logo
جزائريون يحوّلون 'يناير' من احتفال محلي إلى ثقافة عالمية

جزائريون يحوّلون 'يناير' من احتفال محلي إلى ثقافة عالمية

الشروق١٠-٠١-٢٠٢٥

يحتفل الجزائريون كل عام برأس السنة الأمازيغية 'يناير'، خاصة بعدما أصبح يوما رسميا منذ بضع سنوات، فهو مناسبة تعكس ارتباطهم العميق بجذورهم الثقافية وهويتهم المتجذرة عبر التاريخ، هذا الاحتفال الذي يحمل طابعا تقليديا أصيلا بات اليوم يشهد تحوّلا معاصرا بفضل جهود الشباب الذين يجمعون بين الإبداع التكنولوجي والاعتزاز بتراثهم الأمازيغي، عبر منصات الرقمنة الحديثة، استطاع هؤلاء الشباب تحويل يناير من مجرد احتفال محلي كان يقتصر على بعض المناطق فقط، إلى فرصة عالمية للترويج للثقافة الأمازيغية الجزائرية والعمل على استمراريتها وتعريف الأجيال الجديدة بها.
تتنوع الأجواء الاحتفالية والمظاهر بعيد يناير من إعداد الأطباق التقليدية مثل 'الكسكس' و'الشخشوخة'، إلى تنظيم أنشطة فنية وفلكلورية تجسّد الروح الجماعية والموروث الشعبي للمنطقة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا في أسلوب الاحتفال، حيث تبنّت الجمعيات الثقافية والمؤسسات المحلية طرقا عصرية تعزّز من قيمة هذه المناسبة، كنوع من الترويج لثقافتها.
وفي سياق ذلك، كشف الدكتور علي كحلان، المختص في الرقمنة، لـ'الشروق' عن إدراج عروض رقمية بهذه المناسبة تحكي تاريخ الأمازيغ عبر تقنيات الواقع الافتراضي، مما يسمح للمتصفحين بالتعرف على التراث الأمازيغي بطرق مبتكرة، كما تقام معارض افتراضية تسلط الضوء على الحرف اليدوية الأمازيغية والأزياء التقليدية، ما يجعل هذه الثقافة أقرب لجيل الشباب، مضيفا أن بعض الشركات الناشئة أصبحت اليوم تستثمر في تطوير تطبيقات تعليمية لتعلم اللغة الأمازيغية، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل اللغة والثقافة الأمازيغية أكثر سهولة في الانتشار والتعلم.
وفي المقابل، أضاف المتحدث أن التكنولوجيا أصبحت أداة قوية لتثمين التراث بصفة عامة وليس الأمازيغي فقط وضمان استمراره في مواجهة تحدّيات العولمة، قائلا إن الرقمية تقدّم فرصة فريدة لتعريف العالم بهذا التراث، طالما أن الشباب مستمرون في الجمع بين الإبداع، التكنولوجيا، والاعتزاز بجذورهم، سينجحون في التعريف به عالميا على حد قوله.
وأوضح الدكتور كحلان، أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو في حد ذاته فرصة لترويج التراث الأمازيغي الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية للهوية الجزائرية، مشيرا إلى أنه يعكس عمق الجذور وتنوع الثقافة المحلية التي تتميّز بها بلادنا، وأضاف أن العولمة قد تتسبّب أحيانا في طمس الهويات، ولهذا يصبح الحفاظ على هذا الإرث وتثمينه ضرورة، خاصة بالنسبة للشباب الذين يعتبرون اداة لنقل التراث للأجيال القادمة.
وأشار الخبير إلى أن التكنولوجيا مؤخرا ساهمت بشكل كبير في إعادة إحياء الثقافة الأمازيغية وتحويلها إلى قوة معاصرة،حيث لم يعد هذا التراث مجرد جماد قديم، بل تطور إلى محتوى افتراضي من خلال أعمال حديثة مثل مقاطع موسيقية تمزج بين الإيقاعات التقليدية والأصوات العصرية، أفلام قصيرة، وحتى رسوم متحركة تروي الأساطير والحكايات الأمازيغية.
كما لفت الدكتور كحلان إلى الإبداع الكبير الذي يظهره الشباب الجزائري في توظيف المنصات الرقمية مثل 'يوتيوب'، 'أنستغرام'، و'التيك توك' لنشر القصص، الأغاني التقليدية، والحكايات التاريخية، واعتبر أن هذه الأرشيفات الرقمية تساهم في الحفاظ على الذاكرة الثقافية للجزائر، مع تشديده للسعي إلى تحويل يناير إلى حدث عالمي يعترف به كجزء من التراث الإنساني، بالتعاون مع المنظمات الثقافية الدولية، قائلا أن هذه الخطوة نحو العالمية، وإن بدت صغيرة، تحمل في طياتها طموحات كبيرة لتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، وإظهار ثراء الثقافة الجزائرية في مشهد ثقافي عالمي متنوع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عودة المهرجان الوطني لمدارس التكوين وإطلاق "أوركسترا الطالب" لتعزيز الإبداع الثقافي الجامعي
عودة المهرجان الوطني لمدارس التكوين وإطلاق "أوركسترا الطالب" لتعزيز الإبداع الثقافي الجامعي

جزايرس

timeمنذ 21 ساعات

  • جزايرس

عودة المهرجان الوطني لمدارس التكوين وإطلاق "أوركسترا الطالب" لتعزيز الإبداع الثقافي الجامعي

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وجاءت هذه التصريحات خلال فعاليات لقاء ثقافي احتضنته المدرسة العليا للفنون الجميلة تحت شعار: "إبداع الطالب رافعة للاقتصاد الثقافي"، حيث عُرضت أعمال فنية ومعارض من إنتاج طلبة مدارس ومعاهد التكوين الفني التابعة لقطاع الثقافة.أكد الوزير أن عودة المهرجان الوطني لمدارس التكوين تمثل "فضاءً تنافسيًا وإبداعيًا" يهدف إلى إبراز مواهب الطلبة وتطوير مهاراتهم الفنية. كما كشف عن إنشاء "أوركسترا الطالب"، وهي مبادرة وطنية تجمع طلبة الموسيقى من مختلف المعاهد، وتسعى إلى تشجيع التبادل الفني والمعرفي وتوفير منصة لعرض أعمالهم أمام الجمهور والمؤسسات الثقافية.وأوضح أن المشروعين يندرجان ضمن رؤية شاملة ترمي إلى تعزيز النوادي العلمية والفنية داخل المدارس العليا والمعاهد، وتحويلها إلى فضاءات للتلاقي والابتكار وتطوير الاقتصاد الثقافي.في كلمته، تطرق زهير بللو إلى رمزية تاريخ 19 ماي 1956، حيث لبى الطلبة الجزائريون آنذاك نداء الوطن وتركوا مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. وأبرز أن طلبة الفنون والتراث يواصلون اليوم هذا المسار، لكن بأدوات ثقافية وفنية تكرّس الهوية الوطنية.وأشار إلى أن شعار اللقاء يحمل أبعادًا استراتيجية تترجم حرص الدولة على بناء اقتصاد ثقافي ديناميكي يُسهم فيه الشباب الجامعي بفعالية، ويعكس عمق الهوية الجزائرية وثراءها الحضاري.شهد اللقاء تنظيم معارض متنوعة شملت لوحات ومجسمات وأعمال فنية حديثة تُجسّد مراحل من كفاح الشعب الجزائري، إلى جانب عروض موسيقية تمثل مختلف الطبوع التراثية الجزائرية والعالمية، من أداء طلبة المعاهد الفنية. وشكلت هذه الأنشطة مناسبة لتسليط الضوء على دور التكوين الفني في إنتاج ثقافة مبدعة وتنافسية، والمساهمة في الاقتصاد الوطني عبر الاستثمار في الطاقات الشبابية الفنية.

تلمسان في الموعد
تلمسان في الموعد

جزايرس

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • جزايرس

تلمسان في الموعد

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. في هذا الصدد، شارك المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي في الندوة العلمية حول "رقمنة المخطوط باستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي"، والمنظّمة في إطار فعاليات شهر التراث، من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد قباطي" بولاية سيدي بلعباس، حيث تمثلت المشاركة في تقديم صور مجسمة بتقنية (هولوغرام) للمجموعات المتحفية، إلى جانب زيارة افتراضية للمتحف (زيارة بزاوية 360 درجة) مع توفير مطبوعات متنوعة من المجلات والكتيبات ودليل المخطوطات ودليل المتحف. بالموازاة مع ذلك، شارك المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري، مركز الفنون والمعارض والمتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية في فعاليات افتتاح شهر التراث لسنة 2025، بمديرية الثقافة والفنون بولاية تيزي وزو، من خلال معرض خاص بالمعالم الأثرية الإسلامية لمدينة تلمسان بتقنية ثلاثية الأبعاد، عرض فيديو خاص بتحريك المعالم الإسلامية بتقنية الذكاء الاصطناعي، زيارة افتراضية لمعرض "احكي لي تلمسان" ومعرض "الكسكس الجزائري" بتقنية "الواقع الافتراضي 360°"، إلى جانب عرض مجموعة من انجازات المركز، ومعرض الفنون التشكيلية الزربية والحلي الجزائري، وعرض "هولوغرام" خاص بالمجموعة المتحفية الخاصة باللباس للمركز، وعرض زيارة افتراضية للمركز التفسير بما فيه قصر المشور، وعرض لمطويات دليل المركز، بالإضافة إلى كود "كيو آر". من جهته، شارك المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان بمجموعة من المعارض والفضاءات التفاعلية، أبرزها عرض الزيارة الافتراضية للمتحف باستعمال تقنية المسح ثلاثي الأبعاد وعرض بعض التحف باستعمال التصوير المساحي، واستعمالVRCaque.بالمناسبة أيضا، احتضن المتحف يوما دراسيا حول "تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في توثيق ورقمنة الممتلكات الثقافية"، حيث توزّعت أشغال اليوم الدراسي على ثلاث جلسات علمية متكاملة شكلت منبرًا نوعيًا لعرض مشاريع بحثية وتجارب ابتكارية من قبل الباحثين المشاركين، والتي تُبرز الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في رقمنة وثوثيق وصون التراث الثقافي. وقد افتتحت أشغال اليوم الدراسي بالجلسة الأولى من تقديم المهندس بن عبد الله عبد الهادي رئيس قسم دراسة وتسيير مشاريع الوكالة الفضائية الجزائرية بمركز التقنيات الفضائية، أبرز خلالها تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في حماية وتعزيز التراث الثقافي ودور الذكاء الاصطناعي في تسهيل التعرّف على الممتلكات الثقافية المنقولة، وكذا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوثيق الرقمي كآلية لاستدامة التراث الثقافي عبر الأجيال ودوره في تعزيز فعالية المتاحف الذكية، في حين أبرزت المداخلة الثانية للأستاذ جواد خالدي تحت عنوان "استغلال الفوتوغراميتري في قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي" الذي تزايد الدور الكبير الذي تقوم به التكنولوجيا الحديثة والرقمية في مجال حفظ وصون التراث الثقافي، وأصبحت التقنيات الحديثة تستخدم في أدقّ التفاصيل من قبيل التصوير عالي الدقة والمسح ثلاثي الأبعاد لتوثيق المعالم الأثرية والمخطوطات والقطع الأثرية، حيث تساعد هذه التقنيات في إنشاء نسخ افتراضية للتراث يمكن الرجوع إليها إذا تعرضت الأصول للتلف أو التدمير، فيما حملت الجلسة الثالثة والأخيرة ضمن هذا اليوم الدراسي التي أدارتها الطالبة ياسمينة فدوى بيلامي من قسم الهندسة المعمارية بجامعة تلمسان عنوان "دراسة حالة لتيجان الأعمدة في مسجد المنصورة"، حيث عكست هذه العروض الإمكانات الواعدة في الربط بين التراث والتكنولوجيا، كما أثارت النقاش حول التحديات القانونية والأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الشأن الثقافي، لتختتم أشغال اليوم الدراسي بتكريم المشاركين والمنظّمين، وسط إجماع على أهمية تعزيز هذا النوع من المبادرات التي تجمع بين المعرفة والابتكار في مجال الثقافة والفنون، وتُجسّد إرادة الدولة في صيانة تراثها بأدوات المستقبل. للإشارة، سيتمّ من خلال البرنامج المسطّر، تسليط الضوء هذه السنة على الذكاء الاصطناعي، الذي يعدّ أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويهدف إلى تحقيق أنظمة ذكية وفعّالة لطريقة تعلم الناس، كما الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التراث الثقافي والتي لها أهمية في تعزيز روافد تنمية البيئة الثقافية وحفظ وصون الموروث الثقافي أيا كان نقطه وبيئته، كما يأتي الشعار الذي حملة شهر التراث هذه السنة الموسوم ب "التراث الثقافي في عصر الذكاء الإصطناعي" ليعكس الوعي المتزايد بأهمية توظيف التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في صيانة وتثمين التراث الثقافي، بما يضمن حماية الموروث الوطني من الاندثار، وإعادة تقديمه في قوالب عصرية تواكب تحوّلات العصر وتخاطب الأجيال الجديدة.

بِالفيديو: طريق شرقي نحو 'الخضر' يمرّ عبر طبق الكسكس في بسكرة
بِالفيديو: طريق شرقي نحو 'الخضر' يمرّ عبر طبق الكسكس في بسكرة

الشروق

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الشروق

بِالفيديو: طريق شرقي نحو 'الخضر' يمرّ عبر طبق الكسكس في بسكرة

أبدى اللاعب المغترب ريان شرقي شهيته لِتناول طبق الكسكس الجزائري، ما يخفي أمرا آخرا على الصعيد الرياضي. وفي ظهور إعلامي له سهرة السبت عقب تألّقه في مباراة فريقه ليون والضيف نادي ليل، قال ريان شرقي إن الأجواء السائدة تستدعي تحضير طبق الكسكس الجزائري ( الفيديو )! ويعرف شرقي طبق الكسكس الجزائري جيّدا، لأن الدته مهاجرة من ولاية بسكرة. ومنح صانع الألعاب شرقي نقاط الفوز (2-1) لِفريقه ليون، بِتسجيله الهدف الأخير نادي ليل في الدقيقة الـ 70 ( الفيديو )، من عمر هذه المباراة التي تندرج ضمن إطار الجولة الـ 28 لِبطولة فرنسا. وبات شرقي يحوز رصيد 7 أهداف في البطولة الفرنسية للموسم الحالي. ويتحوّل الرّقم إلى 9 أهداف و18 تمريرة حاسمة في كل المنافسات الرسمية للأندية، نسخة 2024-2025. وارتبط اسم ريان شرقي في الآونة الأخيرة كثيرا بـ 'محاربي الصّحراء'، في انتظار خطوة رسمية من متوسط ميدان هجوم ليون البالغ من العمر 21 سنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store