
لحظاتك الصيفية الساحرة: مطاعم شاطئية تجمع بين الفخامة والمرح
هناك سحر لا يمكن إنكاره في تجربة تناول الطعام أمام البحر، حيث يمتزج الهواء النقي المالح مع عبير الأطباق الطازجة، وتصير الأمواج إيقاعاً مريحاً يرافق هذه اللحظات المميزة، التي تذوب خلالها الحدود بين المتعة الذوقية والحسية، وتتحول وجبة الطعام إلى تجربة فريدة من نوعها.
أفضل المطاعم الشاطئية الفاخرة
وبالنسبة للرجل الذواق الذي يقدر الفخامة في كل تفاصيل الحياة، لا شيء يضاهي الاستمتاع بأطباق فاخرة في مطاعم من الطراز العالمي، وسط مناظر ساحلية خلابة وأجواء أتقنت فن الجمع بين الفخامة والاسترخاء.
من المطاعم على شواطئ منعزلة إلى الأماكن التي تضج بالحياة، والتي يجتمع فيها النخبة، اخترنا لكم أبرز المطاعم الشاطئية، التي لا تقدم الوجبات فقط، بقدر ما تقدم تجارب استثنائية تثير جميع الحواس.
ميرامار Miramar
سيمفونية البحر على موائد مزينة بنجمتي ميشلان - المصدر: Restaurant Miramar
يمثل مطعم "ميرامار Miramar"، الواقع على الواجهة البحرية لبلدة "يانسا" في منطقة "كوستا برافا" الإسبانية، مزيجاً استثنائياً بين الأصالة والابتكار، بفلسفة متجذرة في ثقافة الصيد.
فهنا البحر ليس مجرد إطلالة خلابة، بل روح المطبخ الذي يحتفي به في كل لقمة، فقصة الشيف "باكو بيريز" و"مونسيه سيرا"، اللذين حولا الإرث العائلي في صيد الأسماك إلى وجهة عالمية المستوى، تضفي على التجربة دفئاً وأصالة.
المطعم الحائز على نجمتي ميشلان يقدم قائمة طعام، تمثل قصيدة حب للبحر والمنطقة المحيطة، ويبرز الشيف "بيريز" من خلال نهجه المبتكر أفضل المأكولات المحلية الطازجة، باستخدام تقنيات إبداعية ترتقي بالنكهات الكتالونية التقليدية.
من الأطباق المميزة مجموعة من "التباس البحرية"، بالإضافة إلى أطباق الأرز الشهيرة والمتنوعة، التي تمزج بين نكهات المأكولات البحرية الطازجة مثل الروبيان وبلح البحر والأسماك المختلفة مع التوابل والمرق الغني.
ولا ننسى طبق الحبار الصغير الشهير، الذي يطهى بطريقة تحافظ على نكهته الطبيعية مع بازلاء "ماريسمي" الشهيرة، ما يضفي توازناً بين النكهات البحرية ونكهات الخضراوات الطازجة.
وإلى جانب ذلك هناك طبعاً قوائم التذوق المعدة مسبقاً، والتي تشكل رحلة جاسترونومية عبر تراث المنطقة الطهوي، وكذلك قائمة الحلويات وخصوصاً طبقه الأشهر، الذي يبدو تماماً مثل حجارة البحر، وهي واقعية لدرجة أن الزبائن غالباً ما يصعب عليهم تصديق أنها صالحة للأكل فعلاً.
"ميرامار" ليس مجرد مطعم، بل قصة حب للبحر ونكهاته ورموزه ورائحته، ورحلة مختارة بعناية عبر تراث المنطقة الطهوي.
سابلايم كمبورتا بيتش كلوب Sublime Comporta Beach Club
وجهة تسحر الزائرين الباحثين عن الأصالة والرقي والإسترخاء - المصدر: Sublime Comporta Beach Club
يجسد مطعم "سابلايم كمبورتا بيتش كلوب Sublime Comporta Beach Club" فن العيش الساحلي الراقي، على بعد ساعة بالسيارة من لشبونة، حيث يقدم هذا الملاذ الشاطئي الفاخر مزيجاً متناغماً من الجمال الطبيعي والرفاهية العصرية، مع إطلالة خلابة على الساحل البرتغالي البكر في منطقة "الينتخو".
هنا، يسود جو من الأناقة العفوية، حيث يلتقي التصميم المعاصر بسحر الطبيعة البكر، التي تدعو الضيوف إلى اعتناق إيقاع الحرية والاستمتاع بنسيم البحر العليل، في مكان يجمع بين الاسترخاء والرقي.
ويعكس كود الملابس هذه الفلسفة، حيث يتم تشجيع الضيوف على ارتداء الملابس الشاطئية الأنيقة والمريحة خلال النهار، واعتماد إطلالات أكثر رقياً للمناسبات المسائية.
ويعد التميز الطهوي جوهر التجربة في هذا المطعم الموصى به في دليل ميشلان، حيث يقدم المأكولات البحرية المحلية المعدة بإتقان لتبرز النكهات الخاصة بالمنطقة، فكل طبق هو تحية لتراث المطبخ البرتغالي الغني.
ومن الأطباق المميزة التي يشتهر بها المطعم "ريزتو الأخطبوط الأسود" و"الأرز بالحبار وبلح البحر الأسود"، بالإضافة إلى خيارات راقية مثل "تارتان اللحم"، وطبعاً مجموعة متنوعة من الأطباق المتوسطية الكلاسيكية.
التجربة حسية لذيذة، ورحلة مختلفة تقوم على بساطة السهل الممتنع، والمكونات الطازجة، والتقديم الأنيق الذي يجعل كل وجبة احتفالية بحمالية البحر.
جاردان تربيزينا Jardin Tropezina
ملاذ بروفنسالي بروح متوسطية أنيق تحت أشعة الشمس الذهبية - المصدر: Jardin Tropezina
يقع مطعم "جاردان تربيزينا Jardin Tropezina"، الحائز على نجمة ميشلان، على "شاطئ بامبلون" المشمس في "راماتويل"، على بعد دقائق قليلة من بريق "سان تروبييه"، وهو واحة راقية يلتقي فيها التقليد البروفنسالي بأناقة الريفييرا الفرنسية.
ويقدم المطعم المعروف برقيه، ملاذاً هادئاً تحيط به أشجار الصنوبر العطرة وبساتين الزيتون والحدائق المتوسطية الخصبة.
ويتميز "جاردان تربيزينا، Jardin Tropezina" بتصميم يحتفي بجمال الطبيعة، مع أجواء مرحبة، وتضيف الهياكل الخشبية والألوان الباردة الناعمة سلاسة تجعله يندمج مع الأجواء المحيطة العفوية، والنابضة بالحياة والحيوية.
يحتفي المطبخ، تحت إشراف الشيف "اديانا جيلي" بنكهات جنوب فرنسا، من خلال قائمة تركز على المنتجات المحلية الموسمية، وتتصدر بطبيعة الحال، المأكولات البحرية الطازجة والأسماك المشوية والأطباق النباتية القائمة، حيث تحضر ببساطة وأناقة لإبراز نكهاتها الخام.
ويعد طبق الأسماك المشوية، رغم بساطة تحضيره من أشهر الأطباق، إذ يتم تحضيره مع قليل من زيت الزيتون المحلي والأعشاب، ما يبرز النكهة المميزة والطبيعة للأسماك.
إلى جانب ذلك يبرز طبق "راتاتوي بروفنسال" التحفة النباتية الصيفية، التي تجمع بين تنوع الخضراوات الشهية وألوانها الزاهية.
وطبعاً لا ننسى "تارت تروبيزبان"، البريوش الخفيف المحشي بكريمة الفانيلا، الطبق الأشهر، والذي يمثل تحية راقية لترات "سانت تروبيه".
خلال ساعات النهار يضج المطعم بالزائرين الباحثين عن الطعام اللذيذ الفاخر، وسط أجواء من الاسترخاء، وفي الليل يتحول إلى بقعة من التجمعات الأنيقة، وهذا ما يجعله من المطاعم المميزة، فهو مكان يلتقي فيه سحر "بروفانس" بأناقة "الريفييرا"، حيث يستمتع الضيوف بألذ نكهات البحر المتوسط في بيئة توفر لهم الخصوصية والترحاب .
بيتش هاوس Beach House
الأصالة الويلزية في إطار طبيعي خلاب - المصدر: Beach House
يقدم هذا المطعم الشاطئي تجربة طعام لا تُنسى، مع إطلالة بانورامية على البحر، حيث يقع على شاطئ "أوكسويتش" في شبه جزيرة "جاور" الساحرة في ويلز، وهو ملاذ فاخر حائز على نجمة ميشلان، يقدم تجربة طعام استثنائية تجمع بين الأناقة وسحر الحياة البحرية البسيطة، تحت قيادة الشيف "هايويل جريفيت".
ولعل ما يميز المطعم عن غيره من الأماكن هو موقعه في مبنى قديم، تم تحويله من مخزن فخم إلى مطعم، ليعكس روح البحر القائمة على البساطة والأناقة، باستخدام الخشب والإضاءة الناعمة، والمطبخ المفتوح، الذي يسمح للضيوف بمشاهدة الفن الكامن خلف كل طبق، وتكلل الإطلالة البانورامية على البحر هذه التجربة الحميمة الهادئة وسط أجواء منعشة ومرحبة.
أما قائمة الطعام فهي احتفال بالنكهات المحلية، بإستخدام أفضل المكونات الطازجة من خليج "أوكسويتش" والمناطق المحيطة، بحيث يتم تقديمها بلمسات عصرية، مع الحرص على المحافظة على التقاليد البريطانية.
ويتميز المطعم بأطباق المأكولات البحرية، وخصوصاً طبق "جراد البحر"، الذي يتم اصطياده من خليج "أوكسويتش"، والذي يقدم مع الخس المشوي وخل "زهرة البلسان" والفلفل الحار المخمر والكرنب والشمر، ما يخلق توازنًا بين النكهات الحارة والمنعشة.
بالإضافة إلى أطباق "سمك القد" مع صلصة بيضاء والسلمون البحري، الذي يقدم بأسلوب بسيط لكنه يعج بالنكهات، إذ يتكون من السمك مع مرق غني وشرائح الفجل الرقيقة.
فالي Valle
تحفة الطهي المكسيكي على شواطئ كاليفورنيا - المصدر:Valle Oceanside Facebook
يقع في قلب مدينة "أوشن سايد" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مباشرة على الساحل المطل على المحيط الهادئ، ويعد وجهة راقية تقدم تجربة طهي مكسيكية معاصرة، حائزة على نجمة ميشلان تحت إشراف الشيف "روبرتو الكوسير"، ويعكس مطعم "فالي Valle" مزيجاً فريداً من نكهات "باجا" المكسيكية التقليدية، مع لمسات عصرية مبتكرة.
فيما يسمح موقعه الخلاب للزوار الاستمتاع بأجواء شاطئية هادئة، تجمع بين نسيم البحر المنعش وهدير الأمواج في خلفية مثالية، لتناول أشهى الأطباق.
أجواء المطعم تعكس الفلسفة التي يقوم عليها، وهي الراحة والبساطة الأنيقة، ويمكن لمس روح البحر من خلال الألوان المستوحاة من البيئة البحرية والاضاءة الدافئة، والمساحات المفتوحة التي تسمح للضوء الطبيعي بالتدفق.
تميز قائمة طعامه ونكهاته، التي تجمع بين الأصالة والابتكار، منحه نجمة ميشلان، ويعد طبق "السلمون" الطازج مع صلصة "بونو" ومايونيز "الوسابي" من أشهر الأطباق التي تعكس فلسفة المطعم، حيث يجمع الشيف بين النكهات التقليدية والمعاصرة باستخدام مكونات محلية.
وفي هذا الطبق، يقدم السلمون بطريقة تبرز نكهته الطبيعة مع صلصة "بونزو"، التي تضيف لمسة حمضية مدخنة مستوحاة من المطبخ الياباني، بينما يضيف مايونيز "الوسابي" نكهة حارة ومنعشة، توازن بين النكهات وتمنح الطبق عمقاً مميزاً، وطبعاً لا ننسى قائمة التذوق المكونة من 8 أطباق تأخذ الضيوف في رحلة من النكهات المتنوعة، وتنقلهم من البحر إلى البر في مسار عابر للقارات.
بالإضافة إلى ذلك يقدم المطعم تجربة مميزة، حيث يمكن حجز "طاولة الشيف Chef's Table'، وهي عبارة عن تناول الطعام داخل المطبخ، مما يتيح فرصة متابعة تحضير الأطباق عن كثب، والتفاعل مع الشيف وأفراد الطاقم الذين يشرحون كل طبق وتفاصيل المكونات وتقنيات الطهي المستخدمة.
حصول هذه المطاعم على نجوم ميشلان وتقديرات النقاد والتقييمات العالية لم يأت من فراغ، بل جاء تتويجاً لرؤية وفلسفة كل واحد منهم، والتي تختلف في التفاصيل وتجتمع تحت عنوان عريض واحد، وهو أصالة وابتكار وتميز وتحية تقدير للبحار والنكهات المميزة التي تقدمها لنا.
المطاعم لا تقدم وجبات، بل ذكريات تختلط فيها النكهات الجريئة بنسيم البحر المنعش، حيث تذوب الحدود بين تجارب الطهي الراقية وبين الاستمتاع بالطبيعة في تجربة لا تنسى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 29 دقائق
- الشرق السعودية
الشاعر أحمد يماني: لست متعصباً لنوع من الشعر وفكرة التجييل غير صحيحة
يرفض فكرة المجايلة، وظهوره في جيل التسعينيات قبل ثلاثين عاماً، لا يعني أن هناك جيل أدبي جديد كل عشر سنوات. يصعب تصنيف أحمد يماني، فهو كاتب ومترجم ومعدّ برنامج إذاعي في القسم العربي، ومهاجر يقيم منذ سنوات في إسبانيا، لكن يغلب عليه تعريف "الشاعر"، ونال مؤخراً جائزة سركون بولص الشعرية المرموقة. هنا حوار معه حول الجوائز والشعر ومحطات العمر. للمرة الثانية يفوز شاعر مصري بجائزة سركون بولص، ماذا يعني لك ذلك وهل تعتقد أن الجائزة أنصفت شعراء جيل التسعينيات في مصر؟ أميل إلى الاعتقاد بوحدة اللغة الشعرية، نجد هذا في اللغات الكبيرة كالعربية والإسبانية، باختلافات طفيفة بين البلدان التي تنتجها، لكنها في النهاية لغة واحدة ذات أطياف متعددة، ومن ثم يكون الحديث عن الشعر المكتوب بالعربية أو بالإسبانية، حتى لو تحدثنا عن الشعر التشيلي أو الكولومبي أو المصري، على سبيل المثال، لكن في النهاية نحن إزاء لغة واحدة. أعتقد أنه يجب علينا أيضاً التخلص من التقسيم العقدي المحلي للأدب، وأن يتم ربطه بظواهر أو بحركات بدلاً من تقسيم عقدي غير مجدي، فمن قال إن جيلاً جديداً يظهر كل عشر سنوات في الأدب والفن؟ هذا ليس قانوناً. كذلك من قال إن الشعراء المجايلين لبعضهم البعض يقاربون القصيدة نفسها؟ هذا غير صحيح أيضاً. هناك شعراء كبار لم يفوزوا بأي جوائز على الإطلاق، وسركون بولص نفسه خير مثال على ذلك، فهو لم يفز بأي جائزة في حياته. وهذا لم ينقص شيئاً من شعره. أماكن خاطئة يحضر في شعرك وعناوين دواوينك ذلك الوعي بالمكان كما في "أماكن خاطئة"، فهل الشعر لديك هو تفكير بالصورة أم بشعور ما؟ في حواري مع جريدة "الكورييو الإسبانية" نشره شاعر وصحفي إسباني هو إنييجو ليناخي، أخبرني أنه لاحظ في قصائدي المترجمة إلى الإسبانية، توارد مفردة "البيت" ومفردة "المقبرة"، وأخبرته أني شخصياً لم أنتبه إلى ذلك حتى ترجمتُ منذ سنوات قليلة قصيدة لثيسار باييخو، يقارن فيها بين البيت والمقبرة، واكتشفت أنه منذ قصائدي المبكرة، كان لدي هذا الهوس، لنقل بفكرة البيت وفكرة المقبرة، وهو أمر يظهر في قصائدي بأشكال متعددة. أعتقد أنني لست مهووساً بفكرة المكان بشكلها العام، بل ببعض المكان وليس مطلق المكان. جاء عنوان ديواني "أماكن خاطئة" من سطر في إحدى قصائده بعنوان "الكتاب": كيف لا يمكن لها/ أن تقرأ ما أكتبه/ كيف تنتظر وراء الباب/ ليمرّ أحد/ يعطيها بعض الكلمات/ الكلمات الغريبة الغامضة/ إلا أنها تنصت و تبتسم/ كأنها كانت هناك معي/ في الخامسة صباحاً/ كأنّ يدها/ حرّكت بعض الكلمات/ نقلتها من أماكن خاطئة. لا يبدو أنك مستسلم لتعريف محدد لماهية الشعر وتميل أكثر للعب مع اللغة والقوالب الشعرية؟ ليس للشعر ماهية واحدة وإلا كان الجميع نسج على منوالها، وهو قابل كل صورة. في الحقيقة القصيدة نفسها هي من تأخذ صورتها، وأنا أحب الشعر في كل أشكاله ومذاهبه، ولست متعصّباً للشعر الحر الموزون وغير الموزرن، ولا لقصيدة النثر ولا للقصيدة العمودية ولا لقصيدة اللغة المصرية الدارجة. شخصياً أكتب طرفاً من كل ما سبق إرضاءً لروحي، كما يقول رينيه شار، لكني لا أنشر كل ما أكتب. أفكر دائماً أنه علينا جميعاً شعراء ونقّاد ومحبين للشعر، أن نناقش القصيدة العربية الحديثة، التي كان لإيقاعها التجديدي السريع تبعات، منها القفز على المراحل وبعض التشتت وفقدان التأصيل في بعض الأحيان. والآن بعد أكثر من 75 عاماً من انطلاق القصيدة العربية الحديثة، أعتقد أنه حان وقت مراجعتها، وأعرف أن هذا عملاً ليس باليسير، لكنه في غاية الأهمية إذا أردنا أن نعرف أين يقف شعرنا المكتوب بالعربية الفصحى من شعر الآخرين، وإلى أين يمكن أن يسير. في بدايتك حصلت على جائزة "رامبو" في ذكرى مئوية الشاعر الفرنسي، فهل تشترك معه في نزعة القلق والتمرّد؟ حصلتُ على المركز الأول لجائزة "رامبو" عام 1991 من مجلة "إبداع" القاهرية، بالتعاون مع المعهد الفرنسي في القاهرة، وهي جائزة من نسخة واحدة، حملت اسم الشاعر الفرنسي "رامبو" في الذكرى المائة لوفاته، وكانت لجنة التحكيم تضم الأساتذة: حسن طلب، وأحمد عبد المعطي حجازي، وإدوار الخراط وجابر عصفور. كنا نقرأ رامبو في ذلك الوقت من ترجمة الفنان الكبير رمسيس يونان، وهو ترجم "فصل في الجحيم". نحن لا نعرف ما الذي كان يمكن أن يكتبه رامبو لو واصل كتابة الشعر، وجزء من قلق الشاعر وتمرّده، إذا شئنا استعارة تعبيرك، فإنما يعود إلى انقلابه على عمله نفسه. كان المتنبي قلقاً ومتمرّداً قبل رامبو بألف سنة تقريباً، وليس فقط بيته الشعري الشهير "على قلق كأن الريح تحتي أوجّهها جنوباً أوشمالاً" ما يدل عليه، بل كل عمله. أعتقد أن لكل الشاعرات والشعراء نصيب من القلق والتمرّد، وخصوصاً في مرحلة الشباب، وإلا فلماذا الذهاب إلى الشعر تحديداً؟ وهنا تستدعي الذاكرة على الفور كتاب فرناندو بيسوا الشهير "كتاب القلق" أو "كتاب اللاطمأنينة"، وتمرّده على نفسه الشعرية، قاده إلى اختلاق شعراء آخرين فيما وُصف بالأنداد أو النظائر. تشغل الصحافة حيزاً أساسياً في تجربتك إضافة إلى التدريس، ومنذ ربع قرن حملت حقيبتك وهاجرت إلى إسبانيا وأصبحت مقيماً بين ثقافتين، ماذا يعني لك كل ذلك؟ في الحقيقة لم أعمل في الصحافة المكتوبة إلا لفترة قصيرة، إذ عملت فور تخرجي في الجامعة عام 1992 مع الراحل الكبير حلمي سالم في مجلة "أدب ونقد" لأشهر، بعد ذلك عملت أكثر في التصحيح والتحرير اللغوي. في إسبانيا عملت في مهن عدّة ومنها التدريس والترجمة، حتى التحاقي بالعمل في القسم العربي من إذاعة إسبانيا الوطنية، وبعده وبالتزامن معه عملي في الجامعة لفترة محدودة، حيث لم يكن ممكناً قانونياً الجمع بين عملي الإذاعي وعملي الجامعي، كما أخبرتني حينها وزارة العمل في رسالة رسمية. اكتفيت بعملي في الإذاعة، وهو عمل يتيح لي التواصل اليومي مع العالَمين الإسباني والعربي، وأشعر بمسؤولية كبيرة تجاههما، وأحاول قدر الإمكان تغيير الصور النمطية التي يفكر فيها كل واحد بالآخر، وهذا يعني لي الإقامة وسط ثقافات متعددة، فهناك عالمان كل منهما يعجّ بتنويعات ثقافية بالغة الاختلاف. الحقيقة أن أي عمل قمت أو أقوم به لم يكن معيقاً أبداً في كتابة الشعر، بل على العكس أضاف لي خبرات جمّة، إذ عملت في مهن عدّة منذ صباي المبكر، ولهذا أعتبر نفسي "صنايعياً" حتى هذه اللحظة. هناك جهود ممتدّة للترجمة بين العربية والإسبانية وكان لك نصيب فيها، على أي أساس تختار النص للترجمة وهل منحتك حساسية ما؟ لا أنظر إلى نفسي أبداً بوصفي مترجماً محترفاً، لي بعض الترجمات التي أحببت أن أنقلها إلى العربية، منها الشعرية ومنها النثرية، وفي معظمها اخترت أنا ما أترجمه، وأقول في معظمها لأني قمت مرّة بترجمة عشر قصائد كولومبية باقتراح من المستعربة الإسبانية ميلاجروس نوين، التي رشّحتني لهذه الترجمة. ساهمت كذلك في مراجعة بعض الترجمات من الإسبانية إلى العربية، ومن العربية إلى الإسبانية. لا يمكنني القول إن لدي خطة في الترجمة بالمعنى التقليدي، لكن يمكنني القول إن ما ساهمت به في هذا الحقل، كان بدافع تعريف من يحب قراءة الشعر بأصوات شعرية جديدة، لم تترجم من قبل إلى العربية. كما اخترت في بعض الأنطولوجيات التي ترجمتها، قصائد لم تُترجم من قبل إلى العربية، لأسماء باتت معروفة لدينا سواء من إسبانيا أو من أميركا اللاتينية. الآن لدي بعض الترجمات النثرية والشعرية التي لم تنشر، وقد أنشرها قريباً، ولا أدري بعدها حقيقة هل سأواصل الترجمة أم لا. أودّ هنا الإشارة إلى جهود ترجمة الشعر العربي إلى الإسبانية، التي لم تلقي الصحافة العربية عليها الضوء الكافي، بل وأحياناً يتمّ التعتيم عليها، وأودّ أن أثمّن هنا عمل الصديق الشاعر والمترجم الشاب جعفر العلوني، في نقل الشعر العربي إلى الإسبانية، وكذلك الصديقة المستعربة ماريا لويسا برييتو، وقد ساهمت معها في ترجمة مختارات لسركون بولص إلى الإسبانية. كذلك الصديق الشاعر والمترجم خالد الريسوني، وحضوره الترجمي في أميركا اللاتينية. وما دمنا في إسبانيا، فلدينا في برشلونة الصديق المترجم الإنجليزي روبِن موجير، الذي ترجم العديد من الشعراء العرب إلى الإنجليزية. شعراء عرب كثيرون عاشوا في المهاجر بعضهم وإن طال الزمن اختار العودة إلى الوطن لإكمال الدائرة، فأين تتوقع خطوتك القادمة؟ ما دمنا في حضرة سركون بولص، فسيكون لدينا هنا اقتباس عن اقتباس ذكره في مقالته "الشعر والذاكرة"، وقد صدّرنا به الترجمة إلى الإسبانية، إذ كتب يقول: "لقد أصابت جيرترود شتاين عندما قالت: يجب أن يكون لدى الكاتب بلدان اثنان، بلد ينتمي إليه، وبلد يعيش فيه فعلاً. ويكون البلد الثاني رومانسياً، منفصلًا عنه، ليس حقيقياً، لكنه موجود حقاً.. وبالطبع يكتشف الناس أحياناً بلدهم كأنه هو البلد الآخر". الانفصال الكبير عن بلدي المهاجر لم يعد قائماً كما كان من قبل، الواقع أن الحياة تغيّرت كثيراً، فلم تعد هناك تلك العوائق أمام تواصل البشر أياً ما كان موضع إقامتهم، كما كان يحدث في الماضي القريب، وتزامن وجودي في إسبانيا مع ثورة الاتصالات ووسائل التواصل والقنوات الفضائية واليوتيوب وما إلى ذلك. في أحيان كثيرة، أنسى أني أعيش في مدريد حيث يمكنني متابعة أحدث المسلسلات والأفلام والبرامج ومباريات كرة القدم، كما لو أني أعيش في القاهرة. هذا من جانب، ومن جانب آخر أفضّل العيش في اللحظة الحاضرة، ولحظتي الحاضرة في مدريد، وإذا ما أردت يوماً العودة نهائياً إلى مصر فسأفعل ذلك. هناك صيغة جيدة في تقديري، لمن قضى سنوات طويلة في الخارج، وهي التي يقوم بها الصديق الدكتور طلعت شاهين، بعد أكثر من أربعين سنة عاشها في إسبانيا، وهي قضاء الوقت بين القاهرة ومدريد.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
يامال يرد على التهديدات: المؤثرة "الجريئة" تكذب.. ووالدتي دليل براءتي
نفى لامين يامال نجم برشلونة الإسباني ما تردد عن محاولة لقائه بالمؤثرة كلوديا بافيل التي تقدم محتوى "جريئا" وتكبره بـ11 عامًا، مشيراً إلى أنه لم يكن مهتمًا بذلك، إذ يعيش مع والدته التي لا تسمح بدخول الغرباء إلى منزله. وظهرت كلوديا (28 عاماً) عبر برنامج "تاردي آر" الإسباني مساء يوم الجمعة وكشفت رسائل ومقاطع صوتية بينها وبين لامين يامال عبر تطبيق "واتساب" يطلب منها القدوم إلى منزله، ورد عليها عندما قالت له بأنها تكبره بـ11 عاماً بالقول: توقفي عن التفكير بعمرك. من جانبه، أكد يامال في تصريحات لأحد أفراد البرنامج أنه لم يكن مهتمًا بلقائها، قائلًا: لم نلتق.. لست مهتمًا. والدتي لا تسمح بالزيارات غير المألوفة. وأضاف يامال: اسألها إن شئت، ربما ستتحجج بفكرة أنني قاصر، لكننا لم نلتقِ قط لأنني أخبرتها أنني لست مهتمًا. وردت بافيل بعد ذلك قائلة: يدّعي أنه يعيش مع والدته، لكنه في الواقع يعيش بمفرده. يقول إنه رفضني، عندما كان هو من سعى للتواصل معي وأصر على لقائي. ينكر أننا التقينا، على الرغم من من وجودنا في عدة مناسبات اجتماعية. وأضافت: أطلب بكل احترام التوقف عن الرسائل المسيئة والتشهيرية. لم أقم قط بأية علاقة مع قاصر، ولم أرتب لقاءً قط، ولم تكن هناك أية خطة تتعلق بالشهرة أو المال. وفي حديثها في البرنامج لاحقًا ذكرت أنهما لم يلتقيا لأنها لم ترغب في مقابلة قاصر. كما زعمت أن لديها تسجيلات صوتية لنجم برشلونة يقول فيها إنهما يستطيعان قضاء الوقت معًا على الرغم من فارق السن. وتأتي هذه القضية بعد أيام من الجدل الذي أثير حول علاقة مزعومة بين يامال والمؤثرة فاتي فاسكيز، التي تكبره بـ13 عامًا، بعد انتشار صور لهما خلال عطلتهما الصيفية.


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
جاي-زي يتألق بتحفة لا يملكها سوى 5 حول العالم
في مشهد جمع بين الموضة والمكانة، أطلّ نجم الراب الأمريكي جاي-زي خلال ظهوره في نادي 40/40 Club ضمن فعاليات Fanatics Fest NYC، مرتديًا واحدة من أندر ساعات العالم، إصدار محدود للغاية من علامة Audemars Piguet، لم يُصنع منه سوى خمس قطع فقط حول العالم. الساعة تنتمي إلى مجموعة Royal Oak Double Balance Wheel Openworked، وهي واحدة من أكثر التصاميم تعقيدًا وفخامة في سجل الدار السويسرية العريقة. القطعة التي اختارها جاي-زي مصنوعة بالكامل من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، مع ميناء مفتوح يكشف آلية الحركة الدقيقة بطريقة فنية ساحرة، ويحيط بالقرص الداخلي حلقة مرصعة بحبيبات من الياقوت الأزرق، تُكملها 32 قطعة باغيت من الياقوت أيضًا تغطي الإطار الخارجي، ما يضفي هالة من البذخ الملكي. تفاصيل هندسية تعكس رقي الصناعة تعمل الساعة بحركة Calibre 3132 ذاتية التعبئة، وهي مُزوّدة بنظام Double Balance Wheel الحصري من Audemars Piguet، والذي يعزّز دقة التوقيت واستقرار الأداء في مواجهة التأثيرات الخارجية. وتبلغ ذبذبتها 21,600 تردد في الساعة (3 هرتز)، مع احتياطي طاقة يصل إلى 45 ساعة، مما يجعلها واحدة من أقوى الحركات الميكانيكية على مستوى الصناعة الفاخرة. أما الهيكل، فيأتي بقطر 41 ملم وسماكة 9.9 ملم، ويمنح مقاومة للماء حتى 50 مترًا، ليجمع بين الجمال الكلاسيكي والقوة العملية. الجدير بالذكر أن هذه النسخة الخاصة لا تُتاح للشراء بسعر معلن، ما يعزّز من سحرها وغموضها كقطعة لا تصل إلا إلى قلة من النخبة العالمية. ظهور جاي-زي بهذه الساعة لم يكن مجرد اختيار أنيق، بل إشارة مدروسة إلى مكانته في عالم الذوق والفخامة، مع قطعة لا يملكها سوى أربعة آخرين في العالم، لكنها في نيويورك وجدت معصمها المثالي.