logo
هل الرجال أكثر رومانسية من النساء؟ العلم يحسم الجدل

هل الرجال أكثر رومانسية من النساء؟ العلم يحسم الجدل

الجزيرة٢٢-٠٤-٢٠٢٥

عادة ما توصف النساء بأنهن "أكثر رومانسية" باعتبارها سمة أنثوية بامتياز. في المقابل، ينظر إلى الرجال على أنهم أكثر حدة وأقل تعبيرا عن مشاعرهم، وأكثر تحفظا في الحب.
لكن ماذا تقول الدراسات العلمية؟ هل النساء حقا أكثر رومانسية من الرجال؟ أم أن الإجابة قد تكون معاكسة تماما للاعتقاد الشائع؟
الرجال أكثر حبا
تشير أبحاث متعددة إلى أن النساء يملن إلى الاستثمار العاطفي أكثر في العلاقة، ويظهرن حساسية أكبر تجاه ديناميكيات الحب والتواصل. في المقابل، غالبا ما يتهم الرجال بالتحفظ أو بقلة التعبير عن المشاعر، غير أن بحثا جديدا قلب هذه الصورة النمطية رأسا على عقب، وخلص إلى أن الرجال أكثر رومانسية من النساء بشكل ملحوظ.
كشف البحث -الذي استند إلى تحليل 50 دراسة حول العلاقات بين الجنسين، ونُشر في مجلة العلوم السلوكية والدماغية بعنوان "العلاقات الرومانسية مهمة للرجال أكثر من النساء"- أن الرجال أكثر عرضة للوقوع في الحب، وأكثر رغبة في العثور على شريكة حياة، وأنهم يميلون إلى الاعتراف بحبهم أولا، ويستثمرون عاطفيا في العلاقات بشكل عميق ويكونون أقل عرضة للانفصال، كما أنهم يعانون أكثر من الآثار العاطفية للانفصال مقارنة بالنساء.
رغم المفاجأة التي فجرها البحث للوهلة الأولى، فإن هذا الاكتشاف قديم، إذ إن دراسة كلاسيكية -نشرت عام 1989 في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية- توصلت من قبل للنتيجة ذاتها.
وفي تلك الدراسة القديمة، استخدم الباحثون مقياسا للرومانسية يقيس مدى تصديق الناس لأفكار مثل الحب من النظرة الأولى أو وجود شريك واحد حقيقي لكل إنسان. ولاحظ الباحثون أن الرجال، عموما، كانوا أكثر ميلا من النساء إلى تبني فكرة الرومانسية والتمسك بمعتقداتها.
التفسير العلمي
إحدى التفسيرات التي يقدمها الباحثون، في مجلة العلوم السلوكية والدماغية، لهذه النتائج هي أن المصلحة الذاتية قد تكون السبب الذي يجعل الرجال أكثر رومانسية، إذ يحصل الرجال في العلاقات العاطفية الطويلة الأمد على دعم عاطفي لا يحصلون عليه عادة من الأصدقاء أو العائلة.
في المقابل، تطور النساء علاقات أكثر وأقوى مع الأقارب والأصدقاء، ويعتمدن بشكل قليل جدا على شريكهن في الحصول على الدعم والنصيحة.
يدعم ذلك استطلاع رأي "أميركان بريسبيكتيف" عام 2021، الذي أظهر أن الرجال أقل احتمالا بكثير من النساء لمشاركة مشاعرهم الشخصية مع الأصدقاء، ويُعزى جزء كبير من هذا إلى التربية التقليدية، إذ لا يُشجع الأولاد منذ الصغر على التعبير عن مشاعرهم أو بناء علاقات عاطفية متينة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، ونتيجة لذلك، يكبر كثير من الرجال وهم يحملون احتياجات عاطفية غير مشبعة.
وأشار الباحثون في البحث المنشور في "مجلة العلوم السلوكية والدماغية" إلى أن الرجال يتوقعون من علاقات الزواج والارتباط فوائد عاطفية ونفسية كبيرة، ولذلك يظهرون حماسة أكبر للارتباط.
ويدعم ذلك مقال على موقع سيكولوجي توداي، أشار إلى أن الرجال المتزوجين يتمتعون بصحة نفسية وجسدية أفضل من العزاب.
لماذا "تبدو" النساء أكثر رومانسية؟
رغم أن العلم أثبت منذ عقود أن الرجال أكثر رومانسية من النساء، فإن المجتمع ينظر عادة إلى النساء على أنهن الأكثر رومانسية.
من جهتها، قالت الباحثة الزائرة في قسم علم النفس غوين دولين سيدمان، في جامعة ولاية ميشيغان، إن السبب وراء هذه الصورة النمطية هو أن النساء عادة ما يظهرن ارتباطا أكبر بالعلاقة العاطفية، حيث يسعين للتقارب، ويبدين اهتماما بالحفاظ على العلاقة من خلال التفكير المستمر فيها، وطلب الدعم الاجتماعي، وبذل الجهد فيها، أو بدء نقاشات لتقويتها.
لكنها أوضحت -في تقرير نشرته واشنطن بوست- أن هذه السلوكيات، رغم ارتباطها بالعاطفة، تختلف عن الرومانسية بمعناها البحثي، "من الناحية الفنية، ممارسة هذه السلوكيات تختلف عن كونك رومانسيا".
وقالت سيدمان إنه في أبحاث العلاقات، تشير الرومانسية إلى الإيمان والمعتقدات العامة حول الحب، وليس إلى الأفعال التي يتم القيام بها داخل العلاقات العاطفية، مضيفة أن "الإيمان بالحب من النظرة الأولى أو بأن لكل منا حبا حقيقيا واحدا فقط لا يرتبط بمدى الجهد الذي تبذله في علاقتك الفعلية يوما بعد يوم".
لكن أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، بول إيستويك، أشار -في المقال السابق نفسه- إلى أن تلك الفروق لا تعني بالضرورة وجود اختلاف جذري في ما يريده الرجال والنساء من علاقاتهم.
ويرى إيستويك أن الجوانب الجوهرية للسعادة العاطفية مشتركة، قائلا إن ما يسعد الرجال هو نفسه ما يسعد النساء من "وجود من يساندك، ومن تلجأين إليه عند نجاحك، ويساندك في الأوقات الصعبة، ومن يثير حماسك ويضحكك"، مضيفا: "لا يوجد أدنى دليل على اختلاف الرجال والنساء في مدى اهتمامهم بهذه الأمور".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصري يُدان بالمساعدة في تهريب أكثر من 3,000 مهاجر إلى أوروبا
مصري يُدان بالمساعدة في تهريب أكثر من 3,000 مهاجر إلى أوروبا

BBC عربية

timeمنذ 12 دقائق

  • BBC عربية

مصري يُدان بالمساعدة في تهريب أكثر من 3,000 مهاجر إلى أوروبا

تم الحكم بالسجن على المصري أحمد عبيد المتورط في شبكة تهريب غير قانونية ساعدت في نقل أكثر من 3,000 شخص من بلدان مختلفة إلى أوروبا. جاءت هذه العقوبة بعد تحقيقات مكثفة كشفت عن دوره الأساسي في تنظيم عمليات التهريب التي تعرض حياة المهاجرين للخطر. وتؤكد السلطات البريطانية أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز الأمن على الحدود الأوروبية. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

"ويفا": ضمان مقعدان فقط للدول الأربعة المضيفة في كأس أوروبا 2028
"ويفا": ضمان مقعدان فقط للدول الأربعة المضيفة في كأس أوروبا 2028

الإمارات اليوم

timeمنذ 13 دقائق

  • الإمارات اليوم

"ويفا": ضمان مقعدان فقط للدول الأربعة المضيفة في كأس أوروبا 2028

سيكون على الدول المضيفة الأربع لكأس أوروبا 2028 لكرة القدم، أي إنجلترا وإيرلندا واسكتلندا وويلز، خوض التصفيات المؤهلة إلى النهائيات القارية، لكن مع ضمان مقعدين للدول المضيفة التي لم تتأهل. وأكد الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) الأربعاء نظام التأهل إلى النهائيات القارية بمشاركة 24 منتخبا، مع تخصيص مقعدين للدول المضيفة التي لم تتأهل. وقال في بيان عقب اجتماع لجنته التنفيذية في بلباو حيث تقام لاحقا الأربعاء المباراة النهائية للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بين مانشستر يونايتد الإنجليزي ومواطنه توتنهام، إن "الدول المضيفة.. ستشارك أيضا في التصفيات ضمن مجموعات منفصلة"، مضيفا "سيتم حجز مقعدين في النهائيات لأفضل مضيفين تصنيفا واللذين لم يتأهلا في الصدارة أو بين أفضل منتخبات وصيفة بعد انتهاء مرحلة المجموعات". ويتأهل إلى النهائيات مباشرة 20 منتخبا، هي أبطال المجموعات الـ12 وأفضل ثمانية منتخبات في المركز الثاني، على أن تحسم المقاعد الأربعة المتبقية بمباريات فاصلة. وتنظيم البطولة في أربع دول مختلفة لا يسمح بتخصيص مقعد تلقائي للجميع، خلافا لنسخة 2024 التي استضافتها ألمانيا بمفردها. وتحدثت وسائل إعلام بريطانية عن هذه الرغبة حتى قبل اختيار من سيستضيف نهائيات 2028، موضحة أن إنكلترا أرادت مواجهة منافسين أقوياء من خلال التصفيات، بدلا من خوض مباريات ودية من دون الكثير من الجدية. ومنذ عام 1984، فشل منتخب "الأسود الثلاثة" في التأهل الى النهائيات مرة واحدة فقط في نسخة عام 2008 التي أقيمت بمشاركة 16 منتخبا. لكن التأهل سيكون أكثر صعوبة بالنسبة للمنتخبات المضيفة الأخرى مثل ايرلندا التي غابت عن النسختين الأخيرتين واكتفت بالمشاركة ثلاث مرات في تاريخها، أو ويلز التي انتظرت حتى رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 24 كي تحجز مقعدا لها في نسختي عامي 2016 و2021 قبل أن تغيب مجددا في نسخة 2024. وستقام نهائيات كأس أوروبا 2028 في تسعة ملاعب في لندن ومانشستر وليفربول ونيوكاسل وبرمنغهام ودبلن وغلاسكو وكارديف.

عدن .. إتلاف 50 ألف عبوة شراب لاحتوائها على مادة محظورة
عدن .. إتلاف 50 ألف عبوة شراب لاحتوائها على مادة محظورة

اليمن الآن

timeمنذ 14 دقائق

  • اليمن الآن

عدن .. إتلاف 50 ألف عبوة شراب لاحتوائها على مادة محظورة

أتلفت لجنة مختصة تترأسها وكيل نيابة الصناعة والتجارة بالعاصمة عدن الدكتورة سمية قباطي، اليوم، نحو ٥٠ ألف عبوة شراب من مشروب مستورد، لاحتوائها على مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، وهي مادة محظورة الاستخدام في الأغذية بحسب القوانين والمعايير الصحية المعتمدة. وجرت عملية الإتلاف بحضور القاضي صفاء رشاد عضو النيابة، وفضل صويلح مدير الرقابة في ديوان وزارة الصناعة والتجارة، وعمر عباد مدير إدارة رقابة الأسواق وحماية المستهلك بمكتب الصناعة والتجارة بالعاصمة عدن، إضافة إلى حضور ممثلين عن مالك البضاعة. وقد تم ضبط هذه الكمية خلال نزول ميداني سابق نفذته فرق الرقابة بإشراف ومتابعة مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالعاصمة عدن، وسيم العُمري، وعلى فريق يترأسه فيصل محمد مدير فرع المكتب بمديرية المنصورة، ضمن جهود متابعة الأسواق والتأكد من التزام المنشآت التجارية بالاشتراطات الصحية والمواصفات. وتأتي هذه الخطوة في إطار الحملات الرقابية المستمرة التي ينفذها مكتب ونيابة الصناعة والتجارة بالعاصمة عدن، لضمان خلو الأسواق من أي مواد ضارة وحماية صحة المستهلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store