
المرأة المصرية مستقبل مشرق ندوه بمركز النيل للاعلام بالوادى الجديد
عقد مركز النيل للإعلام بالوادي الجديد ندوة موسعة بقاعة مجمع الاعلام ضمن محاور قطاع الاعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات بقيادة د. أحمد يحى رئيس القطاع وبرعاية د. ضياء رشوان رئيس الهيئة شارك فيها جمهور متنوع من المؤسسات والدواوين الحكومية وعضوات المجلس القومي للمرأة والنقابات العمالية والجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى والقيادات الطبيعية والنسائية.
افتتح اللقاء جريس شنودة الاعلامى بمركز النيل مؤكدا على اهتمام المركز بمواكبة الاحداث واحياء المناسبات الوطنية والمجتمعية وما لها من بالغ الاثر فى تحقيق التماسك والترابط المجتمعي. كما اوضح الهدف من اللقاء وهو التأكيد على الدور الوطنى والمحورى للمرأة المصرية على مر العصور والذى اثر بالإيجاب على المجتمع المصرى في كافة المجالات .
وفى ذات السياق تحدث فضيلة الدكتور/ مجدى بدوى رئيس الادارة المركزية لمنطقة الوادى الجديد الازهرية موضحا مكانة المرأة في الاسلام مستشهدا بالآيات القرآنية والاحاديث الشريفة في تحقيق العدل واعطاء المرأة حقوقها كاملة ودعمها اجتماعيا واقتصاديا .كما اكد على اهمية دور المرأة في الاسرة والتنشئة السليمة للأبناء على اسس دينية صحيحة وغرس القيم الحميدة والاخلاق النبيلة داخلهم. وفى نهاية حديثه ذكر اسماء بعض الرموز والقيادات النسائية وادوارهن الوطنية المشرفة .
ومن جانبه تحدثت د. نجوى واعر وكيل كلية التربية للدراسات العليا -جامعة الوادى الجديد عن المكتسبات المحققة للمرأة خاصة في الآونة الاخيرة وخطط الدولة لتمكينها من خلال المبادرات المتنوعة والدورات التدريبية التى تؤهلها للوظائف والمناصب القيادية بالمؤسسات المختلفة.
كما اكدت على ضرورة استثمار هذه الفترة الذهبية والاستفادة من تلك المكتسبات من خلال المشاركة الايجابية للمرأة بالمجتمع .واعطت روشتة مختصرة عن اليات تحقيق النجاح في الحياة والقدرة على التأثير الايجابى وخدمة المجتمع بشتى المجالات
الجدير بالذكر بانه تم تقديم بعض الفقرات الفنية من قبل الطالبات المتميزات بادارة الخدمات التربوية بادارة الخارجة التعليمية وقطاع الازهر و شعراء نادى الادب والمتمثلة في قصائد الشعر التى تجسد الدور المحورى للمرأة ومكانة وعظمة الام.
اعد وادار اللقاء جريس شنودة الاعلامى بمركز النيل للاعلام تحت اشراف دعاء سعد رزق مدير المركز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 6 أيام
- شبكة النبأ
أبو ذر الغفاري: معَ الرَسُول (ص)
وعى علما عُجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال، فيُعطى ويَمنع، أما ان قد ملئ في وعائه حتى امتلأ.. كان أبو ذر للرسول (ص) ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع... لم يأمر النبي (ص) أبا ذر (رض) باللحاق بقومه، ودعوتهم الى الاسلام، إلا لأنه توسم فيه صفات الكمال، لما يتمتع به من روح عالية، وثبات لا يتزعزع، وتفان في العقيدة. فوجده أهلا لأن يقوم بدور من هذا النوع، والاسلام يمر بأدق المراحل وأخطرها. نحن نعلم أن النبي صلوات الله عليه كان ـ في بدء رسالته المباركة ـ يحتاج الى مزيد من المؤيدين والأعوان في داخل مكة، وفي خارجها. في داخل مكة، لتقوية الصف فيها، وليمنع نفسه من قريش! وفي خارج مكة، لنشر مبادئ هذا الدين الجديد الحنيف، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الأفراد المسلمين كي ينهض بهذا الأمر جهرة وعلى الصعيد العام، وتكون لديه القوة الكافية لصد أعدائه الذين يتربصون به الغيلة ويخططون للقضاء عليه وعلى الرسالة في مهدها. لقد آثر النبي (ص) إيفاد أبي ذر الى قومه بني غفار، على بقائه معه، لثقته العالية بأنه سينجح في نشر الاسلام بينهم. وهذا ما حصل، فقد نجح أبو ذر في ذلك، فقد أسلم نصف قومه على يده، وأسلم النصف الباقي عند مجيء النبي (ص) الى المدينة كما اسلفنا. وبقي أبو ذر بينهم فترة طويلة. لم يحضر في خلالها غزاة بدر ولا أحد، ولا الخندق (كما تقول الروايات)، بقي بينهم في خندق الجهاد الآخر، حيث كان يفقههم في دينهم، ويعلمهم أحكام الاسلام، وهذا جهاد يحتاج الى عزيمة وحكمة ودراية ونفس طويل. وليس من الوارد في ذهن من يعرف أبا ذر، أن يعتقد بتخلفه عن هذه الغزوات الثلاث بمحض ارادته واختياره، بل من المؤكد أن تخلفه عنها، وبقاؤه في قومه إنما كان بإيعاز من الرسول الكريم (ص). والجهاد بالسيف مقرون مع الجهاد في اللسان، بتعليم الناس أحكام دينهم، وتفقيههم بها. بعد تعلمها من رسول الله (ص). قال تعالى: (وما كانَ المؤمنونَ لِينفورا كافِّة فَلولا نَفَر مِن كُل فِرقة مِنهم طَائِفَة لِيَتفقَّهوا في الدِّين وليُنذِروا قَومَهم اذا رَجِعوا اليهم لَعَلَّهم يَحذرون) 9 ـ 122. قضى أبو ذر، فترة بين بني قومه، ثم عاد ليصحب النبي (ص) ويأخذ عنه العلم والمعارف والحكمة. وقد حظي من رسول الله (ص) بالاهتمام الكبير، والعناية الخاصة. فقد كان رسول الله (ص) يبتدئه بالسؤال والكلام اذا حضر، ويسأل عنه اذا غاب. فعن ابي الدرداء قال: «كان النبي (ص) يبتدئ أبا ذر اذا حضر، ويتفقده اذا غاب» (1). ويظهر من بعض الأخبار انه (ص) كان يمازحه، كما كان هو يمازح النبي صلوات الله عليه وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على مكانته الخاصة لدى النبي (ص). فقد روي انه قدم الى المدينة، فلما رآه النبي قال له: « أنت أبو نملة! فقال: أنا أبو ذر. قال (ص): نعم، أبو ذر (2). وعن الصادق (عليه السلام)، قال: طلب أبو ذر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقيل إنه في حائط (بستان) كذا وكذا. فتوجه في طلبه، فوجده نائماً، فأعظمه أن ينبهه. فأراد أن يستبرئ نومه من يقظته، فتناول عسيباً يابساً، فكسره ليسمعه صوته. فسمعه رسول الله (ص) فرفع رأسه فقال: يا أبا ذر، تخدعني. أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي، كما أراكم في يقظتي! إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي (3)!! وكان في صحبته للنبي (ص) حريصاً على اقتباس العلوم، فكان يغتنم الفرصة في ذلك، ويحدثنا هو عن نفسه، فيقول: لقد سألت النبي (ص) عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصى (في الصلاة)، فقال: مسَّه مرة، أو دع (4). وقال: لقد تركنا رسول الله (ص) وما يحرك طائر جناحيه في السماء، إلا ذكَّرنا منه علما (5). وقال: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (ص) في مسجده، فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلا رسول الله (ص)، وعلي (عليه السلام) جالس الى جانبه، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أوصني بوصية ينفعني الله بها. فقال (صلى الله عليه وآله): نعم، واكرم بك يا أبا ذر، إنك منا أهل البيت.. (6) وقد ذكرت وصيته بكاملها في آخر الكتاب، وهي من عظيم كلامه (ص)، وتصلح أن تكون بذاتها موضوعاً مستقلا يدرس. وفي ميدان معارفه وعلومه التي اكتسبها من النبي (ص) نذكر ما قاله أمير المؤمنين علي (ع) حين سئل عن أبي ذر. فروي أنه قال في ذلك: وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه، فلم يخرج شيئاً منه (7). وانما أوكأ أبو ذر على ذلك العلم، ومنعه عن الناس، لأنه لا تحتمله عقولهم. وفي رواية أخرى عن علي (عليه السلام)، فيه: «وعى علما عُجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً على دينه، حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال، فيُعطى ويَمنع، أما ان قد ملئ في وعائه حتى امتلأ » (8). وجاء عن كتاب حلية الأولياء: في هذا الصدد: كان أبو ذر رضي الله تعالى عنه، للرسول (صلى الله عليه وآله) ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الايمان والاحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام الى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء، أم تبقى؟ وسأله عن كل شيء حتى مس الحصى في الصلاة (9). الخ. وقد منحه النبي (ص) أوسمة عالية أهمها: قوله (ص): ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. ومن سرّه أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم، فلينظر الى أبي ذر (10). وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن صحة هذا الحديث، فصدَّقه. ففي معاني الأخبار بسنده، عن رجل. قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أليس قال رسول الله (ص) في أبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة، أصدق من أبي ذر؟ قال: بلى. قال: قلت: فأين رسول الله، وأمير المؤمنين؟ وأين الحسن والحسين؟ قال، فقال لي: كم السنة شهراً؟ قلت: إثنا عشر شهراً. قال: كم منها حُرُم؟ قال: قلت: أربعة أشهر. قال: فشهر رمضان منها؟ قال: قلت: لا. قال (ع): إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر! إنَّا أهلُ بيت لا يقاس بنا أحد! (11). في غزوة تبوك في غزوة تبوك، وقف بأبي ذر جمله، فتخلف عليه، فقيل: يا رسول الله: تخلف أبو ذر. فقال (ص): ذروه، فان يك فيه خير، فسيلحقه الله بكم، فكان يقولها لكم من تخلف عنه. فوقف أبو ذر على جمله، فلما أبطأ عليه، أخذ رحله عنه، وحمله على ظهره، وتبع النبي (ص) ماشياً. فنظر الناس، فقالوا: يا رسول الله، هذا رجل على الطريق وحده. فقال رسول الله (ص): كن أبا ذر! فلما تأمله الناس، قالوا: هو أبو ذر! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده ويشهده عصابة من المؤمنين (12). مقتبس من كتاب: أبو ذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني/الشيخ محمد جواد الفقيه ............................. (1) الاصابة 4/63 والاستيعاب ص 64. (2) الاصابة 4/63 والاستيعاب ص 64. (3) معجم رجال الحديث 4/171. (4) الغدير 8/312 عن مسند أحمد. (5) الاستيعاب 4/64. (6) تنبيه الخواطر 2/300. (7) الاستيعاب/حاشية على الاصابة 4/64. (8) الغدير 8/311. (9) نفس المصدر 312. (10) الاستيعاب/الاصابة 1/216. (11) معاني الاخبار ص 179. (12) الكامل 2/280 والاصابة ج 4/64 بلفظ قريب.


شبكة النبأ
منذ 6 أيام
- شبكة النبأ
اليمن تحتفل بعيد رجب الأصب
يحتفل اليمنيون في الجمعة الأولى من شهر رجب بدخول أجدادهم في الإسلام طواعية، عكس بقية شعوب الجزيرة العربية وما جاورها. والاحتفال بالجمعة الأولى من شهر رجب ليس وليد اللحظة بل هو من الأعياد الدينية المقدسة لدى اليمنيين منذ قرون عديدة، ولهذا اليوم مكانة عظيمة لديهم لأنه من... يحتفل اليمنيون في الجمعة الأولى من شهر رجب بدخول أجدادهم في الإسلام طواعية، عكس بقية شعوب الجزيرة العربية وما جاورها. والاحتفال بالجمعة الأولى من شهر رجب ليس وليد اللحظة بل هو من الأعياد الدينية المقدسة لدى اليمنيين منذ قرون عديدة، ولهذا اليوم مكانة عظيمة لديهم لأنه من الأعياد الخاصة بهم دون سائر الأمم، عكس عيد الأضحى وعيد الفطر، يحيونه حمداً وشكراً لله على نعمة الإسلام. إنه يومٌ من أيام الله المباركة، اعتاد اليمنيين كابر عن كابر تعظيمه وإظهار كل مباهج الفرح والسرور فيه، وهو لا يقل أهمية ومكانة وقداسة في حياتهم عن أعياد الفطر والأضحى والغدير والهجرة والمولد النبوي الشريف والإسراء، يحيونه بالحمد والشكر لله على ما إمتنّ به على أجدادهم من نعمة اعتناق دين الرحمة المهداة، والإيمان برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل الطيبين الطاهرين، طواعية، بلا جدال ولا مماراة ولا خوف، بل حُباً وعِشقاً للحق وأربابه. تُرافق مباهج الاحتفال بجمعة رجب طقوس متوارثة منذ مئات السنين، ففي السنة التاسعة للهجرة دخل الإسلام إلى اليمن، وتحديدا في أول جمعة من شهر رجب حينما وصل الصحابي الجليل مُعاذ بن جبل إلى منطقة الجَنَد بمحافظة تعز، ليبني أول جامع حيث وقفت ناقته، ويدعو الناس إلى الدين الجديد، فدخل اليمنيون في دين الله أفواجاً، ولا زالت الصوفية تحتفل بهذه الذكرى العظيمة في ذات المكان والزمان الى يومنا، يخرج الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً إلى جامع الجند، يستمعون الخطب والأناشيد والمدائح النبوية التي تقام على هامش الذكرى، ويمكثون أياماً يعيشون خلالها أجواء الإسلام وتاريخ الإسلام في اليمن. مشروعية الاحتفال بعيد رجب: تعمل الجماعات التكفيرية بكل ما أوتيت من قوة على محاربة كل ما يذكر الناس بدينهم ونبيهم، بدعاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وتفسيق وتكفير وتبديع المحتفلين من المؤمنين والموحدين بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو هجرته أو ذكرى الإسراء أو عيد الغدير أو عيد الجمعة الأولى من شهر رجب،..، دون أن يكون لديهم أي دليل عقلي أو منطقي أو نصي مقنع، بل مجرد أهواء تُتبع، ونزوات تُبتدع، وعصبيات جاهلية تُخترع، خدمة لأولياء نعمتهم من الملوك والسلاطين. والسؤال هنا: ما هي المحرمات التي يقترفها المحتفلون بذكرى عيد رجب الأصب على سبيل المثال كي يستشيطوا غضباً؟، قد ربما هي مظاهر البهجة والشكر بما تكرّم الله به على أباء اليمنيين من نعمة الإسلام، وسجود خير الأنام شكراً لإسلامهم، وقد ربما يكون تذكر ما كان عليه جيل الفاتحين من الأنصار والمهاجرين من تفاني في خدمة ونشر الدين الخاتم، وقد ربما ما يرافق ابتهاج اليمنيين بدخول أجدادهم الاسلام وما يصاحب ذلك من فعاليات تُذَكِرُ الأحفاد بهويتهم الإيمانية، وقد ربما يكون ما سبق من الكبائر الموجبة لغضب وسخط الجبار. يقول الله سبحانه وتعالى "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" وأي شيء أعظم وأحق بالاحتفاء من دخول الأجداد في دين الله سلمياً، عن يقين واقتناع، لا خوفاً من حد السيف كما هو حال الطلقاء. ولهذا لا غرابة أن نجد اليمنيين في مقدمة الفاتحين، وعلى أكتافهم قامة دعائم الدين، بينما تحول الطلقاء الى معول هدم للإسلام، وسهم غائر في خاصرة المسلمين على مر العصور والأزمان. يقول العلامة "عدنان الجنيد": ان إحياء ليلة جمعة رجب والاحتفال بيومها داخلة في عموم قوله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، وقوله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". الآية الأولى تشير إلى أن تعظيم شعائر الله تُعَدُ من التقوى، والشعائر هي معالم الدين - كما قال المفسرون - وإذا كانت مناسك الحج تُسمى بالشعائر، فإنما لكونها علامات للتوحيد والدين الحنيف، وكل ما هو شعيرة لدين الله فإن تعظيمه مما يُقرِّب إلى الله، ولاشك بأن مسجد الجند بتعز ومسجد الأشاعرة بزبيد والجامع الكبير بصنعاء، الذين أشرق نور الإسلام منهم، من أبرز علامات دين الله تعالى، وتخليد هذه المناسبة فيهم مما يقرب إلى الله تعالى. والآية الثانية تأمرنا بأن نفرح بفضل الله وبرحمته المهداة، فقد تفضل الله علينا بالإسلام ورحمنا بنبيه عليه وآله الصلاة والسلام، فأخرجنا من الجهالة الجهلاء إلى الأنوار واللألاء، فيحقُ لجميع اليمنيين أن يفرحوا بيوم جمعة رجب ويُقيموا في تلك المساجد الاحتفالات الدينية والمحاضرات المحمدية، ويربوا أجيالهم على ذلك حتى يعرفوا عظمة ما هنالك. ويؤكد العلامة "حسين أحمد السراجي" أن الاحتفاء بهذه المناسبة، وجعلها عيداً، فيه ذكرٌ وحمدٌ وثناءٌ وصلة أرحام وتفقد للفقراء والبائسين. والإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أمرٌ عظيم، وسنةٌ حسنة دعانا إليها العلي العظيم في محكم تنزيله ونبيه الهادي في صحيح مسنونه. يقول الله في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "من سَنّ في الإسلام سُنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء". فهل هناك أعظم من الابتهاج بالهداية والتوحيد المتضمن حمد الله وشكره والثناء عليه وصلة الأرحام والتوسعة على المحتاجين والصلاة على الهادي وآله؟. بل إن كل واحدة من هذه الخصال تُعدُ مشروعاً خيرياً متكاملاً يُعتبر من صميم روح الإسلام وجوهر دعوته. إسلام أهل اليمن: أجمع المؤرخون على أن السواد الأعظم من اليمنيين أسلموا خلال الفترة 6-10 هـ، على دفعات، فُرادا وجماعات. فبعد انصراف رسول صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية في ذي الحجة 6 هـ، وجه رسله ورسائله الى مختلف ملوك وأمراء الدول والأقطار المعاصرة، وقبائل العرب في شمال وجنوب الجزيرة العربية، بما فيها قبائل اليمن، يدعوهم فيها الى الإسلام، ووصل أول مبعوثٍ له الى اليمن في محرم 7 هـ، وكان اليمنيون قد تعرفوا على الإسلام من خلال قوافل التجارة، ولذا سبق العديد منهم الى الإسلام، قبل بعث الرسول رسله الى الملوك ورؤساء العشائر. ووجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول رسالة الى رؤساء قبيلة حمير، وكانت لها اليد الضاربة في اليمن، فأرسل المهاجر بن أمية المخزومي الى أبناء "عبدكلال الحميري"، النعمان والحارث ونعيم ومروح وعريب، وهم أقيال رعين، ومعافر وهمدان. كما أرسل صلى الله عليه وآله وسلم الى أساقفة نجران، وبني معاوية من كندة في حضرموت، وبني ربيعة بن ذي المراحب، من حمير بحضرموت،..، ألخ. فتقاطرت القبائل من أنحاء الجزيرة العربية لمبايعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، على الدخول في الإسلام والسمع والطاعة، وكلما أسلم فوجٌ أرسل معهم من يعلمهم أمور دينهم، وينظم شؤن دنياهم، وكانت وفود اليمن أكثرها عدداً، بتعدد قبائلها. وتُجمِع المصادر التاريخية أن أهل اليمن أسلموا كافةً في عهد رسول الله عكس الأقوام الأخرى، فمنهم من أسلم والرسول في مكة المكرمة كما هو حال عمار بن ياسر بن عامر العنسي المذحجي وأمه وأبيه، ومنهم من أسلم بعد هجرة الرسول الى المدينة وقبل فتح مكة المكرمة كما هو حال الأوس والخزرج والأزد، وغالبيتهم أعلن إسلامه في عام الوفود. وبالمجمل يمكن تقسيم اسلام اليمنيين من حيث المكان، الى نوعين: 1 – فئة ذهبت الى رسول الله وأعلنت إسلامها بحضرته الشريفة. 2 – فئة أسلمت في اليمن دون أن تهاجر الى رسول الله ودون أن تتشرف برؤيته. وكانت همدان ودوس أول القبائل اليمنية اسلاماً والرسول لا يزال في مكة المكرمة، تبعتهم بطون كثيرة من سعد العشيرة ومذحج والأشاعرة بتهامة،..، وبعد هجرة الرسول الى المدينة وتحديداً عقب عودته من غزوة تبوك قَدِمَ الى المدينة وفدٌ كبيرٌ من همدان، يتقدمهم أقيال ووجهاء وأعيان القوم من خارف ويام وشاكر وغيرها، وكان قدومهم بعد عودة رسول الله من غزوة تبوك. يروي البيهقي في الدلائل، وابن القيم في زاد المعاد وغيرهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فبعث علياً عليه السلام وكنا فيمن عقّب على علي، ثم صفنا صفاً واحداً، وتقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت همدان جميعاً في يوم واحد، فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامهم، فلما قرأ صلى الله عليه وآله وسلم الكتاب خرّ ساجداً، ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان - كررها ثلاثاً - ثم قال : "نعم الحي همدان.. ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد، منهم أبدال – أولياء - وفيهم أوتاد – رؤساء – الإسلام". وكان بعث النبي للإمام علي عليه السلام الى همدان في رمضان من السنة العاشرة للهجرة. قال العلامة "محمد بن علي الاهدل": يكفي اليمن شرفاً أن يسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم شكراً لله تعالى على إسلام أهله، دلّ مصدره ببرهان ساطع على سعة مداركهم وسلامة عقولهم ومعرفتهم الحق الواضح، وتمييزه عن الباطل، فكانوا أسرع الأمم انقياداً الى الدين الإسلامي، والإيمان به، بدون احتياج الى حرب أو مناقشات جدلية، وإنما عرفوا الحق فأذعنوا له، وسلموا اليه طائعين. وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن همدان يُعد دليلاً واضحاً على ما هو واقع ويجري في عصرنا الحاضر "وما اصبرها على الجهد"، إذ لا يوجد شعبٌ من شعوب الأرض قد صبر هذا الصبر الذي صبره الشعب اليمني، رغم الحصار الجوي والبحري والبري من قبل تحالف عدوان العاصفة من أحفاد الطلقاء، للعام السادس على التوالي. ومن لطيف ما يرويه إبن جرير في تفسيره لقوله تعالى: "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا"، عن "عبدالله بن عباس" رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله بالمدينة، إذ قال: "الله أكبر الله أكبر، جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن". قيل يا رسول الله: وما أهل اليمن. قال: "قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان والحكمة يمانية". وأرسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العديد من الصحابة الى اليمن لإرشاد اليمنيين وتعليمهم أمور دينهم وبسط سيادة الدولة الإسلامية، أهمهم: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، والصحابي الجليل معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري. ومن طريف ما يرويه المؤرخ اليمني "محمد بن يحيى الحداد" في تاريخه، أن معاذاً عندما قدم الى اليمن، دخل من صعدة، وأمر أهلها ببناء مسجد لهم، ثم انصرف الى صنعاء، واجتمع بأهلها، وألقى عليهم كتاب رسول الله، وأمرهم ببناء جامع لهم في بستان "باذان" وهو ما يعرف اليوم بالجامع الكبير، وفي أواخر جمادى الآخرة وصل الى الجند بتعز، واجتمع له الناس في أول جمعة من رجب وخطبهم وبين لهم رسالة الإسلام التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وأمر ببناء مسجده المعروف بمسجد الجند، وبعد اكتمال بنائه أٌقيمت فيه صلاة الجمعة، والتي صادفت أول جمعة من شهر رجب، وقد فرح الناس واستبشروا بأن أعزهم الله بالإسلام وحررهم من الكفر والشرك، لذا اتخذ اليمنيون الجمعة الأولى من كل رجب عيداً لهم، وألِف الناس إتيان جامع الجند في أول جمعة من شهر رجب للصلاة والذكر. بينما توجه أبو موسى الأشعري الى زبيد، وبها أقام مسجد الأشاعرة. وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى اليمن عدة مرات الى همدان وزبيد ومذحج ونجران وغيرها، فزار اليمن في أواخر السنة الثامنة للهجرة، وهي أول بعثة له سلام الله عليه، وفي السنة التاسعة للهجرة قبل حجة الوداع، وفي رمضان سنة 10 للهجرة بعثه إلى مذحج، وفي أول جمعة من رجب اجتمع الإمام علي عليه السلام بمشائخ همدان، وبعد أن أعلنوا إسلامهم على يديه بأجمعهم، صلى بهم العصر في المكان المعروف حالياً بجامع علي، في سوق الحلقة بصنعاء القديمة، وبعد إسلام همدان، أسلمت جميع القبائل اليمنية. ومكث سلام الله عليه في صنعاء 40 يوماً حاكماً ومُفقِهاً، ودخل عدن أبين وعدن لاعة من بلاد حجة وقدر خربت من زمن طويل، ويقال أنه دخل اليمن في زمن أبو بكر، ودخل عدن أبين ثانية، وخطب على منبرها. ما سبب إسلام اليمنيين طواعية؟ أتى الإسلام واليمن بلدة ممزقة، وقبائلها متناحرة، بسبب الصراع بين اليهودية والمسيحية، وما خلفه من خراب ودمار، جعل اليمن مسرحاً للطامعين من الغزاة والمحتلين، بدءاً بالرومان وعبيدهم الأحباش، وانتهاءا بالفرس، وصراع ملوك اليمن، ومع بزوغ شمس الإسلام، رأى اليمنيون أن بوابة الخلاص الوحيدة مما يعانوه هو اعتناق دين سماوي جديد يدعو اليه نبي عربي من بني هاشم من قريش. وبإسلامهم تم إزالة كل أنواع الخلافات والحروب القبلية والانقسامات الداخلية المتراكمة بين أقيال اليمن منذ عهد سيف بن ذي يزن، لهذا تسابقت الوفود اليمنية الى المدينة المنورة تعلن إسلامها وطاعتها. قال العلامة محمد بن علي الأهدل: كانت اليمن قد انحطت عظمتها، وتقوضت صروحها، وإنهار مجدها الباذخ، وسلطانها الشامخ، وتقلص ظلها وطُوي بساط عزها ومجدها، حتى لم يتبق في يدها إلا بلادها، ومنبت أرومتها، بل لم تحتفظ بها، لتفرق كلمتها، وتصدع وحدتها، بانفجار براكين الفتن الداخلية بين أقيالها وأمرائها، واستقل كل قيلٍ ببلاده، وما قدر على الدفاع عنه. وتشعبت اليمن الى ثلاث طوائف فطائفة اعتنقت اليهودية وطائفة النصرانية والثالثة بقيت على عبادة الأوثان والنجوم، فتغلبت اليهودية على النصرانية، واستبدت بها، وخدّت لها اخدوداً في مخلاف نجران اشعلت فيه النيران،..، فألقت فيه كل من رفض الرجوع الى اليهودية،..، وهكذا أتى الإسلام واليمن في حروب وصراعات يشيب من هولها الطفل الرضيع، فلم تجتمع إلا لسيد الأنبياء والمرسلين بسبب صدق إيمان أهلها، وقربهم من النور المحمدي. ....................................... المراجع: 1 – عدنان الجنيد، ذكرى مناسبة دخول الإسلام إلى اليمن واحتفاء اليمنيين بها، يمني برس، 23 مارس 2018 2 - محمد يحيى الحداد، التاريخ العام لليمن، الجزء الثاني، شركة دار التنوير للطباعة والنشر – بيروت، الطبعة الأولى 1986 3 - الدكتور محمد أمين صالح، تاريخ اليمن الإسلامي، مكتبة الكيلاني – القاهرة، الطبعة الأولى 1975 4 - العلامة محمد بن علي الأهدل الحسيني، نثر الدر المكنون في فضائل اليمن الميمون، مطبعة زهران – القاهرة، الطبعة الأولى. 5 - زيد المحبشي، اليمنيون يحتفلون بإسلام أجدادهم في الجمعة الأولى من رجب، مركز البحوث والمعلومات، 27 فبراير 2020 6 - إسراء الفاس، جمعة رجب: يوم دخل اليمنيون إلى الإسلام، موقع قناة المنار اللبنانية، 31 مارس 2017


ليبانون 24
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- ليبانون 24
أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام
تناول امين الفتوى في طرابلس والشمال الشيخ بلال البارودي في خطبة العيد في مسجد السلام ، مفهوم المحبة في العيد والايمان. وقال: "في العيد تذكير بالاصول العظمى والثوابت الاسمى، وقد حرص الاسلام على تثبيت المحبة الصادقة بين المسلمين والمودة الخالصة بين المؤمنين ، ونحن بحاجة ايها الاحباب الى المحبة بيننا ، فان القلوب المليئة بالحب لهي قلوب قد احتوت على الطهر من منابعه وان القلوب التي تحن الى البغضاء والكراهية لهي قلوب الذئاب لا يتاتى عن طريقها الا الخراب. والمؤمن متآلف مع الكون كله مع كل حبة رمل وقطرة مطر فالمسلم يحمل قيم الوئام والمحبة والمودة والرافة يحب الخير وكل ما يتصل بالخير والنفع ويحب الخير لكل الناس ويحب والديه ويبرهما ويصل من كان يصلهما ويحب اخوانه بل ويحب لاخيه ما يحب لنفسه ويحب ابناءه وبناته واهله ويسعى لهم بالخير" . أضاف: "ايها المسلمون انثروا السلام والحب في طرقاتكم واضيفوا لهذه الحياة حياة تسلحوا بالتسامح والنقاء فالكلمة الطيبة ونقاء السريرة والبسمة المشرقة واليد اللينة كلها جسور حب وصدقات جارية . واي عيد للقلوب المتهاجرة واي بهجة للنفوس المتناحرة واي فرح للايادي المتشاجرة .العيد ميدان للتآلف والتسامح لا للغل والحقد ولا عيد لنفوس يقودها الكبر والظلم والغرور ولا عيد لمن اغتسل غسل العيد ولم يغتسل من ادران الشحناء والعداوات ولا عيد لمن لبس ثياب الجداد على ادران الاحقاد. وتابع: "ان ضيفكم رمضان قد رحل ورمضان ايها الاحباب الكرام هذا الشهر المليء بالخيرات قد افل ولا منتهى لصالح العمل فلا تغلقوا مصحفا ولا تمنعوا رغيفا ولا تحرموا لهيفا ولا تقطعوا احسانا ولا تهجروا صياما ولا تترك قياما فما احسن الاحسان يتبعه الاحسان". وقال: "ايها المسلمون مع اننا في هذه الفرحة الا ان هناك غصة كبيرة لما نراه في غزة الجريحة فغزة الى الان لا تزال تنزف دما ويتآمر عليها المتآمرون ويتسلط عليها الذئاب من كل مكان ويقتحمون عليها من كل باب غزة الجريحة لا تعرف العيد ولا تعرف الا سماع اوجاع اليتامى وانات الثكالى واصوات المدافع التي تدمر البيوت وتدمر المساجد وتهجر سكانها ، غزة الجريحة تنتظر هبة كهبة عمرتنا في رمضان التي غصت بها بالملايين تنتظر قرارا يهز العالم ويوقف العالم على رجله ان كفى سفكا للدماء ان كفى افسادا في البلاد وتدميرا للمدن ، كفى هذه العنجهية وهذا الطغيان. والشام ايها الاحباب لا زال يتآمر عليها الذئاب ولا يحبون ان يروا لها قائمة ونسال الله تعالى ان يسدد لها اهلها وان يوفق حكامها. ولبنان لا زال المتربصون به كثر والمرجفون به يتوالدون ويشككون ويعرقلون ويسبطون ويتمنون ان يعودوا لما سبق ولا عودة ان شاء الله تعالى لما سبق فلقد ان الاوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام". وختم: "آن الاوان ان يبنى هذا البلد بايدي سواعده الشرفاء والكرماء آن الاوان ان يستعيد الناس والمسلمون في لبنان عزتهم ودورهم وان يكونوا خير مشاركين في نهضة هذا الوطن وفي بناء هذا البلد آن الاوان ان تتالف القلوب وتتكافأ الكفاءات والقدرات وان نبني معا وان نحصن معا وان ندافع معا وان نسير معا".