
من الزلازل إلى الألحان.. العلماء يفسّرون "موسيقى النجوم الصامتة" (فيديو)
كشف العلماء أن النجوم تُصدر ما يشبه "الأغاني" داخل أعماقها، رغم الصمت المطلق الذي يخيّم على الفضاء الخارجي بسبب غياب الهواء الضروري لنقل الصوت. هذه الألحان الكونية لا تُسمع مباشرة، بل تُرصد عبر تقنيات فلكية متقدمة تُحوّل اهتزازات دقيقة داخل النجم إلى إشارات قابلة للفهم، في ما يُعرف علميًا بـ"الاهتزازات النجمية" أو "الزلازل النجمية".
وتنتج هذه الظاهرة عن حركات غازية عنيفة تُسمّى "الحمل الحراري"، حيث يرتفع الغاز الساخن من داخل النجم إلى سطحه ثم يبرد ويعود إلى الأسفل. هذه الدورة المستمرة تُولّد موجات صوتية داخل النجم، تُحدث اهتزازات تُشبه ارتعاش أوتار آلة موسيقية، وتؤدي إلى تغيرات طفيفة في سطوع النجم يمكن للعلماء رصدها وتحليلها من الأرض.
كيف يلتقط العلماء "أغاني النجوم"؟
نظرًا لاستحالة سماع هذه الذبذبات مباشرة، يعتمد العلماء على تقنية تُعرف بـ"الزلازل النجمية"، وهي علم متخصص في تحليل الاهتزازات الداخلية للنجوم عبر التغيّرات في لمعانها. من خلال دراسة هذه التغيرات، يمكن تحديد خصائص النجم الدقيقة، مثل كتلته وعمره وتركيبه الداخلي. ومع تطوّر التقنيات، بات بالإمكان تحويل البيانات المرصودة إلى أصوات، في تجربة علمية وفنية مذهلة تُعرف بـ"تحويل البيانات إلى صوت".
من خلال تلسكوبات مثل "تشاندرا" و"هابل"، قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بتحويل البيانات الفلكية إلى مقاطع صوتية تتيح للجمهور سماع "أغاني" حقيقية للنجوم والمجرات. هذه المقاطع لا تقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل تساعد أيضًا في تبسيط مفاهيم معقدة وتوسيع فهمنا للكون.
أبرز الأمثلة على "موسيقى النجوم"
- الشمس: تنتج الشمس موجات صوتية داخلية تُسبب اهتزازات دقيقة، وتُستخدم لدراسة طبقاتها العميقة عبر علم يُعرف بـ"الاهتزازات الشمسية".
- النجم BPM 37093: قزم أبيض يُعتقد أنه تحوّل إلى بلورة ضخمة، ويُصدر اهتزازات تُستخدم في دراسة كيفية تطور النجوم وموتها.
اقرأ أيضًا: اقتصاد الفضاء في المملكة ينطلق بقوة وتوقعات بتجاوزه 119 مليار ريال في 2035
- النجوم النابضة: نجوم نيوترونية سريعة الدوران تُطلق نبضات منتظمة من الإشعاع، يمكن تحويلها إلى أصوات تُشبه النقر أو الطنين، وتوفر معلومات دقيقة عن فيزياء الجاذبية والكثافة.
أهمية الاستماع لصوت النجوم
لا تقتصر أهمية هذه "الأغاني" الكونية على الجانب الفني أو الفضولي، بل تسهم بشكل كبير في تطوير فهمنا لخصائص النجوم، ودراسة كيفية تشكّلها وتطورها، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام العلماء في استكشاف تاريخ المجرات وتكوين الكون ذاته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 43 دقائق
- الشرق السعودية
قاض أميركي يرجح عدم دستورية محاولة ترمب ترحيل الطالب محمود خليل
قال قاض أميركي، الأربعاء، إن مساعي إدارة الرئيس دونالد ترمب لترحيل طالب جامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني محمود خليل غير دستورية على الأرجح، معتبراً أن البند الذي نادراً ما يستخدم من قانون الهجرة والذي استندت إليه الحكومة "غامض للغاية". يمثل حكم قاضي المحكمة الجزئية الأميركي مايكل فاربيارز المرة الأولى التي يبدي فيها قاض اتحادي رأيه في دستورية استخدام الرئيس دونالد ترمب لقانون يمنح وزير الخارجية الأميركي سلطة طلب ترحيل أي شخص غير مواطن يرى وجوده في البلاد مضراً بمصالح السياسة الخارجية للبلاد. وقال القاضي في نيوارك بولاية نيوجيرسي إن "القانون، المعروف باسم المادة 1227، غامض لأن الناس لن يتمكنوا من معرفة ما قد يؤدي إلى ترحيلهم". وقال فاربيارز في حكمٍ من 101 صفحة: "ليس بإمكان أي شخص عادي أن تكون لديه أدنى فكرة عن أن الترحيل بموجب المادة 1227 يمكن أن يتم بهذه الطريقة... دون أن يحدد الوزير أولاً ما إذا كان هناك تأثير على العلاقات الأميركية مع دولة أخرى". وخليل محتجز حالياً لدى سلطات الهجرة في لويزيانا. ولم يتناول حكم فاربيارز طلبه للإفراج عنه. وطلب القاضي من خليل تقديم المزيد من الدفوع كتابياً قبل إصدار حكمه النهائي. وألقي القبض على خليل في الثامن من مارس بعد أن استخدمت وزارة الخارجية القانون لإلغاء بطاقته الخضراء. وكان أول طالب يعتقل في إطار جهود ترمب لترحيل الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين التي اجتاحت الجامعات الأميركية بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. ويقول خليل وأنصاره إن اعتقاله ومحاولة ترحيله يمثلان انتهاكاً لحقه في حرية التعبير بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي. ومنع فاربيارز المسؤولين من ترحيل خليل في الوقت الذي يباشر فيه إجراءات طعنه في دستورية اعتقاله. وكتب أنه لن يبت في الوقت الحالي فيما إذا كان قد تم انتهاك حقوق خليل التي ينص عليها التعديل الأول. وقال فريق خليل القانوني في بيان إنه سيقدم لفاربيارز الدفوع الإضافية التي طلبها في أسرع وقت ممكن. وقال محاموه: "كل يوم يقضيه محمود في مركز احتجاز تابع لسلطات الهجرة والجمارك في جينا بلويزيانا يعد إهانة للعدالة، ولن نتوقف عن العمل حتى إطلاق سراحه". وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق. ولم يرد متحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي على طلبات للتعقيب بعد. إطلاق سراح طالبين آخرين تقول جماعات معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية إن إدارة ترمب احتجزت الطالب الذي يدرس السياسة العامة البالغ من العمر 30 عاماً بشكل غير قانوني على خلفية انتقاده للحرب الإسرائيلية على غزة. وخليل فلسطيني ولد ونشأ في مخيم للاجئين في سوريا ودخل الولايات المتحدة بتأشيرة طالب في 2022، وحصل على إقادة قانونية دائمة العام الماضي بعد زواجه من المواطنة الأميركية نور عبد الله التي أنجبت طفلهما الأول الشهر الماضي. وأمر قضاة اتحاديون في الأسابيع القليلة الماضية بالإفراج عن الطالب الفلسطيني الآخر في جامعة كولومبيا محسن مهداوي والطالبة التركية في جامعة تافتس بماساتشوستس رميساء أوزتورك من مركز احتجاز للمهاجرين، وذلك في الوقت الذي يطعنان فيه على جهود الحكومة لترحيلهما.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
تقرير استخباراتي نمساوي جديد: إيران تواصل تطوير برنامجها النووي العسكري
أفاد تقرير استخباراتي جديد بأن إيران "تواصل العمل في برنامجها النشط للأسلحة النووية"، لافتاً إلى أن هذه الأسلحة يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى. وتتناقض المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها السلطات النمساوية مع تقييم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي، وفقا لشبكة Fox News. وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، صرّحت أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في مارس الماضي بأن المجتمع الاستخباراتي الأميركي "لا يزال يقدّر أن إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يُصدر تفويضاً باستئناف برنامج الأسلحة النووية الذي علّقه في عام 2003". وكتب جهاز حماية الدستور النمساوي، النظير المحلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، في تقرير استخباراتي صدر الاثنين، أن "إيران تسعى، من أجل ترسيخ وتوسيع طموحاتها في النفوذ السياسي الإقليمي، إلى إعادة تسلح شاملة تشمل الأسلحة النووية، بهدف جعل النظام محصناً من أي هجوم، وتعزيز هيمنته في الشرق الأوسط وخارجه". وأضاف التقرير: "إن برنامج إيران لتطوير الأسلحة النووية متقدم إلى حد كبير، وتمتلك طهران ترسانة متنامية من الصواريخ الباليستية القادرة على إيصال رؤوس نووية لمسافات طويلة". وبحسب وثيقة استخباراتية حصلت عليها واطلعت عليها شبكة Fox News، فإن "إيران طورت شبكات متقدمة للتهرب من العقوبات، وقد استفادت منها روسيا". وقد تُعقّد هذه النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات النمساوية جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى تسوية للأزمة النووية مع قادة إيران، إذ تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن النظام الإيراني لا يعتزم التخلي عن مساعيه للحصول على سلاح نووي. ورداً على ما ورد في التقرير الاستخباراتي النمساوي، قال مسؤول في البيت الأبيض لـ Fox News: "الرئيس ترمب ملتزم بألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً مطلقاً، ولا حتى القدرة على إنتاجه". وسلط التقرير المؤلف من 211 صفحة، والذي يرصد أبرز التهديدات التي تواجه الديمقراطية في النمسا، الضوء على "خطورة إيران بوصفها دولة راعية للإرهاب وبرنامجها النووي غير القانوني". وجاء في التقرير أن "فيينا تحتضن واحدة من أكبر سفارات إيران في أوروبا، والتي تستخدم الغطاء الدبلوماسي لإخفاء ضباط استخبارات". وأضاف جهاز الاستخبارات النمساوي: "تُجيد أجهزة الاستخبارات الإيرانية تطوير وتنفيذ استراتيجيات التفاف تهدف إلى الحصول على المعدات العسكرية والتقنيات والمواد الحساسة المرتبطة بانتشار أسلحة الدمار الشامل". وأشار التقرير إلى واقعة عام 2021 حين أدانت محكمة بلجيكية الدبلوماسي الإيراني السابق أسد الله أسدي، الذي كان يعمل في فيينا، بالتخطيط لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية عُقد عام 2018 خارج العاصمة الفرنسية باريس، بحضور عشرات الآلاف من المعارضين الإيرانيين. وكان من بين الحاضرين عمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني، الذي كان حينها المحامي الشخصي للرئيس ترمب. التقييم الأميركي وبشأن التباين بين تقييم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي والتقرير النمساوي، قال الفيزيائي ديفيد أولبرايت، مؤسس ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، لشبكة Fox News: "تقرير مديرة مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركي عالق في الماضي، وهو انعكاس لتقدير الاستخبارات الوطنية غير الدقيق لعام 2007". وأضاف أولبرايت: "يتشابه التقرير النمساوي بشكل عام مع تقييمات كل من ألمانيا وبريطانيا. وقد أوضح البلدان، في ذلك الوقت، للمجتمع الاستخباراتي الأميركي أنهما يعتقدان بأن تقييمه كان خاطئاً بشأن إنهاء إيران لبرنامجها النووي عام 2003". وأشار إلى أن التقييم الألماني كان مستنداً إلى معلومات من رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية (BND) في واشنطن، بينما استند التقييم البريطاني إلى مسؤول كبير في ملف عدم الانتشار كان يتناول العشاء معه في اليوم الذي نُشر فيه تقرير 2007. وقال أولبرايت إن "الألمان رأوا أن الولايات المتحدة تسيء تفسير البيانات التي كانت بحوزة الجميع". ورأى أولبرايت أن ما توصل إليه التقرير النمساوي بشأن استمرار إيران في تطوير برنامج نووي عسكري "واضح بما فيه الكفاية". وكانت Fox News قد كشفت عام 2023 عن سلسلة جديدة من تقارير الاستخبارات الأوروبية تُظهر أن إيران سعت إلى الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية من أجل الحصول على التكنولوجيا اللازمة لبرنامجها النووي، في إطار مساعٍ لاختبار سلاح نووي. وأوضحت التقارير الاستخباراتية الأوروبية أن "طهران استمرت في جهودها غير المشروعة للحصول على تكنولوجيا متقدمة لبرامجها النووية والبيولوجية والكيميائية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، سواء قبل عام 2015 أو بعد توقيع الاتفاق النووي". كما أشار التقرير النمساوي إلى أن "إيران تمد حركات مثل (حماس) و(حزب الله)، بالسلاح، إضافة إلى ميليشيات في سوريا". ورفض متحدث باسم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي التعليق، في حين لم يصدر أي رد فوري من وزارتي الخارجية أو مجلس الأمن القومي الأميركي على استفسارات Fox News.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
التفاوض الإيراني بعزل الخليج وإسرائيل
التصريحاتُ المتفائلة حول التفاوضِ الإيراني الأميركي لا تخفي عجزَ الجانبين عن تحقيق أي تقدمٍ حقيقي، ولا يبدو أنَّهما اتفقا حتى على الحدود الدنيا. فهل هذا يعني الاكتفاء بالتهدئة التي حققتها مساعي الرئيس دونالد ترمب حتى الآن دون الحاجة إلى اتفاق سلام؟ من التجارب السابقة نعرف أنَّه عندما تخفق المفاوضات تُفتح أبواب جهنم، وتبدأ دورة عنفٍ أكبر. المفاوضات قد تتأرجح إلى ما بعد الصيف؛ فإنْ لم يحرزِ المفاوضون اختراقاً حقيقياً، وتحديداً تنازلاً إيرانياً أساسياً، فإنَّ التوتر سيرتفع، العقوباتُ الأميركية تتضاعف، والهجومُ الإسرائيلي الموعودُ يصبح أكثر احتمالاً، وينشط الوكلاء الإيرانيون. عادة يفضل المفاوضون أسلوبَ تفكيكِ القضايا المعقدة والدخولَ مباشرة بطرح الحلول والآليات، وعدم التورُّط في النقاش السياسي حول النيات والأهداف والفلسفة؛ ففي الجولة الماضية كانَ التفاوض حول تخصيب اليورانيوم من عدمه، والتفاوض كذلك على نسبته. لكن لا أحد يسأل لماذا تريد طهران تحويلَ مشروعها النووي إلى سلاح عسكري، وليس فقط لإضاءة الشوارع وإدارة المكيفات؟ فالي نصر مستشار الرئيس أوباما حينها أقنعه بأنَّ «إيران تريد امتلاك القدرة النووية ليس طريقاً للعدوان، بل وسيلة لردع تغيير النظام»، أي أنَّه دفاعي. وعزَّز ذلك بقوله إنَّ «نظام إيران يخشى من مصير صدام والقذافي». لهذا اتَّجهتِ المفاوضاتُ لطمأنة نظامِ طهرانَ على وجوده، وأُفرج عن أموالِه المجمدة في سويسرا مع أرباحها ورفعت العقوبات وفتحت التجارة. وقد يبدو هذا التحليلُ مناسباً لدول، مثل باكستان والهند، بل وحتى نظام كوريا الشمالية، التي لجأت لتطوير قدرات ردعٍ عسكرية دفاعية لردع أي تفكير للهجوم عليها من خصومها. نظامُ طهران، وعلى مدى أربعة عقود، لم يتوقف عن محاولات الزحفِ والتوسُّع والهيمنة والتغيير الإقليمي، وعملياته مستمرة في أوروبا وأفريقيا وغيرها. هنا ستكون سياسة السّلاحِ النووي لتمكين النظام من تنفيذ مشروعه بالهيمنة والتوسع. وفي الوقت ذاته حمايته من العواقب التي تستهدفه مباشرة. أي أنَّه لو كان بحوزة طهران سلاحٌ نووي لما أمكن لإسرائيل الهجوم عليها، وكانَ عليها الاكتفاء بمحاربة وكلائها فقط. وستضطر أي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، إلى عدم مواجهة إيران النووية، إلا على أراضي الغير مثل لبنان أو اليمن. استخدام السّلاح النووي لحماية التوسع الإيراني مفهومٌ مختلف لما كانت إدارة أوباما تعتقده. وقد لعب الساسة الإيرانيون ومنظرو النظام على نظرية تدعي خوفَ طهرانَ من مؤامرة تغيير النظام، وهذا سبب سياستها العدائية وحاجتها للنووي كرادع. ودائما يلجأون للاستشهادات التاريخية انتقائياً؛ بأنَّ الولايات المتحدة تآمرت على حكومة مصدق وأسقطته في الخمسينات، وأعادت الشاه. هذه الذرائع الإيرانية لا تستند إلى الواقع اليوم. فيتنام خاضت 19 سنة حرب مع الولايات المتحدة، ومع هذا علاقة الدولتين اليوم جيدة بعد أن طوى الجانبان صفحات الماضي. تفاوضياً، يبدو أن استراتيجية طهران التفاوضية بقيادة الوزير عراقجي تبني آمالها على الخلاف الإسرائيلي الأميركي، وهم بذلك يكررون خطأ استراتيجيتهم التفاوضية التي ارتكبها فريق الوزير السابق ظريف. فقد نجح ظريف في الوصول إلى خط النهاية بالتفاوض مع إدارة أوباما بعيداً عن حلفاء واشنطن الإسرائيليين والخليجيين الذين كانوا في الظلام. وبعد الاتفاق وضعتهم أمام الأمر الواقع. اقتصر الاتفاق على معالجة الهاجس الدولي، وهو السلاح النووي الإيراني، وتجاهل المخاوف الإقليمية، حيث اعتبرها أوباما شأناً يخص دول المنطقة. لكن لم تدم طويلاً أفراح الرئيس السابق روحاني ووزيره ظريف. فقد وقَّع أوباما الاتفاق المعروف، «خطة العمل الشامل المشتركة»، في صيف 2015، وألغاه ترمب في ربيع 2018. نعم، لا نار بلا دخان... يوجد خلاف بين ترمب ونتنياهو، لكنَّه يبقى خلافاً بين حلفاء، والأرجح أننا سنرى في الأخير أن مطالب إسرائيل ستكون على رأس قائمة متطلبات الاتفاق. السؤال: هل وصلت طهران إلى الاعتراف بأنَّه سيستحيل عليها تطوير مشروعها النووي، ومن المخاطرة الاستمرار في مشروعها التوسعي والهيمنة الإقليمية، ويبقى أمامها تبني سياسة جديدة تقوم على الاحترام المتبادل مع كل دول المنطقة والتوقف عن المغامرات وإنهاء حالة الوكلاء والميليشيات والانصراف نحو تطوير بلادها داخلياً كما يفعل جيرانها الخليجيون؟