logo
نجيب محفوظ ..حدوتة مصرية

نجيب محفوظ ..حدوتة مصرية

بوابة الأهرام٢٠-٠٤-٢٠٢٥

دعانى الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية لحضور جلسات المؤتمر الذى تقيمه الأوبرا، وموضوعه «نجيب محفوظ والهوية المصرية». اليوم الذى شاركتُ فيه عُقِدت خلاله أربع جلسات تدور كلها حول المشروع الروائى لنجيب محفوظ «11 ديسمبر 1911 ـ 30 أغسطس 2006».
وعندما وصلت لمكان المؤتمر وجدت معرضا للكُتب الصادرة عن نجيب محفوظ ومشروعه الروائى من هيئة الكتاب التى يرأسها ويديرها بكفاءة عالية الدكتور أحمد بهى الدين. وإن كنتُ أعتقد أن كتابي: «نجيب محفوظ إن حكي.. ثرثرة محفوظية على النيل» الصادر 2015 قد أوشك على النفاد. وإن كان قد حدث هذا فأتمنى صدور طبعة جديدة منه.
المؤتمر المهم بجلساته الأربع أقيم تحت إشراف الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور علاء عبد السلام رئيس الأوبرا. الجلسة الثالثة التى تحدثتُ فيها كان عنوانها: «تجليات متعددة للهوية المصرية عند نجيب محفوظ فى الإبداع الأدبى والسلوك اليومي». وأدارها الدكتور حسين حمودة الناقد الأدبى والذى كان صديقا مُقرَّبا من نجيب محفوظ.
شاركنى فى الجلسة من النُقاد المهتمين بأدب نجيب محفوظ الدكاترة: سامى سليمان، يسرى عبد الله، هيثم الحاج علي. وكلهم أصدقاء جمعنا معا حبنا لنجيب محفوظ والتفافنا حوله وقراءتنا لنتاجاته الأدبية. وعندما جاء دورى فى الكلام تحدثتُ عن قضية مهمة ألا وهى علاقتى بالمؤسس الكبير للرواية العربية. وقلتُ إننى سنة 1969 عندما صدرت روايتى الأولي: «الحِداد»، والتى كان عنوانها: «الحِداد يليق بأهل مصر»، واعترضت الرقابة وقتها على باقى العنوان، وصدرت بُمسمي: «الحِداد» فقط.
وما إن كانت تصدر لى رواية جديدة حتى كنتُ أحملها إليه ممهورة بتوقيعى الذى يؤكد أستاذيته وأنه الرائد المؤسس للرواية العربية وليس الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية «زينب» التى صدرت فى بدايات القرن العشرين، واعتبرها البعض العمل المؤسس للرواية العربية. وإن كنتُ أعترف بدور الدكتور هيكل وروايته الفريدة فى زمنها. فإننى أعتقد أن نجيب محفوظ هو الذى أسس الرواية العربية بمشروعه الروائي.
فى كتابى حكيتُ أننى عندما سعيتُ للقاء الأستاذ الكبير لأول مرة لم يجر على بالى فكرة إجراء حوار صحفى معه. كنتُ فى ذلك الوقت قد قرأت بعض رواياته وأعجبتني، وأدركتُ أن صاحبها لديه مشروع روائى كبير وأنه هو المؤسس للرواية العربية.
وكان من عادة نجيب محفوظ ألا يُعطى موعدا لصحفى أو صديق أو روائى فى بيته أبدا ولا فى مكان عمله. لكنه كان يُفضِّل المقاهى والكازينوهات الموجودة فى منطقة وسط البلد. وعندما بدأتُ فى أول حديث معه أشهد بأنه لم يستفسر منى عن الأسئلة ولا عن أى الأمور تدور. وعند الإجابة كان يبدو بطيئا فى النُطق لأنه يتذوق الكلمات قبل أن ينطق بها.
وكنتُ أسأله فى حضور جمعٍ من الأدباء والكُتَّاب الذين أصبحوا مع مرور الوقت أصدقاء. لعل أهمهم وأقربهم إلى حبة القلب كان المرحوم جمال الغيطانى توأم الروح ورفيق رحلة العُمر. وقد عرفته فى رحاب نجيب محفوظ.
فى اللقاء الأول ما إن جلست معه حتى اقترح عليَّ نجيب محفوظ أن أُعطيه ورقة الأسئلة ويُحضر لى فى اللقاء القادم الأجوبة مكتوبة، ثم نقضى وقتنا فى الكلام والحديث. وهذا ما جري. وفى اللقاء الثانى قدَّم ليَّ الإجابات مكتوبة بخط يده، خط جميل يعكس أن صاحبه حقق ما يُريد. وأصبح على مشارف الاطمئنان. رغم أنه قال لى إننى يجب أن أُراعى أن خطه ليس جميلا ـ وهذه الجملة من شدة تواضعه - وتوقَّع أن يُتعِبنى خطه عند النشر.
فى مجلة المصور التى كنتُ قد بدأت حياتى الصحفية فيها ـ ومازلتُ أكتُب بها حتى الآن ـ قلت له إن إجابات نجيب محفوظ معى وسأدونها بخطى وأحضرها فى اليوم التالي. لم يُعجبه ما قلته. طلب الأصول التى بخط نجيب محفوظ وأصول الأسئلة التى بخطي، وقالوا إنهم سيقومون بتركيب الحديث لأن الوقت لا يسمح حتى أعود لهم غدا أو بعد غد بالحديث.
وإن كان الذى حدث بعد ذلك أنهم لم يُعيدوا الورق لي. وعندما حاولتُ استعادته فشلت فى هذا، رغم أننى قمتُ بأكثر من محاولة. ولكن الرجل كان يُفضِّل الجلوس الحُر معنا والكلام فى الشئون العامة والاستماع إلينا وما يقوله كلٌ منا، وقد استمر على هذا حتى بعد إصابة أُذُنُه وصعوبة الاستماع لما نقوله.
حواراتى معه تمت فى لقاءات عامرة بالأصدقاء والمُحبين. أعترف بأننى حاولت أن ألتقى معه منفردا ولكنى فشلت. ولم يعُد هناك بُدٌ من إجراء حوار وسط الأصدقاء. بل إن بعضهم كان يُشارك فى طرح الأسئلة على الأستاذ الذى كان يجيب عنها كما لو كان أصحاب الأسئلة يمتهنون الصحافة.
ومن فرط كرمه وعظيم تواضعه عندما كانت تأتى مناسبة من المناسبتين: عيد ميلاده، أو ذكرى حصوله على جائزة نوبل بعد 1988، إلا وكان يتحدث معى ويُجيبُ عن أسئلتى سؤالا سؤالا. ولم يحدث إطلاقا أن رفض الإجابة عن أى سؤالٍ من الأسئلة.
كان النظام الصارم هو كلمة السر فى حياته. يصحو فى موعد محدد، ويخرجُ من بيته المُطل على النيل، إن خرج، فى نفس الموعد الذى كان يخرج فيه فى الأيام السابقة واللاحقة، ويعود أيضا بنفس النظام. بل إنه عندما كان يجلس معنا عندما كان يُدخِّن السجائر وهو يشرب القهوة السادة خاصة بعد إصابته بمرض السكر. فإن كل ذلك كان يأتى وفق تخطيط صارم من داخله.
وقد أكد لى سلوكه اليومى أن النظام كلمة السر فى حياته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أيقونات بليغ ووردة بقيادة المايسترو علاء عبد السلام فى الأوبرا
أيقونات بليغ ووردة بقيادة المايسترو علاء عبد السلام فى الأوبرا

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

أيقونات بليغ ووردة بقيادة المايسترو علاء عبد السلام فى الأوبرا

ضمن فعاليات وزارة الثقافة يقود المايسترو الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية حفلًا للموسيقى العربية يضم باقة من أيقونات وروائع الطرب التى تعاون خلالها الموسيقار بليغ حمدى مع الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية إلى جانب عدد من مؤلفات عظماء الكلمة واللحن وذلك فى التاسعة مساء الجمعة ٣٠ مايو على المسرح الكبير منها ميدلى بليغ أداء الفرقة الموسيقية ثم أغانى وحشتونى، ليالينا، إسمعونى، حكايتى مع الزمان، ع الربابة،على رمش عيونها، أى دمعة حزن لا، زى العسل، كان ياما كان، طاير يا هوى، موعود إلى جانب فى يوم وليلة لـ محمد عبد الوهاب، أكدب عليك لـ محمد الموجى، بتونس بيك لـ صلاح الشرنوبى.. غناء نجوم الطرب إيمان عبد الغنى، ياسر سعيد، سارة زكى ومحمد حسن . تحت إشراف أمانى السعيد رئيس الإدارة المركزية للموسيقى العربية يأتى الحفل -الذى نفذت تذاكره فور الإعلان عنه - إستمرارًا لخطط دار الأوبرا الهادفة إلى إلقاء الضوء على جوانب من ملامح التراث الغنائى والموسيقى والإحتفاء بعمالقة الكلمة والنغم الذين نجحوا فى إثراء المشهد الإبداعى بمؤلفات تعبر عن جزء من الهوية العربية.

وزير الثقافة يشهد حفل فرقة أوبرا الإسكندرية ويوجّه بتوسيع تنظيم الحفلات لتشمل مختلف محافظات الجمهورية
وزير الثقافة يشهد حفل فرقة أوبرا الإسكندرية ويوجّه بتوسيع تنظيم الحفلات لتشمل مختلف محافظات الجمهورية

الطريق

timeمنذ 3 ساعات

  • الطريق

وزير الثقافة يشهد حفل فرقة أوبرا الإسكندرية ويوجّه بتوسيع تنظيم الحفلات لتشمل مختلف محافظات الجمهورية

الجمعة، 23 مايو 2025 01:47 مـ بتوقيت القاهرة شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، حفلًا فنيًا لفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي، نظمته دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وذلك على مسرح سيد درويش 'أوبرا الإسكندرية'، في إطار برنامج زيارته لمحافظة الإسكندرية. وقدمت الفرقة، بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمي، باقة من أجمل مؤلفات الموسيقار الراحل محمد الموجي، إلى جانب مختارات من روائع الطرب العربي، بمشاركة نخبة من نجوم الأوبرا: حنين الشاطر، ياسر سعيد، آلاء أيوب، وائل أبو الفتوح، ومحمد الخولي. وأثنى وزير الثقافة على المستوى المتميز لفرقة أوبرا الإسكندرية، الذي يعكس ثراء وتنوع المشهد الموسيقي المصري، ويجسد ما تزخر به مصر من إبداع موسيقي متفرد سيظل مرجعًا أصيلًا لعشاق الفنون في الوطن العربي والعالم. وأكد أن الوزارة حريصة على استمرار هذه الفعاليات التي تعرّف الأجيال الجديدة برموز الإبداع الذين أسهموا في تشكيل الوجدان المصري وتعزيز مفردات الهوية الثقافية التي تعمل الدولة على صونها والحفاظ عليها. ووجّه بتوسيع نطاق هذه الحفلات لتشمل مختلف المحافظات، تحقيقًا للعدالة الثقافية، وضمانًا لوصول الفنون الجادة إلى كل فئات المجتمع، مشيدًا في الوقت نفسه بالحضور الجماهيري الكبير الذي يعكس وعي الأسرة المصرية بقيمة الفنون. من جانبه، أعرب الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن اعتزازهبما تم تقديمه بالحفل، مشيدًا بأداء نجوم الأوبرا المشاركين، وما قدموه من روائع لأعلام الموسيقى المصرية، محمد الموجي، وبليغ حمدي، ومحمد عبد الوهاب، مشيرًا إلى أن ما حملته هذه الأعمال من عبقرية إبداعية يعكس عمق أثرهم في تشكيل الوجدان المصري. وقد شمل برنامج الحفل مجموعة من أشهر الأغاني التي تركت بصمة في ذاكرة الفن العربي، من بينها: شباكنا ستايره حرير، مستحيل، الحلوة داير شباكها، حبيبها، حبك نار، قارئة الفنجان، ليه تشغل بالك، النهر الخالد، أكدب عليك، من حبي فيك يا جاري، أنا قلبي إليك ميال، اسأل روحك، وغيرها من روائع الطرب الأصيل.

روائع بليغ ووردة وعظماء الموسيقى تضئ المسرح الكبير
روائع بليغ ووردة وعظماء الموسيقى تضئ المسرح الكبير

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 3 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

روائع بليغ ووردة وعظماء الموسيقى تضئ المسرح الكبير

يقود المايسترو الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية حفلاً للموسيقى العربية يضم باقة من أيقونات وروائع الطرب التى تعاون خلالها الموسيقار بليغ حمدى مع الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية إلى جانب عدد من مؤلفات عظماء الكلمة واللحن وذلك فى التاسعة مساء الجمعة 30 مايو على المسرح الكبير منها ميدلى بليغ أداء الفرقة الموسيقية ثم أغانى وحشتونى ، ليالينا ، إسمعونى ، حكايتى مع الزمان ، ع الربابة ،على رمش عيونها ، أى دمعة حزن لا ، زى العسل ، كان ياما كان ، طاير يا هوى ، موعود إلى جانب فى يوم و ليلة لـ محمد عبد الوهاب ، أكدب عليك لـ محمد الموجى ، بتونس بيك لـ صلاح الشرنوبى .. غناء نجوم الطرب إيمان عبد الغنى ، ياسر سعيد ، سارة زكى ومحمد حسن .تحت إشراف أمانى السعيد رئيس الإدارة المركزية للموسيقى العربية . يأتى الحفل -الذى نفذت تذاكره فور الإعلان عنه - إستمراراً لخطط دار الأوبرا الهادفة إلى إلقاء الضوء على جوانب من ملامح التراث الغنائى والموسيقى والإحتفاء بعمالقة الكلمة والنغم الذين نجحوا فى إثراء المشهد الإبداعى بمؤلفات تعبر عن جزء من الهوية العربية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store