
قفزة في الذكاء الاصطناعي.. شركة ناشئة تطور أول 'نظام عصبي رقمي' ذاتي التعلم
أعلنت IntuiCell، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا العميقة ابتكارًا علميًا غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي، فقد طوّرت أول 'جهاز عصبي رقمي' قادر على التعلم الذاتي والتكيف مع بيئته، تمامًا مثل الكائنات الحية.
وقد أعلنت الشركة في تاريخ 19 من مارس الجاري أنها نجحت في ابتكار نموذج ذكاء اصطناعي يتعلم ويتكيف مثل الكائنات الحية، مما قد يُلغي نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية في العديد من التطبيقات.
يُمثل هذا الابتكار قفزة نوعية بعيدًا عن نماذج التعلم الآلي التقليدية، من خلال محاكاة المبادئ الأساسية لكيفية حدوث التعلم في الأجهزة العصبية البيولوجية.
وعلى عكس الذكاء الاصطناعي التقليدي الذي يعتمد على كميات ضخمة من البيانات وخوارزميات الانتشار العكسي، تسمح تقنية IntuiCell المبتكرة للآلات باكتساب المعرفة من خلال التفاعل المباشر مع العالم الحقيقي.
وصرّحت الشركة في إعلانها: 'لقد تمكنا للمرة الأولى من تحويل آلية التعلم البيولوجي إلى برمجيات' وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يتجاوز نماذج التعلم الآلي الثابتة من خلال إنشاء 'جهاز عصبي رقمي' قادر على التطور الطبيعي ليصل إلى مستوى الذكاء البشري.
'لونا'.. الروبوت الذي يتعلم مثل الكائنات الحية
كشفت IntuiCell عن إمكانيات تقنيتها الجديدة من خلال تجربة حية مع الروبوت 'لونا' Luna الذي تمكّن من تعلم الوقوف والتحكم في حركته عبر المحاولة والخطأ، تمامًا كما تفعل الحيوانات الحديثة الولادة. وأظهر مقطع فيديو نشرته الشركة كيف تعلّم الروبوت 'لونا' الوقوف دون أي برمجة سابقة أو تعليمات، معتمدًا فقط على جهازه العصبي الرقمي لاكتساب المهارات الجديدة من التجربة.
وأوضحت الشركة: 'على عكس نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية التي تعتمد على بيانات ثابتة، فإن الروبوت لونا يدرك بيئته، ويعالج المعلومات، ويتكيف معها بمرور الوقت من خلال التفاعل المباشر'.
كيف تعمل هذه التقنية المبتكرة؟
تعتمد تقنية IntuiCell المبتكرة على إعادة تعريف عملية التعلم في الذكاء الاصطناعي، مستوحية أسسها من علم الأحياء. فبدلًا من تحليل بيانات ضخمة عبر خوارزميات ثابتة، تحاكي التقنية الجديدة الآليات العصبية التي تُمكّن البشر والحيوانات من التعلم الطبيعي.
وخلال الإعلان الرسمي، أوضح Viktor Luthman، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس للشركة، أن الذكاء الاصطناعي التقليدي قد أصبح بارعًا في معالجة البيانات، لكنه يفتقر إلى القدرة على التعلم الحقيقي. وأما النظام الجديد المستوحى من علم الأحياء، فيتيح للآلات التكيف والتفاعل مع بيئاتها بطرق غير مسبوقة.
ويُمثّل النظام الذي طوّرته IntuiCell تحولًا كبيرًا عن الشبكات العصبية التقليدية، فقد صممت الشركة تقنية تعمل بطريقة تحاكي الحبل الشوكي البيولوجي، مما يوفر بنية تحتية للتعلم الذاتي. ويُعد هذا جزءًا من منظومة أكبر تهدف إلى محاكاة القشرة المهادية (Thalamocortex)، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة المعلومات الحسية.
وبدلًا من الاعتماد على خوارزميات الانتشار العكسي والمجموعات الضخمة من البيانات، تستخدم IntuiCell الشبكات المتكررة (Recurrent Networks) مع خوارزمية تعلم لامركزية تحاكي آليات عمل الدماغ البشري. ويسمح هذا النهج لوكلاء الذكاء الاصطناعي بالتعلم من التجربة المباشرة والتكيف مع المواقف الجديدة لحظيًا، وهو ما كان يصعب تحقيقه باستخدام تقنيات التعلم الآلي التقليدية.
التعلم من خلال التجربة.. نهج جديد لتدريب الذكاء الاصطناعي
تعتمد IntuiCell في تطبيقاتها العملية على منهجية تعليم الذكاء الاصطناعي كما تدرب الحيوانات. فبدلًا من برمجة السلوكيات سابقًا أو الاعتماد على إدخال البيانات الضخمة، تستعين الشركة بمدربين حقيقيين للحيوانات لتعليم وكلاء الذكاء الاصطناعي مهارات جديدة بأسلوب يحاكي التعلم الطبيعي.
وأوضح الدكتور (Udaya Rongala)، الباحث المشارك والمؤسس المشارك لشركة IntuiCell، أن هذا النهج مستمد من ثلاثة عقود من أبحاث علم الأعصاب التي تركز في فهم كيفية نشوء الذكاء من ديناميكيات الجهاز العصبي.
وتسعى IntuiCell إلى إحداث تحول جذري في كيفية تعلم الآلات، إذ تهدف تقنيتها إلى إنشاء 'أول أنظمة تعليمية حقيقية في العالم' لتعليم الآلات من البشر بالطريقة التي تُدرّب فيها الحيوانات لاكتساب مهارات جديدة. وتطمح الشركة إلى أن يصبح 'الجهاز العصبي الرقمي' بمثابة البنية التحتية للذكاء غير البيولوجي، مما يتيح حلولًا عملية لمشكلات لا يمكن حتى توقعها اليوم، دون الحاجة إلى كميات كبيرة من بيانات التدريب.
الخاتمة
إن التقنية الجديدة التي قدمتها شركة IntuiCell والتجربة التي أجرتها مع روبوت 'لونا' تقدمان دليلًا ملموسًا على إمكانية إحداث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال تطوير أنظمة قادرة على التعلم الذاتي والتكيف مع الواقع الحقيقي، قد يكون الذكاء الاصطناعي على أعتاب عصر جديد، أقرب إلى الذكاء البشري مما كان متوقعًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
اكتشاف بكتيريا قادرة على تحدي الفضاء
في بيئة يُفترض أنها من بين الأكثر تعقيمًا على وجه الأرض، اكتشف فريق علمي 26 نوعا جديدا من البكتيريا داخل غرف نظيفة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، تُستخدم عادة في تجميع المركبات والأقمار الصناعية. هذا الكشف غير المتوقع يسلط الضوء على قدرة بعض الكائنات الدقيقة على التكيف مع بيئات توصف بأنها "غير صالحة للحياة"، ويفتح الباب أمام تساؤلات علمية جديدة حول حدود الحياة وإمكانية انتقالها إلى الفضاء. جاء الإعلان عن الاكتشاف عبر دراسة نُشرت في مجلة Microbiome، ثمرة تعاون بحثي مشترك بين مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في السعودية، إلى جانب مؤسسات علمية من الهند. ويُعد هذا الكشف تطورًا مهمًا في مجال علم الأحياء الفضائي، لا سيما في ما يتعلق باستراتيجيات حماية الكواكب الأخرى من التلوث البيولوجي غير المقصود. ورغم أن الغرف النظيفة داخل منشآت ناسا تخضع لإجراءات صارمة من التعقيم والتحكم في الهواء ودرجة الحرارة تفوق تلك المعمول بها في غرف العمليات الجراحية، إلا أن التحاليل الدقيقة كشفت عن وجود أنواع بكتيرية تمكنت من البقاء والتكيف، ما دفع العلماء إلى التحقق من خصائصها البيولوجية والجينية. وصرّح البروفيسور ألكسندر روسادو، الباحث في جامعة كاوست وعضو برنامج الدفاع الكوكبي التابع لوكالة ناسا، أن الهدف من الدراسة هو فهم مدى قدرة هذه الكائنات الدقيقة على البقاء في ظروف قاسية تحاكي بيئات الفضاء، وتحديد المخاطر المحتملة في حال انتقالها إلى كواكب أخرى عن طريق المركبات الفضائية. وأظهرت التحليلات الجينية أن البكتيريا المكتشفة تمتلك قدرات فريدة، منها آليات متقدمة لإصلاح الحمض النووي، ومقاومة عالية للإشعاع، وقدرة على تفكيك المواد السامة، إلى جانب كفاءة استثنائية في التمثيل الغذائي. هذه الخصائص مجتمعة تشير إلى أن بعض أشكال الحياة المجهرية الأرضية قد تكون قادرة ليس فقط على النجاة، بل على التفاعل والنمو في بيئات فضائية، مثل تلك التي تُرصد على كوكب المريخ. ويعزز هذا الاكتشاف النقاشات المستمرة حول "العدوى البيولوجية العكسية"، أي احتمالية تلويث الكواكب الأخرى بكائنات دقيقة من الأرض، كما يطرح تساؤلات جوهرية حول تعريف الحياة وحدودها، ومدى اتساع نطاق وجودها في الكون. aXA6IDgyLjI3LjIzOC4xNSA= جزيرة ام اند امز SK


البيان
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- البيان
تربية الأسماك في الفضاء
يعمل مشروع «Lunar Hatch» المبتكر في دراسة إمكانية تربية الأسماك في الفضاء، ويهدف هذا المشروع الطموح إلى إثبات جدوى تربية سمك القاروص كحل غذائي مستدام لمهمات القمر والمريخ المستقبلية، وفق تقارير. ويقود هذا المشروع العلمي الدكتور سيريل برزيبيلا، الباحث في علم الأحياء البحرية بالمعهد الوطني الفرنسي لأبحاث المحيطات (إيفريمير)، حسب ما ذكرت وكالات ومواقع إخبارية. وفي حوض يبدو عادياً داخل منشأة بحثية قرب مدينة بالافاس لي فلو الفرنسية، تُربى أسماك القاروص ضمن هذا المشروع العلمي الطموح، الذي يهدف إلى إرسال نسل هذه الأسماك إلى الفضاء، في خطوة غير مسبوقة لاختبار إمكانية تربيتها خارج كوكب الأرض. وتُعتبر هذه الأسماك مصدراً غذائياً مثالياً لرواد الفضاء، لما تحتويه من بروتينات سهلة الهضم، وأحماض أوميغا 3، وفيتامينات B، وهي عناصر ضرورية للحفاظ على صحة العضلات في بيئة تنعدم فيها الجاذبية.


صحيفة الخليج
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
تقرير «موانئ أبوظبي» يرصد أفضل ممارسات صون الشعاب المرجانية
أصدرت مجموعة موانئ أبوظبي تقريراً جديداً بعنوان: «نقل وإعادة توطين الشعاب المرجانية في الخليج العربي: توصيات بشأن الفوائد والمخاطر وأفضل الممارسات للخبراء وصنَّاع القرار»، وذلك في إطار التزامها بتحقيق التنمية المستدامة، وتبني أنشطة وعمليات صديقة للبيئة. يأتي نشر التقرير في أعقاب استكمال مشروع بحثي للحفاظ على الشعاب المرجانية امتد على مدار ثلاثة أعوام بالتعاون بين مجموعة موانئ أبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي. وخرج التقرير بتوصيات لأفضل الممارسات والمعايير الخاصة بنقل وإعادة توطين الشعاب المرجانية في البيئات الفريدة، لاسيما بمنطقة الخليج العربي. ونظراً لكون الشعاب المرجانية تمثل أحد أكثر الموائل البحرية تنوعاً وثراءً في الإمارات، تعهدت مجموعة موانئ أبوظبي بضمان حمايتها وإعادة توطينها بشكل آمن، بما يسهم في الحفاظ على البيئة البحرية الفريدة في أبوظبي وضمان استدامتها. ويشير التقرير بشكل مفصّل إلى أفضل الممارسات المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ الدقيق ومراقبة مرحلة ما بعد إعادة توطين الشعاب المرجانية، ما يسهم في الحفاظ على البيئات والموائل الطبيعية الوافرة في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي. وقالت إيمان الخلاقي، نائب رئيس أول لإدارة الابتكار - مجموعة موانئ أبوظبي: «يسعدنا إصدار التقرير القيّم لنقل وإعادة توطين الشعاب المرجانية، والذي يأتي تماشياً مع جهودنا لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة لنكون الأفضل عالمياً في العمل البيئي والمناخي بحلول عام 2071. يُسلّط التقرير الضوء على جهودنا في تبني منهجيات أكثر استدامة لأعمال التطوير الساحلية، وسنواصل التزامنا تجاه حماية النظم البيئية الحيوية، وترك أثر إيجابي في بيئتنا وصونها للأجيال القادمة». وقال د. جون بيرت، أستاذ علم الأحياء لدى جامعة نيويورك أبوظبي: «التوصيات المنشورة في التقرير تعد تتويجاً لثلاثة أعوام من البحث والتدقيق والتخطيط والتعاون. وسلَّط برنامج نقل وإعادة توطين الشعاب المرجانية الضوء على بعض الأفكار المهمة التي ستمثل مرجعاً ملهماً لجميع المعنيين بتبني مبادرات بيئية في المستقبل. ولا شك أن تعاوننا مع مجموعة موانئ أبوظبي في نشر التقرير القيّم مثال آخر على أهمية الشراكات العلمية والعملية لتعزيز الاستدامة والممارسات البيئية».