logo
اختيار أموريم المفاجئ قد يلهم مانشستر يونايتد لتحقيق مجد أوروبي

اختيار أموريم المفاجئ قد يلهم مانشستر يونايتد لتحقيق مجد أوروبي

Independent عربيةمنذ 6 ساعات

من بين الأمور العديدة التي فاجأت روبن أموريم منذ توليه تدريب مانشستر يونايتد، كانت كثافة الالتزامات الإعلامية في إنجلترا.
وعلى رغم أنه تعامل مع عبء العمل الإضافي بروح طيبة، فإن تردده الواضح في خوض مقابلة تلو الأخرى ومؤتمر صحافي بعد الآخر كان جلياً.
إجاباته، كما هي حال عدد من مدربي الأندية الكبرى حالياً، تعكس الإنهاك الناتج من كثرة الالتزامات الإعلامية من تلفزيون وإذاعة وصحافة مكتوبة بعد المباريات، مما يظهر عليه علامات التعب.
لكن هناك استثناء واحداً لذلك، حين يتحدث البرتغالي بإشادة بالغة عن لاعب خط الوسط الإنجليزي الذي قد يترك أعظم بصمة له حتى الآن مع مانشستر يونايتد في مركز هجومي.
بدأ أموريم مديحه الحماسي للاعبه ماسون ماونت خلال مارس (آذار) الماضي، قائلاً "أنا أحب ماسون ماونت حقاً"، على رغم أن اللاعب الإنجليزي كان في تلك اللحظة شارك أساساً ضمن مباراة واحدة فقط تحت قيادته.
وأضاف "لأني أراه، أعرف كيف يعاني وأعرف أنه يفعل كل شيء بصورة صحيحة".
وأردف "يتبع نظاماً غذائياً صحياً، بنيته الجسدية مثالية، ويحاول بجد شديد. ربما يفكر كثيراً في كل شيء. لقد كان بطلاً لأوروبا".
وزاد "إنه لاعب موهوب حقاً. وعندما يقدم كل ما لديه كما يفعل، سيحظى دائماً بدعم الجميع هنا في النادي".
إن مشاهدة أموريم وهو يتفاعل بهذه الطريقة مع ماونت الذي يعاني إصابة تخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته، حول ما رآه بعيداً من الكاميرات.
لم يتردد أموريم في انتقاد من لا يبذلون الجهد الكافي. فقد أصر على أنه يفضل وضع مدرب حراس المرمى البالغ من العمر 63 سنة على دكة البدلاء بدلاً من ماركوس راشفورد، واستبعد أليخاندرو غارناتشو من قائمة فريقه ضمن ديربي مانشستر بسبب مشكلات تتعلق بالانضباط والالتزام، وذلك خلال وقت ظل يصف فريقه الحالي، الذي يعاني ضعف الأداء، بأنه أسوأ فريق في تاريخ مانشستر يونايتد. أو حتى أسوأ من ذلك.
ويتعرض ماونت لانتقادات كثيرة غير عادلة من الجماهير التي تشعر بالإحباط من فشل لاعب آخر تعاقد معه النادي بمبلغ كبير، لكنه لم يتمكن من ترك أية بصمة في ملعب "أولد ترافورد".
وخلال الموسم الماضي، حتى عندما كان لائقاً بدنياً، بدا ماونت وكأنه القطعة التي لا تتناسب مع أي مكان في منظومة المدرب آنذاك إريك تن هاغ. فعلى رغم أن المدرب الهولندي هو من جلب لاعب وسط تشيلسي السابق إلى مانشستر، فإن نظامه الصارم لم يتسع لماونت ولم يجد له مكاناً واضحاً، في ظل وجود لاعب آخر يشغل دوراً مشابهاً هو برونو فيرنانديز.
لكن الأمر مختلف الآن، ولهذا السبب تحديداً يبدي المدرب الجديد إعجاباً واضحاً بماونت، فحين يمنح دور صانع الألعاب رقم "10" بحرية التحرك إلى الأطراف أو إلى العمق، يمكن لماونت أن يعمل في المساحات التي تناسب أسلوب لعبه، تماماً كما كان يفعل عندما بدأ يلمع نجمه في ملعب "ستامفورد بريدج".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ماونت هذا الأسبوع عن معاناته مع الإصابات منذ انضمامه إلى يونايتد عام 2023 "لم يكن الأمر سهلاً، لكني بقيت مركزاً للغاية، وكانت لدي دائماً صورة النهاية في ذهني، وشعرت دائماً أن الأمور ستتحسن، وأن شيئاً ما سيحدث، وأن لحظتي ستأتي".
وأضاف "قضيت أياماً كثيرة في كارينغتون (مركز تدريب يونايتد) جالساً على سرير العلاج، بينما كنت أرغب في التدرب على أرض الملعب، وكنت أشاهد المباريات من المدرجات حين أردت أن ألعب داخل الملعب".
وزاد "لكن في تلك كانت الظروف. بذلت كل ما بوسعي لمواصلة عملية التأهيل ومحاولة العودة. وتعلمت كثيراً من تلك اللحظات. أنت تقدر الأمور أكثر حين تمر بهذه التجارب".
ونظراً إلى كونه شخصية محبوبة، يلتف زملاؤه حوله دوماً لدعمه عند كل انتكاسة جديدة يتعرض لها، وهو ما يجعل ما مر به خلال المواسم الأخيرة أمراً مؤلماً للمشاهدة وصعباً على الجميع.
في أي ظرف آخر غير وجود منافسة محتدمة، فإن أهدافه الثلاثة الأخيرة منذ عودته المنتظرة من الإصابة تمثل أفضل مستوياته بقميص مانشستر يونايتد.
وكان أداء اللاعب البالغ من العمر 26 سنة، عندما دخل كبديل لإنقاذ يونايتد في إياب نصف النهائي أمام أتلتيك بيلباو، لافتاً للغاية، إذ أظهر هدفاه الرائعان مستوى لا يعكس قلة الدقائق التي لعبها، وهو ما يكفي وحده ليمنحه مكاناً أساساً في مواجهة توتنهام.
قد يتطلب الأمر لحظة جنون أخيرة على طريقة بيب غوارديولا، لكن موسم راسموس هويلوند انتهى فعلياً، ويحتاج إلى إبعاده من الواجهة، وسواء اعُتمد على ماونت أو أماد ديالو أو أليخاندرو غارناتشو في دور المهاجم الوهمي، فإن اتخاذ القرار ليس سهلاً، لكن أياً من هؤلاء الثلاثة سيشكل تهديداً هجومياً أكبر بكثير من مهاجم بدا وكأن موسماً بائساً نال منه تماماً.
وبغض النظر عن الدور الذي سيلعبه، فما من أحد يستحق أن يبدأ هذه المواجهة الحاسمة في خليج بسكاي أكثر من ماونت.
كانت ابتسامته بعد هدفه الحاسم من مسافة 45 ياردة أمام بيلباو مشبعة بالعاطفة، فلا يزال يملك الرغبة، وهذا أكثر مما يمكن قوله عن كثير من حوله.
لقد حان الوقت للمدرب أن يظهر للجميع السر الذي يجعل ماونت خياراً مميزاً إلى هذا الحد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهلال يتكفل بدفع «الجزائي».. برونو يطلب 30 مليون يورو
الهلال يتكفل بدفع «الجزائي».. برونو يطلب 30 مليون يورو

الرياضية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياضية

الهلال يتكفل بدفع «الجزائي».. برونو يطلب 30 مليون يورو

طلب البرتغالي برونو فيرنانديز، قائد فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي الأول لكرة القدم، ووكيله من مسؤولي نادي الهلال السعودي زيادة الراتب السنوي، إلى 30 مليون يورو من أجل الموافقة على الانتقال وتمثيل الأزرق العاصمي لمدة 3 مواسم، وذلك قبل المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية يونيو المقبل، وفقًا لمصادر خاصة بـ«الرياضية». وكان حساب «الرياضية عاجل» أشار 5 مايو الجاري إلى أن مسيري نادي الهلال اجتمعوا بكايتانو ماريا وميجيل روبن، محامي ووكيل النجم البرتغالي برونو فيرنانديز، لبحث إمكانية التعاقد معه. وبحسب المصادر نفسها، فإن أزرق العاصمة يسعى إلى خفض مطالبات اللاعب البرتغالي ووكيله، مع استعدادهم الكامل لدفع الشرط الجزائي لبرونو وكسر عقده مع ناديه الذي يبلغ 60 مليون يورو، علمًا أن عقد فيرنانديز مع «الشياطين الحمر» يمتد حتى يونيو 2027. وولد برونو ميجيل بورخيس فيرنانديز 8 سبتمبر 1994 في مدينة مايا البرتغالية، وبدأ مسيرته الاحترافية في الدوري الإيطالي مع نادي نوفارا، قبل أن ينتقل إلى أودينيزي ثم سامبدوريا. وبعد تألقه في «الكالتشيو» لفت النجم البرتغالي أنظار سبورتينج لشبونة الذي ضمه عام 2017، وهناك بزغ نجمه بشكل لافت، ليصبح أحد أبرز لاعبي الوسط في أوروبا، قبل أن يحط الرحال في يونايتد يناير 2020، في صفقة تجاوزت 60 مليون يورو، وسرعان ما أصبح قائدًا للفريق ومحورًا رئيسًا في تشكيلته، بفضل رؤيته الميدانية وقدرته العالية على التسجيل وصناعة الأهداف.

"عميل سري" و"صراط"... سينما "كان" المشعة بقلق الوجود
"عميل سري" و"صراط"... سينما "كان" المشعة بقلق الوجود

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

"عميل سري" و"صراط"... سينما "كان" المشعة بقلق الوجود

وسط تنوع الأصوات والأساليب التي طغت على أفلام مسابقة مهرجان "كان" السينمائي، بين الـ 13 والـ 24 من مايو (أيار) الجاري، برز فيلمان مهمان بأسلوبيهما المتناقضين ولكن المتكاملين في جوهرهما، "عميل سري" للبرازيلي كليبير مندونسا فيلو، و"صراط" للفرنسي أوليفييه لاشيه، وكلاهما يقدم رحلة سينمائية تتجاوز حدود الحكاية نحو اختبار وجودي، فالأول يغوص في متاهات الخوف السياسي والذاكرة الجمعية، فيما يسبح الثاني في فضاءات الصحراء بحثاً عن الذات والآخر، ومن خلال رؤيتين للحياة يحدث لقاء عند سؤال مركزي وهو كيف يمكن للسينما أن تكون أداة مواجهة، سواء مع الداخل الروحي أو مع الماضي القمعي؟ وقد نال الفيلمان أعلى درجات تقييمات النقاد. "عميل سري" في "عميل سري" يعود المخرج البرازيلي كليبير مندونسا فيلو لمدينته الأصلية ريسيف، لا ليقدم مجرد حكاية عن فرد أو فترة تاريخية، بل ليحفر في طبقات الزمن البرازيلي جرحاً ظل مفتوحاً، وبين ماض ديكتاتوري ثقيل وحاضر يبحث عن معنى في أرشيفه، يصوغ فيلو عملاً معقداً ومتشظي البنية ينساب ما بين الأجناس السينمائية بسلاسة نادرة، جامعاً بين السرد الشخصي والحس السياسي في مزيج لا يمكن اختزاله أو تصنيفه بسهولة. تدور أحداث الفيلم عام 1977 في خضم الكرنفال السنوي الصاخب، إذ يعود مارسيلو (فاغنر مورا)، وهو رجل أربعيني أرمل، لريسيف محاولاً بناء حياة جديدة، لكن العودة لا تعني بداية جديدة بقدر ما هي استدعاء لماض لم يحسم، فكل شيء في المدينة يوحي بأن هناك طبقة غير مرئية من القلق والتوجس، وهذا الجو الخانق الذي يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية يكشف عن آلة قمع تتجاوز الجسد لتخترق النفس. غير أن مندونسا لا يرضى بسرد خطي تقليدي، فالفيلم يتحرك على مستويات متداخلة، فمن جهة نتابع مارسيلو في حاضره المحاصر بالماضي، ومن جهة أخرى نشهد على جيل جديد من الطلاب يعود إلى أرشيف تلك المرحلة باحثاً عن حكايات المنسيين وأصوات جرى إسكاتها، وفي هذا التوازي يتبدى أن النظام القمعي لا يموت ببساطة بل يعيد إنتاج نفسه عبر النسيان وعبر محو الذاكرة الجماعية، ومن هنا تأتي أهمية "عميل سري" كفعل مضاد للنسيان، وكاستعادة فنية لمقاومة صامتة تتطلب شجاعة الذاكرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) جمالياً يتفنن المخرج في خلق عالم مزدوج، صاخب وملون من الخارج وخانق ومظلم من الداخل، ومما يثير الإعجاب أيضاً جرأة المزج بين الأساليب والنبرات عبر الانتقال بحرية بين الكوميديا السوداء والفانتازيا والتجسس والدراما العائلية، فمشاهد الساق التي أصبحت حدثاً إعلامياً بعدما التهم فك مفترس الرجل وترك ساقه يتصرف من تلقاء ذاته قد يبدو عبثياً، لكنه يتماشى مع مناخ الفيلم ويعكس جنون المرحلة وانزلاق الواقع نحو الغرائبي، وفي هذا التهجين الأسلوبي تظهر قدرة فيلو على تجاوز القوالب الجاهزة، فهو لا يقدم درساً في التاريخ وإنما تجربة فكرية عن كيف تكتب الذاكرة وكيف تلغى. "صراط" وجودي أما الفرنسي من أصل إسباني، أوليفييه لاشيه، الذي يخوض غمار المسابقة للمرة الأولى، فيأتي فيلمه الجديد "صراط" كطرح جمالي وفكري مختلف أَسَر قلوب النقاد، فلاشيه الذي أنجز فيلمه الروائي الطويل الأول "ميموزا" في المغرب يعود هذه المرة لصحرائه الممتدة حاملاً في جعبته رؤية فنية تنبض بتداخل الثقافات، ومدعومة بروحية تؤكد اهتمامه العميق بهذه الثيمات، ليكون الفيلم بمثابة شهادة حسية على هذا الانتماء الثقافي المتشعب. في "صراط" نتابع الأب (سرجي لوبيز) الإسباني الجنسية في رحلة يائسة للبحث عن ابنته التي اختفت منذ أشهر بلا أثر، سوى إشاعة تقول إنها قد تكون حاضرة في حفل مرتقب يقام في عمق الصحراء، يرافقه في هذه الرحلة الابن، في ما يصبح الحفل مركز الثقل في السرد ومكاناً صوفياً يحتشد فيه المهمشون من كل فج ليحتفلوا بالحياة والحرية والتحليق خارج قوالب الواقع. والعنوان "صراط" مستوحى من المفهوم الإسلامي الذي يشير إلى الجسر الرفيع الواصل بين الجحيم والجنة، وكأن الفيلم برمته عبور على هذا الحبل المشدود بين اليأس والرجاء والفناء والانبعاث، إلا أن لاشيه لا يقدمه من منظور ديني بل يعيد توظيفه في إطار سينمائي يحمل بعداً فلسفياً وتأملياً، إذ يدعونا لاشيه إلى رحلة فيها من الهلوسة والانجذاب ما يجعلنا نتفاعل شعورياً قبل أن نفهم منطقياً، ولعل الفهم في هذه الحال ليس الغاية بقدر ما هي التجربة والدخول الكلي في الفيلم، فهل ثمة حاجة إلى الفهم أصلاً إن كنا مدعوين إلى عبور وجودي مماثل يغير نظرتنا إلى الحياة؟ وعندما تقرر السلطات المحلية فض الحفل يرفض بعض المشاركين الانصياع ويواصلون الرحلة إلى منطقة صحراوية أخرى على مشارف الحدود الموريتانية، فيلحق بهم الأب على رغم طلبهم منه عدم تتبعهم، مدفوعاً بأمل خافت في العثور على ابنته، وعلى مدى ساعتين نتماهى مع هذا الأب المكسور ونغرق معه في بحر التيه والضياع، حيث تبدو الصحراء بلا نهاية والبحث لا يقود إلا إلى مزيد من التساؤلات. إنها رحلة وجودية قبل أن تكون بحثاً مادياً، فيها تذوب الأمكنة وتبرز الأحاسيس كبوصلة وحيدة، فالصحراء هنا ليست مجرد خلفية وإنما كيان سينمائي حي يشكل مشهداً مهيباً للصمود والقفز فوق العقبات، ومن الصعب ألا نستحضر بعض الأفلام التي تجري فصولها في الصحراء، إذ يتقاطع الفيلم معها في الفلسفة البصرية والتجريد، لكن لاشيه يحافظ على كاراكتيره الخاص فيعرف تماماً كيف يمنح فيلمه هوية فريدة عبر إيقاعه المتأمل ومزجه البديع بين الصوت والصورة. وفي النهاية سندرك أن الغاية ليست الحفل وإنما الطريق إليه، إذ إنه أشبه بسراب على نسق الحياة نفسها بكل ما تعترضه من أوهام وآمال وخيبات، لكن في المقابل لا شيء يعترض طريق لاشيه وهو يحملنا بخطى واثقة إلى عالم مواز.

اللحظات الهزلية وراء مسيرة مانشستر يونايتد المحظوظة في الدوري الأوروبي
اللحظات الهزلية وراء مسيرة مانشستر يونايتد المحظوظة في الدوري الأوروبي

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

اللحظات الهزلية وراء مسيرة مانشستر يونايتد المحظوظة في الدوري الأوروبي

أحد أكبر الأندية في العالم بلغ نهائي الدوري الأوروبي، مسلحاً بأحد أضخم الموازنات في عالم كرة القدم، في عام تجاوزت فيه مصروفاته في سوق الانتقالات 230 مليون جنيه استرليني (308.41 مليون دولار)، وبدأ البطولة مرشحاً فوق العادة للفوز بها، وأنهى دور المجموعة الموحدة في المركز الثالث، ويعد الفريق الوحيد الذي لم يهزم في البطولات الأوروبية الثلاث. وقد يبدو ذلك بسيطاً، لكن بما أن مانشستر يونايتد هو مانشستر يونايتد، فالأمر لم يكن كذلك، فالفريق صاحب المركز الـ16 في الدوري الإنجليزي الممتاز سيواجه توتنهام، صاحب المركز الـ17، في المباراة النهائية بمدينة بيلباو الإسبانية. كان يونايتد يحتل المركز الـ21 في الدوري الأوروبي عندما أقال إريك تن هاغ، ومر بثلاثة مدربين في طريقه إلى النهائي، وتأخر في النتيجة أمام فرق من البرتغال والنرويج والتشيك وفرنسا. سجل هاري ماغواير هدف التعادل في الدقيقة الـ91، وهدف الفوز في الدقيقة 121، وقد تأخر الفريق كثيراً لحسم الفوز أمام فيكتوريا بلزن ورينجرز، وتأخر أكثر لهزيمة ليون. لقد تقارب مع الإخفاق مراراً وتكراراً، وها هو الآن يقف على أعتاب الانتصار الكبير. لقد نجح يونايتد في أن يكون عكس ما هو عليه في إنجلترا: ففي أوروبا، هم فريق لا يعرف الخسارة ويجد دائماً وسيلة للفوز، فريق غزير الأهداف. والوقائع المجردة تقول إن مانشستر يونايتد سجل 18 هدفاً في آخر خمس مباريات له في الدوري الأوروبي، أكثر مما سجله في الدوري الإنجليزي خلال الأشهر الأربعة الماضية. وكل ذلك حدث على رغم أنهم اختاروا استبعاد أفضل موهبة هجومية لديهم تشيدو أوبي من قائمتهم الأوروبية. لكن النهاية الدرامية أمام ليون الفرنسي جاءت بفضل مهاجمين غير تقليديين: كوبي ماينو وهاري ماغواير، لاعب وسط ومدافع تم الدفع بهما في الخط الأمامي، وقد يقول البعض إنهما أنهيا الهجمات بصورة أفضل من المهاجمين المتخصصين. كان ذلك ثاني فوز بنتيجة (5 - 4) في تاريخ مانشستر يونايتد، الأول حققه "أطفال باسبي" في آخر مباراة لهم على الأراضي الإنجليزية عام 1958، أما الثاني فجاء على يد فريق أقل شأناً بكثير. لكن وبينما عانوا موسماً محلياً يعد من بين الأسوأ في تاريخهم، قدم مانشستر يونايتد في أوروبا لمحات صحيحة من ماضيهم المجيد، مثل الأهداف المتأخرة والعودة في النتائج والدراما التي كثيراً ما أسهمت في صنع هالة هذا النادي، وكلها اختزلت في أمسيات الخميس. لكن النهائي، تماماً كالمباراة الافتتاحية، سيقام الأربعاء، وجاءت البداية المتعثرة أمام نادي مدينة المدرب السابق تن هاغ، إف سي تفينتي، على ملعب "أولد ترافورد". وقال المدرب الهولندي "ليس من اللطيف أن تؤذي من تحب"، لكن في الحقيقة، كان يونايتد هو من تلقى الأذى الأكبر، جزئياً بسبب عجزه عن احتواء الظهير الأيمن بارت فان رووي الذي ركض مسافة 50 ياردة متجاوزاً عدداً من لاعبي تن هاغ، في اللقطة التي سبقت هدف التعادل الذي سجله سام لامرز. وعندما أقيل تن هاغ، كان يملك سجلاً كاملاً في الدوري الأوروبي: ثلاث مباريات، ثلاثة تعادلات، وإذا ما تغلب يونايتد على توتنهام، ينبغي أن يمنح برونو فيرنانديز لقب أفضل لاعب في البطولة، إذ لم يسجل أي لاعب أهدافاً أكثر منه حتى الآن، وفقط لاعبان يتفوقان عليه في عدد التمريرات الحاسمة، لكنه بدأ مشواره بصورة سيئة أيضاً، بعد طرده في بلده الأم، البرتغال، أمام بورتو. ومع ذلك، لا شيء من هذا يفسر تماماً لماذا، عندما أعلن تن هاغ بديله في مركز رقم "10" أمام فنربخشه التركي، كان الخيار صادماً، وهو الظهير الأيمن نصير مزراوي. تولى المدرب الموقت رود فان نيستلروي قيادة مانشستر يونايتد لتحقيق فوزه الأول المتأخر في البطولة، وجاء ذلك أمام باوك اليوناني. أما سجل روبن أموريم في هذه المسابقة، فهو ممتاز في الأقل، إذ حقق ثمانية انتصارات من أصل 10 مباريات، وتعادلان مقبولان خارج الديار أمام ريال سوسييداد وليون، لكن هذا لا يروي القصة كاملة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) سجل مانشستر يونايتد هدفاً في الدقيقة الأولى من أول مباراة أوروبية تحت قيادة أموريم، عن طريق أليخاندرو غارناتشو أمام بودو/غليمت، ومع ذلك وجد الفريق نفسه متأخراً في النتيجة، كما تأخر أيضاً أمام فيكتوريا بلزن. وأنقذ الفريق الهدفان المتتاليان من راسموس هويولوند، الذي كحال كريستيان إريكسن ودييغو دالوت سجل في الدوري الأوروبي أكثر مما سجل في الدوري الإنجليزي هذا الموسم. أما جاك بوتلاند، الذي ضمه مانشستر يونايتد في 2023، فسجل لصالح الفريق، لكن بصفته حارس مرمى رينجرز حالياً، إذ دفع الكرة بقبضته إلى شباكه إثر ركلة ركنية، مما جعله موقفاً محرجاً لا مناسبة للاحتفال. وشهدت الأدوار الإقصائية انفجاراً في عدد الأهداف واحتفالات صاخبة في مباريات الإياب على ملعب "أولد ترافورد" ثلاثية من برونو فيرنانديز أمام ريال سوسييداد، وثلاثية متأخرة في غضون سبع دقائق أمام ليون، وانفجار هجومي بأربعة أهداف خلال 19 دقيقة ضد أتلتيك بيلباو. وكانت هناك لحظات ساحرة مثل التحول المفاجئ لهاري ماغواير إلى جناح رشيق ليصنع هدف كاسيميرو الافتتاحي في ملعب "سان ماميس"، وتمريرة مانويل أوغارتي بالكعب ضد بيلباو، وتسديدة ماسون ماونت الرائعة من مسافة 50 ياردة ضد أتلتيك، كما قدم الفريق شوطاً أول مميزاً على أرضه أمام ليون، ربما الأفضل تحت قيادة أموريم، إلى جانب السيطرة التي فرضها في بيلباو بعد تقدمه بثلاثية نظيفة. لكن في المقابل، لم تخل المباريات من مشاهد هزلية وهشاشة دفاعية، فأندريه أونانا ذهب إلى ليون بعد أن وصفه نيمانيا ماتيتش بأنه أحد أسوأ الحراس في تاريخ مانشستر يونايتد، وارتكب خطأين فادحين تسببا في هدفين، فمن تقدم (2 - 0) وأداء مميز في لقاء الإياب، وجد يونايتد نفسه بطريقة ما متأخراً (2 - 4) على أرضه أمام فريق لعب بـ10 لاعبين. أحد المواضيع المتكررة في مسيرة مانشستر يونايتد هذا الموسم كان مواجهته لخصوم منقوصين عددياً، فكل من ريال سوسييداد وأتلتيك بيلباو أبديا استياءهما من البطاقات الحمراء التي أشهرت ضدهما في مباريات يونايتد، وشكا بيلباو تحديداً من لقطة رأوا فيها أن غارناتشو لمس الكرة بيده قبل أن يرتكب داني فيفيان الخطأ ضد هويلوند، الذي تسبب في طرده. وقد يكون في ذلك دلالة على أن الحظ وقف إلى جانب يونايتد، لكن الفريق يمكنه الادعاء بأنه صنع حظه بفضل صلابته ولحظات الإلهام، وتفوق بعض أفراده في اللحظات الحاسمة وأحياناً بطرق لا تصدق. لقد تحول كوبي ماينو وهاري ماغواير - على طريقة تيدي شيرنغهام وأولي غونار سولسكاير في القرن الـ21، إلى منقذين للفريق. فقد أبقيا على موسم يونايتد حياً، في كل دور كان فيه على شفير الخروج من بطولة، ومن دون أية بارقة أمل. وها هو الآن في بيلباو، في موسم يمكن وصفه بالكارثي، يقترب من العودة لدوري أبطال أوروبا. سميت سيرة المدير الفني الأول الذي قاد مانشستر يونايتد للفوز بكأس أوروبا، السير مات باسبي، بـ"مجـد غريب النوع"، وهذا سيكون بلا شك مجداً أوروبياً غريباً للغاية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store