُ إلى أغانٍ، والجروحُ إلى ندوبٍ تُزيّن جبينَ الشجاعة بوجهك. يقينا هي ليست الكمالَ، لكن يمكننا القول بأنها الاتساقُ مع ذاتك في أعمق مستوياتها. أن تكون النسخةَ الأفضل لا يعني أنك صرت بلا عيوب، بل أنك عرفت كيف تُحوّل نقاطَ ضعفك إلى فنون، وكيف تستخدم ظلامَ الماضي كخلفيةٍ تُبرز نورَ حاضرك. إنها القُدرة على رؤية الجمال حتى في قلب الفوضى، كالزهرة التي تنبت بين شقوقِ الجدار. أنت الكتاب الذي يكتشف نفسه في النهاية، تذكّر أنك المؤلفُ والقارئُ في آن واحد. كلُّ موقف هو جملةٌ في فصولك، وكلُّ شخصٍ تقابله هو حرفٌ في قصيدتك. لا تخف من تنوّع النصوص، ولا تيأس من تعاقب الفصول. فكما أن الليلَ ضروريٌ ليبزغ الفجر، فإن المواقفَ الصعبةَ ضروريةٌ لتظهر النسخةُ الأفضل منك؛ تلك التي تحمل في يديها ترابَ التجارب، وفي عينيها بريقَ الأسرار المُكتشفة. وإن سألتَ: كيف أعرف أنني أصبحت أفضل؟ فالجواب أنه حين تسمع الماضيَ يُحدّثك، فلا تجد في صوته إلا امتنانا لأن كلَّ ما حدث، مهما كان قاسيًا، صار جزءًا من بهائك. حينها فقط تعيش لحظة أنك النسخة الأفضل منك، وحينما يدعوك عقلك لمغادرة هذه اللحظة تيقن ساعتها ان وعيك يبحث عن الأفضل من الأفضل وتستمر الحياة.

برعاية محمد بن راشد وتوجيهات أحمد بن محمد.. "قمة الإعلام العربي 2025" تجمع صناع الإعلام والقائمين عليه في العالم العربي لرسم ملامح مستقبله
برعاية محمد بن راشد وتوجيهات أحمد بن محمد.. "قمة الإعلام العربي 2025" تجمع صناع الإعلام والقائمين عليه في العالم العربي لرسم ملامح مستقبله

الاتحاد

timeمنذ 14 ساعات

  • الاتحاد

برعاية محمد بن راشد وتوجيهات أحمد بن محمد.. "قمة الإعلام العربي 2025" تجمع صناع الإعلام والقائمين عليه في العالم العربي لرسم ملامح مستقبله

كشف نادي دبي للصحافة، الجهة المنظّمة لقمة الإعلام العربي 2025، عن الأجندة الكاملة للقمة، التي تعقد أعمالها برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو الجاري في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة لفيف من كبار الشخصيات والرموز والقامات السياسية والإعلامية ورؤساء التحرير وقيادات المؤسسات الإعلامية، وصناع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية، والأكاديميين، ونحو 6000 من الإعلاميين والمعنيين بقطاع الإعلام من داخل الدولة ومختلف أنحاء العالم العربي. في هذه المناسبة، قال سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، إن قمة الإعلام العربي 2025 تمثل محطة استراتيجية جديدة في إطار الرؤية المتكاملة التي تقودها دبي، والرامية إلى ترسيخ أسس إعلام عربي قادر على التفاعل مع متغيرات العصر، ومؤهل لصياغة محتوى مؤثر يُعبّر عن واقع منطقتنا وتطلعاتها المستقبلية. وقال سموه: "الإعلام شريك رئيسي في التنمية، وعنصر فاعل في تشكيل الوعي المجتمعي، وندعم دوره كمحرّك أساسي في استقرار المجتمعات ونهضتها. وانطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فإننا نواصل العمل على ترسيخ مكانة دبي كعاصمة للإعلام العربي، ومنصة جامعة لصنّاع التأثير في مختلف مجالات الإعلام التقليدي والرقمي". وأضاف سموه: "تعكس أجندة القمة هذا العام نهجاً عملياً في استشراف المستقبل، عبر التوسع في محاور الذكاء الاصطناعي، والتقنيات التحويلية، وصناعة الألعاب والأفلام، وغيرها من القطاعات التي باتت تلعب دوراً حيوياً في تشكيل الخطاب الإعلامي المعاصر، كما نولي اهتماماً خاصاً بتمكين الشباب العربي، وتوفير الفرص التي تؤهله للمشاركة الفاعلة في صناعة محتوى يعكس هوية المنطقة وواقعها، ويُسهم في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً". جاء الإعلان عن التجمع الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده نادي دبي للصحافة، اليوم الجمعة، في مقره، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، والدكتورة ميثاء بوحميد، الأمين العام لجائزة الإعلام العربي، نائب رئيس اللجنة التنظيمية، وأعضاء اللجنة التنظيمية: شيماء السويدي، مديرة براند دبي، ومريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة، وجاسم الشمسي، مدير جائزة الإعلام العربي، وسيف السويدي، مدير مشاريع، مجلس دبي للإعلام، وممثلي شركاء القمة والذين ستتضمن منصاتهم مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل والفعاليات وهم: مؤسسة دبي للإعلام الشريك الإعلامي الاستراتيجي، مجموعة IMI ، الشريك الإعلامي الاستراتيجي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الأكاديمي، وجمع من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية. وتطرّق اللقاء إلى تفاصيل الأجندة المكثفة للقمة على مدار أيامها الثلاثة من خلال "المنتدى الإعلامي العربي للشباب" والذي سيُعقد أول أيام القمة في 26 مايو الجاري، ويتخلله حفل تكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي "إبداع"، و"منتدى الإعلام العربي"، والذي يأتي انعقاده ثاني أيام القمة في 27 مايو، وسيتم تزامناً معه إقامة حفل تكريم "شخصية العام الإعلامية" والفائزين بجائزة الإعلام العربي، ضمن فئاتها المختلفة، بينما سيشهد اليوم الختامي للقمة في 28 مايو فعاليات "قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب"، والتي سيتزامن معها حفل تكريم الفائزين بجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب". وقالت منى غانم المرّي: "يمثل إطلاق قمة الإعلام العربي 2025 خطوة استراتيجية جديدة على طريق ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للإبداع وللإعلام العربي، إذ نواصل تأكيد دور القمة كمنصة رائدة للحوار المهني المتخصص على مستوى العالم العربي، وتأتي أجندة هذا العام لتعكس تحولات المشهد الإعلامي في المنطقة والعالم، بموضوعات متنوعة تركز على المستقبل، وتواكب عمق تأثيرات التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام بمختلف مساراتها". وأضافت: "حرصنا على تصميم برنامج متكامل يستعرض أفضل الممارسات المهنية والرؤى الأكاديمية، ويستلهم أبرز التجارب العالمية في مجالات الإعلام المتجددة، لتكون القمة مساحة معرفية مفتوحة أمام الإعلاميين وصُنّاع القرار والمبدعين العرب، تسهم في بناء تصورات عملية لمستقبل القطاع ورفع سقف التميز في مخرجاته". وأوضحت قائلة: "تكرّس القمة هذا العام اهتماماً خاصاً بقطاعَيّ الأفلام والألعاب الإلكترونية باعتبارهما ركيزتين لهما مكانتهما في عالم الإعلام الجديد تحملان إمكانات اقتصادية متنامية، وتمثلان فضاءً إبداعياً مؤثراً في تشكيل الوعي والثقافة العربية المعاصرة". وأعلنت منى المرّي عن إضافتين مهمتين للقمة هذا العام، حيث قالت: "يسعدنا أن نعلن عن إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، والذي ستعقد أولى دوراته تزامنا مع قمة الإعلام العربي 2025، كما يسعدنا أن نطلق النسخة المطورة من تقرير نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية كمرجع موثوق يمكن للقائمين على قطاع الإعلام وصناع القرار فيه الاستعانة به في وضع خطط التطوير خلال المرحلة المقبلة. إننا على ثقة بأن نقاشات القمة ستسهم في تطوير أدوات الإعلام العربي وتوسيع آفاقه ليبقى فاعلاً ومؤثراً في عالم سريع التغير". وتطرقت إلى أبرز المتحدثين الرئيسيين أمام قمة الإعلام العربي 2025، حيث يشارك في القمة بكلمات رئيسية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور نواف سلام، في حين ستشهد القمة لقاءً مهماً مع معالي أسعد الشيباني، وزير خارجية الجمهورية العربية السورية، وحواراً مع معالي د. غسان سلامة، وزير الثقافة في الجمهورية اللبنانية، كما يشارك في القمة الدكتور محمد نضال الشعار، وزير الاقتصاد والصناعة السوري. وقالت منى المرّي إن "قمة الإعلام العربي" ستتشرف بمشاركة سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، في قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، وتدور حول موضوع "دور الإعلام في عصر الخوارزميّات". وأشارت إلى استضافة القمة لوزراء الإعلام العرب معالي عبد الرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة في دولة الكويت، ود. رمزان النعيمي، وزير الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي بول مرقص، وزير الإعلام في الجمهورية اللبنانية، ومعالي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في جمهورية مصر العربية، ومن دولة الإمارات معالي عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، ضمن جلسة حوارية رئيسية، كذلك تستضيف القمة معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في جلسة حوارية رئيسية. وضمن أعمال قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب وفي ثالث أيام قمة الإعلام العربي، سيكون الحضور على موعد للقاء أحد أبرز الوجوه الإعلامية العالمية وهو الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، المعروف بأسلوبه المتميز في إدارة الحوار مع شخصيات عالمية لها ثقلها السياسي والإعلامي على مستوى العالم. من جانبها، أوضحت الدكتورة ميثاء بوحميد أن القمة هذا العام بعناصرها الرئيسية المختلفة وعلى مدار 3 أيام تواصل استقطاب صناع القرار وأبرز العقول المؤثرة في مسيرة العمل الإعلامي العربي سواء المرئي أو المقروء أو المسموع وكذلك الرقمي، مشيرة إلى أن القمة هي التجمع الأكبر على مستوى المنطقة لمناقشة واقع ومستقبل الإعلام في المنطقة العربية. وقالت بوحميد إن القمة تستضيف هذا العام أكثر من 300 متحدث من دولة الإمارات والمنطقة والعالم، فيما وصل عدد المسجلين لحضور القمة أكثر من 6000 شخصية، كما تتضمن الدورة الحالية للقمة أكثر من 175 جلسة رئيسية، وأكثر من 35 ورشة عمل تقدمها كبرى المؤسسات الإعلامية والمنصات الرقمية العالمية. ولفتت بوحميد إلى أن قمة الإعلام العربي ستستضيف هذا العام ضيوفا ومشاركات من 26 دولة حول العالم، وسيتم نقل التجارب الإعلامية لهذه الدول بهدف تعميم الفائدة والتجارب الناجحة حول العالم، مشيرة إلى أن القمة ستشهد توقيع 5 اتفاقيات تعاون وشراكة بين مؤسسات عربية وعالمية، وجلسات إعلامية مغلقة مع كبار الشخصيات، كما ستستضيف 4 خلوات إعلامية تهدف للوصول إلى رؤية ومخرجات حول قطاعات إعلامية مهمة، تشمل قطاع التلفزيون والصحافة المطبوعة والمنصات الرقمية والبودكاست. وأضافت نائب رئيس اللجنة التنظيمية أنه مع اتساع دائرة الحوار وتنوّع الموضوعات المطروحة ضمن أجندة هذا العام، حرصت قمة الإعلام العربي 2025، على أن تتسم جلساتها بالشمولية مع استقطاب مسؤولي كافة القطاعات وثيقة الصلة، في حين ستتسم الدورة الحالية بمجموعة من العناصر الأساسية أولها: التركيز على التقنيات الناشئة والتحويلية والذكاء الاصطناعي والنظر في أثرها على قطاع الإعلام، في محاولة لرصد أفضل السبل للاستفادة من تلك الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في صُنع إعلام قادر على كسب ثقة المتلقي واحترامه بمحتوى رفيع المستوى يتسم بالمصداقية والجودة العالية. وأضافت د. ميثاء بوحميد أن القمة كذلك حرصت أن تكون المؤسسة الأكاديمية مشاركة في هذا الحوار، انطلاقا من دور الجامعات في إعداد الكادر البشري الذي سيحمل راية التطوير، بما يستدعيه ذلك من امتلاك مناهج أكاديمية مواكبة للتطور العالمي في مجال الإعلام والتقنيات الحديثة التي باتت ترسم ملامح مستقبله، وتتجسد هذه المشاركة من خلال سلسلة من الجلسات وورش العمل و"الماستر كلاس" التي تقدمها جامعة الإمارات العربية المتحدة بصفة أساسية، وكذلك مع مشاركة مجموعة من الأكاديميين الذي سيشاركون رؤاهم من خلال جلسات القمة وعلى مدار أيامها الثلاثة. من جهتها، أعربت مريم الملا عن بالغ الشكر والتقدير لشركاء قمة الإعلام العربي 2025، لدعمهم الكبير وتعاونهم النموذجي والذي يعد مقوما رئيسا من مقومات نجاح هذا الحدث السنوي الكبير، الذي يحظى باهتمام وحضور نخب القيادات الإعلامية، مؤكدة أن مواصلة هذا الدعم هو برهان على مدى وعي المجتمع وأهم مؤسساته بدور الإعلام في تعزيز مسيرة التطوير الشاملة سواء على مستوى دولة الإمارات أو المنطقة العربية بصورة عامة. وتحظى قمة الإعلام العربي 2025 بدعم مجموعة من الشركاء وهم: موانئ دبي العالمية (دي بي ورلد) الشريك الاستراتيجي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، شريك الاستدامة الاستراتيجي، ومجموعة إينوك، شريك الطاقة، وغرف دبي، الشريك الرئيسي، وبلدية دبي، شريك مدن المستقبل، وطيران الإمارات، شريك الطيران، وبنك الإمارات دبي الوطني، الشريك المصرفي، و"دو" شريك الاتصال، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، شريك النقل. كما تدعم القمة جامعة الإمارات العربية المتحدة بصفتها الشريك الأكاديمي، والشريك الإعلامي الاستراتيجي: "دبي للإعلام"، و الشريك الإعلامي الاستراتيجي مجموعة IMI. وتطرّقت مريم الملا إلى الفعاليات التي ستستضيفها منصة نادي دبي للصحافة في القمة وضمن أيام انعقادها خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو الجاري، والتي ستشهد مجموعة من جلسات "الماستر كلاس" بالتعاون مع نخبة من المؤسسات الإعلامية العالمية تشمل: جوجل، وسناب شات، وانستغرام، وديزني، وتيك توك، و"Balckmagic design"، وشبكة الإذاعة العربية. كذلك، سيتم على منصة النادي تخريج منتسبي برنامج صُنّاع المحتوى الاقتصادي والتي أطلقها النادي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، في إطار مبادرة "صُنّاع محتوى دبي". كما تستضيف منصة نادي دبي للصحافة توقيع د. يسار جرّار، عضو مجلس أُمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية كتابه "الشيخ الرئيس التنفيذي.. دروس في القيادة من محمد بن راشد آل مكتوم" مع إطلاق النسخة العربية من الكتاب للمرة الأولى خلال القمة. كما تعقد في منصة النادي جلسة بعنوان "الميتاسرد في أسفار مدينة الطين"، يتحدث فيها الروائي الكويتي سعود السنعوسي، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، وسيقوم بتوقيع الجزء الثالث من ثلاثيته "أسفار مدينة الطين"، والمعنون "سِفر العنفوز". أما الكاتب والباحث في الفنون البصرية صائب إيجنر، فتستضيفه منصة نادي دبي للصحافة في جلسة بعنوان "حوار الفن والثقافة"، حيث سيناقش رؤاه في عالم الفن، وكتابه المرجعي "فنانو الشرق الأوسط: 1900 إلى اليوم" والذي سيقوم أيضا بتوقيعه عقب الجلسة. وحول إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية والغاية من ورائه بتنظيم مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية التابع لمجلس دبي للإعلام، قال هشام العلماء، مدير إدارة الاستراتيجية والأداء في مجلس دبي للإعلام: "المنتدى يأتي في سياق المبادرات الاستراتيجية التي يحرص "مجلس دبي للإعلام" على إطلاقها في سبيل دفع مسيرة تطوير قطاع الإعلام وعبر مختلف مساراته، لاسيما تلك التي تحمل مؤشرات نمو واعدة، فيما تعكس الخطوة مدى الاهتمام بإيجاد محفل حواري يجمع أهم القائمين على صناعة الأفلام وصناعة الألعاب الإلكترونية وكلتاهما من الصناعات التي تحمل العديد من الفرص، إذ يشكل المنتدى الجديد دفعة في سبل النهوض بهما في دولة الإمارات والمنطقة، وتعزيز جاذبية دبي كمركز محوري للجهات الإنتاجية والأعمال السينمائية العربية والعالمية، ومركز لتطوير المواهب في ضوء ما تمتلكه الإمارة من إمكانات تؤهلها للعب دور رئيس في هذا الاتجاه عربياً". من جانبه، تحدث جاسم الشمسي، مدير جائزة الإعلام العربي وعضو اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، حول الترتيبات الخاصة بتكريم الفائزين ضمن البرامج الجوائز الثلاثة المدرجين تحت مظلة قمة الإعلام العربي، وهي "جائزة الإعلام العربي" في دورتها الرابعة والعشرين، و"جائزة الإعلام العربي للشباب" في دورتها التاسعة، و"جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب" في دورتها الخامسة، مؤكداً أن المكانة المرموقة التي وصلت لها جائزة الإعلام العربي كأهم محفل للاحتفاء بالتميز في المجال الإعلامي، تشكل مسؤولية كبيرة يواصل مجلس إدارة الجائزة برئاسة منى غانم المري وأمانتها العامة العمل على الوفاء بها على الوجه الأكمل، في حين تتكامل الجوائز الثلاثة في ترجمة رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بتأكيد دور دبي كقوة دفع رئيسية في تحفيز التميز الإعلامي". وأوضح الشمسي أن جائزة الإعلام العربي تلقت هذا العام 2956 مشاركة من مختلف أنحاء العالم العربي ضمن مختلف فئات الجائزة، مشيراً إلى أن "جائزة الإعلام العربي للشباب" مع عودتها في دورتها التاسعة لاقت إقبالاً كبيراً من طلبة وطالبات الإعلام في مختلف البلدان العربية، حيث وصل عدد الأعمال المشاركة في مختلف فئات الجائزة إلى 2736 عملاً، فيما جاءت ردود الأفعال إيجابية للغاية سواء من المؤسسات الأكاديمية أو من المواهب الإعلامية الشابة التي أبدت تقديرها لدور دبي في تحفيز شباب الإعلاميين على التميز بدءاً من المرحلة الأكاديمية. وعن مشاركة رواد الأعمال من مبادرة "بكل فخر من دبي"، التابعة لبراند دبي، في فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، استعرضت شيماء السويدي، مديرة براند دبي الهدف من إشراك 10 مشاريع مختارة لرواد الأعمال في القمة وضمن أيامها الثلاثة، مؤكدة أن هذه المشاركة تأتي في إطار حرص براند دبي على الترويج لرواد أعمال نجحوا في إطلاق مشاريع رائدة، وذلك من خلال إشراكهم في الفعاليات الكبرى التي تستضيفها دبي، مع الاستفادة من موقعها كمركز عالمي رئيس للفعاليات والمعارض والمؤتمرات، مؤكدةً أن قمة الإعلام العربي مناسبة متميزة لتحقيق هذا الهدف، لاسيما مع وجود هذا الحشد الإعلامي الكبير من داخل الدولة ومختلف أنحاء العالم العربي. وأشارت السويدي إلى الفعاليات التي تنظمها براند دبي خلال القمة، حيث تقدم عملاً فنياً بالتعاون مع الفنان العالمي فردي اليسي، الذي يعكس من خلاله تفاعل جمهور القمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى منصة تصوير الفيديو بالتعاون مع شركة "دو" بتقنية الذكاء الاصطناعي. كذلك، تم خلال المؤتمر الصحافي استعراض الأنشطة والفعاليات التي سينظمها شركاء القمة على مدار أيامها الثلاثة وهم: جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة دبي للإعلام، ومجموعة IMI، والتي ستشمل سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل وجلسات "الماستر كلاس". وحول مشاركتها في القمة، أكدت منى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام أن قمة الإعلام العربي، كأكبر تجمع إعلامي على مستوى المنطقة، تمثل دفعة قوية نحو الترويج للأكاديمية، ودعم أنشطتها كمنصة تدريبية رائدة تهدف إلى استشراف وصياغة مستقبل الإعلام العربي من خلال تبني أحدث أساليب التدريب المتخصص التي تعتمد على أحدث التقنيات الإعلامية الهادفة إلى دعم وتمكين أصحاب المواهب الإعلامية، مشيرة إلى أن منصة الأكاديمية ستشهد على مدار أيام القمة مجموعة من الجلسات والورش، التي تستضيف العديد من المختصين والاكاديميين لمناقشة مجموعة من المواضيع التي تسلط الضوء على مستقبل الإعلام واستخدام أحدث التقنيات. ومن بين المنصات المشاركة في القمة تأتي مشاركة صحيفة "البيان" التي ستستضيف هذا العام مجموعة من الجلسات لمناقشة حال الإعلام الاقتصادي العربي. وعن المنصة، قال حامد بن كرم، رئيس تحرير الصحيفة: "هناك فجوة كبيرة بين المأمول من الإعلام الاقتصادي وحركة التنمية والتطورات التي تمر بها المنطقة، وهو ما يدعونا إلى النظر في كيفية مواكبة الإعلام الاقتصادي للإنجازات التي تسطرها دولة الإمارات"، مؤكداً على مكانة القمة التي عرفت منذ انطلاقها بحرصها على الخروج بمخرجات جوهرية تسهم في تطوير قطاع الإعلام العربي. وعن مشاركة جامعة الإمارات العربية المتحدة في القمة، قالت غالية الأحبابي، مديرة إدارة الاتصال المؤسسي بالجامعة: "سعداء بمشاركتنا للمرة الأولى في قمة الإعلام العربي، للاستفادة من هذا الجمع الكبير للإعلاميين وصناع القرار ليس على المستوى المحلي والإقليمي فقط بل كذلك على المستوى العالمي، ما يمكننا كجامعة من الاطلاع على أحدث السياسات الإعلامية وتوجهات المستقبل"، مشيرة إلى أن الجامعة ستستضيف خلال أيام القمة مجموعة من الجلسات وورش العمل التي ستضم الخريجين والطلبة الحاليين والاكاديميين من داخل الدولة وخارجها. تشارك مجموعة IMI في القمة بتنظيم ورش عمل متخصصة عبر أكاديمية IMI للإعلام، تهدف إلى دعم وتمكين الكفاءات الإعلامية لمواكبة التحول الجوهري الذي يشهده قطاع الإعلام، وسيقود ورش عمل مجموعة IMI خلال القمة، نخبة من الشخصيات الإعلامية المؤثرة من مختلف المؤسسات الإعلامية التابعة للمجموعة، بما في ذلك "سكاي نيوز عربية"، و"ذا ناشونال"، و"العين" الإخبارية وCNN الاقتصادية، ما يمنح الحضور لمحة واسعة حول الاستراتيجيات والأدوات والتحليلات التي يستخدمها أبرز الصحافيين وصناع المحتوى ضمن القطاع. وتتضمن أعمال المنتدى الإعلامي العربي للشباب، وضمن أول أيام "قمة الإعلام العربي" مجموعة كبيرة من الجلسات المصنفة ضمن "دردشات إعلامية" ومنها جلسة "الشباب والتعليم ومستقبل الإعلام" وتستضيف معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وإلياس بو صعب، نائب رئيس مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية، نائب الرئيس التنفيذي للجامعة الأميركية في دبي. وستتطرق جلسة نظرة على الإعلام العر بي - رؤية مستقبلية، إلى أهم ما جاء في الإصدار الجديد من تقرير "نظرة على الإعلام العربي"، والتي يتحدث فيها ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم، راشد المري، مدير إدارة الشؤون الإعلامية الاستراتيجية، المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وطارق مطر، شريك في Strategy&. كما تستضيف جلسة "السرد القصصي في الموروث الإماراتي" الإعلامي والباحث في مجال التراث خلفان الكعبي، ومطر الشامسي، صانع محتوى اجتماعي. ويشارك في جلسة بعنوان "من الجريدة إلى التغريدة" كل من رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي، صحيفة الخليج، وراغدة ضرغام، مستشارة قناتي العربية والحدث للشؤون الأميركية والدولية، فيما يحلّ الإعلامي علي جابر، رئيس المحتوى مجموعة MBC وشاهد، متحدثاً ضمن جلسة "عالم بلا أخبار". وفي إطار الدردشات الإعلامية وضمن جلسة بعنوان "من عالم الفن إلى عالم الإعلام"، تستضيف قمة الإعلام العربي الكاتبة والإعلامية والمنتجة إسعاد يونس، صاحبة البرنامج التلفزيوني المعروف "صاحبة السعادة". وتتضمن القمة جلسات مع مجموعة من المفكرين والكتاب الذين سيقومون بتوقيع أعمالهم حيث تستضيف جلسة "فرص الشباب في عصر التحول الرقمي" د. يسار جرّار، عضو مجلس أُمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وستتخلل ثاني أيام القمة جلسة نقاشية بعنوان مستقبل الإعلام برؤية الرؤساء التنفيذيين، بمشاركة محمد الملا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام، ونايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية. وفي دردشات إعلامية، تعقد جلسة بعنوان " الإعلام العربي باللغات الأجنبية، يشارك فيها كل من كارولين فرج، نائب رئيس شبكة CNN للخدمات العربية، ومها الدهان، مدير مكتب الخليج في رويترز، وفيصل عباس، رئيس تحرير، صحيفة عرب نيوز. وسيكون "العرب بين تحديات التغيير السياسي والتغيير الإعلامي" موضوع سيناقشه كل من محمد الحمّادي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات "وام"، والكاتب والإعلامي عبداللطيف المناوي، والكاتب والمحلل السياسي صالح المشنوق. ويشارك في جلسة صناعة الخبر: من العاجل إلى القصّة خلال ثاني أيام القمة سعود الدربي رئيس مركز الأخبار، مؤسسة دبي للإعلام، وجورج عيد، مدير الأخبار، قناة ومنصة المشهد، مؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد. وتتطرق القمة إلى موضوع "دور الإعلام في دعم الهوية العربية" ويتعرض له بالنقاش الباحث والكاتب د. رشيد خيون، والأكاديمي والناقد الثقافي د. عبد لله الغذامي. وفي محاول للوقوف على عناصر صنع المؤثر، يحاول الإعلامي علي آل سلوم، مقدم برنامج دروب، الإجابة على سؤال "كيف تصبح مؤثراً دون أن تمتلك ملايين المتابعين؟". ومع تناول القمة لكافة الأبعاد المتعلقة بقطاع الإعلام، بما في ذلك البعد الاقتصادي، تعقد جلسة رئيسية بعنوان "فرص الاستثمار الإعلامي" ويتحدث فيها راني رعد، الرئيس التنفيذي لمجموعة IMI. وفي مواكبة للتحولات العالمية وتأثيراتها على المنطقة، تتضمن أجندة القمة في يومها الثاني جلسة بعنوان "المنطقة العربية في عالم متغير" تستضيف الكاتب د. محمد الرميحي، والإعلامي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، والإعلامية والنائبة البرلمانية السابقة، بولا يعقوبيان. "الذكاء الاصطناعي بين الوهم والحقيقة!" هو عنوان لجلسة سيتحدث فيها د. مروان الزرعوني المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي، دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ويحاوره حمد الشيراوي مدير المشاريع، بمؤسسة دبي للمستقبل. وتتحدث د. رفيعة غباش، رئيسة الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا في جلسة بعنوان مستقبل الإعلام بين رؤيتين في حوار تشارك فيه د. كريمة المزروعي، أستاذ مشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. ومع حرص قمة الإعلام العربي على استعراض تجارب إعلامية بارزة في العالم، تستضيف القمة في يومها الثاني وضمن "منتدى الإعلام العربي" ميشيل ماسينري، مسؤول التحرير في صحيفة "إل فوليو" الإيطالية. وفي جانبها الأكاديمية، وبالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، تستضيف القمة أ.د. ماكي سوجيموتو، مدير مختبر الابتكار، جامعة تيكيو في طوكيو، لتقديم رؤية يابانية لمستقبل الإعلام، كما سيقدم أ.د. كونيتاكي كانيكا، مدير معهد أبحاث، الوسائط الرقمية والمحتوى، جامعة كيو اليابانية، رؤاه لمستقبل الشبكات الرقمية انطلاقاً من التجربة اليابانية في هذا المجال. وتشهد القمة، ضمن اليوم الثالث والختامي، جلسة حوارية رئيسية يتحدث فيها الدكتور محمد نضال الشعار، وزير الاقتصاد والصناعة السوري، حول مستقبل الفرص الاقتصادية وتقاطع هذا الملف مع السياسة والإعلام. كما سيستقطب الحدث لفيفاً من أهم وأبرز المؤثرين وصناع المحتوى في العالم العربي، كذلك المسؤولين المساهمين في تشكيل العناصر المؤثرة في البيئة الرقمية، حيث تستضيف القمة دكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، حكومة دولة الإمارات. وضمن الجلسات الصباحية لمنتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، تشهد القمة مشاركة نجم بوليوود سيف علي خان، في جلسة يحاوره فيها الإعلامي أنس بوخش، كما تحل رائدة الأعمال منى قطان، ضيفة على جلسة تحاورها فيها جوانا جميل، مدير الشراكات الاستراتيجية الشرق الأوسط وشمال أفر يقيا الشراكات العالمية، في "ميتا". وفي جلسة "الألعاب.. من الترفيه إلى الصناعة"، يتحدث صانع المحتوى "أبو فلة - حسن سليمان، ويحاوره، صانع المحتوى أحمد النشيط. وتتحدث صانعتا المحتوى مرمر ، ونارين بيوتي، في جلسة بعنوان "تحويل الشغف إلى ريادة أعمال" وتحاورهما، آية كالوتي، رئيسة قطاع المبدعين في سناب شات. وضمن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب وفي جلسة "من الشاشة إلى منصة سناب"، سيتحدث كل من الممثل وصانع المحتوى عبد الرحمن بن نافع، والممثلة ورائدة الأعمال ريم الحبيب، ويحاورهما الممثل وصانع المحتوى علي الشهري. كما سيتحدث صانعا المحتوى غيث مروان، وعمر عبدالرحمن، في جلسة "اليوتيوب.. ثروة بملايين المتابعين" وتديرها صانعة المحتوى لطيفة الشامسي. أما جلسة "التأثير الإيجابي في شبكات التواصل الاجتماعي"، فسيكون ضيفها حسين فريجة، المدير العام لشركة سناب شات، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحاوره مقدمة البرامج ومؤسس "متحدث" جيسي المر. وبالتعاون مع MONIFY، تعقد جلسة بعنوان "السرد القصصي على منصات التواصل الاجتماعي" تتحدث فيها نورهان أبوسمرة ونورهان فهمي من منصة مونيفاي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store