logo
سبيل معان للعام 24 على التوالي.. يجهز أكثر من 4000 وجبة لإفطار الصائمين  .

سبيل معان للعام 24 على التوالي.. يجهز أكثر من 4000 وجبة لإفطار الصائمين .

الدستور٢٩-٠٣-٢٠٢٥

ذبح عجلين و نحر 20 رأسا من الإبل في مأدبة إفطار وتوزيع الوجبات ضمن فعاليات سبيل معان في أيامه الأخيرة .
معان - الدستور - قاسم الخطيب .
يحكي سبيل معان ، أحد أبرز الظواهر الاجتماعية التي اقترنت بشهر رمضان المبارك، تاريخا من التكافل الاجتماعي ووحدة النسيج الذي تميز به أهل معان على مدار سنوات حيث يكشف السبيل علاقة ترابط ومشاركة بين أبناء معان .
وقال مؤسس سبيل معان الشيخ محمود أبو صالح : أن سبيل معان اقترن بشهر رمضان الكريم، وبأعمال البر والخير والصدقات للفقراء والمساكين وعابري السبيل ، ويتسع المفهوم وصولا إلى ضيافة عباد الله من المعتمرين والعمالة الوافدة وطلبه الجامعة والأشقاء السوريين , وإكرامهم ابتغاء الثواب واعتبار هؤلاء الضيوف، هم بالأساس ضيوف الرحمن .
وأضاف ابو صالح : مع بداية شهر رمضان الحالي دخل سبيل معان عامه ال 24 وبدأت لجنة خدمات "سبيل معان" قبل بداية الشهر الكريم تجهيزاتها وتخطيطها لتأمين اللحوم والأرز والدجاج وكافة احتياجات الشهر الفضيل لطهيها وتوزيعها على عابري السبيل والفقراء والمحتاجين , واقامة موائد الرحمن في خيمة السبيل قرب ميدان المرحوم سليمان عرار التي يقدم فيها يوميا من 80 إلى 100 صدر من الأكلات المعانية المعروفة كالكبسة والبخاري وغيرها .
وأشار أبو صالح إلى أن السبيل جاءت فكرته كون مدينة معان تقع على مفترق طرق وملتقى لحجاج بيت الله العتيق والمعتمرين والمسافرين الذين يسلكون الطريق الصحراوي وطريق المدورة وصولا إلى الديار المقدسة
وقال أبو صالح : أن العاملون من المتطوعون والذي يبلغ عددهم أكثر من 50 متطوعا ، يعملون كخليه النحل وقد ورثوا فكرة العمل في السبيل من تاريخ أجدادهم وآبائهم , لافتا إلى أن تكلفة الوجبة اليومية تقدر بحوالي 2,700 دينار تقريباً ، ويقدم السبيل أكثر من 4000 وجبة تقريبًا للعائلات المحتاجه كما يقدم الطعام يوميا لكافة الأشخاص الذين يأتون لخيمة السبيل لتناول وجبه الإفطار
وقدم أبو صالح الشكر للمحسنين كافة من أبناء معان المدينة والمحافظة والوطن والشركات الموجودة فيها الذين قدموا الدعم المادي والمعنوي والعيني لسبيل معان ، والذي يستمر طيلة أيام الشهر الفضيل ، متمنيا من الله عز وجل إن تكون هذه الأعمال في ميزان حسناتهم .
ويؤكد احد المتطوعين في السبيل الإعلامي احمد عبد ربه البزايعه ، أن سبيل معان من أبرز المظاهر الرمضانية التي يحرص عليها أبناء معان ليس لإطعام الفقراء والمحتاجين فقط، ولكن لتعميق مشاعر المودة والتكافل والتعاضد في شهر رمضان العظيم .
لافتا البزايعه إلى أن سبيل معان عادة توارثها أبناء المدينة من الآباء والأجداد، ولا يزال أبناء المدينة يعترضون حافلات الركاب على الطريق الدولي ويوقفون الحركة حتى تقف المركبات معرضين أنفسهم للخطر لدعوة ركابها إلى تناول الإفطار مع قرب غروب الشمس وطيلة أيام شهر رمضان المبارك.
وقال البزايعه : أن خيمة السبيل تجسد روح الأخوة وحب الخير والرغبة الصادقة في الأجر والثواب من الله عز وجل وتستكمل نهج العطاء والبذل المتجذر في المجتمع المعاني وما تقدمه من قيم إنسانية وحضارية استثنائية .
ومن جانبه قال احد الداعمين الرئيسيين لسبيل معان , الشيخ احمد محمد عبد الدايم : " إن عمل الخير يشكل الجزء الرئيسي من أنشطة أبناء مدينة معان , باعتباره عملا إنسانيا توارثته الأجيال عبر سنوات طويلة ، ولفت إلى إننا نسير على نهج والدنا المرحوم " محمد عبد الله عبد الدايم , " أبو عبد الله " رحمه الله , في دعم سبيل معان الذي يهدف إلى التخفيف من معاناة العائلات التي تواجه أوضاعاً معيشية صعبة ويستهدف الفئات الاكثر احتياجا ويركز على عابري السبيل والحجاج والمعتمرين والأرامل والأيتام وكبار السن " .
وأضاف: أن إفطار الصائمين فيه أجر عظيم وأن ثواب من فطّر صائما عظيم، ولهذا نسعى جميعا للحصول عليه , امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أفطر صائما كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من أجر الصائم شيئا» " .
وأشار عبد الدايم إلى انه تم نحر 20 رأسا من الإبل وذبح عجلين , وإقامة مأدبة إفطار للصائمين في خيمة السبيل على ميدان المرحوم سليمان عرار , وتوزيع وجبات غذائية على الأسر في معان وبعض قراها , وتأتي هذه المبادرة ضمن مبادراتنا الخيرية في شهر الخير، وهذه الإبل تنحر في كل عام في شهر رمضان تقربا لله سبحانه وتعالى وتعميق قيم التكافل وعن روح والدي المرحوم محمد عبد الله عبد الدايم رحمه الله .
ولفت عبد الدايم إلى أن مأدبة الإفطار الرمضانية حضرها عدد من الإعلاميين وشخصيات مجتمعيه ومواطنين وعدد من طلبه جامعة الحسين بن طلال ، والعمالة الوافدة في معان وعمال الوطن ، وعابري السبيل والمعتمرين، بالإضافة لتوزيع عدد كبير من الوجبات على منازل المواطنين في مدينة معان وبعض مناطق المحافظة .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفسير حلم الزلزال في البيت ومعانيه المختلفة
تفسير حلم الزلزال في البيت ومعانيه المختلفة

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

تفسير حلم الزلزال في البيت ومعانيه المختلفة

السوسنة- يختلف تفسير رؤية الزلزال في البيت باختلاف شدته وقدرة الرائي على النجاة منه، حيث ترتبط هذه الرؤية بمجموعة من المعاني النفسية والاجتماعية. وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن حلم الزلزال داخل المنزل يعكس رغبة الحالم في إحداث تغييرات جذرية في حياته أو التخلص من أوضاع لا يشعر فيها بالراحة. في السطور القادمة، سنتناول تفسير حلم الزلزال في البيت بشكل مفصل وفقًا لآراء أبرز علماء تفسير الأحلام.تفسير حلم الزلزال في البيت عند ابن سيرينإذا كان للزلزال ضرر مثل تدمير الجدران فذلك يعني أن الرائي قد يموت.يدل اهتزاز البيوت بسبب الزلزال في المنام على عدم استقرار الرائي وشعوره بعدم الأمان.قد يشير حلم الزلزال في البيت إلى رغبة الرائي في إحداث بعض التغيرات في حياته، ورغبته أيضاً في حل المشاكل العائلية.يرى ابن سيرين أن رؤية الزلزال في البيت هي إشارة إلى تعرض الرائي إلى أزمة مالية، ولكنه سوف يتجاوزها سريعاً.كما يرى ابن سيرين أن الزلزال هو تحذير ونذير للرائي بأن يتوب ويرجع إلى الله عز وجل، لأنه آية من آيات الله لتخويف عباده.حلم الزلزال في البيت قد يدل على تغيير كبير في البيت، ربما كان التغيير للمنزل نفسه والانتقال إلى مكانٍ آخر، أو يكون التغيير في أهل البيت.في حال رأى الشخص أنه استطاع الهرب من الزلزال في منامه، فقد يدل ذلك على أن مشاكله وهمومه سوف تنتهي وتزول.تفسير حلم الزلزال في المنزل والنجاة منهالنجاة من الزلزال في المنام تدل على حصول الفرج والعوض من الله عز وجل بعد الحزن والضيق.إذا خرج الرائي من المنزل دون أي ضرر فذلك يدل على أنه سيعيش حياة مستقرة.إذا نجت الرائية العزباء من الزلزال فإن حياتها ستتغير نحو الأفضل.يدل النجاة من الزلزال في المنام إلى أن الفتاة العزباء محاطة بأصدقاء يحاولون أذيتها وإلحاق الضرر بها.رؤية الزلزال للمتزوجة والنجاة منه يدل على أنها سوف تعيش حياة هنيئة مع زوجها، وأنها تتخطى جميع المشاكل والأزمات في حياتها.إذا حلمت المتزوجة من الزلزال في البيت في فصل الربيع ولم يصبها ضرر، فهذه إشارة إلى قرب حملها، والله أعلم.إذا رأت الحامل الزلزال في المنام وقد نجت منه، فهذا دليل على أنها ستجتاز الصعوبات التي تمر بها خلال فترة حملها.تفسير حلم الزلزال في البيت للعزباءيدل الزلزال على المشاكل التي قد تزعزع استقرار العزباء وخوفها من المستقبل.إذا نجت العزباء من الزلزال سوف تتجاوز المخاوف والصعاب التي تعاني منها.إذا دمر الزلزال المنزل في منام العزباء، فإن ذلك يدل على اتخاذها بعض القرارات الخاطئة مما يسبب الكثير من المشاكل.يدل حلم الزلزال المدمر في حلم العزباء على وجود مشاكل كبيرة في بيتهم مع أسرتها أو أخوتها، وإذا مات أحدهم في المنام بسبب الزلزال فهذا دليل على اقتراب أجل أحد أفراد أسرتها.تفسير حلم الزلزال في البيت للمتزوجةإذا رأت المتزوجة في منامها أن منزلها يتعرض للزلزال، فذلك يؤول إلى نشوب الخلافات بينها وبين زوجها، ومع ذلك فهي تحاول البحث عن كيفية حلها.إذا كان الزلزال في البيت بدون أضرار، فإن الرؤية تشير إلى الخلافات الزوجية البسيطة.إذا رأت خروج الذهب بعد الزلزال في منامها، فذلك يشير إلى الصفات الحسنة التي تمتلكها الرائية مثل الرضا والصبر والتدين.يمكن تفسير رؤية الزلزال في المنام للمتزوجة على أنها إشارة إلى كثرة الديون المتراكمة عليها.قد تدل رؤية الزلزال في منام المرأة المتزوجة على أنها لن تنال بر أولادها، وأنهم سيسببون لها الكثير من المشاكل.تفسير حلم الزلزال في البيت للحامليدل الزلزال على اقتراب موعد الولادة للحامل.إذا لم يخلف الزلزال أي دمار فإنه محمود وجيد للمرأة الحامل.إذا رأت الزلزال في منزلها تسبب في اهتزاز المنزل فذلك يؤول إلى النزاعات الزوجية، وعليها أن تدارك الوضع.تشير رؤية الزلزال الشديد في المنام للحامل إلى معاناتها من بعض المشاكل الصحية، وأنها ستلد قبل موعدها المحدد.ختاماً، قد يكون تفسير حلم الزلزال في البيت بمثابة رسالة تحذيرية للرائي بأن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، وأن يحتاط من الأشخاص حوله الذين يحاولون إلحاق الضرر بهم، كما يدل حلم الزلزال في البيت على رغبة الرائي في إصلاح نفسه وأهل بيتهاقرأ المزيد عن:

الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد
الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 4 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

الشيخ كمال الخطيب .. يا أهلنا في غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد

#سواليف يا أهلنا في #غـزة: اقطعوا اتصالكم بالمئة وواحد ولا تستغيثوا إلا بالله الواحد #الشيخ_كمال_الخطيب موسم الخير إن من حكمة الله سبحانه أنه قد فاضل بين الأماكن وبين الأزمنة، فهذا شأنه وهذا تدبيره جل جلاله {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} آية 68 سورة القصص. فإنه سبحانه قد فضّل أماكن على غيرها، ففضّل المساجد، كل المساجد على غيرها من بقاع الأرض، وفضّل ثلاثة مساجد على غيرها من المساجد بأن جعلها لا تشدّ الرحال إلا إليها كما قال رسول الله ﷺ: 'لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى'، ففضّل هذه المساجد على غيرها، وفضّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى. وكذلك فضل ربنا سبحانه بلاد الشام وأرضها على غيرها من بقاع الأرض كما قال ﷺ: 'عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله عزّ وجل يسكنها خيرته من خلقه'. 'ألا إن عقر دار المؤمنين الشام'. ومثلما فضّل الله أماكن على غيرها، فإنه سبحانه فضّل أزمنة وأوقاتًا على غيرها. ففضّل شهر رمضان على غيره من الشهور، وفضّل يوم الجمعة على غيره من الأيام، وفضّل ليلة القدر على غيرها من الليالي، وفضّل يوم عرفة على غيره من الأيام، وها نحن بين يدي أيام هي خير الأيام، إنها الأيام العشر الأوّل من ذي الحجة التي أقسم الله بها في قرآنه تعظيمًا لشأنها {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} آية 1-3 سورة الفجر. {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} آية 203 سورة البقرة. {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} آية 28 سورة الحج. وإن رسول الله ﷺ قد شهد أن هذه الأيام أعظم وأفضل وأشرف أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها 'ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر'. 'ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير'. إنها #الأيام_العشر_الأول من #ذي_الحجة والتي ستكون بدايتها يوم الأربعاء القريب، ومنها #يوم_عرفة و #يوم_النحر يستحب فيها للمسلم التوبة النصوح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آية 31 سورة النور. ويستحب فيها المحافظة على الطاعات والإكثار من النوافل من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن والدعاء والصيام والذكر 'فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد'. عن حفصة رضي الله عنها قالت: 'أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاث أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة' أي الركعتان قبل صلاة الفجر، ومن أفضل الأعمال في أيام العشر الأضحية لغير الحاج. اشترى موقعًا في جهنم لقد حدّثنا القرآن الكريم عمّن يشترون الجنة بأثمن ما يملكون، فيدفعون مقابلها أموالهم بل أرواحهم {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} آية 111 سورة التوبة. وإذا كان هناك من يشترون الجنة بأموالهم، فإن هناك من يشترون النار بأموالهم والعياذ بالله تعالى. فالذي يشرب الخمرة التي هي أم الخبائث وقد حرّم الإسلام شربها، فهل يجدها الإنسان ملقاة على قارعة الطريق توزع مجانًا أم أنه يركب سيارته ويذهب إلى أماكن بيعها وشربها فيدفع لأجل ذلك المال، أليس قد اشترى النار بماله؟! والذي يذهب إلى الكازينوهات في البلاد أو يسافر إلى خارج البلاد للعب القمار وهناك يضيّع ماله وتضيع كرامته ورجولته، أليس هو قد اشترى النار بماله وهو يعلم نهي الإسلام عن القمار والميسر؟! والذي يذهب لشراء وجبته من الحشيش والمخدر والهروين وغيرها من أنواع المخدرات، أليس هو قد اشتراها بماله مع علمه بأنها حرام، أليس يكون بذلك قد اشترى النار وجهنم بماله؟! أليس الذي يرتاد بيوت الدعارة والخنا من أجل نزوة وغريزة بهيمية وهناك يذهب ماء وجهه ويهدر كرامته تحت أقدام الغانيات، ويدفع ماله، أليس هو قد اشترى جهنم بماله؟! فإذا كان من الناس من أكرمهم الله بالإيمان فإنهم على استعداد لشراء الجنة بأثمن ما يملكون أموالهم وأرواحهم، فإن هناك من أخزاهم الله وأذلّهم بمعاصيهم فإنهم يشترون النار بأموالهم، لا بل إن من الناس من يدخل الجنة من غير تكلفة سوى أنه يؤدي فرائض الله، الصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن، ولا يتعدى حدود الله بالمعاصي. فأيهما أعقل وأكيس، الذي يشتري النار بخالص ماله فيكون قد خسر الدنيا والآخرة أم الذي يشتري الجنة بهذا المال ينفقه في سبيل الله تعالى وابتغاء مرضاته، فيكون بذلك قد فاز بجنّة عرضها السماوات والأرض؟ وإنها هذه الأيام العشر من ذي الحجة، فإنها أفضل توقيت وأشرف زمان لعقد هذه الصفقة مع الله بشراء موقع في الجنة عبر الإكثار من الطاعات. وما أجمل ما قاله الشاعر وهو يناجي ربه، وهو يعقد هذه الصفقة لشراء الجنة: يا رب في جوف الليالي كم ندمت وكم بكيت ولقد رجوتك خاشعًا وإلى رحابك كم سعيت قد كنت يومًا تائهًا واليوم يا ربي وعيت إن كنت تعرض جنة للبيع بالنفس اشتريت أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتيت اشترى موقعًا في الجنة اشتكى السلطان العثماني مراد الرابع ذات ليلة من ضيق شديد في الصدر، فاستدعى إليه رئيس الحرس وأخبره وطلب منه مرافقته للخروج والمشي ليلًا خاصة أنه كان من عادة السلطان أن يتخفّى ويخرج ليلًا ليتفقد أحوال الناس. وصل السلطان ومعه كبير حرسه إلى حارة من الحارات على أطراف إسطنبول، وإذا بهم يجدون رجلًا ملقى على الأرض بلا حراك. حرّكه السلطان بيده يمنة ويسرة ليتبين أن الرجل كان ميتًا. وكانت دهشة السلطان أعظم وهو يرى الناس يمرون من حوله غير مكترثين، فما كان منه إلا أن نادى بأعلى صوته: لماذا هذا الرجل ميّت ولا أحد يحمله؟ من يعرف الرجل؟ من يكون؟ ومن يكون أهله؟!. أمام سؤال السلطان عن الرجل ومن يكون، كانت الأجوبة من أكثر من شخص أنه فلان الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فكان جواب السلطان بحدة وغضب: أليس هو من أمة محمد ﷺ؟ احملوه معي إلى بيته، ففعل الناس. دخل السلطان وما يزال لا يعرفه أحد ومعه رجال يحملون الميت إلى بيته، فلما رأته زوجته ميتًا انفجرت باكية وهي تقول: رحمك الله يا وليّ الله، أشهد أنك من عباد الله الصالحين. تعجّب السلطان وهو يسمع ما تقوله زوجة الرجل وما تزال تقرع أذنيه كلمات قالها الناس عنه أنه الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فقال للمرأة: وكيف يكون زوجك من أولياء الله الصالحين وشهادة الناس ومعرفتهم به أنه زان وشارب خمر وزنديق؟ قالت المرأة: لا أستغرب ما يقوله الناس لأن لهم الظاهر، أما باطن زوجي وما أعرفه عنه فإنه غير ما عرفوا عنه. إنه كان كل ليلة يذهب إلى الخمارة في قارعة الشارع فيشتري من الخمر بمقدار ما كان يملكه من مال ثم يحضر الخمر الذي اشتراه إلى البيت ويصبّه في المرحاض وهو يبتسم ويقول: أخفف بهذا عن المسلمين، فلعلّ مسلمًا يأتي ليشتري الخمر فلا يجد فيرجع إلى بيته من غير أن يشتري الخمر أو يشربها. وكان يذهب إلى بيت امرأة عرفها الناس أنها تمتهن الفاحشة لمن يأتيها مقابل المال، فكان يدخل إليها ليلًا ويقول لها هذه الليلة على حسابي، خذي هذا المال وأغلقي عليك بابك حتى الصباح، فيخرج من عندها وهو يقول: الحمد لله لقد انقذت شابًا من شباب المسلمين من الزنا هذه الليلة. تضيف زوجته وتقول وهي تبكي: فكان الناس يشاهدونه وهو يشتري الخمر، ويشاهدونه وهو يدخل بيت المرأة البغي فيتهامسون ويتهامزون فيه وعليه، فقلت له ذات مرة: أنك لو متّ فلن تجد أحدًا من المسلمين يغسّلك ولا يصلّي عليك ولا يمشي في جنازتك، فكان يبتسم ويقول: فلسوف يصلي عليّ سلطان المسلمين وخليفتهم. ما أن سمع السلطان مراد الرابع ما قالته المرأة حتى انفجر باكيًا، وكانت المرأة لا تزال لا تعرف أن من يقف أمامها هو السلطان، ثم قال السلطان: صدق والله، فأنا السلطان مراد وغدًا إن شاء الله نغسّله ونصلّي عليه وندفنه. في اليوم التالي جاء السلطان ومعه حاشيته والعلماء والمشايخ وخيار الناس وصالحوهم يصلّون عليه ويشيّعونه. فإذا كان من يشتري الخمر بماله يشربها فتُذهب عقله ويُغضب ربه ويكون من الفاسقين. وإذا مات على ذلك من غير توبة فإنه يكون قد اشترى له موقعًا في جهنم، فإن هذا الرجل اشترى الخمر بماله وأفسدها لئلّا يشربها شاب من شباب المسلمين، فكان بهذا الفعل من عباد بل من أولياء الله الصالحين وقد اشترى بذلك له موقعًا في الجنة. الواحد أفضل من المئة وواحد ما أحوج المسلم أن يكون في كنف الله تعالى دائمًا وأبدًا يلوذ بحماه ويقف على باب مولاه. إن ما تمرّ به الأمة في هذا الزمان من ظلم وبلاء ومن كيد الأعداء وخذلان الأشقاء الذي يحتّم على الواحد منّا أن يكون أقرب وأقرب إلى الله سبحانه طامعًا في رحمته وجنّته. بكى أحد الصالحين يومًا عندما قرأ قول الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آية 33 سورة آل عمران، فقال له أحد إخوانه: لقد أبكتك آية ما مثلها يُبكي. إنها جنة عريضة واسعة، فقال الرجل: يا ابن أخي، وما ينفعني كم يكون عرضها إذا لم يكن لي فيها موضع قدم؟! إن من الناس من علاقتهم مع الله تعالى هي علاقة المضطر فقط، فإذا ذهب عنه ما هو فيه من البلاء والضرّ، عاد إلى ما كان عليه. إن علاقتنا مع الله يجب أن لا تكون كالعلاقة بغرفة الطوارئ وسيارة الإسعاف لا نتصل بها إلا عند الكرب والبلاء والشدّة، بل يجب أن تكون علاقة دائمة في السرّاء وفي الضرّاء، في العسر وفي اليسر. فإذا كان الإنسان عند حاجته لمركز الإسعاف والطوارئ فإنه يتصل على الرقم مئة وواحد '101' ولعلّه في بعض الأحيان يكون الاتصال متأخرًا أو أن النجدة تصل متأخرة، فما على المسلم إلا أن يكون اتصاله في هذا الزمان حيث الكرب والخذلان والشدّة والبلاء ليس بالمئة وواحد وإنما بالله الواحد الأحد الفرد الصمد. يا واحدًا في ملكه ما له ثاني يا من إذا قلت يا مولاي لبّاني أنساك وتذكرني في كل نائبة فكيف أنساك يا من لست تنساني لقد وصل أهلنا في غزة إلى هذا اليقين، فلما إنهم اتصلوا بالمائة وواحد التابع لمجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واتصلوا بذوي القربى والجيران عربًا ومسلمين، فلم يسمعهم أحد ولم يستجب لهم أحد فقطعوا الاتصال ولم يعودوا يقولون: وينكم يا عرب، وينكم يا مسلمين، بل أصبحوا لا ينادون ولا يتّصلون ولا يستغيثون إلا بالله الواحد الأحد يقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، ويقولون: اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ويقولون: يا مطلع علينا سلمنا الأمر إليك ومن بغى علينا لا شكوى إلا إليك فيا أهلنا في غزة: ابقوا على ما أنتم عليه من اليقين بالله وحسن ظنكم به، فإنه سبحانه لن يخزيكم ولن يخذلكم. فأنتم إلى الفرج أقرب فأبشروا. رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي
أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي

أخبارنا

timeمنذ 5 ساعات

  • أخبارنا

أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي

أخبارنا : في حياة كلّ إنسانٍ شخصٌ لا يُعوّض، شخصٌ حين تذكره يتّسع قلبك رغم ضيق الحياة، ويشتد ظهرك ولو أثقلتك الهموم… بالنسبة لي، ذلك الشخص هو أخي أبو الليث… هو أخي، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير بعد رحيل والدنا رحمه الله وغفر له، لم تكن الخسارة سهلة، ولم تكن الأيام خفيفة، لكن الله عوّضنا بأخي عاطف، الذي لم يكن يومًا بعيدًا عنّا، لا في الشعور ولا في الموقف. كان لنا أبًا حين غاب الأب، وظهرًا حين انكسر الظهر، وسندًا ما مال ولا مَلّ، ولا تراجع. أبو الليث ليس مجرّد اسم ناديناه به ،بل هو عنوانٌ للكرم، والشموخ، والحنان، والحكمة، والعقل، والوقفة وقت الشدّة. تراه هادئًا، لين الجانب، لكن في الشدائد تعرف صلابته، وتفهم كيف يكون الحزم حين لا بدّ من الحزم، والعزم حين تتراجع العزائم. ما زلتُ أتعلم منه، حتى وأنا في عمري هذا… أتعلم من سكونه الهادئ كيف تُصنع العاصفة، ومن كلماته القليلة كيف تُكتب المواقف. أتعلم من عينيه كيف تكون المحبة فعلًا، لا قولًا، وكيف يكون الحنان صدقًا لا ضعفًا، وقوة لا استعلاء. هو الذي تعلّمنا منه الصبر، فصار مرآتنا في الصمود. هو الذي يعطي ولا ينتظر، ويفيض خيرًا على من حوله دون أن يشعر أحد بثقله، لأن ثقله في الميزان، لا في الصراخ والكلام. كل من عرف أبا الليث، عرف رجلًا مهابًا بقلب طفل، وسندًا لأهله، وملاذًا لمحبيه. ليس لأنه صاخب أو لافت، بل لأنه أصيل… والأصيل لا يحتاج إلى ضجيج. أبو الليث محبّ بطبعه، صادق بنيّته، واسع القلب. يحبّ أهله ووطنه حبًّا لا يعرف المصلحة، ويخاف على وطنه كخوف الغيور على بيته وأحبّته. كان يرى في الناس أهله، وفي الوطن أمّه التي لا يتخلّى عنها، مهما اشتدّ عليه التعب. قلبه مفتوحٌ للجميع، ويده ممدودةٌ لكل محتاج، وحديثه دائمًا يحمل دفءَ الأخ الكبير وروحَ القائد العادل. وأقولها اليوم، وفي قلبي كلّ محبّة الدنيا، وامتنان الحياة: أخي أبو الليث، أنت فخرُنا، وأنت عزُّنا، وأنت هديةُ الله لنا بعد أبي… وإن كنّا نستمدّ منك قوتنا، فاعلم أن دعاءنا لك لا ينقطع، ومحبّتنا لك لا توصف، وثقتنا بك لا تهتز أحبك… وأحبّ كل من يحبك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store