logo
بين خطاب الفردانية وخطبة العيد

بين خطاب الفردانية وخطبة العيد

الوطنمنذ 9 ساعات

من منظور فلسفي فرداني، الإنسان مسؤول عن أقواله وأفعاله فقط؛ لذا لا يُحاسَب أحد بذنب غيره، ولا يُفترض أن يُقيَّم إلا بمعيار تجربته، هذا الطرح يرسّخ مبدأ "الاستقلالية الفردية"، وهو جوهر كثير من الخطابات قديمًا وحديثًا لكن..
في الأعياد والمناسبات تذوب كثير من القناعات التي يربّينا عليها الخطاب الفرداني، فنستشعر أن الإنسان ابن بيئته، وابن اسمه واسم أبيه، مهما اعتقد عكس ذلك فهو ابن العائلة التي ينتمي لها من قبل أن ينطق اسمه، ومن قبل أن يعرف لغته حتى.
هل لاحظت ما يحصل حين يُذكر اسم في غياب صاحبه؟ في كثير من الأحيان لا يُقال فلان فقط، ولو قيل فلان فقط.. يُتبَع تلقائيًا بجملة: "ولد فلان؟".. بالضبط.. الاسم لا يسير وحده، بل يسير مع سيرة وسمعة، لا تصنعها وحدك للأسف ولا تملكها كاملة.
خضتُ مواقف كغيري تعلمت فيها أن ما يصدر عنك لا يعود إليك وحدك إيجابًا وسلبًا سواء تصرفاتك أو منطوقك، أفعالك وأقوالك فهي قد ترسم صورة أبيك أو أمك في عيون من لا يعرفهم إلا من خلالك.
واجتماعيًا، الاسم لا يُنسى.. لا يُغفر له بسهولة ولا يُفصل عن سلوك حامله، مهما برّرنا ذلك في داخلنا بنظريات "أنا مسؤول عن نفسي فقط"، وهذا صحيح في مواضع عدة، ولكن ما تبنيه أو تهدمه، لا يقف على عتبة ذاتك فقط، بل يُكتب على الباب الرئيسي لبيتكم، لذا كان أنبل ما يمكن أن نقدمه لمن نحب هو أن نكون غطاءً لا عبئًا، وأن نكون من يرفع الاسم لا من يُعتذر بدلًا عنه وأن نكون من يضيف للسمعة فيزيدها طيبًا!
الله الله بالوعي، الوعي بأنك لست وحدك في المشهد، ولو بدوت كذلك.. وأن كل خطوة يرافقك فيها ظلّ لا تراه، اسمك..وأسماؤهم.
فكّرت بكتابة هذا لأن المناسبات تُذكّرنا، حين نُسلّم ونُبارك فنُسأل عن حال الوالد، والوالدة، والأهل.. ولأننا نعيش وسط توهج الذات، نعمةٌ أن تأتينا المناسبات كواحدة من أجمل لحظات الصدق التي نرى فيها توهج ذواتنا ضمن مدىً أكبر.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة مفتوحة إلى الرئيس ولد غزواني حول تهميش أوجفت وحرمان أطرها
رسالة مفتوحة إلى الرئيس ولد غزواني حول تهميش أوجفت وحرمان أطرها

ميادين

timeمنذ 22 دقائق

  • ميادين

رسالة مفتوحة إلى الرئيس ولد غزواني حول تهميش أوجفت وحرمان أطرها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنه من أرضٍ مباركة، عرفت حلقات الذكر، ومساجد العلم، وعبق الصالحين، من مدينة أوجفت التاريخية التي لا تزال جبالها ورمالها شاهدة على حقب من الصلاح والتصوف والعلم والعمل … نرفع إليكم هذه الكلمات، لا تذمّرًا ولا احتجاجًا، وإنما رجاءً في من هو أهلٌ للوفاء، وتذكيرًا لمن رفعه الله في أعين الناس بما زرع آباؤه من خيرٍ وفضلٍ في قلوب أهل هذا الوطن. لقد كانت أوجفت، عبر تاريخها، يثربَ التصوف في هذه البلاد، وخصوصًا في الشمال، حيث استضافت مختلف الطرق الصوفية التي تعايشت فيها بسلام وتسامح، في محبة الله وسلوك طريقه. و كان في طليعتها الطريقة القظفية، التي احتضنتها أوجفت قرونًا، وأرسى دعائمها مع مقدمه إلى أوجفت الولي الصالح الشيخ سيد أحمد ولد الناه ، ثم سار على دربه أعلامٌ كرام من أبنائه، كالشيخ محمد محمود الخلف، والشيخ الغزواني، رحمهم الله جميعًا، و والدكم الشيخ محمد أحمد، طيب الله ثراه، الذي كانت له قدم صدقٍ في هذه الأرض، فجدد العهد، وجمع بين نور العلم وصفاء السلوك، في نهجٍ صوفيٍ معتدل، اجتمعت عليه القلوب، وتعلقت به الأرواح. فخامة الرئيس، لقد كان والدكم، المغفور له بإذن الله تعالى، من العلماء العارفين بالله، والأتقياء الصالحين - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا- فكان لسانه ذاكرًا وفعله خيّرًا، أحبّ أهل أوجفت وأحبوه، فانعقد بينه وبينهم عقد مودّة لا يزال حيًّا في القلوب. واليوم، نكتب إليكم يا فخامة الرئيس، كرئيس لهذا الوطن وكإبن لهذه المقاطعة لا من باب العتب، ولكننا، بأدب الصابرين، نتساءل: لماذا غُيبت أوجفت عن مشروع الإنصاف الذي ارسيتم دعائمه؟ ولماذا يتم استبعاد أبنائها من أصحاب الكفاءة، وأطرها من حملة الشهادات، من سياسة الإنصاف الوطني التي تنتهجونها لرد الحقوق إلى أهلها؟ ولماذا لم تجد مشاريع التنمية طريقها إلى هذه المقاطعة، كما وجدت الى غيرها من مدن وطننا الغالي؟ فخامة الرئيس، ندرك أن مسؤولياتكم جسيمة، وأنكم تديرون شؤون وطنٍ كامل، ولكننا نُعَوِّل على مشروعكم الوطني الهادف إلى تحقيق الإنصاف، ونتطلع لأن يشملنا، ليس فقط لأن أوجفت مدينتكم، وجذوركم، وجذور آبائكم العارفين بالله، بل لأنها جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، ومن حقها أن تنال ، كغيرها من المدن والمقاطعات، نصيبها من العدل والاهتمام والرعاية. قال تعالى: ﴿ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90] نسأل الله أن يجري الخير على أيديكم، وأن يوفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد، وتفضلوا، فخامتكم، بقبول فائق التقدير والاحترام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصالة توثق صورة نادرة مع والدها
أصالة توثق صورة نادرة مع والدها

جفرا نيوز

timeمنذ 24 دقائق

  • جفرا نيوز

أصالة توثق صورة نادرة مع والدها

جفرا نيوز - وجهت الفنانة السورية أصالة رسالة لوالدها الراحل مصطفى نصري، استذكرته فيها بمناسبة عيد الأب، ودعت له بالرحمة كما عبرت عن مشاعرها بكلمات مؤثرة. شاركت الفنانة أصالة عبر حسابها على منصة "إكس" صورة قديمة تجمعها بوالدها الفنان مصطفى نصري وهو يعزف على آلة العود. ووجهت الفنانة رسالة عكست كلماتها اشتياقها له ومدى ارتباطها به، وقالت فيها: يا أبي كلّ سنة وأنت في روحي وكياني وقلبي سكنك، وأدعو الله ربّي أن يجعل جنات النعيم مقامك يا أطيب الناس وأغلاهم، وأن يرحمك برحمته وعيدك في قلبي يتجدّد كلّ يوم. واختتمت أصالة تدوينتها قائلة: لم أنساك لحظة ولم تفارقني يوما يا سيّد الرجال يا مالك روحي يا أبي. وكان المغني والملحن مصطفى نصري توفي في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1984، إثر تعرُّضه لحادث سير أثناء عودته من إحدى الحفلات، عن عمر ناهز 43 عاماً. فنياً، طرحت الفنانة أصالة أحدث أعمالها الغنائية "كلام فارغ" مطلع شهر يونيو/ حزيران الحالي، عبر قناتها الرسمية على منصة "يوتيوب"، وسط تفاعل واسع من جمهورها في الوطن العربي. وصدرت أغنية "كلام فارغ" على طريقة الفيديو كليب، وهي من كلمات الشاعرة منة القيعي، وألحان الفنان تامر عاشور، بينما تولى التوزيع الموسيقي فهد، وهي من إخراج علي حمدان.

"رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية!
"رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية!

النهار

timeمنذ 26 دقائق

  • النهار

"رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية!

الضربة العسكرية الإسرائيلية تجاه إيران كانت محل شجبِ "رابطة العالم الإسلامي"، التي أصدرت بياناً يوم 13حزيران/ يونيو الجاري، أدانت فيه "الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق "البيان" الذي أشارت فيه "إلى خطورة انتهاك سيادة الدول والقانون الدولي وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين". لم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يصدر عن "الرابطة". ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أدانت "الأمانة العامة" في إعلان لها "الاعتداء العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، محذرة من "خطورة التصعيد وعواقبه الوخيمة" داعيةً المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء هذه الصراعات وما في سياقها من التداعيات الدولية ومعالجة مسبّباتها، واليقظة لإنذاراتها المبكرة". هذه المواقف الصريحة من "رابطة العالم الإسلامي" هي جزء من رؤيتها الدائمة إلى الاستقرار وترسيخ السلم الإقليمي والدولي. فـ"الرابطة" بما لديها من مكانة روحية وأدوارٍ دينية واجتماعية وأيضاً مسؤوليات أخلاقية وعملية، تسعى دائماً لأن يكون الخطاب المعتدل هو السائد، وأن تصير العلاقات الحسنة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والحوار هي الأساس في التواصل بين الدول، إدراكاً منها للخطر الذي تسبّبه الحروب، والآثار السلبية المدمرة للأزمات عندما تستمر لفترات طويلة، لأن ضررها لا يقتصر على الجوانب الأمنية والاقتصادية وحسب، بل ما توفره من أجواء تدفع نحو العنف والتطرّف والكراهية، وما تخلفه في النفوس من أحقاد وضغائن ورغبة في الانتقام، تدوم لعقود مقبلة! من يتابع سياسات "رابطة العالم الإسلامي" ونشاطات أمينها العام الشيخ محمد العيسى وخطاباتها، يجد أن هنالك رؤية تنتهجها مبنيّة على إبعاد الدين عن النزاعات السياسية، والنأي به عن استخدامه أداةً في الحروب. من هنا، تأمل "الرابطة" أن تكون هنالك نهاية سريعة للحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وأن يتوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، كي لا يستغلّ المتطرّفون ذلك في الترويج لسرديتهم التي ترى أن هنالك صراع وجود بين الإسلام واليهودية، لأن الحقيقة أن هناك من يسعى للدفع نحو حدوث صدام عنيف بين الأديان السماوية، وهؤلاء المتطرفون موجودون في مختلف الدول والثقافات، والأهم أن لا يُمنحوا هذه الفرصة لترويج أهدافهم وتثبيتها، وأفضل طريقة لذلك وقف الحرب والعدوان، والعودة إلى منطق التفاوض العقلاني والحوار الديبلوماسي والبحث عن المشتركات وفق مقررات الشرعية الدولية والقيم الإنسانية العليا. ليس بإمكان أحدٍ أن يحقق نصراً كاملاً وساحقاً في منطقة الشرق الأوسط عبر العنف وقوة السلاح، لأن الجميع في الحروب خاسرون وحتى من يعتقد أنه منتصر فيها، فالأضرار تتجاوز مجرد الاشتباك المسلح إلى الخلل الذي يصيب المنظومة القيمية والعلاقات البينية بين الشعوب والدول! إن السياسات القائمة على التراحم والتعاون والتآلف بين البشر، هي ما تعمل "رابطة العالم الإسلامي" على ترسيخها، ولذا بادرت إلى الإشادة بـ"التوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بناءً على ما عرضه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز... بشأن تسهيل كل احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير كل الخدمات لهم، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين"، لأن في ذلك رسالة بأن التآلف هو ما يجب أن يسود، وأن السعودية بوصفها خادمة الحرمين الشريفين تقفُ مع حجاج بيت الله الحرام، وتقدّم لهم الخدمات، في مختلف الظروف وبكل السبل، وذلك ما منطقة الشرق الأوسط بحاجة إليه: التعاون وتجاوز الخلافات والعمل معاً من أجل الأمن والسلم والتنمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store