عامٌ في «جَدارا»
القصّة، أنني حينَ عُدتُ قبلَ أربعةِ أعوامٍ من غربتي بالمملكة العربيّة السّعودية، وطني الثّاني، حيثُ عملتُ بـِ «جامعة جازان العامرة» أستاذاً جامعياً في كليّة المعلمين ثمّ في كليّة التّربية، ومُتدرِّجاً في الإدارة الأكاديميّة رئيساً لمركز البحوث التّربوية، فرئيساً لقسم التّربية وعلم النّفس، ثمّ مستشاراً في رئاسة الجامعة، كنتُ قد قررتُ وقتها الاعتكاف عن كلِّ عملٍ أكاديميٍ بسبب الجُهد الكبير والدّؤوب الذي بذلتُهُ طَوالَ خدمتي فيها، ولظنّي أنني لن أجدَ ما خبِرتُهُ فيها بأيّ جامعةٍ أخرى من تطوّرٍ وتميّزٍ وإبداعٍ، ومن فِكرٍ إداريٍّ وأكاديميٍّ استراتيجيٍ واستشرافي، مُستذكِراً فيها دوماً قادةَ هذا التطوّر والتميّز والإبداع والفِكر الذين عملتُ بمعيّتهم في فترة قيادتهم مثل (صاحب المعالي أ.د. محمد بن علي آل هيازع، وأصحاب السّعادة أ.د. عبدالغفّار بن سعيد بازهير، أ.د. حسن بن حِجاب الحازمي، أ. أحمد بن يحيى البهكلي رحمه الله).
لكن، وإثرَ حديثٍ مهمٍّ قبل ندوةٍ وطنيّةٍ تشرّفتُ بتقديمها في «جامعة جدارا» جرى مع عطوفة «د.شكري المراشدة» رئيس هيئة المديرين فيها حول البناء والتطوّر والتميّز للجامعة، وما سمعتُه من حديثٍ قيّم لعطوفة «أ.د. حابس الزبون» رئيس الجامعة، تشجَّعتُ للعودة إلى العمل الأكاديمي وتشرّفتُ أن أكون محاضراً للدراسات العليا فيها.
وخلال العام الأوّل الذي قضيتُهُ في «جامعة جدارا» وجدتُ الحكمةَ في إدارة شؤونها، والجدّية في التّدريس ومتابعته، ودعم البحث العلمي وتوجيهه نحو النشر في مجلات علميّة عالميّة متميّزة، والأنشطة النوعيّة والحيويّة التعليميّة وغير التعليميّة، والتنوّع الثقافي والديمغرافي للطلبة المقبولين فيها لدراسة البكالوريوس والدّبلوم العالي والماجستير؛ وقد كنتُ خلال هذا العام شاهداً على توقيعِ عددٍ من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم مع جهات داخليّة وخارجيّة للتبادل المعرفي والفكري وجودة التدريس وهندسة العمليات لتطوير قدراتها البشريّة والمادّية بخاصة التكنولوجيّة والتّقنية لتعزيز أمن المعلومات وتجهيز خوادم البيانات، وغيرها، كما كنتُ شاهداً على انعقاد عشرات المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة والفعاليات الثقافية والوطنيّة والاجتماعيّة، وتنفيذ الأيام العالمية، وعلى استحداثِ وتدشينِ عددٍ من الكليات والبرامج والتّخصصات، وعلى حصولِ عددٍ آخر من البرامج الأكاديمية والتّخصصات العلميّة على الاعتماد، وعلى زياراتِ وفودٍ وقياداتٍ علميّة وأكاديمية للتبادل المعرفي والحضاري والخبرات، وعلى تطبيق قيم الجامعة في كلّ كلياتها، وتحقيق التكاتف الأكاديمي بين إداراتها، عَمادةً ورئاسةَ أقسام وأعضاءَ هيئة تدريس فيها، لإيجادِ بيئةٍ مناسبةٍ وسليمةٍ للتحصيل وتنمية الإبداع والتّميز لدى طلبتها ليكونوا بُناة حقيقيين لوطنهم في المستقبل، ومما أسهم في إيجاد هذه البيئة أيضاً إشاعة القيم الوطنيّة بين طلبتها، والتّوجيه المستمر والمتابعة الجادّة فيها، حتى انتهت فيها كلّ العنصريات الإقليميّة والمناطقيّة والعشائريّة، فلا عنفَ تجدُهُ فيها، ولا هتافاتِ فتنةٍ ترتفعُ في ساحاتها، ولا راياتٍ تُرفَعُ فيها سوى العَلَم الأردنيّ.
هذه ليست صورة متكاملة لأداء (جامعة جدارا) خلالَ عامٍ كاملٍ قضيتُهُ محاضراً للدراسات العليا فيها، فهي مسؤولية وحدة المعلومات والبيانات ولجنة التّقرير السّنوي، لكنها كانت كافية عندي لتكوينِ صورةٍ واضحةٍ لمدى مساهمةِ هذه الجامعة في التنمية الوطنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة ببناءِ مجتمعٍ حيويٍ وتلبيةِ متطلباتِ القطاعين الحكومي والخاص من المعارف والمهارات والقيم الوطنيّة والوظيفيّة.
أخيراً: شكراً جامعة جدارا بعامّة، وشكراً كليّة العلوم التربوية وقسم الإدارة التربوية فيها بخاصّة، أن أعدتُم لي تلك الرّوح الأكاديميّة التي استحضرتُ بها «جامعة جازان» الحبيبة، واشتقتُ معها لأصدقائي وطلابي فيها الذين خبرتُ فيهم عميقَ تقديرِهِم ووفائِهم، وقوّةَ مساندتِهم، وودَّهم الصّادق والمَمدود بتواصلِهم معي وبدُعائِهم لي إلى اليوم، والسّلام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 6 ساعات
- سرايا الإخبارية
خالد ناصر الخوالدة .. مبارك الدكتوراة
سرايا - يتقدم أبناء المرحوم بإذن الله الباشا اللواء ناصر عبد الكريم الخوالدة ووالدتهم الكريمة، بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى ابنهم الغالي الدكتور خالد ناصر الخوالدة بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه في المصارف الإسلامية من كلية المال والأعمال، عن رسالته الموسومة: "أثر التكنولوجيا المالية في جودة الخدمات المصرفية: الدور الوسيط للشمول المالي في البنوك الإسلامية الأردنية". سائلين المولى عز وجل أن يوفقكم ويسدد خطاكم، وأن ينفع بكم الوطن تحت ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه.


خبرني
منذ 10 ساعات
- خبرني
وفاة صالح أحمد الكسواني
الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر اليوم الخميس، في دولة الكويت. وسيُوارى جثمانه الثرى في الكويت. وتُقبل التعازي في جمعية بيت إكسا – يوم الجمعة فقط – للرجال والنساء، من الساعة الخامسة مساءً وحتى العاشرة مساءً.


الشاهين
منذ 11 ساعات
- الشاهين
الدكتور يزيد ،، مبارك التخرج
إنّ إله السّماء يعطينا النّجاح، ونحن عبيده نقوم ونبني' المهندس نبيل القسوس والدكتورة ريما زريقات والعائلة يتقدمون من ابنهم الدكتور يزيد بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة تخرجه من جامعة مؤتة وحصوله على شهادة دكتور في الطب ، الف الف مبروك … وفقك الله وسدد خطاك في خدمة الانسانية والوطن تحت ظل الراية الهاشميه …