
المدرج الروماني يتزين بالألحان الشرقية والغربية احتفاء بيوم أوروبا
رشا كناكرية
عمان - في قلب العاصمة عمان وعلى خشبة مسرح المدرج الروماني، تمازجت الألحان الشرقية والغربية في ظاهرة فنية تميزت بالتنوع الثقافي، ضمن فعاليات أمسية نظمها الاتحاد الأوروبي في الأردن، بالتعاون مع سفارتي النمسا وإسبانيا أول أمس، احتفالا بيوم أوروبا 2025.
اضافة اعلان
ووسط حضور لافت وتفاعل كبير أقيم حفل موسيقي مجاني على خشبة مسرح المدرج الروماني التاريخي في وسط البلد، لتلتقي الحضارة الرومانية بالموسيقا الإسبانية وتتزين الليلة بالأنغام العربية التي ازدادت جمالا.
فالفن والموسيقا لغتان تخاطبان الأرواح، وإن اختلفت اللغات وصعبت الكلمات ولكنها لامست أوتار القلوب بالألحان التي نقلت ثقافة الشعوب.
وامتلأت مدرجات المعلم الأثري العريق بآلاف الحضور الذين توافدوا للاستمتاع بأمسية تزينت بالعروض الموسيقية العالمية الجميلة.
وفي كلمته الافتتاحية، صرح سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن، بيير كريستوف شاتزيسافاس، قائلا: "نهدي يوم أوروبا هذا العام إلى الأردن وشبابه، لقد جمعتنا الموسيقا الليلة كعائلة واحدة، مؤكدة أن الوحدة في التنوع ليست مجرد مبدأ أوروبي، بل طموح إنساني عالمي".
ووسط تصفيق وترحيب كبيرين بدأت الأمسية الفنية بوصلة من فرقة عروة صالح القادمة من النمسا، بمشاركة الفنانة زينة أفثيموس التي أطربت الجمهور بأدائها المميز وصوتها الذي جمع الألحان العربية والغربية.
وقدمت الفنانة أفثيموس نخبة من أجمل الأغنيات العربية منها أغنية "بنت الشلبية" و "عازز علي النوم"، "وين على رام الله " ليتفاعل معها الجمهور بحماس ويشاركها الغناء.
وفي ختام الوصلة، عبرت فرقة عروة صالح عن سعادتها بوجودها في عمان بين الجمهور الأردني، "بكل مرة بنكون فيها بعمان بنشعر أن نحن ببيتنا"، مطالبين الجمهور بالاستعداد لالتقاط صورة تذكارية معهم.
واستمرت الأمسية بوصلة موسيقية من الفرقة الأسبانية لوس مانولوس التي أشعلت الأجواء، ليشاركها جمهور الاتحاد الأوروبي الغناء والرقص على أنغام الأغنيات التراثية الإسبانية، إذ قدمت الفرقة الإسبانية عرضا مليئا بالطاقة والبهجة.
وتزينت ساحة المدرج الروماني بالرقصات الإسبانية من الجالية الإسبانية الأوروبية التي حضرت لتستمتع بالأجواء الإسبانية الساحرة، ليشاركها الجمهور العربي الفرح وسط أجواء مليئة بالألفة والمحبة يظهر فيها التنوع الثقافي الغني في الأردن.
ووسط تصفيق كبير بدأ الفنان الأردني عزيز مرقة وصلته الغنائية بأغنية "إيه" التي أشعلت الأجواء وشاركه الجمهور غناءها، ليرحب بهم من بعدها، مطالبا مشاركته الغناء، لتتزين أغنياته بصوتهم وحماسهم.
واستكمل مرقة وصلته الغنائية بأغنية "يا باي" وأغنية "مين قلك" و"أحلى وحدة" التي زادت من جمال الليلة، ليتفاعل معها الجمهور بحماس كبير وتصفيق حار.
واستذكر مرقة بدايته مع أغنية "يا بنت الناس ردي علي" التي تفاعل معها الجمهور بحماس كبير وشاركه في الغناء والرقص على أنغامها التي زادت بهجة الليلة، ليعيش الجمهور الأردني والأوروبي ليلة استثنائية لا تنسى.
وثمن الاتحاد الأوروبي في الأردن دعم شركائه في تنظيم هذا الحدث الذي له معنى كبير في قلوبهم، وشكروا كل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية التي تميزت بالتنوع الثقافي والبهجة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
التشكيل الجمالي والابداعي.. معرض للفنان التشكيلي خليل الكوفحي
برعاية معالي وزير الثقافة مصطفى الرواشدة تنظم جمعية الرواد للفنون التشكيلية وبالتعاون مع مديرية ثقافة اربد معرض فن الخط العربي للفنان الأردني خليل الكوفحي وذلك يوم الأحد الموافق 1/6/2025 في قاعة جاليري مركز اربد الثقافي . اضافة اعلان ويأتي المعرض ضمن احتفالات المملكة بالعيد التاسع والخمسين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية ونظراً لما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، والتي تبرز مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية . ويعتبر فن الخط العربي هو فن تصميم وكتابة الحروف العربية بطريقة جميلة وإبداعية، ويعتبر الخط العربي واحدا من أبرز فنون التنظيم والتزيين في الثقافة الإسلامية والعربية، وتحتوي الرموز والزخارف المستخدمة في الخط العربي على معان ورموز تعكس القيم الإسلامية والمفاهيم الدينية والثقافة العربية الموروثة، كما أن القراءة والكتابة من القيم الرئيسية في الثقافة العربية والإسلامية، والخط العربي يعكس هذه القيم بشكل فريد، وتأتي أسس الخط العربي من النسب الفاضلة التي تتميز بالجمال والتنظيم الهندسي والدقة. لذا فإن فن الخط العربي يحمل بين طياته القيم والمفاهيم العربية والإسلامية بأسلوبه الجمالي وتصميماته الفريدة، ويمثل وسيلة للتواصل الفني والديني في الثقافة العربية، والتراث الأصيل، فضلا عن اللغات الأخرى التي تكتب بالخط العربي، كاللغة التركية والفارسية والهندية والإفريقية، وما تنبثق منها من لغات ولهجات وفروع. وعن أصل الخط العربي يقول الفنان والباحث خليل الكوفحي أصل الخط العربي يعود إلى العصور القديمة قبل ظهور أبجدية الكنعانيين وتعود نشأة الخط العربي إلى الخط النبطي، ثم ظهرت المدرستان الحجازية والكوفية بعد ذلك، واشتهر الخط الحجازي بالسهولة والخط الكوفي بالصلابة. وفي البداية، لم يكن الخط منقطا حتى جاء أبو الأسود الدؤلي ووضع النقاط على الحروف. وانتشرت أشكال أخرى من الخطوط العربية . وعن اشهر انواع الخط العربي يضيف الكوفحي هناك أنواع كثيرة تفرعت للكتابة بالخط العربي أبرزها الخط الكوفي الذي يعتبر أقدم نمط للكتابة العربية، ويتميز بأشكاله المربعة والمتجانسة والإنارة الزخرفية، والنسخ الذي يعتبر من أشهر الأنماط وتستخدم في كتابة المخطوطات العربية، ويتميز بحروفه الثقيلة والواضحة، والثلث ويتميز بحروفه البسيطة والمنحنية ويستخدم للكتابة السريعة، والديواني ويعتبر أكثر الأنماط تعقيدا وجمالا، ويتميز بأشكاله الزخرفية والمتعرجة. اما فبما بتعلق بادوات الكتابة في الخط العربي فانها تتطلب مجموعة من الأدوات والمهارات أهمها القلم، ويستخدم للكتابة وتشكيل الحروف، ويتم صنعه من مواد مثل الجلد، والمعدن، والخشب، وتكون أطرافها حادة لتسهيل كتابة الخطوط المتنوعة، والحبر، ويستخدم للتلوين وتغطية الأجزاء المكتوبة على ورقة، والحبر الأسود الكلاسيكي هو الأكثر استخداما، ولكن يمكن استخدام ألوان أخرى مثل الأزرق والأخضر والأحمر، والورق، ويستخدم كسطح للكتابة، ويفضل استخدام أنواع معينة من الورق ذات الجودة العالية التي تمتص الحبر بشكل جيد وتعطي نتائج أفضل في الكتابة، والمسطرة التي تساعد في تحديد الخطوط والأبعاد المرجوة للحروف. اما بالنسبة لاهداف المعرض الذي يستمر لغاية مساء يوم الاثنين الموافق 2/6/2025 اضاف الفنان الكوفحي بأن أول هذه هذه الاهداف هي إبراز فن الخط العربي بوصفه فنًا قائمًا بذاته، يعكس ثراء الثقافة العربية ، وتقديم الاردن ممثلة بوزارة الثقافة كحاضنة للخط العربي، وراعية له، ورائدة في دعمه ، فضلا عن نشر ثقافة استخدام الخط العربي بين النشء وتذوق جمالياته والابداع فية وتعليمة وفق القواعد الاصيلة للخط العربي ، واخيرا العمل على توحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية لخدمة فن الخط العربي في المملكة. أصبح للخط العربي حضور قوي في العالم الغربي وانتشار واسع، وذلك من خلال إقامة المعارض وحلقات العمل والمشاريع التعليمية، وأصبح الخط العربي يدخل قاعات الفنون العالمية، وأقيمت العديد من المعارض لعرض الأعمال الفنية التي تجمع بين الخط العربي والتصميم العصري، وتمكن الفنانون العرب من تعريف الجمهور الغربي بتقاليد الخط العربي وإظهار جمالياته وتنوعه.


منذ 4 ساعات
أبراج السادس تتألق في عيد الاستقلال التاسع والسبعين بعرض مبهر للألعاب النارية
تتزين سماء العاصمة عمّان مساء يوم الأحد الموافق 25 أيار 2025 بعرض مبهر للألعاب النارية ينطلق من أبراج السادس، إحدى مشاريع 'شركة بوابة الأردن'، احتفالًا بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية. في مشهد غير مسبوق، سيُضفي هذا العرض لمسة احتفالية فريدة على هذه المناسبة الوطنية العزيزة. وقد تم اختيار موقع أبراج السادس ليكون المنصة الرسمية لانطلاق هذا العرض البصري الضخم، بفضل موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة عمّان، وما يوفره من إطلالات شاملة تُضفي بُعدًا بصريًا مميزًا لهذا الحدث الاستثنائي. ويُعد هذا العرض الأول من نوعه في المملكة من حيث الحجم والتقنيات المستخدمة وفي تصريح للمدير العام لشركة بوابة الأردن، السيد طارق عبد الرحمن، عبّر عن فخره واعتزازه بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية تُجسّد تعبيرًا صادقًا عن محبتنا للأردن وولائنا لقيادته الهاشمية الحكيمة، ومشاركتنا الصادقة لأبناء الشعب الأردني فرحتهم بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا. وأضاف عبد الرحمن أن مشروع 'بوابة الأردن' أصبح جزءًا لا يتجزأ من نسيج عمّان وهويتها المعمارية الحديثة، وأن حرص القائمين عليه أن يكون حاضراً في كل لحظة وطنية ينبض بالانتماء ويعكس روح التقدم والطموح الذي يجسده الأردن اليوم ويأتي هذا الحدث قبيل إطلاق عمليات التسويق في الأردن ومنطقة الخليج بحلول شهر تموز 2025، في خطوة تسلط الضوء على مشروع 'بوابة الأردن' كخيار سكني واستثماري مميز في قلب العاصمة. والذي يشهد حاليا تقدمًا ملحوظًا في أعمال المرحلة الثانية و التي تتضمن تطوير برج سكني يتألف من 43 طابقاً، يتميز بإطلالات بانورامية استثنائية على مدينة عمّان، إلى جانب مركز تسوق راقٍ يُتوقع أن يشكل وجهة جاذبة للسكان والزوار والمستثمرين على حد سواء. ويواصل المشروع ترسيخ مكانته كمعلم عمراني حديث يعكس روح التقدم والرؤية المستقبلية، ويقدّم أسلوب حياة متكامل يجمع بين الراحة، والحيوية في تجسيد واضح للتقدم المستمر في تنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات والمعايير


الغد
منذ 8 ساعات
- الغد
"نقد على شعر" قراءة في الملامح الشعرية بتجربة محمد خضير
عزيزة علي اضافة اعلان عمان – في سياق الحراك الثقافي، نظّم منتدى المستقبل الثقافي أمسية شعرية نقدية بعنوان "نقد على شعر"، خُصّصت لتقديم قراءة معمّقة في تجربة الشاعر محمد خضير، أحد الأصوات الشعرية المعاصرة اللافتة. جاءت الأمسية، التي استضافها مقر المكتبة الوطنية، لتجمع بين الإلقاء الشعري والنقد الأدبي، في حوار تفاعلي بين النصوص وجمهورها.شارك فيه نُخبة من الأكاديميين والنقّاد هم الدكتور راشد عيسى، والدكتورة فداء أبو فردة، والدكتورة مرام أبو النادي، وأدارتها الدكتورة هناء خليل. حيث سلّط المشاركون الضوء على الأبعاد الفنية والفكرية في شعر خضير، واستعرضوا ملامح تجربته الشعرية التي تتسم بالتكثيف، والتأمل، والتجريب، والانزياح الأسلوبي، مؤكدين على حضوره النوعي في الشعر العربي الحديث، وخصوصية صوته في معالجة قضايا الذات، والهوية، والوجود، من خلال رؤية شعرية تنسج بين الرمز، والتراث، والتجريب الجمالي.في مستهلّ الأمسية، ألقت الدكتورة مرام أبو النادي كلمة رحّبت فيها بالمشاركين والحضور، في الندوة التي أقيمت أول من أمس في مقر المكتبة الوطنية، بحضور جمع من المهتمين بالشأن الثقافي.افتتح الدكتور راشد عيسى الأمسية بكلمة قدّم فيها قراءة استشرافية موجزة لملامح الشعرية في تجربة محمد خضير، وقال: "إن خضير يمثل منظومة من الحقول الفنية التي تغذّي مخيلته ولغته ورؤاه. أول هذه الحقول موهبته في الرسم، فاللوحات التشكيلية القليلة التي اطلعتُ عليها تنبئ عن فنان يرسم المشاعر والأحاسيس؛ فإذا رسم العين شاهدنا ما تقوله الدمعة قبل أن تسقط، وإذا رسم قارورة عطر سمعنا أنين الورود المسحوقة قبل أن نشم العطر.وأضاف عيسى: "نحن أمام شاعر تصبّ في نهر موهبته أربعة فنون: الرسم، والخط، والتصميم، والغناء. لذا، فمن الطبيعي أن تنعكس في شعره خواص خيميائية فريدة، أولها التكثيف الشعري؛ فهو شاعر مقلّ، وقصيدته غالبًا قصيرة، بعيدة عن الحشو والمجاز المجاني، لكنه يضع في أبياته خلاصة رؤاه، كأنه يقطّر نهرًا في قارورة.أما الخاصية الثانية، فتكمن في تأملية شعره، وابتعاده عن الخطابة والمنبرية وشعر المناسبات؛ إذ يلعب دور "القنّاص" للأفكار المتزاحمة في غابات قلبه المطير. وتتمثل الخاصية الثالثة في وجود بيت أو بيتين لامعين في كل قصيدة، يشيعان كمثلٍ سائر أو حكمة، فيدلّ ذلك على شاعر نوعي، لا يركن إلى الكم، بل يعمل على اكتمال قصيدته كما كان شعراء الحوليات في الجاهلية.وأشار عيسى إلى أن قصائد خضير خصبة، تتناول أسئلة الوجود، وتوظّف التراث بطريقة فلسفية. وقد درس في بحث أكاديمي قصيدتين تناول فيهما خضير قضية "الكذب الشعري" في المفهوم المعاصر، حيث أعاد صياغة سيماء القصيدة، واشتَبك مع الوهم واللغة والخيال والوحي، ليُعيد إنتاج مفاهيم الشعر الكلاسيكي بصورة معاصرة.واستشهد ببيت شعري من أحد نصوص خضير، قائلًا إنه بيت "يغني عن قصيدة"، لأن مفرداته مستمدة من الأرومة العربية الفصيحة، قابلة لأن تجري على الألسنة كمثل أو حكمة، لما تحمله من تكثيفٍ لمعنى جليل بأدنى جهد لغوي. فهو بيت "بخيل في اللغة، كريم في المعاني"، يدين الحرب ويعبّر عن كثرة أحبته الذين قُتلوا في فلسطين، ما يعكس عاطفةً صادقة تجاه الشهداء ونضالهم ضد المحتل.وأضاف: "البيت صورة سوريالية عجائبية، حيث العين تمثل المقبرة، في دلالة على عدد الشهداء الذين رأَتهم وبكَت عليهم. ليست بالضرورة العين المبصرة، بل هي عين الروح، وعين القلب، وعين الواقع الأليم. كأنها دفنت القتلى فيها، لتصبح مقبرة جماعية تضمن لهم الخلود في عاطفة الشاعر.وأقام عيسى مقارنة بين خضير والسيّاب، فقال: "لقد أزاح خضير دلالة العين كما فعل السياب في قوله: "عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَحرِ / أو شُرفتانِ راحَ يَنأى عنهُما القمرُ".لكن بينما صوّر السياب العين كما يشتهي لوطنه أن يكون، صوّر خضير العين لكشف شدة الفجيعة وخسارة أحبته القتلى. هؤلاء لم يموتوا، بل دُفنوا في العيون، فخلدهم الشاعر في وجدانه. وهنا يصبح الموت معادلاً للحياة، واستمراريةً للأمل، لذلك يظل هذا البيت حيًا في الذاكرة والوجدان، لأن الشعر العظيم لا يموت".من جهتها، قالت الدكتورة فداء أبو فردة إن الشاعر محمد خضير اتكأ في استخدامه للانزياح الشعري على تجربة أبي نواس، الذي أبدع في خلق صور خيالية ابتكارية مفعمة بالإيحاء. وأضافت أن القصيدة اتّسمت بحضور "الملامح القصصية" في بنائها الدرامي، حيث تنتقل من الحزن إلى الهروب، ثم إلى التقديس، قبل أن تعود مجددًا إلى نقطة البداية: الحزن.ثم تناولت أبو فردة قصيدة "اعترافات مؤجلة لعنتر العبسي"، مبينة أن دلالة "الاعتراف" توحي دومًا بالتطهير النفسي، وهي العتبة الأولى التي يفتتح بها خضير شعره. وأوضحت أن الشاعر اعتمد في القصيدة على تفكيك صورة البطل الأسطوري "عنترة بن شداد"، من خلال اعتراف شعري متأخر يتضمّن نقدًا ذاتيًا وانقلابًا على صورة الفروسية والبطولة التقليدية.وأضافت أن خضير أعاد تشكيل عنترة لا كبطل، بل كصوت مقموع يبحث عن ذاته وسط قيود العبودية واللون. والمثير – برأيها – أن "عبلة" لم تكن الحبيبة التقليدية، بل تحوّلت إلى "سلطة ثقافية وجمالية" تصنع الصوت والبطولة، ومن دونها لا يُسمَع عنترة.وأشارت إلى أن القصيدة تُشكك في مفهوم "القصيدة البطولية"، وتستبدله بمشهد داخلي حميم، يعترف فيه البطل بضعفه. وهنا، يلتقي المتلقي بـ"عنترة الجديد"، الإنسان المكسور الذي يقرّ بأن الصوت المنسوب إليه لم يكن صوته الحقيقي.وقالت إن القصيدة ترمز إلى مسار الألم الذاتي الذي يعيشه الإنسان، حيث يتحول اللون الأسود إلى علامة هوية وجودية. وأضافت أن القصيدة تمثل "مسرح اعتراف داخليًا" متكاملًا، تتداخل فيه الشخصيات، ويتجلّى الصراع بين عنترة الحقيقي – كما ورد في الموروث التراثي – والصورة الجديدة التي أعاد الشاعر محمد خضير تشكيلها بأسلوب مبتكر.وأشارت إلى أن القصيدة تُعد تفكيكًا شاملًا لبنية الفروسية العربية التقليدية، إذ تقدّم نقدًا ساخرًا لصورة البطولة الشعرية، وتطرح تحليلًا جريئًا لدور السلطة الأنثوية في صناعة البطل، من خلال لغة شعرية مبتكرة تمزج بين الهزيمة والجمال والاعتراف.وأضافت أن خضير يضع عنترة في مواجهة مع ذاته لا مع خصومه، وهو ما يمنح القصيدة بعدًا نفسيًا عميقًا ورمزية لافتة، معتبرة إياها واحدة من أقوى قصائد الديوان من حيث بنيتها النفسية، وجرأتها الرمزية، وتفكيكها للمفاهيم التقليدية.وفي ختام الأمسية، قرأ الشاعر محمد خضير مجموعة من قصائده، منها:"الناسك، اعترافات مؤجلة لعنترة العبسي، خمسون، الأعمى، تناقضات".