logo
معنى فيروز الآن

معنى فيروز الآن

الميادين٢٤-١١-٢٠٢٤

بينما تشنّ "إسرائيل" عدوانها الهمجي على لبنان، فلا توفّر مدينة ولا قرية أو حيّاً من نيران آلتها العسكرية المدمّرة، لم ينسَ اللبنانيون عيد ميلاد السيدة فيروز (21 تشرين الثاني/نوفمبر 1934) التي بلغت التسعين من عمر حافل بالعطاء الفني، وامتلأت صفحات "السوشال ميديا" مثل كلّ عام بالمعايدات والتمنيات الطيّبة والعمر المديد لـ"جارة القمر".
تسعون عاماً وفيروز أيقونة اللبنانيين على اختلاف أهوائهم وتوجّهاتهم، من دون أن تضطر إلى مداراة أحد أو مجاملة جهة. ظلت هي كما هي، شاهقة في علياء مجد الغناء الذي أُعطي لها.
ولئن شاركها اللبنانيون التمنيات الطيّبة في تسعينها المباركة على الرغم من الظروف القاسية بفعل العدوان الإسرائيلي. فلأنها لطالما شاركتهم أتراحهم قبل أفراحهم، ظلّت معهم وبينهم في عزّ التقاتل والحروب، يوم كان لبيروت مجد من رماد، وللبنانيين عتمة الملاجئ ورطوبة الغرف السفلية. آنذاك كان صوتها مؤنس اللحظات الموحشة، وصديق الأيام القلِقة حتى بدا مثل كفٍّ تربت على أكتافنا المثقلة أو راحة تمسح عن جباهنا تعب العمر والبلاد.
ظلت فيروز هنا، وظل صوتها رفيق الصباحات على اختلاف طبائعها وأمزجتها. في الصباحات المؤنسة ظلت هنا، وفي الصباحات الراعفة أيضاً. لم تسافر، لم تهاجر، لم تتاجر بمحنة وطنها ولا بوجع مواطنيها. غنّت لبنان في كلّ حالاته وأحواله، زمن السلم والهدوء وراحة البال، وزمن القتل والموت والدمار.
طبعاً لم تكن وحدها، كان معها الأخوان الرحباني عاصي ومنصور وإلى جانبهما شقيقهما الأصغر الياس، وثلة من كبار الشعراء والأدباء والمثقفين، صنّاع حقبة ذهبية من الموسيقى والغناء. ولاحقاً كان ابنها زياد الذي استطاع بعبقريّته الموسيقية أن يطيل "العمر الغنائي" لوالدته فاهماً ومدركاً المراحل التي يمر بها الصوت وما يطرأ عليه من تحوّلات وتبدّلات. فاختار لها ما يناسب الصوت والمرحلة، وفي الوقت نفسه ما يحاكي ويحكي مع أمزجة أجيال كادت تصير على مسافة من زمن الأخوين.
المهم أن فيروز، وفي كل مراحلها، ظلّت كما هي، راهبة فنّ وغناء، بإمكانياتها الصوتية الهائلة وإحساسها الرفيع الراقي، وذائقتها العالية. ولا مغالاة في القول إنها رفعت الغناء إلى مرتبة لم يكن ليبلغها لولاها ولولا الأخوان والصحبة الطيبة.
مختلفة فيروز عن سواها. مختلفة جداً. الآن في عزّ الحرب ووحشية العدوان يتأكّد هذا الاختلاف، ففيما يرقص الكثير من "الفنانين" على جراح وطنهم لبنان، ويديرون الظهر لمأساة بلدهم، ولا يأبهون لأوجاع أهلهم وناسهم، وإن حصل وتذكّروا لبنان رفعاً للعتب لا يجرؤون على تسمية المحتل والمعتدي الإسرائيلي، ولا يغتنمون شهرتهم ومنابرهم ومسارحهم ومهرجاناتهم للتذكير بحال لبنان الذي كان ولا يزال ضحية الحرب والعدوان.
ليس على الفنان أن يقدّم خطاباً سياسياً، ولا أن يتبنّى موقفاً حزبياً، ولا أن يحمّل فنّه أعباء الأيديولوجيات المختلفة، لكنه لا يستطيع الانفصال عن واقعه، والتنكّر لوطنه وأهله وناسه. بل يكون صوتهم وعضدهم وأنيسهم متى دعت الحاجة، وفيروز دائماً كانت صوتاً لوطنها الصغير لبنان، وللإنسان في كل مكان. بل أنها وسّعت بصوتها مساحة لبنان.
الفارق كبير جداً بين فيروز وسواها، والمقارنة ظالمة لها لا لسواها. هي مَن غنّت بلدها المسوّر بالغضب، وبيروت التي لها "مجد من رماد"، والجنوب "المشغول بقلوب"، وليالي الشمال الحزينة، وصنين وبعلبك وسواها من علامات لبنان الفارقة، مثلما غنت القدس ومكة والقاهرة ودمشق وبغداد وعمّان وسواها من عواصم العرب، لكنها لم تغنِ يوماً لحاكم أو سلطان، ولم تهن نفسها على أعتاب التملّق والنفاق. غنّت الشعوب والأوطان، والغضب الساطع الآتي. من جسر اللوزية إلى جسر العودة لم ينقطع يوماً جسر تواصل صوتها مع عشّاقه ومريديه.
نأت فيروز بنفسها عن المجتمع والناس، لكنها لم تنأ عنهم بصوتها وإحساسها وموقفها الذي أعلنته واضحاً في أغنياتها المنحازة للحب والحرية والعدالة. غنّت الوطن السليب فلسطين، والوطن الحبيب لبنان، وحيّت بصوتها السماوي معظم الأقطار العربية من دون الوقوع في المجاملة والابتذال. ابتعدت عن الأضواء حتى صارت في غيابها الطوعي، وفي عزلتها المنتقاة أكثر سطوعاً من نجمة وأكثر حضوراً من رمز.
تشرّفت مرةً بزيارتها فوجدتها أكثر تواضعاً من سنبلة ملأى، وأكثر اخضراراً من أرزة دهرية، قريبة إلى القلب والروح، تلقائية مرِحة، وسيدة لا تشبه سواها أبداً، وفنانة مثل مياه النهر لا تتكرّر مرتين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زياد برجي في لاس فيغاس وموازين وصيف حافل بالأعمال والإبداع
زياد برجي في لاس فيغاس وموازين وصيف حافل بالأعمال والإبداع

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

زياد برجي في لاس فيغاس وموازين وصيف حافل بالأعمال والإبداع

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعيش الفنان الشامل زياد برجي حالة من النشاط الفني الغير مسبوق. وهو يستعد للسفر يوم غد الى مدينة لاس فيغاس الاميركية لإحياء حفلاً ضخماً في واحد من أهم الفنادق في المدينة، وذلك يوم ٢٤ مايو ٢٠٢٥. ليعود بعدها إلى لبنان كي يضع اللمسات الأخيرة على أغنيتين من كلماته وألحانه والثالثة من كلمات جيلبار أبي ناصيف وألحان ريان برجي، في حين تعامل مع تيم وأليكسندر ميساكيان من ناحية التوزيع، على أن يطرحها تباعاً خلال فصل الصيف. ومن المفترض أن يصور أولى أغنياته الصيفية بعدسة المخرج المبدع سعيد الماروق. كما يتوجه زياد خلال شهر حزيران/ يونيو إلى المغرب للقاء جمهوره من الشعب المغربي والعربي في مهرجان موازين الدولي. ليسافر بعدها إلى إسبانيا لتمضية إجازته الصيفية برفقة عائلته، تلبيةً لدعوة صديقه المقرب جداً رجل الأعمال والمنتج وائل حلواني. نذكر أن صيف زياد حافل بمجموعة من الحفلات والمهرجانات التي سيحييها في لبنان وخارجه، بالإضافة إلى إصدار أغاني وكليبات جديدة. وهو يعمل مؤخراً مع فريق عمل إداري وإعلامي متخصص يتولى إدارة أعماله وتنسيق جميع لقاءاته وإطلالاته الإعلامية.

المرتضى نعى سميرة عاصي: سيبقى ذكرها صفحة مشرقة من كتاب لبنان
المرتضى نعى سميرة عاصي: سيبقى ذكرها صفحة مشرقة من كتاب لبنان

ليبانون 24

timeمنذ 5 أيام

  • ليبانون 24

المرتضى نعى سميرة عاصي: سيبقى ذكرها صفحة مشرقة من كتاب لبنان

نعى الوزير السابق للثقافة القاضي رئيسة إتحاد الناشرين اللبنانيين سميرة عاصي التي وافتها المنية بعد صراع مع المرض. وقال المرتضى في بيان: "اليوم تبدأ سميرة عاصي قراءة أخرى جديدة في كتاب الغيب، بعدما وقفت عمرها على خدمة المعرفة في لبنان والعالم العربي، فجعلت الكتاب همها، نشرا ومعارض وندوات، حتى بات اسمها بالكتاب لصيقا وبالحبر مجبولا ومقترنا". اضاف: "إن الثقافة في لبنان وعالمنا العربي ستظل أمينة على ارث هذه السيدة الفاضلة الراقية الهمامة التي رهنت العمر من أجل نشر الإبداع والفكر، وانا على يقين بأن سيرة السيدة عاصي ومسيرتها ستظل صفحة مشرقة من كتاب بلادنا". وختم: "التعازي الحارّة لأهل الفكر والثقافة في لبنان والعالم العربي ولإتحاد الناشرين اللبنانيين ولدولة الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندة ولسائر افراد عائلة عاصي الكريمة. رحم الله الفقيدة وجعلها مع البررة الذين خدموا الفكر وجاهدوا من أجل الارتقاء بالانسان في لبنان وكل مكان". (الوكالة الوطنية)

بينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديث
بينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديث

المدن

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

بينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديث

تنظم مؤسسة البحث والتوثيق في الموسيقى العربية "أمار"، الدورة الأولى من "بينالي أمار"، بدعم من الحكومة النروجية، والصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق في متحف سرسق، من 6 الى 11 أيار/مايو. ومحور البينالي هو "الأغاني الساخرة"، ودورها الريادي كأصوات صارخة في مقاربة التحديات السياسية على امتداد القرن الماضي. وذلك في محاولة لاستنهاض الذاكرة الجماعية العربية الثقافية والفنية، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش، وسواهم، لا سيما من خلال الإصدار السمعي والبحثي الجديد للمؤسسة، تحت عنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920 – 1950"، بالاضافة الى ندوات وعروض أفلام وثائقية متخصصة، مع محاولة تقريب المسافة بين جيل الأمس وجيل اليوم المنجرف وراء السوشال ميديا، من خلال بث سلسلة فيديوهات خلال الأيام الخمسة، مُنتجة بالذكاء الإصطناعي. لمَ هذا البينالي عن "الأغاني الساخرة"؟ الإجابة تأتي في البيان الصادر عن المنظمين، والذي قرأته منسقة " البينالي" هبه الحاج فيلدير، في الإفتتاح، شرحت فيه "سبب اختيار هذا العنوان يعود إلى أمرين، الأول توثيقي وبحثي بحت، نظراً لندرة الدراسات المتوفرة حول الموضوع، ومصادفة وجود كمّ من التسجيلات القيمة حول الأغنية الساخرة لدى أرشيف أمار، أما السبب الثاني، وقد يكون الأهم، فهو احتمال تمازج صدى مضمون هذه الأغاني، الآتية من زمن مضى، مع واقعنا الحالي ومحاكاته". لنبدأ بالإصدار الجديد لمؤسسة "أمار" عن "الأغاني الساخرة". فهو كما يقول عضو الهيئة الإدارية في "أمار" أكرم الريس، لـ"المدن"، يتضمن "دراسات بحثية ثلاث، لكل من المؤرخة الدكتورة ديانا عباني، الباحث في العلوم الموسيقية الأب بديع الحاج، والباحث في التاريخ الإجتماعي الدكتور نادر سراج، إضافة الى رمز الإستجابة السريعة Qr code لمجموعة من أغاني ساخرة مختارة من 1920 الى 1950 تؤرخ تاريخ الأغنية الساخرة في منطقة بلاد الشام، أي لبنان وسوريا وفلسطين والأردن". ويشير الريس إلى أن هذا "الإصدار يندرج ضمن أنشطة مختلفة تصب في إطار التخصص الموسيقي ونهضة التراث الفني المتوارث منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر". يعتبر الريس اننا "انتقلنا في هذا البينالي من التراث المدني الكلاسيكي إلى تراث يواكب نوعاً ما يوميات الناس وشؤونهم وشجونهم، في قوالب مثل المونولوج، النشيد والطقطوقة"، موضحاً أنه "ليس بصدفة أن تتحول هذه الموسيقى وكلماتها الى ما يشبه مدونة حافلة بالمشاهدات للحياة اليومية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً الى عرض واقع المرأة وضرورة تحررها في عالم ذكوري، آملين أن يعمم هذا التراث على الجميع لنتعلم من حاضرنا ونستشرف لمستقبلنا". أما المؤرخة ديانا عباني، فتعتبر في دراسة عن "الأغاني الساخرة في بلاد الشام خلال الانتداب: الذاكرة، والمقاومة، والهوية"، أن فناني بلاد الشام من مختلف الطوائف والمناطق مثل عمر الزعني، وسلامة الأغواني، ولور دكاش، وعبد الغني الشيخ، وموسى حلمي، وإيليا بيضا، وغيرهم، سجلوا أغاني ساخرة ونقدية ساهمت في تشكيل هويات ثقافية وفنية مشتركة، (..) منتقدين بذلك الاستعمار تآكل القيم التقليدية، والتوتر بين الحفاظ على الهوية المحلية والسعي لتشكيل هويات جديدة تتماشى مع العصر الحديث". مواضيع الساعة تشدّد عباني على أن هؤلاء الفنانين "استخدموا السخرية واللغة العامية لانتقاد الاستعمار والنخب المتواطئة معه، إضافة إلى المجتمعات المتفرنجة، في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة، مع مناقشة أغانيهم قضايا رئيسية عديدة، من أبرزها موضوع تحرير المرأة وتأثيره في العائلة والمجتمع، بالإضافة إلى التغيرات في الأدوار الاجتماعية والصراعات الطبقية". وترى عباني أنه "في الوقت نفسه، قدمت هذه الأغاني نمطًا غنائيًا مدنيًا يتماشى مع التوقعات الاجتماعية الحديثة، لكن هذا النمط عزز في الواقع الأدوار التقليدية للرجولة والسلطة الأبوية، مما يعكس ترددًا في تجاوز القيود المجتمعية التقليدية". وتشير الى أنه "بينما كانت تدعو إلى التمدّن والتقدّم، فقد كانت أيضًا تكرس القيم التقليدية والأبوية، التي تحصر المرأة في أدوار معينة، في الوقت الذي شكلت فيه بديلاً حضاريًا للأشكال الموسيقية النسائية التقليدية مثل الطقاطيق والقدود، التي كانت تُعتبر أكثر تحررًا وأحيانًا فاحشة". مساحة تعبيرية أما الباحث في التاريخ الإجتماعي، نادر سراج، فقد تطرق في الدراسة اللسانية المُعالِجة إلى "الشواهد على ظروف احتكاك اللهجات الشعبية بتباشير الحداثة، وتداخل الفصحى مع العامية، وتأثر لسان الضاد بتدفق المقترضات وتزايد الاقتباسات الغربية، بما فيها تلك النفعية للاحتياجات التواصلية المستجدّة". يقول سراج: "من قلب الأسواق حيث تتزاحم الأقدام، ومن الشوارع ولّادة نداءات الباعة المرصّعة بمجازات غاية في الطرافة، إلى المسارح والإذاعات، وسائط التواصل الجماهيري، انتشرت أعمال فنانين مبدعين أثروا الفضاء "الشامي" بأعمالهم، مثل: عمر الزعنّي، وسلامة الأغواني، ونوح إبراهيم، وإيليا بيضا، لتصبح جزءًا من المشهد النقدي والاجتماعي العربي يومذاك". "عبر تحليل لغوي واجتماعي"، بحسب سراج، "مُدعّم بتقنية تحليل الخطاب، تستكشف هذه الدراسة التطبيقية، كيف تحولت الموسيقى إلى مساحة تعبيرية رحبة لصياغة لغة الاحتجاج والانتقاد البنّاء، من خلال تفكيك التفاوتات الطبقية، وتسليط الضوء على الأزمات الاقتصادية، وانتقاد التغريب في أنماط الحياة، وصولًا إلى سوء فهم مفردات لهجية تُتداول في ممارسات يومية، وتعود لبيئات عربية غير شامية (مصرية)". الغرب والشرق أما الباحث في العلوم الموسيقية، الأب بديع الحاج، فيذكر ان "الأغاني الساخرة تعتمد في كثير من الأحيان على مرافقة موسيقيّة جماعية تعزف الجملة الموسيقيّة نفسها من دون توزيع معقّد، مما يساهم في إبراز وضوح النصوص وكلمات الأغاني"، موضحاً أن "الأداء الغنائيّ يعتمد في الأغاني الساخرة على تقنيّات مثل تحوير الصوت، والإلقاء المسرحيّ، وإدخال الكلمات المحكيّة حتّى المبتذلة منها". يقول الحاج: "على سبيل المثال، يوظّف سلامة الإغواني هذه الأساليب في أغنية "كلّ الحق على الداية"، حيث يُستخدم الأداء الموسيقي لمواكبة الكلمة الساخرة، فيما تأتي بعض الألحان بأسلوب قريب من أغاني الأطفال، كما هو الحال في "شو عملنالك يا نونو"، مما يعزّز التناقض بين اللحن البريء والمعنى النقديّ". ويذكر ان استخدام مقامات مألوفة "يساعد في تعزيز التفاعل العاطفيّ مع الجمهور، كما في أغنية "يا توت الشام" لعمر الزعني، حيث يعكس الإنتقال بين المقامات تصاعد حدّة الإنتقاد". ويتوقف الحاج "عند التأثيرات الغربية والمصرية في الأغاني الساخرة، متخذاً على سبيل المثال أغنية "سباق الخيل" لعمر الزعني، التي توظف ألحانًا وتقنيّات غنائيّة غربيّة بأسلوب ساخر لإبراز المفارقات الإجتماعيّة"، إضافة إلى أن "الموسيقى المصريّة تركت بصمتها في هذه الأغاني، حيث تأثّر الفنّانون الشاميّون بأعمال سيّد درويش ومحمّد عبد الوهاب، وهو ما يظهر في استخدام اللهجة المصريّة في بعض الأغاني، كما هو الحال في "وقّف خدني بأتوموبيلك". الذكاء الإصطناعي وقُبيل الندوة، بُث فيديو صُنع بالذكاء الإصطناعي، يظهر عمر الزعني متنقلاً في أرجاء متحف سرسق وهو يغني لآل سرسق مع مجموعة من الجيل الشباب، الذي جاؤوا خصيصاً، لرؤية المكان والتجوال فيه وملاقاة الزعني. وإذ تفاوتت الآراء في القاعة بين مؤيدي الفيديو ومنتقديه، علّقت منسقة "البينالي" هبه الحاج فيلدير أننا "لا نروج للذكاء الاصطناعي، بل هو فعلياً أداة من أدوات بين أيدينا"، مشيرة إلى أننا "بالتقنية نقارب هذه الشخصية، نحن ننتقل من عالم كلاسيكي إلى شيء عصري ومعاصر وهو أسلوب لمحاكاة الجيل الناشىء وهذا أمر مهم للغاية". يذكر أن بينالي "أمار"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store